تقريبا اجتمعت كلمة المسلمين على صحة الرواية التي تُنقل عن الخليفة الثاني عمربن الخطاب وفي مواضع كثيرة بقوله:((لولا عليٌ لهلك عمر )) !.
والحقيقة ان في ثنايا هذه الكلمةلعُمر بن الخطاب وما نُقل عنه إنه قالها في مواضع عدة ومشاهد أقضية واحكام ومسائل متفرقة شتى ما يجعلنا نقف ونتأمل في هذه الكلمة ومن عدة زوايا واتجاهات ، في الغالب ترتبط بمصيرأمة ترى في عليٌ بن ابي طالب عليه السلام اماميا شيعيا اسلاميا وعمربن الخطاب سلفيا سُنيا اسلاميا اليوم انهما الاكبرفي الاسلام ولهذاوجب الوقوف والتأمل والتدقيق والبحث فيها ، لنفقه عمق الكلمة ونوعية متنها ومدلولاتها المختلفة ولنقول :
اولا: لايخفى إن مثل هذه الكلمة تحسب ، لخليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب اكثر مما تحسب عليه فالرجل مع انه يعترف من خلال هذه الكلمة بفضل غيره العلمي في الفقه والحكم والاسلام وهو عليّ بن ابي طالب ع الا انها (( الكلمة )) ومن الجانب الاخر تعتبر وثيقة ، قالها عمر بحق علي بن ابي طالب ، لكنّ غير عمر الكثير ممن هم اقل شأنا سياسيا ودنيويا وحتى دينيا في المدرسة السُنية من عمر ، مَن اخذته العزّة بالاثم قُبالة علي بن ابي طالب وحتى لم يعترف له بفضل العلم ، فضلا على ان هناك من ناصب علي بن ابي طالب العداء المباشر والصارخ ليقاتل عليّا ويعتدي على حرمته وكرامته الالهية في هذه الدنيا !!.
أما خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب فكان لايرى باسا حتى ولو من ناحية الحكمة السياسية ان يشير لعلي بن ابي طالب بهذه المنزلة التي عُرف بها عليٌ ع في زمن الرسول الاعظم محمد ص قبل ان يصبح خلفائه من غير اهل بيته ، ولكن مع ذالك تحسب للخليفة عمرانه اشار بضعفه امام المعضلات وبكفاءة عليٌ ع في حلها ومن ثم نجاة خليفة المسلمين من الهلكة الدنيوية والاخروية على يد عليٌّ على السواء !.
نعم كان وجود عليٌّ ع في زمن خلافة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب يشكل بحد ذاته معضلة ليس لعمر فحسب بل ولكل خليفة لو شاء القدران يكون عليٌ حاضرها بعلمه وحنكته وقضائه وعدله فعليٌ على اي حال لايمكن القضاء والافتاء والحكم بحضرته بدون الرجوع اليه سواء كان من الخليفةالثاني او غيره وذالك لما هو معروف عن علمه وحكمه وبحر عليّ في الاسلام وقوانينه ويخاطر بالفعل من يحكم برأيه وعليٌّ موجود في الحياة، فاولا سيصبح حتما اضحوكة من يحكم برايه في الاسلام وعليٌ بن ابي طالب جالس الى جانبه فعليٌ من عادته ان لايسكت على حكم باطل ولامن عادته كتم العلم الذي عنده اذا راى حكما في الاسلام اعتدي عليه من قبل هذا الحاكم او ذاك ولهذا قلنا بحكمة السياسة التي كان ينتهجها الخليفة الثاني للمسلمين بمقولته بحق عليٌ ع :(( لولا علي لهلك عمر )) !.
ثانيا : يبدو من الجملة ،او الكلمة التي قالها عمر بن الخطاب بحق عليّ بن ابي طالب ع ، انها كلمة اختزلت في داخلها اشكالية في رؤية الخليفة الثاني لامتدادات حكم خلافته القائمة ، فالكلمة تقول :بنجاة عمر من الهلكة بوجودحكيم وعالم ومدبر مثل عليّ بن ابي طالب الى جانبه ، وهذا المفهوم بحد ذاته يطلعنا على اشكالية من فرعين :
الاول : هو ان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب ، كان معتقدا في حكمه للامة ، انه يحكم بمسؤولية فردية بحيث انه عندما اراد ان يقيّم حاله وحال عليّ ع امام موضوعة الافتاء والقضاء والحكم ، قال :(( لولا علي لهلك عمر )) ، وهذه الكلمة فيها دلالة ان عمر بن الخطاب كان ينظر لكل احكامه على اساس مردوداتها الشخصية والفردية عليه ان كانت خاطئة او مصيبة !!.
ثانيا : كان ينبغي ان يذكر الخليفة الثاني الكلمة بصورة مختلفة جدا عن صيغتها الفردية لتكون:((لولا عليٌّ لهلكت الامة )) مثلا وذالك لانه من الطبيعي القول ان حكم الخليفة الثاني كان باعتباره خليفة للامة ،وإن احكامه ستأخذها الامة من بعده على اساس انها التشريع الملزم لجميع افراد الامة من حضر في الزمان ومن سياتي بعدهم !!!.
لكنّ المفاجأة ان الكلمةالعمرية جاءت على شكل:(لولا عليٌ لهلك عمر)وبصيغتهاالشخصية الفردية وليست الاجتماعية الاسلامية وهذا إن دلّ على شيئ فانما يدل على :
اولا : اما عن قصور في رؤية الحكم للخليفة الثاني واعتبار ان حكمه ومسؤولياته انما هي عليه شخصيا ، ومثل هذا الكلام من الصعب القبول به فكريا !.
ثانيا : واما لوعي من الخليفة الثاني ومقصودية في الكلام ، ولهذا جاءت الصيغة بفردية لتقول :(( لولا عليّ لهلك عمر )) !.
اي بمعنى ان الخليفة الثاني عمر نفسه كان قاصدا لذكرنجاتهاوهلاكه الشخصي في واقعةحكمه وافتاءه بل واراد صراحا الخليفة الثاني ان يقول باجتهاد حكمه الشخصي ،وانه لايمثل الحق المطلق الذي ينبغي على الامة احتذاءه واتباعه واخذه كسنة شمولية للحاضر وللقادم من الزمان ولهذا قال عمر بمسؤوليته الشخصية امام احكامه وافتاءاته الاسلامية ب:(لولا عليّ لهلك عمر)!.
نعم لو اخذنابرأي من جاءبعد الخليفة الثاني من المسلمين ليقدسوا من حكم حقبته ويروا في حكمه انه ناسخ حتى لاحكام القرآن والسنة النبوية المطهرةوانها احكام مستمرة وكاشفة وشاملة لحكم الاسلام واصول قضائه فيتوجب علينا عندئذ ان نفهم مقولة عمر بن الخطاب نفسه على اساس مفهومها وليس منطوقها لتكون الكلمةآخذة بابعادها الاجتماعية التابعةلحكم الخلافة ولتكون بصيغة: (( لولا عليٌّ لاهلك الامة عمر )) او( لولا عليٌّ لهلكت الامة ) وهذا باعتبار ان صلاح وهداية الامة كان مرتبطا بخلفائها الزمنيين لاسيما الخلافة الثانية لعمربن الخطاب التي اتخذهاالبعض من المسلمين على اساس انهاالخلافة التي حكم فيها الخليفة عمر بن الخطاب باسم الاسلام ورسمه ، فيكون كل ماصدر من حكم الخليفة هو الممثل الشرعي والمقدم على ماسواه من احكام وسنن ،ومن هنا تتوجه كلمة الخليفة الثاني الى مقصدها الاساس لتكون :(( لولا عليٌّ لهلك عمر وأهلك من بعده الامة )) او بما معناه : ان عليّا بن ابي طالب ع كان ولم يزل صاحب الفضل والهداية للامة التي لولاه لهلك عمر وهلكت الامة باحكام عمر !!.
نعم على المبنى الذي يرى في حكم عمر انه حكم شمولي لكل الامة وعلى حركتها وتصوراتها وقضائها حتى اليوم ، لابد لنا من الاخذ بمفهوم مقولة عمر لينسجم حكم الخلافة وتبعية الامة له ،وما كان يحلّه ابو الحسن عليّ من معضلات لحكم الامة المتمثل بخليفتها عمر بن الخطاب !.
ثالثا : لاريب ان المتلقي لكلمة عمر:( لولا عليّ لهلك عمر) سيتلقى معها حتما الكثيرمن المفاهيم التي تكون فروعالهذه المسألة التي هي غاية في الحساسية والاهمية لفكر الامة الاسلامي ومنابع معتقداتها الدينية واحكامها الشرعيةولا اقل من تلقي مفهوم ان عليّا بن ابي طالب ع بهذاالمعنى كان هو الضمانة الحقيقية لنجاة الامة وعدم هلاكها باعتبارها غدا واليوم هي دائمة الرجوع لحكم خلفائها الاسلاميين الاوائل كابي بكر وعمر وغيرهم !!.
وكذا عندما نتلقى مع كلمة عمر تلك بحق علي بن ابي طالب مفهوم :ان عليَّ بن ابي طالب عندما يُراد عزله عن حكم الامة فان الهلاك لامحالة سيحلّ بمسيرةالامة سواءكان هلاكا دنيويااوكان هلاكا اخرويا كما تذهب اليه كلمة الخليفة الثاني عمربن الخطاب وهذا يعني إن كل من حاول عزل عليّاً عن الحكم او ابعاده عن ارشادالامة لاسلامها الصحيح انما ساهم بهلاك هذه الامة بشهادة خليفة المسلمين الثاني الذي شهد ان في حكم الاسلام معضلات ثقال كبار شداد ، ليس لها في الاسلام الا ابا حسن ، لمايتمتع به من علم ووعي وتدبير وادراك وحكمة ودراية وتفقه !!.
اما مايستتبع كلمة خليفة المسلمين عمر من اسألة ، فلا حصر لوجوهها ،ولااقل من سؤال : ماهو الهلاك الذي كان الخليفة عمر يتعوذ بالله العظيم منه مع عدم وجود عليّ ع ، عندما كان يقول :(( لاابقاني الله لمعضلة ليس لها ابا حسن )) ، او عندما اشار بقوله :(( لولا علي لهلك عمر )) ولو هلك عمر هلك اتباعه !.
طبعا لاريب انه كان هلاك الدين والدنيا بعدم اتباع حكم عليّ وعلمه وحكمته وتدبيره والا حتى لوقيل انه هلاكا اخرويا دينيا فقط لقلنا ايضا وماهي الدنيا بالنسبة لاي مسلم بلا دين واخرة ، وعلي بن ابي طالب بالحق كان هو النجاة في الدين والدنيا معا !!.
إن على الامة المسلمةان تدرك ان الرجوع لعلي بن ابي طالب ع كمرجعية دينية ودنيويةهو رجوع لمرجعيةالله ورسوله لامحالة وانه رجوع لسيرةالسلف عندما كان يرى في عليّ ع انه النجاة والرشاد والخلاص من الهلاك والتهلكة أما العزوف عن علي بن ابي طالب او تقديم حكم غيره على حكمه فهو الهلكة والبوار وورود النار في الاخرة والذل والضعف في الدنيا كذالك !.
_____________________
alshakerr@yahoo.com
والحقيقة ان في ثنايا هذه الكلمةلعُمر بن الخطاب وما نُقل عنه إنه قالها في مواضع عدة ومشاهد أقضية واحكام ومسائل متفرقة شتى ما يجعلنا نقف ونتأمل في هذه الكلمة ومن عدة زوايا واتجاهات ، في الغالب ترتبط بمصيرأمة ترى في عليٌ بن ابي طالب عليه السلام اماميا شيعيا اسلاميا وعمربن الخطاب سلفيا سُنيا اسلاميا اليوم انهما الاكبرفي الاسلام ولهذاوجب الوقوف والتأمل والتدقيق والبحث فيها ، لنفقه عمق الكلمة ونوعية متنها ومدلولاتها المختلفة ولنقول :
اولا: لايخفى إن مثل هذه الكلمة تحسب ، لخليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب اكثر مما تحسب عليه فالرجل مع انه يعترف من خلال هذه الكلمة بفضل غيره العلمي في الفقه والحكم والاسلام وهو عليّ بن ابي طالب ع الا انها (( الكلمة )) ومن الجانب الاخر تعتبر وثيقة ، قالها عمر بحق علي بن ابي طالب ، لكنّ غير عمر الكثير ممن هم اقل شأنا سياسيا ودنيويا وحتى دينيا في المدرسة السُنية من عمر ، مَن اخذته العزّة بالاثم قُبالة علي بن ابي طالب وحتى لم يعترف له بفضل العلم ، فضلا على ان هناك من ناصب علي بن ابي طالب العداء المباشر والصارخ ليقاتل عليّا ويعتدي على حرمته وكرامته الالهية في هذه الدنيا !!.
أما خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب فكان لايرى باسا حتى ولو من ناحية الحكمة السياسية ان يشير لعلي بن ابي طالب بهذه المنزلة التي عُرف بها عليٌ ع في زمن الرسول الاعظم محمد ص قبل ان يصبح خلفائه من غير اهل بيته ، ولكن مع ذالك تحسب للخليفة عمرانه اشار بضعفه امام المعضلات وبكفاءة عليٌ ع في حلها ومن ثم نجاة خليفة المسلمين من الهلكة الدنيوية والاخروية على يد عليٌّ على السواء !.
نعم كان وجود عليٌّ ع في زمن خلافة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب يشكل بحد ذاته معضلة ليس لعمر فحسب بل ولكل خليفة لو شاء القدران يكون عليٌ حاضرها بعلمه وحنكته وقضائه وعدله فعليٌ على اي حال لايمكن القضاء والافتاء والحكم بحضرته بدون الرجوع اليه سواء كان من الخليفةالثاني او غيره وذالك لما هو معروف عن علمه وحكمه وبحر عليّ في الاسلام وقوانينه ويخاطر بالفعل من يحكم برأيه وعليٌّ موجود في الحياة، فاولا سيصبح حتما اضحوكة من يحكم برايه في الاسلام وعليٌ بن ابي طالب جالس الى جانبه فعليٌ من عادته ان لايسكت على حكم باطل ولامن عادته كتم العلم الذي عنده اذا راى حكما في الاسلام اعتدي عليه من قبل هذا الحاكم او ذاك ولهذا قلنا بحكمة السياسة التي كان ينتهجها الخليفة الثاني للمسلمين بمقولته بحق عليٌ ع :(( لولا علي لهلك عمر )) !.
ثانيا : يبدو من الجملة ،او الكلمة التي قالها عمر بن الخطاب بحق عليّ بن ابي طالب ع ، انها كلمة اختزلت في داخلها اشكالية في رؤية الخليفة الثاني لامتدادات حكم خلافته القائمة ، فالكلمة تقول :بنجاة عمر من الهلكة بوجودحكيم وعالم ومدبر مثل عليّ بن ابي طالب الى جانبه ، وهذا المفهوم بحد ذاته يطلعنا على اشكالية من فرعين :
الاول : هو ان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب ، كان معتقدا في حكمه للامة ، انه يحكم بمسؤولية فردية بحيث انه عندما اراد ان يقيّم حاله وحال عليّ ع امام موضوعة الافتاء والقضاء والحكم ، قال :(( لولا علي لهلك عمر )) ، وهذه الكلمة فيها دلالة ان عمر بن الخطاب كان ينظر لكل احكامه على اساس مردوداتها الشخصية والفردية عليه ان كانت خاطئة او مصيبة !!.
ثانيا : كان ينبغي ان يذكر الخليفة الثاني الكلمة بصورة مختلفة جدا عن صيغتها الفردية لتكون:((لولا عليٌّ لهلكت الامة )) مثلا وذالك لانه من الطبيعي القول ان حكم الخليفة الثاني كان باعتباره خليفة للامة ،وإن احكامه ستأخذها الامة من بعده على اساس انها التشريع الملزم لجميع افراد الامة من حضر في الزمان ومن سياتي بعدهم !!!.
لكنّ المفاجأة ان الكلمةالعمرية جاءت على شكل:(لولا عليٌ لهلك عمر)وبصيغتهاالشخصية الفردية وليست الاجتماعية الاسلامية وهذا إن دلّ على شيئ فانما يدل على :
اولا : اما عن قصور في رؤية الحكم للخليفة الثاني واعتبار ان حكمه ومسؤولياته انما هي عليه شخصيا ، ومثل هذا الكلام من الصعب القبول به فكريا !.
ثانيا : واما لوعي من الخليفة الثاني ومقصودية في الكلام ، ولهذا جاءت الصيغة بفردية لتقول :(( لولا عليّ لهلك عمر )) !.
اي بمعنى ان الخليفة الثاني عمر نفسه كان قاصدا لذكرنجاتهاوهلاكه الشخصي في واقعةحكمه وافتاءه بل واراد صراحا الخليفة الثاني ان يقول باجتهاد حكمه الشخصي ،وانه لايمثل الحق المطلق الذي ينبغي على الامة احتذاءه واتباعه واخذه كسنة شمولية للحاضر وللقادم من الزمان ولهذا قال عمر بمسؤوليته الشخصية امام احكامه وافتاءاته الاسلامية ب:(لولا عليّ لهلك عمر)!.
نعم لو اخذنابرأي من جاءبعد الخليفة الثاني من المسلمين ليقدسوا من حكم حقبته ويروا في حكمه انه ناسخ حتى لاحكام القرآن والسنة النبوية المطهرةوانها احكام مستمرة وكاشفة وشاملة لحكم الاسلام واصول قضائه فيتوجب علينا عندئذ ان نفهم مقولة عمر بن الخطاب نفسه على اساس مفهومها وليس منطوقها لتكون الكلمةآخذة بابعادها الاجتماعية التابعةلحكم الخلافة ولتكون بصيغة: (( لولا عليٌّ لاهلك الامة عمر )) او( لولا عليٌّ لهلكت الامة ) وهذا باعتبار ان صلاح وهداية الامة كان مرتبطا بخلفائها الزمنيين لاسيما الخلافة الثانية لعمربن الخطاب التي اتخذهاالبعض من المسلمين على اساس انهاالخلافة التي حكم فيها الخليفة عمر بن الخطاب باسم الاسلام ورسمه ، فيكون كل ماصدر من حكم الخليفة هو الممثل الشرعي والمقدم على ماسواه من احكام وسنن ،ومن هنا تتوجه كلمة الخليفة الثاني الى مقصدها الاساس لتكون :(( لولا عليٌّ لهلك عمر وأهلك من بعده الامة )) او بما معناه : ان عليّا بن ابي طالب ع كان ولم يزل صاحب الفضل والهداية للامة التي لولاه لهلك عمر وهلكت الامة باحكام عمر !!.
نعم على المبنى الذي يرى في حكم عمر انه حكم شمولي لكل الامة وعلى حركتها وتصوراتها وقضائها حتى اليوم ، لابد لنا من الاخذ بمفهوم مقولة عمر لينسجم حكم الخلافة وتبعية الامة له ،وما كان يحلّه ابو الحسن عليّ من معضلات لحكم الامة المتمثل بخليفتها عمر بن الخطاب !.
ثالثا : لاريب ان المتلقي لكلمة عمر:( لولا عليّ لهلك عمر) سيتلقى معها حتما الكثيرمن المفاهيم التي تكون فروعالهذه المسألة التي هي غاية في الحساسية والاهمية لفكر الامة الاسلامي ومنابع معتقداتها الدينية واحكامها الشرعيةولا اقل من تلقي مفهوم ان عليّا بن ابي طالب ع بهذاالمعنى كان هو الضمانة الحقيقية لنجاة الامة وعدم هلاكها باعتبارها غدا واليوم هي دائمة الرجوع لحكم خلفائها الاسلاميين الاوائل كابي بكر وعمر وغيرهم !!.
وكذا عندما نتلقى مع كلمة عمر تلك بحق علي بن ابي طالب مفهوم :ان عليَّ بن ابي طالب عندما يُراد عزله عن حكم الامة فان الهلاك لامحالة سيحلّ بمسيرةالامة سواءكان هلاكا دنيويااوكان هلاكا اخرويا كما تذهب اليه كلمة الخليفة الثاني عمربن الخطاب وهذا يعني إن كل من حاول عزل عليّاً عن الحكم او ابعاده عن ارشادالامة لاسلامها الصحيح انما ساهم بهلاك هذه الامة بشهادة خليفة المسلمين الثاني الذي شهد ان في حكم الاسلام معضلات ثقال كبار شداد ، ليس لها في الاسلام الا ابا حسن ، لمايتمتع به من علم ووعي وتدبير وادراك وحكمة ودراية وتفقه !!.
اما مايستتبع كلمة خليفة المسلمين عمر من اسألة ، فلا حصر لوجوهها ،ولااقل من سؤال : ماهو الهلاك الذي كان الخليفة عمر يتعوذ بالله العظيم منه مع عدم وجود عليّ ع ، عندما كان يقول :(( لاابقاني الله لمعضلة ليس لها ابا حسن )) ، او عندما اشار بقوله :(( لولا علي لهلك عمر )) ولو هلك عمر هلك اتباعه !.
طبعا لاريب انه كان هلاك الدين والدنيا بعدم اتباع حكم عليّ وعلمه وحكمته وتدبيره والا حتى لوقيل انه هلاكا اخرويا دينيا فقط لقلنا ايضا وماهي الدنيا بالنسبة لاي مسلم بلا دين واخرة ، وعلي بن ابي طالب بالحق كان هو النجاة في الدين والدنيا معا !!.
إن على الامة المسلمةان تدرك ان الرجوع لعلي بن ابي طالب ع كمرجعية دينية ودنيويةهو رجوع لمرجعيةالله ورسوله لامحالة وانه رجوع لسيرةالسلف عندما كان يرى في عليّ ع انه النجاة والرشاد والخلاص من الهلاك والتهلكة أما العزوف عن علي بن ابي طالب او تقديم حكم غيره على حكمه فهو الهلكة والبوار وورود النار في الاخرة والذل والضعف في الدنيا كذالك !.
_____________________
alshakerr@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
HTML