كنتُ ولم ازل في رؤيتي الخاصة لنشأة التشيّع في الاسلام ، ممَن ينحون منحا اضافيا لموضوعة نشأة هذا المذهب الاسلامي الذي لم يزل لهذا اليوم وهو يحمل داخل طياته شيئا ما غريبا عن اقرانه من المذاهب الاسلامية الاخرى المحترمة ، فمنذ الشباب عندما بحثتُ عن فكرة نشأة هذا التوجه الفكري الخاص داخل الاسلام المسمى تشيّعاوحتى اليوم اشعر ان هذا التشيّع هو ابعد بكثير مما ذكره اساطين الفكر الاسلامي الشيعي وغير الشيعي من ان :(( أصل التشيع ولبنته الاولى التي وضعت كان مؤسسها هو رسول الله محمد ص حسب ماذكره السيوطي في دره المنثور عند تفسير سورة الزلزلة قال :أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي (عليه السلام) فقال النبي: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)فكان أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله)إذا أقبل علي (عليه السلام) قالوا: جاء خير البرية)) .
والحقيقة بغض النظر عن وجهة النظر الاخرى التي تحاول تزييف نشأة التشيّع الاسلامي واصوله الفكرية ، ورمي هذا المذهب ( كما فعل احمد امين في كتابه فجر الاسلام وبعض المستشرقين المشبوهين بروكلمن وغيره )) لهذه الجهة الاعجمية او تلك الجهة الوهمية (في اسطورة ابن سبأ)للتخلص من نشأة التشيّع الاسلامية الرسالية الاصيلة وبغض النظر ايضا عن مَن يذهب الى ان نشأة التشيّع الاسلامي لم تظهر للوجود الا بعد خلافة علي بن ابي طالب عندما شايعه اهل العراق في حروبه مقابل مشايعة اهل الشام لمعاوية ....، فانا لم ازل ارى في نشأة التشيّع انها عملية ابعد بكثير من فكرة حتى تأسيس الرسول الاعظم محمد ص لبذرتها الطيبة المباركةوارقى واعمق من افكار الحاقدين على التشيّع الاسلامي سياسيا وفكريا للهبوط بها الى هذه الجغرافية ، او تلك من زوايا التاريخ المنقرضة والمنسية !!.
نعم فكري متوجه بقوّة الى فرضية ان نشأة التشيّع تذهب متصاعدة الى اعلى سلّم الرسالات السماوية لتشكل فكرة التشيّع مع فكرة الرسالة الالهية التؤم او الثنائية التي انحدرت مع رسالات السماء الالهية خطوة خطوة ، ومنذ ادم عليه السلام ، وحتى الاسلام العظيم والرسالة المحمدية المباركة !!.
وبهذا يكون التشيّع أمتدادا الاهيا طبيعيا ، كما الاسلام ورسالاته المتعددة ، التي جاءت للناس لتخرجهم من ظلمات الجاهلية والجهل الى نور الاسلام والحقيقة ، ولافرق بين المشكاة الرسالية ومصباحها ، الا في الامتداد والتأسيس فبينما الرسالة الالهية يكون واجبها وتكون وظيفتها هي التأسيس وقلب التربة الاجتماعية الانسانية ، ووضع اللبنة الاولى من الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ، يكون التشيّع والولاية والامامة ...بالضرورة هي الاستمرارية والقيادة وبناء الهيكل العام ، وقيامة المجتمع وحصد المحصول وقطف ثمار البذرة الرسالية !!.
نعم على هذا الاساس والرؤية يكون الله سبحانه مرسل الرسل ومنزل القوانين والكتب هو ذاته تقدست اسمائه من اسس لبذرة التشّيع منذ القديم من الازل والرسالات كما اسس لبذرة الرسالة وبعث الرسل وما مقولة خاتم الانبياء والرسل العظيم محمد ص:(( ياعلي انت وشيعتك خير البرية ))، والذي يستند عليها اساطين العلم والفكر الاسلامي ليستنبطوا منها فكرة :((ان تأسيس التشيّع كان على يد الرسول الاعظم محمد ص))الا كونها تبليغ من قبل الرسول ص لما امره به ربه سبحانه وتعالى بالتأسيس للتشيّع او التبليغ عن ولادة التشيّع لعلي بن ابي طالب ع ، وماهذه الفكرة الرسالية في الحقيقة ، الا انعكاس لبيان قوله سبحانه وتعالى (( وماينطق عن الهوى ان هو الا وحيٌ يوحى / النجم )) باعتبار :ان التأسيس لخط التشيّع الاسلامي جاء من خلال الامر الالهي اولا ، وليس فقط من خلال خط الرسالة المحمدية الذي يوحي بانفصاله عن الامر الالهي العظيم عندما يقال المؤسس هو الرسول ص فحسب !!.
إن هذه الرؤية التي ترجع تأسيس التشيّع في الاسلام ، بل وفي جميع الرسالات السماوية الصاعدة ، حتى ادم ابي البشرية عليه السلام الى الله سبحانه وتعالى مباشرة ، هي نفسها الرؤية التي تشرح لنا : كيف ان مفهوم التشيّع لم يقتصر فقط على امة الاسلام الاخيرة التي بذر بذرتها خاتم النبيين محمد ص ؟.
وكذالك مامعنى ان يكون الخطاب القرآني الذي يتحدث عن التاريخ ورسالات السماء السابقة مليئ بمفهوم التشيّع ايضا كقوله سبحانه في قصة ابراهيم الخليل عليه السلام :(( وان من شيعته لابراهيم )) وكقوله سبحانه في قصة موسى ع :(( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ))؟.
مما يؤكد ان مفهوم (( التشيّع )) ووجوده وتحركه في حياة جميع الانبياء والرسل ، على اساس انه وجود وتحرّك ممتد مع التاريخ الرسالي مهما تصاعد في القدم سواء كان في حياة شيخ الانبياء وابوهم ابراهيم ع ،او في حياة موسى وعيسى ويعقوب وادريس ونوح ....الخ وغير ذالك عليهم السلام جميعا وانه وجود يحيط بالرسالة كما ان الرسالة السماوية تؤسس للتشيّع ان يتحرك في داخلها وبعدها في الاستمرارية وعلى طول خط الرسالة السماوية في هذا الوجود ، بل ان وجود التشيّع حسب الرؤية القرآنية لم تخلوا منه رسالة من رسالات السماء ، ولم يغب عن توجيهات ،واوامر اي رسول او نبي من انبياء الله سبحانه وتعالى لاقوامهم المتعاقبة عندما يبشرون بالتشيّع من بعد رسالاتهم في التاريخ وحتى اخر الرسالات وخاتمة النبوات نبوة رسولنا وعظيمنا محمد ص !!.
وبهذا نستطيع الذهاب الى القول ان اصل التشيّع في الاسلام الاهي المنشأ ، ورسالي التبليغ ، او القول ، ان نشأة التشيّع في الاسلام هي نشأة الاسلام والرسالة الالهية نفسها ، ولكن الفرق بين الرسالة والتشيّع ،إن الرسالة تبذر البذرة الاولية ، وتضع حجر الاساس ، وتؤسس للاطار العام الذي يقبل الانسان في داخله لمجرد الظاهر من الحال بينما التشيّع هو الذي يمحص المؤمنين من غير المؤمنين ، وهو الذي يحافظ على روح الرسالة وجوهرها ، وهو الذي يبني الفدائيين والحواريين الذين يشكلون المتراس الذي يلتف حول البذرة الرسالية اذا عصفت بها قوى الكفر والنفاق لابادتها عن الوجود ،وبهذا استحق علي بن ابي طالب باعتباره قائد كتيبة المتشيعين ان يكون عليه السلام الامام المفترض الطاعة من قبل الله سبحانه وتعالى ، واستحق شيعته ان يكونوا بعده خير البرية !.
والحقيقة بغض النظر عن وجهة النظر الاخرى التي تحاول تزييف نشأة التشيّع الاسلامي واصوله الفكرية ، ورمي هذا المذهب ( كما فعل احمد امين في كتابه فجر الاسلام وبعض المستشرقين المشبوهين بروكلمن وغيره )) لهذه الجهة الاعجمية او تلك الجهة الوهمية (في اسطورة ابن سبأ)للتخلص من نشأة التشيّع الاسلامية الرسالية الاصيلة وبغض النظر ايضا عن مَن يذهب الى ان نشأة التشيّع الاسلامي لم تظهر للوجود الا بعد خلافة علي بن ابي طالب عندما شايعه اهل العراق في حروبه مقابل مشايعة اهل الشام لمعاوية ....، فانا لم ازل ارى في نشأة التشيّع انها عملية ابعد بكثير من فكرة حتى تأسيس الرسول الاعظم محمد ص لبذرتها الطيبة المباركةوارقى واعمق من افكار الحاقدين على التشيّع الاسلامي سياسيا وفكريا للهبوط بها الى هذه الجغرافية ، او تلك من زوايا التاريخ المنقرضة والمنسية !!.
نعم فكري متوجه بقوّة الى فرضية ان نشأة التشيّع تذهب متصاعدة الى اعلى سلّم الرسالات السماوية لتشكل فكرة التشيّع مع فكرة الرسالة الالهية التؤم او الثنائية التي انحدرت مع رسالات السماء الالهية خطوة خطوة ، ومنذ ادم عليه السلام ، وحتى الاسلام العظيم والرسالة المحمدية المباركة !!.
وبهذا يكون التشيّع أمتدادا الاهيا طبيعيا ، كما الاسلام ورسالاته المتعددة ، التي جاءت للناس لتخرجهم من ظلمات الجاهلية والجهل الى نور الاسلام والحقيقة ، ولافرق بين المشكاة الرسالية ومصباحها ، الا في الامتداد والتأسيس فبينما الرسالة الالهية يكون واجبها وتكون وظيفتها هي التأسيس وقلب التربة الاجتماعية الانسانية ، ووضع اللبنة الاولى من الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ، يكون التشيّع والولاية والامامة ...بالضرورة هي الاستمرارية والقيادة وبناء الهيكل العام ، وقيامة المجتمع وحصد المحصول وقطف ثمار البذرة الرسالية !!.
نعم على هذا الاساس والرؤية يكون الله سبحانه مرسل الرسل ومنزل القوانين والكتب هو ذاته تقدست اسمائه من اسس لبذرة التشّيع منذ القديم من الازل والرسالات كما اسس لبذرة الرسالة وبعث الرسل وما مقولة خاتم الانبياء والرسل العظيم محمد ص:(( ياعلي انت وشيعتك خير البرية ))، والذي يستند عليها اساطين العلم والفكر الاسلامي ليستنبطوا منها فكرة :((ان تأسيس التشيّع كان على يد الرسول الاعظم محمد ص))الا كونها تبليغ من قبل الرسول ص لما امره به ربه سبحانه وتعالى بالتأسيس للتشيّع او التبليغ عن ولادة التشيّع لعلي بن ابي طالب ع ، وماهذه الفكرة الرسالية في الحقيقة ، الا انعكاس لبيان قوله سبحانه وتعالى (( وماينطق عن الهوى ان هو الا وحيٌ يوحى / النجم )) باعتبار :ان التأسيس لخط التشيّع الاسلامي جاء من خلال الامر الالهي اولا ، وليس فقط من خلال خط الرسالة المحمدية الذي يوحي بانفصاله عن الامر الالهي العظيم عندما يقال المؤسس هو الرسول ص فحسب !!.
إن هذه الرؤية التي ترجع تأسيس التشيّع في الاسلام ، بل وفي جميع الرسالات السماوية الصاعدة ، حتى ادم ابي البشرية عليه السلام الى الله سبحانه وتعالى مباشرة ، هي نفسها الرؤية التي تشرح لنا : كيف ان مفهوم التشيّع لم يقتصر فقط على امة الاسلام الاخيرة التي بذر بذرتها خاتم النبيين محمد ص ؟.
وكذالك مامعنى ان يكون الخطاب القرآني الذي يتحدث عن التاريخ ورسالات السماء السابقة مليئ بمفهوم التشيّع ايضا كقوله سبحانه في قصة ابراهيم الخليل عليه السلام :(( وان من شيعته لابراهيم )) وكقوله سبحانه في قصة موسى ع :(( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ))؟.
مما يؤكد ان مفهوم (( التشيّع )) ووجوده وتحركه في حياة جميع الانبياء والرسل ، على اساس انه وجود وتحرّك ممتد مع التاريخ الرسالي مهما تصاعد في القدم سواء كان في حياة شيخ الانبياء وابوهم ابراهيم ع ،او في حياة موسى وعيسى ويعقوب وادريس ونوح ....الخ وغير ذالك عليهم السلام جميعا وانه وجود يحيط بالرسالة كما ان الرسالة السماوية تؤسس للتشيّع ان يتحرك في داخلها وبعدها في الاستمرارية وعلى طول خط الرسالة السماوية في هذا الوجود ، بل ان وجود التشيّع حسب الرؤية القرآنية لم تخلوا منه رسالة من رسالات السماء ، ولم يغب عن توجيهات ،واوامر اي رسول او نبي من انبياء الله سبحانه وتعالى لاقوامهم المتعاقبة عندما يبشرون بالتشيّع من بعد رسالاتهم في التاريخ وحتى اخر الرسالات وخاتمة النبوات نبوة رسولنا وعظيمنا محمد ص !!.
وبهذا نستطيع الذهاب الى القول ان اصل التشيّع في الاسلام الاهي المنشأ ، ورسالي التبليغ ، او القول ، ان نشأة التشيّع في الاسلام هي نشأة الاسلام والرسالة الالهية نفسها ، ولكن الفرق بين الرسالة والتشيّع ،إن الرسالة تبذر البذرة الاولية ، وتضع حجر الاساس ، وتؤسس للاطار العام الذي يقبل الانسان في داخله لمجرد الظاهر من الحال بينما التشيّع هو الذي يمحص المؤمنين من غير المؤمنين ، وهو الذي يحافظ على روح الرسالة وجوهرها ، وهو الذي يبني الفدائيين والحواريين الذين يشكلون المتراس الذي يلتف حول البذرة الرسالية اذا عصفت بها قوى الكفر والنفاق لابادتها عن الوجود ،وبهذا استحق علي بن ابي طالب باعتباره قائد كتيبة المتشيعين ان يكون عليه السلام الامام المفترض الطاعة من قبل الله سبحانه وتعالى ، واستحق شيعته ان يكونوا بعده خير البرية !.