مدونة فكرية سياسية واجتماعية تحاول أثارة العقل العراقي والعربي والاسلامي للتفكير المتطلع لبناء المستقبل من خلال رؤية لاتهمل التاريخ والحاضر !.
الخميس، فبراير 25، 2010
(( نعم ياطارق الحميد زيارة السعودية جريمة وعارٌ !)) حميد الشاكر
كتب طارق الحميدرئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط السعودية مقالا في 24/2/2010م ، بعنوان (( هل زيارة السعودية جريمة )) في نفس الصحيفة ،العدد 11411 يردّ فيها على الضجة الشعبية والرسمية التي رافقت زيارة اياد علاوي للسعودية من قبل الجمهور الشعبي والرسمي العراقي وماكان لهذه الزيارة من امتهان لكرامة ومشاعر الشعب العراقي الذي دفعته للاحتجاج على علاّوي بقوّة ، وما كانت لها من اثر سيئ جدا على صورة هذا العلاّوي الذي لايريد ان يؤمن بان العراق اليوم هو مختلف وهو ليس عراق البعث المقبور لتنصّب السعودية قائدا بالانقلاب العسكري وتزيح اخر عندما تستدعي قوى الاستعمار لاحتلال العراق ؟!!.
ولكنّ وبما ان الجرو السعودي الصغير طارق الحميد ليس مؤهلا على جواب سؤال((هل زيارة السعودية جريمة )) باعتبار انه لايصلح كلب الحراسة النابح على ابواب اسياده ان يبصر الحقيقة كما هي من جهةومن الجهة الاخرى بسبب ان السؤال نفسه للشعب العراقي وحده الحق بالاجابة عليه لانه صاحب الموضوع فعلى هذا الاساس احببتُ ان اجيب بدلا من الحميد الذي لم يذكر في اجابته على السؤال ، إلا كل ماهو مقرّب لرضا اشياخه في مملكة الشرّ السعودية ، وهذا من منطلق كوني عراقي ومن حقه ان يجيب على سؤال : هل زيارة السعودية جريمة في عُرف الشعب العراقي اليوم ؟.
أم ان زيارة السعودية حالها حال زيارة باقي الدول العربية والاسلامية فانها مستحبة ؟.
والحقيقة قبل الاجابة على جُرم زيارة السعودية في قاموس الشعب العراقي اليوم من برائتها ، أحب ايضا ان يدرك الضفدع المنتفخ سحتا من اموال وساخة بترول ال سعود طارق الحميد حقيقة :لماذا تعتبر زيارة السعودية جريمة في الفكر والثقافة والذهن العراقي ، بينما تكون زيارة غير السعودية من المرحب فيها عراقيا وشعبيا ورسميا مع علمي مسبقا ان امثال طارق الحميد يدركون جيدا لماذا يكره الشعب العراقي السعودية وماهي الاسباب ؟!.
نعم جريمةٌ هي زيارة علاّوي للسعودية ، لانه مامن قطرة دمّ عراقية سالت على ارض العراق منذ 1980م حتى اليوم ظلما وعدوانا ، إلا وكانت باموال السعودية ، وبتمويل سخي منهم جدا ، ليروا على الطبيعة كيف تسيل دماء العراقيين انهارا بحروب السعودية بالوكالة عن الصهيونية ، وبيد حقير ومجرم وسافك دماء كصدام حسين !!.
وجريمة هي زيارة السعودية ، لانه مامن ارهابي دخل العراق بعد سنة 2003م ، ليفجر نفسه ، بالابرياء ويمزق الاطفال اشلاءاً لايمكن تجميعها للدفن ، الا وكانت السعودية هي من هيئ هذا السعودي الارهابي ، وختم له جواز السفر وباركت له انتحاره وحرقه لنفسه وللاخرين داخل اسواق وازقة ومساجد وشوارع ... العراق !!.
وجريمة هي زيارة السعودية ، لانه مامن قنابلٌ تجمعت في سيارة مفخخة لتنفلق بنساء العراق ،وتمزق اعضائهن الى ثلاثين قطعة ، وتحرق اصباغ اظافرهن الجميلة لتحولها الى فحمة سوداء ، إلا وكان للمخابرات السعودية يد بارسال خبير المفخخات للعراق ،والتخطيط لهذه العمليات وكيف ترتّب وكيف تكون اكبر فتكا وحرقا لحرائر العراق وشرفه وغيرته !!.
وجريمة هي زيارة السعودية ، لانه مامن شيخ ذبح بسيف الغدر على طرقات العراق في الانبار وفي اللطيفية وفي الموصل او في ديالى ،لتتخضب لحيته البيضاء الطاهرة بحمرة دماء نحره ، عندما جلاّده الوهابي يصرخ بالله اكبر إلا وكانت فتاوي وهابية السعودية وحقدهم الذي ليس له حدود على العراق ،قد سبقت سيف ذبّاح الارهاب العالمي في كل مكان وفي العراق بالخصوص !!.
وجريمة هي زيارة السعودية ،لانه ما من حرّة عراقية شقت جيبهاولطمت على فقيدها وما من عجوز وضع الطين على راسه ولحيته ، ومامن طفل تيتم بعد فقده لابيه ، وما من عروس كُلمت بفقد حبيبها ايام عرسها ، ومامن قبة مسجد تهدمت ، ومامن مقدس في العراق اهين ، ومامن رزق قطع ، ومامن قرآن حُرق ، ومامن كابوس حُلم به ومامن مُجرم زنيم دخل العراق ومامن قاطع طريق ولص ضحك سنه ، ومامن حاقد شفا غيضه من لحم العراقيين ومامن دابة رفعت راسها للسماء من جور الجائرين ومامن مدرسة قتل تلاميذها وكسرت اقلامهم واحرقت دفاترهم ومامن مكان هُجر للريح تصفر به بعد ان هُّجر اهله ، ومامن مسرح اغلق ، ومامن حدائق ذبلت وزهور بكت في العراق ، ......الخ ، الا وكانت السعودية الممول لكل هذا الدمار في العراق والمخطط للذبح والقتل فيه ، والداعي للفتنة داخله ، والمحرض على التدمير بين رياضه !!!!.
أبعد هذا كله هل يحق لطارق الحميد ان يسأل : هل زيارة السعودية جريمة أم لا ؟.
نعم ياطارق الحميد ، زيارة السعودية جريمة بالنسبة للشعب العراقي حكومة وشعبا ، لاسيما ان جاءت من شخص امثال اياد علاّوي الذي إن اراد احدٌ من العالمين ، ان يدرك منزلته داخل العراق ،ليسأل النجف وكيشوانيتها عندما زار علاّوي النجف لمرّة واحدة ولم يخرج منها الا بطوابير من الاحذية والنعل تلاحقه حتى خروجه من حدود هذه المحافظة المقدسة تعبيرا لمنزلته عند العراقيين !!.
هذا هو علاّوي الذي زار سعوديتكم ياسيد طارق ، وهذه هي شعبيته داخل العراق وقيمته ، ولهذا السبب علاّوي يستقبل بالسعودية لانه ايضا جرو صغير (موصوص) لكل من يرمي عظمه الفارغ اصلا من اللحم ، لخدمته ولعق ماتحت اقدامه ، وبهذا يعتقد انه سيقود العراق بالخيانة والعمالة لال سعود ،ونسي او تناسى اياد علاّوي ان سؤال : كيف لعلاّوي قيادة العراق بينما هو خرج هاربا امام احذية ومراكيب العراقيين كلهم داخل العراق ؟.
وكيف لشعب عراقي ضرب علاّوي بالقنادر يأمن من حقد هذا المطرود عراقيا عندما يحكمهم ،ويتسلط على رقابهم من جديد ؟!!.
ان جريمة اياد علاّوي ايها اللاحميد هي ليست فقط انه زار السعودية قاتلت الشعب العراقي وسافكة دمائه ومدمرة حياته فحسب بل لانه ايضا لايمثل من الشعب العراقي ولافتيل نقير ،ولانه لم يذهب للسعودية الا للتآمر على الشعب وتدمير ديمقراطيته وحريته ، وبيعها من جديد لال سعود ليعود العراقيون ومن جديد عبيدا لدولار البترول السعودي يدفعهم لمحارق الحروب بالوكالة لصالح امن الصهاينة وامن اصحاب الكروش السمينة في الرياض وفي جدة ؟!.
فهل فهمت لماذا اصبحت زيارة السعودية جريمة بالنسبة للعراقيين ؟.
أم انك بحاجة الى مزيد ايضاح عن ذالك ؟.
السعودية اليوم اعدى اعداء الشعب العراقي ونظامه الديمقراطي وحياته وكرامته وغيرته وشرفه وستبقى في قابل الايام كذالك وهي اعلنت الحرب الظالمة على العراقيين ،منذ سقوط بعثهم المهزوم في العراق واوغلت بدماء ابناء هذا الشعب وهتكت شرفه ودنست ارضه لهذا اليوم ، فلاتتوقع ياطارق ان يأتي يوم لتجد سعودي واحد مرحب فيه بالعراق الجديد الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا ويزول نظام ال سعود المجرم من على صدرارض الحجاز ونجد الطاهرة وعندئذ لكل حادث حديث !!.
_____________________________
alshakerr@yahoo.com
(( الارهابي عبد الملك ريغي هدية لاستخباراتنا العراقية !)) حميد الشاكر
عندما ضرب الارهاب جمهورية ايران الاسلامية الشقيقة ، ولاسيما منها عمليات زاهدان ، وخطف مجموعة بريئة من شرطة حرس الحدود الايراني وقتلهم بصورة بشعة وتفجير بيشين الذي راح ضحيته العشرات وفتح باب الجدل في الداخل السياسي الايراني على معركة الاختراق الامني للجمهوريةوهل ستتمكن كرة الارهاب التي يُراد زراعتها استعماريا ، في الجنوب الشرقي الايراني من النمو والتغوّل لتصل الى حجم النموذج المكرر في العراق او باكستان او افغانستان او لبنان ...الخ لينفجر صاعق الطائفية في ايران لتركيعها واضعافها وارجاعها الى المربع الاول من دوامة التبعية للمخططات الاستعمارية ؟.
أم ان للجمهورية الاسلامية الايرانية مميزاتها الخاصة التي تتمكن من قطع دابر راس الافعى قبل بلوغها نفث سمّ الارهاب المدمر لمجتمعها ، ووحدتها وقوتها وتقدمها المضطرد ؟.
الحقيقة كنت من الموقنين انذاك ، وحتى اليوم ان الدول التي تتمتع باستقلال قرارها السياسي ، وتماسك مؤسسات دولتها بالاضافة الى امتلاكها القدرة على حماية نفسها ،لايمكن للعبة ارهابية من نوع زرع بذور الارهاب الوهابي السعودي ، لتفجير المجتمع من الداخل ان تنجح مطلقا ، وبالفعل كنتُ من المؤمنين ان عملية زرع خلية ارهابية على الحدود الشرقية الجنوبية لجمهورية ايران الاسلامية في مناطق بلوشستان وسستان ، وباسم السنة ومطالبهم السياسية المغدورة كالذي حصل في مناطق غرب العراق ((مثلا )) عندما سُحب العراقيون السنة للعبة الاستعمارية الطائفية ببساطة ،وايوائهم للارهاب القاعدي الوهابي ليدمر وطنهم ، لايمكن لها ان تنجح في ايران كما نجحت في العراق لاختلاف الوضع بين البلدين من جهة ، ووجود دولة قادرة وحكيمة وقوية في ايران ،وضياعها في العراق من جانب اخر !!.
لكنّ وبما ان مخطط نثر بذور الارهاب الوهابي القاعدي الطائفي في منطقتنا الاسلاميةالعربية قد اتخذ بشأنه قرارا استعماريا عالميا كبيراوتحركه اجندات كبيرة جداوبمساندة واضحة من بعض الدول العربية الخليجيةوغير الخليجية من موظفي تقديم الخدمات للاستعمار وكيفما ارتأى هذا المستعمر لاضعاف المنطقة وتشتيت وتفرقة وتهشيم لحمة مجتمعاتها الاسلامية والعربية ،فأن المشروع قد تحرك ونجح في العراق ، وفي لبنان ، وفي افغانستان وفي مصر وفي باكستان ولابد له ان يصل الى نهايته ، وبقي الاسد الاسلامي الايراني امام المخطط ينتظر حصته من الارهاب ويترقب من هو القادم لقيادة هذا الارهاب في احد مناطق ايران الشاسعة !!.
في العراق كان الارهابي النجس الوهابي ابو مصعب الزرقاوي الاردني ، هو رائد حملة الارهاب الوهابية القاعدية على استقرار ووحدة العراق فاسس في غرب العراق دولته الشيطانية وليقودها بمجاميع الشرّ من خاصرة العراق الرخوة في ديالى ،وفي لبنان جند الاسلام كانت هي النواة التي اريد لها ان تدمر لبنان وتقسمه الى ثلاث مقاطعات منفصلة ، وهكذا عندما بنى في افغانستان زعيم الفتنة ابن لادن والظواهري قاعدتهم الصهيونية المعروفة أما في غزّة فكان المشروع مكتوب باسم مسجد ابن تيمية الذي اُريد له ان يدمر المقاومة في غزة خدمة للامن الصهيوني
وفي ايران تمت ولادة عبد الملك ريغي على عين اميركية وبريطانية وسعودية بامتياز !!.
ظهر (عبد المالك ريغي) للعالم من خلال الاعلام السعودي في قناة العبرية في برنامج (صناعة الموت )المخابراتي السعودي في هذه القناة ، لتقدمه للمجتمع السُني العربي البسيط وغير العربي (مخابرات الدول الكبرى)على اساس انه القائد القادم لتمزيق ايران من الداخل والاستقلال بجمهورية بلوشستان السنية عن ايران !!.
وسرعان ماصعد نجم عبد المالك ريغي ليقوم بعمليات ارهابية نوعية داخل ايران ،وليصل بارهابه المدعوم خليجيا الى قتل نخبة من الحرس الثوري الايراني ، الذي كان بمهمة اصلاح اجتماعية في مدينة سستان منهم العميد نور علي شوشتري ، نائب قائد القوات البرية لحرس الثورة ، وقائد الحرس في المحافظة العميد محمد زادة ،إلى جانب العميد مرادي قائد قوات حرس الثورة في مدينة ايرانشهر والعميد علي علويان، قائد لواء المشاة "صاحب الزمان" في فيلق ثأر الله !!.
عندئذ استدعيّ (( ريغي )) رسميا من قبل اجهزة مخابرات عالمية ، لفتح سجل لهذا الارهابي الذي اصبح يقوم بعمليات نوعية وخطيرة ومؤثرة جدا داخل ايران الذي يحاول الكثير على النيل منها امنياوالنيل من تجربتها سياسيا واجتماعيا ودوليا !!.
في البداية كان (عبد الملك ريغي) بعد كل عملية ارهابية داخل حدود جمهورية ايران الاسلامية يفرّهاربا ليلتجأ الى داخل الحدود الباكستانية ، مما يجعل وظيفة الامن الايرانية صعبة للغاية في الوصول الى ريغي والقاء القبض عليه وعلى هذا الاساس طالبت الحكومة الايرانية الحكومة الباكستانية بتسليمها الارهابي عبد الملك ريغي بسبب تواجده داخل اراضيها ، وانطلاقه بين الفينة والاخرى من الاراضي الباكستانية الى داخل الاراضي الايرانية للقيام باعمال ارهابية ، ولكن لم تجد حكومة ايران الاسلامية تجاوبا قويا من قبل الباكستانيين لمثل هذا المطلب لانشغال باكستان اولا بهمها الامني مع طالبان من جهة ، ولوجود اختراقات امنيا معروفة لاجهزة الامن الباكستانية من قبل كوادر الارهاب الوهابي السلفي التكفيري الذي يسيطر على الكثير من مفاصل الدولة داخل باكستان !!.
الا ان الساسة الايرانيين وكذا كوادرهم الامنية وبالمعهود عنهم من ذكائهم المخابراتي ادركوا ان ( ريغي ) اصبح هو الرقم الاول في معادلة الارهاب الدولية المراد لها ان تؤسس لضرب الاستقرار والامن في ايران ، وزرع بذور الفتنة داخل هذا الوطن بين اطيافه السنية والشيعية !!.
وادركوا ان الارهابي (عبد المالك ريغي) ايضا اصبح ليس مجرد ارهابي خطير على الامن الايراني القومي فحسب وانه مسدس قذر ارهابي للايجار لاغيربل انه اصبح بالفعل تحديا لهيبة الدولة الايرانية وجمهوريتها الاسلامية بكل ثقلها الداخلي والدولي لايران كذالك !!.
ومعنى ان يكون ارهابي ايراني بحجم وثقل هذه الظاهرة بالنسبة للايرانيين ، فعليهم ان يقاتلوا (الارهاب ) الريغي على عدة جبهات متعددة منها :
اولا : الجبهة الداخلية للشعب الايراني ، فان ارهاب مجموعة (جند الشيطان)بقيادة عبد المالك ريغي وبعد استفحال ارهابها وضرب مجموعة حساسة من حرس الدولة والثورة داخل ايران بعملية انتحارية ، قد صعد من الحرب مع هذه المجموعة الى مستوى هيبة الدولة في الداخل الايراني ، بحيث اصبح راس ريغي مطلوبا من اجل اعادة الثقة الشعبية للجمهور الايراني بكفاءة دولته امنيا ، والحفاظ على استقرار المجتمع من الداخل وعلى هذا الاساس رأت الدولة الايرانية ان الصراع مع الارهاب في شرق جنوب ايران وبالخصوص مع الارهابي ريغي اصبح صراع من اجل كسب ثقة الشعب الايراني باجهزته الامنية داخليا قبل اي اعتبار اخر !!.
ثانيا : الجبهة الاقليمية الايرانية ، فمعروف ان ريغي قد اتصلت به بعض اجهزة مخابرات الاقليم الخليجي الايراني وبالتحديد الاستخبارات ، والمخابرات السعودية ، لتوظيفه لمهمة زعزعة الاستقرار ، داخل ايران وهذا مادفع قناة العبرية لاجراء حلقة كاملة في برنامج صناعة الموت مع عبد الملك ريغي ، ليقدم له ملف بالصوت والصورة فيما بعد لمخابرات الدول الكبرى باعتباره عنصرا ارهابيا قد وصل الى مرحلة تبنيه صهيونيا وعالميا لضرب الاستقرار داخل ايران ، وعلى هذا المستوى رأت القيادة الايرانية حربها ضد الارهابي عبد الملك ريغي ، ومنظمته الارهابية (جند الشيطان) فهي قبل ان تكون حربا على الارهاب وفي سبيل حفظ الامن والاستقرارالاجتماعي للشعب الايراني هي كذالك رسالة قوية جدا ، للاقليم الخليجي الذي يعتقد ان كل ارض هي العراق ، وكل زاوية هي معسكر انصار الاسلام في لبنان !.
ثالثا : الجبهة المخابراتية العالمية التي لاتصدق ان ترى منظمة ارهابية مستعدة لتقديم الخدمات على شاكلة منظمة ريغي لاسيما في دولة كبيرة كايران الاسلامية الا وفتحت مع انصارها الخط الساكن لمعرفة امكانيات هذه المنظمات وماهية نوعية المساعدة التي تحتاجها ؟،وكيف لهذه الاجهزة المخابراتية ان تستطيع تدريب الكوادر الارهابية على الاختراق وضرب الاستقرار وخلق الفوضى والرقص على دمائها عندما تجري كالانهار !!.
وكل هذا ادركته الدولة الايرانية منذ اليوم الاول لثورتها الاسلامية ، وانها دولة معرضة للابتزاز الخارجي ارهابيا في كل يوم وعلى يد اشكال متنوعة من المنظمات الارهابية المستعدة لبيع دماء الابرياء من اجل حفنة هزيلة من الامتيازات السياسية والمالية الحقيرة ، ومن هنا استعدت ايران بكوادرها الاستخبارية والمخابراتية لتكون العين التي لاتنام ابدا عن المعلومة والامن ، لادراكها ان حرب الارهاب هي حرب عالميا استعمارية وايضا قبل ان تكون محلية او اقليمية !!.
بهذا البعد السياسي ، للجبهات الثلاثة ،نظرت حكومة ايران الاسلامية للارهابي عبد الملك ريغي وحضيرته في جند الشيطان واي انتصار في هذه المعركة سيكون انتصارا للدولة الاسلامية ولايران داخليا واقليميا ودوليا ايضا ، واي فشل ،او تقاعس او تردد بمكافحة الارهاب وقطع جذور عبد الملك ريغي وعصابة منظمته الارهابية ، يعني ضياع لهيبة الدولة داخليا وتجرّأ على ايران اقليميا وابتزازٌ له اول وليس له اخر عالميا !!.
لكنّ كيف الفوز برأس ريغي الارهابي وتقديمه للشعب الايراني وللاقليم وللعالم قبل الدولة هدية مفرحة ؟.
هل بنصب الكمائن الامنية في داخل ايران وعلى طول الحدود الباكستانية الافغانية لاقتناص ريغي بعد عودته من باكستان ؟.
أم بالضغط على باكستان وتهديدها باعلان الحرب عليها ان هي لم تسلم ريغي لايران ، كما فعلت تركيا مع سوريا في عملية طرد المنشق الكردي اوجلان قبل القاء القبض عليه في المانيا وتسليمه لتركيا ؟.
يبدو ان المخطط السياسي والامني الايراني لم يكن يفكر لابهذا الحلّ ولابذاك فقط ، بل وانه لم يفكر باعلان عجزه والجلوس ، والانتظار للصدف لتخدمه عسى ولعل تنقلب سيارة ريغي الارهابي في احد الطرق ، لتجده قوات الامن الايراني ميتا داخلها !!.
كما ان المخطط الايراني يبدو انه لم يكتفي أمابالكذب على شعبه لاخفاء عجزه الامني والتمكن من حماية استقرارة
وأما بالاكتفاء بالدعاء على الظالمين عسى ولعل تصيب عبد الملك ريغي داهية من السماء او تنزل عليه صاعقة تحرقه هو وعصابته الارهابية ؟.
بل ان المخطط الايراني السياسي والامني جلسوا معا لبحث كيفية الظفر بريغي حيا او ميتا !!.
في الارض او في البحر او في السماء !!.
اولا : النتيجة المنطقية الاستخباراتية الامنية الذكية تقول : اذا كان ريغي ، وعصابته تتوقع مجيئ القوات الامنية والعسكرية الايرانية داخل الاراضي الايرانية فلماذا لايفكر المخطط الايراني والسياسي المجيئ الى ريغي من خارج الاراضي الايرانية وليس من داخلها ، وهذا اولا !!.
ثانيا : اذا كان الارهابي الايراني الجديد عبد المالك ريغي يتوقع القوى الامنية الايرانية في الارض ، فلماذا لايفكر المخطط الايراني ان يلتقط ريغي من السماء ؟.
فرضيتان لاتخطر الاعلى بال صانعي لعبة الشطرنج في التاريخ وحتى اليوم بدلا من الانتظار لريغي داخل الاراضي الايرانية نشطت الاستخبارات الايرانية ، مع كل مفاصلها الخارجية ، لتتبع خطوط سير عبد الملك ريغي في الخارج ولاسيما انه لابد ان يكون ويتحرك خارج ايران لعقد صفقات بيع وشراء ارهابية مع المخابرات السعودية والاخرى الامريكية ، وبالفعل كان ريغي اكثر حرية في حركته في الخارج مما جعله صيدا واضحا للاستخبارات الايرانية في الخارج ،ومن ثم ارسال تقارير منتظمة عن خط سير ريغي في الدول الاوربية والعربية حليق اللحية ويلبس اللباس الاوربي ويضع البرفان الفرنسي المفتخر !!.
عند هذا المفصل كان المخطط السياسي ، والامني الايراني مشغول الفكر في داخل ايران ، بكيفية عدم اضاعة هذه الفرصة للظفر براس الافعي في منظمة جند الشيطان الارهابية ريغي ؟، وكيف بالامكان ليس فقط الظفر بريغي كغنيمة امنية واستخباراتية مهمة على جميع الصعد الايرانيةبل وايضا بممارسة نوع جديد جدا في مكافحة الارهاب القاعدي الوهابي السعودي المنتشر في المنطقة والعالم !!.
كان بامكان الايرانيين ان ينتظروا ريغي الى ان يدخل الى قرغيزستان وهو قادما من الامارات العربية المتحدة وكر المخابرات الصهيونية والعالمية الجديد ، وليدخل من هناك الى باكستان ، وليعود من ثم منها الى داخل ايران ويتم القاء القبض عليه او قتله ان قرر المقاومة !!.
وكان بامكان الايرانيين مثلما حصل لعملية الموساد الصهيونية الاخيرة في اغتيال المبحوح الفلسطيني في الامارات ان تغتال ريغي وهو في الامارات باي اداة قاتلة لتتخلص نهائيا من كلب الارهاب العالمية عبد الملك ريغي ؟!!.
بل كان بامكان الايرانيين واستخباراتها الخارجية ان تختطف عبد المالك ريغي من الامارات وعبر البحر تنقله الى ايران بقارب ليصبح الصباح على ريغه ومن خلفه وهو في قفص الاتهام والعدالة القضائية الايرانية داخل طهران وفي اقفاصها الحديدية !!.
كان كل ذالك متاحا لجهاز استخبارات قوي جدا مثل الاستخبارات الايرانية ، لكن المفاجأة الغير متوقعة لالريغي ولالاسياده من خلفه ان يأتي القضاء والقدر الايراني لريغي في السماء وهو في طائرته محلقا على اجواء ايران الاسلامية عدوته اللدود !!.
بطائرتين حربيتين وبتنسيق سياسي امني وعسكري واستخباري انطلقت عملية القبض على راس الارهاب الايراني عبد الملك ريغي في السماء ، ليحلّق طياري ايران ، ويوعزوا لقائد الطائرة المدنية بالهبوط في بندر عباس ،( كما تناقلته بعض وسائل الاعلام والعهدة على الراوي)ليجد نفسه ريغي وجها لوجه مع قوات الامن الايرانيةوهي تصعد للطائرة لتنزله مقيدا وتتجه به بطائرة خاصة الى طهران قبل اذاعة الخبر ثم بعد ذالك شكرت قوات الامن الايرانية قائد الطائرة القرغيزية واعطائه هدية التعاون والتجاوب البناء ، ثم توديعه والسماح له بمغادرة الاراضي الايرانيه مع باقي المسافرين معززا مكرما وبكل الود والاحترام ، ولكن مع اسف جميل لاستعارة راكب واحد من طائرته مع ثلاثة مرافقين له هم ريغي ومستشارية من الجلادين وقاطعي الرؤوس في جبال بلوشستان الايرانية !!.
الايرانيون لم يقتلوا ريغي في الامارات كي لايتسببوا باشكال مع السيادة الاماراتية كما تورط الموساد الصهيوني مع امن دبي المخترق بقضية المبحوح !!.
ولم تنتظر لمسار القدر عسى ولعل ان ياتي بريغي لداخل ايران !!.
ولا اختطفته من داخل بريطانيا التي كان فيها خوفا من ان المخابرات البريطانية تكشف العملية ويفلت ريغي من بين فكي الاسد الايراني !!.
وانما فعلت مافعلت وعملت ماعملت حسب نمطية التفكير الاستخباري الايراني فحسب ، وباجتهاده المستقل عن تقليد الاخرين او طلب العون منهم لتظفر بالغنيمة وتؤكد العزيمة !!.
وهكذا انتهت عملية عبد الملك ريغي الاستخباراتية مع عدم ذكر التفاصيل التي لايمتلكها احد غير المُخطط الايراني نفسه الذي استطاع ان يظفر براس الارهاب (ريغي)ليلطم من الجانب الاخر عين من يريد ان يلعب ارهابيا بالقرب من ذيل الاسد الامني الايراني ، وليحصل اخيرا على احترام الشعب الايراني ، والحفاظ على امنهم ، واستقرارهم ودمائهم ، وكذا ليبعث برسالة للاقليم الايراني ودول العالم الاخرى ان ايران ليس مرتعا للارهاب ولاهي في وارد التهاون بامنها كي يكون الذراع الرخوة التي من خلاله يتم ابتزاز ايران سياسيا واضعافه اجتماعيا !!.
ان على استخباراتنا ومخابراتنا ، واجهزتنا الامنية ،والسياسية والعسكرية العراقية ان تقف طويلا امام هذه العملية الاستخباراتية الايرانية بتأمل لتتعلم ولو شئ بسيط في كيفية منافحة الارهاب والارهابيين الذين يملؤن داخل العراق وخارجه ،ولاسيما خارج العراق الذين ينتهجون نهج الارهابي ريغي في الضرب والهروب الى خارج حدود العراق ليتخذوا من دول الجوار منصات انطلاق وتخطيط لهم لصناعة الارهاب داخل العراق امثال حارث الضاري والجنابي والهاشمي وينس الاحمد والدوري ...الخ وهلم جرّا من ارهابيين يتاجرون بدماء العراقيين وامن واستقرار وطنهم لبيعه الى مخططات ومخابرات دول الجوار العراقي ، ومنذ الان او منذ عملية ((ريغي )) الايرانية على استخباراتنا الخارجية ان تدرك ان 90% من المعركة على عاتقها مع ارهاب وارهابيي الخارج وعلى الدولة العراقية التنسيق مع اجهزتها الامنية كلها بما فيها العسكرية لتتخلص من رؤوس الارهاب في الخارج العراقي ، ولكن على الطريقة الايرانية التي لاتتسبب باي ضرر لاي طرف غير الارهاب نفسه !!.
______________________________________________
alshakerr@yahoo.co
الثلاثاء، فبراير 23، 2010
(( اعلامنا العراقي الرسمي واعلامهم السعودي البعثي الارهابي !)) حميد الشاكر
ماهي مشكلة اعلامنا العراقي الرسمي الجديد وضعفه أمام شراسة اعلام اعداء العراق وقوته ؟.
بمعنى ثاني ، اين الخلل في اعلامنا العراقي الرسمي ، وهل هو في كوادره أم في استراتيجياته وفكره ؟.
بمعنى ثالث ماهي علّة اعلام دولتنا العراقية الجديدة ، ولماذا بينما الاعلام المعادي يعدو اعلامنا العراقي يزحف؟.
بمعنى رابع ، لماذا يبدو اعلام الدولة في العراق ولاسيما منه المقروء صحافيا ، تافها وعديم الفائدة ، بينما اعلام اعدائه مقاتلا ، ويدرك هدفه ويصل اليه باقرب الطرق ليرّوج للارهاب داخل العراق ويضرب استقراره ويشوّه من تجربته ؟.
بمعنى خامس كيف دولة تنفق على هذا الاعلام من قوت الشعب العراقي ،بينما كل مايطرح في هذا الاعلام لايشعر اي قارئ او مطالع له او مشاهد انه أمام اعلام يؤمن بالعراق الجديد ويحافظ على قيمه ويرفع من جماليته ؟.
بمعنى سادس كيف نقيّم اعلام اعداء العراق الذي يخترق الشأن العراقي بكل مفاصله ويؤثر عليه ويعربد ويخرّب ويشوّه الصورة العراقية بالكامل بينما اعلام دولتنا العراقية الجديدة يغفوا على مواضيع كيف ان (( حمدية تزوجت صديقتها !؟.)) و((ماهو السبيل لرشاقتك سيدتي)) و(( فدوة اروحلك يامظفر النواب بس تعال للعراق )) ؟.
بمعنى سابع هل اعلامنا العراقي الرسمي بالفعل بايد امينة بحيث انه لسان العراق الجديد الحادّ والمدافع عن دماء العراقيين وتجربتهم الديمقراطية أمام وحشية اعداءه من الارهابيين والقتلة ؟.
أم انه اعلام اولا ليس بايد امينه ولاهو اعلام مناضل من اجل العراق الجديد ثانيا وثالثا ولاهو اصلا شاعرا بنبض الشارع العراقي وكيفية قيادة فكره وثقافته بشكل ناضج يخدم التجربة ولايشوه صورتها ؟.
بمعنى ثامن بينما الاعلام المعادي للعراق الجديد يضرب بجميع الاتجاه وعلى جميع الاوتارالحساسة للشأن العراقي لشلّ حركتها وتدمير مسيرتها وتأليب الراي العام المحلي والدولي على العراق وشعبه وديمقراطيته ....،لماذا ومن الجانب الاخر لانرى للاعلام العراقي الرسمي الجديدلافعل ولاحتى ردّة فعل في صناعة الخبروالترويج له والانتصار من ثم للعراق واهله من اعداءه والمتربصين بتجربته الدوائر ؟.
يوجد هناك ايضا العشرات من الاسألة ، التي لو تركنا للقلم استرساله ، لعدّ منها العشرات ، في قُبالة اعلام دولتنا العراقية الجديدة الذي اعتبرها وربما من امثالي الكثير انها دولة المواطن اليوم قبل ان تكون دولة السلطة والحاكم والطبقة والفئة والعشيرة والعائلة ،ولذالك انا وغيري يتطلعون لرؤية دولة عراقية جديدة ناجحة في كل شئ لاسيما في اعلامها الذي يعدّ لسان العراق ووجهه الذي ينبغي ان يكون مشرقا وقويا وناهضا ومرهوبا اعلاميا !!.
نعم فيما مضى من سنين ، ومنذ الاطاحة بنظام البعث المقبور في 2003م ،وحتى اليوم كتبتُ عن ضعف اعلامنا العراقي الرسمي العراقي ، وذكرتُ عدّة عوامل لهذا الضعف الاعلامي العراقي الجديد اذكر منها عاملين :
اولا : غزو كوادر اعلامية فوضوية لشبكة الاعلام العراقي ، لاتؤمن اصلا بالعراق الجديد ، ولابتوجهاته السياسية الاستقلالية الجديدة ، ولها اجندات وايدلوجيات فكرية لاترى في العراق الجديد ، انه التعبير عن تطلعاتها السياسية التغريبية ولهذا تكتب هذه الكوادر وتخطب وتنظرّ من خلال منابر الدولة ، ومن وعلى حساب قوت الشعب العراقي لكل شئ هو بالضد من تجربة العراق الجديد لاسقاطها واستبدالها بتجربة العلمانية والفوضوية والانبطاحية .... وغير ذالك ، واسميتهم في بعض مقالاتي ب (( حية تبن )) !.
ولهذا فليس من المتوقع ان يكون لدى العراق الجديد اعلام قوي ومقاتل ومدافع عن الشعب العراقي، والمسيطرين عليه امثال هذه الكوادر التي تعمل لاسقاط العراق الجديد بدلا من بناءه ؟!.
ثانيا:هناك الكثير من المؤشرات التي تدلل على ان اعلام دولتنا العراقية الرسمي فيه تجيير حزبي او فئوي واضح لصالح جهة على حساب جهات شعب ووطن ودماء وتجربة سياسية باكملها مما يدفع اعلامنا الرسمي الى التقوقع والضعف والانشغال بمعارك الداخل بل وافتعال هذه المعارك الداخلية(مثال مقالات تافهة امثال البطانيات وغيرها)من جهة والتشتت والضياع وعدم انتهاج استراتيجية اعلامية محددة الاهداف في الوظيفة ،والعمل من اجل الدفاع عن العراق وديمقراطيته في مقابل اعداء العراق والمتربصين له اعلاميا بكل شرّ من جهة اخرى !.
ولعل هذين العاملين ،ان زرعا بارض اي ساحة اعلام وفي اي دولة من دول العالم ، فحتما ستكون النتيجة الفشل الذريع ، لهذا الاعلام امام اي اعلام مناهض ،لهذه الدولة وذالك المجتمع الذي ابتلي باعلام بدلا من ان يدافع عنه هو ينتهج الانتقام منه ومساندة اعدائه في ضرب استقراره ، ودعم الارهاب ضده ، فمابالك بالاعلام العراقي الذي هو وليد حديث في الوجود ، والذي كان ينبغي عليه ان يكون سيف ولسان العراق الجديد ، واذا به اعلاما سقيما وخاويا من الداخل وغير ذي صوت ولاتأثير وعاجز عن الدفاع عن شعبه ، لاوبل مساندا لكل من يريد تشويه وجه وطنه والنيل من تجربته هنا وهناك باسم النقد وملاحقة الفساد وحرية الراي ... والى ماهنالك من منصات استغلها الاعلام الرسمي العراقي والاعلام المعادي للعراق الجديد على حد سواء لضرب العراق من الداخل وتشويه صورة تجربته بابشع الصور والالوان والخطابات والمفردات الساقطة !!.
في الحقيقة انا عندما اقف متأملا لحالة اعلامنا العراقي الجديد (( جريدة الصباح مثلا ))، واقارنه بالاعلام الموجه لحرب العراق في الاعلام المقروء ومنذ سبعة سنوات خلت من عمر تجربته الديمقراطية ينتابني نوع من الذهول والصدمة ، بل وفي بعض الاحيان اتسائل مع نفسي حول هذا الاعلام العراقي الجديد التافه والسفيه وعديم الضمير والخبرة والحرقة على دماء الشعب العراقي : هل حقا انا امام اعلام عراقي جديد أم انني امام ويب سايت بامكان اي هاوي فن هابط القيام به ولوحده ؟.
في الاعلام المعادي للعراق الجديد مثلا (( صحيفة الشرق الاوسط السعودية او فضائية العربية ، او باقي الصحف السعودية والبعثية)) يكون الخبر حاضرا وبقوّة ،وسرعة تتسابق مع الزمن لتشدّ اكبر عدد من القرّاء لخبرها ومن ثم تؤثر على توجهاتهم الفكرية ، والثقافية والسياسية من خلال صياغة الخبر ،وكيفية تقديمه بتقنية اعلامية عالية ومكلفة ومدروسة !!.
في اعلامنا العراقي الجديد ينزل الخبر انترنيتيا صحفيا او ورقيا او فضائيا او ..بعد مضي اكثر من ثمانية واربعين ساعة على حدوثه وبلغةٍ ، لاهي موجهة ، ولاتدرك مامعنى الصياغة ولاكيف ينبغي ان توجه لصالح العراق الجديد
ومن اجل حربه الاعلامية المعلنة عليه تلقائيا من اعداء العراق الجديد !!.
وايضا في الاعلام المعادي للعراق تلعب الصورة الفضائية تلفازيا والمقروءة صحفيا انترنيتيا وورقيا ، اقصى غاية المؤثرات البصرية ضد التجربة العراقية الديمقراطية الجديدةلاسيما صور الفساد وصور عدم الخدمات وصور الفقر وصور المتفجرات وصور الشحاذين وصور المجرمين وصور اطفال الشوارع وصور المزابل والنفايات .......الخ كل هذا يوظف في الاعلام المعادي للعراق لصالح تشويه وجه العراق وقتل تجربته واسقاط مشروعه وديمقراطيته ونفور المواطن العراقي منه فطريا وغريزيا ،ومن داخل العراق نفسه وليس فقط من خارجه عندما يلاحق الاعلام الوهابي السعودي البعثي المنحط العراقيين في المنافي والغربة ليتاجر في صور مأساتهم للحرب على العراق !!.
بينما في اعلامنا العراقي الرسمي الجديد منذ التغيير والاطاحة بحكم العفالقة الصداميين وحتى اليوم لم ارى صورة واحدة من داخل دول العداء للعراق تنشر ولو القليل من الفساد الموجود في السعودية او الاردن .....الخ اي دولة تناصب الاعداء الاعلامي للعراق في باقي الدول ،التي تأوي الارهاب وتدعم التخريب في العراق ،وكأنما في الدول المعادية للعراق الجديد باعلامها الضخم كالوهابية السعودية لايوجد اي فقر ولاصورة ليتيم في الشارع ، ولامزابل ونفايات تملئ مدن باكملها داخل السعودية او غيرها ،ولافساد حكومي بحيث ان كارثة السيول في جدة بامكانها ان تبرز كمية الفساد والاهمال في هذا البلد ، ولا ادمان على مخدرات من قبل الاحداث في هذا البلد ...الخ ، بامكان اعلامنا العراقي اظهاره كنوع من الدفاع عن النفس امام الحرب الاعلامية العملاقة التي تشنها السعودية وغيرها ضد العراق الجديد وكلّ منجزاته !!.
وهكذا ان اخذنا اعلامنا الرسمي العراقي وفشله بابراز وجه العراق الجديد ، الذي ينبغي ان يصل اليه او دوره في هذا الابراز وليس بالضرورة ماهو قائم الان فحسب ، فسنكتشف اننا امام اعلام ، لااعلم حقيقة هل هو نائم عن القيام بوظيفته ام انه متعمد تشويه صورة العراق وتدمير كل مقوماته النهضوية !!.
من الداخل لايبرز الاعلام شعرائنا ولا ادبائنا ولامفكرينا ولاعباقرتنا ولامثقفينا الا اذا كانوا من ايدلوجيا ثقافية منقرضة ولاتمت لاصالة العراق بصلة !!.
ومن الخارج يصعد عراقي الى الفضاء لانسمع عنه الا في الاعلام الخاص والتجاري وعراقي اخر يخترع ، وثالث يزرع ويبتكر ، ورابع يكدح ،كل هؤلاء ليس لهم نصيب محترم من اعلام دولتنا الرسمي الذي يُنفق عليه الملايين من اموال الشعب العراقي ،وانما مايستهلك كل وقت وحيز اعلام الدولة في العراق الجديد ليس هو الفكر والابتكار والصناعة ، بل الشعراء الشعبيين والاحباب الاشتراكيين والاخوة العشائريين وغيرهم !!.
نعم على اعلامنا العراقي الرسمي ان ينشط ويراعي الله في لقمة عيشه وضميره امام شعبه ، وعليه ان يدرك انه في الخط الاول من معركة الشعب العراقي مع اعدائه من الارهابيين والاعلاميين المرّوجين ، لاسقاط العراق ونزع الشرعية من وجوده وديمقراطيته ولتكن لهذا الاعلام الكسيح مراسلين في كل بلد من اعداء العراق الجديد يلتقطوا الصورة من هناك لتتكافئ الحرب الاعلامية ولاتبقى صور العراقيين الباكين فقط على صفحات صحفهم بينما صور السعوديين الارهابيين النائمين سطلا من المخدرات بعيدة عن صحفنا وقنواتنا الاعلامية واذا اعلن بلد علينا الحرب الاعلامية من داخل العراق على العراق واعلامه ان يدافع عن نفسه ، وبنفس الطريقة ومن داخل دول ومجتمعات هذه المؤسسات الاعلامية ، ليري العالم والعراقيين ،ان الفقر موجود في كل بلد والبؤس كذالك والجريمة والبيوت والشوارع المتسخة......على ان العراق بدأ طريقه للرقي بخدماته وبحرية بينما الاخرين لاحرية لديهم ولامشاريع للتطوير والازدهار وغير ذالك لردعهم اعلاميا عراقيا وبنفس المستوى والقوّة من التاثير ، وعلى الاعلام العراقي الرسمي ان يدرك انه امام شعب حيّ سوف لن يصمت طويلا على هذا الكساح الاعلامي المريض الذي يحمل اسم العراق الا انه لايمثل اي شئ من حياة العراق واماله وتطلعاته والدفاع عنه !!.
________________________________
alshakerr@maktoob.com
الاثنين، فبراير 22، 2010
(( العراق الجديد في الرؤية الصهيونية .... هنري كيسنجر ))
بقلم: حميد الشاكر
_____________________
في آخر مقال كتبه مستشار الامن القومي السابق ووزير خارجية الولايات المتحدة في عهد نيكسون وفورد (هنري كيسنجر) حول العراق (( على سياسة اوباما ازاء العراق الاهتمام بما بعد الانسحاب )) تطرق عجوز الدبلماسية السياسية الامريكية الى الكثير من النقط والمفاصل الحيوية في الموضوعة العراقية لاسيما منها الموضوعة الآنية التي تتناول الشأن العراقي بوضعه القائم الجديد بعد الاطاحة بدكتاتورية صدام حسين من جهة ، وبوضعه بعد انسحاب قوات الاحتلال الامريكية منه في 2011م وما ينبغي ان تتخذ من اجراءات قبل هذا الخروج ، ومضافا اليه الرؤية نحو المستقبل العراقي ومايعنيه هذا البلد ماضيا وحاضرا ومستقبلا للمنطقة والعالم من جانب اخر !!.
ولا شك ان رؤية لصاحب قلم وفكر سياسي يهودي اميركي كهنري كيسنجر تنشر من خلال الواشنطن بوست الامريكية وتتعلق بالوضع العراقي الراهن ...، تحمل اكثر من دلالة واكثر من معنى ورسالة يُراد ايصالها لصاحب القرار الامريكي الجديد الرئيس باراك اوباما من جهة ، ومن جهة اخرى فان كيسنجر مازال ولم يزل هو النافذة التي من خلالها الادارات الامريكية تستشف الرؤية الصهيونية الاسرائيلية للمنطقة والشرق الاوسط ومايحيط بها من اشكاليات من جانب اخر ، مايعني بصيغة اوضح ان مقالة كيسنجر حول العراق بالخصوص ومستقبله ووضعه القائم .....الخ ، كل هذا يعكس من هنا وهناك الرؤية الصهيونية الاسرائيلية بالتحديد نحو عراق مابعد الدكتاتورية ، وماينبغي ان يكون عليه ؟، والخطوات اللازمة حسب الرؤية والمصالح الصهيونية ان يكون عليها هذا البلد !!.
ومن هنا شممنا جميعا في مقالة كيسنجر حول العراق الكثير الذي ينبغي تسليط الاضواء عليه والتأمل فيه ووعي ما يدور في خلد اعتى قوّة احتلالية في منطقة الشرق الاوسط الا وهي اسرائيل الحليف الاول والاخير لامبراطورية الولايات المتحدة الامريكية ،والمؤثر الفاعل في قراراتها الخارجية بالخصوص تجاه العراق بصورة خاصة والشرق الاوسط بصورة عامة !!.
***************
نعم يبدأ كيسنجر في مقاله حول العراق بنقد التوجهات للادارة الامريكية الديمقراطية بقيادة اوباما نحو العراق الجديد بانها اولا :
(قد نأت بنفسها عن الاهتمام بالملف العراقي او الاهتمام بهذا البلد ومايمثله من اهمية جيواستراتيجية للمنطقة والعالم ).
ثم بعد ذالك يتطرق كيسنجر الى مظاهر هذا النأي بان ادارة اوباما والرئيس اوباما نفسه لم يتطرق للعراق وملفه في خطابه الاخير حول الاتحاد اصلا للموضوع العراقي ، بل ان هناك وداخل الادارة الامريكية هذه نفسها عزوف حتى عن تداول الملف العراقي اوتخصيص ممثل للشأن العراقي خاص بالملف العراقي كما هو موجود لباقي الدول المهمة الاخرى في المنطقة او فتح قنوات لقادة العراق الجديد بحيث يكون تواجدهم اثقل واكثر مماهو موجود الان بحيث اننا لانكاد نجد لقادة العراق الجدد اي تواجد مستمر ( زيارات ) في داخل الولايات المتحدة مما يعطي انطباع بعدم الالتفات لاهمية العراق وملفه داخل هذه الادارة الامريكية ؟!!.
ويبدو هنا واضحا ان انتقاد كيسنجر للادارة الامريكية بعدم ايلائها الاهتمام الاكبر بالملف العراقي هو بسبب رؤية كيسنجر ان هذا الفراغ سيملئه في العراق اطرافا اخرى لها اهتمام اكبر بالعراق من الادارة الامريكية ، مما يدفع بالتوجهات العراقية ان تميل الى الانفتاح اكثر فاكثر على محيطها الاقليمي القابل لاحتضان العراق ومساعدته .
*****************
ثانيا : يحاول عميد الدبلماسية الامريكية الاسبق هنري كيسنجر ان يوضح وباصرار لادارة الرئيس اوباما مايعنيه العراق على الحقيقة للمنطقة والعالم والولايات المتحدة واستراتيجيتها العالمية بالخصوص وان بلدا كالعراق لايمكن الاستمرار في التعامل معه بهذه الهامشية واللامبالاة داخل الادارة الامريكية الحالية ،فالعراق حسب مايراه كيسنجر هو :
اولا : بلدا استراتيجيا محوريا للمنطقة الشرق اوسطية طوال الالفية الماضية كلها وسيبقى كذالك للالفية القادمة .
ثانيا :للعراق مواردا اقتصادية هائلة وضخمة جدا ومؤثرة على صعيده الاقليمي والدولي ايضا ، بحيث ان موارد العراق الاقتصادية مؤثرة على دول عالميا مهمة ( مثل روسيا وفرنسا والصين والمانيا ) .
ثالثا : مثل العراق تاريخيا وسيبقى مستقبليا الخط الفاصل بين عالمي الشيعة والسنة في العالم الاسلامي ، بل انه البلد الذي يمر من خلال مركزه وعاصمته خط التوازن بين هذين القطبين ( اي ان العراق هو بيضة القبان حسب رؤية كيسنجر لقطبي العالم الاسلامي بين السنة والشيعة واي تغير لمزاجه ينعكس حتما على العالم الاسلامي كله باعتبار ان العراق مثل ولم يزل معنويا وفكريا عاصمة الخلافة الاسلامية وتوجها يقود السفينة الاسلامية كلها ) .
رابعا : مايحدث في العراق من متغيرات سيؤثر بشكل مباشر على التوازن النفسي لحركات الاسلام السياسي الثوري(الراديكالي الجهادي كما يسميه كيسنجروهنا بالخصوص ينظر كيسنجر للنووي الاسلامي الايراني بالتحديد ولايلتفت للارهاب القاعدي باعتبار انه تجربة تقتل نفسها بنفسها في الحياة )وبامكانه ان يحسم معركة الولايات المتحدة والعالم مع هذا الاسلام السياسي الصاعد(( اي ان اسلامية وعدم اسلامية العراق هي التي ستقرر نجاح او فشل تجربةالاسلام وقيادته لمنطقة الشرق الاوسط نفسيا ) .
خامسا : دولة العراق هي التي سوف تحدد شكل التطور الذي سوف يطرأ على المنطقة وكيفية العلاقة التي ستقوم بين الامريكيين والتيارات الرئيسية في المنطقة (( وهنا لاشك ان الرؤية الصهيونية بارزة التخوّف من عراق حر وديمقراطي ومستقل ولكن باسم الامركة لهنري كيسنجر بدلا من اسرائيل ، والمعنى ان المنطقة واسرائيل سيتحدد موقفها وكيفية علاقتها مع العالم من خلال شكل التطور في الدولة العراقية الجديدة فان كان العراق ديمقراطيا مستقلا بقراره يحكمه ابناءه الاسلاميون العراقيون فحتما ستخضع اسرائيل لشروط الشرعية الدولية وهي راغمة))
************************
ثالثا : ثم يختم هنري كيسنجر مقالته حول العراق بالنقاط التالية :
اولا : كان ولم يزل العراق يشكل مرتكز التوازن بين ايران الشيعية وباقي دول الخليج السنية ، وحتى عندما كان حكم السنة في العراق ديكتاتوريا على يد صدام حسين الا انه كان يوفر نوعا من التوازن مع ايران الراديكالية الشيعية .
ثانيا : لايبدو ان العراق الديمقراطي القائم اليوم بامكانه ان يضمن حالة التوازن ضد ايران ، لاسيما ان استمر حكم الشيعة الاكثرية الذي لايبشر بانه سيوفر نوعا من التوازن المطلوب امريكيا ( يقصد هنري هنا وصهيونيا اسرائيليا ايضا ) ضد ايران ، وباستمرار هذا الاكتساح الشيعي للحكم في العراق فلايمكن الاتكاء على بروز توازن للسنة داخل العراق ( باعتبار ان الادارة الامريكية من السهل عليها اقناع سنة العراق لاخذ دور ووظيفة الشرطي الحامي لاسرائيل ومصالح الادارة الامريكية ضد ايران داخل العراق ) او الاكراد ليحجم من صعود الحكم الشيعي في العراق .
ثالثا :في حال تواصل الشيعة العراقيون مع ايران (اي نوع من التواصل هو مرفوض صهيونيا لكيسنجر) فسنشهد تغيرا جوهريا في موازين القوى في المنطقة ستصب حتما تبعاتها داخل السعودية(حليف اميركا واسرائيل التاريخي وهذا يدلل على ان كيسنجر كتب هذا المقال باعتباره المستشار الفعلي اليوم للسعودية العربية وبدفع وتحريض واضح منها ضد العراق الجديد ) وداخل لبنان كذالك الذي يمثل فيه الشيعة دولة داخل الدولة .
رابعا : على ما ذكر فان الولايات المتحدة ستواجه خطرا مهما ما اذا سارت الامور عراقيا بتطور ملموس لصالح القوى العراقية الشيعية في الداخل وسيتأثر الاستقرار ( استقرار المصالح الصهيونية وتفوقها العسكريفي المنطقة ) داخل منطقة الشرق الاوسط اذا لم يحصل اي توازن استراتيجي بين ايران والعراق(اي ان كيسنجر يدعوا لتغيير داخل العراق يضمن هذا التوازن ضد ايران ولاسيما عودة البعثيين لحكم العراق ودعم كل الاطراف داخل العراق التي هي مستعدة للعب لصالح انشاء هذا التوازن بين العراق وايران لصالخ اسرائيل ) ومن دون ذالك ستحل الكارثة .
*****************
هذه هي خلاصة مقال هنري كيسنجر في الواشنطن بوست والذي نشرته ايضا العديد من الصحف العربية ايضا وواضح من خلال لغة ومفاهيم وتوجهات المقال ، ان كيسنجر وبتأثير صهيوني وسعودي مباشر يحاول التاثير على توجهات الادارة الامريكية للرئيس اوباما الذي تنحو نحو الانسحاب من العراق واقامة علاقات متوازنة مع عراق مستقل يحكمه اهله بصورة طبيعية ، كما انه واضح من خلال النقاط التي طرحت والمحاور التي اثيرت ان هناك سعي صهيوني وسعودي حثيث داخل الولايات المتحدة للترويج لفكرة (( التوازن )) هذه داخل العراق والذي تعني ماتعنيه في الاجندة العربية الخليجية هي التمهيد اولا لعودة البعثيين لداخل العملية السياسية العراقية كعنصر يوفر عملية التوازن من جهة ضد الغول النووي الايراني الذي يرعب اسرائيل اليوم ، وثانيا تحجيم الديمقراطية داخل العراق وقتلها شيئا فشيئا من منطلق تاثير الديمقراطية العراقية على المحيط الاقليمي للعراق وتوازنه المطلوب في عدم الاستقرار للمنطقة ككل !!.
وهذا بالفعل ما اثمر في داخل الولايات المتحدة ودفع نائب الرئيس الامريكي ( بايدن) للمجيئ للعراق وفرض بعثية الصهاينة على العراق الجديد ليشاركوا في الانتخابات التشريعية المقبلة ، والعبث بالديمقراطية العراقية ، وسحق قانونها وتجاوز دستورها ......بكل صفاقة لعودة البعثية باسم التوازن الذي ينادي به كيسنجر داخل اميركا بلسان الصهيونية الذي سيحدد مصيرها ومصير وجودها من عدمه العراق الديمقراطي الجديد اليوم ، فأن كان للبعثية نصيب في حكم العراق اليوم وحسب مايراه كيسنجر فيتأمن الوجود والمصير والاستقرار والتفوق الصهيوني في المنطقة باعتبار ان البعثية سيعملون على فصل العراق عن محيطه الاسلامي المهدد لاسرائيل ، وان طرد واجتّث البعثية من العراق فستكون هذه هي الخطوة الاولى لتحجيم دور اسرائيل وربما اجتثاثها بالمستقبل لامحالة !!.
_______________________________________
alshakerr@yahoo.com
(( يقتلوننا لكن لانقتلهم .... هابيل وقابيل !))
حميد الشاكر
منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على هذه الارض ، وحتى اليوم لم يزل ، هناك خطان من السلوك والفكر والتوجهات والعواطف ... هي التي تتحكم بكل وجود الانسان وانماط تصوراته وكيفيات سلوكياته في هذه الارض وهما :
اولا : خط الحقد والحسد والانتقام والطغيان والتكالب على ملذات الدنيا والاجرام في سبيل استحصال ثمراتها .
ثانيا : خط العفو والتقوى والحبّ والصبر والاناة والمعرفة والخشية والنظر الى الحياة الاخرى والعزوف عن غرور الدنيا وبهرجها .
في القرآن الكريم ذكر لتاريخ هذين الخطين الانسانيين ، الذين ولدا مع اول اخوين رأوا نور الحياة في هذا العالم لكنهما اخوين بامزجة وتوجهات ورؤى وطموحات وسلوكيات مختلفة بعضهم عن البعض الاخر !!.
الاول : كان اسمه ((هابيل )) صاحب الحبّ وتقوى الله ، والخشية من حساب يومه الاخروالعدل والانفتاح والصبر والمعرفة والرجولة والكرامة والاناة والعزوف عن غرور الدنيا وشهواتها .
الثاني : كان اسمه (( قابيل )) صاحب نزعة الحسد والغلّ ، والحقد والطغيان وحب الهيمنة والتسلط واخذ كل شئ يجده امامه ، وصاحب رؤية وجوب ان يكون كل شئ في هذه الحياة تابعا له وخاضعا لهيلمانه ومسبحا لجماله مع انه اجبن خلق الله وارعدهم فريصة واخفقهم جنانا امام الموت والاستشهاد .
هذان البشران قربا قربانا تقبل الله من احدهم ،بسبب صفاته الحميدة ونواياه النظيفة ، وحبه للاخروصدق سريرته مع الله سبحانه وتعالى ، ولم يتقبل قربان الاخر ، بسبب سوء طويته وكراهيته لكل شئ وتضخم الانا وحب التسلط لديه وصفات الجبن والغدر لديه ...الخ .
فقال قابيل لاخيه الانسان الاخر هابيل :(( لأقتلنك )) !!.
اجابه هابيل :((إنما يتقبل الله من المتقين ، ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ، إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من اصحاب النار وذالك جزاؤا الظالمين ))
طبعا هناك من يعتقد ان هابيل هذا ربما كان ضعيف البنية او انه لم يكن يملك ارادة الدفاع والمقاومة امام طغيان الوحش الانسان قابيل ،ولهذا تحجج بمفردات الضعفاء من بني البشر في الصبر وخوف الله والاثم وغير ذالك لكن الحقيقة ان هابيل كان اشدّ باسا من المجرم قابيل بل واقوى بنية واكثر ذكاءا وشجاعة ،وفطنة واقتدارا على الحاق الاذى بسميه الانساني قابيل ،لكنّ الفرق بين خط هابيل الفكري والروحي والسلوكي في هذا العالم وخط اخيه قابيل هو ان قابيل صاحب غدر وحسد . وغلّ وطغيان ودونية اخلاقية وحب للدنيا وسلطتها بلا حدود ، بينما تحكم هابيل صفاء النية وعدم التفكير بربح الدنيا على حساب الاخرى واخلاق الفروسية والرجولة والايمان....الخ ولهذا كانت المعركةليست هي معركة ساحة وقتال ولاهي معركة مواجهة واقتداربل هي معركة غدر وضميمة ودوافع مشبوهة واخلاقيات متدنية جدا ....فكسب المعركة اقرب الخطّين للنذالة والانحطاط ، وقتل قابيل غدرا اخاه هابيل ، لينتصر في معركة الا انه في النهاية يخسر الحرب امام هابيل ، فيكون مصيره النار جزاءا لظلمه من جهة ، وليبوء باثمه واثم اخيه الانسان هابيل من جانب اخر !!.
في العراق اليوم ايضا يتصارع الخطّان بعد الاف من السنين على تاريخ خطي هابيل النبيل وقابيل الرديئ ، ولكن تحت نفس المنطق وبنفس التوجهات وتحت ضغط نفس الدوافع والمنطلقات وبين جهتين معروفتين للعالم سلفا :
الاولى : هي العراقيون بمعتقداتهم ومرجعيتهم الدينية ورجولتهم وايمانهم ،وحبهم للاخر وبرؤى أئمتهم واسلامهم وشجاعتهم واقتدارهم ، وشعار (( إنما يتقبل الله من المتقين ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )) الهابيلي !!.
الثانية : هي الارهابيون التكفيريون الوهابيون الآتون من خارج الحدود العراقية ،والبعثيون الاجراميون الظلاميون معهم ، وبكل مايحملوه من غلّ وحقد وحسد ، وغدر وجبن وسوء طوية، وانحراف عقدي وجهل وتكالب على حب الدنيا وطلب الاستحواذ عليها وارهاب كل من يعيش بداخلها بالقتل والحرق والتفجيرات ،وباقي ادوات ((لأقتلنك )) القابيلية المجرمة !!.
وطبعا ايضا هناك من يعتقد ان العراقيين عندما لايجابهون منطق ((لأقتلنك )) القابيلي الارهابي التكفيري والبعثي هذا بمثله من ردة الفعل ، ليشن الشعب العراقي الهابيلي هجومه الانتحاري على الاخرين من نفس المنطق انه ضعف وعدم حيلة ، وركون الى الاستسلام والخضوع للارهاب والذلّة !!.
والحقيقة ان الشعب العراقي يملك الكثير من الشجاعة ، كما انه يستطيع ان يرجع اصحاب الغدر والجبن والرذيلة من التكفيرية ، والبعثية الى جحورها القديمة لترتعد فرائصها ، اولتكشف عن سؤتها ، لتتقي غضب وبأس الشعب العراقي عنها ، لكن ما يكبل الشعب العراقي ، ويحد من غضبته البطولية الصادقة هو تلك الضوابط الالهية وتلك التقوى الربانية الهابيلية التي ترفع شعار (إني أخاف الله رب العالمين) ،ولهذا تجد مرجعية الشعب العراقي الدينية لاتفكر مجرد التفكيران تدعوا الشعب للرد بالمثل ولتكون حرب الانتحاريين القتلة بين الجانبين هي الحكم والفيصل بين ابناء هابيل المؤمن من الشعب العراقي ، وشياطين قابيل من البعثية والتكفيريين الوهابيين ، الذي قتلهم الغلّ واعمى ابصارهم الحقد واهلكهم حب الدنيا واعمى قلوبهم ارادة الطغيان وخدمة السلاطين من جبابرة الزمان !!.
إن خطي قابيل وهابيل لم يزالا هما سرّ المعركة القائمة بين العراقيين والارهابيين ، كما انهما الخطين الذين جاءا مع محمد رسول الله ص ضد قومه ونزل بين علي بن ابي طالب وسالبي حقوقه ، والحسين واشياع بني امية من قتلته .....، وحتى اليوم تتصارع لغة الحبّ مع لغة الحقد ، ولغة الغدر مع لغة الوفاء ، ولغة الرجولة والشجاعة والمواجهة والبطولة ،مع لغة الغدر والخيانة والجبن ، ولغة الايمان بالله سبحانه والخوف من عقابه وحسابه مع الايمان بالطاغوت وحب الدنيا والموت والانتحار وتفخيخ الاجساد وحرقها من اجلها !!.
منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على هذه الارض ، وحتى اليوم لم يزل ، هناك خطان من السلوك والفكر والتوجهات والعواطف ... هي التي تتحكم بكل وجود الانسان وانماط تصوراته وكيفيات سلوكياته في هذه الارض وهما :
اولا : خط الحقد والحسد والانتقام والطغيان والتكالب على ملذات الدنيا والاجرام في سبيل استحصال ثمراتها .
ثانيا : خط العفو والتقوى والحبّ والصبر والاناة والمعرفة والخشية والنظر الى الحياة الاخرى والعزوف عن غرور الدنيا وبهرجها .
في القرآن الكريم ذكر لتاريخ هذين الخطين الانسانيين ، الذين ولدا مع اول اخوين رأوا نور الحياة في هذا العالم لكنهما اخوين بامزجة وتوجهات ورؤى وطموحات وسلوكيات مختلفة بعضهم عن البعض الاخر !!.
الاول : كان اسمه ((هابيل )) صاحب الحبّ وتقوى الله ، والخشية من حساب يومه الاخروالعدل والانفتاح والصبر والمعرفة والرجولة والكرامة والاناة والعزوف عن غرور الدنيا وشهواتها .
الثاني : كان اسمه (( قابيل )) صاحب نزعة الحسد والغلّ ، والحقد والطغيان وحب الهيمنة والتسلط واخذ كل شئ يجده امامه ، وصاحب رؤية وجوب ان يكون كل شئ في هذه الحياة تابعا له وخاضعا لهيلمانه ومسبحا لجماله مع انه اجبن خلق الله وارعدهم فريصة واخفقهم جنانا امام الموت والاستشهاد .
هذان البشران قربا قربانا تقبل الله من احدهم ،بسبب صفاته الحميدة ونواياه النظيفة ، وحبه للاخروصدق سريرته مع الله سبحانه وتعالى ، ولم يتقبل قربان الاخر ، بسبب سوء طويته وكراهيته لكل شئ وتضخم الانا وحب التسلط لديه وصفات الجبن والغدر لديه ...الخ .
فقال قابيل لاخيه الانسان الاخر هابيل :(( لأقتلنك )) !!.
اجابه هابيل :((إنما يتقبل الله من المتقين ، ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ، إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من اصحاب النار وذالك جزاؤا الظالمين ))
طبعا هناك من يعتقد ان هابيل هذا ربما كان ضعيف البنية او انه لم يكن يملك ارادة الدفاع والمقاومة امام طغيان الوحش الانسان قابيل ،ولهذا تحجج بمفردات الضعفاء من بني البشر في الصبر وخوف الله والاثم وغير ذالك لكن الحقيقة ان هابيل كان اشدّ باسا من المجرم قابيل بل واقوى بنية واكثر ذكاءا وشجاعة ،وفطنة واقتدارا على الحاق الاذى بسميه الانساني قابيل ،لكنّ الفرق بين خط هابيل الفكري والروحي والسلوكي في هذا العالم وخط اخيه قابيل هو ان قابيل صاحب غدر وحسد . وغلّ وطغيان ودونية اخلاقية وحب للدنيا وسلطتها بلا حدود ، بينما تحكم هابيل صفاء النية وعدم التفكير بربح الدنيا على حساب الاخرى واخلاق الفروسية والرجولة والايمان....الخ ولهذا كانت المعركةليست هي معركة ساحة وقتال ولاهي معركة مواجهة واقتداربل هي معركة غدر وضميمة ودوافع مشبوهة واخلاقيات متدنية جدا ....فكسب المعركة اقرب الخطّين للنذالة والانحطاط ، وقتل قابيل غدرا اخاه هابيل ، لينتصر في معركة الا انه في النهاية يخسر الحرب امام هابيل ، فيكون مصيره النار جزاءا لظلمه من جهة ، وليبوء باثمه واثم اخيه الانسان هابيل من جانب اخر !!.
في العراق اليوم ايضا يتصارع الخطّان بعد الاف من السنين على تاريخ خطي هابيل النبيل وقابيل الرديئ ، ولكن تحت نفس المنطق وبنفس التوجهات وتحت ضغط نفس الدوافع والمنطلقات وبين جهتين معروفتين للعالم سلفا :
الاولى : هي العراقيون بمعتقداتهم ومرجعيتهم الدينية ورجولتهم وايمانهم ،وحبهم للاخر وبرؤى أئمتهم واسلامهم وشجاعتهم واقتدارهم ، وشعار (( إنما يتقبل الله من المتقين ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )) الهابيلي !!.
الثانية : هي الارهابيون التكفيريون الوهابيون الآتون من خارج الحدود العراقية ،والبعثيون الاجراميون الظلاميون معهم ، وبكل مايحملوه من غلّ وحقد وحسد ، وغدر وجبن وسوء طوية، وانحراف عقدي وجهل وتكالب على حب الدنيا وطلب الاستحواذ عليها وارهاب كل من يعيش بداخلها بالقتل والحرق والتفجيرات ،وباقي ادوات ((لأقتلنك )) القابيلية المجرمة !!.
وطبعا ايضا هناك من يعتقد ان العراقيين عندما لايجابهون منطق ((لأقتلنك )) القابيلي الارهابي التكفيري والبعثي هذا بمثله من ردة الفعل ، ليشن الشعب العراقي الهابيلي هجومه الانتحاري على الاخرين من نفس المنطق انه ضعف وعدم حيلة ، وركون الى الاستسلام والخضوع للارهاب والذلّة !!.
والحقيقة ان الشعب العراقي يملك الكثير من الشجاعة ، كما انه يستطيع ان يرجع اصحاب الغدر والجبن والرذيلة من التكفيرية ، والبعثية الى جحورها القديمة لترتعد فرائصها ، اولتكشف عن سؤتها ، لتتقي غضب وبأس الشعب العراقي عنها ، لكن ما يكبل الشعب العراقي ، ويحد من غضبته البطولية الصادقة هو تلك الضوابط الالهية وتلك التقوى الربانية الهابيلية التي ترفع شعار (إني أخاف الله رب العالمين) ،ولهذا تجد مرجعية الشعب العراقي الدينية لاتفكر مجرد التفكيران تدعوا الشعب للرد بالمثل ولتكون حرب الانتحاريين القتلة بين الجانبين هي الحكم والفيصل بين ابناء هابيل المؤمن من الشعب العراقي ، وشياطين قابيل من البعثية والتكفيريين الوهابيين ، الذي قتلهم الغلّ واعمى ابصارهم الحقد واهلكهم حب الدنيا واعمى قلوبهم ارادة الطغيان وخدمة السلاطين من جبابرة الزمان !!.
إن خطي قابيل وهابيل لم يزالا هما سرّ المعركة القائمة بين العراقيين والارهابيين ، كما انهما الخطين الذين جاءا مع محمد رسول الله ص ضد قومه ونزل بين علي بن ابي طالب وسالبي حقوقه ، والحسين واشياع بني امية من قتلته .....، وحتى اليوم تتصارع لغة الحبّ مع لغة الحقد ، ولغة الغدر مع لغة الوفاء ، ولغة الرجولة والشجاعة والمواجهة والبطولة ،مع لغة الغدر والخيانة والجبن ، ولغة الايمان بالله سبحانه والخوف من عقابه وحسابه مع الايمان بالطاغوت وحب الدنيا والموت والانتحار وتفخيخ الاجساد وحرقها من اجلها !!.
(( لاطغاة جدد في العراق الدستوري !))
حميد الشاكر
مايميز التجربة العراقية السياسية الجديدة ، إنها تجربة تعتمد على الدستور في حركتها ، والذي يضمن (عدم انتاج طواغيت سياسية مستمرة في الحكم ) من منطلق ان مواد الدستور العراقي نفسه تنظّم ،كيفية تداول السلطة سلميا كل دورتين نهائية من جهة ومن جهة اخرى فإن أي حاكم يحاول حكم العراق الجديد فإن دستور هذا البلد وهويته الفيدرالية الديمقراطية النيابية ، تحتم عليه ان يكون منتجا ديمقراطيا شعبيا طبيعيا ، منبثقا بشكل آلي من المجلس النيابي المنتخب ، والذي يشكل الارض التي تنبثق منه اي حكومة وحاكم بعد كل انتخابات تشريعية، تجري في هذا البلد كل اربع سنوات ميلادية تستلزم بالضرورة تغيير الموازين السياسية في بلورة نوع الحكم والحاكم الجديد لهذا القطر من بلاد الرافدين !.
وعلى هذا يكون دستور العراق الجديد ، هو الضمانة الاولى والاخيرة لسلامة عملية تداول السلطة السياسية سلميا وديمقراطيات شعبيا ،بل وهو الميزان الاعلى لشرعية اي نظام حكم قائم واي حاكم قادم يمارس عملية حكم العراق من خلال ،أما الشرعية اذا جاء من خلال احكام وقوانين الدستور وبحالة قانونية من خلال انتخاب الشعب للبرلمان الذي بدوره يقدم حكامه الجدد ويصوت عليهم بالثقة باعتبار المجلس ممثل الشعب ، وإما اللاشرعية عندما يخرق اي حاكم هذا الدستور وبنوده القانونية الحاكمة والمنظمة لحياة العراق الجديد سياسيا !!.
ولعل هذه الضمانة الدستورية السياسية العراقية الجديدة للديمقراطية واحترام ارادة الشعب هي ماتثير ضائقة طغاة العصر القديم من بعثية وغير بعثية عندما يرون الموت في مفردات دستور العراق الجديد ، كما وانها هي ايضا ما تدفع انصار الطغاة ، من المندسين تحت المسمى العراقي ، ان يشنّوا حملة تشويه متعمدة ، لدستور العراق الجديد لشيطنته اولا ، ثم بعد ذالك المطالبة بالاطاحة به ، او تبديله او تغييره ،ليتسنى فيما بعد صياغة حكم طاغوتي جديد لاتحكمه اي مادة دستور مستفتى عليها شعبيا عراقيا ، تذكر فيها ارادة الشعب وحريته في انتخاب نظامه السياسي وكيف يكون ، وماهي ضوابطه ، ومن هم قيادته ..... وهكذا !!.
نعم في الجانب الاخر من وجه الدستور العراقي بعد ضرورة حماية جميع فقراته شعبيا عراقيا وقانونيا وبنوده من الاعتداء ،او من التجاوز لمقرراتها وتحت اي ذريعة ومسمى ( من مثل السماح للبعث بالعودة لممارسة السلطة او التلاعب بديباجته ، التي تؤرخ لحقبة المعاناة والمأساة التي كان يعيشها الشعب العراقي ، لالاف السنين تحت حكم الطاغوت ...الج)ومن اي جهة كانت لضمان حماية الشعب من تسلط الطغاة عليه من جديد .... تتجلى من الجانب الاخر لوجه الدستور العراقي الجديد انه الدستور الذي يهب اصحاب السلطة العقل والحكمه في النظر الى السلطان والقيادة على اساس انها شئ مؤقت ، وزائل وليس بدائم ، ولاهو من ممتلكات العائلة او القبيلة او العشيرة ليكون مادة استحواذ ،وطغيان وتلاعب وتمردوفرعنه أسرية او حزبية او عصابية او غير ذالك ، يقرر كيفما شاء سياسة هذه الامة وبأي طريقة نفعية او اجرامية او .... ضيقة كانت !!!.
ان على حكّام العراق الجديد السابقين ، وفيما بعد اللاحقين ، ان يدركوا حقيقة هذا النظام العراقي السياسي الجديد وهذا طبعا اذا لم يكن يدركوا من قبل نظام وحكم القانون الالهي العظيم الذي هو مصدر رئيس من مصادر التشريع في الدستور العراقي الجديد اولا ، والذي يأمر بالعدل ، والنظر الى الحكم كأمانة ، والى السلطة كمسؤولية وتكليف ومحاسبة ثقيلة جدا يوم الحساب الدنيوي من خلال مراقبة الامة للحاكم والاخروي من خلال يوم الدين ثانيا وعليهم كذالك ان يعوا ان الحكم في العراق الجديد هو مجرد وظيفة خدمية لااكثر ولااقل للمجتمع العراقي ، وعلى من يجد في نفسه الكفاءة لخدمة هذه الامة ليرضي الله وشعبه فليتقدم للحكم ، ويمارس السلطة التي ليس هي كما كان في السابق صاحبة نشوة الطغيان وسكر المال والفساد والارهاب وديمومة الحال ، بل انها سلطةً تمارس بقدر وحساب شديد ، ثم بعد ذالك تترك لاخرين ليملئوا فراغها بنفس الروح والعقلية وحسب ما قرره الدستور والنظام ، أما من لايجد في نفسه ، الا مشروع منفعة شخصية تقدمها له السلطة ، او انه يرى في نفسه منصة ، لمنافع حزبية قبلية عصبية لاغير ويرى في الحكم انه الاكثر رصيدا لشعبيته الحزبية او اموال خزائنه التنظيمية ، فعليه ان يدرك فقط ان السلطة اذا كانت منقطعة وغير دائمة لشخص انسان ما او حزب او تكتل او عصابه ....الخ فهي حقا لاتستحق ان يخسر الانسان نفسه من اجل ثمارها المنقطعة ، وعليه ان يعيد صياغة رؤيته للسلطة والحكم كي يكون عظيما بالفعل ان اراد من الحكم ان يصنع له العظمة !!.
إن من نعم الله سبحانه وتعالى ،على العراق الجديد ان يكون في دستوره تحديدا لسلطة الحاكم وممارسته الوظيفية لدورة او دورتين نهائية ، كما ان من اعظم النعم الالهية على اي امة ، ان تكون على وعي تام بضرورة ووجوب حماية تطبيق القانون وعدم تجاوز الدستور وبنوده تحت اي مبرر كان ، ومن نقمته العظمى سبحانه على اي امة ان تنسى هذه الامة نعمة الالتزام بالقانون والعدل ، او تغفل للحظة كرامة حياتها وانها معلقة بحماية الدستور الذي انتخبه الشعب بدمه كي يكون الميزان والمقياس الاعلى بين الحرية والكرامة والعيش السعيد أوبين الذلّ والعبودية والشقاء الدائم !!
(( انتخب الاسلام لحكم حياة العراق الجديد ))
حميد الشاكر
عندما يفكر اي ناخب عراقي بانتخاب الاسلام فانه حتما سينتخب :
اولا : ((العدل بين الناس)) باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لم ولن يكن ليميل لاحد من عباده على احدولم ولن يميل لاحد من اديانه على احد ، ولم ولن يميل لطبقة من خليقته على طبقة اخرى منهم ....، بل وبما انه رب العراقيين جميعا ، وهو مشرّع احكام الاسلام لهم جميعا وعلى مختلف اديانهم وطبقاتهم واشكالهم والوانهم... ، فانه سبحانه ضمن لهم العدل بينهم والتعامل معهم بالسوية قال سبحانه((لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناسُ بالقسط ))
وقال عزوجل :(( يايها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ،ولايجرمنّكم شنئان قوم على الا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ))!.
وبهذا ضمن الاسلام لجميع اطياف وطبقات وطوائف واديان وتناشزات .... المجتمع ان تنعم برحمة العدالة الالهية الكبيرة وهي تفرد جناحيها على كل المجتمع بما هم عيال الله وخلقه سبحانه ولافرق بين طبقة فقرات ووجوب ان تظلم طبقة اغنياء او العكس ، او مجموعة اسلام ووجوب بغيها على مجموعة غير المسلمين ،او طائفة او مذهب او ملة او عنصر ....الخ
ثانيا :((الوحدة للمجتمع)) باعتبار ان الاسلام هووحده القادرعلى تذويب التناشزات القومية المتعددة داخل المجتمع العراقي وهو وحده القادر على صهر جميع التناقضات الطائفية لمجتمعه في ، وتحت اطار التآلف والرباط والرحمة الاسلامية ، وكذا ترادمات الاختلافات الدينية في هذا المجتمع ، فالاسلام وحده صاحب القدرة على ضبط ايقاعاتها جميعا لتتناغم داخل اطاره بسلاسة ، وبلا تشنجات مفتعلة او حساسيات سياسية نفعية من هنا وهناك .
قال سبحانه :(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ، واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء ، فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذالك يبين الله لكم إياته لعلكم تهتدون ))
إي ان وحدة المجتمع وانصهاره في لحمة تآلف ومحبة واحدة ، هي في الاساس عملية قلوب وارواح متآلفة قبل ان تكون وحدة وتآلفات جسدية وجغرافية مادية ، وعلى هذا كان الاسلام دين الله للعالمين جميعا هو القادر وحده ان يؤلف بين القلوب ، وينظفها من وساخات العنصريات القومية ، وكذا بذاءات الطائفية ، وهكذا تناشزات الاديان المختلفة باعتبار ان القلوب حكمها بيد الله يقلبها كيفما شاءواذا انتخب اي شعب دينه ليحكم بينهم هيئ الله القلوب للتآلف قبل الابدان والمصالح سبحانه القادر الذي ليس لقدرته حد محدود !!.
وهكذا في رؤية الاسلام انه دين جاء للعالمين جميعا ، وليس للمسلمين فحسب او لطائفة على اخرى او لقومية او لون او جنس على اخر (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) فكل هذا جعل من الاسلام اطارَ تآلفٍ ،ووحدة وحكم بالعدل لجميع العالمين وبما فيهم مختلف اديان الله الكتابية وغير الكتابية فكل هذا قادر الاسلام على توحيده والنظر اليه بالسوية أمّا غير حكم الاسلام فيفجّر العنصريات داخل اي مجتمع ويربك الطائفيات فيه ، ويثير النعرات ويخلق المصالح لتكون هي العلاقات بدلا من التآلفات الروحية والقلبية للمجتمعات الوطنية !!.
ثالثا : ((الحرية للافراد))فالاسلام هو اول فكرة نادت بحرية الانسان الفكرية ، مع مراعات نظام المجتمع الاخلاقي والقانوني والدستوري القائم بحيث ان الاسلام اشتهر عنه ، بل واسس لحكم ان يكون جميع افراد الناس مسلّطون على افكارهم واحرارا في معتقداتهم ، ينظرون للحياة والانسان والكون والمعتقد بحرية مطلقة بشريطة ان لاتقتحم وتدافع حرية الاخرين ، وجرّم كذالك الاسلام ، اي ابتزاز او ضغط يفرض على الانسان شكل معتقده او لون ايمانه في هذه الحياة !!.
قال سبحانه :(( لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))
وقال عزوجل :(( إنا هديناه السبيل إما شاكرا واما كفورا ))
وقال تبارك وتعالى :(( ولو شاء ربك لأمن من في الارض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))
وكلّ هذا وغيره ، ليضمن الاسلام للانسان حريته الفكرية والعقدية والايدلوجية المنظمة والحضارية ، والتي تشمل جميع الاديان داخل اطار المجتمع الاسلامي النبيل !!.
رابعا :(( دولة القانون )) وهذا من منطلق ان الاسلام هو اول من اسس لدولة القانون ودولة المؤسسات ، ودولة المسؤولية ، ودولة الخدمات والمجتمع !!.
اي ان الاسلام ليس فقط نظر للقانون والالتزام به على اساس بنوده الدستورية فحسب ،بل ان القانون وتطبيقه في الاسلام يدخل في حيز الطاعة او الكفر باللله سبحانه وتعالى ،فليس لاحد ان يتجاوز القانون في الاسلام ليخون الله والرسول والمجتمع فحسب ، بل ان متجاوز القانون ، آثم في العرف الاسلامي ،ومجرم بحق نفسه والمجتمع وربه سبحانه وتعالى وفضلا عن ان متجاوز القانون له ردع قانوني دنوي شديد جدا ،كذالك له سخط في الاخرة وعذاب اليم يردع كل من يفكر بخرق القانون او التحايل عليه اوتجيير هذا القانون او ذاك داخل الدولة لمصالحه الشخصية او الاسرية او الفئوية او الطائفية او القومية او الدينية او العنصرية او غير ذالك !!.
نعم بعد ((العدل والوحدة والحرية والقانون)) لحياة المجتمع في المشروع الاسلامي ربما من حق المتلقي ان يسأل عندما يريد ان ينتخب الاسلام لحكم الحياة في عراقنا الجديد عن اي جهة او قائمة او حزب ينتخب الان في العراق الجديد لتضمن له حكم الاسلام في هذه الحياة العراقية القادمة ، ومعه العدل والوحدة والحرية والقانون ؟.
الجواب طبعا : انتخب اي قائمة او حزب او مجموعة ترى انها تريد ان يكون للاسلام حكمه في هذا العراق ؟!.
او انك ايها الناخب العراقي ، عليك ان تنتخب مَن يقربك من حكم الاسلام العادل ، والحر والموحد ، لابناء وطنك ولاتلتفت بعد ذالك للاسماء والشعارات والعناوين والتلاوين والقوائم والاليات .....، فكل مَن يستطيع ان يجسد لك الاسلام بعدله والدين برحمته ووحدته ، والعقيدة بحريتها وضمانها ، والقانون بشدته وفاعليته ، يكون جديرا بان ينتخبه الناخب العراقي ، الذي يؤمن بعظمة الاسلام ،وعدله ووحدته وحريته وقانونه ، ويؤمن بأن انتخاب الاسلام مسؤولية وتكليف في هذه الحياة الدنيا ويوم الدين !!.
عندما يفكر اي ناخب عراقي بانتخاب الاسلام فانه حتما سينتخب :
اولا : ((العدل بين الناس)) باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لم ولن يكن ليميل لاحد من عباده على احدولم ولن يميل لاحد من اديانه على احد ، ولم ولن يميل لطبقة من خليقته على طبقة اخرى منهم ....، بل وبما انه رب العراقيين جميعا ، وهو مشرّع احكام الاسلام لهم جميعا وعلى مختلف اديانهم وطبقاتهم واشكالهم والوانهم... ، فانه سبحانه ضمن لهم العدل بينهم والتعامل معهم بالسوية قال سبحانه((لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناسُ بالقسط ))
وقال عزوجل :(( يايها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ،ولايجرمنّكم شنئان قوم على الا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ))!.
وبهذا ضمن الاسلام لجميع اطياف وطبقات وطوائف واديان وتناشزات .... المجتمع ان تنعم برحمة العدالة الالهية الكبيرة وهي تفرد جناحيها على كل المجتمع بما هم عيال الله وخلقه سبحانه ولافرق بين طبقة فقرات ووجوب ان تظلم طبقة اغنياء او العكس ، او مجموعة اسلام ووجوب بغيها على مجموعة غير المسلمين ،او طائفة او مذهب او ملة او عنصر ....الخ
ثانيا :((الوحدة للمجتمع)) باعتبار ان الاسلام هووحده القادرعلى تذويب التناشزات القومية المتعددة داخل المجتمع العراقي وهو وحده القادر على صهر جميع التناقضات الطائفية لمجتمعه في ، وتحت اطار التآلف والرباط والرحمة الاسلامية ، وكذا ترادمات الاختلافات الدينية في هذا المجتمع ، فالاسلام وحده صاحب القدرة على ضبط ايقاعاتها جميعا لتتناغم داخل اطاره بسلاسة ، وبلا تشنجات مفتعلة او حساسيات سياسية نفعية من هنا وهناك .
قال سبحانه :(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ، واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء ، فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذالك يبين الله لكم إياته لعلكم تهتدون ))
إي ان وحدة المجتمع وانصهاره في لحمة تآلف ومحبة واحدة ، هي في الاساس عملية قلوب وارواح متآلفة قبل ان تكون وحدة وتآلفات جسدية وجغرافية مادية ، وعلى هذا كان الاسلام دين الله للعالمين جميعا هو القادر وحده ان يؤلف بين القلوب ، وينظفها من وساخات العنصريات القومية ، وكذا بذاءات الطائفية ، وهكذا تناشزات الاديان المختلفة باعتبار ان القلوب حكمها بيد الله يقلبها كيفما شاءواذا انتخب اي شعب دينه ليحكم بينهم هيئ الله القلوب للتآلف قبل الابدان والمصالح سبحانه القادر الذي ليس لقدرته حد محدود !!.
وهكذا في رؤية الاسلام انه دين جاء للعالمين جميعا ، وليس للمسلمين فحسب او لطائفة على اخرى او لقومية او لون او جنس على اخر (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) فكل هذا جعل من الاسلام اطارَ تآلفٍ ،ووحدة وحكم بالعدل لجميع العالمين وبما فيهم مختلف اديان الله الكتابية وغير الكتابية فكل هذا قادر الاسلام على توحيده والنظر اليه بالسوية أمّا غير حكم الاسلام فيفجّر العنصريات داخل اي مجتمع ويربك الطائفيات فيه ، ويثير النعرات ويخلق المصالح لتكون هي العلاقات بدلا من التآلفات الروحية والقلبية للمجتمعات الوطنية !!.
ثالثا : ((الحرية للافراد))فالاسلام هو اول فكرة نادت بحرية الانسان الفكرية ، مع مراعات نظام المجتمع الاخلاقي والقانوني والدستوري القائم بحيث ان الاسلام اشتهر عنه ، بل واسس لحكم ان يكون جميع افراد الناس مسلّطون على افكارهم واحرارا في معتقداتهم ، ينظرون للحياة والانسان والكون والمعتقد بحرية مطلقة بشريطة ان لاتقتحم وتدافع حرية الاخرين ، وجرّم كذالك الاسلام ، اي ابتزاز او ضغط يفرض على الانسان شكل معتقده او لون ايمانه في هذه الحياة !!.
قال سبحانه :(( لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))
وقال عزوجل :(( إنا هديناه السبيل إما شاكرا واما كفورا ))
وقال تبارك وتعالى :(( ولو شاء ربك لأمن من في الارض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))
وكلّ هذا وغيره ، ليضمن الاسلام للانسان حريته الفكرية والعقدية والايدلوجية المنظمة والحضارية ، والتي تشمل جميع الاديان داخل اطار المجتمع الاسلامي النبيل !!.
رابعا :(( دولة القانون )) وهذا من منطلق ان الاسلام هو اول من اسس لدولة القانون ودولة المؤسسات ، ودولة المسؤولية ، ودولة الخدمات والمجتمع !!.
اي ان الاسلام ليس فقط نظر للقانون والالتزام به على اساس بنوده الدستورية فحسب ،بل ان القانون وتطبيقه في الاسلام يدخل في حيز الطاعة او الكفر باللله سبحانه وتعالى ،فليس لاحد ان يتجاوز القانون في الاسلام ليخون الله والرسول والمجتمع فحسب ، بل ان متجاوز القانون ، آثم في العرف الاسلامي ،ومجرم بحق نفسه والمجتمع وربه سبحانه وتعالى وفضلا عن ان متجاوز القانون له ردع قانوني دنوي شديد جدا ،كذالك له سخط في الاخرة وعذاب اليم يردع كل من يفكر بخرق القانون او التحايل عليه اوتجيير هذا القانون او ذاك داخل الدولة لمصالحه الشخصية او الاسرية او الفئوية او الطائفية او القومية او الدينية او العنصرية او غير ذالك !!.
نعم بعد ((العدل والوحدة والحرية والقانون)) لحياة المجتمع في المشروع الاسلامي ربما من حق المتلقي ان يسأل عندما يريد ان ينتخب الاسلام لحكم الحياة في عراقنا الجديد عن اي جهة او قائمة او حزب ينتخب الان في العراق الجديد لتضمن له حكم الاسلام في هذه الحياة العراقية القادمة ، ومعه العدل والوحدة والحرية والقانون ؟.
الجواب طبعا : انتخب اي قائمة او حزب او مجموعة ترى انها تريد ان يكون للاسلام حكمه في هذا العراق ؟!.
او انك ايها الناخب العراقي ، عليك ان تنتخب مَن يقربك من حكم الاسلام العادل ، والحر والموحد ، لابناء وطنك ولاتلتفت بعد ذالك للاسماء والشعارات والعناوين والتلاوين والقوائم والاليات .....، فكل مَن يستطيع ان يجسد لك الاسلام بعدله والدين برحمته ووحدته ، والعقيدة بحريتها وضمانها ، والقانون بشدته وفاعليته ، يكون جديرا بان ينتخبه الناخب العراقي ، الذي يؤمن بعظمة الاسلام ،وعدله ووحدته وحريته وقانونه ، ويؤمن بأن انتخاب الاسلام مسؤولية وتكليف في هذه الحياة الدنيا ويوم الدين !!.
(( ليس لُغزا ما سينتخبه الشعب العراقي ... الحاكم والدولة !))
حميد الشاكر
المزاج الانتخابي العراقي القادم ليس لُغزا محيرا ، بحيث يصعب على الراصدين ،لتوجهاته من فهم خطوته القادمة نحو القوائم السياسية ، التي سوف يختارها وببرامجها المعروفة ، كممثلين له في دورة المجلس النيابي التشريعي القادم ، والحاكمين لامره لاربع سنوات قادمة في العراق الجديد !!!.
بل ان الشعب العراقي ، ومنذ مايقارب الاربعة سنوات خلت ، وهو يرنوا بنظره الى تحقيق معادلتين في المشروع السياسي العراقي الجديد باعتبارهما مقدمتين ضرورتين لحياته السياسية القادمة وهما :
الاولى : هي معادلة توحيد القرار السياسي لرمز قيادي محدد يتميز بفردية القرار مع تعددية الرؤى .
الثانية : هي معادلة قيام شوكة الدولة والشعور بهيبتها وسوطها بالواقع المعاش له !.
والحقيقة انه ليس غريبا على شعب كالشعب العراقي ان (يتطلع) من جديد ، وفي تجربته مع عراقه المختلف بعد الاطاحة بالدكتاتورية البعثية الى الشعور بحاجة وجود الدولة كقوّة قانون حازمة ومنظمة لحركة المجتمع من جهة وتطلعه لرؤية ((الرمز السياسي القيادي )) ، الذي يستطيع جمع القرار السيادي للدولة بيد واحدة منفردة من جانب اخر !.
فالعراقيون وباعتبار ان تاريخهم مع قيام الدولة يتجاوز مرحلة السبعة الاف سنة فلايمكن لهم ان يتصوروا حركة الحياة بدون وجود هذه المؤسسة السياسية العريقة الوجود في داخلهم النفسي والفكري والروحي والعاطفي وهكذا حتى في موضوعة هيبة الدولة ، وليس فقط في وجودها وقيامها ، يرى الفرد العراقي ضرورة ان يكون من هوية وجود وقيام الدولة ، ك((راعي وحامي للمجتمع والامة)) ان يكون لها هيبة ، لاتقلّ منسوبا وحضورا عن منسوب وجودها الفعلي على ارض الواقع وارض حركة حياة الناس الطبيعية كلها !!.
وهكذا يقال ايضا بالنسبة للحالة الفكرية ، والنفسية والروحية للمجتمع العراقي ، وملاصقتها التاريخية لموضوعة (( الرمز او القدوة او القيادة ...)) فهذا الاجتماع البشري ، ومنذ الازل اعتمد على فكرة ( الامامه او الزعامة او الملك او النبي او الخليفة او الطاغية .... الفرد )باعتبار انه عنوان ، لايمكن لاي وجود اجتماعي سياسي الفراغ من مضمونه لقيام المجتمع والدولة وعلى الاقل في ذاكرة وذهن الفرد والجماعة في العراق بل إن العراقيين ومن ضمن ثقافتهم السياسية الراسخة عن صورة وماهية وهوية (القائد ) ان يكون جماع الامر كله في الحياة السياسية والاقتصادية والتربوية .... راجعه اليه وحده ، بحيث ان وجد في داخل الدولة اكثر من رأس للحكم والقرار ، فان العراقيون يرون في مثل هذه الحالة انها حالة شاذة وليس لها من ثقافة واصالة الدولة وقيامها وهيبتها اي رصيد فعلي ومثل هذه الرؤى العراقية كما يدرك الجميع ترتد بجذورها الثقافية الى الاف السنين من الممارسة لنوع معين من الحكم تشرّبت متجذرة في ثقافة هذه الامة التي هي بطبيعتها مختلفة عن امم اليونان والرومان التي كان فيها تعدد مصادر القرار داخل الدولة يشكل حالة طبيعية ، لبناء الدولة بينما ، وفي بلد كالعراق او مصر ،او بلاد فارس الشرقية القديمة نجد ان تفرد رأس هرم السلطة والدولة بالقرار والحكم من اهم مميزات ثقافة وهوية الدولة داخل هذه الاقطار والاقاليم الاجتماعية الحضارية القديمة ،بل ومن اساسيات شرعية قيام الدول وهيبتها ان يكون قرارها بيد حاكم واحد منه تصدر الامور واليه ترجع !!.
وعلى هذا الاساس يكون بعدي ((الدولة والحاكم )) في ثقافة الاجتماع العراقي من اهم الابعاد التي يرى فيها الفرد العراقي قبل جماعته استحالة حركة حياته الطبيعية بدونها ، او استحالة قيام الحياة بكل مفاصلها بدون وجود دولة مؤسسة لها هيبتها وقوة بطشها من جانب ، ووجود حاكم رمز منفرد ، تجتمع فيه القيادة ويكون هو وحده مصدر الحكم والقرار في النتيجة النهائيةعلى سبيل الطغيان والتفرد اوعلى سبيل الشورى وتعدد الاراء التي تشكل الخلفية الغير ظاهرة لقرار الحاكم النهائي من جانب اخر !!.
ولعل الكثير ممن رصدوا حركة وميول وتوجهات الاجتماع العراقي خلال الاربع السنوات الفائتة لاحظوا ان هناك ميل قوي جدا داخل الفرد والجماعة العراقية السياسية الى بعض القوائم السياسية العراقية التي استطاعت وبذكاء كبير ان تعزف على الاوتار الخفية والنفسية والفكرية والتاريخية ، والسياسية الداخلية لهذا المجتمع في موضوعي (الدولة والحاكم)لاسيما في وقت الفوضى العارمة التي عصفت بالشعب العراقي بعد الاطاحة بالدكتاتورية الصدامية المقبورة وتفهم تلك القوائم للحاجات النفسية والفكرية الملحة للمجتمع العراقي سياسيا وطرحها فيما بعد مشروعي (( الدولة والقانون )) باعتبارهما شعار المرحلة السياسية القائمة !!.
وبالفعل استطاعت هذه القوائم السياسية ، وبفترة قصيرة جدا ، ان تحصد ثمار الفكرة بشكل اذهل الجميع من باقي الاطراف السياسية الاخرى ، التي طرحت مشاريعا سياسية غير مدروسة بعمق نفسي وتاريخي لهذا الشعب ، ولا اخذة بنظر الاعتبارالرؤية التاريخية والثقافية والنفسية للشعب العراقي وتعلقه في الحياة السياسية ببعض المفردات عن غيرها امثال مفردتي ( الدولة والقانون ) ، وبهذا استطاعت بعض الحركات السياسية العراقية ان تحصد ثمار الذكاء بطرح الشعار السياسي المناسب امام الشعب العراقي المتطلع في ظرفه الحرج لعودة الدولة بقوّة ، وعودة الحاكم ايضا بقوّة من جانب اخر !!.
إن ما يغيب اليوم عن اذهان بعض التكتلات السياسية العراقية في برامجها من جهة ، وفي ممارستها من جانب اخر ،انها ولهذا اليوم تطرح مشاريعها السياسية وهي بعيدة عن دراسة انعكاس هذه المشاريع والممارسات على الداخل النفسي للفرد والجماعة في العراق ولهذا تأتي جلّ برامجهم السياسية ظعيفة الانعكاس على الشارع ومن ثم الناخب العراقي وهذابعكس المشاريع التي ادركت مبكرا لسرّ التوجهات الروحية والفكريةوالنفسية للمجتمع العراقي وبدأت تلعب على هذه الاوتارالحساسة في شعاراتها السياسية وبرامجها الانتخابيةلجذب اكبر قدرممكن من توجهات الناخب العراقي ، لاسيما منها وتر الدولة وقيامها وهيبتها وسطوتها وقدرتها ... من جانب ، والوتر الاخر والاهم والذي لم يزل هو العامل الاساس في اضعاف الكثير من الائتلافات والتوجهات والقوائم العراقية السياسية .. على ميول الناخب العراقي الا وهو وتر (( الحاكم ))!!.
نعم فان ائتلافات سياسية عراقية وطنية قوية في كل شئ اعني قوية بشخصياتها السياسيةوقوية بكوادرها الحزبية وكذا الاعلامية والاقتصادية ......، ولكنها مع ذالك تصاب بنكسة قوية امام صندوق الاقتراع او جذب ميل الناخب العراقي الى صفها بقوّة كالتي تصادفه بعض القوائم الهزيلة في كل شئ الا بشئ شعار ( الدولة والحاكم ) ، وهذا يرجع الى سرّ ليس بمعقد جدا بقدر ماهو سرّ في الممارسة لهذه القائمة او تلك من القوائم المؤثرة على الناخب العراقي الجديد !!.
والحقيقة ان الناخب العراقي يرقب الساحة السياسية بشعاراتها وممارساتها بشكل جيد ، وهو يحمل بداخله ثقافة الدولة والحاكم وضرورة صناعة النموذج التاريخي من جديد ،لتستقر حياته ويستأنف نشاطه الطبيعي في الحياة بقوّة وبينما تنزل بعض القوائم او الائتلافات العراقية بشعار الدولة ، تمارس من الجانب الاخر ثقافة (( الحاكم )) الذي يقود ائتلافه بمفرده ومن خلال سطوته التي تدفعه الى المقدمةكرأس واحدة لاغير هي صاحبة القرار والنفوذ والسلطة والمشروع والحكم !!.
بينما في الائتلافات والقوائم السياسية القوية العراقية الوطنية الاخرى ، ومع انها تطرح شعار الدولة ايضا ، الا ان ممارستها الفعلية تقوم على اكثر من قيادة واكثر من حاكم واكثر من رأس وتوجه مما يضعف الائتلاف بصورة مباشرة داخل الميول العراقية الشعبية الانتخابية ، ويدفع الناخب العراقي للنظر الى هذه الائتلافات على اساس انها تفتقر الى اهم عنصر من عناصر قيام الدولة والحكم الحق الا وهو الحاكم الفرد !!.
نعم في ائتلاف تكون قيادته واحدة وبارزة وفارضة سطوتها السياسية والسياديةليس هي بالحتم لها نفس الانعكاس الشعبي العراقي لائتلافات لها اكثر من راس واكثر من قيادة واكثر من قرار ، او ان ليس لها لهذه اللحظة قيادة حاكم اوحد بامكانه ان يقود المسيرة السياسية باتجاه الميول العراقية ليكسبها الى صفه في معركة انتخاب الدولة والحاكم في اجندة الفرد العراقي الانتخابية القادمة !!.
بمعنى اخر ،ان سرّ قوة بعض التكتلات السياسية العراقية ، وتأثيرها على الناخب العراقي ، لكسب تأييده المطلق لمشاريعها السياسية ، هو لا يكمن في قوّة هذه التكتلات السياسية الحقيقية ، بقدر كمونها داخل العراقيين انفسهم وما يتطلعون اليه من صناعة عراق جديد يحكمه حاكم واحد وقرار واحد وراس واحدة ، في دولة قوية صاحبت هيبة وبطش وهيلمان ، وهذا هو بالفعل نفسه ، ضعف باقي مشاريع وبرامج القوى ، والائتلافات العراقية الاخرى التي تفتقد للقيادة الموحده والحاكم الواحد والراس المتفردة في القراروالحكم وليس بالضرورة على اساس صيغته الدكتاتورية الطاغوتية ، بل يكفي ان يكون القرار الاخير لحاكم واحد يتمكن من الحكم فعلا للدولة ، وليس مجرد ديكور لدولة بلا حاكم ، وعلى من يريد ان يجتذب ميول الفرد والجماعة العراقية له ولمشروعه السياسي الجديد ان يطرح (( قيام دولة قوية ، ووجود حاكم يمتلك القرار الاخير في دفع عجلة الدولة ،للحركة والحياة )) ، اما من يطرح دولة بعدة رؤوس ،او ائتلافات ليس لها لهذه اللحظة رأس يعرف امام العراقيين ، باعتباره هو الحاكم القادم بلا منازع ، او رأس لدولة ضعيفة فانه حتما سيفشل في انتخاب العراقيين له لانه طرح نموذجا سياسيا غريبا على مزاج وثقافة ومعرفة وروح العراقيين للدولة والحكم في هذا البلد الذي يفهم الدولة بحاكم واحد ويفهم الحكم بدولة قادرة على حماية ابنائها بالقوّة مرة وبالتدبير مرة اخرة !!.
المزاج الانتخابي العراقي القادم ليس لُغزا محيرا ، بحيث يصعب على الراصدين ،لتوجهاته من فهم خطوته القادمة نحو القوائم السياسية ، التي سوف يختارها وببرامجها المعروفة ، كممثلين له في دورة المجلس النيابي التشريعي القادم ، والحاكمين لامره لاربع سنوات قادمة في العراق الجديد !!!.
بل ان الشعب العراقي ، ومنذ مايقارب الاربعة سنوات خلت ، وهو يرنوا بنظره الى تحقيق معادلتين في المشروع السياسي العراقي الجديد باعتبارهما مقدمتين ضرورتين لحياته السياسية القادمة وهما :
الاولى : هي معادلة توحيد القرار السياسي لرمز قيادي محدد يتميز بفردية القرار مع تعددية الرؤى .
الثانية : هي معادلة قيام شوكة الدولة والشعور بهيبتها وسوطها بالواقع المعاش له !.
والحقيقة انه ليس غريبا على شعب كالشعب العراقي ان (يتطلع) من جديد ، وفي تجربته مع عراقه المختلف بعد الاطاحة بالدكتاتورية البعثية الى الشعور بحاجة وجود الدولة كقوّة قانون حازمة ومنظمة لحركة المجتمع من جهة وتطلعه لرؤية ((الرمز السياسي القيادي )) ، الذي يستطيع جمع القرار السيادي للدولة بيد واحدة منفردة من جانب اخر !.
فالعراقيون وباعتبار ان تاريخهم مع قيام الدولة يتجاوز مرحلة السبعة الاف سنة فلايمكن لهم ان يتصوروا حركة الحياة بدون وجود هذه المؤسسة السياسية العريقة الوجود في داخلهم النفسي والفكري والروحي والعاطفي وهكذا حتى في موضوعة هيبة الدولة ، وليس فقط في وجودها وقيامها ، يرى الفرد العراقي ضرورة ان يكون من هوية وجود وقيام الدولة ، ك((راعي وحامي للمجتمع والامة)) ان يكون لها هيبة ، لاتقلّ منسوبا وحضورا عن منسوب وجودها الفعلي على ارض الواقع وارض حركة حياة الناس الطبيعية كلها !!.
وهكذا يقال ايضا بالنسبة للحالة الفكرية ، والنفسية والروحية للمجتمع العراقي ، وملاصقتها التاريخية لموضوعة (( الرمز او القدوة او القيادة ...)) فهذا الاجتماع البشري ، ومنذ الازل اعتمد على فكرة ( الامامه او الزعامة او الملك او النبي او الخليفة او الطاغية .... الفرد )باعتبار انه عنوان ، لايمكن لاي وجود اجتماعي سياسي الفراغ من مضمونه لقيام المجتمع والدولة وعلى الاقل في ذاكرة وذهن الفرد والجماعة في العراق بل إن العراقيين ومن ضمن ثقافتهم السياسية الراسخة عن صورة وماهية وهوية (القائد ) ان يكون جماع الامر كله في الحياة السياسية والاقتصادية والتربوية .... راجعه اليه وحده ، بحيث ان وجد في داخل الدولة اكثر من رأس للحكم والقرار ، فان العراقيون يرون في مثل هذه الحالة انها حالة شاذة وليس لها من ثقافة واصالة الدولة وقيامها وهيبتها اي رصيد فعلي ومثل هذه الرؤى العراقية كما يدرك الجميع ترتد بجذورها الثقافية الى الاف السنين من الممارسة لنوع معين من الحكم تشرّبت متجذرة في ثقافة هذه الامة التي هي بطبيعتها مختلفة عن امم اليونان والرومان التي كان فيها تعدد مصادر القرار داخل الدولة يشكل حالة طبيعية ، لبناء الدولة بينما ، وفي بلد كالعراق او مصر ،او بلاد فارس الشرقية القديمة نجد ان تفرد رأس هرم السلطة والدولة بالقرار والحكم من اهم مميزات ثقافة وهوية الدولة داخل هذه الاقطار والاقاليم الاجتماعية الحضارية القديمة ،بل ومن اساسيات شرعية قيام الدول وهيبتها ان يكون قرارها بيد حاكم واحد منه تصدر الامور واليه ترجع !!.
وعلى هذا الاساس يكون بعدي ((الدولة والحاكم )) في ثقافة الاجتماع العراقي من اهم الابعاد التي يرى فيها الفرد العراقي قبل جماعته استحالة حركة حياته الطبيعية بدونها ، او استحالة قيام الحياة بكل مفاصلها بدون وجود دولة مؤسسة لها هيبتها وقوة بطشها من جانب ، ووجود حاكم رمز منفرد ، تجتمع فيه القيادة ويكون هو وحده مصدر الحكم والقرار في النتيجة النهائيةعلى سبيل الطغيان والتفرد اوعلى سبيل الشورى وتعدد الاراء التي تشكل الخلفية الغير ظاهرة لقرار الحاكم النهائي من جانب اخر !!.
ولعل الكثير ممن رصدوا حركة وميول وتوجهات الاجتماع العراقي خلال الاربع السنوات الفائتة لاحظوا ان هناك ميل قوي جدا داخل الفرد والجماعة العراقية السياسية الى بعض القوائم السياسية العراقية التي استطاعت وبذكاء كبير ان تعزف على الاوتار الخفية والنفسية والفكرية والتاريخية ، والسياسية الداخلية لهذا المجتمع في موضوعي (الدولة والحاكم)لاسيما في وقت الفوضى العارمة التي عصفت بالشعب العراقي بعد الاطاحة بالدكتاتورية الصدامية المقبورة وتفهم تلك القوائم للحاجات النفسية والفكرية الملحة للمجتمع العراقي سياسيا وطرحها فيما بعد مشروعي (( الدولة والقانون )) باعتبارهما شعار المرحلة السياسية القائمة !!.
وبالفعل استطاعت هذه القوائم السياسية ، وبفترة قصيرة جدا ، ان تحصد ثمار الفكرة بشكل اذهل الجميع من باقي الاطراف السياسية الاخرى ، التي طرحت مشاريعا سياسية غير مدروسة بعمق نفسي وتاريخي لهذا الشعب ، ولا اخذة بنظر الاعتبارالرؤية التاريخية والثقافية والنفسية للشعب العراقي وتعلقه في الحياة السياسية ببعض المفردات عن غيرها امثال مفردتي ( الدولة والقانون ) ، وبهذا استطاعت بعض الحركات السياسية العراقية ان تحصد ثمار الذكاء بطرح الشعار السياسي المناسب امام الشعب العراقي المتطلع في ظرفه الحرج لعودة الدولة بقوّة ، وعودة الحاكم ايضا بقوّة من جانب اخر !!.
إن ما يغيب اليوم عن اذهان بعض التكتلات السياسية العراقية في برامجها من جهة ، وفي ممارستها من جانب اخر ،انها ولهذا اليوم تطرح مشاريعها السياسية وهي بعيدة عن دراسة انعكاس هذه المشاريع والممارسات على الداخل النفسي للفرد والجماعة في العراق ولهذا تأتي جلّ برامجهم السياسية ظعيفة الانعكاس على الشارع ومن ثم الناخب العراقي وهذابعكس المشاريع التي ادركت مبكرا لسرّ التوجهات الروحية والفكريةوالنفسية للمجتمع العراقي وبدأت تلعب على هذه الاوتارالحساسة في شعاراتها السياسية وبرامجها الانتخابيةلجذب اكبر قدرممكن من توجهات الناخب العراقي ، لاسيما منها وتر الدولة وقيامها وهيبتها وسطوتها وقدرتها ... من جانب ، والوتر الاخر والاهم والذي لم يزل هو العامل الاساس في اضعاف الكثير من الائتلافات والتوجهات والقوائم العراقية السياسية .. على ميول الناخب العراقي الا وهو وتر (( الحاكم ))!!.
نعم فان ائتلافات سياسية عراقية وطنية قوية في كل شئ اعني قوية بشخصياتها السياسيةوقوية بكوادرها الحزبية وكذا الاعلامية والاقتصادية ......، ولكنها مع ذالك تصاب بنكسة قوية امام صندوق الاقتراع او جذب ميل الناخب العراقي الى صفها بقوّة كالتي تصادفه بعض القوائم الهزيلة في كل شئ الا بشئ شعار ( الدولة والحاكم ) ، وهذا يرجع الى سرّ ليس بمعقد جدا بقدر ماهو سرّ في الممارسة لهذه القائمة او تلك من القوائم المؤثرة على الناخب العراقي الجديد !!.
والحقيقة ان الناخب العراقي يرقب الساحة السياسية بشعاراتها وممارساتها بشكل جيد ، وهو يحمل بداخله ثقافة الدولة والحاكم وضرورة صناعة النموذج التاريخي من جديد ،لتستقر حياته ويستأنف نشاطه الطبيعي في الحياة بقوّة وبينما تنزل بعض القوائم او الائتلافات العراقية بشعار الدولة ، تمارس من الجانب الاخر ثقافة (( الحاكم )) الذي يقود ائتلافه بمفرده ومن خلال سطوته التي تدفعه الى المقدمةكرأس واحدة لاغير هي صاحبة القرار والنفوذ والسلطة والمشروع والحكم !!.
بينما في الائتلافات والقوائم السياسية القوية العراقية الوطنية الاخرى ، ومع انها تطرح شعار الدولة ايضا ، الا ان ممارستها الفعلية تقوم على اكثر من قيادة واكثر من حاكم واكثر من رأس وتوجه مما يضعف الائتلاف بصورة مباشرة داخل الميول العراقية الشعبية الانتخابية ، ويدفع الناخب العراقي للنظر الى هذه الائتلافات على اساس انها تفتقر الى اهم عنصر من عناصر قيام الدولة والحكم الحق الا وهو الحاكم الفرد !!.
نعم في ائتلاف تكون قيادته واحدة وبارزة وفارضة سطوتها السياسية والسياديةليس هي بالحتم لها نفس الانعكاس الشعبي العراقي لائتلافات لها اكثر من راس واكثر من قيادة واكثر من قرار ، او ان ليس لها لهذه اللحظة قيادة حاكم اوحد بامكانه ان يقود المسيرة السياسية باتجاه الميول العراقية ليكسبها الى صفه في معركة انتخاب الدولة والحاكم في اجندة الفرد العراقي الانتخابية القادمة !!.
بمعنى اخر ،ان سرّ قوة بعض التكتلات السياسية العراقية ، وتأثيرها على الناخب العراقي ، لكسب تأييده المطلق لمشاريعها السياسية ، هو لا يكمن في قوّة هذه التكتلات السياسية الحقيقية ، بقدر كمونها داخل العراقيين انفسهم وما يتطلعون اليه من صناعة عراق جديد يحكمه حاكم واحد وقرار واحد وراس واحدة ، في دولة قوية صاحبت هيبة وبطش وهيلمان ، وهذا هو بالفعل نفسه ، ضعف باقي مشاريع وبرامج القوى ، والائتلافات العراقية الاخرى التي تفتقد للقيادة الموحده والحاكم الواحد والراس المتفردة في القراروالحكم وليس بالضرورة على اساس صيغته الدكتاتورية الطاغوتية ، بل يكفي ان يكون القرار الاخير لحاكم واحد يتمكن من الحكم فعلا للدولة ، وليس مجرد ديكور لدولة بلا حاكم ، وعلى من يريد ان يجتذب ميول الفرد والجماعة العراقية له ولمشروعه السياسي الجديد ان يطرح (( قيام دولة قوية ، ووجود حاكم يمتلك القرار الاخير في دفع عجلة الدولة ،للحركة والحياة )) ، اما من يطرح دولة بعدة رؤوس ،او ائتلافات ليس لها لهذه اللحظة رأس يعرف امام العراقيين ، باعتباره هو الحاكم القادم بلا منازع ، او رأس لدولة ضعيفة فانه حتما سيفشل في انتخاب العراقيين له لانه طرح نموذجا سياسيا غريبا على مزاج وثقافة ومعرفة وروح العراقيين للدولة والحكم في هذا البلد الذي يفهم الدولة بحاكم واحد ويفهم الحكم بدولة قادرة على حماية ابنائها بالقوّة مرة وبالتدبير مرة اخرة !!.
(( تكليفنا الشرعي في الانتخابات العراقية القادمة )) حميد الشاكر
يتميز الانسان المسلم في هذا العالم بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة ، انه انسان يدرك انه لم يخلق في هذه الدنيا عبثاولم يترك هملا بلا نظام ينسّق من حركاته في هذه الحياة ، ولاقانون يضبط ايقاع تفاعله مع الاشياء من حوله ، بل الانسان المسلم يدرك او هكذا ينبغي عليه ان يعلم انه خلق بحكمة ، وانشأ لوظيفة في هذه الحياة ، وانزل الله البرامج والقوانين له من السماء ، ليقوم بتطبيق ماجاء فيها ليعتدل العدل بين الناس وتقوم قيامة القسط والانصاف فيما بينهم !!.
ولهذا جاء في القرآن الكريم ، ان الغاية من خلق الانسان في هذا العالم للعبادة والتسليم لله سبحانه وتعالى بقوله :((وما خلقتُ الجنّ والانس الا ليعبدون / الذاريات )) و قوله عز وجل :(( لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط / الحديد )) -1-
وهكذا عند كل اهل الاسلام وخزّان علمه ، فانهم كانوا يدركون ،حقيقة انهم خلقوا لهذه الحياة لغاية وحكمة وهدف عظيم وانهم لم يتركوا هملا بلا عنوان ، ولم يخلقوا عبثا بلا حكمة او ميزان يقوّم لهم من حياتهم ويهبهم القانون الذي ينّظم من شؤونهم الحياتية في كل زاوية ويرزقهم النظرة والتقييم الصائب للامور في هذا العالم !!.
يقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع في احد كلماته القصار في نهج البلاغة معبرا عن هذه الحقيقة باوجز الكلام :(( أيها الناس اتقوا الله فما خُلق امرؤٌ عبثا فيلهوا ، ولاترك سدىً فيلهوا ...))!!.
اي انك ايها الانسان المسلم ينبغي عليك ان تدرك ان حياتك في هذه الحياة خُلقت لغاية وحكمة وهدف ..هي طاعة الله وعبادته والانسياق مع اوامره والكف عن نواهيه ،وعليك ان تدرك ايضا انه عندما خلقك الله سبحانه واوجدك في هذا النظام الكوني الكبير فانه لم يتركّ سدىً بلا ضوابط ولاقوانين ولااوامرأونواه أونظريات ورؤىولاايدلوجيات لتلهوا وتعربد وتذهب كيفما شئت ذات اليمين وذات الشمال كما ترغب وتحب وتختار وتمليه عليه رغباتك واهوائك الفانية المدمرة ،بل وضع لك الميزان ، واناط بعنقك مسؤولية التكليف الشرعي لترى الطريق وتسلك المنهج بوعي وادراك وخطوة ثابتة !!.
نعم الانسان المسلم في العراق بالخصوص اليوم ينبغي عليه ان يدرك عنوانه الحقيقي ، ولماذا اصلا يسّمى مسلما ؟، وماهية هذا الاسلام الذي ينبغي ان يعييه ويلتزم به ويتفانى في الدفاع والالتفاف حوله ؟، ولايكن كحمار يحمل اسفارا لايدرك مما في بطونها من حكم واوامر ونواه ورؤى ونظريات وطرق .....اي شئ كما عبر العظيم الكريم سبحانه وتعالى في محكم كتابه عن بعض من حملوا اسم التوراة ولكن في الحقيقة لم يدركوا من هذه المسؤولية ولافتيل نقير في قوله :(( مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدي القوم الظالمين / الجمعة )) فهذه الايات القرآنية ، وكذا التكاليف والاحكام الشرعية الاسلامية باوامرها ونواهيها وارشاداتها ورؤاها ونظرياتها كلها هي الطريق الموصلة للغاية والهدف من خلقة هذا الانسان في هذه الحياة ، ولايتم لانسان مسلم اسلامه الا ب ((التسليم )) لهذه الاوامر والانقياد لها واطاعة نواهيها والتوجه ، لتطبيقها حيثما اتجهت هذه التكاليف ، والاحكام في تعدد زوايا حياته الفكرية ، والسياسية ، والاقتصادية والاجتماعية والفردية !!.
يذكر علي بن ابي طالب امير المؤمنين في نهج البلاغة انه سينسب الاسلام نسبة لم ينسبها احد من قبله ليتضح للمسلم اينما كان معنى تسميته بالمسلم ولماذا هو مسلم وماهو الفرق بين المسلم وغير المسلم فيقول عليه السلام :(( لأنسبن الاسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي : ألاسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الاقرار ، والاقرار هو الاداء ، والاداء هو العمل الصالح / نهج البلاغة !.)) -2-
اي ان عليّا عليه السلام يرى ان معنى الاسلام وبالتبع مَن يتسمى به مسلما هو عملية استسلام وتسليم لله سبحانه وتعالى ، فالمسلم هو من سلّم امره وحياته لله خاضعا لاوامره ملتزما بنواهيه معتقدا قبل ذالك ان الله خير حافظا وهو احكم الحاكمين لتدبير امر المسلم في هذه الحياة ، ثم بعد ذالك يكون هذا التسليم لامر المسلم كله في هذه الحياة لله سبحانه واوامره ونواهيه ان يعلم علم اليقين ان هذا التسليم لله هو عنوان اليقين الذي هو اعلى درجات الايمان بالله سبحانه وتعالى ، فالتسليم لامر الله علامة ودلالة على اليقين داخل الانسان المسلم ، ولايقين بلا تسليم ، وعدم التسليم لامر الله من قبل اي مسلم لاريب انه نقص باليقين بالله من قبل الانسان ونقص في ادراكه ونقص في ايمانه ... وهكذا !!.
وكذا يُقال عندما اشار الامير عليه السلام الى : ان اليقين هو التصديق ، فالانسان اذا لم يكن مصدّقا بان الله اعدل واحكم الحاكمين ،وانه هو وحده من يهب الانسان طريق النجاة في الدنيا والاخرة ، فانه حتما سيكون من المكذبين وغير الموقنين ولذالك هو ليس من المسلّمين لاوامر الله ونواهيه في هذه الحياة ،وانه ليس من المدركين لتكاليف الله سبحانه في هذه الحياة وماينبغي عليه فعله او تركه ثم تتوالى النكبات على الانسان غيرالمسلّم لامر الله ليكون من غير المقريّن لله بالحكم والتشريع ، ومن غير المؤدين ولا العاملين بالعمل الصالح ، والنتيجة هي ان عليا بن ابي طالب في كلمته هذا عليه السلام قرن بين نسبة الاسلام للمسلم ، وارتباط هذا الاسلام بالتسليم واردف بان هذا التسليم هو عمل ،وحركة وتوجه ورؤى وسلوك داخل حياة الانسان والمجتمع ، اي بمعنى ان الاسلام تكليف الاهي يتضمنه العمل والحركة والسلوك على وجه حياة المجتمع وفوق ارضه ، وبالنور ، وليس تحت طيات ضمير الفرد وداخل روحه وفي الظلام وبعيدا عن حركة الحياة لاغير !!.
إن التكليف الشرعي لجميع افراد البشرية فضلا عن من ينتمي للاسلام ، لايختصّ حسب رؤية الاسلام نفسه بحيز معين من زوايا حياة الانسان ، وترك باقي المداخل الحياتية للانسان هملا وسدى وبلا قوانين ، يملئها كيفما شاءت اهوائه ،او تطلبتها مصالحه السياسية الدنيوية كيفما اتفق ، بل ان التكاليف الشرعية المناطة بحياة الانسان المسلم بالخصوص داخل المجتمع تمتد بفضائاتها لكل جوانب حياة الانسان وبما فيها تشكيلته الفكرية الثقافية وكذا نوعية نظامه السياسي بمواصفاته الشرعية ، وهلمّ جرا في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والفردية لحياة البشر ، وهذا في الحقيقة ما ورد في الشريعة الاسلامية الغرّاء حيث اكدت :(( انه مامن واقعة في حياة الانسان الا ولله سبحانه فيها حكم شرعي )) ، اي انه لايوجد في حياة الانسان المسلم فراغ من حكم الشريعة الاسلامية ، وتكاليفها الغراء لتملئه باقي الايدلوجيات والافكار اليست اسلامية في حياتنا هذه وهذا لمعنى تمام وكمال الشريعة الاسلامية الخاتمة التي اسست للتسليم بها والايمان والتصديق بانها الشريعة التي جاءت لكل زمان ومكان (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا / المائدة )) ، وانها الشريعة التي لم تترك الانسان المسلم في اي موضع او زمان او مكان ، او حيز ، سواء كان عقديا او سياسيا او اقتصاديا ....بلا رؤية وحكم وعنوان وطريق يسلكه بسواء السبيل !!.
بل ان الفقهاء والعارفين والعلماء والمفكرين اتفقوا على (وجوب تكليف الله سبحانه للعباد باحكامه الشرعية حيثما يحتاجون الحكم ) واعتبروا ذالك من اللطف والواجب على الله ان يقيمه للمجتمع البشري باعتبار ان هذه التكاليف هي وحدها القادرة على الوصول بالانسان الى (كماله) المنشود ، وبغير تلك التكاليف الشرعية سيتخبط الانسان في كل شأن من شؤونه الحياتية في ظلماء دامسة تدمر عليه حياته وحياة الاخرين الاجتماعي معه واخرته ايضا !!.
يذكر المجتهد آية الله السيد الخوئي في كتابه (( البيان في تفسير القرآن )) مانصه حول التكليف الشرعي للانسان المسلم في باب (( لابد للنبي من أقامة معجزة )) القول :(( تكليف عامة البشر واجب على الله سبحانه وهذا الحكم قطعي قد ثبت بالبراهين الصحيحة ،فانهم محتاجون الى التكاليف في طريق تكاملهم وحصولهم على السعادة الكبرى ، والتجارة الرابحة ، فإذا لم يكلفهم الله سبحانه ، فإما أن يكون ذالك لعدم علمه بحاجتهم الى التكليف ، وهذا جهل يتنزه عنه الحق تعالى وإما لأن الله اراد حجبهم عن الوصول الى كمالاتهم ،وهذا بخل يستحيل على الجواد المطلق وإما لأنه أراد تكليفهم فلم يمكنه ذالك وهو عجز يمتنع على القادر المطلق وإذن فلابد من تكليف البشر)) -3-!.
فالتكليف الشرعي للانسان بصورة عامة على هذا الاساس ، هو واجب الاهي يقتضي عدم الايمان به القدح بالذات الالهية قبل القدح بالاديان وقوانينها وفلسفاتها وارشاداتها الواقعية ، وكذا الاعتقاد ان هناك زاوية من زوايا حياة الانسان لاسيما منها السياسية اليوم ، بلا تكاليف الاهية شرعية محددة لموقف الانسان المسلم ، فمثل هذا الاعتقاد هو ايضا رمي للتكاليف الالهية بالعجز ، وترك للانسان المسلم في حيرة وضلال ، وكلا الاحتمالين مرفوض شرعيا واسلاميا ، من منطلق ان تمام النعمة واكمال الاسلام لايتم الا اذا قررنا اننا نمتلك منظومة فكرية وقانونية اسلامية تغطي ليّ جميع متطلبات حياتي البشرية لاصل الى الكمال والسعادة الالهية التي وعدني بها الاسلام نفسه من خلال ارشاداته واوامره ونواهيه الشاملة !!.
صحيح الان ربما يتسائل البعض بعدان يدرك معنى كونه مسلما ومسلّماامره وحياته لله سبحانه وتعالى بكيف يمكن لي ان ادرك موقفي الشرعي ، وتكليفي الالهي في حياتي السياسية اليوم ، ولاسيما ان حياتنا السياسية قد تعقدت وتطورت ودخلت فيها مفردات العصر الحديث ، والحضارة الجديدة ، لتصبح ممارساتنا السياسية ، تبدأ بالانتخابات ولا تنتهي بفقه الدولة وادراة وممارسة الحكم بشكل مؤسساتي ؟.
فكيف للفرد المسلم ان يميّز تكليفه الشرعي في هذه الزاوية الاسلامية بالتحديد مثلا ؟.
الحقيقة ان امام الفرد المسلم الذي يعتني بتكليفه الشرعي امام الله سبحانه من جهة ، ويخشى المساءلة الاخروية ان هو لم يدرك ،ويطبق تكليفه الاسلامي في حياته السياسية بصورة مطابقة لمرضاة الله سبحانه وتعالى من جانب اخر طريقين :
الاول : هو ان يضع مرضاة الله امام عينيه ، اينما توجه في حياته العملية ولايخطو خطوة الى الامام والى الوراء الا بعد ان يدرك ويعلم اين مرضاة الله سبحانه في هذه الخطوات المتقدمةوالمتأخرة وهكذا في موضوعة الانتخابات السياسية ،فينبغي على المسلم العراقي حتى يحافظ على مسماه الاسلامي الذي يحمل لقب مسلم ان يدرك اين يضع صوته في صندوق الاقتراع ، وقبل ان يختار ويضع توقيعه يسأل ضميره ونفسه وروحه :هل انا انتخب مَن يحافظ على شريعة الله ويطالب باحترام وتطبيق دينه في هذه الحياة ليصلح في الارض ولايفسد كي انال بالتبعية مرضاة الله في عملي هذا ؟.
أم انني انتخب من هو بعيد عن مرضاة وخط الله سبحانه وتعالى ، والذي ان تولى سعى في الارض بالفساد لالشئ الا لمجرد انه يعد بتقديم خدمات للمجتمع ، وفي الحقيقة ان اهل الله هو ايضا سيقدمون الخدمات وبضمير حي واكثر حبّا للمجتمع ودينه ؟.
الثاني : هو ان يرجع الى اصحاب الفقه والعلم والتقوى ممن حباهم الله بنوره وعلمه وحكمته بين الناس ليسألهم إن كان هو في مرتبة عدم المعرفة لتكليفه الشرعي ، او انه لايمتلك الرؤية الكاملة لموضوع المصلحة الاجتماعية والسياسية العليا للوطن وللمجتمع ، وهذا الطريق ايضا من ضمن طريق التكليف الالهي الذي يستسلم له الانسان المسلم في بيان خط سيره في هذه الحياة ، لقوله سبحانه:(( واذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف اذاعوا به ، ولو ردوه الى الرسول وإلى ألى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولافضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا / النساء ))
فاهل الاستنباط والعلم والدراية بعد الله ورسوله ص وائمة المسلمين ، هم الاقدر في مثل هذه المواضع لمعرفة مصالح الشريعة والمجتمع ومرضاة الله وصلاح الدنيا والاخرة للعباد !!.
وبهذا لاتبقى حجة لمسلم بعد بيان التكاليف ووضوح طرق الشريعة ومرضاة الله ان يدعّي مدعيّا الاسلام ثم هو يسير بغير سيرة المسلمين ومرضاة الله ريب العالمين ، او انه يقدم للحكم والسلطة من هو اعدى اعداء الشريعة والدين !.
________________
المصادر :
1 : القرآن الكريم .
2: نهج البلاغة لابن ابي الحديد / قصار الحكم / الحكمة 125.
3: السيد الخوئي / البيان في تفسير القرآن / ص 43
**********************
alshakerr@yahoo.com
(( اياد السامرائي لاتلعب بالنار الطائفية )) حميد الشاكر
مااثاره الحزب الاسلامي بقيادة اياد السامرائي من جلبة على تصريح نسب للنائب بهاء الاعرجي حول:(ان الغالبية في العراق والمذهب ، الذي يأخذ القاعدة او الاغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منذ يوم ابو بكر لحين حزب احمد حسن البكر) وما رافق ذالك من مسرحية طائفية خرج فيها ديكور من المهوسين ضد الطائفية ، بينما هم في الاساس وبعملهم هذا يرسّخون ويدعون للطائفية بابشع صورها لتكون مطية انتخابية مكشوفة ، وورقة للعب على مشاعر شريحة محترمة من الشعب العراقي ....الخ أقول ان كل هذه الجلبة الاعلامية التي افتعلها اياد السامرائي ضد تعليق للنائب الصدري بهاءالاعرجي والذي لااشك انه اطلقها بحسن نية تعبيرا عن مظلومية شعب باكمله على مدى تاريخ متطاول ستكون لهذه الجلبة الاعلامية انعكاسات ، ودلالات خطيرة ومزعجة جدا ، لاستقرار هذا الوطن العراقي العزيز اليوم وفي المستقبل ايضا !!.
والحقيقة ان الاسلوب والخطاب الذي استخدمته بعض الاطراف المعروفة بطائفيتها الشريرة التي اشعلت نار الفتنة والحرب في العراق منذ سقوط صدام المقبور وحتى اليوم ضد حرية التعبير القانونية للنائب بهاء الاعرجي ، لاتنم
عن ان الاستفزاز اصلا انطلق من تصريح الاعرجي ، بقدر ماهي خطابات ، واساليب اعلامية ،إن تأملنا فيها بدقة فسنجد انها من الاساس مستنفرة لخلق روح طائفية بغيضة شاء لها منتجوها لتطلق امام الحملة الانتخابية الجديدة في العراق اليوم لتكون جسرا لخلق نوع مختلف من الكراهية الطائفية التي تشق لحمة المجتمع العراقي من جديد لتصب بصالح قادة الطائفية الجدد القدماء بنفس اللحظة والذي يمثلهم مع الاسف كحية رقطاء اياد السامرائي ومن ورائه في قيادة الحزب الاسلامي تكريتي هذه الامة الجديد ، وغيره المعروفين جيدا بتاريخهم اللانضالي في حقبة المعارضة قبل اسقاط صدام حسين المقبور في بغداد !!.
نعم النائب بهاء الاعرجي تحدث عن حقبة زمنية ممتدة من الخليفة الاول ابو بكر الى الخليفة الزنديق احمد حسن البكر في العراق وانها حقبة لم يرى فيها الشعب العراقي تمثيلا سياسيا حقيقيا ولاعدالة مرتجية على مستوى رفع الظلم عن المظلومين في العراق وغيره ، ولاعلاقة لهذا المعنى لامن من قريب ولامن بعيد بكرامة الخليفة الاول ابو بكر او التعرض لصحوبيته الاسلامية للرسول الاعظم محمد ص لينتفظ السامرائي ومن على شاكلته ويخرجوا بتظاهرات طائفية غوغائية تثير روح الكراهية والبغضاء بين شعبنا العراقي النبيل ، بل وتبني اسفينا من الاحقاد بين طوائف هذا المجتمع المتلاحم برحمة ونعمة الاسلام العظيم !!.
إذن اذا كان اطار حديث الاعرجي حول حقبة زمنية تاريخية ممتدة فحسب بين خليفة اول وخليفة زنديق اخير حكم العراق بالحديد والجريمة والنار ، فما معنى هذه الجلبة المفتعلة وما الدلالة التي تثيرها مثل هذه الاساليب الطائفية للحزب الاسلامي بقيادة التكريتي والسامرائي لتثير شريحة من ابناءالشارع العراقي وتدعو لتظاهره وتضخيم الحبة لتكون كبة وتلد كراهية بحجم طائفية الطائفيين الصداميين الاشرار ؟.
طبعا انا شخصيا لااميل ، لجواب ان مادفع السامرائي وغيره من الطائفيين لاستغلال كلمة الاعرجي ، ورايه للدفاع عن مظلومية شعبه العراقي ، انها كانت فقط محاولة انتخابية مكشوفة ، لكسب ودّ الشارع السني العراقي ،واللعب على مشاعره الاسلامية النبيلة التي تكن كل الاحترام والحب للخليفة الاول ، بل ارى شخصيا ان هناك استراتيجية طائفية جديدة الدلالات ، والمعاني اراد السامرائي ، وحزبه تفجير صاعقها على اثر كلمة الاعرجي ، لتولد كرة نار كراهية طائفية جديدة بين العراقيين جميعا ولكنّ من نوع آخر هذه المرّة ،يُراد لها فيما بعد ان تتدحرج وتكبر شيئا فشيئا ليصبح الشعب العراقي كله ،مهددا بالتجريم على رايه ونطقه بكل كلمة تنال من رموز طغاة السياسة العربية التاريخية امثال احمد حسن البكر ومن ثم يزيد ابن معاوية ...الخ وهكذا ليجد الشعب العراقي نفسه ودماغه وعقله وفكره ..... وكل حياته ووجوده رهينة لارهاب طائفي جديد اسمه التلصص على كلمات العراقيين وتتبع مفرداتها عسى ولعلّ تعبر ، او تمر في شارع هذاالخليفة او زقاق ذاك الحاكم الاسلامي بكلمة او تعبيرعن رأي ليشنع عليه ويتهم باثارة الفتنة والطائفية كما حصل لرأي الاعرجي اليوم ، وليجرّم ويحاكم ، كل الفكر وحرية التعبير والتفكير للشعب العراقي تحت بند القداسات التاريخية لهذا الطاغوت او ذاك من طواغيت التاريخ العربي والاسلامي المليئ بامثال ، احمد حسن البكر الذي انتفض له اليوم اياد السامرائي ، وامثال يزيد ابن معاوية ، وابوه معاوية ابن ابي سفيان ، وليخرج علينا سلفي تكفيري في قابل الايام ، ليمنعنا نحن العراقيين عن التعرض لمعاوية بن ابي سفيان باعتبار انه ايضا من الصحابة ، وخال المؤمنين ،وفاتح الفتوحات وملك الاسياد الامويين الشياطيين ، والتعرض او المرور على تاريخه الاسود ، سيثير الفتنة والطائفية ، حسب مايريد التاسيس له منذ الان ، الحزب الاسلامي واياد السامرائي وغيره وغيره !!.
بالامس القريب ايضا عدنان الدليمي عشيق الخليفة هارون اللارشيد كان يحترق غيضا على سيده هارون وخلافته التي استولى عليها الشعب العراقي الصفوي الشيعي والذي سيدمر مابدأه (بغداد ، هارون ‘ رشيد )،وكذا هناك من أقام الدنيا ولم يقعدها عندما اختفى رأس الجلاد ابو جعفر ((المنصور ))من وسط بغداد .....الخ ، وهكذا يدلل هذا الخط يوما بعد يوم ولائه للطغاة على مدى التاريخ منذ ايام الخليفة ابو بكر حتى مابعد الجلاّد الخليفة صدام حسين بل والمعضلة ان هذا الخط لايرى له مكانا الا مع الطغاة ضد شعوبهم وبالاخص الشعب العراقي الذي يستكثر عليه السامرائي ان يقول مظلوميته التاريخية فحسب ومدى تطاول زمنها بين خليفتين !!.
إن السماح لمثل هؤلاء باعتقال وارهاب العقل العراقي المفكر ، من تناول تاريخه بالنقد والنظرة التاريخية الواعية سوف يحوّل الشعب العراقي كلّه الى مجرد كمّ بشري مهمل يتحكم فيهم مجموعة من المنحرفين عقديا والتكفيريين تنظيرا ليجد نفسه الشعب العراقي ، محكوم من مجموعة ، ترى في ذكرهم للحسين وشهادته ،ولعلي بن ابي طالب وحروبه وللكاظم ع ومآساته .....، ولجميع ائمتهم وتاريخهم شئ يدعوا للفتنة والطائفية حسب مايراه السامرائي وغيره ، باعتبار ان لعلي تاريخه مع الخلفاء كلهم ، وللحسن والحسين كذالك .... وحتى تاريخ المهدي فيه مافيه مع خلفاء الجور وسلاطين الاجرام والرذيلةوكل ذكر لحياتهم سيتعرض من هنا وهناك لهذا الخليفة او ذاك الطاغية واذا كان بناء السامرائي وشلّة الطائفية الصدامية ان يحاكموا ابناء الشعب العراقي علىكل كلمة نقد تعبير تاريخية فحتما هذا سيخلق حربا لها اول وليس لها اخر بين ابناء الشعب العراقي ،وهذا مع الاسف مايريد التاسيس له اياد السامرائي وغيره من طبالي الطائفية السلفية الجديدة كاستراتيجية حرب اخرى على ابناء هذا الوطن !!.
والحق السامرائي وغيره اثارهم التعرض لاحمد حسن البكر طاغوتهم القريب الحكم اكثر من غيرتهم على الخليفة ابو بكر في تصريح الاعرجي ، وهو نفسه مادعاهم لنبش قبور الطائفية بين العراقيين ، والسكوت على مثل هذه الاساليب العفنة سامرائيا ، سيغري الطائفيين اكثر فاكثر ،لنجد اننا مجرّمون في المستقبل حتى بذكر جرائم يزيد او الخليفة المقبور صدام حسين باعتباره فاتح الكويت وصاد غزو الفرس المجوس وباني حضارة الامجاد والحروب العفلقية الماسونية الحديثة واي تعرض لخلافته المقدسة فهي مثار اثارة فتنة بين العراقيين !!!.
_________________________
alshakerr@yahoo.com
السبت، فبراير 13، 2010
(( هل ستزوال دولة الشرّ السعودية ..... انتفاضة قلم وانسان عراقي ؟.)) رؤية فكر سياسية
( بقلم : حميد الشاكر)
عادة مايطرح عقديا اسلاميا وفكريا اجتماعيا موضوعة (( الاعمار الطبيعية )) للانسان والامم والجماعات والشعوب والدول ..، على اساس ان كل تلك العناوين لها قوانين وسنن واحدة في موضوعة الاعمار او المراحل الطبيعية الثلاث التي تشكل محطات حركية لحياة الانسان كما هي لحياة الامم وكذا للدول ، فالانسان يبدأ مرحلة الطفولة كبداية طبيعية لحركته في هذه الحياة ، ولايغادرها حتى يصل الى مرحلة الشباب والفتوة ، لينتقل بعد ذالك الى مراحل الضج والشيخوخة والكهولة ، ولتنتهي عند هذه المحطة اخر سني بقاءه في الوجود الانساني هذا ، وهكذا هي سنة البقاء وقوانينها الطبيعية بالنسبة للامم باعتبار ان كل امة تمثل جسدا واحدا لها من القوانين والسنن مايخضعها لنموذج الطفولة عندما تولد ، والفتوة والشباب عندما تتطلع للمستقبل والبناء ، لتصل بعد ذالك لمراحل الشيخوخة والتكهل عندما تدخل في مرحلة ضياع الهدف وضمور قوة الحركة نحوه لتتعطل كافة طاقاتها الابداعية لتصل الى مرحلة الموت الطبيعي بان تكون امة غير فاعلة في شيئ تماما ، وهذه هي حال الدول والحكومات نفسها عندما تظهر في الحياة الانسانية من خلال تغيير ثوري او اخر طبيعي وهي تحمل تطلعا واسعا وهدفا حيويا في حركتها السياسية نحو المستقبل لتنطلق من مرحلة الولادة والطفولة الى الفتوة والقوة والشباب بكل عنفوان ، ومن ثم لتصل الى مجد الرجولة وعز النضوج لتنتهي عند ضعف الشيخوخة وموت الكهولة الطبيعية في اخر عمر الدول والحكومات الانسانية !.
نعم قد رصد القرءان الكريم كطرحا اسلاميا اصيلا مشرقا (( سنن وقوانين )) الحياة الانسانية ، ولاسيما منها سنن حياة وموت الامم الانسانية وجعل لكل امة (( أجل وكتاب )) من خلاله تبدأ الامة مسيرتها لتنتهي عند مرحلة محددة بحدود معروفة ليقول سبحانه : (( ولكل أمة اجل فاذا جاء اجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون / قرءان كريم )) وقال سبحانه :(( لكل أمة اجل اذا جاء اجلهم فلا يسئخرون ساعة ولايستقدمون / يونس 49 )) .
كما وان المؤرخ الاجتماعي المعروف بابن خلدون صاحب (( المقدمة )) المشهورة قد رصد السنن والقوانين الطبيعية لحياة الدول والممالك والحكومات الانسانية ، ليعطيها المراحل الثلاثة في تقسيمه المشهور لنشوء وسقوط الدول والحكومات ، وخاصة منها الدول المتولدة من عصبية البداوة وبذرة العصبة ، ليقول في الفصل الرابع عشر :((ان الدولة في الغالب لاتعدو أعمارا ثلاث أجيال .. الجيل الاول لم يزالوا على خلق البداوة وخشونتها وتوحشها ... والجيل الثاني تحول حالهم بالملك والترفه من البداوة الى الحضارة (لينتقلوا )) من عز الاستطالة الى ذل الاستكانه فتنكسر سورة العصبية بعض الشيئ وتؤنس منهم المهانة والخضوع ... وأما الجيل الثالث ... يبلغ فيهم الترف غايته بما تبنقوه من النعيم وغضارة العيش فيصيرون عيالا على الدولة ومن جملة النساء والولدان ... حتى يأذن الله بانقراضها فتذهب الدولة .))
وكذا ما طرحه الامام الشهيد السعيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه في مدرسته القرءانية في الفصل الثاني من (( سنن التاريخ في القرءان )) ليؤكد حقيقة وجود هذه السنن التاريخية التي تلعب لعبتها في حركة الانسان والامة والدولة ، ليصل الى نتيجة حتمية نشوء وسقوط الدول والامم بالشرائط القانونية المعروفة !؟.
وعليه ومن هذه النظرة القرءانية والاجتماعية التاريخية وكذا الفكرية الاسلامية ، يمكننا القول وجزما ان دولة الارهاب البدوي الوهابي السعودي في جزيرة العرب والمسلمين هي تخطو الى مراحلها الاخيرة من عمر دولة القبيلة والعصبة ، باعتبار ان هذه الدولة قد استنفدت كل قوانينها وسننها الطبيعية في مراحل الطفولة وكذا الفحولة واخيرا هي الان في مرحلة الشيخوخة والكهولة ، لاسيما ان ادركنا ان الجيل الاول من مؤسسي هذه الحكومة المتوحشة في الجزيرة العربية قد ذهب بقوة توحشه البدوي الاعرابي واهدافه وتطلعاته في الغزو والتوسع الملكي والتي كانت تلك الاهداف والتطلعات المحرك القوي لفاعلية هذه الدولة وسر نموها المتزايد ، أما والحال ان هذه العصبة من الحكام القبليين قد فقدو سر ّ توهجهم القبلي (( وهو هدف الغزو الخارجي لدولة القبيلة )) وركونهم الى الترف والدعة والسكينة ، والرضا بذل التبعية للقوي الخارجي اليوم فهم في المرحلة الطبيعية الماقبل الاخيرة ، مع وجود الجيل الثاني من رجال دولة ال سعود وبداية جيل الكهولة الثالث على سدة الحكم ، والذي بدأت بوادر تآكله بالظهور الى العلن من خلال الخوف الرهيب الذي يطفوا على سطح مستقبل هذه الدولة من الحكم الطبيعي لهذه العائلة ، مع بروز المؤشرات الحقيقية على ان الجيل الثالث من رجال الدولة السعودية قد سيطر تماما على مقاليد السلطة في دولة الحكم السعودي والذي هو ومن ضمن صفاته القانونية التقوقع الى الداخل والتراجع عن التطلعات الكبيرة والرضا بالوجود الملكي وان كان رذيلا او ذليلا في الحياة والقناعة بماهو موجود من المغنم مع طلب الحماية من التوابع والموالين على حد تعبير ابن خلدون عند ضعف الدولة وانفراط الدعم من بناتها الذي اسسوا لوجودها ، واستأجار من يقوم على حماية الدولة بدلا من ابنائها الفعليين ؟.
ان مشكلة ((دولة العصبة والقبيلة )) في الحكم السعودي اليوم ، هي ان لهذا النموذج من الدول قوانين صارمة جدا في تمرحل حركتها الطبيعية ، فهي دولة قامت على حكم القبيلة مستعينا بشعار الدين للوصول الى الحكم وليس للوصول الى الدعوة الدينية ، وهذا اول تناقض فعلي يساهم في تعجيل شيخوخة الحكم وسقوطه المبكر ، بعكس ما لو استعانت الدعوة الدينية بالقبيلة والعصبة لانتصار فكرتها في السيطرة على الحكم فهي الاخرى ايضا لها قوانينها في الانتعاش والموت الا انها ستكون حتما اقوى واصلب عودا من المعادلة الاولى في الحكم !؟.
نعم قامت دولة ال سعود في الجزيرة العربية على اساس انها وبداية دولة الدعوة الدينية ، وسرعان ماساهم هذا الشعار بالتفاف الحركة الارهابية الوهابية حول شعارات النظام السياسي السعودي لنصرته باعتبار تبادل المصالح بين القبيلة والدعوة ، ولكن وبعد رحيل الرعيل الاول من العائلة الحاكمة في الملك السعودي تكشفت النوايا الحقيقية لاصحاب الملك والسلطان ، وباعتبار ان الدولة في العصر الحديث لها قوانينها الدولية المختلفة جدا عن قوانين دولة العصبة والقبيلة ، وباعتبار ان العائلة الحاكمة في الملك السعودي يفهم اللعبة السياسية الحديثة في العالم فسرعان ما اراد ان يقنع انصار الدعوة الدينية بان للدولة ضروراتها القانونية التي تفرض التنازل عن مبدأ (( الغزو والتوسع الخارجي )) او مبدأ الجهاد ونشر الدعوة الوهابية في الخارج ، وهنا حصلت اول بادرة انشقاق حقيقية بين الملك السعودي وانصار دولتها وبنات اسسها الاولية ، ولكن لم يظهر هذا الانشقاق بشكله الحاد جدا الا في الفترة الاخيرة من العقد المنصرم وبعد احداث اختمرت كل عواملها الطبيعية ، برز الجناح الديني الوهابي وهو يعلن ثورته على الحكم السعودي او على مبتنيات هذا الحكم وقناعاته بالمغنم السياسي المحدود في ارض الجزيرة العربية ، ليقود الفكر الديني الوهابي غزواته الدينية العالمية (( غزوة واشنطن ونيويورك )) معلنا رفضه لمبدأ الاستكانه باعتبار ان هذا المبدأ هو حبل المشنقة الحقيقية لاسس الحركة القبلية الوهابية بصورة خاصة ، وليعود الجناح الديني الوهابي الى المبادئ والاسس الذي قام على اساسها ابان تضامنه مع الحكم والدولة السعودية في الجزيرة العربية !.
صحيح : ان الحركة الدينية السلفية الوهابية اسست على اساس انها حركة توسع وغزو باسم الدين ، وهذا ما فهمه الاباء المؤسسين لدولة ال سعود الحديثه ، مما دفع هذه الثلة من رجال القبيلة ان يفكروا بانشاء او التحول من القبيلة الى الدولة بمساندة الدعوة الدينية المتلهفة لفكرة الغزو والمغانم وكل مايتصل بحياة البداوة والخشونة والتنقل من ارض الى ارض ، وحصل الاتفاق ، ولكن مع مجيئ القانون الدولي الجديد او تشكل العالم الحديث في بلورة حياته الدولية ، ليجد الزعماء القبليون انفسهم في مشكلة حقيقية مع قواعد دولتهم الشعبية المؤمنة بفكرة ان الدين والاسلام يعني التوسع والغزو او الجهاد كما اضلهم الضالون من علماء التعرّب ، بل ومع الاسس التي قامت عليها دولة ال سعود في جزيرة العرب والمسلمين من انها دولة او حكم الغزو الديني ، وهنا حاول حكام ال سعود خداع هذه القواعد الشعبية من الحركة الوهابية بان حولوا مفهوم الغزو والتوسع من صيغته (( الانشطارية )) الذي يتمدد تلقائيا من جغرافية الى مجاورتها ، الى صيغته (( المتشظية )) في الرمي ، ليصبح الغزو مدفعيا لينتقل من الجزيرة العربية ودفعة واحدة يصدر الى افغانستان او اي مناطق بعيدة جغرافية !؟.
تمام : يحق القول هنا انه وكما ان للحكم والدولة القبلية اجيالها الثلاث الطبيعية ، فكذا هنا للحركة الوهابية السعودية وباعتبار ارتباطها العضوي بدولة القبيلة السعودية ايضا اجيالها التي اختلفت مع الحكم وتطوراته من جيل الى جيل ، فهناك الجيل الاول من دعاة الحركة الوهابية التي فهمت الدعوة على اساس انها توسع مستمر لحركة الدعوة الوهابية ، وهذا الجيل كالجيل الملكي تميز بالخشونة والتوحش ونزعة الجرأة والاقدام على التضحية ....، مما هيئ الفتوحات الجغرافية الكبيرة امام هذا الامتداد البربري والقبلي المندفع بكل حماسة ، ليأتي بعده الجيل الثاني من الحركة الوهابية التي ارادت الدولة السعودية ترويضه وتدجينه في اقفاص الجزيرة العربية الجغرافية والتنفيس له بين الفينة والاخرى بان يغزو الغزوات البعيدة جغرافيا ، وبالفعل جاء الجيل الثاني من الوهابية (( ابن باز وامثاله )) داجنا موادعا قابلا بالدخول في لعبة ترويض الحركة الوهابية وادلجت افكارها على ضرورة اطاعة اولي الامر مهما فعلوا ماداموا يقيموا الصلاة فيهم !؟.
أما بعد الجيل الثاني وبداية الجيل الثالث الذي يسير حذو النعل للنعل مع العائلة السعودية الحاكمة للحركة الوهابية ، فقد بدأت بوادر العودة القوية الى الافكار والتطلعات التي بناها الاباء المؤسسون للحركة الوهابية من الجيل الاول وبداية الثاني ، وسرعان ماتفجر الاعلان عن ولادة الجيل الثالث من الحركة الوهابية بموت المقبور ابن باز من جهة ممثل الترويض الوهابي وبداية تشكل عالم العولمة المفتوح من جانب اخر !.
الحقيقة انه ليس صدفة ان تكون الغزوة الوهابية للجيل الثالث من الوهابية عالمية الابعاد الانسانية لتطال اميركا واوربا واسيا وجميع القارات العالمية الانسانية ، وذالك من خلال ان الطبيعة القانونية للعالم الحديث العولمي يفرض علينا فهم المعادلة بهذا الشكل من الغزو الوهابي للجيل الثالث والذي اسس على فكرة التوسع او القفز للابعد الجغرافي في عملية الحرب الدينية للفكر الوهابي ، فهنا وتزامنا مع ولادة الجيل الثالث للحركة الوهابية ولد مفهوم العولمة والعالم الجديد ورفع التعرفة الجمركية وتحرير التجارة العالمية ومحاولة رفع الحدود الجغرافية والدخول في تحالفات اممية متعدد واتحاد اوربي واخر افريقي ,.......... الخ ، كل هذا وغيره هيئ الارضية للحركة الوهابية ان تعبر عن نفسها وتلقائيا من خلال طرح مفهوم الغزو ولكن ليس بصيغته الجغرافية الضيقة بل بصيغته العولمية المتسعة ، لنجد ان الغزوة الحديثة للجيل الثالث من الحركة الوهابية يتنفس الصعداء في ابعد نقطة من الارض الجغرافية وهي واشنطن ونيويورك الامريكية !.
وهنا شعرت العائلة الحاكمة من ال سعود انها دخلت في مرحلة الخطر الحقيقي من جراء بذرتها السرطانية التي ارادتها ان تكون حامية لدولة القبيلة فاصبحت كارثة على دولة العائلة بصورة انفلت زمام السيطرة والتحريك لها في الغزو الخارجي الذي كان يخدم جميع الاطراف المتعاقدة ، ليصل الى اللعب وحده كحركة وهابية تبحث عن الدولة الراعية لنشاطها الديني التوسعي الارهابي ، بعد مانفضت يدها من العائلة الحاكمة في الجزيرة العربية والاسلامية من ارض الحرمين الشريفين !.
مضبوط : اراد الجيل الثالث من الحركة الوهابية ان يستبدل الدولة ويبحث عن دولة ترعى مصالح الدعوة الوهابية ، فكانت طالبان افغانستان وامارتها تعبيرا عن ((دولة الدعوة وليس دعوة الدولة )) لتحل محل شرعية دولة ال سعود الذي بذلت الحركة الوهابية الكثير في حمايتها من الداخل والخارج ، ولكن سرعان ما اسقط العالم كله دولة طالبان (( دولة الدعوة الوهابية )) باعتبارها ليست دولة وانما قاعدة ،!.
ان ((القاعدة )) هو المفهوم الاصيل الذي يشرح لنا فلسفة الفكر والحركة الوهابية من الالف الى الياء ، فهي حركة تعبر عن الغزو البدوي بلباس وشعار ديني ، وهي ليس بحاجة الى دولة وحضارة مستقرة ، بل هي بحاجة الى قواعد راحة ومناطق انطلاق ومراحل رعي ....كشأن اي قبيلة ترتحل من مكان الى اخر ..... الخ ، للانتقال بالقافلة الى الارض الجديدة الاخرى المراد غزوها او استيطانها من جديد ، لذا فليس هناك في فكر الحركة الوهابية اي معنى للمواطنة بل الدين هو الجامع الحقيقي للبشر والدين اما ان يكون وهابيا واما لا ، كما انه ليس هناك اي فكرة عن معنى التحضر او الاستقرار او البناء او الانشاء او التمدن ........الى باقي عناوين اي تجمع بشري حضاري انساني ، باعتبار ان كل هذه المفردات ما هي الا بدع في عقل الانسان القبلي المتنقل والراحل من مكان الى اخر ، بلا انتماء الى وطن ، ولاتفكير ببناء او تشيد او حياة طويلة في الارض ، وهذه هي كل مواصفات البداوة والقبلية تماما التي صاغها العقل الوهابي بشكل دين مقدس دعوته الاولى والاخيرة هي ليس البناء والاستقرار وتشييد الخضارة بل الغزو والجهاد والهجرة والتكفير .....الخ وقدمه لانصاره على اساس انه هو دين التوحيد والتجريد من كل شيئ ... فافهم جزاك الله كل خير !.
كل هذه الرؤية الواقعية للحركة الوهابية مع تطورات اجيالها المختلفة قد انعكس بشكل سلبي مئة بالمئة على دولة القبيلة السعودية في الجزيرة العربية ، فهي من جانب فقدت السيطرة على دفة الحركة الوهابية الخارجية التي كانت توظفها لمصالحها العالمية في خدمة هذا الطرف من الصراع العالمي او ذاك ، ومن جانب ثاني ان هذه الحركة وضعت مملكة ال سعود بمواجهة مع العالم الاخر باعتبار ان هذه الحركة تحسب على رعاية دولة ال سعود ، وهي نفسها الحركة التي ترعى الارهاب العالمي وتنشره في اقطار الارض قاطبة تحت شعار الجهاد في سبيل الله ، ومن جانب ثالث فان دولة العصبة للعائلة المالكة في جزيرة العرب قد فقدت قواعدها الشعبية التي تسيطر عليها الحركة الوهابية من الداخل لتجد نفسها مملكة ال سعود تتحرك بالفراغ تماما ولاتكد تضع ارجلها على قواعد بشرية تسند حركتها الطبيعية على الارض وهذه هي الكارثة الثالثة التي اوصلت الدولة السعودية الى نهايتها الحتمية في الوجود !.
ان نهاية الدولة السعودية في جزيرة العرب والمسلمين هي ليست امنية نتكئ على وسادتها لنحلم بغد افضل ليس فيه هذه النماذج من الحكم الخارجة على الشرعية العقلية والفكرية والاسلامية والعالمية والانسانية .....فحسب ، وانما هي حتمية قانونية تفرضها علينا سنن التاريخ والقرءان والفكر البشري ايضا ، فهذه الدولة بانت بوادر الانهيار المعنوي والمادي فيها من الداخل والحارج تماما ، لذا هي وفي اللحظة الاخيرة من الحياة تنازع البقاء القسري ك (( ذبالة الفانوس عندما تهب لتنطفئ تماما )) وما هذه التلاطمات والتجاذبات وكذا الاهتزازات الكبيرة في سياسة دولة ال سعود الداخلية والخارجية الا مؤشرات تؤكد على الضعف اكثر منه تاكيدا على القوة ، فليس هناك قوة شعبية داخلية تسند النظام السعودي القائم ان تعرض لاي هزة من الخارج ، مما جعل العائلة الحاكمة في ارض الجزيرة العربية ترتمي وبكل مالديها في احضان المستعمرين الاقوياء من (( الكفرة على حد تعبير الفكر الوهابي )) لحماية وجودها المهترء تماما ، وكذا محاولة هذه العائلة الحاكمة ان تستبدل كل سياستها ازاء الكيان الصهيوني الغاصب للارض العربية والاسلامية في فلسطين ولبنان وسوريا ، بأن تدخل مع الكيان الصهيوني بحلف وثيق يؤمن لها الدعم والحماية الغربية من السقوط والغضب الشعبي الداخلي الذي يتهدد مصير هذا النظام من الداخل ، لذالك ليس من المستغرب في القريب من الوقت ان نجد اعلان تحالف مقدس بين مملكة ال سعود ودولة ال اسرائيل يظهر الى العلن باسم الدفاع عن الامن والاستقرار العالمي ضد الارهاب وزعزعة استقرار في المنطقة العربية والاسلامية هنا ؟.
كل هذا وغيره مؤشرات على مدى الهشاشة التي تشعر بها الدولة السعودية امام التطورات الطبيعية لشيخوخة الدولة السعودية من جهة ، وقوة الدفع الخارجي الضاغط على وجود هذه الدولة من جانب اخر !.
نعم ذكي جدا من يلاحظ ان ولادة الدولة العراقية الديمقراطية الجديدة ، وامتلاكها لافق الهدف الكبير وطفولة مراحلها النامية وتطلعها الى الفتوى والقوة ، ومن ثم تهيئة كل الظروف لاقامة مشروع دولة قوية وبدماء جديدة وشابة ومتطلعة ....الخ ، قد ساهم في تفاقم رعب دولة ال سعود الايلة للسقوط في مراحل عمرها المتقدمة ، لذالك فان دولة ال سعود ترى في التجربة العراقية للدولة الفتية المولودة حديثا ، تراها بعين الموت القادم على ربوعها التي اسنت تماما لقدم التجربة واستنفادها لكل طاقاتها الحيوية ، وليس امامها الا الدخول بحرب ابادة ضد الدولة العراقية الجديدة ، لتوفر لها (( للدولة السعودية القائمة اليوم )) صنع عدو خارجي بامكانه ان يحرك الدماء المتجمدة في الجسد الجزيري الداخلي ليستمر القلب بالنبض والحياة في هذه الدولة من جانب ، ودفع الحركة الوهابية التي تمثل الخطر الداخلي الكبير وخاصة بجيلها الثالث المتمرد على الدولة السعودية من تغيير البوصلة من التفكير على الانقلاب على الدولة السعودية المنتهية الصلاحية الوجودية والناضجة الثمرة للسقوط في احضان الحركة الوهابية تماما ، الى التفكير بالعدو الشيعي الرافضي .....الخ الذي ضرب خيامه في العراق اليوم ، البلد المجاور لبلد الحرمين الشريفين المقدسين للعالمين العربي والاسلامي هذا !.
ان ظواهر من قبيل انتفاضة العراقيين الاحرار في المهجر ضد الارهاب السعودي الوهابي الذي يضرب بلدهم - العراق الجديد - بكل وحشية وقسوة ، وانتفاضة القلم العراقي المهاجر وبنفس الاتجاه من الحيوية وثورة الحبر على الظلم والارهاب السعودي ، وما استتبع هذه الثورة القلمية والشعبية العراقية من تحريك للذهن العربي والاسلامي ودفعه الى التفكير بخطر الدولة السعودهابية على الاسلام وعلى العرب بصورة عامة ، وتمرد القلم العربي بعد العراقي وتلمس بعض بوادر هذه الثورة الثقافية وكتاباتها في الصحف العربية السورية واللبنانية والمصرية والليبية واليمنية ......الخ ، يؤكد لنا ان العراقيين استطاعوا ان يغيروا من المعادلة في المنطقة العربية والاسلامية ثقافيا وسياسيا ، بل وان يقودوا وجهة البوصلة من توبيا عدم التعرض لدولار البترول السعودي الوهابي اعلاميا الى التخلص من اغلال هذه التوبيا الى رحابة حرية التفكير لهذا العقل العربي ، وماهي الا فترة قصيرة ان استطاع عراقيوا المهجر - بالخصوص عراقيوا المهجر لتاثيرهم الرهيب على العقل الغربي الذي يعيشون فيه وفضح ارهابية هذه النظام السعودي وتبرأة الاسلام العظيم من ارهاب الوهابية السعودية - ان يستمروا بانتفاضتهم المقدسة ضد الارهاب السعودي فنحن نجزم بان زوال هذه الدولة الفاسدة على وجود الارض العربية والاسلامية المقدسة سوف يزول قريبا انشاء الله تعالى !.
بسم الله الرحمن الرحيم :
(( فاصبر صبرا جميلا ، انهم يرونه بعيدا ، ونراه قريبا )) صدق الله العظيم
24/08/2007م
عادة مايطرح عقديا اسلاميا وفكريا اجتماعيا موضوعة (( الاعمار الطبيعية )) للانسان والامم والجماعات والشعوب والدول ..، على اساس ان كل تلك العناوين لها قوانين وسنن واحدة في موضوعة الاعمار او المراحل الطبيعية الثلاث التي تشكل محطات حركية لحياة الانسان كما هي لحياة الامم وكذا للدول ، فالانسان يبدأ مرحلة الطفولة كبداية طبيعية لحركته في هذه الحياة ، ولايغادرها حتى يصل الى مرحلة الشباب والفتوة ، لينتقل بعد ذالك الى مراحل الضج والشيخوخة والكهولة ، ولتنتهي عند هذه المحطة اخر سني بقاءه في الوجود الانساني هذا ، وهكذا هي سنة البقاء وقوانينها الطبيعية بالنسبة للامم باعتبار ان كل امة تمثل جسدا واحدا لها من القوانين والسنن مايخضعها لنموذج الطفولة عندما تولد ، والفتوة والشباب عندما تتطلع للمستقبل والبناء ، لتصل بعد ذالك لمراحل الشيخوخة والتكهل عندما تدخل في مرحلة ضياع الهدف وضمور قوة الحركة نحوه لتتعطل كافة طاقاتها الابداعية لتصل الى مرحلة الموت الطبيعي بان تكون امة غير فاعلة في شيئ تماما ، وهذه هي حال الدول والحكومات نفسها عندما تظهر في الحياة الانسانية من خلال تغيير ثوري او اخر طبيعي وهي تحمل تطلعا واسعا وهدفا حيويا في حركتها السياسية نحو المستقبل لتنطلق من مرحلة الولادة والطفولة الى الفتوة والقوة والشباب بكل عنفوان ، ومن ثم لتصل الى مجد الرجولة وعز النضوج لتنتهي عند ضعف الشيخوخة وموت الكهولة الطبيعية في اخر عمر الدول والحكومات الانسانية !.
نعم قد رصد القرءان الكريم كطرحا اسلاميا اصيلا مشرقا (( سنن وقوانين )) الحياة الانسانية ، ولاسيما منها سنن حياة وموت الامم الانسانية وجعل لكل امة (( أجل وكتاب )) من خلاله تبدأ الامة مسيرتها لتنتهي عند مرحلة محددة بحدود معروفة ليقول سبحانه : (( ولكل أمة اجل فاذا جاء اجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون / قرءان كريم )) وقال سبحانه :(( لكل أمة اجل اذا جاء اجلهم فلا يسئخرون ساعة ولايستقدمون / يونس 49 )) .
كما وان المؤرخ الاجتماعي المعروف بابن خلدون صاحب (( المقدمة )) المشهورة قد رصد السنن والقوانين الطبيعية لحياة الدول والممالك والحكومات الانسانية ، ليعطيها المراحل الثلاثة في تقسيمه المشهور لنشوء وسقوط الدول والحكومات ، وخاصة منها الدول المتولدة من عصبية البداوة وبذرة العصبة ، ليقول في الفصل الرابع عشر :((ان الدولة في الغالب لاتعدو أعمارا ثلاث أجيال .. الجيل الاول لم يزالوا على خلق البداوة وخشونتها وتوحشها ... والجيل الثاني تحول حالهم بالملك والترفه من البداوة الى الحضارة (لينتقلوا )) من عز الاستطالة الى ذل الاستكانه فتنكسر سورة العصبية بعض الشيئ وتؤنس منهم المهانة والخضوع ... وأما الجيل الثالث ... يبلغ فيهم الترف غايته بما تبنقوه من النعيم وغضارة العيش فيصيرون عيالا على الدولة ومن جملة النساء والولدان ... حتى يأذن الله بانقراضها فتذهب الدولة .))
وكذا ما طرحه الامام الشهيد السعيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه في مدرسته القرءانية في الفصل الثاني من (( سنن التاريخ في القرءان )) ليؤكد حقيقة وجود هذه السنن التاريخية التي تلعب لعبتها في حركة الانسان والامة والدولة ، ليصل الى نتيجة حتمية نشوء وسقوط الدول والامم بالشرائط القانونية المعروفة !؟.
وعليه ومن هذه النظرة القرءانية والاجتماعية التاريخية وكذا الفكرية الاسلامية ، يمكننا القول وجزما ان دولة الارهاب البدوي الوهابي السعودي في جزيرة العرب والمسلمين هي تخطو الى مراحلها الاخيرة من عمر دولة القبيلة والعصبة ، باعتبار ان هذه الدولة قد استنفدت كل قوانينها وسننها الطبيعية في مراحل الطفولة وكذا الفحولة واخيرا هي الان في مرحلة الشيخوخة والكهولة ، لاسيما ان ادركنا ان الجيل الاول من مؤسسي هذه الحكومة المتوحشة في الجزيرة العربية قد ذهب بقوة توحشه البدوي الاعرابي واهدافه وتطلعاته في الغزو والتوسع الملكي والتي كانت تلك الاهداف والتطلعات المحرك القوي لفاعلية هذه الدولة وسر نموها المتزايد ، أما والحال ان هذه العصبة من الحكام القبليين قد فقدو سر ّ توهجهم القبلي (( وهو هدف الغزو الخارجي لدولة القبيلة )) وركونهم الى الترف والدعة والسكينة ، والرضا بذل التبعية للقوي الخارجي اليوم فهم في المرحلة الطبيعية الماقبل الاخيرة ، مع وجود الجيل الثاني من رجال دولة ال سعود وبداية جيل الكهولة الثالث على سدة الحكم ، والذي بدأت بوادر تآكله بالظهور الى العلن من خلال الخوف الرهيب الذي يطفوا على سطح مستقبل هذه الدولة من الحكم الطبيعي لهذه العائلة ، مع بروز المؤشرات الحقيقية على ان الجيل الثالث من رجال الدولة السعودية قد سيطر تماما على مقاليد السلطة في دولة الحكم السعودي والذي هو ومن ضمن صفاته القانونية التقوقع الى الداخل والتراجع عن التطلعات الكبيرة والرضا بالوجود الملكي وان كان رذيلا او ذليلا في الحياة والقناعة بماهو موجود من المغنم مع طلب الحماية من التوابع والموالين على حد تعبير ابن خلدون عند ضعف الدولة وانفراط الدعم من بناتها الذي اسسوا لوجودها ، واستأجار من يقوم على حماية الدولة بدلا من ابنائها الفعليين ؟.
ان مشكلة ((دولة العصبة والقبيلة )) في الحكم السعودي اليوم ، هي ان لهذا النموذج من الدول قوانين صارمة جدا في تمرحل حركتها الطبيعية ، فهي دولة قامت على حكم القبيلة مستعينا بشعار الدين للوصول الى الحكم وليس للوصول الى الدعوة الدينية ، وهذا اول تناقض فعلي يساهم في تعجيل شيخوخة الحكم وسقوطه المبكر ، بعكس ما لو استعانت الدعوة الدينية بالقبيلة والعصبة لانتصار فكرتها في السيطرة على الحكم فهي الاخرى ايضا لها قوانينها في الانتعاش والموت الا انها ستكون حتما اقوى واصلب عودا من المعادلة الاولى في الحكم !؟.
نعم قامت دولة ال سعود في الجزيرة العربية على اساس انها وبداية دولة الدعوة الدينية ، وسرعان ماساهم هذا الشعار بالتفاف الحركة الارهابية الوهابية حول شعارات النظام السياسي السعودي لنصرته باعتبار تبادل المصالح بين القبيلة والدعوة ، ولكن وبعد رحيل الرعيل الاول من العائلة الحاكمة في الملك السعودي تكشفت النوايا الحقيقية لاصحاب الملك والسلطان ، وباعتبار ان الدولة في العصر الحديث لها قوانينها الدولية المختلفة جدا عن قوانين دولة العصبة والقبيلة ، وباعتبار ان العائلة الحاكمة في الملك السعودي يفهم اللعبة السياسية الحديثة في العالم فسرعان ما اراد ان يقنع انصار الدعوة الدينية بان للدولة ضروراتها القانونية التي تفرض التنازل عن مبدأ (( الغزو والتوسع الخارجي )) او مبدأ الجهاد ونشر الدعوة الوهابية في الخارج ، وهنا حصلت اول بادرة انشقاق حقيقية بين الملك السعودي وانصار دولتها وبنات اسسها الاولية ، ولكن لم يظهر هذا الانشقاق بشكله الحاد جدا الا في الفترة الاخيرة من العقد المنصرم وبعد احداث اختمرت كل عواملها الطبيعية ، برز الجناح الديني الوهابي وهو يعلن ثورته على الحكم السعودي او على مبتنيات هذا الحكم وقناعاته بالمغنم السياسي المحدود في ارض الجزيرة العربية ، ليقود الفكر الديني الوهابي غزواته الدينية العالمية (( غزوة واشنطن ونيويورك )) معلنا رفضه لمبدأ الاستكانه باعتبار ان هذا المبدأ هو حبل المشنقة الحقيقية لاسس الحركة القبلية الوهابية بصورة خاصة ، وليعود الجناح الديني الوهابي الى المبادئ والاسس الذي قام على اساسها ابان تضامنه مع الحكم والدولة السعودية في الجزيرة العربية !.
صحيح : ان الحركة الدينية السلفية الوهابية اسست على اساس انها حركة توسع وغزو باسم الدين ، وهذا ما فهمه الاباء المؤسسين لدولة ال سعود الحديثه ، مما دفع هذه الثلة من رجال القبيلة ان يفكروا بانشاء او التحول من القبيلة الى الدولة بمساندة الدعوة الدينية المتلهفة لفكرة الغزو والمغانم وكل مايتصل بحياة البداوة والخشونة والتنقل من ارض الى ارض ، وحصل الاتفاق ، ولكن مع مجيئ القانون الدولي الجديد او تشكل العالم الحديث في بلورة حياته الدولية ، ليجد الزعماء القبليون انفسهم في مشكلة حقيقية مع قواعد دولتهم الشعبية المؤمنة بفكرة ان الدين والاسلام يعني التوسع والغزو او الجهاد كما اضلهم الضالون من علماء التعرّب ، بل ومع الاسس التي قامت عليها دولة ال سعود في جزيرة العرب والمسلمين من انها دولة او حكم الغزو الديني ، وهنا حاول حكام ال سعود خداع هذه القواعد الشعبية من الحركة الوهابية بان حولوا مفهوم الغزو والتوسع من صيغته (( الانشطارية )) الذي يتمدد تلقائيا من جغرافية الى مجاورتها ، الى صيغته (( المتشظية )) في الرمي ، ليصبح الغزو مدفعيا لينتقل من الجزيرة العربية ودفعة واحدة يصدر الى افغانستان او اي مناطق بعيدة جغرافية !؟.
تمام : يحق القول هنا انه وكما ان للحكم والدولة القبلية اجيالها الثلاث الطبيعية ، فكذا هنا للحركة الوهابية السعودية وباعتبار ارتباطها العضوي بدولة القبيلة السعودية ايضا اجيالها التي اختلفت مع الحكم وتطوراته من جيل الى جيل ، فهناك الجيل الاول من دعاة الحركة الوهابية التي فهمت الدعوة على اساس انها توسع مستمر لحركة الدعوة الوهابية ، وهذا الجيل كالجيل الملكي تميز بالخشونة والتوحش ونزعة الجرأة والاقدام على التضحية ....، مما هيئ الفتوحات الجغرافية الكبيرة امام هذا الامتداد البربري والقبلي المندفع بكل حماسة ، ليأتي بعده الجيل الثاني من الحركة الوهابية التي ارادت الدولة السعودية ترويضه وتدجينه في اقفاص الجزيرة العربية الجغرافية والتنفيس له بين الفينة والاخرى بان يغزو الغزوات البعيدة جغرافيا ، وبالفعل جاء الجيل الثاني من الوهابية (( ابن باز وامثاله )) داجنا موادعا قابلا بالدخول في لعبة ترويض الحركة الوهابية وادلجت افكارها على ضرورة اطاعة اولي الامر مهما فعلوا ماداموا يقيموا الصلاة فيهم !؟.
أما بعد الجيل الثاني وبداية الجيل الثالث الذي يسير حذو النعل للنعل مع العائلة السعودية الحاكمة للحركة الوهابية ، فقد بدأت بوادر العودة القوية الى الافكار والتطلعات التي بناها الاباء المؤسسون للحركة الوهابية من الجيل الاول وبداية الثاني ، وسرعان ماتفجر الاعلان عن ولادة الجيل الثالث من الحركة الوهابية بموت المقبور ابن باز من جهة ممثل الترويض الوهابي وبداية تشكل عالم العولمة المفتوح من جانب اخر !.
الحقيقة انه ليس صدفة ان تكون الغزوة الوهابية للجيل الثالث من الوهابية عالمية الابعاد الانسانية لتطال اميركا واوربا واسيا وجميع القارات العالمية الانسانية ، وذالك من خلال ان الطبيعة القانونية للعالم الحديث العولمي يفرض علينا فهم المعادلة بهذا الشكل من الغزو الوهابي للجيل الثالث والذي اسس على فكرة التوسع او القفز للابعد الجغرافي في عملية الحرب الدينية للفكر الوهابي ، فهنا وتزامنا مع ولادة الجيل الثالث للحركة الوهابية ولد مفهوم العولمة والعالم الجديد ورفع التعرفة الجمركية وتحرير التجارة العالمية ومحاولة رفع الحدود الجغرافية والدخول في تحالفات اممية متعدد واتحاد اوربي واخر افريقي ,.......... الخ ، كل هذا وغيره هيئ الارضية للحركة الوهابية ان تعبر عن نفسها وتلقائيا من خلال طرح مفهوم الغزو ولكن ليس بصيغته الجغرافية الضيقة بل بصيغته العولمية المتسعة ، لنجد ان الغزوة الحديثة للجيل الثالث من الحركة الوهابية يتنفس الصعداء في ابعد نقطة من الارض الجغرافية وهي واشنطن ونيويورك الامريكية !.
وهنا شعرت العائلة الحاكمة من ال سعود انها دخلت في مرحلة الخطر الحقيقي من جراء بذرتها السرطانية التي ارادتها ان تكون حامية لدولة القبيلة فاصبحت كارثة على دولة العائلة بصورة انفلت زمام السيطرة والتحريك لها في الغزو الخارجي الذي كان يخدم جميع الاطراف المتعاقدة ، ليصل الى اللعب وحده كحركة وهابية تبحث عن الدولة الراعية لنشاطها الديني التوسعي الارهابي ، بعد مانفضت يدها من العائلة الحاكمة في الجزيرة العربية والاسلامية من ارض الحرمين الشريفين !.
مضبوط : اراد الجيل الثالث من الحركة الوهابية ان يستبدل الدولة ويبحث عن دولة ترعى مصالح الدعوة الوهابية ، فكانت طالبان افغانستان وامارتها تعبيرا عن ((دولة الدعوة وليس دعوة الدولة )) لتحل محل شرعية دولة ال سعود الذي بذلت الحركة الوهابية الكثير في حمايتها من الداخل والخارج ، ولكن سرعان ما اسقط العالم كله دولة طالبان (( دولة الدعوة الوهابية )) باعتبارها ليست دولة وانما قاعدة ،!.
ان ((القاعدة )) هو المفهوم الاصيل الذي يشرح لنا فلسفة الفكر والحركة الوهابية من الالف الى الياء ، فهي حركة تعبر عن الغزو البدوي بلباس وشعار ديني ، وهي ليس بحاجة الى دولة وحضارة مستقرة ، بل هي بحاجة الى قواعد راحة ومناطق انطلاق ومراحل رعي ....كشأن اي قبيلة ترتحل من مكان الى اخر ..... الخ ، للانتقال بالقافلة الى الارض الجديدة الاخرى المراد غزوها او استيطانها من جديد ، لذا فليس هناك في فكر الحركة الوهابية اي معنى للمواطنة بل الدين هو الجامع الحقيقي للبشر والدين اما ان يكون وهابيا واما لا ، كما انه ليس هناك اي فكرة عن معنى التحضر او الاستقرار او البناء او الانشاء او التمدن ........الى باقي عناوين اي تجمع بشري حضاري انساني ، باعتبار ان كل هذه المفردات ما هي الا بدع في عقل الانسان القبلي المتنقل والراحل من مكان الى اخر ، بلا انتماء الى وطن ، ولاتفكير ببناء او تشيد او حياة طويلة في الارض ، وهذه هي كل مواصفات البداوة والقبلية تماما التي صاغها العقل الوهابي بشكل دين مقدس دعوته الاولى والاخيرة هي ليس البناء والاستقرار وتشييد الخضارة بل الغزو والجهاد والهجرة والتكفير .....الخ وقدمه لانصاره على اساس انه هو دين التوحيد والتجريد من كل شيئ ... فافهم جزاك الله كل خير !.
كل هذه الرؤية الواقعية للحركة الوهابية مع تطورات اجيالها المختلفة قد انعكس بشكل سلبي مئة بالمئة على دولة القبيلة السعودية في الجزيرة العربية ، فهي من جانب فقدت السيطرة على دفة الحركة الوهابية الخارجية التي كانت توظفها لمصالحها العالمية في خدمة هذا الطرف من الصراع العالمي او ذاك ، ومن جانب ثاني ان هذه الحركة وضعت مملكة ال سعود بمواجهة مع العالم الاخر باعتبار ان هذه الحركة تحسب على رعاية دولة ال سعود ، وهي نفسها الحركة التي ترعى الارهاب العالمي وتنشره في اقطار الارض قاطبة تحت شعار الجهاد في سبيل الله ، ومن جانب ثالث فان دولة العصبة للعائلة المالكة في جزيرة العرب قد فقدت قواعدها الشعبية التي تسيطر عليها الحركة الوهابية من الداخل لتجد نفسها مملكة ال سعود تتحرك بالفراغ تماما ولاتكد تضع ارجلها على قواعد بشرية تسند حركتها الطبيعية على الارض وهذه هي الكارثة الثالثة التي اوصلت الدولة السعودية الى نهايتها الحتمية في الوجود !.
ان نهاية الدولة السعودية في جزيرة العرب والمسلمين هي ليست امنية نتكئ على وسادتها لنحلم بغد افضل ليس فيه هذه النماذج من الحكم الخارجة على الشرعية العقلية والفكرية والاسلامية والعالمية والانسانية .....فحسب ، وانما هي حتمية قانونية تفرضها علينا سنن التاريخ والقرءان والفكر البشري ايضا ، فهذه الدولة بانت بوادر الانهيار المعنوي والمادي فيها من الداخل والحارج تماما ، لذا هي وفي اللحظة الاخيرة من الحياة تنازع البقاء القسري ك (( ذبالة الفانوس عندما تهب لتنطفئ تماما )) وما هذه التلاطمات والتجاذبات وكذا الاهتزازات الكبيرة في سياسة دولة ال سعود الداخلية والخارجية الا مؤشرات تؤكد على الضعف اكثر منه تاكيدا على القوة ، فليس هناك قوة شعبية داخلية تسند النظام السعودي القائم ان تعرض لاي هزة من الخارج ، مما جعل العائلة الحاكمة في ارض الجزيرة العربية ترتمي وبكل مالديها في احضان المستعمرين الاقوياء من (( الكفرة على حد تعبير الفكر الوهابي )) لحماية وجودها المهترء تماما ، وكذا محاولة هذه العائلة الحاكمة ان تستبدل كل سياستها ازاء الكيان الصهيوني الغاصب للارض العربية والاسلامية في فلسطين ولبنان وسوريا ، بأن تدخل مع الكيان الصهيوني بحلف وثيق يؤمن لها الدعم والحماية الغربية من السقوط والغضب الشعبي الداخلي الذي يتهدد مصير هذا النظام من الداخل ، لذالك ليس من المستغرب في القريب من الوقت ان نجد اعلان تحالف مقدس بين مملكة ال سعود ودولة ال اسرائيل يظهر الى العلن باسم الدفاع عن الامن والاستقرار العالمي ضد الارهاب وزعزعة استقرار في المنطقة العربية والاسلامية هنا ؟.
كل هذا وغيره مؤشرات على مدى الهشاشة التي تشعر بها الدولة السعودية امام التطورات الطبيعية لشيخوخة الدولة السعودية من جهة ، وقوة الدفع الخارجي الضاغط على وجود هذه الدولة من جانب اخر !.
نعم ذكي جدا من يلاحظ ان ولادة الدولة العراقية الديمقراطية الجديدة ، وامتلاكها لافق الهدف الكبير وطفولة مراحلها النامية وتطلعها الى الفتوى والقوة ، ومن ثم تهيئة كل الظروف لاقامة مشروع دولة قوية وبدماء جديدة وشابة ومتطلعة ....الخ ، قد ساهم في تفاقم رعب دولة ال سعود الايلة للسقوط في مراحل عمرها المتقدمة ، لذالك فان دولة ال سعود ترى في التجربة العراقية للدولة الفتية المولودة حديثا ، تراها بعين الموت القادم على ربوعها التي اسنت تماما لقدم التجربة واستنفادها لكل طاقاتها الحيوية ، وليس امامها الا الدخول بحرب ابادة ضد الدولة العراقية الجديدة ، لتوفر لها (( للدولة السعودية القائمة اليوم )) صنع عدو خارجي بامكانه ان يحرك الدماء المتجمدة في الجسد الجزيري الداخلي ليستمر القلب بالنبض والحياة في هذه الدولة من جانب ، ودفع الحركة الوهابية التي تمثل الخطر الداخلي الكبير وخاصة بجيلها الثالث المتمرد على الدولة السعودية من تغيير البوصلة من التفكير على الانقلاب على الدولة السعودية المنتهية الصلاحية الوجودية والناضجة الثمرة للسقوط في احضان الحركة الوهابية تماما ، الى التفكير بالعدو الشيعي الرافضي .....الخ الذي ضرب خيامه في العراق اليوم ، البلد المجاور لبلد الحرمين الشريفين المقدسين للعالمين العربي والاسلامي هذا !.
ان ظواهر من قبيل انتفاضة العراقيين الاحرار في المهجر ضد الارهاب السعودي الوهابي الذي يضرب بلدهم - العراق الجديد - بكل وحشية وقسوة ، وانتفاضة القلم العراقي المهاجر وبنفس الاتجاه من الحيوية وثورة الحبر على الظلم والارهاب السعودي ، وما استتبع هذه الثورة القلمية والشعبية العراقية من تحريك للذهن العربي والاسلامي ودفعه الى التفكير بخطر الدولة السعودهابية على الاسلام وعلى العرب بصورة عامة ، وتمرد القلم العربي بعد العراقي وتلمس بعض بوادر هذه الثورة الثقافية وكتاباتها في الصحف العربية السورية واللبنانية والمصرية والليبية واليمنية ......الخ ، يؤكد لنا ان العراقيين استطاعوا ان يغيروا من المعادلة في المنطقة العربية والاسلامية ثقافيا وسياسيا ، بل وان يقودوا وجهة البوصلة من توبيا عدم التعرض لدولار البترول السعودي الوهابي اعلاميا الى التخلص من اغلال هذه التوبيا الى رحابة حرية التفكير لهذا العقل العربي ، وماهي الا فترة قصيرة ان استطاع عراقيوا المهجر - بالخصوص عراقيوا المهجر لتاثيرهم الرهيب على العقل الغربي الذي يعيشون فيه وفضح ارهابية هذه النظام السعودي وتبرأة الاسلام العظيم من ارهاب الوهابية السعودية - ان يستمروا بانتفاضتهم المقدسة ضد الارهاب السعودي فنحن نجزم بان زوال هذه الدولة الفاسدة على وجود الارض العربية والاسلامية المقدسة سوف يزول قريبا انشاء الله تعالى !.
بسم الله الرحمن الرحيم :
(( فاصبر صبرا جميلا ، انهم يرونه بعيدا ، ونراه قريبا )) صدق الله العظيم
24/08/2007م
(( السلفية الدينية أفيون الشعوب الاسلامية ... جدلية العداء للعقل وللعدل ؟.))
( بقلم : حميد الشاكر )
تمثل السلفية الدينية تيارا من التيارات التي تلبست بالاسلام ثوبا ، ومنذ اطلالة هذا الاسلام العظيم وولادته في الجزيرة العربية وحتى اليوم ، ولاريب ان هذا التيار السلفي نشأ وترعرع في احضان الملكية الاموية - بداية - ليكون انعكاس لهذه المرحلة (( مرحلة السلف التي جاءت بعد مرحلة الصحابة في زمن محمد رسول الله ص )) وبكل مافيها من عفن فكري وسياسي واجتماعي قامت عليه الملكية الاموية في حقبتها المظلمة بعدما حولت هذه العائلة (( الامويون )) الاسلام من مفاهيمه الاصيلة في الحكم الشوري الى مفاهيم الطاغوت والتفرعن الملكي المنحط الذي استتبع كثيرا من الظواهر المنافية لروح الاصالة الاسلامية المحمدية الاولى ، من نشوء ظاهرة وعاظ السلاطين ، حتى التزييف لاحكام الاسلام والقرءان الكريم ، وصولا الى مسخ الهوية الاسلامية بكاملها وارادة نزع صفة المدرسة المحمدية للاسلام تماما واستبدالها بالمدرسة السلفية صاحبة الموضوع الذي نتحدث حوله باعتباره تيارا بني ونشأ ونمى تحت ظلال وفي كنف ورعاية وتخطيط العائلة الاموية الحاكمة التي دست دينا جديدا يتناغم ودين السلطان !.
نعم هذه الانحرافة العميقة في العصر الاموي للمسار الاسلامي ، وارادة القضاء على فكر محمد رسول الله العظيم ، هي من ضمن العوامل التي دفعت بالتيار العلوي الاسلامي الاصيل بقيادة سيد شباب اهل الجنة وابن رسول الله ص الحسين ابن علي للقيام بثورة شاملة (( بعد ثورة امير المؤمنين علي بن ابي طالب من موقع الامامة والخلافة اولا )) ، وانتفاضة اسلامية غامرة على الوضع القائم للاموية الشيطانية بمساندة السلفية من وعاظ السلاطين وحاشية الترف وجنود السلطان ، حتى وصل الامر بسيد شباب اهل الجنة للخروج بعياله واهله ونسائه وشيعته وكل مايملك من غالي وثمين لكشف هذه المؤامرة الخسيسة على الاسلام برمته ، فكانت واقعة كربلاء وبحق هي ليست فقط انتفاضة بيت علوي اسلامي محمدي اصيل على بيت فرعوني شيطاني اموي خبيث فحسب ، وانما كانت ولم تزل انتفاضة وثورة وتمرد للحسين بن علي واهل بيت النبوة الكرام على ((واقع وتيار وذهنية ومشروع ومذهب ودين ..... الخ )) سمي فيما بعد ب (( التيار السلفي )) واصبح اليوم ومع بالغ الاسف والحزن تيارا يصطبغ بطابع الدين والقداسة لاتباعه الذين يؤمنون به حتى هذه اللحظة بدون شعور وادراك واحساس منهم ان هذا التيار ماهو الا تيارا بعيدا تماما عن اهداف ومبادئ واصالة الاسلام الحنيف ، بل ماهو الا شيطان بين المسلمين ما ظهرت فتنة بينهم في التاريخ وحتى اليوم الا من اسمه وجنسه ورسمه ولاحول ولاقوة الا بالله عندما نصل الى مرحلة لانرى فيها اخذ ديننا الصحيح الا من هذا التيار المنحرف !.
تيار السلطة وتيار السيف وتيار الدرهم والدينار لوعاظ السلاطين !.
او تيار الارهاب والخوارج وسفك دماء المسلمين وتكفيرهم في الماضي وحتى الحاضر !.
اليس غريبا ان توصف المرحلة والزمن الذي قتل فيها سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي بن ابي طالب ع وتسبى نسائه وتيتم عيال رسول الله محمد ص وتقمع الحريات وتمتهن الكرامات وتلغى الشريعة ويؤمّر أنجس خلق الله عزوجل على المسلمين يزيد بن معاوية ...... الخ ، اليس غريبا ان يسمي المسلمون اليوم هذه الحقبة من العفن الانساني بانها مرحلة وحقبة وزمن (( السلف الصالح )) ؟.
وأليس عجيبا وغريبا ان تقدس مرحلة من مراحل الزمن لالشيئ الا لانها تحت ولاية الاسرة الاموية التي عاثت بالارض الفساد وعطلت الشريعة وحولت الاسلام الى وسيلة غزو وتوسع ونهب وسفك لدماء المسلمين وغيرهم باسم الجهاد مرة وباسم اخماد الفتن مرة اخرى ؟.
واليس مذهلا ان لايشعر المسلمون حتى هذه اللحظة بمؤامرة ماسمي بحقبة ((السلف الصالح)) ، وتحول السلف هذا الى مشرّع ينازع شريعة الاسلام ومحمد العظيم ص المكانة والقداسة حتى فهمنا السلفية تماما ولم نفهم اي شيئ عن وحول اسلام محمد ص العظيم ؟.
وهل من الممكن ان المسلمين بشعور وبلا شعور وصفوا هذه المرحلة (( بالسلف الصالح )) بسبب انها ساهمت في قتل الحسين وتشريد اهل البيت واستحلال دماء انصارهم ....الخ . لذالك هي تسمى بمرحلة الصالحين ؟.
وعلى هذا اي صلاح تتحدث عنه العقول الميتة لهذه الحقبة التي لم يسد فيها الا سيف السلطان وفساد الضمائر وسفك الدماء للصالحين من ال محمد ص وغيرهم من المسلمين حتى صدق عليهم قول رسول الله محمد الكريم ص بما معناه :(( لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) وغدت الخلافة كرة ملكية تتلقفها مرة بني امية واخرى بني العباس وثالثة من لايعرف لهم اصلا او فصلا من شذاذ الافاق ؟.
ولم لا !؟.
ان كان المؤسس لافكار واحكام وقواعد هذا التيار السلفي هي الشجرة الملعونة في القرءان من بني امية ، لم لايكون هذا التيار نسخة مصغرة لتغلغل ابليس الى الاسلام بلبوس ديني يضمن له العبث بالاسلام واهله وباسم الدين نفسه ، ليصبح قتل الدين بالدين (( قتل الحسين بمحمد ص )) والصراط المستقيم بالصراط والتوحيد بالتوحيد ...... الخ ، لنجد انفسنا امام دينيين واسلامين وطريقين وصراطين ، صراط محمد ص وعلي والحسين واسلامهم وتوحيدهم من جهة ، وصراط ودين وتوحيد السلفية الاموية من جهة اخرى ، ومابينهما اختلاف الطين والنار ، الذي قال عنه ابليس اللعين حكاية عنه في القرءان العظيم (( انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) !.
ان الاشكالية الكبيرة للتيار السلفي في القديم وحتى اللحظة الانية هي في كينونة اتباع هذا التيار والمنخرطين بتقديسه بلا ادنى تأمل يذكر لهذه الحركة وهذا التيار والمذهب ، مما يرّ شح ظاهرة السلفيين وهذه الغيبوبة العميقة في فكرهم وعقولهم وشعورهم وحتى وجودهم الانساني الى التساءل حولها وبكل غرابة ب : لماذا يتميز اتباع هذه السلفية الاموية بحالة من الغيبوبة الانسانية الفكرية التي تتناقض حتى مع الاسلام نفسه ؟.
وهل عندما ينخرط الفرد بالايمان بالسلفية هو بالحتم سيكون داخلا في غيبوبة فكرية وعقلية وانسانية تماما ؟.
وماهو السبب ان يكون السلفي الديني مميز بميزة عدم التفكير باي شيئ من جهة ، وعدم امتلاكه الى اي خلق اسلامي اصيل يتصل باسم العدالة التي بشر بها الاسلام بل واعتبرها الاساس الاول لبعث الانبياء والرسل ع جميعا ؟.
كيف لنا ان نفهم انسانا ركب تركيبة دينية هي بالاساس الابعد تماما عن الدين نفسه ؟.
الحقيقية ان معرفة الاجوبة لهذه الاسألة وغيرها للظاهرة السلفية اليوم وبالامس تنفك بكامل رمزيتها الغريبة ان ادركنا ما اشرنا اليه ان هذه السلفية ماهي الا انعكاس لحالة طاغوتية سلطانية سياسية للعصر الاموي القبيح ، وما مركباتها وقواعدها الا منتج من منتجات التشيطن الاموي الذي البس السياسة الشيطانية لبوس الدين والاسلام ايضا ، لذا جاءت السلفية كجدران اقيمت على هذه الاسس الاموية والتي اسست لبعدين في معركتها المصيرية مع الحياة والانسان والاسلام وهما :
الاول : وضع اسس العداء الكبير لمشروع العدالة اي عدالة تذكر وبالخصوص العدالة الاسلامية كخلق رفيع في الاسلام .
ثانيا : اعمال ماكنة التشويه للعقل بل واعتبار عمله (( زندقة )) او الحث على احترامه من اهم شباك ابليس اللعين في الدين !.
وهنا ضمنت الماكنة الرسمية السياسية الاموية ابعاد اهم عنصري الاسلام الاصيل من الحياة الاسلامية لتغنم بالجانب الاضعف في معادلة الطاعة للسلطان في الدين وليتحول فيما بعد هذا الدين من ثورة ونهضة تشترك فيها العدالة والدين والعقل كتكتل واحد الى افيون ومخدر وانحطاط وتخلف يساهم في غيبوبة المجتمع وغلاظة طباعه !؟
ان واقع الاسلام المحمدي العظيم والاصيل قد وضع للاسلام والمسلمين الابعاد الثلاثة التي من خلالها يستطيع المسلمون ان يكونوا امة عظيمة على الحقيقة ، كما ان القرءان الكريم اشار الى هذه الابعاد الثلاثة على اساس انها مثلث الدين الاسلامي التي قام على اساسها كاهداف رئيسية لثورته المباركة الا وهي :
اولا : الدين والتدين والايمان
الثاني : العدل والقيام بين الناس بالقسط .
ثالثا : العقل والعلم كميزان ومحور واساس لخطاب الله سبحانه للانسان .
ومن هذه الاركان الثلاثة عرف التوحيد والرسول والرسالة ، ففي معرض العدالة على اساس انها ناموس الاسلام وسلامه وهدف النبوات وختامه قال سبحانه :(( لقد ارسلنا رسلنا بالبينت وأنزلنا معهم الكتب والميزان ليقوم الناس بالقسط ../ 25/ الحديد )) فالعدل هنا اساس وهدف وغاية كل عملية ارسال رسل وانزال كتب سماوية مقدسة ، وهذا مايجعلنا نوقن ان كل دين او فكرة او تيار او اطروحة ....الخ ، لاتحترم العدالة الانسانية ، او تحاول الالتفاف عليها باسم اي شيئ كان ماهي الا فكرة او تيار او دين او مقدس منحرف يريد ان يمارس الظلم باسم المقدس والتدين ؟.
وهكذا عندما نشير الى ان المحور الثاني (( العقل )) هو من اهم المحاور التي اعتمد عليها القرءان العظيم باعتبارها الاساس الاخر والميزان الاكبر لمعرفة الحق من الباطل ، فاننا لم ناتي بجديد بقدر ما اشرنا الى تاسيس اسس له الاسلام في قرءانه وسنة نبيه الكريم محمد رسول رب العالمين ص ، فالقرءان يقول بحرمة عدم تحريك العقل واستغلال قواعده واحكامه ، بل وعاب على الكفار والمنافقين عليهم انهم لو كانوا يمتلكون عقلا مفكرا لما كانوا من الكافرين بالدين والشريعة الاسلامية ، باعتبار ان الاسلام قرين العقل والفطرة ولايخالفهما باي شيئ يذكر ، لذالك جاءت النصوص القرءانية الكثيرة التي تشير الى ان الذين يناهضونه بعنف ماهم الا كالانعام التي لاتمتلك عقلا مفكرا ، بل وعدم وجود العقل عندهم وعدم احترامهم لمقررات العقل والفهم والانساني هو ما اوردهم الى نار جهنم الخالدين فيها والعياذ بالله سبحانه .
يقول سبحانه حكاية عن اهل النار من الكفار والمنافقين :((وقالوا لوكنا نسمع او نعقل ماكنا في اصحاب السعير / 10/ الملك )) اي لوكان لنا عقول نفكر بمانسمعه لكنا من اصحاب الجنة ولكن بما اننا احتقرنا العقل واتهمنا عمله بانها زندقة وانحراف اغلقنا اسماعنا عن كل مانسمع كي لانفكر فيه فكنا من اصحاب السعير ؟!.
تمام : ان ماكنة السلطة الاموية انذاك ادركت حقيقة هذين البعدين الخطرين على كل نظام سياسي فاسد وقائم على الظلم يريد ان يرفع من معادلة الدولة والمجتمع نظامي (( العقل والعدل )) كي تخلوا له الساحة تماما لممارسة اي نوع من انواع الفساد والظلم والانحراف بدون ان يكون هناك اي ميزان او مرجعية من خلالها يستطيع المجتمع ان يحاكم حكومته ان سعت في الارض فسادا او شاءت الانحراف في حركتها السياسية ، لذا جاءت (( الفكرة )) التي خططت لمشروع سياسي منحرف ومتكامل لضرب عنصري ((العدل والعقل)) في الحقبة الاموية لادراك هذا النظام السياسي بخطورة اي مجتمع يملك المثلث المتكامل للمجتمع الحي الا وهو (( الايمان والعقل والعدل )) على سلطة الظلم والفساد ، ومن هنا طرحت فكرة (( الجبرالديني السلفي )) التي بنيت على اساس ديني وباسم الاسلام في هذه المرحلة لضرب مشروع العدالة ومن الاساس العقدي الاول ، وجاءت فكرة (( الايمان )) بطاعة الحاكم بلا ادنى تفكير بمشروعية الخروج على ظلمه وفساده ، لضرب قواعد العقل والمنطق الانساني المستنكر لكل ماهو قبيح الفعل حكما ؟.
وهنا رحبت جميع السلط المتعفنة والفاسدة والخارجة على النظام الانساني ب (( الدين والتدين )) والانفراد به ونزعه عن منظومته المتكاملة في (( العدل والعقل )) ليكون الدين هذا عونا لهذه النظم الدكتاتورية السياسية التاريخية وحتى اليوم لضرب مشروع (( العدالة والعقلنة )) اساسا وهدفا ومن ثم ليكون هذا الدين رافدا قويا للظلم والفساد لتلك النظم السياسية المهترئة ؟.
نعم عندما ينّظر- من التنظير - الفكر السلفي الديني في التاريخ وحتى اليوم لوضع الاسس الدينية التي توصل فكرة (( العداء للعقل )) واعتباره فاقدا لصلاحية المعرفة القيمية للحسن والقبح العقليين ، وبعد ذالك نرى محاولة هذه السلفية الدينية اعلان حرب بلا هوادة على العقل والفكر الانساني لرفعه من المعادلة الاسلامية تماما ، عندها ندرك ونتسائل : لماذا هذا العداء السافر لكل ما يتصل بالعقلنة الانسانية سواء كانت فلسفية او كلامية في التاريخ وحتى اليوم ؟.
ان الباحثين في الفكر الاسلامي سيجدون ان التاسيس للعداء للعقل بدأ تماما كأنطلاقة فعلية على يد وحقبة السلفية الاموية ، وفي هذه الحقبة ايضا لمسنا التأسيس لمشروع تهميش العقل الانساني من الوجود الفكري الاسلامي ، لنجد ان وعاظ السلاطين قد بدأوا حملتهم الفعلية على الوجود والتحرك العقلي ، ليقمع اي تساءل فكري وعقلي حول المسائل الاسلامية من منطلق انه (( بدعة في الدين )) لتحارب الفلسفة اولا والمنطق ثانيا لتنتهي الصولة على علم الكلام باعتباره من اخطر ما ابتدعه العقل الانساني الاسلامي على الدين نفسه ، ومن بعد ذالك لنصل الى نتيجة ترى : انه مع ان القرءان والاسلام او الكتاب والسنة حسب مصطلحات السلفية الدينية تحث على احترام العقل والترحيب باجتهاده ، مع ذالك نجد السلفية الدينية تعلن الحرب وعدم الاحترام لهذا العقل الذي اكرمنا الله سبحانه وتعالى به ، والعكس صحيح ايضا ، فمع ان الكتاب والسنة لاتجرم او تحرم استعمال العقل او الركون الى مقرراته في الحسن والقبح لاعمال البشر ، مع هذا نجد ان السلفية وتحت لافتة (( البدعة )) التي هي اساسا بدعة تجرم العقل وتحرّم تحريكة او الركون الى مقرراته الفكرية !.
اليس غريبة هذه المعادلة : مع ان الاسلام يحث على احترام العقل والاخذ بمقرراته ، نرى السلفية الدينية تحرّم وتجرم هذا العقل والركون الى مبادئه باسم (( البدع )) ؟.
لماذا لم تكن العلاقة طيبة او متوازنة بين السلفية الدينية في التاريخ وحتى اليوم وبين العقل الانساني ؟.
واذا كانت شريعة الاسلام تحث على احترام العقلنة الانسانية وتوجب العمل بها فمن اين جاءت السلفية الدينية الاموية بهذه الفتوى ضد العقل والتفكير والتأمل الانساني لتراه عدوا للدين والشريعة الاسلامية بل وزندقة في الدين ؟.
نعود في هذا المفترق من الطرق لمرجعيتنا الفكرية في النظر للموضوعة السلفية الدينية ، لنجد ان هذه السلفية بما انها منتج ووليد حقبة الظلم والاستبداد والعفن السياسي في القديم وحتى الحديث ، فان افكارها ومنطلقاتها الفكرية واسسها الايدلوجية لم تكن ولن تكون منطلقات واسس ومبادئ فكرية اسلامية مطلقا بقدر ماكانت منطلقات ومبادئ واسس طاغوتية سياسية ترى ان المرجعية السياسية لاي حقبة من الحقب التاريخية هي الاساس والمؤشر الذي ينبغي لها ان تستقي منه افكارها ومنطلقاته السلفية الدينية ، وعليه فكلما كانت الحقبة السياسية حقبة ظلم واستغفال للعقل الاسلامي واستبداد واعتداء على حقوق الامة ، وجدنا ان السلفية الدينية مجتهدة في اخماد ثورة التساؤلات العقلية الاجتماعية على ظلم الحاكم بفتاوى التجريم لكل تفكير منطقي او عقلي تحت بند (( البدعة وطاعة الحاكم او ولي الامر بلا تفكير ))!.
ان البداية او التأسيس لهذا الفكر السلفي الديني بما انه اموي المنشأ فاننا سنجد حتما الجواب على : لماذية هذا العداء للعقل في السلفية الدينية هناك ، وعليه فان معرفة وادراك مفاصل الحقبة الاموية التاريخية السياسية يطلعنا بوضوح على الاسس والمبادئ التي بنت السلفية الدينية كل دينها المزيف عليه ، لتخترع فيما بعد دينا سلطانيا طاغوتيا يزاحم دين الاسلام المحمدي الاصيل ؟!.
نعم عندما ندرك ان العائلة الاموية كانت تتوجس الرعب والرهبة من كل عقل اسلامي مفكر يتسائل بشفافية عن حركات السلطان فاننا سندرك لماذا يخشى سلاطين الجور من العقول المفكرة ، ومن ضمنها المتسائلة : اي عقل يقبل ان يؤمر يزيد ابن معاوية الفاسد اخلاقيا والمنحط روحيا والمتسافل معنويا والمتخاذل كيانيا ......... الخ ، على مسلمين واسلام هو اساسا جاء ليبني منظومة اخلاقية رفيعة المستوى اقترنت بميزان اخلاق محمد رسول الله ص لتكون اخلاق محمد ص هي مرجعية اخلاق الحاكم الاسلامي ، وعليه اي عقل يقبل اخلاق معاوية او ابنه يزيد في قبالة اخلاق محمد ص العظيم ؟.
واي عقل سيقبل ان يؤمر سلاطين الجور والرذيلة على امة تؤمن ان من صفات الحاكم ان يكون نزيها ورعا ومتقيا نظيفا ومؤمنا بتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى ؟.
واي عقل سيقبل ان تكون الصولة لحكم التفرعن والتبذير والاستيلاء على حقوق الامة المالية والسياسية ، في مجتمع يؤمن باسلام يدعو الى مكافحة الفساد وحرب الظلم والتمرد على التفرعن والثورة على كل جور ؟.
وهكذا سوف نصطدم بمشروعين متنافرين تماما ، مشروع التفرعن والفساد السياسي من جهة ، ومشروع الاسلام المناهض للفساد والرذيلة من جهة اخرى ، وعند هذا نفهم الخوف الشديد من سلاطين الجور من مشروع التفكير والعقلنة الاسلامية ، لذا جاءت الرغبة الاموية انذاك والفرعونية حتى اليوم بمحاولة التخلص من (( العقل )) باعتباره ان دخل بالمعادلة السياسية والفكرية الاسلامية افسد كل مايخطط له البلاط الملكي المنحط ، وماهي الا غمزة حتى وجدنا وعاظ السلاطين من (( السلف الطالح )) يعملون ماكناتهم التخريبية للهجوم على العقل وتجريم حركته وتفسيق وتبديع تفكيره خدمة لاصحاب السلطان وعونا لهم في معركتهم الطاغوتية ضد العقل ، لنصل الى نتائج غاية في الخطورة على الاسلام اولا وعلى الامة المسلمة ثانيا !.
صحيح : من منطلق ذاك التاسيس السلفي الديني الخادم لاغراض السلطة السياسية انذاك اصبحنا اليوم امة بلا عقل مفكر ، بل والاخطر من ذالك وصلنا الى مرحلة من التزييف ترى ان ((الدين والاسلام )) هو اصلا مشروعا ضد العقل ومناهضا له ومحذرا من احترامه ، وكل ذالك بسبب ان السلفية الدينية اوهمتنا بدين سلطاني اموي فاسد اعتقدنا انه هو هو دين محمد ص الاسلامي ؟.
ان ظواهر تاريخية من قبيل ظاهرة انقراض مذهب ((الاعتزال الاسلامي)) او المعتزلة في التاريخ الاسلامي وبروز وانتصار مذهب اهل الحديث والظاهر والسلفية عليه مؤشر يشير لنا بكل وضوح حول المعركة التي دارت في التاريخ بين انصار العقل من جهة وانصار الظلم والسلطة ورفع العقل من المعادلة الاسلامية من جهة اخرى ، وليس غريبا ان تقع مثل هذه المعارك التاريخية في الواقع الاسلامي القديم والحديث بين انصار العقلنة الاسلامية وانصار السلفية الدينية باعتبار ان المشروعين مختلفين تماما ومتناقضين تماما في المبادئ والنتائج التي نتوصل اليها فيما لوقبلنا او رفضنا معادلة العقل هذه ؟.
الشيعة الامامية وكذا المعتزلة من المذاهب الاسلامية التي توافقت على احترام وتبجيل ورفع مكانة العقل الانساني في المعادلة الاسلامية لذا هي وبلا اليات معقدة تواجهت حتميا مع السلفية الدينية من جهة ومناصرة الماكنة السلطانية السياسية من جهة اخرى ، لنكون نحن وامام هذا المشهد قبالة جبهتين متناقضتين جبهة (( العقل والعدل والايمان )) كأصول للاسلام المحمدي الاصيل مثلتهما المدرسة الامامية الشيعية والمدرسة الاعتزالية العقلية من جانب ، وجبهة (( الظلم والغيبوبة )) كاصول للاسلام السلفي المرتد مثلته هذه السلفية الدينية بمؤازرة ومباركة السلط الظالمة والحاكمة بلاشرعية اسلامية او انسانية تذكر، ومن هذا وجدنا الكيفية التي اختلفت فيها الرؤى الفكرية اختلافا جذريا بين كلا الجبهتين وفي كل الاشياء الفكرية والتاريخية والشرعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فليس هناك اي قداسة تذكر في المدرسة العقلية الامامية او الاعتزالية في تناول الموضوعات الانسانية والاسلامية تمنع من المناقشة العقلية لهذا الدين او ذاك او تلك الشخصية الانسانية او هذه او هذا النظام السياسي او ذاك باعتبار ان الاسلام والعقل وحدة انسجام وليست بذرة انقسام ، بعكس تماما المدرسة الطاغوتية السلفية الدينية التي تجرم اي دراسة او مناقشة فكرية او عقلية تتناول هذا الموضوع اوذاك من المواضيع الانسانية والاسلامية ،فهناك قداسة لحقبة الصحابة وحقبة السلف وحقبة ماوراء السلف لايجوز تناول هذه الحقب باي عقلنة ودراسة فكرية توضح لنا ماهية هذه الحقب ولماذا نحن وصلنا الى هذه الحالة من ورائها ، ويكفيك تدليلا على هذه النقطة من الانغلاق مصطلح (( السلف الصالح )) باعتباره مصطلح ومنذ البداية يحكم بالصلاح لحقبة مورس فيها ابشع انواع الظلم والانحراف عن اصول الاسلام ومبادئه من تغيير نمط الحكم الاسلامي حتى الوصول الى تأمير فاسق كيزيد والوليد وغيرهم من حقبة اموية كاملة لم نرى فيه الا كل ابتعاد عن ماهو صالح والاقتراب الى كل ماهو طالح وفاسد ، ومع ذالك ترى السلفية تحريم المساس بهذه الحقبة التي جرت فيها من الحروب مايندى له جبين الاسلام على الجملة !.
هل كان الاسلام يحرم دراسة هذه الحقب من التاريخ الانساني أم ان حكّام هذه الحقب السياسية هم من يرغب بعدم اثارة واقعهم المليئ بكل ماهو عفن وفاسد وظالم وبعيد عن الاخلاق الاسلامية ؟.
يبدو وبكل صراحة ان حكام الجور هم من يرغب بعدم التعرض لحقب ملكهم الفاسد بالدراسة والوعي والعقلنة باعتبار ان اي بحث منصف وعقلي لهذه الحقب السلفية ستطلعنا حتما على حجم الجرائم والانحرافات التي حصلت في واقعهم السياسي والفكري والاجتماعي عن الاسلام وموازينه ، ولكن لاقرار سياسي بامكانه ان يحكم بالاعدام على عمل العقل المفكر وحركته المكتشفة للزيف والفساد التاريخي وغير التاريخي منه فما هو العمل عند هذه النقطة ؟.
الجواب : لاسيف كسيف (( الدين )) بامكانه ان يساهم وباسم الطاعة والايمان بتدمير واعدام العقل الانساني عن التحرك والتفكير ، وعليه فوعاظ السلطان جاهزون لاصدار الفتوى باعدام العقل وباسم الدين يجرم تفكيره كي يتخلص من العقل ونهائيا وباسم الدين هذه المرة وليس باسم السياسة التي لاتنهض بلعب هذا الدور الكبير جدا ، فالعقل وتفكيره وحركته وعمله والعلوم التي ينتجها كلها (( زندقة وبدعة وتفلسف وخروج على الكتاب والسنة ومالم يفعله السلف الصالح .......الخ )) من هذه التهم التي تحكم باعدام امة فضلا عن عقل انسان هنا وانسان هناك ؟.
هكذا حيكت المؤامرة السلفية الدينية على العقل الاسلامي لاعدامه ارضاء لرغبات السلطة الحاكمة والقائمة ومنذ العصر الاموي حتى هذا اليوم ، فلا تفكير في التاريخ ولا اخذ عبرة منه ، ولاتفكير بمعاوية بن ابي سفيان لدخوله في السلف الصالح ولايجوز التفكير بالسقيفة ولا بلماذا تخرج ام المؤمنين عائشة على ولي امر المسلمين وخليفتهم علي بن ابي طالب ع ؟. ولاتفكير بلماذا يقتل سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي ع ؟. ولاتفكير حول القياس لماذا ادخل للدين باسم الدين ،؟. ولاتفكير بلماذا من يختلف مع جزء من الصحابة يعد كافرا ؟. ولاتفكير بهل ان بعض الصحابة وصلو الى مرحلة الرسل والانبياء والاختلاف معهم يعد اختلافا مع الاسلام نفسه ؟. ولا تفكير حول الله او الرسول او الرسالة او الصحابة او السلف او المال الاسلامي وعبث الحكام او المراة او الحرية ولاتفكير ولاتفكير ......الخ!؟.
والغريب العجيب ان هذه القداسة في الفكر السلفي الديني تدور اينما دارت رحى السلاطين ، فان كانت تنال من شخصية ليست رسمية وليست لها منصب سياسي في التاريخ وحتى اليوم رفيع المستوى كالخلافة او الملك او الامارة فالامر خفيف فاما ان تعرض النقد او العقل او التفكير لهذا الحاكم او ذاك الخليفة او هذا الملك او ذاك الامير فان القيامة تقوم ولاتقعد ، واي مخالف للسلطان فهو حتما صاحب فتنة حسب المعتقد السلفي الديني واي ذيل او مناصر للسلطان فهو حتما من البطانة الصالحة والسلف الصالح ايضا ، وخذ على ذالك من اول خليفة بعد رسول الله محمد ص حتى اخر رئيس او ملك اليوم على بلاد المسلمين فكلهم طاهر مطهر ولي امر مفترض الطاعة من قبل الله سبحانه في عرف وفكر السلفية الدينية هذه ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم !.
الاعجب الاغرب من ذالك في كارثة السلفية الدينية اليوم هو : ان هذه السلفية وصلت الى مرحلة من عبادة المنفعة والمصلحة والقوة ارغمها على ان ترى كعبتها التعبدية دائرة اينما دارت هذه القوة وذالك السلطان حتى ان القاتل والمقتول من السلاطين هم ولاة امر تجب طاعتهم وتقديس مراحلهم الزمنية في العرف السلفي الديني ، فالسلفية الصالحة هي هي خلافة الراشدين وحقبة الامويين وزمن العباسيين وبعده سواء كانوا سلاجقة او اتراك او عجم او عرب ....الخ ، كل هذه الحقب المتناقضة والمتناحرة والمختلفة والمتقاتلة ..، كلها حقب للسلف الصالح حتى وان كانت العباسية دمرت وبعنف ودموية منقطعة النظير حقبة بني امية نجد ان السلفية تبارك وتقدس كلا الحقبتين معا وتصفهمها ب(( السلف الصالح )) وختى ان قامت مجموعة من الصحابة بقتل الحسين ابن علي ع سيد شباب اهل الجنة فكل من القاتل والمقتول صالحا ، وحتى ان نكثت طائفة من الصحابة عهودها مع الخليفة الرابع للمسلمين علي بن ابي طالب ع فكل من الامام والخارج على امامته صالحا وقد رضى الله عنهم جميعا ؟.
وكل ذالك في الفكر السلفي الديني لالشيئ الا لأن السلطة والقوة اينما كانت كان ((الصلاح)) معها ، ولايهم ان كان امويا او علويا او عباسيا هو من يكون فوق السلطة ، ولكن المهم عند السلفية الدينية هي صلاح السلطة والقوة اينما حلت ، وفي يد من كانت هذه السلطة !.
ان هذه العبادة من قبل السلفية الدينية للسلطة والقوة اينما حلت هو مايدفعنا ان نقرر ان هذا التيار الديني ماهو الا منتج طاغوتي دنيوي يعبد الهوى والمنفعة من دون الله ، وحتى ان كانت هذه السلطة عند الكفار والمشركين او اميركا واسرائيل اليوم فانك ستجد ان هذه السلفية الدينية ستفعل المستحيل لاخراج مركز القوة من معادلة الخطأ بل واعتبار السلم والصلح ووجوب الركون الى الظلم القوي هو من اركان الاسلام العظيمة التي امر الله سبحانه وتعالى بها (( والصلح خير )) مع القوة والسلطة على اي حال !.
يتبقى لدينا موقف السلفية الدينية المناهض لمشروع العدالة الانسانية والاسلامية ، ولماذا تميزت هذه المدرسة السلفية بابتعادها الفكري والعملي الاخلاقي عن مفهوم العدالة تماما ؟.
ان العدالة الانسانية بالعموم والاسلامية بالخصوص هي مشروع ومنذ البداية ناهضها العداء بعدين من ابعاد الاجتماع الانساني على العموم :
الاول : بعد النظم السياسية الطاغوتية المتفرعنة والمؤمنة بشرعية القوة والسيطرة في الحكم فحسب .
ثانيا : وبعد النظام الاجتماعي اللامدني والمتمثل بنظم الاجتماع القبلي او الاعرابي او الوحشي ، باعتبار ان اساسيات هذه النظم الاجتماعية قائمة على اليات تفكير وعمل وقوانين مختلفة تماما عن اليات وقوانين الاجتماع المدني ، لذالك جاء مفهوم العدالة كمنتج للمجتمعات المدنية فحسب ، بينما اختصت مجتمعات التوحش بقوانين التعصب والقوة والغلبة فقط كادارة لحياة التجمعات المتوحشة في التاريخ وحتى اليوم .
وعليه فعندما نقول ان هناك (( عدالة اسلامية )) فاننا نقرر ومنذ اللحظة الاولى مدنية النظام والتشريعات الاسلامية باعتبارها اسست لمنظومة كاملة لمفهوم (( العدل )) في الاسلام والذي هو وبالضرورة قانون ارفع واعلى من قوانين ونظم العصبة القبلية وغيرها ، وعليه نتساءل : من اين جاء العداء الكبير في المنظومة الفكرية السلفية الدينية للعدل الانساني والاسلامي ؟.
أمن اتباع السلفية الدينية واعتبارها منتج طاغوتي فرعوني سياسي لذالك جاء الفكر السلفي الديني بعيدا ومناهضا لفكرة العدالة استتباعا لعداء ومناهضة الواقع السياسي الفرعوني لها ؟.
أم لان السلفية الدينية وعند الرجوع لدراسة نظمها الاجتماعية فاننا شنكتشف انها وليدة القبلية والتعرب العربي المتوحش الذي انعكس عليها فكريا ليدفعها وبدون اي شعور لعداء نظام التمدن البشري الا وهو نظام (( العدالة )) والترحيب بنظام القوة والتغلب الا وهو نظام العصبة ؟.
الحق ان كلا البعدين داخلين في تركيبة السلفية الدينية التي دفعتها وبلا شعور للنظر بعداء واشمئزاز لفكرة العدالة المدنية والتي هي انعكاس لواقع اجتماعي مختلف تماما عن واقع النظام القبلي هذا !.
في المذاهب الاسلامية الكثيرة هناك مذهبين يران ان (( العدل )) ركن من اركان الاسلام العظيم الا وهما ، المذهب الامامي الشيعي الجعفري الذي يرى (( العدل )) الركن الثاني للاسلام بعد التوحيد (( التوحيد العدل النبوة الامامة المعاد )) ، وكذالك المعتزلة ترى ان (( العدل )) الركن الثاني ايضا للاسلام الكريم بعد التوحيد(( التوحيد العدل النبوة المنزلة بن المنزلتين والمعاد )) ، اما السلفية الدينية فهي لاترى العدل لاركنا ولافرعا لركن في الاسلام بل وتراه شيئا غريبا على الاسلام نفسه اذا اخذنا ان من عقيدة السلفية الدينية موضوعة (( الجبر )) والتي تعني انعدام مفهوم العدالة تماما قبالة مفهوم (( الله سبحانه )) الذي يفعل مايشاء بلا موازين او ضوابط عقلية تحكم العمل وتصنفه الى ماهو عادل وماهو ظالم ؟.
نعم السلفية وباعتبار انها منعكس للقبلية الاموية من جهة ، وباعتبار انها منتج طاغوتي سياسي من جانب اخر دفعت لتكون في خانة العداء لمشروع (( العدل )) الانساني والاسلامي بالخصوص ، ولذالك جاءت عقائد السلفية الدينية وكذا فقهها وكذا توجهها الفكري والاجتماعي والفردي قائم تماما على كل ماهو بعيدا عن مفهومي (( العقل والعدل )) بالمطلق ، ففي العقيدة السلفية نجد ان لامعايير للعدل والظلم في الفعل الالهي فممكن ان يفعل الله سبحانه الظلم والعدل في الان الواحد باعتباره السيد والمالك المطلق ، وكذالك عندما تعلن السلفية الدينية ان ليس هناك مدخلية للعقل الانساني عندما يحكم على الافعال بالقبح والحسن ، فممكن ايضا ان يفعل الله القبيح والحسن من الاعمال باعتباره المالك المطلق فممكن ان يعاقب الصالح ويعفوا عن السيئ ، كما ان الله سبحانه ممكن له ان يرغم الانسان على فعل القبيح ويعاقبه او يجازيه فلا مناقضة في هذا العمل ولاظلم ولاقبح ولاحسن ولاعدل ....الخ ؟.!
هكذا تنّظر السلفية الدينية وعقديا لمشروعي العدل والعقل بالنسبة لله سبحانه وتعالى ، والغاية ربما لاتغيب عن الفطن الذكي من مفكري الاسلام واهله ، وهي ارادة تبرير ظلم الحكام وفسادهم ، لذا تعاملت السلفية مع الله فكريا على اساس انه حاكم من حكام البشر الذين يملكون السلطة والقوة ، فكانت (( الجدلية )) في الفكر السلفي تتحرك بين تبرير عمل الحكام والسلاطين والفراعنة الظلمة من جهة ، وبين ان نعطي قداسة ومشروعية لهذه الاعمال الطاغوتية لنجعلها في خانة القبول اسلاميا ، فجاء (( رب )) السلفية الدينية منسجما مع ربهم الدنيوي من الحكام والسلاطين الدنيويين ، فاذا كان الله سبحانه بالامكان ان يفعل المتناقضات الكبيرة وبامكانه ان يجازي المسيئ ويعاقب الصالح ، وليس هناك مقاييس لافعاله تحكم بقبح او حسن هذا العمل او ذاك ، فمن المقبول ان يكون الحاكم فاسدا ظالما مستهترا يعاقب الصالح ويحسن الى المسيئ باعتبار ان له سلطة الملك والقوة ايضا كالله سبحانه وتعالى ، واذا كانت العقيدة تسمح بعبادة من يفعل الظلم ويفعل القبيح وليس هو بقبيح في نفس الوقت فلماذا لاتكون الطاعة للملك والحاكم الدنيوي حتى ان عمل الافعال القبيحة وغير العادلة ايضا ؟.
ان هذا الفكر العقدي للسلفية الدينية هو ما اشرنا اليه باعتباره الخطر الاعظم على شريعة الاسلام والمسلمين وارادة تزييف كل عقائدهم الاسلامية ابتغاء لتبرير ظلم حكام الجور وسلاطين التفرعن ، واذا رجعنا ايضا للجانب الفقهي كذالك للسلفية الدينية وجدناها خليط عجيب غريب من عبادة القوة والسلطة ايضا ، ففتاوي وعاظ السلفية الدينية بوجوب (( اطاعة اولي الامر )) الظالمين والفاسدين والمتفرعنين والمعطلين لشرع الله سبحانه ، وكذا فتوى : ان شرعية الملك والحكم هي الغلبة والقوة في الجانب السياسي ، فانك ستجد ان تاسيس الظلم والدكتاتورية في النظام الفقهي الاسلامي لم يكن الا من خلال نوافذ وفتاوي هذا التيار السلفي الذي حول الحياة السياسية وتدريجيا من الشورى والرضا والانتخاب او البيعة ، الى السيف والتفرد والدكتاتورية والمؤامرات والتسلط ، لنصل الى مرحلة مسخ القيم السياسية الاسلامية تماما واحلال كل ماهو نجس وعفن مكانها ، والاعظم كارثة ان هذه السلفية الدينية لم تكتفي بان طرحت فكرة الدكتاورية كوسيلة للوصول الى الحكم ، لا بل لم تكتفي بذالك حتى شرعنة هذه الدكتاتورية والظلم والفساد بطابع من الدين والقداسة والاسلام لتعلن : ان شريعة الاسلام ومحمد رسول الله ص تقول بان شرعية الحاكم تاتي من خلال المؤامرات والدسائس والخدع والغلبة والقوة والتسلط ، ومن كان اكثر اجراما وسفكا للدماء فهو ولي الامر التي تجب طاعته من قبل الله سبحانه وتعالى !؟.
اليست هذه كارثة بحق ؟.
محمد رسول الله ص يدعوا قومه ثلاثة عشر سنة بالكلمة والاقناع حتى يهيئ له الله سبحانه من يؤمن به وبرسالته ، ومن ثم لتنتخب هذه الثلة من المؤمنين محمدا ص ورسالته وتبايعه طواعية وبلا ادنى اكراه ، ليصبح قائد مسيرة منتخب من قبل الشعب ومبايع له من قبل الامة ، ليكون وبحق مغيرا عالميا ومصلحا كونيا وسراجا منيرا للبشرية ، تأتي السلفية بعد ذالك بشريعة جديدا ودين اخر ليقول لنا : لاتقتدوا بهذه السنة للوصول الى الحكم وقيادة الامة ، بل عليكم النظر للقوة واستخدامها بكل عنف ودموية لتصلوا الى الحكم والسلطة لتغنموا بالشرعية وطاعة المسلمين لكم ونحن سوف نفتي بحرمة الخروج عليكم وعلى سلطانكم الجائر ؟.
أما ان غفلتم عن القوة والسيف وجاء من هو اقوى منكم وتغلب عليكم بالدم والسيف فنحن السلفية الدينية سوف نفتي بوجوب طاعة الغالب على المغلوب هذا ؟.
هل هذا معقول ؟.
هل هذا عدل ؟.
هل هذا دين الاسلام ؟.
صحيح : بل هذه هي السلفية الدينية البارحة واليوم بعيدا عن اسلام محمد العظيم ص او عقل العقلاء او عدل البشرية جمعاء ، نعم هذه هي الجذور والمبادئ والاسس التي بنيت عليها السلفية الدينية اصولا وفروعا باسم الدين والمقدس فمن شاء فليؤمن بها ومن شاء فليكفر بطاغوتها ، وليشهد الله والانبياء والرسل والاوصياء وجميع المسلمين انني اول من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله سبحانه وتعالى .
________________________
10/10/2007م
تمثل السلفية الدينية تيارا من التيارات التي تلبست بالاسلام ثوبا ، ومنذ اطلالة هذا الاسلام العظيم وولادته في الجزيرة العربية وحتى اليوم ، ولاريب ان هذا التيار السلفي نشأ وترعرع في احضان الملكية الاموية - بداية - ليكون انعكاس لهذه المرحلة (( مرحلة السلف التي جاءت بعد مرحلة الصحابة في زمن محمد رسول الله ص )) وبكل مافيها من عفن فكري وسياسي واجتماعي قامت عليه الملكية الاموية في حقبتها المظلمة بعدما حولت هذه العائلة (( الامويون )) الاسلام من مفاهيمه الاصيلة في الحكم الشوري الى مفاهيم الطاغوت والتفرعن الملكي المنحط الذي استتبع كثيرا من الظواهر المنافية لروح الاصالة الاسلامية المحمدية الاولى ، من نشوء ظاهرة وعاظ السلاطين ، حتى التزييف لاحكام الاسلام والقرءان الكريم ، وصولا الى مسخ الهوية الاسلامية بكاملها وارادة نزع صفة المدرسة المحمدية للاسلام تماما واستبدالها بالمدرسة السلفية صاحبة الموضوع الذي نتحدث حوله باعتباره تيارا بني ونشأ ونمى تحت ظلال وفي كنف ورعاية وتخطيط العائلة الاموية الحاكمة التي دست دينا جديدا يتناغم ودين السلطان !.
نعم هذه الانحرافة العميقة في العصر الاموي للمسار الاسلامي ، وارادة القضاء على فكر محمد رسول الله العظيم ، هي من ضمن العوامل التي دفعت بالتيار العلوي الاسلامي الاصيل بقيادة سيد شباب اهل الجنة وابن رسول الله ص الحسين ابن علي للقيام بثورة شاملة (( بعد ثورة امير المؤمنين علي بن ابي طالب من موقع الامامة والخلافة اولا )) ، وانتفاضة اسلامية غامرة على الوضع القائم للاموية الشيطانية بمساندة السلفية من وعاظ السلاطين وحاشية الترف وجنود السلطان ، حتى وصل الامر بسيد شباب اهل الجنة للخروج بعياله واهله ونسائه وشيعته وكل مايملك من غالي وثمين لكشف هذه المؤامرة الخسيسة على الاسلام برمته ، فكانت واقعة كربلاء وبحق هي ليست فقط انتفاضة بيت علوي اسلامي محمدي اصيل على بيت فرعوني شيطاني اموي خبيث فحسب ، وانما كانت ولم تزل انتفاضة وثورة وتمرد للحسين بن علي واهل بيت النبوة الكرام على ((واقع وتيار وذهنية ومشروع ومذهب ودين ..... الخ )) سمي فيما بعد ب (( التيار السلفي )) واصبح اليوم ومع بالغ الاسف والحزن تيارا يصطبغ بطابع الدين والقداسة لاتباعه الذين يؤمنون به حتى هذه اللحظة بدون شعور وادراك واحساس منهم ان هذا التيار ماهو الا تيارا بعيدا تماما عن اهداف ومبادئ واصالة الاسلام الحنيف ، بل ماهو الا شيطان بين المسلمين ما ظهرت فتنة بينهم في التاريخ وحتى اليوم الا من اسمه وجنسه ورسمه ولاحول ولاقوة الا بالله عندما نصل الى مرحلة لانرى فيها اخذ ديننا الصحيح الا من هذا التيار المنحرف !.
تيار السلطة وتيار السيف وتيار الدرهم والدينار لوعاظ السلاطين !.
او تيار الارهاب والخوارج وسفك دماء المسلمين وتكفيرهم في الماضي وحتى الحاضر !.
اليس غريبا ان توصف المرحلة والزمن الذي قتل فيها سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي بن ابي طالب ع وتسبى نسائه وتيتم عيال رسول الله محمد ص وتقمع الحريات وتمتهن الكرامات وتلغى الشريعة ويؤمّر أنجس خلق الله عزوجل على المسلمين يزيد بن معاوية ...... الخ ، اليس غريبا ان يسمي المسلمون اليوم هذه الحقبة من العفن الانساني بانها مرحلة وحقبة وزمن (( السلف الصالح )) ؟.
وأليس عجيبا وغريبا ان تقدس مرحلة من مراحل الزمن لالشيئ الا لانها تحت ولاية الاسرة الاموية التي عاثت بالارض الفساد وعطلت الشريعة وحولت الاسلام الى وسيلة غزو وتوسع ونهب وسفك لدماء المسلمين وغيرهم باسم الجهاد مرة وباسم اخماد الفتن مرة اخرى ؟.
واليس مذهلا ان لايشعر المسلمون حتى هذه اللحظة بمؤامرة ماسمي بحقبة ((السلف الصالح)) ، وتحول السلف هذا الى مشرّع ينازع شريعة الاسلام ومحمد العظيم ص المكانة والقداسة حتى فهمنا السلفية تماما ولم نفهم اي شيئ عن وحول اسلام محمد ص العظيم ؟.
وهل من الممكن ان المسلمين بشعور وبلا شعور وصفوا هذه المرحلة (( بالسلف الصالح )) بسبب انها ساهمت في قتل الحسين وتشريد اهل البيت واستحلال دماء انصارهم ....الخ . لذالك هي تسمى بمرحلة الصالحين ؟.
وعلى هذا اي صلاح تتحدث عنه العقول الميتة لهذه الحقبة التي لم يسد فيها الا سيف السلطان وفساد الضمائر وسفك الدماء للصالحين من ال محمد ص وغيرهم من المسلمين حتى صدق عليهم قول رسول الله محمد الكريم ص بما معناه :(( لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) وغدت الخلافة كرة ملكية تتلقفها مرة بني امية واخرى بني العباس وثالثة من لايعرف لهم اصلا او فصلا من شذاذ الافاق ؟.
ولم لا !؟.
ان كان المؤسس لافكار واحكام وقواعد هذا التيار السلفي هي الشجرة الملعونة في القرءان من بني امية ، لم لايكون هذا التيار نسخة مصغرة لتغلغل ابليس الى الاسلام بلبوس ديني يضمن له العبث بالاسلام واهله وباسم الدين نفسه ، ليصبح قتل الدين بالدين (( قتل الحسين بمحمد ص )) والصراط المستقيم بالصراط والتوحيد بالتوحيد ...... الخ ، لنجد انفسنا امام دينيين واسلامين وطريقين وصراطين ، صراط محمد ص وعلي والحسين واسلامهم وتوحيدهم من جهة ، وصراط ودين وتوحيد السلفية الاموية من جهة اخرى ، ومابينهما اختلاف الطين والنار ، الذي قال عنه ابليس اللعين حكاية عنه في القرءان العظيم (( انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) !.
ان الاشكالية الكبيرة للتيار السلفي في القديم وحتى اللحظة الانية هي في كينونة اتباع هذا التيار والمنخرطين بتقديسه بلا ادنى تأمل يذكر لهذه الحركة وهذا التيار والمذهب ، مما يرّ شح ظاهرة السلفيين وهذه الغيبوبة العميقة في فكرهم وعقولهم وشعورهم وحتى وجودهم الانساني الى التساءل حولها وبكل غرابة ب : لماذا يتميز اتباع هذه السلفية الاموية بحالة من الغيبوبة الانسانية الفكرية التي تتناقض حتى مع الاسلام نفسه ؟.
وهل عندما ينخرط الفرد بالايمان بالسلفية هو بالحتم سيكون داخلا في غيبوبة فكرية وعقلية وانسانية تماما ؟.
وماهو السبب ان يكون السلفي الديني مميز بميزة عدم التفكير باي شيئ من جهة ، وعدم امتلاكه الى اي خلق اسلامي اصيل يتصل باسم العدالة التي بشر بها الاسلام بل واعتبرها الاساس الاول لبعث الانبياء والرسل ع جميعا ؟.
كيف لنا ان نفهم انسانا ركب تركيبة دينية هي بالاساس الابعد تماما عن الدين نفسه ؟.
الحقيقية ان معرفة الاجوبة لهذه الاسألة وغيرها للظاهرة السلفية اليوم وبالامس تنفك بكامل رمزيتها الغريبة ان ادركنا ما اشرنا اليه ان هذه السلفية ماهي الا انعكاس لحالة طاغوتية سلطانية سياسية للعصر الاموي القبيح ، وما مركباتها وقواعدها الا منتج من منتجات التشيطن الاموي الذي البس السياسة الشيطانية لبوس الدين والاسلام ايضا ، لذا جاءت السلفية كجدران اقيمت على هذه الاسس الاموية والتي اسست لبعدين في معركتها المصيرية مع الحياة والانسان والاسلام وهما :
الاول : وضع اسس العداء الكبير لمشروع العدالة اي عدالة تذكر وبالخصوص العدالة الاسلامية كخلق رفيع في الاسلام .
ثانيا : اعمال ماكنة التشويه للعقل بل واعتبار عمله (( زندقة )) او الحث على احترامه من اهم شباك ابليس اللعين في الدين !.
وهنا ضمنت الماكنة الرسمية السياسية الاموية ابعاد اهم عنصري الاسلام الاصيل من الحياة الاسلامية لتغنم بالجانب الاضعف في معادلة الطاعة للسلطان في الدين وليتحول فيما بعد هذا الدين من ثورة ونهضة تشترك فيها العدالة والدين والعقل كتكتل واحد الى افيون ومخدر وانحطاط وتخلف يساهم في غيبوبة المجتمع وغلاظة طباعه !؟
ان واقع الاسلام المحمدي العظيم والاصيل قد وضع للاسلام والمسلمين الابعاد الثلاثة التي من خلالها يستطيع المسلمون ان يكونوا امة عظيمة على الحقيقة ، كما ان القرءان الكريم اشار الى هذه الابعاد الثلاثة على اساس انها مثلث الدين الاسلامي التي قام على اساسها كاهداف رئيسية لثورته المباركة الا وهي :
اولا : الدين والتدين والايمان
الثاني : العدل والقيام بين الناس بالقسط .
ثالثا : العقل والعلم كميزان ومحور واساس لخطاب الله سبحانه للانسان .
ومن هذه الاركان الثلاثة عرف التوحيد والرسول والرسالة ، ففي معرض العدالة على اساس انها ناموس الاسلام وسلامه وهدف النبوات وختامه قال سبحانه :(( لقد ارسلنا رسلنا بالبينت وأنزلنا معهم الكتب والميزان ليقوم الناس بالقسط ../ 25/ الحديد )) فالعدل هنا اساس وهدف وغاية كل عملية ارسال رسل وانزال كتب سماوية مقدسة ، وهذا مايجعلنا نوقن ان كل دين او فكرة او تيار او اطروحة ....الخ ، لاتحترم العدالة الانسانية ، او تحاول الالتفاف عليها باسم اي شيئ كان ماهي الا فكرة او تيار او دين او مقدس منحرف يريد ان يمارس الظلم باسم المقدس والتدين ؟.
وهكذا عندما نشير الى ان المحور الثاني (( العقل )) هو من اهم المحاور التي اعتمد عليها القرءان العظيم باعتبارها الاساس الاخر والميزان الاكبر لمعرفة الحق من الباطل ، فاننا لم ناتي بجديد بقدر ما اشرنا الى تاسيس اسس له الاسلام في قرءانه وسنة نبيه الكريم محمد رسول رب العالمين ص ، فالقرءان يقول بحرمة عدم تحريك العقل واستغلال قواعده واحكامه ، بل وعاب على الكفار والمنافقين عليهم انهم لو كانوا يمتلكون عقلا مفكرا لما كانوا من الكافرين بالدين والشريعة الاسلامية ، باعتبار ان الاسلام قرين العقل والفطرة ولايخالفهما باي شيئ يذكر ، لذالك جاءت النصوص القرءانية الكثيرة التي تشير الى ان الذين يناهضونه بعنف ماهم الا كالانعام التي لاتمتلك عقلا مفكرا ، بل وعدم وجود العقل عندهم وعدم احترامهم لمقررات العقل والفهم والانساني هو ما اوردهم الى نار جهنم الخالدين فيها والعياذ بالله سبحانه .
يقول سبحانه حكاية عن اهل النار من الكفار والمنافقين :((وقالوا لوكنا نسمع او نعقل ماكنا في اصحاب السعير / 10/ الملك )) اي لوكان لنا عقول نفكر بمانسمعه لكنا من اصحاب الجنة ولكن بما اننا احتقرنا العقل واتهمنا عمله بانها زندقة وانحراف اغلقنا اسماعنا عن كل مانسمع كي لانفكر فيه فكنا من اصحاب السعير ؟!.
تمام : ان ماكنة السلطة الاموية انذاك ادركت حقيقة هذين البعدين الخطرين على كل نظام سياسي فاسد وقائم على الظلم يريد ان يرفع من معادلة الدولة والمجتمع نظامي (( العقل والعدل )) كي تخلوا له الساحة تماما لممارسة اي نوع من انواع الفساد والظلم والانحراف بدون ان يكون هناك اي ميزان او مرجعية من خلالها يستطيع المجتمع ان يحاكم حكومته ان سعت في الارض فسادا او شاءت الانحراف في حركتها السياسية ، لذا جاءت (( الفكرة )) التي خططت لمشروع سياسي منحرف ومتكامل لضرب عنصري ((العدل والعقل)) في الحقبة الاموية لادراك هذا النظام السياسي بخطورة اي مجتمع يملك المثلث المتكامل للمجتمع الحي الا وهو (( الايمان والعقل والعدل )) على سلطة الظلم والفساد ، ومن هنا طرحت فكرة (( الجبرالديني السلفي )) التي بنيت على اساس ديني وباسم الاسلام في هذه المرحلة لضرب مشروع العدالة ومن الاساس العقدي الاول ، وجاءت فكرة (( الايمان )) بطاعة الحاكم بلا ادنى تفكير بمشروعية الخروج على ظلمه وفساده ، لضرب قواعد العقل والمنطق الانساني المستنكر لكل ماهو قبيح الفعل حكما ؟.
وهنا رحبت جميع السلط المتعفنة والفاسدة والخارجة على النظام الانساني ب (( الدين والتدين )) والانفراد به ونزعه عن منظومته المتكاملة في (( العدل والعقل )) ليكون الدين هذا عونا لهذه النظم الدكتاتورية السياسية التاريخية وحتى اليوم لضرب مشروع (( العدالة والعقلنة )) اساسا وهدفا ومن ثم ليكون هذا الدين رافدا قويا للظلم والفساد لتلك النظم السياسية المهترئة ؟.
نعم عندما ينّظر- من التنظير - الفكر السلفي الديني في التاريخ وحتى اليوم لوضع الاسس الدينية التي توصل فكرة (( العداء للعقل )) واعتباره فاقدا لصلاحية المعرفة القيمية للحسن والقبح العقليين ، وبعد ذالك نرى محاولة هذه السلفية الدينية اعلان حرب بلا هوادة على العقل والفكر الانساني لرفعه من المعادلة الاسلامية تماما ، عندها ندرك ونتسائل : لماذا هذا العداء السافر لكل ما يتصل بالعقلنة الانسانية سواء كانت فلسفية او كلامية في التاريخ وحتى اليوم ؟.
ان الباحثين في الفكر الاسلامي سيجدون ان التاسيس للعداء للعقل بدأ تماما كأنطلاقة فعلية على يد وحقبة السلفية الاموية ، وفي هذه الحقبة ايضا لمسنا التأسيس لمشروع تهميش العقل الانساني من الوجود الفكري الاسلامي ، لنجد ان وعاظ السلاطين قد بدأوا حملتهم الفعلية على الوجود والتحرك العقلي ، ليقمع اي تساءل فكري وعقلي حول المسائل الاسلامية من منطلق انه (( بدعة في الدين )) لتحارب الفلسفة اولا والمنطق ثانيا لتنتهي الصولة على علم الكلام باعتباره من اخطر ما ابتدعه العقل الانساني الاسلامي على الدين نفسه ، ومن بعد ذالك لنصل الى نتيجة ترى : انه مع ان القرءان والاسلام او الكتاب والسنة حسب مصطلحات السلفية الدينية تحث على احترام العقل والترحيب باجتهاده ، مع ذالك نجد السلفية الدينية تعلن الحرب وعدم الاحترام لهذا العقل الذي اكرمنا الله سبحانه وتعالى به ، والعكس صحيح ايضا ، فمع ان الكتاب والسنة لاتجرم او تحرم استعمال العقل او الركون الى مقرراته في الحسن والقبح لاعمال البشر ، مع هذا نجد ان السلفية وتحت لافتة (( البدعة )) التي هي اساسا بدعة تجرم العقل وتحرّم تحريكة او الركون الى مقرراته الفكرية !.
اليس غريبة هذه المعادلة : مع ان الاسلام يحث على احترام العقل والاخذ بمقرراته ، نرى السلفية الدينية تحرّم وتجرم هذا العقل والركون الى مبادئه باسم (( البدع )) ؟.
لماذا لم تكن العلاقة طيبة او متوازنة بين السلفية الدينية في التاريخ وحتى اليوم وبين العقل الانساني ؟.
واذا كانت شريعة الاسلام تحث على احترام العقلنة الانسانية وتوجب العمل بها فمن اين جاءت السلفية الدينية الاموية بهذه الفتوى ضد العقل والتفكير والتأمل الانساني لتراه عدوا للدين والشريعة الاسلامية بل وزندقة في الدين ؟.
نعود في هذا المفترق من الطرق لمرجعيتنا الفكرية في النظر للموضوعة السلفية الدينية ، لنجد ان هذه السلفية بما انها منتج ووليد حقبة الظلم والاستبداد والعفن السياسي في القديم وحتى الحديث ، فان افكارها ومنطلقاتها الفكرية واسسها الايدلوجية لم تكن ولن تكون منطلقات واسس ومبادئ فكرية اسلامية مطلقا بقدر ماكانت منطلقات ومبادئ واسس طاغوتية سياسية ترى ان المرجعية السياسية لاي حقبة من الحقب التاريخية هي الاساس والمؤشر الذي ينبغي لها ان تستقي منه افكارها ومنطلقاته السلفية الدينية ، وعليه فكلما كانت الحقبة السياسية حقبة ظلم واستغفال للعقل الاسلامي واستبداد واعتداء على حقوق الامة ، وجدنا ان السلفية الدينية مجتهدة في اخماد ثورة التساؤلات العقلية الاجتماعية على ظلم الحاكم بفتاوى التجريم لكل تفكير منطقي او عقلي تحت بند (( البدعة وطاعة الحاكم او ولي الامر بلا تفكير ))!.
ان البداية او التأسيس لهذا الفكر السلفي الديني بما انه اموي المنشأ فاننا سنجد حتما الجواب على : لماذية هذا العداء للعقل في السلفية الدينية هناك ، وعليه فان معرفة وادراك مفاصل الحقبة الاموية التاريخية السياسية يطلعنا بوضوح على الاسس والمبادئ التي بنت السلفية الدينية كل دينها المزيف عليه ، لتخترع فيما بعد دينا سلطانيا طاغوتيا يزاحم دين الاسلام المحمدي الاصيل ؟!.
نعم عندما ندرك ان العائلة الاموية كانت تتوجس الرعب والرهبة من كل عقل اسلامي مفكر يتسائل بشفافية عن حركات السلطان فاننا سندرك لماذا يخشى سلاطين الجور من العقول المفكرة ، ومن ضمنها المتسائلة : اي عقل يقبل ان يؤمر يزيد ابن معاوية الفاسد اخلاقيا والمنحط روحيا والمتسافل معنويا والمتخاذل كيانيا ......... الخ ، على مسلمين واسلام هو اساسا جاء ليبني منظومة اخلاقية رفيعة المستوى اقترنت بميزان اخلاق محمد رسول الله ص لتكون اخلاق محمد ص هي مرجعية اخلاق الحاكم الاسلامي ، وعليه اي عقل يقبل اخلاق معاوية او ابنه يزيد في قبالة اخلاق محمد ص العظيم ؟.
واي عقل سيقبل ان يؤمر سلاطين الجور والرذيلة على امة تؤمن ان من صفات الحاكم ان يكون نزيها ورعا ومتقيا نظيفا ومؤمنا بتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى ؟.
واي عقل سيقبل ان تكون الصولة لحكم التفرعن والتبذير والاستيلاء على حقوق الامة المالية والسياسية ، في مجتمع يؤمن باسلام يدعو الى مكافحة الفساد وحرب الظلم والتمرد على التفرعن والثورة على كل جور ؟.
وهكذا سوف نصطدم بمشروعين متنافرين تماما ، مشروع التفرعن والفساد السياسي من جهة ، ومشروع الاسلام المناهض للفساد والرذيلة من جهة اخرى ، وعند هذا نفهم الخوف الشديد من سلاطين الجور من مشروع التفكير والعقلنة الاسلامية ، لذا جاءت الرغبة الاموية انذاك والفرعونية حتى اليوم بمحاولة التخلص من (( العقل )) باعتباره ان دخل بالمعادلة السياسية والفكرية الاسلامية افسد كل مايخطط له البلاط الملكي المنحط ، وماهي الا غمزة حتى وجدنا وعاظ السلاطين من (( السلف الطالح )) يعملون ماكناتهم التخريبية للهجوم على العقل وتجريم حركته وتفسيق وتبديع تفكيره خدمة لاصحاب السلطان وعونا لهم في معركتهم الطاغوتية ضد العقل ، لنصل الى نتائج غاية في الخطورة على الاسلام اولا وعلى الامة المسلمة ثانيا !.
صحيح : من منطلق ذاك التاسيس السلفي الديني الخادم لاغراض السلطة السياسية انذاك اصبحنا اليوم امة بلا عقل مفكر ، بل والاخطر من ذالك وصلنا الى مرحلة من التزييف ترى ان ((الدين والاسلام )) هو اصلا مشروعا ضد العقل ومناهضا له ومحذرا من احترامه ، وكل ذالك بسبب ان السلفية الدينية اوهمتنا بدين سلطاني اموي فاسد اعتقدنا انه هو هو دين محمد ص الاسلامي ؟.
ان ظواهر تاريخية من قبيل ظاهرة انقراض مذهب ((الاعتزال الاسلامي)) او المعتزلة في التاريخ الاسلامي وبروز وانتصار مذهب اهل الحديث والظاهر والسلفية عليه مؤشر يشير لنا بكل وضوح حول المعركة التي دارت في التاريخ بين انصار العقل من جهة وانصار الظلم والسلطة ورفع العقل من المعادلة الاسلامية من جهة اخرى ، وليس غريبا ان تقع مثل هذه المعارك التاريخية في الواقع الاسلامي القديم والحديث بين انصار العقلنة الاسلامية وانصار السلفية الدينية باعتبار ان المشروعين مختلفين تماما ومتناقضين تماما في المبادئ والنتائج التي نتوصل اليها فيما لوقبلنا او رفضنا معادلة العقل هذه ؟.
الشيعة الامامية وكذا المعتزلة من المذاهب الاسلامية التي توافقت على احترام وتبجيل ورفع مكانة العقل الانساني في المعادلة الاسلامية لذا هي وبلا اليات معقدة تواجهت حتميا مع السلفية الدينية من جهة ومناصرة الماكنة السلطانية السياسية من جهة اخرى ، لنكون نحن وامام هذا المشهد قبالة جبهتين متناقضتين جبهة (( العقل والعدل والايمان )) كأصول للاسلام المحمدي الاصيل مثلتهما المدرسة الامامية الشيعية والمدرسة الاعتزالية العقلية من جانب ، وجبهة (( الظلم والغيبوبة )) كاصول للاسلام السلفي المرتد مثلته هذه السلفية الدينية بمؤازرة ومباركة السلط الظالمة والحاكمة بلاشرعية اسلامية او انسانية تذكر، ومن هذا وجدنا الكيفية التي اختلفت فيها الرؤى الفكرية اختلافا جذريا بين كلا الجبهتين وفي كل الاشياء الفكرية والتاريخية والشرعية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فليس هناك اي قداسة تذكر في المدرسة العقلية الامامية او الاعتزالية في تناول الموضوعات الانسانية والاسلامية تمنع من المناقشة العقلية لهذا الدين او ذاك او تلك الشخصية الانسانية او هذه او هذا النظام السياسي او ذاك باعتبار ان الاسلام والعقل وحدة انسجام وليست بذرة انقسام ، بعكس تماما المدرسة الطاغوتية السلفية الدينية التي تجرم اي دراسة او مناقشة فكرية او عقلية تتناول هذا الموضوع اوذاك من المواضيع الانسانية والاسلامية ،فهناك قداسة لحقبة الصحابة وحقبة السلف وحقبة ماوراء السلف لايجوز تناول هذه الحقب باي عقلنة ودراسة فكرية توضح لنا ماهية هذه الحقب ولماذا نحن وصلنا الى هذه الحالة من ورائها ، ويكفيك تدليلا على هذه النقطة من الانغلاق مصطلح (( السلف الصالح )) باعتباره مصطلح ومنذ البداية يحكم بالصلاح لحقبة مورس فيها ابشع انواع الظلم والانحراف عن اصول الاسلام ومبادئه من تغيير نمط الحكم الاسلامي حتى الوصول الى تأمير فاسق كيزيد والوليد وغيرهم من حقبة اموية كاملة لم نرى فيه الا كل ابتعاد عن ماهو صالح والاقتراب الى كل ماهو طالح وفاسد ، ومع ذالك ترى السلفية تحريم المساس بهذه الحقبة التي جرت فيها من الحروب مايندى له جبين الاسلام على الجملة !.
هل كان الاسلام يحرم دراسة هذه الحقب من التاريخ الانساني أم ان حكّام هذه الحقب السياسية هم من يرغب بعدم اثارة واقعهم المليئ بكل ماهو عفن وفاسد وظالم وبعيد عن الاخلاق الاسلامية ؟.
يبدو وبكل صراحة ان حكام الجور هم من يرغب بعدم التعرض لحقب ملكهم الفاسد بالدراسة والوعي والعقلنة باعتبار ان اي بحث منصف وعقلي لهذه الحقب السلفية ستطلعنا حتما على حجم الجرائم والانحرافات التي حصلت في واقعهم السياسي والفكري والاجتماعي عن الاسلام وموازينه ، ولكن لاقرار سياسي بامكانه ان يحكم بالاعدام على عمل العقل المفكر وحركته المكتشفة للزيف والفساد التاريخي وغير التاريخي منه فما هو العمل عند هذه النقطة ؟.
الجواب : لاسيف كسيف (( الدين )) بامكانه ان يساهم وباسم الطاعة والايمان بتدمير واعدام العقل الانساني عن التحرك والتفكير ، وعليه فوعاظ السلطان جاهزون لاصدار الفتوى باعدام العقل وباسم الدين يجرم تفكيره كي يتخلص من العقل ونهائيا وباسم الدين هذه المرة وليس باسم السياسة التي لاتنهض بلعب هذا الدور الكبير جدا ، فالعقل وتفكيره وحركته وعمله والعلوم التي ينتجها كلها (( زندقة وبدعة وتفلسف وخروج على الكتاب والسنة ومالم يفعله السلف الصالح .......الخ )) من هذه التهم التي تحكم باعدام امة فضلا عن عقل انسان هنا وانسان هناك ؟.
هكذا حيكت المؤامرة السلفية الدينية على العقل الاسلامي لاعدامه ارضاء لرغبات السلطة الحاكمة والقائمة ومنذ العصر الاموي حتى هذا اليوم ، فلا تفكير في التاريخ ولا اخذ عبرة منه ، ولاتفكير بمعاوية بن ابي سفيان لدخوله في السلف الصالح ولايجوز التفكير بالسقيفة ولا بلماذا تخرج ام المؤمنين عائشة على ولي امر المسلمين وخليفتهم علي بن ابي طالب ع ؟. ولاتفكير بلماذا يقتل سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي ع ؟. ولاتفكير حول القياس لماذا ادخل للدين باسم الدين ،؟. ولاتفكير بلماذا من يختلف مع جزء من الصحابة يعد كافرا ؟. ولاتفكير بهل ان بعض الصحابة وصلو الى مرحلة الرسل والانبياء والاختلاف معهم يعد اختلافا مع الاسلام نفسه ؟. ولا تفكير حول الله او الرسول او الرسالة او الصحابة او السلف او المال الاسلامي وعبث الحكام او المراة او الحرية ولاتفكير ولاتفكير ......الخ!؟.
والغريب العجيب ان هذه القداسة في الفكر السلفي الديني تدور اينما دارت رحى السلاطين ، فان كانت تنال من شخصية ليست رسمية وليست لها منصب سياسي في التاريخ وحتى اليوم رفيع المستوى كالخلافة او الملك او الامارة فالامر خفيف فاما ان تعرض النقد او العقل او التفكير لهذا الحاكم او ذاك الخليفة او هذا الملك او ذاك الامير فان القيامة تقوم ولاتقعد ، واي مخالف للسلطان فهو حتما صاحب فتنة حسب المعتقد السلفي الديني واي ذيل او مناصر للسلطان فهو حتما من البطانة الصالحة والسلف الصالح ايضا ، وخذ على ذالك من اول خليفة بعد رسول الله محمد ص حتى اخر رئيس او ملك اليوم على بلاد المسلمين فكلهم طاهر مطهر ولي امر مفترض الطاعة من قبل الله سبحانه في عرف وفكر السلفية الدينية هذه ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم !.
الاعجب الاغرب من ذالك في كارثة السلفية الدينية اليوم هو : ان هذه السلفية وصلت الى مرحلة من عبادة المنفعة والمصلحة والقوة ارغمها على ان ترى كعبتها التعبدية دائرة اينما دارت هذه القوة وذالك السلطان حتى ان القاتل والمقتول من السلاطين هم ولاة امر تجب طاعتهم وتقديس مراحلهم الزمنية في العرف السلفي الديني ، فالسلفية الصالحة هي هي خلافة الراشدين وحقبة الامويين وزمن العباسيين وبعده سواء كانوا سلاجقة او اتراك او عجم او عرب ....الخ ، كل هذه الحقب المتناقضة والمتناحرة والمختلفة والمتقاتلة ..، كلها حقب للسلف الصالح حتى وان كانت العباسية دمرت وبعنف ودموية منقطعة النظير حقبة بني امية نجد ان السلفية تبارك وتقدس كلا الحقبتين معا وتصفهمها ب(( السلف الصالح )) وختى ان قامت مجموعة من الصحابة بقتل الحسين ابن علي ع سيد شباب اهل الجنة فكل من القاتل والمقتول صالحا ، وحتى ان نكثت طائفة من الصحابة عهودها مع الخليفة الرابع للمسلمين علي بن ابي طالب ع فكل من الامام والخارج على امامته صالحا وقد رضى الله عنهم جميعا ؟.
وكل ذالك في الفكر السلفي الديني لالشيئ الا لأن السلطة والقوة اينما كانت كان ((الصلاح)) معها ، ولايهم ان كان امويا او علويا او عباسيا هو من يكون فوق السلطة ، ولكن المهم عند السلفية الدينية هي صلاح السلطة والقوة اينما حلت ، وفي يد من كانت هذه السلطة !.
ان هذه العبادة من قبل السلفية الدينية للسلطة والقوة اينما حلت هو مايدفعنا ان نقرر ان هذا التيار الديني ماهو الا منتج طاغوتي دنيوي يعبد الهوى والمنفعة من دون الله ، وحتى ان كانت هذه السلطة عند الكفار والمشركين او اميركا واسرائيل اليوم فانك ستجد ان هذه السلفية الدينية ستفعل المستحيل لاخراج مركز القوة من معادلة الخطأ بل واعتبار السلم والصلح ووجوب الركون الى الظلم القوي هو من اركان الاسلام العظيمة التي امر الله سبحانه وتعالى بها (( والصلح خير )) مع القوة والسلطة على اي حال !.
يتبقى لدينا موقف السلفية الدينية المناهض لمشروع العدالة الانسانية والاسلامية ، ولماذا تميزت هذه المدرسة السلفية بابتعادها الفكري والعملي الاخلاقي عن مفهوم العدالة تماما ؟.
ان العدالة الانسانية بالعموم والاسلامية بالخصوص هي مشروع ومنذ البداية ناهضها العداء بعدين من ابعاد الاجتماع الانساني على العموم :
الاول : بعد النظم السياسية الطاغوتية المتفرعنة والمؤمنة بشرعية القوة والسيطرة في الحكم فحسب .
ثانيا : وبعد النظام الاجتماعي اللامدني والمتمثل بنظم الاجتماع القبلي او الاعرابي او الوحشي ، باعتبار ان اساسيات هذه النظم الاجتماعية قائمة على اليات تفكير وعمل وقوانين مختلفة تماما عن اليات وقوانين الاجتماع المدني ، لذالك جاء مفهوم العدالة كمنتج للمجتمعات المدنية فحسب ، بينما اختصت مجتمعات التوحش بقوانين التعصب والقوة والغلبة فقط كادارة لحياة التجمعات المتوحشة في التاريخ وحتى اليوم .
وعليه فعندما نقول ان هناك (( عدالة اسلامية )) فاننا نقرر ومنذ اللحظة الاولى مدنية النظام والتشريعات الاسلامية باعتبارها اسست لمنظومة كاملة لمفهوم (( العدل )) في الاسلام والذي هو وبالضرورة قانون ارفع واعلى من قوانين ونظم العصبة القبلية وغيرها ، وعليه نتساءل : من اين جاء العداء الكبير في المنظومة الفكرية السلفية الدينية للعدل الانساني والاسلامي ؟.
أمن اتباع السلفية الدينية واعتبارها منتج طاغوتي فرعوني سياسي لذالك جاء الفكر السلفي الديني بعيدا ومناهضا لفكرة العدالة استتباعا لعداء ومناهضة الواقع السياسي الفرعوني لها ؟.
أم لان السلفية الدينية وعند الرجوع لدراسة نظمها الاجتماعية فاننا شنكتشف انها وليدة القبلية والتعرب العربي المتوحش الذي انعكس عليها فكريا ليدفعها وبدون اي شعور لعداء نظام التمدن البشري الا وهو نظام (( العدالة )) والترحيب بنظام القوة والتغلب الا وهو نظام العصبة ؟.
الحق ان كلا البعدين داخلين في تركيبة السلفية الدينية التي دفعتها وبلا شعور للنظر بعداء واشمئزاز لفكرة العدالة المدنية والتي هي انعكاس لواقع اجتماعي مختلف تماما عن واقع النظام القبلي هذا !.
في المذاهب الاسلامية الكثيرة هناك مذهبين يران ان (( العدل )) ركن من اركان الاسلام العظيم الا وهما ، المذهب الامامي الشيعي الجعفري الذي يرى (( العدل )) الركن الثاني للاسلام بعد التوحيد (( التوحيد العدل النبوة الامامة المعاد )) ، وكذالك المعتزلة ترى ان (( العدل )) الركن الثاني ايضا للاسلام الكريم بعد التوحيد(( التوحيد العدل النبوة المنزلة بن المنزلتين والمعاد )) ، اما السلفية الدينية فهي لاترى العدل لاركنا ولافرعا لركن في الاسلام بل وتراه شيئا غريبا على الاسلام نفسه اذا اخذنا ان من عقيدة السلفية الدينية موضوعة (( الجبر )) والتي تعني انعدام مفهوم العدالة تماما قبالة مفهوم (( الله سبحانه )) الذي يفعل مايشاء بلا موازين او ضوابط عقلية تحكم العمل وتصنفه الى ماهو عادل وماهو ظالم ؟.
نعم السلفية وباعتبار انها منعكس للقبلية الاموية من جهة ، وباعتبار انها منتج طاغوتي سياسي من جانب اخر دفعت لتكون في خانة العداء لمشروع (( العدل )) الانساني والاسلامي بالخصوص ، ولذالك جاءت عقائد السلفية الدينية وكذا فقهها وكذا توجهها الفكري والاجتماعي والفردي قائم تماما على كل ماهو بعيدا عن مفهومي (( العقل والعدل )) بالمطلق ، ففي العقيدة السلفية نجد ان لامعايير للعدل والظلم في الفعل الالهي فممكن ان يفعل الله سبحانه الظلم والعدل في الان الواحد باعتباره السيد والمالك المطلق ، وكذالك عندما تعلن السلفية الدينية ان ليس هناك مدخلية للعقل الانساني عندما يحكم على الافعال بالقبح والحسن ، فممكن ايضا ان يفعل الله القبيح والحسن من الاعمال باعتباره المالك المطلق فممكن ان يعاقب الصالح ويعفوا عن السيئ ، كما ان الله سبحانه ممكن له ان يرغم الانسان على فعل القبيح ويعاقبه او يجازيه فلا مناقضة في هذا العمل ولاظلم ولاقبح ولاحسن ولاعدل ....الخ ؟.!
هكذا تنّظر السلفية الدينية وعقديا لمشروعي العدل والعقل بالنسبة لله سبحانه وتعالى ، والغاية ربما لاتغيب عن الفطن الذكي من مفكري الاسلام واهله ، وهي ارادة تبرير ظلم الحكام وفسادهم ، لذا تعاملت السلفية مع الله فكريا على اساس انه حاكم من حكام البشر الذين يملكون السلطة والقوة ، فكانت (( الجدلية )) في الفكر السلفي تتحرك بين تبرير عمل الحكام والسلاطين والفراعنة الظلمة من جهة ، وبين ان نعطي قداسة ومشروعية لهذه الاعمال الطاغوتية لنجعلها في خانة القبول اسلاميا ، فجاء (( رب )) السلفية الدينية منسجما مع ربهم الدنيوي من الحكام والسلاطين الدنيويين ، فاذا كان الله سبحانه بالامكان ان يفعل المتناقضات الكبيرة وبامكانه ان يجازي المسيئ ويعاقب الصالح ، وليس هناك مقاييس لافعاله تحكم بقبح او حسن هذا العمل او ذاك ، فمن المقبول ان يكون الحاكم فاسدا ظالما مستهترا يعاقب الصالح ويحسن الى المسيئ باعتبار ان له سلطة الملك والقوة ايضا كالله سبحانه وتعالى ، واذا كانت العقيدة تسمح بعبادة من يفعل الظلم ويفعل القبيح وليس هو بقبيح في نفس الوقت فلماذا لاتكون الطاعة للملك والحاكم الدنيوي حتى ان عمل الافعال القبيحة وغير العادلة ايضا ؟.
ان هذا الفكر العقدي للسلفية الدينية هو ما اشرنا اليه باعتباره الخطر الاعظم على شريعة الاسلام والمسلمين وارادة تزييف كل عقائدهم الاسلامية ابتغاء لتبرير ظلم حكام الجور وسلاطين التفرعن ، واذا رجعنا ايضا للجانب الفقهي كذالك للسلفية الدينية وجدناها خليط عجيب غريب من عبادة القوة والسلطة ايضا ، ففتاوي وعاظ السلفية الدينية بوجوب (( اطاعة اولي الامر )) الظالمين والفاسدين والمتفرعنين والمعطلين لشرع الله سبحانه ، وكذا فتوى : ان شرعية الملك والحكم هي الغلبة والقوة في الجانب السياسي ، فانك ستجد ان تاسيس الظلم والدكتاتورية في النظام الفقهي الاسلامي لم يكن الا من خلال نوافذ وفتاوي هذا التيار السلفي الذي حول الحياة السياسية وتدريجيا من الشورى والرضا والانتخاب او البيعة ، الى السيف والتفرد والدكتاتورية والمؤامرات والتسلط ، لنصل الى مرحلة مسخ القيم السياسية الاسلامية تماما واحلال كل ماهو نجس وعفن مكانها ، والاعظم كارثة ان هذه السلفية الدينية لم تكتفي بان طرحت فكرة الدكتاورية كوسيلة للوصول الى الحكم ، لا بل لم تكتفي بذالك حتى شرعنة هذه الدكتاتورية والظلم والفساد بطابع من الدين والقداسة والاسلام لتعلن : ان شريعة الاسلام ومحمد رسول الله ص تقول بان شرعية الحاكم تاتي من خلال المؤامرات والدسائس والخدع والغلبة والقوة والتسلط ، ومن كان اكثر اجراما وسفكا للدماء فهو ولي الامر التي تجب طاعته من قبل الله سبحانه وتعالى !؟.
اليست هذه كارثة بحق ؟.
محمد رسول الله ص يدعوا قومه ثلاثة عشر سنة بالكلمة والاقناع حتى يهيئ له الله سبحانه من يؤمن به وبرسالته ، ومن ثم لتنتخب هذه الثلة من المؤمنين محمدا ص ورسالته وتبايعه طواعية وبلا ادنى اكراه ، ليصبح قائد مسيرة منتخب من قبل الشعب ومبايع له من قبل الامة ، ليكون وبحق مغيرا عالميا ومصلحا كونيا وسراجا منيرا للبشرية ، تأتي السلفية بعد ذالك بشريعة جديدا ودين اخر ليقول لنا : لاتقتدوا بهذه السنة للوصول الى الحكم وقيادة الامة ، بل عليكم النظر للقوة واستخدامها بكل عنف ودموية لتصلوا الى الحكم والسلطة لتغنموا بالشرعية وطاعة المسلمين لكم ونحن سوف نفتي بحرمة الخروج عليكم وعلى سلطانكم الجائر ؟.
أما ان غفلتم عن القوة والسيف وجاء من هو اقوى منكم وتغلب عليكم بالدم والسيف فنحن السلفية الدينية سوف نفتي بوجوب طاعة الغالب على المغلوب هذا ؟.
هل هذا معقول ؟.
هل هذا عدل ؟.
هل هذا دين الاسلام ؟.
صحيح : بل هذه هي السلفية الدينية البارحة واليوم بعيدا عن اسلام محمد العظيم ص او عقل العقلاء او عدل البشرية جمعاء ، نعم هذه هي الجذور والمبادئ والاسس التي بنيت عليها السلفية الدينية اصولا وفروعا باسم الدين والمقدس فمن شاء فليؤمن بها ومن شاء فليكفر بطاغوتها ، وليشهد الله والانبياء والرسل والاوصياء وجميع المسلمين انني اول من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله سبحانه وتعالى .
________________________
10/10/2007م