(( 29 ))
لاريب ان للجغرافية الجبلية على الواقع الاجتماعي الكردي العراقي الثقافي
والسياسي والاقتصادي والفكري و .... من ثم
العقدي الديني اهمية كبيرة في التاثير المتبادل ،
بين المناخية الجغرافية الطبيعية الجبلية من جهة ، والقيمية الفكرية
والسلوكية الاجتماعية الكردية العراقية من جانب اخر !.
فالجغرافية الجبلية داخلةٌ تماماً في حسابات
التشكيلة البنيوية القيمية والفكرية
بصورةعامة لاي مجتمع يقطن في احضان هذه الجبلية الوعرة حالهافي ذالك حال
الجغرافيةالطبيعية الصحراوية التي هي ايضامن ضمن المشكّلات للعقل الاجتماعي البدوي
العربي ، وغير العربي والداخلة في بناءات ماهيته الدينية العقدية والسياسية
والاقتصادية والاسرية والفردية النفسية و ....الخ !.
فالجبل بهذا المعنى هوالمتحكم في تشكيلة ( البنية
السياسية ) الكردية العراقية وهوالذي يفرض معادلته ب(استحالة قيام الدولة المركزية)في
مثل هذا الاقليم المتقطع الاوصال جغرافيا ، وهو كذالك المتحكم في تركيبة البنية
الاجتماعية وصياغتها وصناعتهاعلى شكل جماعات قبلية وعشائرية اقطاعية هنا وهناك
تنسجم مع الحالة الجغرافية الجبلية هذه !!.
وكذا يقال بالنسبة للبنية الاقتصادية الرعوية
والزراعية ،التي يفرضها الواقع الجغرافي الجبلي وكيف ان مايتبع هذاالواقع
الاقتصادي الجبلي وماينتجه من اغاوات الاقطاع ، والقبلية هوالذي يعيق اي نهضة اقتصادية
تتصل بمشارف الاقتصاد الصناعي المتطور والمتقدم !!.
القول هو القول في (( الاسرة الجبلية ))
، التي يتحكم بها النظام البطريركي
الكلاسيكي من هيمنه الاب ، ومن بعده الاخ الاكبر للعائلة الكردية ، وخاصة منها
العراقية ، وكذا بيت الاسرة الكبير الذي يضم الجد والاب وحتى الاحفاد و... الخ فمحكومة
هذه الاسرة بالقيمية الجبلية ، التي تحتاج الى حامي وكبير وقيّوم على كافة شؤونها الاجتماعية
، بعد ان فقدت بيئتها الاجتماعية حماية الدولة والقانون وقيمية المجتمع المدني
للاسرة !!.
عند الفرد للمجتمعية الكردية العراقية، يكون
الجبل بصعوده الشاهق المرهق وبهبوطه الخطرالمهلك هوالمجال الحيوي لبناء وتحرك
الفردوتشكيل مزاجه الروحي والنفسي ، فهو فرد يتوحد كثيرا مع طبيعة الجبل الموحشة ،
ويتطبع بصريا على الرؤية العمودية التي تحجب الرؤية المفتوحة والمنبسطة الى ما بعد الجبل ( وهذا بعكس البدوي
الصحراوي صاحب الروية الافقية المنبسطة والطالة على الجهات الاربع، وهذا ربما يفسر
ظاهرة لماذا البدوي يتطلع الى الغزو والتوسع الجغرافي دائما ، بينما الجبلي الكردي
منطوي على نفسه ولا يفكر بمغادرة الجبل او تركه وراء ظهره !!. ) ، مما يغرز في داخله انطباع الوحدة ، والهاجس
من كل ما يتحرك حوله او ينزل عليه من اعلى
الجبل او يتحرك نحوه من اسفله !!.
وكثيراماخلقت هذه الوحدة مع الجبل انطباع
(الخلوة ) للفرد الكردي العراقي مع نفسه ،
ومع ما حوله ، ومع تاملاته الفردية حول الطبيعة وحول العالم وحول الدين وحول السحر ، وحول الجمال
وحول القبح و ...الخ لتصنع رغم انف الفرد الكردي العراقي (متصوفا متاملا)لاحدود
لخياله السحري او قيودا لهذاالخيال الساذج الفطري المنفلت من سطوةسلطة الديني
المدني والسياسي والاقتصادي الاجتماعي ، او الاسري او الفردي او... من كل قيد وسلطة
ولا عجب ان تغيرت عندئذ وتبدلت ، و...
تحولت مقاييس الجمال والقبح القيمية والفكرية والروحية المزاجية عند الانسان
الكردي العراقي لتخرج عن وعلى المالوف المدني الحضري المنضبط وليصبح الجميل قبيحا،او
ليصبح القبيح جميلا (( الايزيدية مثالا بهذا الاطار ، ليس باعتبارهم من القومية
الكردية بل باعتبارهم من سكان الجبل العراقي في جمال// طاووس الملائكة // الشيطان وهوالقبيح
اجتماعيا في لمجتمعية المدينية))او ليصبح اللامادي ماديا والمادي لامادي (( الكاكائية
الصوفية ، او العلي الاهية العلوية اهلي
حق مثالا )) في تجسيد الله في الولي الانسان او حلول الله في خلقه او تناسخ
الارواح ، وكذا في هرطقة الكثير من متصوفة
النقشبندية البرزانية كالذي اعلنه (الشيخ احمد البرزاني الذي وصفه البعص بالنصف
مجنون ) ، عندما اعلن مهديته ، وانه هو المهدي المنتظر ، او كالذي شرعة احد مشائخ النقشبندية
الصوفية ( عبد الكريم / من سركلو في منطقة السليمانية) من حلية اختلاط النساء مع
الرجال في الحمامات العامة وهم عرات وطهارة الكلاب حتى سكنت الجوامع وسمح للبس
الرجال لباس النساء و اكل لحم الخنزير .. الخ / راجع بربسون : الكرد والاسلام /
ترجمة راج ال محمد / !.
(( 30 ))
استولت ( سياسيا قبليا ، ودينيا طقسيا ) على المجتمعية الكردية العراقية منذ اواسط القرن
السادس عشر ميلادي (( بصورة بارزة )) حتى
اليوم حركتان صوفيتان رئيسيتان هما :
اولا : الصوفية النقشبندية مع تفرعاتها
المبعثرة في العالم الاسلامي .
ثانيا: الصوفية الجيلانية كأم لباقي الطرق
السحرية الصوفية كالرفاعية وغير ذالك .
والنقشبندية ( نسبة الى مؤسس هذه الطريقة : محمد بهاء الدين بخاري شاه نقشبند/ 791هج ) هي اليوم من اكابر الطرق الصوفية التي تنتشر
وتستولي روحيا وسياسياعلى القطاع الاعظم من كردالعراق الصوفية بعكس الجيلانية او
القادرية ، كما يسميها اهل المغرب العربي من متصوفة ( نسبة الى : عبد القادر
الجيلاني/ تولد 471 هجرية ) التي انحسر ( كرديا) نفوذها اليوم قبالة منافستها تاريخيا وحتى اليوم الطريقة
النقشبندية !!.
والحقيقة ان لهاتين الطريقتين تاريخ ، وتداخلات معقدة جدا في تركيبة العقل الديني
بالخصوص ، والسياسي والاجتماعي الكردي بالعموم
، ومن اهم هذه التداخلات التاريخية والحاضرة المشكلة لبنية الاجتماع الكردي
العراقي :
اولا : التداخلات الساسية .
فمعروف بهذا الصدد ان هذه الطرق الصوفية
، بقياداتها الفكرية والروحية او بخلفائها القائمين عليها ( يطلق
على معلم الطريقة الصوفي لقب الخليفة )
لها من النفوذ السياسي بحيث انهاالمحرك الفعلي لكافة القيادات السياسية التي تتصدر
واجهة المجتمع الكردي العراقي تاريخيا وحتى اليوم ، بل ان المطلع على تاريخ
الثورات ، والتمردات الكردية بصورة عامة ،
والعراقية بصورة خاصة (رغم اختراق الافكارالماركسية الالحادية والقومية الثائرة على الدين في القرن التاسع عشر
الميلادي للمجتمعية الكردية الحديثة ) يجد ان القيادات الصوفية الدينية هي من قاد معظم هذه الثورات ، والتمردات
التاريخية على سُلط الدول المركزية في تركياكالثورة النورسية اوفي العراق وايران كتمرد الشيخ عبدالله نهري ، وملا محمد والبرزاني
في جمهورية مهاباد والبرزنجية و..... غيرذالك فكل هذه التمردات والثورات التاريخية
البعيدة زمنيا والحديثة هي نتاج تحريك وقيادات صوفية هنا وهناك !!.
اما ما هي اسباب وعوامل نفوذ ، وسطوة هذه
المشيخات ، والطرق الصوفية سياسيا على المجتمعية الكردية لاسيما النقشبندية ؟.
فالامر يرجع لتاريخ
يمتد الى ما يقارب بدايات ولادة الخلافة العثمانية في القسطنطينية ، التي تبنت (( العثمانيون ابناء الجبل كانوا اساسا
مجموعة من المتصوفة)) مساندة الطريقة النقشبندية الصوفية عندما ادركت ان النقشبندية
الصوفية ، بكل ما تحمله من فكر عقدي وسياسي يتخادم مع السلطة يمكن ان تكون المعين ، والرافد الاساس لتحشيد الشرعية الدينية
والسياسية لخلافة ال عثمان من جهة ومن جانب اخر كانت ، حتى زمن سقوط الخلافة
العثمانية / 1922م/ على يد القائد الوطني التركي كمال اتاتورك هي( الطريقة الصوفية
النقشبندية ) المخزن البشري العملاق لتزويد
الجيش العثماني بمقاتليه ، لسد حاجات جبهات القتال المفتوحة لقرون عثمانية متتالية
، باسم الجهاد من اجل الغزو وتوسع هذه الامبراطورية !.
ولعل هذه النقطة بالذات (( دعم خلفاء ال
عثمان للطريقة النقشبندية الصوفية من خلال تحالف اقيم بين هذه الطريقة
بشيوخهاومعلميها وبين ملوك السلطنة العثمانية )) هو الذي رفع كفة واسهم الطريقة النقشبندية الصوفية سياسيا في المنطقة
الجبلية الكردستانية الوعرة تاريخيا ، وبقيت بقاياها حديثا حتى وقتنا القائم على حساب (شقيقتها)
الطريقة الصوفية الجيلانية او القادرية
التي هي الاخرى وان كان طابعها اليوم (( اجتماعيا وليس سياسيا )) لكن ومن خلال دراستنا للطبيعة الجيوسياسية
التاريخية لمنطقة الجبل العراقي نرى ان النفوذ الصوفي الجيلاني
الاجتماعي ، وحتى السياسي الحديث
يتركز معظمه في المنطقة الجنوبية لخط (هيغلتون في كتابه القبائل الكردية) من
كردستان وهي المنطقة المحاذية لشمال الغرب الايراني، والواقعة على سلسلة جبال
حمرين الى السليمانية فضاءا تمتد الى كركوك في العمق العراقي و ..... هكذا ، فكل
هذا الفضاء الاجتماعي ، والجغرافي الكردي ،
لم يزل يدين بالولاء للطريقة الجيلانية الصوفية باعتبارانها الطريقة التي تمتد
بنفوذها السوسيولوجي على قادة وسياسيي هذه المنطقة الكردية العراقيةحتى ان العوائل
القبلية الكبيرة في هذه الجغرافيا الكردية من الجافيين الى البرزنجيين الى
الطالبانيين و..الخ هم من تابعي الطريقة الجيلانية بعكس الذين هم يقطنون بشمال خط (( هيغلتون ))
في اربيل ومابعدها فانهم كالبرزانيين والزيباريين و.. ينتمون الى الطريقة
النقشبندية القريبة لحدودالسلطنة العثمانية انذاك والقريبة لتركيا الوطنية اليوم
!!.
طبعا هناك تاثير جيوسياسي تاريخي للنفوذ الصفوي الصوفي الايراني على
المناطق المحاذية لحدوده الغربية الشمالية ، وربما يكون هذا العامل هو الذي دفع
الايرانيين لمساندت تاريخيا (الطريقة الجيلانية ) في مقابل مساندة الدولة
العثمانية للطريقة النقشبندية في هذا الاقليم ،الذي كان منطقة تماس تحد مابين
الدولتين او المملكتين او السلطنتين العثمانية والصفوية .
ثانيا : التداخلات والتعقيدات الفكرية لكلا
الطريقتين .
يذكر العديد من المؤرخين والسوسيولوجيين
الذين تناولوا المجتمعية الكردية بالبحث والتخصص كالانثربولوجي الهولندي (مارتن
فان بربسن / في الكرد والاسلام / ترجم له :
راج ال محمد )) ان للصوفية الجبلية الكردية تعقيدات وتداخلات كثيرة ينبغي
لاي باحث في الشان الكردي ان يكون ملما بمفرداتها المتنوعة لاسيما المفردات ، التي تختص بالتصوف الجبلي
الكردي باعتباره التصوف الذي يكون (( اكثر تمثيلا )) حسب راي بربسون للاسلام
الكردي الحديث !!.
ولهذا نحن بحاجة ماسة لمعرفة :
اولا : كيفية تشكيل هذه المشيخة الصوفية ، ونوعية حيازتها للطريقة وراثيا وماهية نفوذ
هذه المشيخة على الاجتماع الكردي ، وكيفية اعتقاد الكرد بشيخ الطريقة ان له اليد
العليا بحل الخلافات العائلية والقبلية وكذا قدرته على شفاء المرضى واظهار
الكرامات والمعاجز لهم وجلب البركة اينما حل !!.
ثانيا : كما نحن بحاجة لادراك(هرمية تشكيل)
مراتب مريدي هذه المشيخات الصوفية وكيفية ممارساتهم الدينية وتراتبيتهم الصوفية وان احدهم ينبغي ان يطيع
شيخه طاعة عمياء مطلقة وان راى شيخه يزني او يشرب الخمر فعليه ان يكذب بصره ولا
يتهم شيخه بفعل المنكر و ...... حتى وصول احدهم لنيل شهادة الخلافة من شيخه ليمثله
وطريقته في هذه البقعة المجتمعية او تلك من الارض !,
ثالثا: بحاجة نحن ايضا لمعرفة التطورات
التاريخية لهذه المشيخات الصوفية ولماذية صعود ، وهبوط سياسيا واجتماعيا و ... هذه
الطرق الصوفية لاسيما النقشبندية والكيلانية باعتبار انهما الطريقتان الاكبر اليوم
في واقع الاجتماع الكردي ، وماهي الاسباب والعوامل لهذا الصعود والهبوط !.
وهكذا يسرد (( بربسون )) الكثير من المحاور
، التي في ادراكها ومعرفتها صناعة لمفاتيح
الشخصية الكردية الجبلية بصورة عامة
والشخصية الكردية العراقية بصورة خاصة !!.
في اسباب وعوامل صعود الطريقة النقشبندية
وتوسعها سياسيا واجتماعيا في العصر الحديث يطرح بربسون عاملين اساسيين لهذا الصعود
الحديث :
الاول : سبب وعامل تاريخي حديث ، وهو ان في نهايات الخلافة العثمانية لجئت السلطة
العثمانية قبل سقوطها وابان اندلاع الحرب العالمية الاولى الى اتخاذ اجراء تاديبي
، وعقابي لامراء القبائل الكردية فالغت الامارات القديمة وعينت امراء قبليين جدد ،
وانزلت العقوبة والملاحقة بكثيرمن زعماءالقبائل الكردية انذاك ، لاسباب تمردهم
الدائم على النظام والسلطة ، وبهذا
الاجراء الاخيرالغيرمدروس للخلافةالعثمانيةضربت الفوضى معظم ارجاء الجغرافيا
الكردستانية ، وتفشى القتل والنهب والسلب و........ في المناطق الكردية مما اضطر
(( المنظمات الصوفية ، لاسيما الطريقة النقشبندية )) باعتبارها من المنظمات اوالمؤسسات التي تحوزعلى
نوع من التنظيم البدائي الذي يوازي
التنظيم القبلي ان تسد الفراغ الحاصل ، ولتقوم باعباء وظائف القبيلة وفرض نظامها
على المجتمع من جديد ، وبهذا استطاعت هذه الطرق الصوفية من
الصعود اجتماعيا وسياسيا على حساب امراء القبائل الكردية في ابان شروع بدايات
القرن التاسع عشر الميلادي مماهيئ لهذه الطرق الصوفية وبزعمائها الروحيين
والفكريين ان يلعبون دورا سياسيا ممثلا للاجتماع الكردي الحديث حتى اليوم !.
ثانيا: في الطريقة النقشبندية بالخصوص كان(للملا
خالد البغدادي 1225 هج / 1825م ) دور تاريخي في تطور الطريقة النقشبندية ، بل ان
صاحب كتاب (( النقشبندية نشاتها وتطورها لدى الترك / للدكتوة بديعة محمد عبد العا
ل)) ترى ان الملا خالد هو قائد المرحلة الثالثة في تطور النقشبندية الحديثة حتى
يومنا المعاصر !!.
و(ملا خالد) هذا رجل ولد في قرية قه داغ من
اعمال السليمانية 1192 هج ، وكالعادة حلم بالتقائه بشيخ الطريقة (( هذا نفس رواية
حلم شيخ الطريقة شاه نقشبند )) في مكة
وبالفعل ذهب ملا خالد الى مكة ثم الى الهند ابان الاحتلال الانجليزي لها لياخذ
الطريقة عن (الشيخ عبدالله دهلوي) وليعود من بعد ذالك الى كردستان لينشر طريقته الجديدة وبالفعل احدث
( الملا خالد ) هذا ضجة سياسية واجتماعية ابان عودته لكردستان واستطتاع ((بتقنين))
بسيط جدا ان يوسع من نطاق فاعليه الطريقة النقشبنديةعلى حساب الجيلانية في كردستان
وهذه التقنية هي الاتي :
(( معروف الى يومنا هذا في الطرق الصوفية لا
سيما الجيلانية ، ان اجازة
المشيخةالصوفية كانت ولم تزل في كردستان تنحدرمن خلال الوراثة العائلية للمشيخة
((كالعائلة البرزنجية او الطالبانية في مشيخة الجيلانية ، والبرزانية في الطريقة
النقشبندية)) لكن الملاخالد استطاع بعد عودته من الهند ان يكسر هذا التابو
التقليدي في الطرق الصوفية ليوزع الشهادات المشيخية الى طلابه كيفما كانواوبهذاحقق
التوسع السريع لبث طلبة الطريقةالنقشبندية بين صفوف المجتمع الكردي ليتوسع في بناء
( تكياته وخانقاناته ) وليتوسع كذالك بطرح
افكاره وتصوراته التي استطاعت استقطاب العدد الاوسع من دراويش الكرد ومريديهم .
وهكذا استطاع ( الملا خالد) ان ينقل
النقشبندية نقلة نوعية كبيرة ابان بدايات القرن التاسع عشر وافول القرن الثامن عشر
الميلادي !.
نعم عاد بعد رحيل (الملا خالد البغدادي ) زعماء
الطريقة النقشبندية متاثرين بقيميهم القبلية الكردية ، ليرتدواعلى الاصلاح الذي
طرحه ( الملا خالد ) في موضوعة توريث مشيخة الطريقة النقشبندية لسابق عهدها لتعود
وراثية كما كانت حتى اليوم .
ان من اهم المميزات التي تفصل او تميز النقشبندية عن غيرها من الطرق الصوفية لاسيما
منها الجيلانية ، ان النقشبندية هي الطريقة الوحيدة الصوفية في العالم الاسلامي
، التي تنتهي سلسلت طريقتها الى الخليفة
الاول ابي بكر عن الرسول الاعظم محمد ص بينما عموم الطرق الصوفية الاسلامية ينتهي
نسب وسبب طريقتها الى علي بن ابي طالب ومنه الى الرسول الاعظم محمد ص وهذا الاختلاف
ربما له اسباب وجذور سياسية ترجع الى تاريخ الصراع الاموي العلوي من جهة ، والصفوي
الشيعي والعثماني السني من جانب اخر ولذالك نجد ان الصوفية النقشبندية ، مع انها
قريبة من كل الطرق الصوفية ، في موضوعة ،
تعظيم الاولياء ، واعتماد الالهام
والرياضة لاكتساب العلوم والقرب من الله سبحانه و ...الخ الا انها تبقي هي
والمنتمين لها يؤكدون على تصوفهم السني التقليدي ، ودفاعهم عن السنية الاسلامية في قبالة
العرفانية او الصوفية الشيعية بتطرف وغلو !.
__________________________________________
راسلنا
مدونتي فيها المزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق