(( مايكل براندت 2010 موسم انهاء دور الشيعة او ابادتهم !!)) حميد الشاكر
_____________________________
في كتابه المنشور على بعض المواقع الالكترونية الانجليزية (مؤامرة التفريق بين الاديان ) كشف النائب السابق لمدير المخابرات المركزية الامريكية (( السي اي ايه )) مايكل براندت ، عن ورقة عمل قد تم الاتفاق حولها مع المخابرات البريطانية ((ميكس )) في عام 1983م حول ((دور الشيعة في العالم العربي والاسلامي وخطرية هذا الدور والوجود على المصالح الاستعمارية الامريكية والبريطانية ، وضرورة ابادة هذا التوجه الاسلامي في المنطقة ذات المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين ، او على الاقل انهاء دوره بحلول عام 2010م كآخر موعد لانهاء المهمة ))
والحقيقة في التقرير ، او ورقة العمل الامريكية البريطانية الذي ذكرها براندت في كتابه عدة محاور ينبغي الالتفات اليها لحيويتها من جهة ،ولما تمثله هذه المحاور والزوايا للشيعة انفسهم باعتبارهم اصحاب الشأن وضرورة ان يلتفتوا لما يحاك ضدهم بالخفاء وفي اي المفاصل من وجودهم الاسلامي والانساني القائم ؟، وعلى هذا نحاول هنا تعداد المحاور الاستراتيجية التي على اساسها وضعت الورقة واعدّ العمل بشأنها منذ القرن العشرين المنصرم وحتى يومنا هذا ، ولنبدأ اولا من المقدمة التي طرحها التقرير ولنبدا :
اولا : في المبررات الايدلوجية والواقعية لخطر الشيعة على الوجود الاستعماري !.
حيث نبهت الورقة الى ان الشيعة ، وخاصة بعد الثورة الاسلامية في ايران وبقيادة اية الله الخميني وما اظهرته هذه الثورة من ثبات وتمدد واستمرارية وقدرة على الصراع ، ومن ثم ما انعكس على شيعة العراق ولبنان وباكستان ، والخليج وافغانستان من صحوة وجودية على اثر هذه الحركة الخمينية ، قد قلبوا الكثير من توقعاتنا التي كانت ترى في الشيعة انهم مجرد فرقة اسلامية منزوية عن الحياة والوجود ، ولا اثر لها سياسيا او اقتصاديا يذكر ، مما دعا الوكالتين المخابراتيتين الامريكية والبريطانية الى اعادة التقييم لدور ووجود الشيعة في منطقة النفوذ الاستعمارية العربية والاسلاميةومدى خطرهذا الوجود على المصالح الغربية في كل العالم !.
ثانيا : المرحلة الاولى جمع المعلومات .
وعلى الفور تذكرالورقة في توصياتها الرئيسية انها شددت على ضرورةالابتداء بجمع المعلومات حول الشيعة وتواجدهم ومحال نفوذهم ومراكز تحركهم ، ومايعتقدونه من افكار ، ومايمتهنونه من مهن ومستوياتهم الاقتصادية ، وميولهم العاطفية والروحية وكثافاتهم السكانية ، في المناطق التي يعيشون بداخلها ، ومدى تأثيرهم السياسي ، ووجودهم داخل مؤسسات الدولة العسكرية والامنية ، وماهي الاشكاليات التي يمكنها تفريقهم ، والاخرى التي بامكانها اثارة الراي العام السني الاسلامي عليهم ؟، ....الخ قبل الشروع باي عمل على الارض اوالحركة نحو مفاصل معالجة وجود الشيعة في العالم، ودورهم الذي يحاولون القيام به ضد وجود المصالح الاستعمارية بصورة عامة !!.
وبالفعل اوصى المجتمعون برصد (900) مليون دولار لهذه العملية كمرحلة ضرورية من خلالها ، يبتعث اختصاصيين لتواجد الشيعة ، ودراسة اوضاعهم المشار اليها انفا ، فكان هناك ستتة اختصاصيين في العمل المخابراتي قد ذكرت اسمائهم ليكونوا الخطوة الاولى بهذا المخطط ومنهم امرأة يابانية حاصلة على شهادة الدكتورا حول الشيعة الهزارا في منطقة بلوشستان وكويتا والدكتور شوماويل صاحب شهادة الدكتوراه باقامة العزاء الحسيني كان من نصيب دولة باكستان ،واخرون اربعة وزعوا حسب تواجد الشيعة في المنطقة !!.
ثالثا : مقدمات اولية حول الشيعة .
ذكرت الورقة انه ومن خلال المعلومات التي توفرت حتى الان حول الشيعة ، انهم من الفرق الاسلامية التي اسأنا التقدير حولها بشكل كبير وخطير جدا وتضرب الورقة لذالك مثلا الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني وكيف اساء مركز المخابرات الامريكية تقدير مايعنيه رجل الدين داخل المكون الشيعي ؟، وتقدير الافكار والتطلعات والقوى ، التي يحملها الشيعة في المنطقة العربية والاسلامية بحيث ان هناك من اعتقد انه لافرق بين رجل الدين الموظف داخل نظم الطوائف والمذاهب الاسلامية الاخرى وبين رجل الدين داخل الشيعة ، فاعتقد ان ثورة الخميني كسابقاتها من ثورات العالم الذي استطاعت المخابرات الامريكية النفوذ الى داخلها والسيطرة على الامور من مصادرها السياسية الطبيعية ؟.
لكن المفاجأة الكبرى هي في انقلاب الصورةتماما لدى المخابرات الامريكية عندما واجهت اشياء جديدة على ذاكرتها المخابراتية المعلوماتية حول الشيعة ، وكيف انهم طائفة مختلفة ،تماما عن باقي ماتعاملت معهم وكالة المخابرات الامريكية ، وهذا مادفعها بالاستعانة بالمخابرات البريطانية ( ميكس ) لوجود تجربة عميقة لديها مع شيعة العراق وايران ، منذ ايام الاستعمار البريطاني لهذه الدول ، وعندئذ تبين لمركز المخابرات الامريكية مدى حيوية المكون الشيعي داخل الاسلام ؟،وكيف انه من انشط الفرق او المذاهب على الساحة الاسلامية؟وكيف ان الشيعة من اخطر الحركات او الطوائف داخل العالم الاسلامي على الوجود الاستعماري برمته ، مما اضطر وكالة المخابرات الامريكية الى وضع استراتيجية ((فرّق وأبد )) بدلا من سياسة :(( فرق تسدّ )) البريطانية القديمة !!.
رابعا : مكامن قوى الشيعة في العالم .
في معرض السؤال حول مكامن القوّةداخل المكون الشيعي في العالم ذكرت الورقة المطروحة ان للشيعة دائرتان يمكن اعتبارهما حلقتي جمع وتوحيد وقوّة للشيعة في هذا العالم :
الاولى : حلقة تاريخية وهي الحلقة التي تهب الشيعة روح التفاني والاخلاص والرفض للظلم والثورة عليه ، والتطلع للاستقلال والحرية ، وتحمل ما لاتتحمله الجبال من ابادة في سبيل المبدأ والاسلام والايمان وهذه الحلقة هي حلقة ( شهادة الحسين ) وما تمثله هذه الشهادة داخل حياة الفرد والجماعة الشيعية ؟وما تخلقه من تلاحم مجتمعي ؟، وما تبنيه من عادات وتقاليد ومراسيم اجتماعية سنوية تعرف بمراسم عاشور ، تعيد كل سنة جميع معاني حب التطلع للحرية ، وحب الفداء من اجل الايمان ، ....... التي تعتبر بحق من اخطر ماخلقته هذه المراسيم الحسينية على وجود اي استعمار او ظلم داخل حياة الانسان الشيعي !!.
الثانية : وهي حلقة الحوزة العلمية او المرجعية الدينية التي تتمثل برجل الدين العالم والتي تعتبر الموئل الاول والاخير للانسان داخل المكون الشيعي ، وهذه المرجعية وارتباطها بأئمة الشيعة ، ومظاهر التقوى والتقشف التي تعيشها ، وعدم خضوعها منذ تأسيسها، وحتى اليوم لاي حاكم ظالم او فاسد او دكتاتور ( كما هو حال صدام حسين اليوم الذي حاول ولكنه لم يفلح باخضاع المرجعية لاوامره مع قسوته وبطشه ) قد جعل منها رمزا عظيما داخل الشيعة في كيفية المقاومة للظلم ، وعدم الخضوع للامر الواقع ،والبحث عن مكامن القوّة والاستقلال والحرية في هذه الحياةمضافا الى نزاهتها امام الفرد الشيعي وانها لاتعمل الابدوافع خدمة الدين والاسلام والمذهب !!.
خامسا : كيفية معالجة مكامن القوة داخل المكون الشيعي واضعاف تاثيرها !.
أما ما يتعلق بكيفية ضرب مكامن القوة داخل المكون الشيعي ، فقد اقترحت الورقة استعمال اسلوبين لضرب الوجود الشيعي من الداخل واضعاف مكامن التوحيد والقوّة في داخله وهما :
اولا :دعم كل التوجهات الغيرمعقلنة داخل المكون الشيعي في القضيةالعاشورائية الحسينيةوابرازها للاعلام العالمي على اساس ان الشيعة هي هذه الفئة لاغيروالتي تمارس كل ماهو بشع ومتوحش ولاعقلاني في الشعائروالتعزية الحسينيةفي مقابل اضعاف كل ماهو عقلاني وحضاري ويحاول شرح التعزية الحسينية والشعائر العاشورائية بصيغتها الانسانية الحضارية ،وهذه المعالجة هي الاقرب للواقعية باعتباران اي حرب على الشعائر الحسينية السنوية التي يقيمها الشيعة بصيغة مباشرة هي عملية لن يكتب لها النجاح مطلقا لما تمثله هذه الشعائر من جوهرية اساسيا في حياة الانسان الشيعي ومايراه الانسان الشيعي في هذه الشعائر التي هي اكثر بكثير من مجرد شعيرة دينية بالنسبة له ولوجوده ، وعلى هذا الاساس يفضل الاتيان للشعائر الحسينية والتعزية السنوية من داخلهالضرب وجهها من الداخل بتشويه صورتهاومحتواها من خلال دعم جماعات التطرف الهمجيةمن الممارسين التقليديين لها سنويا ، ليتكفل هذا الدعم باضعاف تاثير هذه المراسم العاشورائية الحسينية من جهة ، وخلق الاشكالات والفرقة بين الشيعة المعتدلين والشيعة التقليديين على مثل هذه الممارسات من جانب اخر !!.
ثانيا :وأما مايتعلق بالحلقة الاخرى لتوحيد وقوّة الشيعة الاوهي المرجعية والحوزة الدينية الذي يمثلها رجل الدين داخل المكون الشيعي ، فيذكر ( براندت) انه توافقت الاراء على نجاعة اسلوب تشويه صورة رجل الدين داخل الطائفة الشيعيةليعزف الشيعة انفسهم وتهتز ثقتهم بهذا المرجع ومن ثم تفقد المرجعية الدينية هيبتها وسلطتها واحترامها من داخل الشيعة انفسهم ولينقلبوا عليها ويعلنوا الثورة والتمرد عليها من الداخل ومثل هذا السيناريو ((ان تحقق ))يكون كفيلا حقيقيا بانهاء اهم حلقة من حلقات الوحدة والقوّة داخل الطائفة الشيعية واينما وجدت في العالم !!.
وبالفعل تم وضع مخططات اولية من خلال تجنيد كتّاب ومنابراعلام مقروءة ومسموعة ومرئيةواجندات مبرمجة تختص باظهار الصورة وايصال المعلومة ، الى داخل ذهن الانسان الشيعي ، وكيانه الثقافي مختصة فقط بكيفية النيل من هيبة واحترام وسلطة رجل الدين المرجع بصورة خاصة ورجل الدين بصورة عامة داخل الاجتماع الشيعي وكيفما كان الاسلوب واختلفت العناوين في ذالك ولكن المهم ان تهتز صورة المرجعية الدينية داخل كيان الشيعة وتفقد بعض من حيويتها وقوتها داخل هذا المكون الخطير جدا على مصالح الدول الكبرى وهذا لضمان من جانب فقد هذه المرجعية قوتها التي تستلهمها من وجودهاالمقدس داخل الشيعة ومن جانب اخر يفقد هذا المكون الشيعي لاهم حلقة من حلقات وحدته وقوته في اي عمل سياسي او غير سياسي يناهض وجود مصالح دولنا الكبرى القريبة من تجمعات الوجود الشيعي !!.
سادسا : مراحل بداية ونهاية هذا المشروع .
ومثلما ذكرت ورقة ( براندت ) بداية هذا المشروع ولماذيته وكيفيته ؟، كذالك فان هذا الاجتماع البيني بين المخابرات الامريكية وزميلتها البريطانية التي اقيم في عام 1983م قد ذكر ايضا بداية هذا المشروع ونهايته فقد حددالاجتماع المدّة الزمنية لضرورة نجاح هذا المشروع ضد الوجود والدور الشيعي بعام 2010م اي هذا العام الذي نحن فيه الان ،باعتباره عام الحسم لدور الشيعة في المنطقة العربية والاسلامية من جهة ، وعام الابادة حسب السياسة الامريكية او استراتيجية المخابرات المركزوية الامريكية من جانب اخر !!.
ويبدو ان استراتيجية: اللعب على متناقضات المنطقة العربية والاسلامية الطائفية كانت ، هي الاستراتيجية التي كان من المؤمل ان تقوم بدور (( إبادة الشيعة )) من خلال فتاوى التكفير ضدهم من قبل باقي الطوائف والمذاهب الاسلامية ، والتي سيقوم بدور تفجيرها وعاظ سلاطين الحكم الموالي للاستعمار الغربي من جهةفيما تقوم المخابرات البريطانية والامريكية بدور ( انها التاثير السياسي والاجتماعي الشيعي)في المنطقة من خلال ازاحتهم من مراكز القرار والسلطة في جميع الدول التي توجد هناك مصالح للادارة الامريكية او البريطانية على التبع !!.
الان هل هناك علاقة بكل ماذكره مايكل براندت منذ القرن الماضي المنصرم ، وحتى اليوم من حرب بعثية شنها صدام حسين على جمهورية ايران الاسلامية لاسقاط دولتها وسيادة الشيعة فيها ؟، وغياب موسى الصدر من لبنان لضرب التنامي المقاوم الشيعي بالقرب من اسرائيل ؟ ، وقتل المفكرين والعلماء كالصدر الفيلسوف وغيره لتفريع العقل الشيعي من النهضة والتطور داخل العراق ؟، وتفجير صواعق التكفير ضدهم منذ 2003 م وحتى اليوم ؟، وقيام اسرائيل بحرب الشرق الاوسط الجديد الامريكي الفاشل على لبنان في 2006م ؟، ومحاصرة ايران النووية والتهديد بالحرب العالمية الثالثة التي يستشعر قربها العالم كله ؟. .....الخ ؟؟؟!.
كل هذه اسئلة متروكة لذكاء الشيعة وفطنتهم ليجيبوا عليها بما فيها سؤال : هل كان وكر المؤامرة البريطاني الامريكي ضد الشيعة واقعيا عندما اعتقد بقدرته لتهميش دور الشيعة في العالم وربما امكانية ابادتهم من الوجود ؟.
أم انهم مكروا والله مكر قبالهم والله خير الماكرين ؟؟.
__________________________
_____________________________
في كتابه المنشور على بعض المواقع الالكترونية الانجليزية (مؤامرة التفريق بين الاديان ) كشف النائب السابق لمدير المخابرات المركزية الامريكية (( السي اي ايه )) مايكل براندت ، عن ورقة عمل قد تم الاتفاق حولها مع المخابرات البريطانية ((ميكس )) في عام 1983م حول ((دور الشيعة في العالم العربي والاسلامي وخطرية هذا الدور والوجود على المصالح الاستعمارية الامريكية والبريطانية ، وضرورة ابادة هذا التوجه الاسلامي في المنطقة ذات المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين ، او على الاقل انهاء دوره بحلول عام 2010م كآخر موعد لانهاء المهمة ))
والحقيقة في التقرير ، او ورقة العمل الامريكية البريطانية الذي ذكرها براندت في كتابه عدة محاور ينبغي الالتفات اليها لحيويتها من جهة ،ولما تمثله هذه المحاور والزوايا للشيعة انفسهم باعتبارهم اصحاب الشأن وضرورة ان يلتفتوا لما يحاك ضدهم بالخفاء وفي اي المفاصل من وجودهم الاسلامي والانساني القائم ؟، وعلى هذا نحاول هنا تعداد المحاور الاستراتيجية التي على اساسها وضعت الورقة واعدّ العمل بشأنها منذ القرن العشرين المنصرم وحتى يومنا هذا ، ولنبدأ اولا من المقدمة التي طرحها التقرير ولنبدا :
اولا : في المبررات الايدلوجية والواقعية لخطر الشيعة على الوجود الاستعماري !.
حيث نبهت الورقة الى ان الشيعة ، وخاصة بعد الثورة الاسلامية في ايران وبقيادة اية الله الخميني وما اظهرته هذه الثورة من ثبات وتمدد واستمرارية وقدرة على الصراع ، ومن ثم ما انعكس على شيعة العراق ولبنان وباكستان ، والخليج وافغانستان من صحوة وجودية على اثر هذه الحركة الخمينية ، قد قلبوا الكثير من توقعاتنا التي كانت ترى في الشيعة انهم مجرد فرقة اسلامية منزوية عن الحياة والوجود ، ولا اثر لها سياسيا او اقتصاديا يذكر ، مما دعا الوكالتين المخابراتيتين الامريكية والبريطانية الى اعادة التقييم لدور ووجود الشيعة في منطقة النفوذ الاستعمارية العربية والاسلاميةومدى خطرهذا الوجود على المصالح الغربية في كل العالم !.
ثانيا : المرحلة الاولى جمع المعلومات .
وعلى الفور تذكرالورقة في توصياتها الرئيسية انها شددت على ضرورةالابتداء بجمع المعلومات حول الشيعة وتواجدهم ومحال نفوذهم ومراكز تحركهم ، ومايعتقدونه من افكار ، ومايمتهنونه من مهن ومستوياتهم الاقتصادية ، وميولهم العاطفية والروحية وكثافاتهم السكانية ، في المناطق التي يعيشون بداخلها ، ومدى تأثيرهم السياسي ، ووجودهم داخل مؤسسات الدولة العسكرية والامنية ، وماهي الاشكاليات التي يمكنها تفريقهم ، والاخرى التي بامكانها اثارة الراي العام السني الاسلامي عليهم ؟، ....الخ قبل الشروع باي عمل على الارض اوالحركة نحو مفاصل معالجة وجود الشيعة في العالم، ودورهم الذي يحاولون القيام به ضد وجود المصالح الاستعمارية بصورة عامة !!.
وبالفعل اوصى المجتمعون برصد (900) مليون دولار لهذه العملية كمرحلة ضرورية من خلالها ، يبتعث اختصاصيين لتواجد الشيعة ، ودراسة اوضاعهم المشار اليها انفا ، فكان هناك ستتة اختصاصيين في العمل المخابراتي قد ذكرت اسمائهم ليكونوا الخطوة الاولى بهذا المخطط ومنهم امرأة يابانية حاصلة على شهادة الدكتورا حول الشيعة الهزارا في منطقة بلوشستان وكويتا والدكتور شوماويل صاحب شهادة الدكتوراه باقامة العزاء الحسيني كان من نصيب دولة باكستان ،واخرون اربعة وزعوا حسب تواجد الشيعة في المنطقة !!.
ثالثا : مقدمات اولية حول الشيعة .
ذكرت الورقة انه ومن خلال المعلومات التي توفرت حتى الان حول الشيعة ، انهم من الفرق الاسلامية التي اسأنا التقدير حولها بشكل كبير وخطير جدا وتضرب الورقة لذالك مثلا الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني وكيف اساء مركز المخابرات الامريكية تقدير مايعنيه رجل الدين داخل المكون الشيعي ؟، وتقدير الافكار والتطلعات والقوى ، التي يحملها الشيعة في المنطقة العربية والاسلامية بحيث ان هناك من اعتقد انه لافرق بين رجل الدين الموظف داخل نظم الطوائف والمذاهب الاسلامية الاخرى وبين رجل الدين داخل الشيعة ، فاعتقد ان ثورة الخميني كسابقاتها من ثورات العالم الذي استطاعت المخابرات الامريكية النفوذ الى داخلها والسيطرة على الامور من مصادرها السياسية الطبيعية ؟.
لكن المفاجأة الكبرى هي في انقلاب الصورةتماما لدى المخابرات الامريكية عندما واجهت اشياء جديدة على ذاكرتها المخابراتية المعلوماتية حول الشيعة ، وكيف انهم طائفة مختلفة ،تماما عن باقي ماتعاملت معهم وكالة المخابرات الامريكية ، وهذا مادفعها بالاستعانة بالمخابرات البريطانية ( ميكس ) لوجود تجربة عميقة لديها مع شيعة العراق وايران ، منذ ايام الاستعمار البريطاني لهذه الدول ، وعندئذ تبين لمركز المخابرات الامريكية مدى حيوية المكون الشيعي داخل الاسلام ؟،وكيف انه من انشط الفرق او المذاهب على الساحة الاسلامية؟وكيف ان الشيعة من اخطر الحركات او الطوائف داخل العالم الاسلامي على الوجود الاستعماري برمته ، مما اضطر وكالة المخابرات الامريكية الى وضع استراتيجية ((فرّق وأبد )) بدلا من سياسة :(( فرق تسدّ )) البريطانية القديمة !!.
رابعا : مكامن قوى الشيعة في العالم .
في معرض السؤال حول مكامن القوّةداخل المكون الشيعي في العالم ذكرت الورقة المطروحة ان للشيعة دائرتان يمكن اعتبارهما حلقتي جمع وتوحيد وقوّة للشيعة في هذا العالم :
الاولى : حلقة تاريخية وهي الحلقة التي تهب الشيعة روح التفاني والاخلاص والرفض للظلم والثورة عليه ، والتطلع للاستقلال والحرية ، وتحمل ما لاتتحمله الجبال من ابادة في سبيل المبدأ والاسلام والايمان وهذه الحلقة هي حلقة ( شهادة الحسين ) وما تمثله هذه الشهادة داخل حياة الفرد والجماعة الشيعية ؟وما تخلقه من تلاحم مجتمعي ؟، وما تبنيه من عادات وتقاليد ومراسيم اجتماعية سنوية تعرف بمراسم عاشور ، تعيد كل سنة جميع معاني حب التطلع للحرية ، وحب الفداء من اجل الايمان ، ....... التي تعتبر بحق من اخطر ماخلقته هذه المراسيم الحسينية على وجود اي استعمار او ظلم داخل حياة الانسان الشيعي !!.
الثانية : وهي حلقة الحوزة العلمية او المرجعية الدينية التي تتمثل برجل الدين العالم والتي تعتبر الموئل الاول والاخير للانسان داخل المكون الشيعي ، وهذه المرجعية وارتباطها بأئمة الشيعة ، ومظاهر التقوى والتقشف التي تعيشها ، وعدم خضوعها منذ تأسيسها، وحتى اليوم لاي حاكم ظالم او فاسد او دكتاتور ( كما هو حال صدام حسين اليوم الذي حاول ولكنه لم يفلح باخضاع المرجعية لاوامره مع قسوته وبطشه ) قد جعل منها رمزا عظيما داخل الشيعة في كيفية المقاومة للظلم ، وعدم الخضوع للامر الواقع ،والبحث عن مكامن القوّة والاستقلال والحرية في هذه الحياةمضافا الى نزاهتها امام الفرد الشيعي وانها لاتعمل الابدوافع خدمة الدين والاسلام والمذهب !!.
خامسا : كيفية معالجة مكامن القوة داخل المكون الشيعي واضعاف تاثيرها !.
أما ما يتعلق بكيفية ضرب مكامن القوة داخل المكون الشيعي ، فقد اقترحت الورقة استعمال اسلوبين لضرب الوجود الشيعي من الداخل واضعاف مكامن التوحيد والقوّة في داخله وهما :
اولا :دعم كل التوجهات الغيرمعقلنة داخل المكون الشيعي في القضيةالعاشورائية الحسينيةوابرازها للاعلام العالمي على اساس ان الشيعة هي هذه الفئة لاغيروالتي تمارس كل ماهو بشع ومتوحش ولاعقلاني في الشعائروالتعزية الحسينيةفي مقابل اضعاف كل ماهو عقلاني وحضاري ويحاول شرح التعزية الحسينية والشعائر العاشورائية بصيغتها الانسانية الحضارية ،وهذه المعالجة هي الاقرب للواقعية باعتباران اي حرب على الشعائر الحسينية السنوية التي يقيمها الشيعة بصيغة مباشرة هي عملية لن يكتب لها النجاح مطلقا لما تمثله هذه الشعائر من جوهرية اساسيا في حياة الانسان الشيعي ومايراه الانسان الشيعي في هذه الشعائر التي هي اكثر بكثير من مجرد شعيرة دينية بالنسبة له ولوجوده ، وعلى هذا الاساس يفضل الاتيان للشعائر الحسينية والتعزية السنوية من داخلهالضرب وجهها من الداخل بتشويه صورتهاومحتواها من خلال دعم جماعات التطرف الهمجيةمن الممارسين التقليديين لها سنويا ، ليتكفل هذا الدعم باضعاف تاثير هذه المراسم العاشورائية الحسينية من جهة ، وخلق الاشكالات والفرقة بين الشيعة المعتدلين والشيعة التقليديين على مثل هذه الممارسات من جانب اخر !!.
ثانيا :وأما مايتعلق بالحلقة الاخرى لتوحيد وقوّة الشيعة الاوهي المرجعية والحوزة الدينية الذي يمثلها رجل الدين داخل المكون الشيعي ، فيذكر ( براندت) انه توافقت الاراء على نجاعة اسلوب تشويه صورة رجل الدين داخل الطائفة الشيعيةليعزف الشيعة انفسهم وتهتز ثقتهم بهذا المرجع ومن ثم تفقد المرجعية الدينية هيبتها وسلطتها واحترامها من داخل الشيعة انفسهم ولينقلبوا عليها ويعلنوا الثورة والتمرد عليها من الداخل ومثل هذا السيناريو ((ان تحقق ))يكون كفيلا حقيقيا بانهاء اهم حلقة من حلقات الوحدة والقوّة داخل الطائفة الشيعية واينما وجدت في العالم !!.
وبالفعل تم وضع مخططات اولية من خلال تجنيد كتّاب ومنابراعلام مقروءة ومسموعة ومرئيةواجندات مبرمجة تختص باظهار الصورة وايصال المعلومة ، الى داخل ذهن الانسان الشيعي ، وكيانه الثقافي مختصة فقط بكيفية النيل من هيبة واحترام وسلطة رجل الدين المرجع بصورة خاصة ورجل الدين بصورة عامة داخل الاجتماع الشيعي وكيفما كان الاسلوب واختلفت العناوين في ذالك ولكن المهم ان تهتز صورة المرجعية الدينية داخل كيان الشيعة وتفقد بعض من حيويتها وقوتها داخل هذا المكون الخطير جدا على مصالح الدول الكبرى وهذا لضمان من جانب فقد هذه المرجعية قوتها التي تستلهمها من وجودهاالمقدس داخل الشيعة ومن جانب اخر يفقد هذا المكون الشيعي لاهم حلقة من حلقات وحدته وقوته في اي عمل سياسي او غير سياسي يناهض وجود مصالح دولنا الكبرى القريبة من تجمعات الوجود الشيعي !!.
سادسا : مراحل بداية ونهاية هذا المشروع .
ومثلما ذكرت ورقة ( براندت ) بداية هذا المشروع ولماذيته وكيفيته ؟، كذالك فان هذا الاجتماع البيني بين المخابرات الامريكية وزميلتها البريطانية التي اقيم في عام 1983م قد ذكر ايضا بداية هذا المشروع ونهايته فقد حددالاجتماع المدّة الزمنية لضرورة نجاح هذا المشروع ضد الوجود والدور الشيعي بعام 2010م اي هذا العام الذي نحن فيه الان ،باعتباره عام الحسم لدور الشيعة في المنطقة العربية والاسلامية من جهة ، وعام الابادة حسب السياسة الامريكية او استراتيجية المخابرات المركزوية الامريكية من جانب اخر !!.
ويبدو ان استراتيجية: اللعب على متناقضات المنطقة العربية والاسلامية الطائفية كانت ، هي الاستراتيجية التي كان من المؤمل ان تقوم بدور (( إبادة الشيعة )) من خلال فتاوى التكفير ضدهم من قبل باقي الطوائف والمذاهب الاسلامية ، والتي سيقوم بدور تفجيرها وعاظ سلاطين الحكم الموالي للاستعمار الغربي من جهةفيما تقوم المخابرات البريطانية والامريكية بدور ( انها التاثير السياسي والاجتماعي الشيعي)في المنطقة من خلال ازاحتهم من مراكز القرار والسلطة في جميع الدول التي توجد هناك مصالح للادارة الامريكية او البريطانية على التبع !!.
الان هل هناك علاقة بكل ماذكره مايكل براندت منذ القرن الماضي المنصرم ، وحتى اليوم من حرب بعثية شنها صدام حسين على جمهورية ايران الاسلامية لاسقاط دولتها وسيادة الشيعة فيها ؟، وغياب موسى الصدر من لبنان لضرب التنامي المقاوم الشيعي بالقرب من اسرائيل ؟ ، وقتل المفكرين والعلماء كالصدر الفيلسوف وغيره لتفريع العقل الشيعي من النهضة والتطور داخل العراق ؟، وتفجير صواعق التكفير ضدهم منذ 2003 م وحتى اليوم ؟، وقيام اسرائيل بحرب الشرق الاوسط الجديد الامريكي الفاشل على لبنان في 2006م ؟، ومحاصرة ايران النووية والتهديد بالحرب العالمية الثالثة التي يستشعر قربها العالم كله ؟. .....الخ ؟؟؟!.
كل هذه اسئلة متروكة لذكاء الشيعة وفطنتهم ليجيبوا عليها بما فيها سؤال : هل كان وكر المؤامرة البريطاني الامريكي ضد الشيعة واقعيا عندما اعتقد بقدرته لتهميش دور الشيعة في العالم وربما امكانية ابادتهم من الوجود ؟.
أم انهم مكروا والله مكر قبالهم والله خير الماكرين ؟؟.
__________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق