مدونة فكرية سياسية واجتماعية تحاول أثارة العقل العراقي والعربي والاسلامي للتفكير المتطلع لبناء المستقبل من خلال رؤية لاتهمل التاريخ والحاضر !.
الأحد، يناير 29، 2012
(( على سوريا الاستفادة من التجربة العراقية في مكافحة الارهاب )) حميد الشاكر
ما تتعرض له سوريا اليوم حكومة وشعبا ودولة ، ومع الاسف لايفرق كثيرا عن ما تعرض له العراق بعد التغيير على ايدي العصابات الارهابية الصدامية والميليشيات التخريبية القاعدية ، الممولة من دول الجوار الاعرابية البترولية ماليا واستخباريا وتحريضيا اعلاميا ايضاوبمباركة ودعم واضح صهيوامريكي استطاع وبكل صراحة ان يحوّل العراق بفضل جهوده الارهابية ، والتخريبية الى خربة لا يظهر منها على السطح سوى اطلال الدمار وبقايا الانسان العراقي الذي لم يبقى من وجوده الا شبح انسان بالكاد تميز ملامحه عند الاقتراب منه بصعوبة !!.
ولكن صلابةالشعب العراقي بالاضافة لتركيبته وقدرته على نسج تجربته السياسية الجديدة بعيدا عن اصابع الاحتلال ومخططاته الشيطانية ،وكذا لوجود مرجعية دينية وعقدية موحدة ومنسجمة ومدبرة وصبورة ، الهم هذا الشعب التماسك ، واعاد له الحياة والنهوض من جديد رغم الجراح العميقة ورغم انف اكبر هجمة ارهابية في التاريخ البشري كله تعرض لها العراق شعبا ودولة وحكومة ومجتمعا ، ومؤسسات وبنية تحتية وانسان ..... وكل شيئ على ايدي مخططات الفوضى الخلاّقة الامريكية من جهة ، وبادوات وايدي وقوى الارهاب الظلامية التكفيرية البترولية ، السعودية الوهابية الاجرامية من جانب آخر !!.
نعم في سوريا ربما يكون الوضع مختلفا عن العراق طبعا في كثير من الاشياء لكنه متشابه بالفعل مع الشأن العراقي في نوعية المخطط ، الذي استهدف تدمير العراق ومتشابه ايضا في نوعية المؤامرة الارهابية ،التي ارادت تقسيم العراق والغائه من الوجود مطلقا وكذاهوالمخطط الذي يستهدف سورياالوطن وسوريا الدولة وسوريا المجتمع ، وسوريا الانسان وسوريا الوجود والتركيبة والكيان اليوم !!.
بل اننا لانبتكر مخترعا جديدا ان اكدناوقلنا ان ما تتعرض له سوريا اليوم من هجمة ارهابية داخلية ، ممولة بتروليا ووهابية سعوديا بالتحديد وقطريا اعلاميا وبمباركة وتشجيع صهيومريكي فرنسي معروف الاسباب على انه نفس الاستهداف الذي طال العراق بالامس لتدميره وبنفس مخطط الفوضى الخلاقة (الصهيو سعودي) بترولي خليجي ، وعلى نفس الشاكلة ، وتحت نفس الشعارات التحريضية الطائفية وبنفس الاليات والايدي والعصابات والميلشيات والقاعديات والسلفيات ، والقتل والوهابيات والاجندات من جهة ، والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ..........الخ من جانب آخر !!.
وعلى هذا الاساس يكون ما داوى العراق أمنيا وسياسيا واجتماعيا وعقديا وفكريا ..... والهمه المقاومة والصمود لهذه اللحظة ضد الهجمة الارهابية العالمية ، التي استهدفت كيانه ، ووجوده هو نفس الدواء ، الذي بامكان سوريا القيادة والمقاومة وسوريا الشعب والوطن والتركيبة ان تنتهجه كاسلوب لمقاومة مختلفةعما مارسته سوريا في كل سني مقاومتها وصمودها امام التهديدات الصهيونية والامريكية فيما سبق من حياتها السياسية !!.
ان هناك في الحقيقة من يريد ، وتحت هذه المعطيات السياسية والامنية المتشابهة بين العراق والشقيقة سوريا ان يتلاعب بصورة المشهد ويقلب ملامح هذه الصورة العراقية السورية ليعطيها التشابه السلبي في الشأن العراقي السوري ، الذي ابتلي بهجمة ارهابية عالمية كبيرة جدا خدمة للاجندات والمصالح الاستعمارية الامريكية والصهيونية في المنطقةوالعالم ومن ثم ليلقي كل المسؤوليةبانزلاق سوريا لمقصلة الارهاب ، والتدمير والاقتتال الداخلي على كاهل السوريين انفسهم وعلى المواقف الشريفة والبطولية والعربية الاسلامية المقاومة للرئيس بشار الاسد ، الذي يحاول حماية شعبه من دوامة الارهاب والمؤامرات الخارجية ، ليصبح من ثم الضحية هو الجلاد كما حصل في انقلاب الصورة الاعلامية الاعرابية في تصوير الشعب العراقي من كونه ضحية ، للارهاب الاعرابي الصهيوني الامريكي الاعمى ، الى كونه الظالم لنفسه ولغيره في نفس الان واللحظة !!.
والحقيقة ان هذه اللعبة الاعلامية الاعرابية البترولية الحقيرة ، والتي يعزف عليها الكثير الان من عبدة الدولار امثال عبد الدولار عطوان ، وغيره من حثالات الاقلام العربية الساقطة ، وبائعي الضمير من مرتدي العرب والمسلمين ، هي ايضا تندرج تحت المخطط الكبير ، الذي يستهدف تحويل المنطقة العربية والاسلامية الى مجرد تنور مشتعل بالاحقاد ، وبؤر للتناحر الطائفي والعرقي والسياسي وغير ذالك ولهذا ينبغي الالتفات الى الاساليب الشيطانيةالصهيوسعودية الخطيرة التي تستهدف دولنا العربية والاسلامية ووحدتها ، ونسيجها الاجتماعي والوطني وتفجيرها من الداخل لتكون الدوامة وكل محور عصفها المدمر ارهابيا هو داخليا مئة بالمئة بحيث يُشعل فتيل الارهاب ، والازمات من الداخل ، ويغذى هذا الفتيل طائفيا ، واعلاميا من خلال تصويره على اساس انه (اشكاليات داخلية سياسية وطائفية) بين نظام سياسي قائم مستبد وشمولي ودكتاتوري وطائفي من جهة ، وشعب يحاول الحصول على حريته وديمقراطيته وكرامته وحقوقه الطائفية لاغير !!.
الخلاصة : على الاخوة الاشقاء في سوريا ، ان يبادروا بالتنسيق السياسي والامني وحتى الفكري والثقافي والديني ((يعني بصريح العبارة ان الاوان لزيارةوفود دينية سورية ، للعراق وللنجف الاشرف بالخصوص ليكون هناك نوع وحدة اسلامية بين الشعبين السوري والعراقي على اعلى المستويات لاجهاض مشروع الفتنة والاقتتال الطائفي والديني في المنطقة )) مع الجانب العراقي لدراسة ، وبحث جميع تفاصيل التجربة السياسية والامنية العراقيةالتي واجهت هذا المخطط الارهابي العالمي الذي استهدف العراق بعد التغيير وحتى الان بشكل لابأس به من النجاح والمناورة وذالك لان المنعطف الامني والسياسي وحتى الاجتماعي الذي تمربه سوريا الشقيقة اليوم هومن المنعطفات المصيريةالخطيرةجدا لاسيمامع تهسترالقوى الاستعمارية الغربية والصهيوامريكية على سوريا ، بشكل غير مسبوق ، وتصعيدها لهجمتها الارهابية السياسية والاعلامية والدبلماسية ضد الخارج ، والداخل السوري واستنفار ادواتها الخليجية العميلة من حكام وامراء البترول ،للمساهمة الخطيرة باسقاط وقتل سوريا ووجودها في المنطقة !!.
مدونتي :
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
(( مطارحتان في نشأة الدولة والعقد الاجتماعي ... رؤية أسلامية )) حميد الشاكر
( المطارحة الثانية )
عند المجيئ بأسألة فلاسفة العقد الاجتماعي الاوربيين وطرحها على المدرسة الفكرية الاسلامية لاكتشاف وجهة نظرها العقدية في موضوعة : سير المجتمع التاريخي ، ونقلته النوعية من المجتمع البسيط والساذج والطبيعي ، الى المجتمع المختلف والمعقد والسياسي ؟، وكذا عند سؤال الاطروحة الاسلامية حول نشأة الدولة واسباب ضرورتها الوجودية ؟، سنجد ان المدرسة الفكرية الاسلامية مدرسة غنية وثرّية في هذا المضمار ، بل انها الاطروحة التي اثارت هذا النوع من الاسألة والمنحنيات البحثية والدراسية حول المجتمع والتاريخ وهيئة الحكم وانشاء الدولة قبل فلاسفة العقد الاجتماعي الاوربيين بقرون من الزمن ، حتى ان الرجوع لتفاسيرالمسلمين وتراثهم الفكري في تبيين النصوص القرءانية ، يرجعنا الى حالات بحث بمثل هذه المواضيع تعود الى عصر النبوّة والصحابة ايضا رضوان الله عليهم ،في قضايا من قبيل : الحاكم والمحكوم ، وشروط بيعة الحكم وبنود عقودها السياسية ، وكذا كيفية سير الاجتماع تأريخيا وتحولاته نوعيا ايضا ،... مما يدلل على ان الاطروحة الاسلامية لها وجهة نظر قديمة جدا في ثلاثي موضوعة (التاريخ والمجتمع والدولة )، الاّ ان هناك قطيعة فكرية لسبب وآخر فرضت بين المسلمين واسلامهم اضرّ كثيرا بقضايا البحث الاسلامية وابرازها بشكل واضح ومكثف ، هو ما جعل المسلمين انفسهم ينبهرون بما طرحته المدرسة الفلسفية السياسية الاوربية في هذا المجال اعتقادا منهم ان هذه الاطروحات السياسية الاوربية هي قمة الابداع الفكري والاجتهاد النظري في حقول الفلسفة السياسية الحديثة ، والحق ان هناك المدرسة الاسلامية التي هي بحر عميق من التصورات والفلسفات والاطروحات في كافة المجالات الانسانية لكن بدون باحثين ومنقبين وكاتبين ودارسين ومفكرين بها ، وهذا لايعني مطلقا ان ليس للفلسفة والفكر الاوربي فضل يذكر في هذه الحقول الفكرية والانسانية ، بل العكس صحيح من وجهة النظر الاسلامية القائمة على ( ولاتبخسوا الناس اشيائهم ) فالفكر الاوربي الحديث له فضل الابتكار وفضل الاثارة في عالم الفكر الانساني الحديث ، لكننا نشعر من جانب اخر ان جلّ ما يطرحه الفكر الاوربي الفلسفي والسياسي والاجتماعي ....، له رصيد واضح في مدرسة الاسلام العظيمة ، لكن مع الاسف بدون فكر وانسان وباحث اسلامي له تطلعات البحث وقوّة الابتكار وخوض التجديد بشجاعة ، ولهذا افتقرت المكتبة الاسلامية للكثير من البحوث والدراسات الحديثة المختصة بشؤون العالم الانساني الحديث التي تتناول القضايا الفكرية والسياسية الاسلامية الحسّاسة كالحرية والدولة والحاكم والحقوق والواجبات .... وهلمّ جرّا !.
نعم صحيح ان هناك تراكم تاريخي في الذهنية العربية والاسلامية فرضت نوع من التابوهات والمحرمات والمقدسات على العقل العربي والاسلامي لمنعه من قضية التفكير والاجتهاد هو الذي اعاق في الفترة الاخيرة من تطوّر الفكر الاسلامي ومواكبته للحياة الانسانية ، لاسيما ان تابوهات السياسة في عالمنا العربي والاسلامي ، وتابوهات المقدس الديني ، هي من ترى في كل حركة تجديد وتأمل وتفكير وبحث ... خطر على وجودها السياسي والديني القائم وكذا الاجتماعي والاقتصادي ، وهذا مفهوم جدا ، لكن هناك الاسلام العظيم نفسه وتركيبته الفكرية والعقدية التي لاتقبل إلاّ التطوّر ومواكبة الانسان لحظة بلحظة مع متطلباته ومستجداته الانسانية هي التي تنتصر في اخر الطريق دوما ، وما عظمة وقوّة الاطروحة الاسلامية الا انها متأتية من كون سرّ خاتمية الاسلام للاديان وسرّ عظمته المطلقة انه الدين صاحب الاطار الشامل الذي يجيب على متطلبات وحاجات واسألة الانسانية المتجددة كل يوم بما فيها حاجاته وضروراته واسألته السياسية والفكرية والدينية والاقتصادية وكذا التربوية الاجتماعية ، وهذا ماميّز الاطروحة الاسلامية عن غيرها ، وما هيئها لتكون بالضد دوما مع الدكتاتورية والظلم السياسي والديني والاجتماعي ، من منطلق ان الاسلام نفسه مع الحرية مع الحياة مع التفكير مع التطلع والمستقبل دوما !.
_______________
( تأريخ المجتمع من الطبيعية الى السياسية )
***********
في عملية المسيرة الانسانية المنصوص عليها قرءانيا (تأريخ الانسانية ) ، والمدّون لها أسلاميا فكرة تقول بان : الانسانية في مسيرتها الطويلة في هذه الحياة وقبل ان تتبلور شخصيتها السياسية والفكرية للتعقيد والاختلاف ، كانت أمة واحدة حيث لم يكن آنذاك في تأريخ البشرية الطبيعي والساذج اي تدافع حقيقي اجتماعي معتدٍّ به ، بل ان الانسانية في طور نشأتها البدائية تميزت بانها التجمعات التي تميل الى التوّحد الفطري في انماط حياتها الفكرية العقدية وكذا السياسية والاجتماعية وهكذا الاقتصادية ، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العظيم القرءان الكريم :(( كان الناسُ أمةً واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه .../ 213/ البقرة )
اي ان الناس في مرحلة (الطفولة ) من مراحل التاريخ البشرية كانوا على نمطية واحدة من التفكير ومن العيش ومن السلوك .... وكذا من التطلعات وباقي الحاجات ، الى وصولهم الى نقطة معينة فرضت عليهم نوعا من النقلة النوعية في حياتهم الانسانية ، ابتدأت بالاختلاف الناتج الطبيعي عن اختلاف التطلعات والافكار والسلوكيات والمزاجات الانسانية التي تنضج لتتبلور في حالة النضوج بشكل اختلافات انسانية بين هذا الانسان وذاك ، وعندها تطلبت هذه النقلة النوعية في الحياة الانسانية من مرحلة الطفولة والسذاجة الى مرحلة النضوج والتعقلن والرشد أرسال رسل ونبيين مبشرين ومنذرين لهذه الانسانية التي استعدت ونضجت واختلفت عقليا وفكريا ، ومضافا لارسال الرسل أنزل الله سبحانه الكتاب او القانون او الدستور ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وليكون مرجعية قانونية لهم يحكم وينظم من سلوكهم من جهة ، ويعطيهم قيمومة المجتمع في الرؤية الموحدة من جهة اخرى !.
او على حد تعبير السيد صاحب تفسير الميزان (قدس): (ان هذا النوع قد مرّعليهم في حياتهم زمان كانوا فيه على الاتحاد والاتفاق وعلى السذاجة والبساطة ، لااختلاف بينهم في المشاجرة والمدافعة في أمور الحياة ، ولا اختلاف في المذاهب والاراء .... ومن المعلوم ان قوما حالهم هذه الحال لايظهر فيهم الاختلاف ظهورا يعتد به / الطبطبائي محمد حسين / ج2/ ص 126 )
كما ان هناك من المفكرين الاسلاميين من نظّر لمراحل ومسيرة الانسانية الطويلة نوعا ما ، ليس على اساس انها مرحلتين اساسيتين ( مرحلة الطبيعة الساذجة ومرحلة المجتمع السياسي المختلف ) كما لدى فلاسفة اصحاب العقد الاجتماعي الاوربيين ( هوبز ولوك وسبينوزا ) بل ذهب الى ان الانسانية تخطت مراحل أو ادوار او مسافات ثلاثة في مسيرتها البشرية ، وهي مرحلة او دور ( الحضانة ) ودور ( الوحدة) التي تحدث عنها القرءان بلغة (أمةً واحدة ) ، وثالثا دور ( التشتت والاختلاف ) الذي ذكره ايضا القرءان الكريم بقوله ( فيما اختلفوا فيه ) وهذه الرؤية ذكرها الشهيد السعيد محمد باقر الصدر في التفسير الموضوعي للقرآن .
على اي حال فالاطروحة الاسلامية ترى : ان هناك مرحلتين اساسيتين في مسيرة الانسانية هذه :
المرحلة الاولى : والتي سُميت بمرحلة الطبيعة ماقبل المجتمع السياسي ونشأة الدولة عند فلاسفة العقد الاجتماعي الاوربيين ، وبمرحلة الامة الواحدة في القرءان الكريم ، او مرحلة ( الفطرة ) عند اهل البيت عليهم السلام ، كما ذكر عنهم في تبيين هذا النص القرآني بالذات حيث ذكر عنهم ع عن تلك الفترة السابقة لفترة الاجتماع المعقد والسياسي ان الناس فيها كانو :( على فطرة الله التي فطر الناس عليها ) وهذه رواية الصادق جعفر بن محمد ع ، وفي رواية الباقر محمد بن علي زين العابدين ع :( كان الناس قبل نوح أمة واحدة على فطرة الله لامهتدين ولاضالين فبعث الله النبيين ).
المرحلة الثانية : وهي مرحلة الاختلاف والتشتت والانقسام والتعقيد والدولة والسياسة والهداية والضلال والرشد الاجتماعي والطاغوت الانساني .... وهكذا ، وهي المرحلة حسب رؤية الاطروحة الاسلامية التي تطلبت أرسال رسل وأنزال قوانين وكتب ودساتير وظفت فيما بعد لنشأة الدولة وتنظيم حركتها في العالم الانساني حتى اليوم !.
نعم ماهو ذالك الاختلاف الكبير الذي تتحدث عنه الاطروحة الاسلامية ؟.
وماهي ماهيته التي تطلبت من المجتمع الانساني ان ينتقل بحياته من السذاجة الى التعقيد ؟.
وهل لهذا الاختلاف سببية واقعية في نشأة الدولة وهيئة الحكم والقضاء في المجتمع الانساني ؟.
كل هذه الاسألة وغيرها هي من ضمن اهتمامات دائرة الفكر الاسلامية التي رأت : ان الاختلاف المذكور في النصوص الاسلامية لمراحل التطورات الانسانية هو الاختلاف الكبير المفضي الى دفع المجتمع الانساني نحو التغيير من مجتمع البساطة الى مجتمع التعقيد والسياسة !.
الآن عند روسو كان سبب الازدياد السكاني هو ما اشير اليه اسلاميا بالاختلاف الذي انتج وانشأ مشروع الدولة ، عند لوك حماية الملكية وعوامل الاقتصاد هي الاختلاف ، عند هوبز طبيعة الاجتماع المتوحشة وحالة الحرب والفوضى هي الاختلاف ....، وكذالك في الاطروحة الاسلامية ترى في كل هذه العوامل اسبابا واختلافات دفعت المجتمع للتفكير بضرورة ايجاد هيئة قضائية او مجموعة حكومية تنظم من سير وحركة المجتمع المتطورة يوما بعد يوم ، وبما في ذالك اختلافات الانسانية العقدية الدينية والفكرية والطبيعية والاقتصادية ... كلها عوامل واسباب لاتذكرها الاطروحة الاسلامية بالنص وانما تذكرها بالعموم تحت عنوان ( فاختلفوا ) لتعطي صورة الاختلاف على اساس انها منتج انساني مئة بالمئة هو الذي انشأ ظروف جديدة استلزمت بعد ذالك ضرورة وجود عنصرين في نشأة اي دولة وهما ( الحكومة والقانون ) !.
____________________
( الدولة كمنتج رسالي )
*****************
تختلف الرؤية الاسلامية عن رؤية فلاسفة العقد الاجتماعي في المرجعيات التي أقامت الدولة في التاريخ الانساني من حيث انها منتج رسالي وابتكار نبوي مئة بالمئة وليس هي منتج معادلات اجتماعية مادية لاغير من خلال ابرام عقد اجتماعي وجدت الدولة على اساسه كظاهرة اجتماعية !.
بمعنى اخر : انه مع ان الفكرة الاسلامية حول الاسباب والدوافع التي حتمّت من وجود جهاز الدولة كضرورة اجتماعية في تاريخ الانسانية فيها اتفاق بين الرؤية الاسلامية ورؤية فلاسفة العقد الاجتماعي من ان هناك (أختلاف اجتماعي سياسي اقتصادي فكري عقدي .... ) ما دفع لايجاد ظاهرة الدولة في المجتمع ، الا ان نفس هذه الرؤية الاسلامية تختلف في مَن هي المرجعية الحقيقية التي فكرت في تأسيس هذه الدولة ؟.
وهل هي مرجعية اجتماعية بعيدة عن يد السماء والوحي والنبوة ؟.
أم انها مرجعية متصلة بالوحي والنبوة والسماء ؟.
فيما مضى من مطارحة ادركنا الرؤية الاوربية الفلسفية التي ترى : ان المجتمع هو صاحب القرار في انشاء هيكلية الدولة من خلال ابرام عقد اجتماعي تنازل بعض الافراد لبعضهم الاخر عن حقوقهم الطبيعية او بعضها لانشاء ظاهرة الدولة !.
أما الان ونحن أمام الرؤية الاسلامية فاننا نجد من يقول من فلاسفة الفكر الاسلامي ( السيد المفكر محمد باقر الصدر قدس) : ان أطروحة الهيئة السياسية او الدولة ان هي الا من مبتكرات قادة الدين التاريخيين من انبياء ورسل لرب العالمين !.
والحقيقة ان القرآن الكريم نفسه بأعتبار انه المرجعية الفكرية الاولى للاطروحة الاسلامية كذالك هو يرى : ان الاختلاف الحاصل بين الانسانية في قديم الزمان بقوله ( فيما اختلفوا فيه ) أو قوله سبحانه :(وماكان الناس إلاّ أمة واحدة فاختلفوا ../ 19/ يونس ) والذي على اثره تدخلت يد السماء لتنظّم من هيئة الاجتماع الانساني ، ذاك الاختلاف وان كان سببه اجتماعيا انسانيا واقعيا لاغير ، الا انه كان سببا ظاهريا لتدخل الوحي والنبوة ليخلق نوعين من الظواهر اللاهوتية والانسانية المتمازجة :
الظاهرة الاولى : ظاهرة ارسال رسل من قبل الله سبحانه وتعالى كحالة لطف الاهية .
الظاهرة الثانية : انزال كتب وقوانين ودساتير كتشريعات يومية وحكومية وسياسية وقضائية واجتماعية واقتصادية ..... ينسق الاجتماع سلوكه وتصرفاته حسب مقتضياتها واوامرها ونواهيها الآنية .
ومن هنا نفهم ان اول تشكيل لقيادة حكومة في التاريخ الانساني بعد الاختلاف البشري الذي ذكر قرءانيا في قوله سبحانه وتعالى :( كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ...) كانت هي القيادة الرسالية التي شكلت محور نشأة ظاهرة الدولة في المجتمع ، ثم ومباشرة وفي تناسق زمني تام أنزلت مع ارسال هذه القيادة الرسالية التي تشكلت على اثر الاختلاف الانساني الكتب او القوانين او الدساتير لتشكل في مضمونها عملية هي قريبة من عملية انشاء العقد بين المجتمع عند فلاسفة اوربا ، ولكنها مختلفة من حيث الاطراف ، فالاطراف في العقد الاجتماعي هما الدولة او المجتمع من جهة والدولة او الاتحاد الاجتماعي من جهة اخرى في فلسفة العقد الاجتماعي ، بينما اطراف العقد الاسلامي هو بين القيادة او الدولة من جهة وبين الله سبحانه وكتابه وقانونه ككاتب لهذا العقد كطرف ثالث وبين المجتمع كطرف ثاني في العقد الاسلامي هذا ، ليكون هذا الكتاب او القانون او الدستور هو العقد القائم بين الانبياء والرسل وقادة الدولة الجديدة ، وبين المجتمع والناس والبشر !.
بمعنى اخر : ان اطراف العقد في الاسلام الذي على اثره انشأت الدولة وتحول المجتمع من المجتمع الطبيعي الى المجتمع السياسي المعقد هي :
اولا : الطرف الاجتماعي المؤمن .
ثانيا : الطرف الايدلوجي السياسي والديني الرسالي .
ثالثا : الطرف الغيبي الالهي المنزل للكتاب والقانون والدستور .
نعم لماذا رأت الاطروحة الاسلامية وجوب ان يكون العقد او الدستور او القانون هو من منزلات العلو اللاهوتي السماوي المقدس ، ولم يكن من وظائف الاتحاد الاجتماعي المدرك لمصالحه الانية ؟.
فمثل هذا السؤال وفي هذا المنعطف بالذات فيعتمد على ان للاسلام رؤية فلسفية كونية للخلق والانسان والغاية من هذا الوجود ليس هنا البحث في مضامينها الفكرية ، ولكن يكفي الاشارة الى ان الرؤية الاسلامية توجب في العقد الذي ينظم من حياة المجتمع الانساني ان يكون مقدسا وعاليا ويحمل صفة الحدود التي لاينبغي التفكير بتجاوزها من احد افراد المجتمع الذي تعاقد مع هيئة الدولة الرسالية من جهة ومع الله سبحانه وتعالى من جهة اخرى ، بالاضافة الى رؤية الاسلام نفسه الفكرية في :ان القضايا التشريعية هي من مختصات صاحب السيادة الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى سيد الكون والعالم والانسان ، ولابأس هنا ان ذكرنا اشكالية طرحها روسو نفسه عندما كان يدافع عن حق الاتحاد الاجتماعي وحده في اصدار التشريعات الاجتماعية القانونية ، حيث قال : انه لايوجد في هذه الحياة الدنيا انسان واحد بالامكان الثقة والركون الى ميوله النفسية والفكرية ، ومن هنا كان لزاما وعلى اساس هذه الحقيقة اعطاء او القاء وظيفة التشريعات القانونية لمجموع الاتحاد العام من الشعب الذي ينتخب ممثليه للسلطة التشريعية التي تأخذ مصالحه بعين الاعتبار في مواد التشريع ، وليس لفرد هنا او فرد هناك يميل اينما مالت مصالحه ومنافعه الدنيوية هذه الوظيفة !.
وعلى نفس هذا المنطق او قريب منه رأت الاطروحة الاسلامية حساسية قضية التشريعات القانونية للمجتمع ، وان هذه القوانين لايمكن القبول بوضعها ( ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون ) الا من جهة محايدة في الحكم وشمولية في الرؤية بحيث ترى جميع مصالح المجتمع المتنوعة وتأخذها بنظر الاعتبار ، وتامة في العدالة لتصدر جميع الاحكام من قبل جهة لاتفرق بين فرد واخر ولاتظلم انسان وغيره او طبقة ودونها او فئة واختها وليس لها مصالح مع هذه الجهة او تلك ...، وهكذا رأت الاطروحة الاسلامية انه لايمكن لاحد ان يأخذ دور المشرّع القانوني في دولة الرسل والانبياء والمؤمنين من الناس الا الله سبحانه وتعالى او احد رسله وانبيائه في هذه الحياة لاغير لوجود عصمتهم من الميل والمحاباة والانزلاق مع المصالح هنا وهناك !.
وحتى رؤية روسوا التي ذكرناها فأن روسو غفل ان تطورات البشرية بامكانها ان تخلق فئة كاملة او اتحاد كامل من اتحادات الامم البشرية تميل في تشريعاتها الى تشريع مصالحها على حساب مصالح امم وشعوب اخرى ، ولو كان حاضرا روسو في ايام مجلس الامن الدولي هذه الايام وكيف ان الاقوياء من الدوّل تشرّع لمصالحها على حساب مصالح الشعوب والامم الضعيفة ، لغير رأيه ربما في الكثير من ارائه حول عصمة الاتحاد الاجتماعي من التشريعات الخاطئة ، ولادرك ان الله سبحانه الخالق وحده هو الجهة التي بالامكان الثقة بنزاهتها وترفعها في تشريعاتها العادلة لجميع البشر وبلا تمايزات او ميول من هذا الاله العظيم والعادل وخالق الخلق الذي يرى فيهم انهم جميعا عياله بلا فرق لاسود على ابيض او اعجمي على عربي او اوربي على شرقي !.
نعم يتبقى ان نشير الى ان المرجعية الكبرى في الاسلام للدولة والمجتمع هي الشريعة الاسلامية المتمثلة اولا في الكتاب الكريم وتراث محمد وال بيته الطيبين الطاهرين ، وان هذه المرجعية القانونية والفكرية مضافا الى انها مادة العقد الذي اسس لوجود هيئة الدولة مقابل المجتمع المؤمن ، كذالك فأن بنودها القانونية تعتبر بنود للعقد الاجتماعي بين اي هيئة حكومية قضائية تشريعية في الدولة وبين الناس والمجتمع ، واي تجاوز على تشريعاتها القانونية في التنفيذ او التخطيط او رسم السياسات العامة للمجتمع ، يكون خرقا ايضا لبنود العقد القائم بين الدولة والمجتمع ، ويضفي من ناحية الدولة الى سقوط شرعيتها القانونية والدستورية ، مضافا الى ان للمجتمع الحق الاطاحة بهذه الدولة والغاء وجودها وتغيير هيكلياتها القائمة ، ففي مثل هذه الحالات تكون سلطة الرقابة الاجتماعية هي صاحبة السيادة على مراقبة الدولة وتقنين حركتها والتمرد عليها ان ارتأت الدولة تجاوز نصوص الدستور والقانون ، او انتهجت التعسف والظلم على المجتمع ، او قصرت في الامانة وتفرعنت وتجبرت وتحولت الى مجرد عصابة تحاول الاستيلاء على المجتمع واختطافه كعبيد وتحويله الى امة شبح !.
وفي الجانب الاخر من العقد الاسلامي فإن الدولة ايضا صاحبت مسؤولية امام الله سبحانه وامام المجتمع ، ولها حق السلطة وقوة العقد وانتخاب الشعب لها مما يسمح لها بممارسة صلاحياتها الادارية والتنفيذية حسب الدستور والشريعة في الاسلام ، كما ان لها ايضا حق الرقابة وتنفيذ القانون على المجتمع كما كان للمجتمع حق الرقابة على عمل الدولة والقيام بوضائفها باعتبار : ان دولة الرسل والانبياء الاسلامية هي خليط من مجموعة مؤمنة تعاقدت على قيام كيان متصل بالله سبحانه وتعالى :(( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ))
________________________
alshakerr@yahoo.com
(( مطارحتان في نشأة الدولة والعقد الاجتماعي ... رؤية أسلامية )) حميد الشاكر
( المطارحة الاولى )
لاريب ان مفهوم العقد الاجتماعي لعب دورا كبيرا ومهما في النهضة الاوربية السياسية الحديثة، وذالك من عدة زواية ومحاور كانت قبل وجود مفهوم العقد الاجتماعي من أكثر الزواية والمحاور ظلمة في تاريخ السياسة الاوربية للقرون الوسطى الغابرة .
ونحن اذ نتناول مفهوم العقد الاجتماعي ونشأة الدولة بالمناقشة اليوم فلأدراكنا إن اشكاليات مجتمعاتنا العربية والاسلامية السياسية تعاني من نفس تلك العقد المركبة التي عاناها التاريخ الاوربي فيما مضى من سالف الازمان ، فهناك إشكالية الدولة والمجتمع والعلاقة الغامضة بينهما في منتوجنا الثقافي السياسي العربي والاسلامي !.، وهناك الامية السياسية للمجتمع العربي تجاه مفهوم الدولة ومن ثم النظر لها دائما كمستبد متسلط بالقوّة لاغير !.، وهناك موضوعة الحقوق والواجبات لكلا طرفي العقد الاجتماعي الدولة والمجتمع ، وكيف ينبغي التوفيق بين مصالح المجتمع والحفاظ على حريته التي منحتها الطبيعة للانسان او الله سبحانه وتعالى لهذا المخلوق ، ومصالح الدولة التي منحها الاجتماع لهيكل الدولة القائمة باسم الحكومة المدبّرة من جانب اخر !........ الخ .
وهذه الاشكاليات وغيرها قد تناولها مفهوم العقد الاجتماعي ، واستطاع ان يضع رؤى محددة قد ساعدت المجتمع الاوربي على بناء منظومة ثقافية جيدة حول مفهوم ومشروع ووظائف الدولة ودورها وحركتها في تطوير المجتمع ، بحيث اضحى المجتمع الاوربي اليوم لايخشى من غائلة الدولة او طعنه من الخلف بأسم حق الدولة ، لأدراك الدولة نفسها انها تقف أمام مجتمع يدرك تماما حقوق الدولة وواجباتها تجاه المجتمع ، وواجبات المجتمع في المقابل امام حقوق الدولة !.
وعليه كان لزاما على كوادر الثقافة السياسية في اي مجتمع يحاول بناء نفسه من جديد ان تعمق من حالة الحوار والبحث وتنخرط بعملية النضال الفكرية في مداخل ومخارج مفاهيم العقد الاجتماعي ، وايصال ثقافة الحقوق والواجبات بين المجتمع والدولة الى ذهن جميع الافراد في هذا الاجتماع الانساني ، ليتسنى فيما بعد بناء المجتمع سياسيا وفكريا وثقافيا أمام هذا التنين العملاق المسمى بالدولة ، وكي لاتستغفله الدولة لمرّات متكررة باسم الوطن او هيبة الدولة او متطلباتها الضرورية ...... تحت وطأة اميته الثقافية السياسية هذه ، ولتصادر شيئا فشيئا جميع حقوقه الانسانية والسياسية امامها !.
نعم مفهوم العقد الاجتماعي من المفاهيم التي تستوعب الكثير من البحث والجهد والدراسات المستقلة ، ولكن بما اننا نحاول هنا اثارة رؤوس اقلام موضوع العقد الاجتماعي ، فلابأس من الاشارة فقط الى ماهية العقد وكيفية وجوده ، مضافا لذالك علاقته بنشأة الدولة باعتبار ان هذه النشأة والولادة لمشروع الدولة هو المفتاح الذي يرسي التصور الدقيق لوظيفة الدولة بالتحديد ، ولماذا هي وجدت ، وكيف ينبغي لها ان تدير المؤسسة الاجتماعية المكونة من الافراد هذه ؟.
والآن كيف نشأة الدولة ؟.
ولماذا بالاساس احتاج الاجتماع الانساني الى هذه الهيئة التي سُميت اعتباريا بأسم الدولة ؟.
وماهو العقد الاجتماعي الذي أبرم بين الدولة والمجتمع ؟.
وهل هو قريب من مفهوم البيعة المحدودة او المطلقة الامد والتوقيت في الفكر الاسلامي ؟.
وهل يحق للمجتمع فسخ عقده مع هيئة الدولة ان أخلّت بوظائفها السياسية ؟.
أم ان هذا العقد مع الهيئة السياسية المُسماة بالدولة يجرّد المجتمع من خياراته نهائيا في الرجوع ببنود العقد والتوكيل لهذه الدولة والتي بموجبها تنازل الافراد عن حريتهم الجزئية لقيام الدولة ؟.
***********
(تأريخ مفهوم العقد الاجتماعي )
___________________________
عندما يُذكر مفهوم العقد الاجتماعي فأن هناك ثلاثة اسماء اوربية بارزة في هذا المضمار للفلسفة السياسية التي بحثت في موضوعة العقد الاجتماعي وهي :
اولا : الفيلسوف الاجتماعي الفرنسي جان جاك روسو / 1712م/1778م.
ثانيا : الفيلسوف الانجليزي المعروف جون لوك / 1632م/ 1704م.
ثالثا : الفيلسوف المادي الانجليزي ايضا توماس هوبز /1588م/ 1679م.
كما ان هناك آخرين لاتنسى مساهماتهم في بحث موضوعة العقد كالفيلسوف الهولندي اليهودي الديانه سبينوزا في (رسالة في اللاهوت والسياسة ) وغيره ايضا من المشتغلين في غير الحقول السياسية او الفلسفية كديفيد هيوم العالم النفسي بالاساس وول ديورانت الذي تحدث عن ان الطبيعة لاتعطي ولاتمنع ..... ايضا قد تناولوا العقد الاجتماعي بالنقد باعتباره مجرد اسطورة خيالية ، والتطوير من منطلق ان العقد هو الرؤية الوحيدة التي توضح علاقة الدولة بالمجتمع والتفنيد او التثبيت !.
وعلى اي حال حاول رواد مفهوم العقد الاجتماعي ان يناقشوا الاسألة التي ذكرناها في التوطئة ليجيبوا عليها منطقيا في كيف ولماذا نشأة الدولة ؟.
وماهي الصورة الانسانية التي كانت قبل العقد الاجتماعي الذي انشأ الدولة ؟.
يتفق كل من روسو وهوبز ولوك على : ان الانسانية في مسيرتها الطويلة قد مرّت بمرحلتين من النظام او القانون الذي كان يسيّر حياتها الاجتماعية والفردية :
الاول : هو النظام او القانون الطبيعي قبل وجود اي قوانين او نظم مشرّعة دستوريا او انسانيا او حتى دينيا .
الثاني : هو النظام او القانون التشريعي المدني او الديني او غير ذالك .
وقد تخلل هذين النظامين نقلة نوعية للوجود الاجتماعي السياسي والانساني كان سببها عقد ابرمه الافراد مع بعضهم والبعض الاخر لخلق وايجاد الهيئة السياسية المسماة بالحكومة او الدولة ، والتخلص بنفس الوقت من الحياة الفطرية الطبيعية ، على اساسه برز للحياة الاجتماعية شيئ اسمه العقد الاجتماعي يتنازل بعض الافراد للبعض الاخر بموجبه عن جزء او كل من حرياتهم التي منحتها الطبيعة لكل فرد في هذه الحياة في سبيل انشاء هيكل له حق ادرة المجتمع والسلطة عليه فيما بعد .
وماعدى هذا الاتفاق في الرؤية العامة للعقد الاجتماعي للفلاسفة الثلاثة ، فهم مختلفون في التفاصيل الكثيرة الاخرى ، فروسو ولوك يذهبون الى : ان الانسانية قبل الدولة والقانون المدني كانت تتمتع بسعادة وحرية مطلقة قد وهبتها الطبيعة للافراد ، وكما عبرعن مرحلة الفطرة او الطبيعة جون لوك في ( مطارحتان في الحكم المدني) فهي مرحلة او حالة من الحرية للانسان كان يتمتع فيها بكامل الحرية في اختيار اعماله والتصرف بشخصه وممتلكاته كما يراه هو لاغيره ضمن حدود القانون الطبيعي الممنوح له خلقيا وفطريا ، وذالك دون استئذان من احد ودون الاعتماد على مشيئة غير مشيئته هو ، وهي ايضا حالة تسودها (المساواة) حيث تكون جميع السلطة والولاية متبادلة ليس لاحد اكثر من احد ، وهي حق طبيعي لكل فرد انساني وجد على هذه الارض وليس من حق احد ان يدعي انه يملك اكثر من الاخر في هذا الحق الطبيعي !.
فالصورة هنا قبل وجود الدولة في المجتمع عند لوك وروسوا يبدو انها صورة جميلة حيث يدرك فيها الانسان وبفطرته الطبيعية ماله من حقوق وماعليه من واجبات لاغير ضمن اطار قانون الطبيعة الذي يوازن كل شيئ بآلية وانسيابية غير معقدة !.
أمّا هوبز فكان يرى النقيض لفترة الطبيعة الانسانية قبل الدولة والمجتمع السياسي ، وكان يرى : ان الوضع الانساني كان وضعا متوحشا ، والخوف والحرب الدائمة واللامساواة ...وانعدام الحقوق بين الافراد بعضهم وبعض هي الصورة الحقيقية التي كانت موجودة انذاك ، وكان القانون الطبيعي الحاكم آنذاك هو : ان قوة الانسان وشهوته حيث ماقادته فهو تابع لها لتحقيق مقاصد طبيعته المتوحشة !.
او على حد تعبير هوبز في كتاب ( التنين ) في وصفه لمرحلة الطبيعة البشرية قبل النظام السياسي فهو يقول :فان طبيعة الانسان مجبولة على ثلاث دوافع : ( العنف من اجل البقاء ) و( حب السيطرة لضمان زيادة قوته) و(التفوق على الاخر ) وهكذا كان حال الانسان في المرحلة الطبيعية .
ولاشك ان رؤية هوبز هذه سوف نصادفها منعكسة بقوة على رؤيته في العقد الاجتماعي ، وكيف انه عقد بموجبه تنازل الافراد عن جميع حقوقهم الطبيعية لحق الدولة المطلق في الادارة وفي الاستمرار فيها ، وسنلاحظ كيف انه صاغ تلك الرؤية للعقد على اساس ان المجتمع حيوان منفلت مما يضطرنا لدعم الدولة بشكل مطلق واعطائها جميع السلطات لقمع هذا الحيوان المتوحش وترويضه ، وهذه الرؤية بعكس رؤية لوك وروسو التي انعكست عليها ايضا رؤيتهما للواقع الاجتماعي ماقبل السياسي ، وكيف ان كلا الفيلسوفين وضفا رؤيتهما للعقد الاجتماعي لصالح المجتمع في مقابل الدولة باعتبار ان المجتمع بطبيعته اجتماع انساني طبيعي هادئ ماقبل الدولة ، وعلى هذا كانت بنود العقد المبرم بين الافراد بعضهم والبعض الاخر هي بنود يتنازل الافراد بموجبها عن بعض حقوقهم في الحرية والمساواة في السلطة ..... للاتحاد الاجتماعي ومن ثم للدولة في مقابل الادارة لاغير ، وان المجتمع يبقى مع وجود هذا العقد هو صاحب السيادة الحقيقية ومن حقه فسخ العقد مع الدولة وتغييرها عند اخلالها بشروط هذا العقد !.
ويحق لنا القول هنا ان روسو ولوك كانا على الحقيقة منظرا العقد الاجتماعي الذي يقف الى جانب حقوق الاجتماع في قبالة الدولة ، بينما كان هوبز المنافح القوي لحقوق الدولة على حقوق الاجتماع ، ولهذا رأى ان خير نظام يسود الاجتماع الانساني هو الملكية المطلقة !.
*****************
( تاريخ نشأة الدولة )
____________________
أمّا ماهي الاسباب الجوهرية التي دفعت المجتمع الانساني ومن في داخله من افراد لمغادرة الحياة الطبيعية ماقبل السياسية ، واجتماعهم على انشاء عقد بموجبه يتنازلون عن بعض من حقوقهم وحرياتهم الطبيعية للهيئة او اللجنة المجموعة المسماة بالحكومة او الدولة ؟.
فعند روسو: كان تزايد السكان هو المبرر الحقيقي الذي دفع الافراد للتفكير بتنظيم وجودهم الانساني مما يتطلب ايجاد مجموعة من الناس تتفرغ وتقوم على امر تنظيم هذا التزايد السكاني الطبيعي في الحياة ومن جراء ذالك انبثقت الدولة وشكلت اول حكومة في تاريخ البشرية على الاطلاق تحت ضرورة تنظيم التكاثر الانساني !.
جون لوك : كان يرى ان الدافع وراء اجتماع الافراد وتفكيرهم بانشاء جهة قضائية محايدة او لجنة حكومية مستقلة سُميت بالدولة للفصل بين الافراد هو الحفاظ على الملكية الشخصية والخاصة للافراد ، باعتبار ان الفرد عندما وصل لمرحلة التفكير بانشاء الملكية الخاصة والشخصية احتاج على اثرها للتفكير بانشاء هيئة قضائية تحكم في فض النزاعات التي ستقوم حتما ومترافقة مع انشاء فكرة الملكية الشخصية ، ومن هنا كانت اول بذرة لنشأة الدولة كهيئة قضائية وحكومية مستقلة تفصل في نزاعات الاجتماع حول الملكية والتملك وباقي القضايا الاقتصادية في الحياة الانسانية !.
أما هوبز : فقد رأى ان الدافع الاساس الذي دفع الاجتماع الانساني للتفكير بايجاد وانشاء كيان الدولة في هذه الحياة ، فهو دافع ( التطلع الى حياة السلم ونبذ حياة العنف والحرب ) وهذه الرؤية لهوبز منطلقة من كون الانسان لايستطيع ان يعيش في حياة حرب مستمرة ومدمرة كما كان يعيشها في حياته الطبيعية ،فارتأى ان يخلق لجنة او هيئة تقوم على ادارة عملية الحرب الدائرة بين المجتمع وتحويلها الى فترات نقاهة وسلم ، وفض نزاعات تؤمن حياة الاستقرار في فترات السلم ، وحياة الدفاع والمحافظة على الوجود في فترات الحرب !.
أذن فلاسفة العقد الاجتماعي متفقون على ان هناك اسبابا انسانية موضوعية هي التي كانت السبب الحقيقي وراء فكرة انشاء الدولة في الحياة الاجتماعية ، وان التكاثر السكاني او النماء الاقتصادي الفردي ، او ادارة حياة الحرب والسلم للمجتمع هي الاسباب الجوهرية لقيام كيان الدولة هذا !.
نعم عندئذ يمكننا استخلاص وظيفة الدولة وحسب رؤية فلاسفة العقد على اساس انها الجهاز الاداري الذي يضطلع بمشاريع ادارة التنمية السكانية حسب رؤية روسوا ، او يضطلع بمهمة حماية الملكية الشخصية وتنمية موارها وانعاش حركتها كما لدى لوك ، او ان وظيفتها الاساسية هي الدفاع عن المجتمع في زمن الحرب وتوفير السلم للمجتمع في زمن الرخاء كما هو حاضر لتوماس هوبز الفيلسوف المادي الانجليزي المولد !.
يتبقى لنا في مطارحة العقد الاجتماعي زاوية اصيلة في فكرة العقد بعد ان ادركنا لماذا كان العقد وماهي اسبابه وكيفية دخوله على خط انشاء الدولة في المجتمع ، وهي زاوية ماهية العقد وماهية بنوده الاصيلة ؟.
توماس هوبز يعتقد ان صيغة العقد الذي ابرمه الافراد مع الدولة كان يتضمن تنازلهم المطلق عن كافة حقوقهم الطبيعية في الحرية للدولة ، وهكذا اصبحت الدولة وحسب العقد الذي خولها التصرف المطلق في الحرب والسلم ، وادرة الشأن العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي كيفما ارتأت ، وليس للافراد بعد هذا العقد الرجوع عن ماخولوه للدولة من حقوق ، وليس لهم ان يتمردوا على طاعة الدولة او يثوروا على اوامرها ، او يحاولوا احداث تغيير في بنيتها القائمة ... وكل ذالك بسبب ان ماهية العقد الذي ابرمه الافراد مع الدولة كان يشير الى ذالك ، مضافا ان اي دولة بحاجة الى قوة مطلقة لتستطيع ارساء قواعد السلم بين المجتمع في الداخل ، ودفع العدو من الخارج !.
هذا الرأي كان النقيض الفكري لما كان يراه جون لوك الرأسمالي الانجليزي ، وجان جاك روسو الفيلسوف الاجتماعي الفرنسي بالخصوص الذي كان يرى : ان ماهية العقد الذي ابرم بين الافراد فيما مضى ، اولا :انه لم يكن مع الدولة مباشرة ، وانما كان العقد مبرم بين الافراد وبين الاتحاد الاجتماعي القائم ، وعليه كان العقد الاجتماعي الذي بموجبه انشأت الدولة كان عقدا بين الافراد وبين الاتحاد الاجتماعي نفسه !.
ثانيا : كان تنازل الافراد عن جزء من حرياتهم وليس مطلق حرياتهم للاتحاد الاجتماعي وليس لهيئة الحكم والدولة ، مايعني ان ليس هناك اي تنازل من الافراد لسيادة الدولة كي يكون لها الحق المطلق في التصرف ، وانما التنازل تم بموجب العقد من قبل الافراد لسيادة الاتحاد الاجتماعي الذي بدوره ينتخب السلطة الحاكمة ، وعليه فالسيادة المطلقة هي باقية للاتحاد الاجتماعي وليس للدولة كي يجزم بانه لايجوز مطلقا الخروج على سيادة الدولة !.
أما ما يخص أهم فقرات وبنود هذا العقد حسب مايراه انصار سيادة المجتمع فهي : اولا لاينبغي للدولة ان تخل بأحد شروط العقد ، واذا ماقدّر وخرقت الدولة احد بنود العقد الاساسية فان شرعيتها الدستورية تصبح ملغاة ، ومن حق السيد الاجتماعي ان يطيح بوجودها وينتخب للمهمة هيئة اخرى .
ثانيا : يجب على الدولة احترام الارادة العامة للمجتمع ، وبما في ذالك مصالح المجتمع العليا ، ولايجوز للدولة الاعتداء على هذه الارادة والمصالح تحت اي ذريعة او مبرر ما .
ثالثا : ليس من حق الدولة او الهيئة السياسية القائمة سنّ القوانين والتشريعات التي تتصل بمصالح الاتحاد الاجتماعي العام بسبب ان سنّ هذه القوانين والتشريعات من اختصاص صاحب السيادة الحقيقية وهو المجتمع ، وهو الوحيد الذي يملك حق العقد مع السلطة التشريعية وفصلها داخل الدولة لتسن القوانين التي تحافظ على مصالح المجموع العام وعلى الدولة او الحكومة التنفيذية تنفيذ هذه التشريعات والقوانين العامة !.
والى هنا ربما نكون قد وفقنا لاعطاء صورة بسيطة جدا عن مفهوم العقد ونشأة الدولة ، مع الاقرار ان الموضوع اوسع من هذا العرض الموجز بكثير ، ولكن املنا كان في اثارة نقطة وليس الولوج في بحر عميق ، وبهذا تكون المطارحة الاولى قد اكتملت لنردفها انشاء الله بمطارحة ثانية نشرح فيها وجهة النظر الاسلامية لمعظم قضايا العقد بدءاً بموضوعة النقلة النوعية للمجتمع من الطبيعية الى السياسية وحتى قيام الدولة كمشروع رسالي نبوي قام على تأسيسه الانبياء الكرام وسنّت قوانينه يد السماء .
_____________________
alshakerr@yahoo.com
الاثنين، يناير 23، 2012
(( اتركوا قبر صدام فالتاريخ سيحوله الى غائط لبقايا نجاسات الكلاب الضالة )) حميد الشاكر
في حوار مع احد الاخوة من ضحايا الاجرام العفلقي البعثي الصدامي المجرم كانت زفرات الوجع لهذا الضحية العراقية واضحة وضوح الشمس وهو يتحدث : عن قبر صدام حسين المشّيد في تكريت ؟ ، وكيف انه كلما راى هذا القبر والوفود الاردنية تزوره وتنشد القصائد والشعر قربه مدحا بالطاغوت ونكاية بالشعب العراقي وحقدا عليه يتمنى الموت ويدعوبحرقةقلب على الحكومة العراقيةالتي ترى هذه الممارسة العفلقية البعثية الاجرامية وهي تمتهن كرامةوادمية ومشاعرضحايا الشعب العراقي الذين دفنوا بمقابرجماعية اواحرقوا بالقنابل الكيميائية ابّان حكم هذا النجس المجرم الزنيم وعائلته وعشيرته الساقطة بدون ان تحرك حكومة بغدادساكنا لهدم هذا القبر او منع زواره من زيارته احتراما ، لشهداء العراق الذين قضوا على يد هذا المجرم على الاقل ؟!!.
كان جوابي واضحا له بان من احد اهم اهداف اقامة قبرمشّيدللطاغوت صدام حسين من قبل بقايا الصداميين وحثالات العفلقية الماسونية المبادة بمساعدة وتموين دول الاعراب الاشد كفرا ونفاقا بالعصر الحديث هو (اثارة الفتنة) الطائفية بين العراقيين وتمزيق لحمتهم الاجتماعية ، وعلى الشعب العراقي ان يعي هذه الحقيقة ولا ينزلق بهكذا حفر حقيرة يحفرها اعداء الشعب العراقي لهم وهذا اولا !!.
اما ثانيا : ليعلم الشعب العراقي إن ما من طاغية حكم هذه الامة ، منذ وفاة الرسول الاعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله صانع هذه الامة ومقيم كيانها الا وكان في دنياه وابّان حياته فتنة سوداءعلى هذه الامة ولعنة وفتنة اخرى ايضا بعد وفاته وموته كذالك وامامكم التاريخ فانظروا كم هم الطغاة الذين حكموا هذه الامة ليعيثوا فيها فسادا في حياتهم وليكونوا سبب شقاق ونفاق بين هذه الامة بعد وفاتهم وليس صدام حسين اليوم وباقي طغاة العرب وحكامهم باقل فتنة ولعنة على هذه الامة في حياتهم وبعد وفاتهم ، ومع ان صدام حسين ، لم يكن لعنة وفتنة وبلاء وكارثة على هذه الامة في حياته عندما قصم ظهرالعرب ودمر وجودهم واسقط هيبتهم بين الامم فحسب ، وانما كان بلاءا الاهيا اسود نزل بهذه الامة ليريها كيفية وعد الله سبحانه الصادق على اللذين ظلموا وهم بربهم كافرون في حياته ،وليكون بعد وفاته كأقرانه اداة للفتنة بين الامة حتى وهم جيفة نتنة !!.
ثالثا : انا لست مع التعرض لقبور الطغاة والظالمين ابدا ( قلت لمحاوري المكلوم ) حتى وان كان قبر شيده الفاسدون لفاسد ، الغاية منه اثارة الفتنة بين العراقيين بل انا ممن يؤمنون : بان التاريخ وحده هو من سوف ينتقم من الطغاة المجرمين على طريقته المعروفة ، وهو الذي ايضا يعيد الحق ، لاصحابه من الشهداء والمظلومين والقديسين في الدنيا قبل الاخرة واذا كان الحاضروطغاته وفاسدوه وعتاته وحثالاته ..... الخ ، يحاولون اسباغ القداسة والشهادة على زنيم رعديد جبان كصدام حسين نكاية بالشعب العراقي ، وضحايا نظامه المقبور ، فسوف ينصفهم المستقبل عندما تنتهي المصالح ، والاحقاد ليبقى الحق وتبقى الحقيقة هي الحكم على صدام حسين وامثاله عندئذ سيرى العالم عبرة لم تصنعها يد البشرابدا بل تخلقها يد العدل والقدر الالهي بكيفية تحول قبر صدام حسين ولحاله من قصرمشيد ومزار منمق الى مكب للنفايات اومبولة للثعالب او غائط لنجاسات الكلاب الضالة !!؟.
هكذاهوحكم التاريخ دوماعلى الطغاةوالمجرمين والمنافقين من جهة وعلى الشهداء والمظلومين والقديسين والابطال بالعدل والحق من جانب آخر ، لاعطاء كل ذي حق حقه ، ومجازاة كل صاحب جريمة بجرمه !!.
اين قبر الطاغية معاوية بن ابي سفيان اليوم ، والذي كان في يومه ، تحفة جمالية ومنبرا لقصائد الشعر ومديح المنافقين والافاكين من انصاره ومريديه ؟!.
وهل ترى قبر علي بن ابي طالب الشهيد المظلوم والبطل المقدس ، الذي كان وحيدا في صحراء النجف علامته ثلاث احجار قديمة !!.
واين قبر الملعون ابن الملعون يزيد بن معاوية ؟.
وهل ترى قبر الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام الذي قطعته سيوف البغي في ارض كربلا ،وطحنة عظمه محافر الخيل ودرست اثره احقاد الكافرين بلا رحمة ولا شفقة ولاتفكير ؟!.
لكن هاهواليوم الحسين الشهيد اماما للعالمين بعد انصاف التاريخ والعدل والقدر له بملايين زائريه ومحبيه وشيعته وانصاره ومتولهيه .... ، وذاك هو يزيد بن معاوية لعنة للاعنين وخزيا للمناصرين وعارا على كل الطغاة والمجرمين !!.
اتركوا قبر صدام حسين لزواره ومريديه من الفاسدين والقتلة والمأجورين فهم اول من سينفض من حوله واول من سيكفر برائحته النتنة ، وهم انفسهم اول من يدرك حقارة هذا القبر وصاحبه ، وما يجلبه من عار في الدنيا وقبل الاخرة لكل من يعتقد بصلاح قربه وادامة النظر له بزيارته !.
رابعا : قلت لمحاوري الان واي فعل يقوم به اي عراقي شريف ،وحتى لو كان على سبيل هدم قبر صدام حسين بمستند شرعي لانه يثيرالفتنة بين العراقيين وعلى ولاة الامر في العراق وحفاظا على لحمة الشعب العراقي من التشرذم ليس فقط يجب هدم قبره بل واخراج جثة صدام وحرقها ونسفها في بحر الخليج ، كي لايلوث بنجاسته نهري دجلة والفرات ، وكما فعل موسى النبي ع بعجل بني اسرائيل بعد عبادته لكن مع ذالك ، وحتى مع هذه النوايا الطيبة فسيؤخذ هذا الفعل العراقي الشريف من قبل حثالات بقايا الصداميين والمنافقين العرب على انه خوف من (البطل صدام حسين) حتى وهو ميتا لتضاف بطولة زائفة لجبان شاهده العالم كله وهويُلقي عليه القبض في حفرة الصرف الصحي في تكريت !!.
نعم هذا ما كتبه الصهيوني المستعرب ( عبد الدولار عطوان ) في افتتاحية صحيفته (( القدس الصهيوني )) بمقال تحت عنوان : يرتعدون منهم حتى في قبورهم !!.
ومع ان عبد الباري عطوان وغيره يدرك تماماان الشعب العراقي وقيادته السياسية المنتخبة اليوم ليسوا برعاديد ، ولاهم من باع بيته للصهاينة ، واعترف بالاحتلال الاسرائيلي في فلسطين ، كما فعلت منظمته الفلسطينية العتيدة ، ولاهم من ارتضى ليكونوا اداة رخيصة ، كمنبر تطبيل للمشروع الصهيوني الامريكي القطري للاطاحة بمشروع المقاومةفي لبنان وسوريا والعراق وايران كمايفعل هذه الايام عبد الباري عطوان في صحيفته التي كانت نفاقا (القدس العربي) بعد ان تعرت لتصدح بالاعلان عن ولادة (( القدس الصهيوني )) بدلا عن ذالك !!.
عبد الباري وغيره يدرك تماما ما نوعية الشعب العراقي ، وكيف لم يتحمل الاحتلال على ارضه اكثر من ثمان سنوات قبل ان يخرجه ، وليس لاكثر من ستين سنة ولم يزل الاحتلال على ارض فليسطين ، ويدرك ان صدام حسين ، كان مختبئا في حفرة للصرف الصحي رعبا من ايدي الشعب العراقي وليس من قوى الاحتلال وهو يدرك ان صدام جيفة نتنة لايحرك شعرة من اصغر طفل عراقي قد صفع راسه بالنعال في يوم سقوط تمثاله في وسط بغداد بعدما هرب هو وعصابته البعثية من بغداد ليتركها للامريكان يدخلوها بسلام امنين !!.
كل هذا يدركه منافقوا العرب من اصحاب الكابونات النفطية التي كان صدام يهبها للقردة من امثال عبد الباري عطوان ليدبج المقالات بالدفاع عن طاغوته وفساده ودنائته ، لكن الفرصة واتته عندما سمع ان رئيس الوزراء العراقي حمّر عينه على انصار صدام فخرج شيخ قبيلة صدام ليكون اول الكافرين بجيفة صدام النتنة ليعلن للعالم انه بصدد اغلاق قبر صدام !!.
وانا على ثقة ان هذا الشيخ لو وجد مصلحته مع الحكم العراقي الجديد سيكون هو اول من يرفع فاسه ليهدم قبر صدام على راسه وراس امه صبحة ايضا وليلعن اليوم الذي انتسب فيه صدام لهذه القبيلة !!.
اخيرا : انتهى حواري مع صديقي المجروح من قبر صدام ، ونفاق المنافقين حوله بالقول له (( صدام وقبره وحزبه وعصابته وكل منافقي العرب وطغاتهم لاينبغي ان تساوي عندالعراقيين لفتة توقف عندهذه الصغائرمن الامورالمفتعلةالتافهة فللشعب العراقي مشروع ، ومستقبل اكبر كثيرا من الوقوف عند قبر طاغية ، تحاول بعض المنقرضات الصداميةوالعفلقيةوالاعرابية القاعدية ان تتكسب اعلاميا باثارة زوبعة حول موضوعه لكن نحن نعلم ماسيؤول حاله اليه بعد عشر اوعشرين سنة من الان فدع الزمن ينتقم من طغاته ومجرميه ، ولينشغل العراقيون ببناء بلدهم ، وصناعة حاضرهم ومستقبلهم !!.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
السبت، يناير 21، 2012
(( عراق تركي الفيصل الذي سرقه العراقيون من ال سعود !!)) حميد الشاكر
خطير جدا ما تحدث به مدير جهاز الاستخبارات السعودية السابق وسفير بريطانيا واميركاومستشارالديوان الملكي تركي بن فيصل بن عبدالعزيزال سعود حول الشأن العراقي في مؤتمر الامن الاقليمي لدول الخليج الذي يقام في البحرين هذه الايام !!.
والحقيقة ان الخطورة تكمن ليس فقط بماقيمه تركي الفيصل لعراق ما بعد الاطاحة بالمقبور صدام حسين ونظامه ، وكيفية الخسارة السعودية بهذا الامر ، بحيث انهم :
اولا : خسروا سمسارا منحطا اسمه صدام حسين كان مستعدا لبيع دماء العراقيين وتدمير بلدهم والدخول بحروب لها اول وليس لها اخر من اجل حماية امن الامراء السعوديين ، والقيام بالحروب نيابة عنهم ، وعن امن حكومات مشيخاتهم الخليجية لتأمين المصالح الاستعمارية من ثم في مقابل دعم بقاءه بالسلطة في العراق لاغير .
وثانيا : لان العراق اليوم ، بعد ان كان المخطط السعودي الامريكي ، قبل تغييرنظام صدام هو: ان تؤول تركة نظامه بعد الاطاحة به لسمساروعميل صدامي اخرليستمر بتقديم الخدمات ، لأمن البترول الخليجي وكروش وترف اصحاب السعادة من حكام البترول على حساب دماء واستقرار وتقدم الشعب العراقي !!.
ولكن الخسارة (حسب رؤية تركي الفيصل ) التي لاتعوض ان العراق وقادته الجدد الذين انتخبهم الشعب العراقي ، والذين انتهجوا سياسة العراق اولا كانوا ولم يزالوا بالنسبة للسياسة السعوامريكية من نوع مختلف ، وليسوا هم من قائمة من يشروا ويباعوا للسعودية اولاسرائيل ليقدموامصالح الامن الخليجي على الامن والاستقرار والنماء الوطني العراقي !!.
وبهذا يكون أمن واستقرار وتوازن الخليج قد اختلّ تماما ب( رؤية تركي الفيصل ) لصالح العراق وشعبه ، وايران وتقدمها وسوريا ومقاومتها ، والسلام في المنطقة ومصالحها على مصالح امن الخليج وبتروله ، ومخططات اسرائيل وشرقها الاوسط الجديد وهذا من اعظم الخسائر التي يراها تركي الفيصل انها لايمكن السكوت عليها ابدا في حال استمرار العراق على ماهو عليه !!.
نعم الخطورة الحقيقية تكمن ، ليس بمثل هذا الطرح السعودي لعراق مابعد المقبور صدام حسين ، ونظامه في خطاب تركي الفيصل فحسب بل هناك ماهوالاكثر خطورة في خطاب هذا الاستخباري السعودي الخطير والذي اشار له بالنقاط التالية :
اولا: لاول مرّة تقريبا يصدرمن شخصية سعودية تنتمي لقمةالهرم القبلي السلطوي للعائلة السعودية وصف العراق ( بعراقنا ) على صيغة وراثة تركة العراق والتملك المطلق له ، وتجريد كل الشعب العراقي من عراقيتهم ، ففي مثل هذه الرؤية تكون العائلة السعودية الحاكمة في ارض نجد والحجاز قد انتقلت نقلة نوعية في رؤيتها الاستخباراتية الجديدة للعراق ، من المطالبة به ، كبوابة شرقية للحروب السعودية الامريكية الاسرائيلية بالنيابة الى كونه بلدا لا يملك شعبا له من العمراكثر من سبعة الاف سنة من الحضارة اسمهم العراقيون بل هو بلد تابع ، و تحت الولاية السعودية الخليجية تماما في تبعيته ونسبته !!.
ثانيا : في خطاب الاستخباراتي السعودي (تركي الفيصل) في مؤتمر الامن الاقليمي لدول الخليج في البحرين كان واضحا ان القيادة السعودية(عائلة ال سعود الحاكمة) قد حزمت امرها تماما حول الشأن العراقي الداخلي والخارجي ، وانها مصممة على استمرارالحرب ، وخوضها داخل هذا البلد بضرب استقراره اولا ، وعدم الاعتراف بوضعه السياسي الجديدالقائم وما انتجته انتخابات الشعب العراقي من دستورودولة وحكومة وبرلمان ثانيا الى حين اسقاطه والاتيان بحكومة عميلة لمصالح السعودية ومخططاتها الصهيوامريكية في المنطقة !!.
وهذا جاء في سياق خطاب ورؤية (( تركي الفيصل)) عندما وضح بشكل لالبس فيه الرؤية السعودية ، للمستقبل القريب في كيفية التعامل مع العراق بالقول : (( فان الاوضاع في العراق سوف تسوء ...... ، لذا ينبغي لنا ان نضع في اعتبارنا مثل هذا الاحتمال ، والوقوف مع القوى الوطنية العراقية ، التي سوف تعيد العراق للعراقيين .... ليعود عامل استقرار في منطقة الخليج خاصة والمنطقة بصورة عامة )) !!.
وهذا يعني فيما يعنيه :
اولا : ان حكومة ال سعود ماضية في مخططها الشرير تجاه ضرب استقرار العراق وادامة هشاشة موقفه الداخلي ، الى حين تدهور وضعه الامني والسياسي بشكل تام ولهذا اشار تركي الفيصل في خطابه الامني السعودي الى هذه الفكرة بقوله : (( ان الاوضاع في العراق سوف تسوء )) كاشارة الى نهج السياسة السعودية ورؤيتها المستقبلية لعراق ما بعد التدهوةر الامني والسياسي في وضعه القائم !.
ثانيا :لا ريب ان مقولة تركي الفيصل بضرورة الوقوف مع القوى الوطنية العراقية التي سوف تعيد العراق للعراقيين ....، فيها الكثير من الاشارات السياسية والامنية الخطيرة على الوضع القائم اليوم في العراق ، فهي لم تكتفي بمصادرة وطنية جميع العراقيين ، الذين لايرحبون بان يكون العراق ذيلا ،للمشاريع (الصهيوسعودية) في العراق وفي المنطقة فحسب ، بل انها تشير ، وبوضوح الى ضرورة صناعة عملاء من الداخل العراقي ودعمهم ماديا وسياسيا واقتصاديا والعمل على ترتيب الاوضاع العراقية الداخلية لهم ، من خلال انقلابات عسكرية ، او تداعيات امنية او شراء ذمم سياسية ....الخ تمكنهم من الاستيلاء على الحكم في العراق لاعادة العراق الى مربع المخططات السعودية الامريكية ، وليكون من ثم معادلة سياسية حيوية في حسابات امن المصالح البترولية الاستعمارية الخليجية في المنطقة والعالم !!.
ثالثا: لاشك انه وعندما يعلن الاستخباري السعودي تركي الفيصل ان العراق ينبغي ان يعود للعراقيين ، فان هذه الرؤية تنبئ عن ان الحكم السعودي يرى العراق اليوم خارج تماما عن ايدي العراقيين الذي (( يتصور عراقيتهم)) بطائفية حقيرة وهابطة المستويات الانسانية والسياسية تماما !!.
فبغض النظر من ان مثل هذه (الرؤية السعودية) هي تدخل سافر بالشؤون الداخلية العراقية وبغض النظر عن ما يحمله كلام تركي الفيصل من مصادرة وتحقير للشعب العراقي بالمطلق ولكنه كلام ورؤية تظهر مدى ((الايغال السعودي)) المريب ومدى الوقاحة ، التي وصلت لها رؤية العائلة الحاكمة السعودية في نجد ، والحجاز تجاه العراق ،وهذا ان دل على شيئ من اشياء كثيرة انما يدلّ على الوهن والضعف الذي يعانيه العراق اليوم دولة وحكومة وشعبا ، مما سمح للسعودية وغير السعودية ان تتدخل حتى في هبة وطنية العراق للعراقيين انفسهم ، وتجريد العراقيين منها متى شاءت المخططات الاستخبارية والامنية السعودية !!.
نعم على العراقيين ان يلتفتوا الى مثل هذه الرؤى السعودية السياسية والامنية التي تحاك ضد وطنهم واستقرارهم ودمائهم وحاضرهم ومستقبلهم ، وان يحزموا امرهم كماحزم عدوهم امره في اعلان حربه عليهم وعلى استقرارهم بأن يكون لهم موقف واضح من هذه التدخلات ، والمخططات الارهابية السعودية الشريرة التي تمارس ارهابا على دمائهم وشعبهم ووطنهم !!.
خطاب مدير الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل في مؤتمر الامن الاقليمي الخليجي في البحرين http://www.youtube.com/watch?v=sLYaQVkBRGQ
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الجمعة، يناير 20، 2012
(( السلفية هل هي مشروع لادارة الدولة المجتمع أم انها ذراع لحماية الطاغوت وشرعيته ؟ )) حميد الشاكر
اتعجب عندما اسمع هذه الايام مصطلح (( حكم السلفية )) ، وهو يتداول في الكثير من الاصقاع العربية والاسلامية ،مثلا في مصر او هناك في افغانستان او تونس او ليبيا او الاردن ... فهناك تخوف في كل مكان اسلامي اليوم تقريبا من حكم السلفية الاسلاموية السياسية من التيارات الاسلامية المعتدلة او الليبرالية او الاشتراكية او القومية العربية وغير العربية !!.
والحقيقة ان سبب تعجبي بسيط وغيرمعقد وهوان اؤلئك الذين يعتقدون بان السلفية الاسلاموية التاريخية ، والحديثة سوف تحكم في يوم من الايام في هذه المنطقة من العالم او في غيرها من المناطق ، واقعون في الواقع تحت إصر اشكاليتين :
الاولى : اشكالية جهل عميق في تاريخ نشأة السلفية واسباب هذه النشأة ؟ وكيفية فهم ارتباط السلفية بنشأتها التاريخية ولا أمكانيتها ان تكون حركة واقع اومستقبل او حركة توظف تاملاتها لصناعة المستقبل لتتمرد على الماضي وتصوراته ؟.
والثانية : هي اشكالية الوعي التام ، لتركيبة السلفية القديمة والحديثة ، وادراك ان لاامكانية فكرية في التركيبة العقدية الدينية السلفية لادارة الحياة والمجتمع ، وانما ما موجود في تركيبة السلفية هو تصورات عن مشاركة في الحكم وليس الاستقلال في الادارة والسلطة وقيادة المجتمع !!.
ولعل هاتين الاشكاليتين ان فهمهما اي دارس او مطلع او باحث او مفكر في البنية الفكرية والتاريخية للسلفية الدينية القديمة والحديثة سيختصر الكثير من العناء في ادراك السلفية على حقيقتها الواقعية بدون النظر للقشور والسطحية السياسية التي تظهر هنا ، وهناك في خطابات السلفية السياسية نفسها ، التي تنتمي للسلفية بدون وعي وادراكوفهم حقيقي لماهيتها وبنيتها الفكرية والسياسية والاجتماعية !!.
نعم عند دراستنا للنشأة التاريخية للسلفية القديمة سنكتشف وبلا لبس في الرؤية : ان الحركة السلفية كان سبب ولادتها خاضع لمتطلبين تاريخيين اساسيين :
الاول : وهي كون السلفية منتج سلطوي سياسي طبيعي انبذرت اول براعم ولادتها تحت رعاية واشراف السلطة السياسية الدينية التي نشأت بعدرحيل الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله للرفيق الاعلى ، وصعود بعض صحابته للحكم في ظروف اشكالية عقدية واسلامية خطيرة جدا عندئذ ولد تيار سياسي مناصر للوضع الجديد تحت ظلال هذه السلطة الجديدة لصناعة مشروعية دينية عقدية قداسية للحكم القائم وبلورت هذه السلفيةالتي تدين بالولاء للوضع السياسي القائم افكارا تعتمد كليا على فكرة : ان المصادر الشرعية الدينية والسياسية الوحيدة تمر من خلال وعبر بوابة السلطة الحاكمة المتجسدة بصحابة الرسول فقط لاغير !!.
وبعد ذالك اخذ مصطلح (( السلفية )) والسلف الصالح ياخذ اشكاله العقدية النهائية في هذه المدرسة ليصبح تيارا في الامة يلزم مجتمعيتها عقديا ، وسياسيا بعدم اخذ الشريعة والشرعية السياسية وغير السياسية من خارج سياقات السلف ، الذي حكم الامة سياسيا بغض النظرعن اشكاليات هذه السلطة في صلاحها اوفسادها الاخلاقي والديني والسياسي ، وغير ذالك ، وبقيت هذه الحالة من متبنيات هذه المدرسة التي سميت باسم السلف !!.
وهذه هي كانت البدايات او اللبنات الاولى لتأسيس فكرة ((السلفية )) باعتبار انها القائم على التنظير واعطاء الشرعية للحكم القائم بعد وفاة الرسول الاسلامي العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله والتي استمرت في مشروعها لتكون دائما في ظلال السلطة القائمة حتى اليوم ، تهبها الشرعية السياسية باسم السلفية من جهة وتقاسم السلطة مغانمها من جانب آخر !.
الثاني : وهومتطلب سياسي بحت ، حيث ان المطلع على اشكاليات نقل السلطة في التاريخ الاسلامي بعد وفاة الرسول الاعظم محمد (ص) يدرك ما رافق هذا الانتقال للخلافة ، وللسلطة السياسية من تجاذبات عقدية وسياسية واجتماعية .... غاية في الخطورة والمصير ، مما دفع بالتجاذبات الاسلامية الى حدتها القصوى لتنشطر الى جانبين ، جانب يرى في الخلافة السياسية والاستيلاء عليها من خلال القوة والدهاء والمكر ،وشرعية الصحبة للرسول لاغير ، وهذا الجانب هو الذي ناصرته المدرسة السلفية في بدايات نشأتها ، وحتى اليوم ، وجانب نظر للامامة السياسية على اسس عقدية ودينية ، ورسالية لاغير ، بحيث ان هذا التيار الاسلامي كان يعتقد ان مسألة السلطة ، والخلافة بعد الرسول محمد ص قد حسمت في زمن الرسول وان الخلافة بقرارونص الاهي هي لاهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وفي ممثلهم علي بن ابي طالب اول الناس اسلاما واشدهم تضحية واقربهم لحمة لبيت الرسالة والنبوة !!.
في هذا المفصل تحتم ان تقوم مدرسة للتنظيرلشرعيةالحكم الذي يقابل فكرة الامامة والنص في المدرسة المعارضة للحكم القائم فتبلورت (السلفية) كمدرسة تحاول ان تنزع الشرعية من الآخر من جهة لتركزها بيد السلطة والحكم الذي يستمد شرعيته من القوة ، والجمهور والمصالح السياسية الطافية على السطح الاجتماعي العربي والاسلامي من جانب اخر !.
نعم ان هذه النشأة واسبابها للمدرسة السلفية اذا ادركناها بما قدمنا له من متطلبات استطعنا من الجانب الاخر فهم ماهيةواهداف المدرسة السلفية التي لازمتها تاريخيا وحتى اليوم ، فهذه المدرسة السلفية من مميزاتها التاريخية والحاضرة انها مدرسة وجدت في ركاب السلطة القائمةولايمكنها بعدهذه النشأة ان تكون او تعيش منفصلة عن مستنقعات اسباب وجودها ونشأتها التاريخية ، فالسلفية والسلطة في كل تقريبا التاريخ والفكر الاسلامي ومعتقديته قرينان لايمكن فصل بعضهما عن الاخر ومهما تغيرت عناوين السلطة القائمة !!.
اي بمعنى اخر : ان في عمق الفكر السلفي العقدي سيجد اي باحث فكرة (( الولاء للسلطة القائمة واعطاء الشرعية لها واطاعة ولي الامر سواء كان مؤمنا او فاجرا )) وهذه الفكرة تحلّ الكثير من الرمزية التاريخية والعقدية للمدرسة السلفية ، فهي فكرة تنبئ كل دارس عن الجذورالتاريخية الحقيقية لهذه المدرسة اولا وتضع انامل كل باحث عن الرابطة المصيرية بين السلطة والسلفية ثانيا ، فالسلفية بهذا المعنى لاترى في نفسها وجودا بغير السلطة القائمة ، ومعنى هذه السلطة طبعا انها شيئ خارج عن سياقات ( المنتج للمدرسة السلفية نفسها ) فالسلفية وحتى حسب دراسة معتنقيها انفسهم تؤمن بالولاء للسلطةوولي الامرالقادم من خارج المدرسة السلفية دوما ولا تدّرس المدرسة السلفية ابدا تلامذتها والمنتمين لها على اساس انها ممثل للسلطة ، او انها هي الممثل الشرعي لهذه السلطة ، بل دائما في دراسات وابحاث وعقائد ، وفتاوى المدرسة السلفية ، تهجن تلامذتها والمؤمنين بها وتخضعهم على فكرة ان هناك وليّا للامرخارج عن دائرة السلفية ينبغي الخضوع له واعطائه الولاء والطاعة ،سواء كان ولي الامر اتيا للسلطة من خلال شورى او من خلال جبر وقوة او من خلال ملكية وولاية عهد او من خلال نص وشريعة فلا يهم في فكر المدرسة السياسية السلفية ، كيفية وصول الحاكم للسلطة بقدر اهمية كيفية اظفاء الشرعية على حكمه في مناهج الدراسات العقدية والفقهيةوالفكرية للمدرسة السلفية القديمة والحديثة !!.
وهذا طبعا بعكس المدارس الاسلامية الاخرى كالمدرسة الاسلامية الامامية الشيعية (مثلا) فان في صلب معادلاتها العقدية والفقهية الدراسية لهذه المدرسة يجد الباحث ان هذه المدرسة من اساسيات مناهج دراساتها العقدية ، هو كيفية صناعة السلطة من داخل دائرة المدرسةالاسلامية الامامية الشيعيةولا تدِّرس هذه المدرسةتلامذتها والمؤمنين بها ضرورة الانقياد ، للحكم وللسلطة السياسية القائمة ، ووجوب طاعة السلطةوالحكم القائم وكيفماكانت هويته بل من مميزات المدرسة الاسلامية الشيعية الامامية هوالتركيز على صلاحية الحكم وان يكون حكماقائمابالعدل ويتصف بصفات الايمان والعلم والفقاهة بالدين والالتزام بشريعة رب العالمين ...الخ !!.
وهذا المنهج ، بطبيعة الحال للمسلمين الشيعة ، ينبئ ايضا عن حالة الاستقلال بين السلطة والمدرسة الاسلامية الشيعية ، كما انبأنا المنهج السلفي بالعكس عندما بين لنا مفهوم الارتباط المصيري ، بين السلطة والمدرسة السلفية وتبعيتها للحكم القائم كيفما اتفق !!.
ان هذا الارتباط الذي استوحيناه من العلاقة التاريخية بين المدرسةالسلفية والسلطة القائمة بالاضافة الى ما استنبطناه من فكرالمدرسة السلفية ورؤيتها للسلطة القائمة على اساس انها دائما ينبغي ان تكون سلطة من خارج الدائرة السلفية ، وليس من داخلها يوصلنا الى النتيجة التي قدمناها في بحثناهذا سالفا حول فكرة : ان السلفية لايمكن ان تكون مشروع حكم وادارة ، بل انها لا يمكن ان تكون غير ذراع لحماية السلطة والطاغوت القائم لاغير !!.
ففي بنية المدرسةالفكرية السلفية لايوجد ذالك التراث العقدي للحكم وادارته لتتمكن السلفية من صناعةرؤية متكاملة للحكم والادارة الاجتماعية وهذا منطلق كما اسلفنا به لان المدرسة السلفية في نشأتها ، وفي تنظيرها ووجودها التاريخي وحتى اليوم لم تفكر في يوم من الايام ، انها مدرسة مستقلة في فكرها عن السلطة والية نعمتها والمتفضلة عليها بالوجودوالاستمراربل ان كل فقههاالسلطاني والسياسي قائم على فكرة طاعة ولي الامر، الذي يفرض نفسه بهذا الاسلوب ، او ذاك على الحكم وادارة الدولة اما المدرسة السلفية نفسها ورؤيتها المستقلة عن السلطة القائمة ،فلا يوجد تراث حقيقي لكيفية ادارة السلطة مستقلا في المدرسة السلفية القديمة والحديثة !!.
نعم صحيح يوجد خطاب سياسي حديث يتحدث عن ( حكم السلفية ) حتى على لسان بعض الجهلة من السلفية ، الذين لا يدركون مفاهيم مدرستهم السياسية ، لكن هذا الادعاء لايعني ان للسلفية رؤية حكم مستقلة ومتكاملة لادارة الحياة !!.
وحتى بعد ان جرّب بعض قادة السلفية الحديثة (القاعدة وطالبان) من الجهلاء بهذه الحقيقة ادارة المجتمع ، والدولة تحت اطار الفكر السلفي اليوم ، كالذي حدث من محاولات في افغانستان ، او في بعض البلاد العربية والاسلامية ، الذي توهمت فيها بعض التيارات السلفية المتطرفة ، انها تمتلك رؤية شرعية سياسية متكاملة لادارة الحياة ، وبعيدة عن كنف حكم السلطة القائمة ، وقادت بالفعل عنف سياسي اوصلها للحكم ، والقيادة في هذا البلد او ذاك لكن ولان السلفية ، وتركيبتها الفكرية وبنيتها العقدية منبنية اصلا ، لارجاع المجتمعات الاسلامية الى الماضي وليس العيش فيها بالحاضر ، او قيادتها الى المستقبل بالاضافة الى ان السلفية اصلا لا تملك مفاهيم الدولة العصرية ولايساعد تراثها العقدي على رؤية متكاملة لكيفية الحكم وجدنا ان هذه التجارب السلفية سرعان ما انهارت ، او دمرت نفسها بنفسها ، عندما سحبت مشاريع الغزو والارهاب والاعتداء على الاخرين من الماضي الى الحاضر لتعتقد ان هذه الاساليب ، هي من صلب قيام الحكم ، والدولة في الاسلام ، ما جعلها غير قابلة للاستمرار ( هذه التجارب السلفية ) في العصر الحديث ، فاندثرت وماتت في مهدها لتعود ، الى سيرتها الاولى في بعض البلدان العربية والاسلامية ، تحت غطاء سلطة السياسة لتمارس اعطاء الشرعية لهذه النظم الحاكمة لاغير وتقاسم السلطة القائمة في مغانمها فحسب كما بدأت اول مرّة !!.
ومما تقدم ندرك ان السلفية لايمكن ان تكون مشروع ادارة وحكم للمجتمع لاعصريا ولا تاريخيا ايضا ، وذالك للاسباب التالية :
اولا:السلفية تعني الرجوع الى الماضي وفهم الدين حسب معطيات فهم السلف الذي تعتقد السلفية انه الفهم المطلق للدين ، والغير مقيد بزمان ولا بمكان ، بينما السلف ورؤيتهم على احسن التقادير، هو في حقيقته مرتبط زمانيا ومكانيا بحقبة احسن ما يقال عنها انها بدائية المعطيات الفكرية وهذه اول نقطة يجعل من المدرسة السلفية وتصوراتها الفكرية والدينية ، والسياسية والاجتماعية ، كيان يعيش خارج معطيات العصور القديمة والعصرالحديث ومتطلباته فضلا عن تصورات المستقبل وما ينبغي له من مقدمات .
ثانيا : السلفية بنيت اساسا لتكون ذراع لحماية السلطة والدفاع عنها ، ولم تخلق السلفية طبيعيا كاستجابة للمجتمع الاسلامي لتصوغ رؤيتها الفكرية والسياسية والاجتماعية بصورة متكاملة ، ولهذا مازالت ولم تزل السلفية ذيل للسلطة وبعيدا عن المجتمع وتطلعاته الطبيعية .
ثالثا : البنية الفكرية للمدرسة السلفية ليس فيها اي تفكير لكيفية النضال والوصول الى الحكم وادارته مما جعل السلفية عاجزة ومفتقرة لفكرة سياسية ناضجة تاريخيا واجتماعيا وعقديا !.
رابعا : نعم السلفية تتصادم مع السلطة اذا شعرت بالتهميش من قبل السلطة وعدم اشراك السلطة لها في مغانم الدولة والحكم لكنهاسرعان ما تعود الى حضن السلطة اذا وجدت من السلطة بابا مفتوحا للمشاركة لها في مغانم الحكم وعلى هذا الاساس لايمكن تصور انقلاب السلفية على السلطة دائما ، وانما يمكن تصور تضارب ينشأ على ضفاف مطالب سياسية للسلفية اذا وفره الحكم فالسلفية ستعود لوظيفتها الطبيعية ككلب حارس للسلطة وشرعيتها !!.
خامسا:من يتصوران بامكان السلفية ان تحكم فماعليه الا ان يترك للسلفية الفرصة ويفتح لها الباب على مصراعيه وسيكتشف ان السلفية والسلفيين انفسهم يرغمون السلطة والحكم على العودة ولو بالفوضى والقوة ، وانهم سيعلنون فشلهم من خلال اطروحاتهم المفتقرة للحياة مع الحاضر والمستقبل !!.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الخميس، يناير 19، 2012
(( ميسون الدملوجي وافلامها الرومانسية !!)) حميد الشاكر
كانت كل التوقعات والسيناريوهات البعثية ، والارهابية القاعدية حاضرة في ذاكرتي عندما اعلنت قوى الامن العراقية القاء القبض على سكرتيره كانت تعمل في مكتب الارهابي الهارب طارق الهاشمي ، وقد ادلت حسب المصدر الامني الذي نشر الخبر باعترافات كارثيةعلى عميد من حماية المجرم الارهابي طارق الهاشمي ومنها على سبيل المثال : كيف تم ابتزازها في بداية عملها من قبل طارق الهاشمي ؟، وكيف استغلها هذا القاتل لحمل حقائب مفخخة الى مناطق بغداد لتنفجر بالعراقيين وتقتلهم ؟ وكيف كشفامرها ؟،وماهي العمليات الارهابية التي قامت بها تجنيدها... الخ ؟!!.
عندئذ تخيلت ان هذه السكرتيرة الارهابية ، للهاشمي وعصاباته ستكون في الاعلام البعثي الصدامي الارهابي والقاعدي الوهابي السعودي (صابرين جنابي رقم 2) في معادلة البعث والقاعدة لتصبح (رشا الهاشمي) فيمابعداطهرالطاهرات وام المؤمنين والمؤمنات واشرف الشريفات ..... التي سلمها الرافضة للامريكان ليعبث بشرفها وشرف جميع العراقيات !!.
لكن ما لم يكن بحسباني بالفعل هو ان تخرج نائبة من القائمة العراقية هي ميسون الدملوجي هذه المرة لتطرح سيناريوا جديد حول سكرتيرة المجرم طارق الهاشمي واعترافاتها الواضحة بتورطها ، وتورط زعيم عصابتها طارق الهاشمي بالارهاب وتمويله وادامته وقتل العراقيين لتسع سنوات خلت ، يحمل من الخطورة السياسية والامنية الشيئ ، الذي لايمكن لدولة وحكم وقضاء يحترم نفسه ان يسكت على مثل هذه الاتهامات التي ساقتها النائبة الدملوجي في سيناريوها ضد قوى الامن العراقية وسير القضاء والعدالة في العراق واساليب عمل حكومتناالعراقية المنتخبة بملاحقة اعترافات الارهابيين هنا ، وهناك ومن ضمنها اعترافات سكرتيرة الارهابي طارق الهاشمي !!.
فاولا: خرجت الست ميسون الدملوجي لوسائل الاعلام المعادية للعراق وتجربته في الصحافة السعودية وغير السعودية ،لتعلن براءة سكرتيرة الهاشمي من كل مانسب اليها زورا وبهتانا !!.
ثانيا : اعلنت الست ميسون المتحدثة الرسمية للقائمة العراقية ان الاعترافات التي ادلت بها سكرتيرة المجرم الهارب لكردستان طارق الهاشمي (( رشا الهاشمي )) بتورطها والهاشمي بالاعمال الارهابية الاجرامية المنحطة ضد الشعب العراقي انما هي اعترافات انتزعت منها تحت ((التهديد)) والوعيد والارهاب من قبل قوى الامن العراقية .
وثالثا : ان نوعية هذه التهديدات التي مارسته القوى الامنية العراقية على العفيفة الشريفة رشا الهاشمي هي من احط واقذر الانواع والاساليب التهديدية والابتزازية وهي ان صُنع للشريفة العفيفة سكرتيرة الهاشمي (( فلم اباحي )) من بعض ضباط قوى الامن العراقية ، لارغامها على الادلاء باعترافات مزورة وافتراءات واكاذيب سياسية على العميد في حماية المجرم طارق الهاشمي ومن ثم على الشريف النبيل طارق الهاشمي صديق ومحازب الناطقة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي !.
والحقيقة انا اتعجب من قضائنا ، وقوى امننا العراقية وحكومتنا المنتخبة ومجلس نوابنا نواب الشعب ، كيف يسمع ويقرأ مثل هذا الكلام لميسون الدملوجي ولا يلقي عليها القبض بتهمة الافتراء على اجهزة الدولة الامنية ، واساليب عملها القانونية وتشويه سمعة القضاء العراقي والدفاع المستميت عن الارهاب والارهابيين !!.
والا هل يعلم القضاءالعراقي الذي اصدرمذكرة قبض على شبكة الهاشمي الارهابية ماذا يعني تصريح الدملوجي ميسون هذا بفبركة ادلة ادانه قذرة ضد امراة عراقية لابتزازها سياسيا ؟.
بل هل تعلم قوى الامن العراقية ، التي ضحت بعشرات الالاف من قواها الامنية في معركتها مع الارهاب ، وامثال رشا الهاشمي وصابرين ، وغيرها ماذا يعني اتهام ميسون الدملوجي لهم ولضباطهم المهنيين ب (( صناعة افلام اباحية )) للعراقيات لابتزازهن وارغامهم على الادلاء باعترافات مزورة ؟.
وهل تعلم حكومتنا العراقية المنتخبة ، بسلطتها التنفيذية ، ما الذي يعنيه تصريحات ميسون الدملوجي اللااخلاقية هذه عندماتعلن ان الارهابية رشا الهاشمي قداعترفت تحت هكذا ابتزاز سافل اخلاقيا لانتزاع اعترافات كاذبة منها في تورطها مع الشبكة الارهابية بممارسسة الارهاب ضد العراقيين ؟.
واخيرا هل تعلم المرأة العراقية في البرلمان العراقي ما يعنيه هكذا تصريح لميسون الدملوجي عندما تلفظ اساليب ( صناعة الافلام الاباحية ) ضد المراة العراقية لقوى الامن العراقية لانتزاع اعترافات كاذبة منهاوكيف تسمح المرأةالعراقية في البرلمان العراقي ان تجلس بعد هذا التصريح جنبا الى جنب مع هكذا تفكيرلااخلاقي لميسون الدملوجي تستخدمه ضد المرأة العراقية للدفاع عن الارهاب وممارساته اللانسانية ؟!..
انا ربما لم افهم كل عمق تصريحات ميسون الدملوجي هذه حول (الافلام الاباحية ) ورعب الانسة ميسون الدملوجي من فكرة (( وجود افلام اباحية )) لدى قوى الامن العراقية لبعض الارهابيات ( وربما لبعض الغير ارهابيات) اللواتي يمارسن الاباحية مع الارهاب جنباالى جنب كماهومعروف عن اخلاقيات نساءالبعث الصدامي الهابطة ونساء القاعدة الارهابية وسقوطهن الفضيع ؟.
لكنني استطيع ان افهم من مثل هذه التصريحات للدملوجي على اساس انها ضرب لشرف المهنةالامنية العراقية التي اختلفت عن مهنة الامن في العهدالصدامي المباد من جهة وضرب لاخلاقية الحكم العراقي المنتخب القائم بالاضافة الى تشويه متعمد لاخلاقية القضاء العراقي كأعلى سلطة في العراق اليوم ، باعتبار تواطئه مع هكذا اساليب قذرة لامتهان كرامة المرأة العراقية !!.
وعلى هذا الاساس : اطالب القضاء والقوى الامنية العراقية والحكومة العراقية ان تقاضي السيدة ميسون الدملوجي على تصريحاتها المهينة للمرأة العراقية وللحكم والقوى الامنية ، والقضائية العراقية ، وان تُسحب امام العدالة العراقية ، كمواطنة عراقية افترت او ادعت على اجهزة الدولة الامنية والتنفيذية بفبركة افلام لااخلاقية لمرأة عراقية ، لتقدم كل مالديها من ادلة على ماطرحته اعلاميا من اتهام للاجهزة الامنية والحكومة العراقية بفبركة ، وصناعة افلام اباحية لعراقيات لابتزازهن ( كما ادعت ) ونزع اعترافات منهن تحت الاكراه والابتزاز اللااخلاقي !!.
اما بغير ذالك وفي حال عدم ثبوت مدعى السيدة ميسون الدملوجي على قوى الامن العراقية وفي حال ثبوت ان السيدة ميسون الدملوجي لا تملك اي دليل يثبت مدعاها ، فعلى السلطة التنفيذية ، والمدعي العام تقديم السيدة ميسون بتهمة تشويه صورة الحكم في العراق واتهام القوى الامنية العراقية باللاخلاقية وتواطئ القضاء العراقي معه ليتم في بعد رفع الحصانه البرلمانية عنها وطردها خارج برلمان العراق الجديد الذي لا يشرفه هكذا نماذج سياسية قلقة اخلاقيا تسيئ للمرأة العراقية اولا وتسيئ للتجربةالعراقية وقضائها وبرلمانها الموقر في سبيل مصالح ومعارك حزبية تدافع عن الارهاب وتتستر على جرائمه !.
رابط تصريحات السيدة ميسون الدملوجي ضد قوى الامن العراقية :
http://www.elaph.com/Web/news/2012/1/710432.html
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الثلاثاء، يناير 17، 2012
(( اضرب الكلب السعودي يتأدب الاسد التركي )) حميد الشاكر
اردت ان اسمي هذا المقال ( الحوَل السياسي المزمن لسياساتنا الخارجية والداخلية ) وذالك على اثرالتصريحات النارية لوزارةخارجيتنا وتصريحات اللوذعي الاخ عزة الشاهبندر ( من التحالف الوطني) الذي هدد وتوعد هو ووزارة خارجيتنا (الكردية) الجانب التركي بسبب تدخله بالشأن العراقي الداخلي من خلال بعض مسؤوليه الذين يدسون انفهم بالعراق ومشاكله !!.
استغربت :هو جيد ان يكون موقف حازم لوزارة الخارجية او لعضو برلمان عراقي اولرئيس حكومتنا نوري المالكي ضد اي تدخل خارجي بشؤوننا الداخلية لكن ياترى هل هذا مبدأ عام في استراتيجيتنا السياسية العراقية الخارجية والداخلية ؟!!.
أم كما يقول المثل المصري الشعبي : ان هناك فقوس وخيار في المسألة ؟.
وتساءلت قائلا : ماشاء الله ، ما هذه الشجاعة المفاجئة بسيل التصريحات ضد قادة ترك تدخلوا بالكلام والتصريحات ، وربما بعقد مؤتمرات لبعثية ، وارهابيين سلفيين على اراضيها، لتتدخل بالشأن العراقي الداخلي ، لكن ياترى لماذا لانرى بنت شفه تنبس بكلمة او تصريح حقيقي ضد الرياض والسعودية وبنفس القوّة واللهجة التي خاطبت بها وزارة خارجيتنا تركيا ، عندما ترسل السعودية انتحارييها ، كل يوم الى العراق وعلى مدى تسع سنوات خلت من عمر التغيير ليفجروا انفسهم في كل مكان ويسيلوا انهارا من الدم العراقي في الطرقات والمساجد ورياض الاطفال والمدارس والاسواق ؟!.
اين وزارة خارجيتنا ومواقفها السياسية التصعيدية البطلة من ارهاب السعودية ضد العراق وضربها للاستقرار في هذا البلد وقتلها للمواطنين العراقيين ليل نهار وعدم اعترافها اصلا بالعراق الجديد ؟!.
الم يكن الانتحاريون بنسبة مئة بالمئة ((سعوديون الجنسية )) ، والتربية والمعتقد والتموين والمخطط والتحريض ... وباقي الاشياء ؟.
الم تملئ سجوننا العراقية من القتلة السعوديين الانتحاريين ، الذين خاب مسعاهم والقت قوات الامن القبض عليهم قبل ان يفجروا انفسهم ليذهبوا الى الجحيم وبئس المصير ليتناولوا الغداء مع اصنامهم وطغاتهم القرشيين الجاهليين ؟.
فلماذا لم نسمع من وزارة خارجيتنا كلمة او تصريح او حتى تعقيب على هذا التدخل السعودي الارهابي في الشأن العراقي الداخلي ؟.
واين هو شاهبندرالتجارعندما يهدد تركيا بان لديها اطنان من الملفات الداخلية التي بامكان العراق تحريكها للضغط على تركيافلماذا لم نسمعه وغيره من نواب المجلس وهو يعلن صراحة :ان للسعودية اطنان من الملفات الداخلية التي بامكان العراق ان يستغلها للضغط على السعودية كي تقطع تدفق ارهابييها الى العراق ؟.
على الاقل ياسادة ، وياساسة ياعراقيين من اكبركم ، الى اصغركم : تركيا لم ترسل انتحاريا تركيا واحدا ، ليفجر نفسه بالعراقيين ، وتركيا دولة معترفة بالعراق ، ونعم تطمع تركيا بان يكون لهادورابالسياسة العراقية القائمة لكن ما بالكم لاترون العمود السعودي الداخل في مؤخ... وترون القشة التركية في عيونكم ؟!.
افهم استيلاء الاخوة الكرد على وزارة خارجيتنا ، واخضاعها تماما للرؤية الكردية الداخلية والخارجية وعلى هذا الاساس كان موقف وزارة الخارجية حادا مع التدخل التركي بسبب مواقف الاتراك ضد الكرد وقضيتهم في المنطقة ، وانا ايضا معهم في ذالك وضد اي دولة اقليمية تريد التدخل بالشؤون الداخلية العراقية ،لكن ما لاافهمه بالفعل هوموقف الاخ رئيس وزرائنا المحترم نوري المالكي وموقف شاهبندرالتجار ايضا ، وازدواجية المعايير للكل السياسي العراقي القائم ، وهو يتعامل بمكيالين مع السعودية المتورطة بالارهاب في العراق والتي ذبحت ودمرت من كل فئات الشعب العراقي ، ولم تزل تهدد التجربة العراقية كلها بالسقوط ، وسكوت حكومتنا العراقية على كل ذالك ، وتنمرها المضحك على تركيا بشكل اقل ما يقال عنه انه موقف تافه ولايرقى لاي احترام عراقي داخلي حقيقي !!.
نعم عندما يرى ويسمع الشعب العراقي النبيه اليوم من وزارة خارجيتنا ومن رئاسة وزراءنا ، ومن اعضاء برلماننا العراقي المنتخب تهديدا واضحا وتصريحا لا البس فيه يوجه الى عين وبؤرة الارهاب العالمية في مملكة الشرّ السعودية لينذرها بعدم التدخل بالشأن العراقي ، ويعلمها بضرورة ايقاف تصديرها الارهاب للعراق ، وقتل شعبه ،وان العراق قادر على نقل المعركة من بغداد الى الرياض بسياراتها المفخخة وان استقرار السعودية نن الان فصاعدا مرتبط باستقرار العراق .......الخ ، عندذاك يشعر الشعب العراقي ، ان هناك دولة بالفعل قادرة على حمايته ، وان هناك وزارة خارجية ورئاسة وزراء تستطيع ان تهدد ، وتتوعد لاسيما اذا راى الشعب العراقي ان سيارة مفخخة سعودية ارهابية تنفجر باسواق العراق ، سوف يكون هناك مثلها تنفجر في اسواق الرياض لتتعادل الكفة ، في هذا الوقت نشعر اننا اقوياء بالفعل !.
اما تصريحات شاهبندر التجار ضد تركيا ، واعلانات وزارة الخارجية ، او تلميحات رئيس الوزراء بهذا الشأن فانها لاتزيد العراق الا مهانة وضعفا وسخرية !!.
على قادة العراق ان يردعوا الشرّ من مصدره الحقيقي ، لا ان يصابوا بحول الرؤية السياسية عندما ترسل السعودية انتحارييها لقتل شعبنا فتقوم حكومتنا بتهديد تركيا على حسب المثل العراقي الشعبي القائل : اضرب الكلب يتأدب الاسد !!.
فلا كلب ضربنا الى الان ولله الحمد ولا اسد اخفنا ونحن مذعورين كالفئران امام من يذبح شعبنا في وضح النهار بينما لانجرأ ان نشير له بالبنان كمجرم وقاتل نعاقبه او على الاقل نرفع دعوة قضائية ضده في المحافل الدولية لنسحبه امام العالم كمجرم وقاتل للقضاء العالمي !!.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الاثنين، يناير 16، 2012
(( ما الذي يجمع يساري ووهابي ومجاهد خلقي وليبرالي وقومي على نفس الطريق ؟ )) حميد الشاكر
(( من السهل ان تفهم ان لكل فكرة صيغة للتعايش مع الاخر ، لكن من الصعب ان تفهم كيف يكون الانسان بالف وجه وهوية )) !!.
طبعا منذ البداية من حق اي انسان ان ينتمي ، او ان يدعّي الانتماء ، كيفما يشاء لايدلوجيته السياسية ، او العقدية الدينية ، او الاجتماعية ولا حكر على احد ، عندما ينتسب الى هذه الفكرة او ذالك الحزب او تلك المدرسة او ذالك الاتجاه !!.
لكن الغريب وربما العجيب ايضا والذي هو غير طبيعي ولا مفهوم ولا مبلوع بالفعل ولا من حق احد ان يقوم بممارسته ، هو عندما ينتمي الانسان الى مدرسة فكرية او دينية ، او سياسية او فلسفية او اجتماعية في هذه الحياة ثم بعد ذالك يكتب ويفكر ويسلك ويتعامل ويطرح ويحاظر وينّظر.... لكل ما هو متناقض ومتناشز ومتضارب مع انتمائه وما يرفعه كشعار وهوية لسير خطه السياسي او الفكري او الديني !!.
مثلا كنّا نفهم ان اليساري الشيوعي لا يمكن ان يكون ديمقوقراطيا راسماليا ليبراليا فرديا في نفس المسار والتوجه والخطاب وكذا كنا نفهم عندما يكون الانسان متدينا اخلاقيا منتميا لمنظومة المعنوية والغيبية ، فانه حتما سيكون مختلفا خطابا وسلوكا ورؤية وتنظيرا وكتابة عن الاخر الانساني العدمي او الفوضوي او المنتمي للمادية في هذه الحياة وهكذا عندما تقوم الحروب العالمية بين معسكر اشتراكي واخر نازي او راسمالي ، فكانت الامور تجري في نصابها الطبيعي وندركها ونفهمها بلا عناء وتعقيد ، او تناشز في اختلاف وجهات النظر فيها ، وتحديد الهويات بين المجتمعات والافراد البشرية !!.
اما اليوم فترى العجب العجاب !!.
ترى شيوعيا في نفس الصحيفة او المنبر او الاتجاه يقف جنبا الى جنب للدفاع عن فكرة ، او اطروحة واحدة ، مع الراسمالي والى جانبه سعودي وهابي بلحية طويلة ودشداشة قصيرة من جانبه الايمن ، وهو يساند ويصدر الفتوى والمواعظ لمساندة شقيفه الشيوعي الماركسي في معركته الانسانية ( الالهية ) المصيرية والى الجانب الايسرمنه يقف القومي اوالنازي او مجاهد من منافقي خلق الايرانية او الباكستانية او البريطانية او الامريكية ..... وهم يتماهون في بوتقة واحدة واتجاه واحد ونظام عمل متحد وسلوك وخطاب وخط منسجم ضد هذا المشروع او ذاك ؟!!.
تسأل ما الذي جمع الوهابي السعودي والليبرالي الديمقراطي والشيوعي الماركسي والقومي العنصري على الرنين بنغمة واحدة ضد هذا المشروع او ذاك ؟.
وهل فعلا لم يزل الشيوعي منتميا شيوعياوالليبرالي منتميا ليبراليا والوهابي منتميا وهابياوالقومي منتمياقوميا ولهذاتجمع هذا التناقض الغريب العجيب من الانتماءات في انتماء مصلحي واحد لاغير لا اعلم انا شخصيا ما اسمه او لونه او رائحته ؟.
أم ان زمن الادلجة والانتماء ولّى ولم تعدالبشرية تنتمي الا الى مصالحها الشخصية فحسب وما تلك العناوين الا برفانات تداري خلفهاروائح نتنة جدا من اصناف البشر الذين باعوا كل شيئ في زمن البيع والشراءوالسوق والبضائع والعولمة والراسمال والصهينة ليتحولوا الى النفاق على انفسهم قبل منافقة الاخرين ؟.
مرّة اخرى (مثلا ) ما الذي جمع بين عبد الباري عطوان الذي يدعي البعثية القومية مع الوهابي الطائفي عبدالرحمن الراشدعلى نغمة واحدة وهم يتماهون ضد الموقف السوري القومي اوالاسلامي لحزب الله اللبناني اوالموقف الوطني العراقي الشريف اوالموقف العالمي لمناصرة مظلومي البشرية لايران او ... ليدعوان الى اسقاط خط المقاومة والشرف والاباء في المنطقة العربية والاسلامية والعالم ؟.
وما الذي جمع مع القومي ، والوهابي ثالث يكتب في صحيفة الشرق الاوسط يدعي الانتماء لليسارالشيوعي العربي ليعمل تحت امرة وتوصيات رجل مخابرات سعودي هو بدوره يعمل تحت امرة رجل مخابرات امريكي ، يملي عليه نوعية المقالات التي ينبغي ان يكتبها في صحيفة الشرق الاوسط المعروفة التموين ، والتوجه والعناوين والانتماء ؟.
وهكذا جاء المغربي للشامي ، واجتمع العراقي مع اليمني ، ليعجنوا على خط واحد وليكتبوا بخط واحد ، وليدعوا الى هدف واحد ، ولكن بانتماءات وولاءات وعناوين وايدلوجيات سياسية مختلفة جدا !!.
هل الايدلوجيات والافكار والمدارس هي التي ماتت بالفعل من عالم اليوم ؟.
أم الضمائر والانسانيات والبشريات ، والقلوب والارواح ، والنفوس هي التي ماتت وهي التي فسدت وهي التي تعفنت ووجب دفنها منذ زمن بعيد ؟.
لماذا اجتمع الشيوعي العربي مع الراسمالي الاقطاعي العربي مع الرجعي الوهابي التكفيري العربي مع القومي البعثي او الناصرب العربي ..... على مناهضة كل ماهو عربي وشريف وصاحب كرامة في هذه المنطقة العربية والعالم، لينصهر الشيوعي والقومي والوهابي والليبرالي العربي ......بالدفاع عن الصهيوني والظالم والمشوه واللادمي في اكثر من مكان في هذا الوجود ؟.
سؤال يفرض علينا اعادة اجوبتناالى نصابها الطبيعي لنحكم هل المبادئ والشعارات والاهداف هي التي ماتت فعلا ، ولم يعد لها فعل وتاثير على واقع الانسان ؟.
أم ان الانسان هو الذي مات وبحاجة الى مبادئ تبعث فيه الحياة من جديد ؟.
يُقال ان الكلمةهي التي تحيي الانسان بعدموته في هذه الحياةولكن اذا ماتت الكلمات واصبحت الشيوعية كالقومية والراسمالية والصهيونية كالوهابية كلها كلمات ميتة بل وانها كلمات مميتة ايضا للانسان فما الذي يبقى من ترياق لمرض الانسان ؟.
واين المفرّ والطريق لهذا التائه في ركام الظلمات المتراكمة ؟.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
طبعا منذ البداية من حق اي انسان ان ينتمي ، او ان يدعّي الانتماء ، كيفما يشاء لايدلوجيته السياسية ، او العقدية الدينية ، او الاجتماعية ولا حكر على احد ، عندما ينتسب الى هذه الفكرة او ذالك الحزب او تلك المدرسة او ذالك الاتجاه !!.
لكن الغريب وربما العجيب ايضا والذي هو غير طبيعي ولا مفهوم ولا مبلوع بالفعل ولا من حق احد ان يقوم بممارسته ، هو عندما ينتمي الانسان الى مدرسة فكرية او دينية ، او سياسية او فلسفية او اجتماعية في هذه الحياة ثم بعد ذالك يكتب ويفكر ويسلك ويتعامل ويطرح ويحاظر وينّظر.... لكل ما هو متناقض ومتناشز ومتضارب مع انتمائه وما يرفعه كشعار وهوية لسير خطه السياسي او الفكري او الديني !!.
مثلا كنّا نفهم ان اليساري الشيوعي لا يمكن ان يكون ديمقوقراطيا راسماليا ليبراليا فرديا في نفس المسار والتوجه والخطاب وكذا كنا نفهم عندما يكون الانسان متدينا اخلاقيا منتميا لمنظومة المعنوية والغيبية ، فانه حتما سيكون مختلفا خطابا وسلوكا ورؤية وتنظيرا وكتابة عن الاخر الانساني العدمي او الفوضوي او المنتمي للمادية في هذه الحياة وهكذا عندما تقوم الحروب العالمية بين معسكر اشتراكي واخر نازي او راسمالي ، فكانت الامور تجري في نصابها الطبيعي وندركها ونفهمها بلا عناء وتعقيد ، او تناشز في اختلاف وجهات النظر فيها ، وتحديد الهويات بين المجتمعات والافراد البشرية !!.
اما اليوم فترى العجب العجاب !!.
ترى شيوعيا في نفس الصحيفة او المنبر او الاتجاه يقف جنبا الى جنب للدفاع عن فكرة ، او اطروحة واحدة ، مع الراسمالي والى جانبه سعودي وهابي بلحية طويلة ودشداشة قصيرة من جانبه الايمن ، وهو يساند ويصدر الفتوى والمواعظ لمساندة شقيفه الشيوعي الماركسي في معركته الانسانية ( الالهية ) المصيرية والى الجانب الايسرمنه يقف القومي اوالنازي او مجاهد من منافقي خلق الايرانية او الباكستانية او البريطانية او الامريكية ..... وهم يتماهون في بوتقة واحدة واتجاه واحد ونظام عمل متحد وسلوك وخطاب وخط منسجم ضد هذا المشروع او ذاك ؟!!.
تسأل ما الذي جمع الوهابي السعودي والليبرالي الديمقراطي والشيوعي الماركسي والقومي العنصري على الرنين بنغمة واحدة ضد هذا المشروع او ذاك ؟.
وهل فعلا لم يزل الشيوعي منتميا شيوعياوالليبرالي منتميا ليبراليا والوهابي منتميا وهابياوالقومي منتمياقوميا ولهذاتجمع هذا التناقض الغريب العجيب من الانتماءات في انتماء مصلحي واحد لاغير لا اعلم انا شخصيا ما اسمه او لونه او رائحته ؟.
أم ان زمن الادلجة والانتماء ولّى ولم تعدالبشرية تنتمي الا الى مصالحها الشخصية فحسب وما تلك العناوين الا برفانات تداري خلفهاروائح نتنة جدا من اصناف البشر الذين باعوا كل شيئ في زمن البيع والشراءوالسوق والبضائع والعولمة والراسمال والصهينة ليتحولوا الى النفاق على انفسهم قبل منافقة الاخرين ؟.
مرّة اخرى (مثلا ) ما الذي جمع بين عبد الباري عطوان الذي يدعي البعثية القومية مع الوهابي الطائفي عبدالرحمن الراشدعلى نغمة واحدة وهم يتماهون ضد الموقف السوري القومي اوالاسلامي لحزب الله اللبناني اوالموقف الوطني العراقي الشريف اوالموقف العالمي لمناصرة مظلومي البشرية لايران او ... ليدعوان الى اسقاط خط المقاومة والشرف والاباء في المنطقة العربية والاسلامية والعالم ؟.
وما الذي جمع مع القومي ، والوهابي ثالث يكتب في صحيفة الشرق الاوسط يدعي الانتماء لليسارالشيوعي العربي ليعمل تحت امرة وتوصيات رجل مخابرات سعودي هو بدوره يعمل تحت امرة رجل مخابرات امريكي ، يملي عليه نوعية المقالات التي ينبغي ان يكتبها في صحيفة الشرق الاوسط المعروفة التموين ، والتوجه والعناوين والانتماء ؟.
وهكذا جاء المغربي للشامي ، واجتمع العراقي مع اليمني ، ليعجنوا على خط واحد وليكتبوا بخط واحد ، وليدعوا الى هدف واحد ، ولكن بانتماءات وولاءات وعناوين وايدلوجيات سياسية مختلفة جدا !!.
هل الايدلوجيات والافكار والمدارس هي التي ماتت بالفعل من عالم اليوم ؟.
أم الضمائر والانسانيات والبشريات ، والقلوب والارواح ، والنفوس هي التي ماتت وهي التي فسدت وهي التي تعفنت ووجب دفنها منذ زمن بعيد ؟.
لماذا اجتمع الشيوعي العربي مع الراسمالي الاقطاعي العربي مع الرجعي الوهابي التكفيري العربي مع القومي البعثي او الناصرب العربي ..... على مناهضة كل ماهو عربي وشريف وصاحب كرامة في هذه المنطقة العربية والعالم، لينصهر الشيوعي والقومي والوهابي والليبرالي العربي ......بالدفاع عن الصهيوني والظالم والمشوه واللادمي في اكثر من مكان في هذا الوجود ؟.
سؤال يفرض علينا اعادة اجوبتناالى نصابها الطبيعي لنحكم هل المبادئ والشعارات والاهداف هي التي ماتت فعلا ، ولم يعد لها فعل وتاثير على واقع الانسان ؟.
أم ان الانسان هو الذي مات وبحاجة الى مبادئ تبعث فيه الحياة من جديد ؟.
يُقال ان الكلمةهي التي تحيي الانسان بعدموته في هذه الحياةولكن اذا ماتت الكلمات واصبحت الشيوعية كالقومية والراسمالية والصهيونية كالوهابية كلها كلمات ميتة بل وانها كلمات مميتة ايضا للانسان فما الذي يبقى من ترياق لمرض الانسان ؟.
واين المفرّ والطريق لهذا التائه في ركام الظلمات المتراكمة ؟.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الأحد، يناير 15، 2012
(( البرادعي صانع الثورة في مصر وهو الاحق بقيادتها )) حميد الشاكر
عندما كان الدكتور محمد مصطفى البرادعي مديرا للطاقة الذرية قبل سنة2009م كنت اتسائل مع نفسي وانا ارى فرعون مصر المخلوع حسني مبارك وما فعله من هوان لمصر وللشعب المصري الكبير جدا فاقول : هل هذا معقول شعب يمتلك رجل كالدكتور محمد البرادعي دبلماسيا مخضرما ومديرا للطاقة الذرية العالمية ومناضلا يقف لدورتين كاملتين في قيادة المنظمة امام الهيمنة الاسرائيلية الامريكية العالمية لاجهاض مشاريع الحروب الامريكية الصهيونية الكونية المدمرة ضد ايران وكوريا الشماليةوثوري بشكل وبشرة وكلمات طفل بريئ يمتلكه المصريون ثم يحكم الشعب المصري جنرال متخلف وغبي وعميل للصهاينة اسمه حسني مبارك ؟.
وفي مرّة من المرات ، وانا من المتابعين الجيدين للشأن المصري ، وعندما سمعت جيدا الدكتور محمد البرادعي وهو يعود لمصرليشارك بعملية تغييرمصر من الداخل بعد انتهاء دورته في رئاسة الطاقة الذرية ، كانت كلماته لا تقبل الشك ، واللبس انه سيقود تغييرا كبيرا بالفعل في مصرعندها كانت هذه كلماته وهو يخاطب نظام مصر الفرعوني للا مبارك وهو يقول :على النظام ان يصلح من نفسه والا سنجعلها ثورة كثورة الخميني الجماهيرية في ايران !!.
عندئذ تسائلت باستغراب : من يكون هذا الرجل حقا ؟ !!.
طبعا الدكتور البرادعي ظاهره لاينبئ عن ما يفكر داخله ابدا فهورجل نظام وموظف دولي ويتحدث بهدوء ولا يتحرك كثيرا ، وفي كلماته تردد كتردد مفردات وحروف الاطفال في كلامهم ولا يوجد في منظره الخارجي ما يوحي باي مفردة ثورية عارمة كالتي كان يملكها الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه و لكن من يريد ان يتعرف على الدكتور البرادعي عن قرب لينظرالى شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصرليدرك ماهية وشخصية وداخل البرادعي وما يحمله هذا الرجل من تطلعات ورؤى وشجاعة وبعد نظر وحيوية ساكنة ومضطرمة بنفس الوقت !!.
الدكتورمحمدمصطفى البرادعي احدالمرعبيين العالميين القلائل لاسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، ولكثير من بقايا نظام حسني المعزول ، بل ان البرادعي بهدوئه هذا ، وبكلماته المترددة تلك هو اصعب معادلة لقيادة مصر يخشاها المحيط العربي الاقليمي البترولي ، وخصوصا السعودي المتصهين لمصر والذي ناضل هذا المحيط العربي كثيرا ، ودفع المليارات البترولية للاعلام ولخلاياه النائمة في مصر من اجل عدم اسقاط نظام حسني مبارك الفرعوني المصري !!.
والبرادعي محمد اضافة لذالك مرعب بشكل واضح للسلفية الوهابية المصرية كثيرا ومرعب ايضا للمجلس العسكري المصري اكثر ، واكثر ومرعب للاخوان المسلمين بصورة خفية ، لاسيما ان الاخوان المسلمين يدركون تماما من هو صانع الثورة في مصر ومن هم ثوارها الحقيقيون ، اللذين لهم حق جني ثمارها بشكل طبيعي قبل ان ينزوا عليها الاخوان والعسكر والسلفيون نزوا القردة ليستولوا على مكتسباتها الثورية لسرقة كل ثمارها التي تدلت بعد ذهاب نظام الجنرال حسني مبارك !!.
اليوم اعلن الدكتورالبرادعي انسحابه من منافسات الرئاسة المصرية المقبلة وعلى اثر ذالك ماجت الساحة المصرية السياسية على وقع هذا الاعلان للدكتور البرادعي والحق وكمتابع لعقلية الدكتور البرادعي وما يطمح اليه ، وما يخطط في سبيله بعد هذا الاعلان استطيع القول وبصراحة :
ان ليس مثل البرادعي من ينسحب من معركة مصر الثورية بهذه البساطة !!.
نعم الدكتور البرادعي ومن وجهة نظري ، ووجهة نظر الكثيرين من المصريين هو اخطر بكثيرعلى من ساهموابانحراف الثورة المصريةعن اهدافهافي اعلان انسحابه من منافسات الرئاسية منه في حال استمراره بهذه المنافسات السياسية !!.
والمجلس العسكري الحاكم في مصراليوم ربما يدرك ومن اعانه من اخوان مسلمين وسلفيين وهابيين على اجهاض مبادئ واهداف ثورة مصر العظيمة يدركون كذالك خطورة الدكتورالبرادعي وهوخارج العملية السياسية منه اذا كان داخل هذه العملية السياسية !!.
والخطورة تكمن في عدة اتجاهات سياسية في اعلان الدكتور البرادعي بالانسحاب من العملية السياسية ولكن من اهمها الاتي :
اولا : الكلّ السياسي المصري يدرك ولكن بدون اعلان وتصريحات واضحة لهم ان قائد التغيير الحقيقي وصانع ثورة مصرفي الخامس والعشرين من ينايرهو الصامت الهادئ الدكتور البرادعي الذي هورجل تخطيط وعمل مباشراكثر منه رجل خطابات وهتافات عشوائيةولهذا يعتبرانسحاب الدكتورالبرادعي من مهزلةالعملية السياسية المصرية القائمة اليوم بقيادة المجلس العسكرية هو اعلان لسحب الشرعية الثورية من كل الوضع المصري القائم بما في ذالك شرعية الانتخابات وشرعية من نجحوا بمقاعد البرلمان المصري من اخوان ، وسلفيين سعوديين بالتزوير ، وشراء الذمم باموال البترول بالنسبة للسلفيين الوهابيين ، والدعم الامريكي الصهيوني الواضح بالنسبة للاخوان المسلمين ، الذين وقعوا على استمرارية معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية وحماية اسرائيل من اي اذى يلحق بها مستقبلا !!.
ثانيا : اعلان الدكتور البرادعي الان وقبل احتفالات الخامس والعشرين من يناير في مصر بانطلاق شرارة الثورة ،يثير هاجس الرعب والريبة للمجلس العسكري الحاكم في مصر ، وتوقعه لقيادة البرادعي من جديد ، لثورة تصحيحية كبيرة تقلب الطاولة على رؤوس كل من تآمرعلى الثورة المصرية من عسكرواخوان ووهابيين سلفيين مصريين حتى اجهاض كل تطلعاتها الانسانية الكبيرة !!.
ويبدو هذا القلق واضحا عند هؤلاء الفرقاء قبل ان يعلن الدكتور البرادعي انسحابه من العملية السياسية فالعسكر يتوجسون خيفة مما سيحصل في الاحتفالات المقبلة من قبل الشباب المصري الثوري وبعد ان اعلن موقفه الدكتور البرادعي بالانسحاب ازداد هذا القلق لدى حكام مصرمن العسكروالذي ضخ وفّعل هذا الانسحاب للدكتور البرادعي ، ولاريب الروح الثورية اكثر ، فاكثر لاظهار لا شرعية الوضع السياسي العسكري الحاكم في مصر !!.
وهذا بدا واضحا في كلمة الدكتور البرادعي ، التي اعلنها في يوم انسحابه ليؤكد ان المسيرة السياسية المصرية بقيادة الجنرال طنطاوي ومساندة التكفيريين والاخوان تسير في طريقها الخاطئ وليس طريقها الناتج عن ثورة يناير وشبابها واهدافها التي كانت تحاول صناعتها في مصر الجديدة !!.
الخلاصة :هي القول ان هناك رغبة داخلية مرتبطة ذيولها بالنظام المصري السابق والذي يمثلها العسكر وبمساندة قوى سياسية مصرية تقليدية (اخوان ووفد ومن ثم سلفية سعودية)ارتبطت مصالحهابالحكم العسكري في مصروكذاهناك رغبة خارجية امريكية ، واسرائيلية ، وسعودية في ابعاد الثورة والثوار وصنّاعها عن قيادة مصر الجديدة ، وعلى راسهم طبعا الدكتور البرادعي الذي يشعر هو وشباب الثورة بشكل واضح ان هناك مؤامرة كبرى على ثورة مصر، تحاول ارجاع مصر الى حكم النظام البائد الفرعوني الذي لم يجلب لمصر غير التبعية ، والمذلة والفقر والتخلف ، وهذا الشيئ هوالذي دفع الدكتورالبرادعي منذ البداية لاعلان ثورته التغييرية الكبرى في مصر ، وهو اللذي حرك الملايين من الشعب المصري ليطيح بنظام الحكم الفرعوني المتخلف الذي كان ذيلا في اخر الامم ، وعلى هذا الاساس لاقرار ( من وجهة نظرنا ) لثورة مصر وقادتها الا باعتدال الميزان عندما يصعد الدكتور البرادعي لقيادة مصر الجديدة ويكون ثوارها في سدة القرار المصري واهدافها كبوصلة لحركة مصر المستقبلية !!.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الجمعة، يناير 13، 2012
(( مام جلال العراق ليس بحاجة لوساطات وعلى الدولة سحب الشرعية من كردستان )) حميد الشاكر
يحاول الاخ جلال طلباني رئيس جمهورية العراق ومعه طبعا لفيف من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة زعيم العصاة مسعود برزان أظهار المشهد العراقي على اساس : انه المشهد المحشور في عنق الزجاجة السياسية ، القائمة اليوم بعد انسحاب قوى الاحتلال الامريكية من العراق ، وانه في مرحلة اختناق غير مسبوقة وان الانهيار للعملية السياسية ، ومكتسباتها الديمقراطية وما انجزته لفترة سنوات عجاف ... قاب قوسين او ادنى من الدمار !!.
والحقيقة انه ليس هناك من مآزق ولا اختناقات فعلية في العملية السياسية العراقية وانما كل ما هنالك هو تمرد بعض القيادات من الكرد على الدولة وبسط نفوذها على الارض العراقية بكاملها بعد الانسحاب الامريكي من العراق ، لسد فراغات الاحتلال التي تركها من بعده ، ولهذا رأى زعيم العصاة في كردستان العراق مسعود برزاني وكذا طلباني ان هناك مشكلة حقيقية، بحضور الدولة على ربوع الارض العراقية ومدّ ظلها وممارسة وظائفها بالشكل الطبيعي ، فمثل كاكا برزان وكاكا جلال طلباني يرون في عودة الدولة العراقية بعد الغياب ، وقدرتها على ضبط الامن ، ومحاسبة الارهابيين وقطع دابرهم ..... كل هذا تراه كتل سياسية كردية انه المشكلة الحقيقية التي جدّة على العراق بعد انسحاب الاحتلال من وجهة نظرهم باعتباران السيد جلال طلباني وجلاّد كردستان مسعودبرزان العاصي لم يكن لهم شأن وثقل سياسي حقيقي الا بواقع الفوضى الذي سادت بعدالاطاحة بنظام مقبورالعوجة صدام وبغياب الدولة وبلعب الارهاب على الساحة العراقية كيفما يشاء !!.
نعم مشكلة رئيس جمهوريتنا العتيد جلال طلباني وكذاقرينه بالمؤامرة على استقرار العراق ونهضته هي ليست في غياب الدولةوانفلات الامن وارهاب الارهابيين وعدم قدرة الدولة على حماية دماء الشعب العراقي وبقاءه على الوضع المزري والمهين لكرامة الانسان العراقي !!.
بل مشكلتهم في وجود الدولة وقيامها بوظائفهاوقطع دابرالارهاب والشرمن العراق والتفكير بتطوير وضع الانسان العراقي الى الافضل ، وهذه هي المشكلة الحقيقية والكارثة ، التي لابد من معالجتها ((بالنسبة لجلال الطلباني)) اليوم ، ليعود العراق الى الفوضى والى التسويات السياسية مع الارهابيين القتلة على حساب دم الشعب العراقي ، والى عجز الدولة وتخلخلها ، والى تدخلات دول الاقليم بالشؤون الداخلية العراقية !!.
وهكذا هو عنق الزجاجة الخانق بالنسبة للسيد مسعود برزاني الذي اعلن عصيانه المسلح مؤخرا على الدولة في كردستان ليعيد سيرة والده المغفور له ملة مصطفى البرزان ، فهذا العنق الخانق للسيد مسعود هو وجود دولة وحكم في العراق ووجود دستور ومؤسسات ، ووجود قانون يقصف رقاب الفاسدين والارهابيين مهما علت مناصبهم في الدولة العراقية الجديدة ووجود استقرار وامن وتطورفي العراق يفرّغ ساسة وقادة العراق من همومهم الانية ليلتفتوا لتقديم خدمات للشعب ولبناء عراق موحد ، وقوي ، ومحترم ، ونموذج ينهي مهزلة النموذج الكردستاني الديمقراطي الاقطاعي الذي يديره السيد مسعود المنقطع النظير في العراق وفي العالم !!.
فاين المشكلة بالنسبة لنا ، نحن الشعب العراقي بقيام الدولة ، وحفظ الامن ومعاقبة الارهابيين ، وتطوير واقع الانسان العراقي ، واين عنق الزجاجة ، الذي على اثرها يجهد نفسه السيدجلال بحركة مكوكية بين قيادات العمل السياسي العراقي وبالدعوة لمؤتمر وطني موسع ؟.
فكعراقيين في الحقيقة لا نرى اي بوادر انهيار للعملية السياسية تدعو السيد رئيس الجمهورية للقلق الكبيرالذي يبديه اعلاميا وامام العالم ، وكعراقيين لم نشعر بوجود دولة الا هذه الايام التي هي بيضاء على كل الشعب العراقي سوداءفقط على مسعود وجلال الطلباني !!.
وهكذا دعوة السيد جلال طلباني ، للحفاظ على مكتسبات التجربة السياسية العراقية الديمقراطية ولا اعلم حقيقة ماهو الشيئ الذي يهدد مكتسبات التجربة الديمقراطية العراقية اليوم ما يدفع بالسيد طلباني للخوف على المكتسبات التي بناها العراقيون بدمائهم بعيدا عن كردستان ومكتسباتها البترولية السعودية والقطرية والتركية ؟.
هل بسبب ان الدولة كشفت الخلايا الارهابية الخطيرة ( مثلا ) ، التي كانت نائمة في ارقى واخطر مفاصل الدولة العراقية ، والقاء القبض على الارهابي طارق الهاشمي الذي كان نائبا للرئيس هو ما يهدد مكتسبات التجربة العراقية ؟.
ام بسبب ان الدولة العراقية والحكومة القائمة بداخلها استطاعت الحفاظ على الامن في العراق بعد خروج قوات الاحتلال الامريكي لتخيب ظنون السيد مسعود البرزاني وتبشيره بانهيار التجربة العراقية بعد خروج المحتل هو مايهدد مكتسبات التجربة العراقية الديمقراطية ؟؟.
نعم يبدو ان مايهدد التجربة السياسية ومكاسبها الديمقراطية في العراق في مفهوم السيد رئيس الجمهورية جلال الطلباني ، ومحازبه العاصي مسعود برزاني هو قيام الدولة وضربها بيد من حديدعلى الارهاب فيبدو ان هذا هوالمهدد الحقيقي للمكاسب (( الكردية الديمقراطية)) التي نمت وترعرت على الفوضى ودماء العراقيين وبطش الارهاب واشاعة التخلف وغياب الخدمات للشعب العراقي ولهذا هبّ السيد الطلباني لعقد مؤتمر عراقي شامل لتدارك المستجد العراقي الجديد ، الذي باطنه رحمة لكل الشعب العراقي ، لكن ظاهره العذاب بالنسبة ، لمصالح الحزبين الوطني والاقطاعي الديمقراطي في كردستان العراق ؟!.
ان الحديث يطول ، مع الاسف مع هكذا عقليات في داخل بعض رؤوس القادة الكرد وهي تمتهن ، وتدمن سياسة الانتهاز والمقامرة مع العراق الجديد ، والتي ورثتها هذه القيادات الكرديةمن زمن النظام الصدامي المباد ومع ان العراق الجديد اعطاهم الكثير الكثير ، لكنهم لم ينظروا لهذا العراق وقادته وساسته وشعبه الا على اساس الدونية والعنصرية وعدم الكفاءة بالتفكير والاستهزاء بالمصائر والدماء !!.
وعلى هذا الاساس انا اول العراقيين المطالبين من دولتناالعراقية الجديدة وحكومتنا التشريعية في البرلمان والتنفيذيةفي رئاسة الوزراء بأن تسحب شرعيتها السياسية من اقليم كردستان من خلال اعلان صريح ، وواضح يقال فيه :
(( بسبب عدم احترام قيادة اقليم كردستان لدستور العراق وقضائه وشعبه ووحدته من جهة ، وبسبب تمرد قادة الاقليم الكردستاني العراقي ، وعصيانهم على شرعية الدولة العراقية ، ودستورها وتحول الاقليم لوكر ايواء ارهابيين ومجرمين من قتلة الشعب العراقي ، والمحرضين على الفتنة الطائفية فيما بينهم قررت حكومة العراق المنتخبة ومجلس النواب العراقي ممثل الشعب تجميد شرعية اقليم كردستان ووقف حصة الاقليم من ميزانية الدولة واعتباره اقليما خارج الشرعية الدستورية العراقية الى حين انهاء قادة الاقليم تمردهم وعصيانهم ورفضهم ، لوحدة العراق ودستوره وسيادة قضائه )) !!.
وبهذا سيفهم جيدا بعض القادة الكرد ما الذي اعطاهم اياه العراق الجديد من حقوق وما الذي يمكن ان ينزعه منهم من شرعيةدستورية وفرت للانسان العراقي الكردي الحرية والامان والكرامة ،وبدون حاجة لاي خطابات عنف او تلويح بقوة او بحرب ولنرى فيما بعد حلم انفصال الانفصاليين عن العراق عندما يتحقق بلا شرعية فهل يستطيع قادة الاقليم الانفصاليون والمتمردون على فتل حبل شعير ؟.
أم ان العالم كله ، الذي يحرضهم على التمرد الان على العراق وسيادته سيكون اول من يتخلى عنهم وربما يُدخل فيما بعد ذالك دباباته التركية الاتاتوركية وغيرالتركية لاستباحة الارض الكردستانية العراقية من جرائر هذا التفكير المتخلف تجاه العراق الجديد من بعض قادة الكرد الذي اعتقد جازما انهم لايصلحون للمرحلة الحديثة من العراق الجديد ؟!.
ان اهمية كردستان اليوم لانها جزء من العراق ، ومشارك حيوي في صناعة القرار السيادي العراقي في بغداد ، بل ان قوّة كردستان الذي لم يستطع فهمها الانفصالي مسعود البرزان تكمن بكون كردستان منفذا للوصول للعراق ولو فرض سحب هذه الميزة من كردستان العراق فليتيقن بعض القادة الكرد انهم سينبذون من العالم كله ويتعامل العالم معهم ، كقطاع طرق ومتمردين على احسن الاحوال ، ومن ثم يتحول القادة الكرد امام العالم والاقليم والعراقيين انفسهم لمجرداذرع قابلة للشراء والبيع لايذاء العراق واستنزاف طاقته لاغير !!.
اما وحدة العراق فلا خوف عليها ابدا ، ومهما اعتقد الواهمون امكانية فصل جزء من العراق لتفتيته او تقسيمه ، فسيبقى هذا وهم مشكلته انه يغري الجهلاء فحسب ، والا الشرعية مع وحدة العراق ، والمكتسبات مع هذه الوحدة ، والامن والاحترام ايضا مع هذه الوحدة !!.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الخميس، يناير 12، 2012
(( بحث سقوط نظام حكم آل سعود القبلي كحتمية فكرية وسياسية )) حميد الشاكر
1
: (( تمهيد ))
من مميزات نظام الحكم القبلي السياسي للعائلة السعودية الحاكمة اليوم في الجزيرة العربية الاسلامية انه من النظم التي تنتمي بماهيتها وشخصيتها وتركيبتها الهرمية الى النظم القبلية السياسية للعصر العربي الاسلامي الوسيط ، ولعلّ هذا المميز يبرز بوضوح لكل باحث ومطلع ومتتبع ودارس لتركيبة ، وروح وواقع هذا النظام القبلي السياسي السعودي ، الذي خرج للنور في بدايات القرن العشرين المنصرم على يد زعيم العائلة السعودية الحديثة الشيخ ( عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود ) في 1902 م ، عندما استطاع العودة لقلب الجزيرة العربية من زاوية من زواياها (من الكويت ) الجنوبية ، والاستيلاء اولا على مدينة الرياض ، قبل ان يتوسع في الغزو وابادة خصوم ال سعود التقليدين القبليين في جزيرة العرب الاسلامية ثانيا وانشأوه لمملكة على شكل دولة حديثة وبمساعدة استعمارية بريطانية اميركية سُميت باسم كبير العائلة السعودية (( سعود بن محمد بن مقرن )) فيما بعد ، والاعلان عنها في 1932م كمملكة عائلية من ذالك القرن المنصرم نفسه !!.
والحقيقة عندما وصفنا النظام القبلي السعودي بان له مميز يختلف عن باقي النظم الملكية ، وغير الملكية الحديثة في العالم مابعد الثورة الصناعية الغربية والشرقية فاننا كنّا نقصد: ان مثل هذا النظام السياسي القبلي الملكي السعودي الذي اسست له العائلة السعودية في قلب الجزير العربية الاسلامية هووبعض نظم امارات المشيخة الخليجية المحيطة بهذه الجزيرة العربية ، تقريبا هي النظم القبلية السياسية التي لم تزل بمعزل عن روح الحضارة الصناعية ، والتكنلوجية والاجتماعية الحديثة والتي لاريب انها اثرّت بشكل واضح على شكل وجسم وخارج هذه النظم المشيخية القبلية الخليجية ظاهريا الاّ انها لم تنفذ(هذه الحضارة الصناعية والتكنلوجية والاجتماعية الفكرية الحديثة ) لعمق هذه النظم السياسية لتحدث تغييرا حقيقيا في روح وجوهر وشخصية النظم القبلية السياسية الخليجية القائمة حتى اليوم في جزيرة العرب ما طبعها بمميز(من لم تزل تحتفظ بكل تقاليد وروح وشخصية وهرمية النظم السياسية القبلية التي تنتمي لعالم ما قبل التطور السياسي المعاصر)الذي زحف للقرن التاسع عشر، والعشرين والواحد والعشرين مع الثورات والانقلابات والتغييرات الصناعية والفلسفية والايدلوجية والتكنلوجية .... الحديثة التي اثّرت بشكل كبير على مفهوم بناء الدولة السياسة والمجتمع وبنيته والفكر الانساني البشري الحديث !.
نعم من المؤكد ان اي باحث متخصص بالعلوم السياسية وأي مفكر له دراية بانماط وانواع النظم السياسية القديمة القبلية او الاقطاعية ماقبل العصر الصناعي الحديث واي مؤرخ له مسكة اطلاع على تقلبات النظم السياسية تاريخياوحتى اليوم سيلمس ما ذكرناه من هذه المميزات اوالصفات التي طبعت بعض النظم القبلية السياسية في العصر الحديث بصورة عامة ، كما اشرنا ، وصنعت روح وشخصية وماهية النظام السعودي القبلي الملكي بصورة خاصة ، فهذا النظام القبلي السعودي بالتحديد انتقل الى العصر الحديث ساحبا كل الموروث التقليدي الديني والقبلي السياسي معه من القديم والى الجديد من العصور البشرية من غير تعديل ، وتطور حقيقي ليُبقي على نظامه السياسي القبلي فيما بعد ، منتميا ، ومتصلا ومرتبطا بكل قوة لنظم العصور العربية الاسلامية الوسطى ماقبل الحديثة حيث كانت مفاهيم : (( العصبة والشوكة والغلبة والبداوة والدين والدواوين وغاية العصبية الدولة ... وكل المصطلحات التي تحدث حولها ابن خلدون في مقدمته عن نظم الحكم القائمة في زمنه 732 هجرية 1332 ميلادية )) هي الحاضرة بقوة في بناء الملكية السعودية منذ نشأتها واسباغ صفة الدولة عليها ومسيرتها حتى اليوم !!.
ومن هنا وعلى هذا الاساس الفكري والسياسي البحثي نحن نطرح : (( انه لايمكن لباحث ولا لدارس ولا لمؤرخ ...... ان يدرك ويفهم تركيبة وشخصية وماهية النظام السياسي القبلي السعودي القائم اليوم ويتعامل معه بوعي وفكرية وعلمية ويفهمه في نشأته ومسيرته وفي تحالفاته وفي صعوده وفي سقوطه من ثمّ بدون الاستعانة الحقيقية ، او بدون اخذ رؤية ابن خلدون في (العصبية والدولة) كمتكئ بل ومنطلق واساس ، لفهم نظام الحكم السعودي القائم اليوم ، وكيف بدأ والى اي واقع عصري تاريخي ينتمي ، ولماذا سوف يترهل ويصاب بالشيخوخة ، قبل ان يموت من داخله ولتهبط اركانه من الخارج ، وبشكل دراماتيكي قانوني يخضع بالكامل لسنن التاريخ وحيزه في الدراسات الاجتماعية الحديثة قبل خضوعه للرؤية السياسية )) . !!.
اننا نرى ان قوانين وسنن الاجتماع والتاريخ الحتمية تحاصر اليوم النظام السياسي القبلي السعودي ، وتآذنه بالانهيار من اكثر من جانب ومن اكثر من جهة لتأكل من منسأته التي يتكئ عليها هذا النظام السياسي القبلي الملكي ويقوم على قوتها ، قبل ان تآذنه الرؤى السياسية التي هي الاخرى ترى اضطراب اوملامح اضطراب النظام السياسي السعودي القائم وهي تتضح يومابعد يوم في ترنحهاالبارز !!.
ورؤية يعضدها الفكر ، والسنن الاجتماعية والتاريخية والعلمية الحتمية وتعمل بها حثيثا الرؤية السياسية لتشير بقوة وعنف الى بوادر سقوط ، وموت كهولة ومرض نظام حكم قبلي سعودي قدشارف عمره الافتراضي على الاستهلاك التام من الصعب عدم الخضوع لمقرراتها تلك التي تعلن زوال وسقوط مثل هكذا انظمة سياسية لم يعد ممكنا قانونيا واجتماعيا وتاريخيا وسياسيا استمرارها في الحياة !!.
2 : (( الادوار الثلاثة للحكم السعودي ))
يقسّم التاريخيون مراحل حكم مشيخة ال سعود في الجزيرة العربية الاسلامية الى ثلاث مراحل أوادوار نوعية مارست فيهاهذه العائلة الحكم الفعلي في بعض المناطق الجزيرية الى وصولها اليوم للحكم الحديث ، وهي :
الدور الاول : وهي المرحلة التي ينتسب لها الحكم القائم اليوم بتسميته لهذه العائلة وهي مرحلة المؤسس الاول ( سعود بن محمد بن مقرن ) عندما كان أميرا لمنطقة الدرعية وما تلاه من حكم ولده ( محمد بن سعود ) 1139 هجرية ، 1179 هجرية / 1726 ميلادية الى 1775 ميلادية وفي هذه المرحلة صُنع التحالف المشهور بين محمد بن سعود كزعيم قبلي طامح للاستيلاء على جزيرة العرب من جهة ، وباحث عن الشرعية الدينية لتحركه السياسي من جانب آخر وبين الشيخ (( محمد بن عبد الوهاب)) الذي سُميت حركة الاخوان التكفيريين باسمه ((الوهابية )) والذي لا يقلّ طموحا هو الاخر للمشاركة في الحكم والذي بدوره رفع لواء التكفير والجهاد باسم التوحيد ، ومناهضة البدع لسحق كل من يقف بوجه التحالف القبلي الديني المذكور بينه وبين ال سعود في سنة 1744 ميلادية تقريبا !.
الدور الثاني : وهو الدور المنحصر من 1817 ميلادية حيث كانت المشيخة للشيخ (عبدالله بن سعود ) الذي في زمنه شنّ والي مصر((محمد علي باشا )) حملته على الجزيرة العربية بقيادة ولده (ابراهيم) بعد ان ضجّ اهل الجزيرة العربية من ارهاب وفتك العائلة السعودية ، والحركة السلفية الوهابية في قطعهم للطريق ونهب اموال المسلمين والعبث بامن الناس ، فرفعوا مناشدتهم لوالي مصر بتخليصهم من ارهاب هذا الحكم وفتكه بالامنين من ابناء الجزيرة العربية وبالفعل بادروالي مصر بارسال جيوشه ومحاصرة عبد الله بن سعود ، حتى القاء القبض عليه ، ونفيه وعائلته مع عائلة (محمد بن عبد الوهاب) رجل الدين الذي تحالف مع ال سعود في الدور الاول الى تركيا ، قبل ان يعدم عبد الله بن سعود هناك في 1818 م ليعود الشيخ ( فيصل بن تركي ) فيما بعد ، وهو احد ابناء العائلة السعودية في 1830 م ، الى وفاته في 1865 ميلادية، بولايتين وصفت بالغزو والتوسع لهذه العائلة وليسمى فيما بعد هذا الدور باسمه (( دور الشيخ فيصل بن تركي )) لحكم العائلة السعودية !.
الدور الثالث : وهو الدور الذي قاده الشيخ ( عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود ) في 1319 هجرية 1902 ميلادية لاستعادة الرياض من خصومه القبليين وليتوسع باخضاع القبائل في الجزيرة العربية لحكمه ، حتى 1932م ، 1351هجرية ، باعلان قيام المملكة العربية السعودية تحت قيادة ال سعود وحتى اليوم !.
3 : (( قوانين صعود وسقوط النظام القبلي السياسي السعودي ))
عندما تحدّث المؤرخ والباحث الاجتماعي (( عبد الرحمن بن خلدون )) في مقدمته عن السنن التاريخية ، والاجتماعية العاملة في اعمار الدول نشوءا وولادة ، وقوة ونهوضا وفتوةً ورجولة وتكاملا ، وهبوطا وكهولة وشيخوخة وموتا ...، فانه كان لاريب يتحدث عن نمط معين من النظم ، والدول السياسية ، التي تقوم على مفردات ومصطلحات محددة من قبيل : (( البداوة والبدو والعصبة والغلبة ، والدعوة الدينية التي لاتقوم بدون عصبة والعمران والترف واسباب وشرائط تفسخ الدول وتراجعها واسباب انهيار النظم وشروطها ..... الخ )) وهكذا فمثل هذا النمط من النظم والدول السياسية هو المحدد بالتحديد لرؤية ابن خلدون التاريخية والاجتماعية في مقدمته التي جمعت من الوعي بسنن التاريخ والمجتمع ، بالاضافة لدراسة المجتمع العربي وتنوع الدول داخله ، وموضوعة العمران ومقومات الحضارة ، الشيئ الذي لايمكن غير وصفه بالنبوغ والعبقرية !!.
ونحن في الحقيقة عندما نريد تطبيق قواعدومنطلقات المدرسة الخلدونية على نظام سياسي حديث كالنظام القبلي السعودي القائم اليوم ، فاننا نجد ان هناك تطابقا كاملا بين رؤية(ابن خلدون) ودراسته للنظام القبلي السياسي القروسطي عربي واسلامي الذي كان قائما في زمنه ، والنظام القبلي السياسي ، الذي لم يزل قائما في عصرنا الحديث لنظام حكم المشيخة السعودية الحديثة في الجزيرة العربية الاسلامية !!.
نعم رؤية ابن خلدون في القبلية والعصبة والدولة ودعوتها الدينية ...،ربما لاتصلح كميزان من خلاله نتمكن من فهم مباني ومركبات النظم السياسية البشرية العصرية سواء منها الغربية أو الشرقية القائمة اليوم ، والتي عبرت مرحلة الواقع الانساني الصناعي والتكنلوجي ... الحديث ، برؤيته المختلفة للدولة ومفاهيمها ومؤسساتها ووظائفا ... وما الى هناك من افكار وتصورات حديثة فرضها العالم مابعد الصناعي والتكنلوجي على الدولة والمجتمع والفلسفة والعلم وباقي المفاهيم والمسميات !!.
اما الدولة والحكم والنظام السياسي ..... الذي تناوله ابن خلدون فهو نظام مميز في مفرداته ، ومميز هذا النظام من الحكم في شرعيته ومميز في آليات وصوله للحكم ومميز في وظائفه ، ومميز في سننه وقوانينه التي تتحكم فيه ، وهو في موضوعنا هذا نفس النظام السياسي القبلي الذي ارتضته العائلة السعودية ليكون اطار حكمها في العصر الحديث ، وبصورة متناشزة الالوان بين نظم سياسية ودول معاصرة في شخصيتها وماهيتها ووظائفها وتصوراتها وتطلعاتها ، وتنتمي لعصر ما بعد العالم الصناعي الحديث وتعيش بيننا حتى اللحظة وبين نظام قبلي سياسي تصنعه العصبة والقبيلة (( في مقابل تلك الدول والنظم السياسية المعاصرة )) وتكون شرعيته فقط مترشحة من الغلبة والعصبة والقوة ، والمقدس الديني الاسطوري لاغير !!.
ومن هنانفهم بعض المفارقات اوبعض الملابسات والقوانين التي تفرق بين خضوع النظام القبلي السياسي لقوانين حتمية الزوال والانهيار ، ، ولماذا كتب عليه التاريخ وسننه والاجتماع وقوانينه حتمية الموت في مرحلة معينة من الزمن ، وبين باقي النظم السياسية المعاصرة والحديثة ، التي تتمكن من تجديد نفسها ومجارات الزمن وتطورات التاريخ ومتطلبات المجتمع ، بحيث انها : تتمكن من التكّيف مع قوانين التطور التاريخية والاجتماعية التي هي جزء من تطور هذا الانسان والكون والعالم والتاريخ !!.
بمعنى آخر: ان ما يدعو اي باحث او مفكراو دارس بالقطع على حتمية زوال النظام القبلي كنظام العائلة السعودية اليوم مثلا وجزمية انهياره وموته لامحالة لاسيمافي العصر المتسارع الحديث هو ان نظام القبيلة السعودية يتعارض مع استمرار الحياة من عدة جوانب واتجاهات مهمة ومن ابرزها :
اولا : ان النظام القبلي السياسي القديم والحديث بشكل عام ، ونظام الملكية القبلية السعودية في جزيرة العرب ، والمسلمين اليوم بشكل خاص ، هو من النظم المغلقة سياسيا تماما بحيث ان تراتبيتها الهرمية في السلطة والحكم وكذا تراتبيتها ونمطية التفكير بداخلها تكون نمطية محددة ومقيدة بنظام وقوانين الحكم القبلي القائم وليس نظم وقوانين منفتحة على متطلبات الزمن ، وقوانين التطور من خارجها اجتماعيا وسياسيا وعالمياوهذا الجانب من التحجرفي النظام القبلي السياسي السعودي القائم هو ما يجعل هذا النظام يصارع كل متطور اجتماعي متحرك او سياسي او تاريخي بل هوما يجعل من التقليدية والتمسك بها على اساس انها من بروتوكولات مميزات وصفات النظام السياسي القبلي القائم الذي تفتخر به بدلا من ان تكفر بواقعه !!.
والحقيقة ان هذا المميز السلبي في نظام الحكم القبلي السعودي بالخصوص والقبلي بالعموم هوالفارق الاصيل بينه وبين باقي النظم السياسيةالحديثة والمعاصرة فنظام السياسة ، والدولة الحديث ، وبما في ذالك الديمقراطي ، او غير الديمقراطي ، الذي يؤمن بربط الدولة بالمؤسسات الاجتماعية والشرعية بتطورات الشعوب وتطلعاتها فمثل هذا النظام ، وتركيبته السياسية الحديثة ، تنسجم مع آليات الحركة التاريخية وقوانين التطورالاجتماعية القائمة فهو نظام على اي حال يأتي بشرعيته المتحركة من المجتمع ، ويقوم بوظائفه السياسية ، والاقتصادية والاجتماعية حسب متطلبات الواقع القائم وتطوراته !!.
اما في نظام الحكم السياسي القبلي فالاولوية لهرمية تركيبة السلطة القبلية القائمة بغض النظر عن تطورات الواقع السياسي ، والاجتماعي المنفصل عن هذا النظام ما يجعل نظام الحكم القبلي السياسي نظاما بطبيعته وتركيبته ، وبنيته السياسية نظاما معاندا ومقاوما ، لحركة التطورالتاريخية والاجتماعية المحيطة به ، ونظاما مترددا للاستجابة الحيوية للمستجدات التي تطرأ عليه كل يوم ونظاما قابلا للكسر في نهاية المطاف ، وتجاوز الزمن لوجوده ، ما يأذن بصورة طبيعية بنهايته وموته وانهياره بصور متعددة !!.
ثانيا : نظام الحكم القبلي السعودي القائم اليوم اخذ الكثيرمن صفات النظم السياسية العربية الاسلامية للقرون الوسطى التاريخية فهونظام على هذا المبنى يعيش خارج حيز زمنه التاريخي من جهة وخارج حيز الزمن المعاصر لما تعيشه البشرية اليوم من جانب اخر ، ولهذا فان اهم اشكالية لنظام الحكم السعودي القائم اليوم انه نظام لايمكن له تجديد نفسه بصورة تستجيب بطبيعية ، لمتطلبات العصر الحديث فضلا عن عدم قدرته للاستجابة ، لاي متطلبات اجتماعية او سياسية او اقتصادية حديثة قائمة تفرض عليه اعادة ترتيب بنظامه السياسي القائم !!.
ولعلّ هذا المفصل من تكلس مفاصل الدولة السعودية القائمة ومؤسساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتقيدها بنظم التاريخ القديمة وعدم قدرتهاعلى الاستجابة لمستجدات العصر والحداثة هو ما جعل او دفع (ابن خلدون) في القديم ، وغيره من المؤرخين والاجتماعيين والفلاسفة والمفكرين دراسة واكتشاف السنن الاجتماعية والتاريخية في حياة المجتمعات الانسانيةورصد كيفية نشوء الدول واسباب كهولتها ومن ثم موتها وانهيارها في النهاية ، لتستعيد الحياة الاجتماعية تجددها من خلال قيام نظم سياسية جديدة تواكب وتسد حاجات الاجتماع الانساني الجديدة ومتطلبات وتطلعات الشعوب والمجتمعات على مرّ التاريخ وحتى وقتنا الحاضر !!.
وهذا بعكس النظم السياسية الحديثة التي استطاعت تغيير بنيتها الفكرية والسياسية لتتجاوب مع المتغيرات التي تطرأ سياسياواجتماعياواقتصاديا على حياة المجتمعات الانسانيةفهي نظم ارادلها مفكروها ومنظروها ان ترتبط هي بعجلة التطورالتاريخية ولا تربط عجلة الحياة والمجتمع وحركته بمداميكها (( كما هو حاصل نظام القبيلة السياسي القائم بنظام الحكم السعودي)) ومن هنا فنظم سياسية تاخذ بنظر الاعتبار هذا المفهوم الفكري ، والسياسي داخل اطر الدولة ومفاصلها حتما انها نظم تمتلك التجدّد وآلياته من داخلها وتستطيع كلما تحرك الزمن ان تجددمن حيويتها ودورتها الدموية الطبيعية !!.
ثالثا :في قوانين وسنن تركيب النظم السياسية القبلية ومنها طبعا نظام الحكم القبلي السعودي اليوم اسبابا يذكرها علماء الاجتماع القديم والحديث على اساس انها هي منشأ انهيار اي نظام سياسي قائم وصل الى مرحلة الموت والسقوط المحقق ، ومن هذه الاسباب ( مثلا ) استفحال الظلم وطغيان الترف الحضاري والصراع الذي ينشأ من داخل الدولة ، او الضعف الداخلي ، الذي يغري الغزاة بالهجوم على الدولة من الخارج لاسقاطها والاستيلاء عليها كميراث .... الخ !!.
اما ما يخص بالتحديد النظام القبلي السياسي السعودي القائم كمادة لبحثنا هذه فأن اصحاب العلم الاجتماعي ، والتاريخي يضعون عاملين رئيسيين ، لانهيار اي نظام سياسي قبلي وصل الى مرحلة الموت المحقق وهما :
اولا : عامل الصراعات الاسرية القبلية الداخلية على الملك والسلطة ، والتي تعتبر من ضمن قوانين عصبية الدولة وتناقضاتها الحتمية .
ثانيا : عامل الاطماع الخارجية للدول التي تراقب بدقة ، اي حالة ضعف تطرأ على اي دولة من الدول او اي نظام سياسي من النظم القائمة !!.
وفي العامل الاول ، تتظافر الجهود داخليا على نظام الحكم القبلي القائم وخاصة بعد ذهاب الجيل الاول ، والثاني من حكام دولة العصبة والقوة والشوكة وترشح الجيل الثالث الضعيف والمترف وتطلعه ، للنزاع على السلطة والحكم ، فمثل هذا الصراع الداخلي يعتبر مضافا طبعا للصراع المجتمعي الداخلي الذي ذكرناه سالفا ايضا الغير منتمي لقبيلة الحكم والذي يشعر بحاجات لايوفرها نظام الحكم القبلي القائم احد اهم العوامل المساهمة بانهيار وموت اي نظام قبلي وصل الى مرحلة الاحتضار الاخيرة !!.
وفي مثل الحكم السعودي كنموذج للنظام الملكي الذي تجاوزكل مراحل القوة بجيليه الاول والثاني ليصل الى مرحلة الجيل الثالث من حكم المشيخة السعودية ،فلم يتبقى لهذا النظام السياسي الا بوادر (( الهبّة )) كما يطلق عليها ابن خلدون ، او النزعة الاخيرة ، لهذا النظام لتفجر صاعق انتهاءه من الوجود وتقرع اجراس رحيله بشكل لالبس فيه ابدا !!.
وهكذاوتقارنامع سنّة وقانون زوال الحكم القبلي السعودي وأفول نجمه الذي ظهرت اعراضه الطبيعية بجلاءلكل متتبع للشأن السعودي السياسي والاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي ستساهم ايضا الدول الصاعدةعلى انقاض وجودالحكم السعودي القبلي الايل للسقوط في المساهمة بكل ما اوتيت من قوة ونفوذللتسريع بانهيار نظام الحكم القبلي السعودي القائم في الجزيرة العربية سواء بضخ النارالداخلية من خلال زيادة الصراعات الداخلية القبيلية ، والاجتماعية لهذا النظام ، او من خلال التدخل والغزو الخارجي المباشرعلى انقاض الجثة الملكية السعوديةالقبلية الايلة للسقوط بين ليلة وضحاها ، لتقاسم نفوذ وثروات هذه الارض من جهة ، وسدّ الفراغ ، الذي سيتركه سقوط هذه العائلة الحاكمة في منطقة جغرافية مهمة جدا من العالم !!.
الخلاصة : اننا نرى ومن خلال رؤيتنا الفكرية والاجتماعية ، وكذا رؤيتنا السياسية ان سقوط النظام القبلي السعودي القائم في الجزيرة العربية ، اصبح قاب قوسين او ادنى من الواقع ، بل وانه من الحتميات الفكرية والعلمية التي تؤكدها سنن القوانين التاريخية والاجتماعية بهذا المضمار ،وحتى لو ترك ( فرضا ) هذا النظام القبلي بلا ادنى تداخلات سياسية خارجية او داخلية فانه مع ذالك تحتم علينا الرؤية التاريخية والاجتماعية ان ننظر لنظام الحكم السعودي انه نظام لايمكن له الاستمرار اكثر من ذالك في حيز العالم السياسي والتقني والاجتماعي والاقتصادي المتغير بصورة غير مسبوقة ، واذا كان النظام القبلي في السابق يستطيع الصمود لعشرات او مئات من السنين الى حين مجيئ اجله الطبيعي فاليوم اصبحت الحياة اكثر واكبر وتيرة حركة مسرعة ، ربما تطوي كل سنة منها مراحل عشرات السنين في السابق ، لاسيما مع وجود تقنيات اعلامية وغير اعلامية كشفت البشرية كلها وجعلتها اكثر تقاربا واشد احتكاكا وصراعا فيما بينها والبين الاخر !!.
وعلى هذا الاساس ، فكل المؤشرات التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية تشيرالى استحالة استمرارنظامٍ ، كنظام الحكم القبلي السعودي بهذه الحياة الحديثة ، التي تجاوزت نمط حكم العائلة السعودية ، وبنيته السياسية ، ومقوماته الاقتصادية والاجتماعية !!.
مدونتي http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
: (( تمهيد ))
من مميزات نظام الحكم القبلي السياسي للعائلة السعودية الحاكمة اليوم في الجزيرة العربية الاسلامية انه من النظم التي تنتمي بماهيتها وشخصيتها وتركيبتها الهرمية الى النظم القبلية السياسية للعصر العربي الاسلامي الوسيط ، ولعلّ هذا المميز يبرز بوضوح لكل باحث ومطلع ومتتبع ودارس لتركيبة ، وروح وواقع هذا النظام القبلي السياسي السعودي ، الذي خرج للنور في بدايات القرن العشرين المنصرم على يد زعيم العائلة السعودية الحديثة الشيخ ( عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود ) في 1902 م ، عندما استطاع العودة لقلب الجزيرة العربية من زاوية من زواياها (من الكويت ) الجنوبية ، والاستيلاء اولا على مدينة الرياض ، قبل ان يتوسع في الغزو وابادة خصوم ال سعود التقليدين القبليين في جزيرة العرب الاسلامية ثانيا وانشأوه لمملكة على شكل دولة حديثة وبمساعدة استعمارية بريطانية اميركية سُميت باسم كبير العائلة السعودية (( سعود بن محمد بن مقرن )) فيما بعد ، والاعلان عنها في 1932م كمملكة عائلية من ذالك القرن المنصرم نفسه !!.
والحقيقة عندما وصفنا النظام القبلي السعودي بان له مميز يختلف عن باقي النظم الملكية ، وغير الملكية الحديثة في العالم مابعد الثورة الصناعية الغربية والشرقية فاننا كنّا نقصد: ان مثل هذا النظام السياسي القبلي الملكي السعودي الذي اسست له العائلة السعودية في قلب الجزير العربية الاسلامية هووبعض نظم امارات المشيخة الخليجية المحيطة بهذه الجزيرة العربية ، تقريبا هي النظم القبلية السياسية التي لم تزل بمعزل عن روح الحضارة الصناعية ، والتكنلوجية والاجتماعية الحديثة والتي لاريب انها اثرّت بشكل واضح على شكل وجسم وخارج هذه النظم المشيخية القبلية الخليجية ظاهريا الاّ انها لم تنفذ(هذه الحضارة الصناعية والتكنلوجية والاجتماعية الفكرية الحديثة ) لعمق هذه النظم السياسية لتحدث تغييرا حقيقيا في روح وجوهر وشخصية النظم القبلية السياسية الخليجية القائمة حتى اليوم في جزيرة العرب ما طبعها بمميز(من لم تزل تحتفظ بكل تقاليد وروح وشخصية وهرمية النظم السياسية القبلية التي تنتمي لعالم ما قبل التطور السياسي المعاصر)الذي زحف للقرن التاسع عشر، والعشرين والواحد والعشرين مع الثورات والانقلابات والتغييرات الصناعية والفلسفية والايدلوجية والتكنلوجية .... الحديثة التي اثّرت بشكل كبير على مفهوم بناء الدولة السياسة والمجتمع وبنيته والفكر الانساني البشري الحديث !.
نعم من المؤكد ان اي باحث متخصص بالعلوم السياسية وأي مفكر له دراية بانماط وانواع النظم السياسية القديمة القبلية او الاقطاعية ماقبل العصر الصناعي الحديث واي مؤرخ له مسكة اطلاع على تقلبات النظم السياسية تاريخياوحتى اليوم سيلمس ما ذكرناه من هذه المميزات اوالصفات التي طبعت بعض النظم القبلية السياسية في العصر الحديث بصورة عامة ، كما اشرنا ، وصنعت روح وشخصية وماهية النظام السعودي القبلي الملكي بصورة خاصة ، فهذا النظام القبلي السعودي بالتحديد انتقل الى العصر الحديث ساحبا كل الموروث التقليدي الديني والقبلي السياسي معه من القديم والى الجديد من العصور البشرية من غير تعديل ، وتطور حقيقي ليُبقي على نظامه السياسي القبلي فيما بعد ، منتميا ، ومتصلا ومرتبطا بكل قوة لنظم العصور العربية الاسلامية الوسطى ماقبل الحديثة حيث كانت مفاهيم : (( العصبة والشوكة والغلبة والبداوة والدين والدواوين وغاية العصبية الدولة ... وكل المصطلحات التي تحدث حولها ابن خلدون في مقدمته عن نظم الحكم القائمة في زمنه 732 هجرية 1332 ميلادية )) هي الحاضرة بقوة في بناء الملكية السعودية منذ نشأتها واسباغ صفة الدولة عليها ومسيرتها حتى اليوم !!.
ومن هنا وعلى هذا الاساس الفكري والسياسي البحثي نحن نطرح : (( انه لايمكن لباحث ولا لدارس ولا لمؤرخ ...... ان يدرك ويفهم تركيبة وشخصية وماهية النظام السياسي القبلي السعودي القائم اليوم ويتعامل معه بوعي وفكرية وعلمية ويفهمه في نشأته ومسيرته وفي تحالفاته وفي صعوده وفي سقوطه من ثمّ بدون الاستعانة الحقيقية ، او بدون اخذ رؤية ابن خلدون في (العصبية والدولة) كمتكئ بل ومنطلق واساس ، لفهم نظام الحكم السعودي القائم اليوم ، وكيف بدأ والى اي واقع عصري تاريخي ينتمي ، ولماذا سوف يترهل ويصاب بالشيخوخة ، قبل ان يموت من داخله ولتهبط اركانه من الخارج ، وبشكل دراماتيكي قانوني يخضع بالكامل لسنن التاريخ وحيزه في الدراسات الاجتماعية الحديثة قبل خضوعه للرؤية السياسية )) . !!.
اننا نرى ان قوانين وسنن الاجتماع والتاريخ الحتمية تحاصر اليوم النظام السياسي القبلي السعودي ، وتآذنه بالانهيار من اكثر من جانب ومن اكثر من جهة لتأكل من منسأته التي يتكئ عليها هذا النظام السياسي القبلي الملكي ويقوم على قوتها ، قبل ان تآذنه الرؤى السياسية التي هي الاخرى ترى اضطراب اوملامح اضطراب النظام السياسي السعودي القائم وهي تتضح يومابعد يوم في ترنحهاالبارز !!.
ورؤية يعضدها الفكر ، والسنن الاجتماعية والتاريخية والعلمية الحتمية وتعمل بها حثيثا الرؤية السياسية لتشير بقوة وعنف الى بوادر سقوط ، وموت كهولة ومرض نظام حكم قبلي سعودي قدشارف عمره الافتراضي على الاستهلاك التام من الصعب عدم الخضوع لمقرراتها تلك التي تعلن زوال وسقوط مثل هكذا انظمة سياسية لم يعد ممكنا قانونيا واجتماعيا وتاريخيا وسياسيا استمرارها في الحياة !!.
2 : (( الادوار الثلاثة للحكم السعودي ))
يقسّم التاريخيون مراحل حكم مشيخة ال سعود في الجزيرة العربية الاسلامية الى ثلاث مراحل أوادوار نوعية مارست فيهاهذه العائلة الحكم الفعلي في بعض المناطق الجزيرية الى وصولها اليوم للحكم الحديث ، وهي :
الدور الاول : وهي المرحلة التي ينتسب لها الحكم القائم اليوم بتسميته لهذه العائلة وهي مرحلة المؤسس الاول ( سعود بن محمد بن مقرن ) عندما كان أميرا لمنطقة الدرعية وما تلاه من حكم ولده ( محمد بن سعود ) 1139 هجرية ، 1179 هجرية / 1726 ميلادية الى 1775 ميلادية وفي هذه المرحلة صُنع التحالف المشهور بين محمد بن سعود كزعيم قبلي طامح للاستيلاء على جزيرة العرب من جهة ، وباحث عن الشرعية الدينية لتحركه السياسي من جانب آخر وبين الشيخ (( محمد بن عبد الوهاب)) الذي سُميت حركة الاخوان التكفيريين باسمه ((الوهابية )) والذي لا يقلّ طموحا هو الاخر للمشاركة في الحكم والذي بدوره رفع لواء التكفير والجهاد باسم التوحيد ، ومناهضة البدع لسحق كل من يقف بوجه التحالف القبلي الديني المذكور بينه وبين ال سعود في سنة 1744 ميلادية تقريبا !.
الدور الثاني : وهو الدور المنحصر من 1817 ميلادية حيث كانت المشيخة للشيخ (عبدالله بن سعود ) الذي في زمنه شنّ والي مصر((محمد علي باشا )) حملته على الجزيرة العربية بقيادة ولده (ابراهيم) بعد ان ضجّ اهل الجزيرة العربية من ارهاب وفتك العائلة السعودية ، والحركة السلفية الوهابية في قطعهم للطريق ونهب اموال المسلمين والعبث بامن الناس ، فرفعوا مناشدتهم لوالي مصر بتخليصهم من ارهاب هذا الحكم وفتكه بالامنين من ابناء الجزيرة العربية وبالفعل بادروالي مصر بارسال جيوشه ومحاصرة عبد الله بن سعود ، حتى القاء القبض عليه ، ونفيه وعائلته مع عائلة (محمد بن عبد الوهاب) رجل الدين الذي تحالف مع ال سعود في الدور الاول الى تركيا ، قبل ان يعدم عبد الله بن سعود هناك في 1818 م ليعود الشيخ ( فيصل بن تركي ) فيما بعد ، وهو احد ابناء العائلة السعودية في 1830 م ، الى وفاته في 1865 ميلادية، بولايتين وصفت بالغزو والتوسع لهذه العائلة وليسمى فيما بعد هذا الدور باسمه (( دور الشيخ فيصل بن تركي )) لحكم العائلة السعودية !.
الدور الثالث : وهو الدور الذي قاده الشيخ ( عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود ) في 1319 هجرية 1902 ميلادية لاستعادة الرياض من خصومه القبليين وليتوسع باخضاع القبائل في الجزيرة العربية لحكمه ، حتى 1932م ، 1351هجرية ، باعلان قيام المملكة العربية السعودية تحت قيادة ال سعود وحتى اليوم !.
3 : (( قوانين صعود وسقوط النظام القبلي السياسي السعودي ))
عندما تحدّث المؤرخ والباحث الاجتماعي (( عبد الرحمن بن خلدون )) في مقدمته عن السنن التاريخية ، والاجتماعية العاملة في اعمار الدول نشوءا وولادة ، وقوة ونهوضا وفتوةً ورجولة وتكاملا ، وهبوطا وكهولة وشيخوخة وموتا ...، فانه كان لاريب يتحدث عن نمط معين من النظم ، والدول السياسية ، التي تقوم على مفردات ومصطلحات محددة من قبيل : (( البداوة والبدو والعصبة والغلبة ، والدعوة الدينية التي لاتقوم بدون عصبة والعمران والترف واسباب وشرائط تفسخ الدول وتراجعها واسباب انهيار النظم وشروطها ..... الخ )) وهكذا فمثل هذا النمط من النظم والدول السياسية هو المحدد بالتحديد لرؤية ابن خلدون التاريخية والاجتماعية في مقدمته التي جمعت من الوعي بسنن التاريخ والمجتمع ، بالاضافة لدراسة المجتمع العربي وتنوع الدول داخله ، وموضوعة العمران ومقومات الحضارة ، الشيئ الذي لايمكن غير وصفه بالنبوغ والعبقرية !!.
ونحن في الحقيقة عندما نريد تطبيق قواعدومنطلقات المدرسة الخلدونية على نظام سياسي حديث كالنظام القبلي السعودي القائم اليوم ، فاننا نجد ان هناك تطابقا كاملا بين رؤية(ابن خلدون) ودراسته للنظام القبلي السياسي القروسطي عربي واسلامي الذي كان قائما في زمنه ، والنظام القبلي السياسي ، الذي لم يزل قائما في عصرنا الحديث لنظام حكم المشيخة السعودية الحديثة في الجزيرة العربية الاسلامية !!.
نعم رؤية ابن خلدون في القبلية والعصبة والدولة ودعوتها الدينية ...،ربما لاتصلح كميزان من خلاله نتمكن من فهم مباني ومركبات النظم السياسية البشرية العصرية سواء منها الغربية أو الشرقية القائمة اليوم ، والتي عبرت مرحلة الواقع الانساني الصناعي والتكنلوجي ... الحديث ، برؤيته المختلفة للدولة ومفاهيمها ومؤسساتها ووظائفا ... وما الى هناك من افكار وتصورات حديثة فرضها العالم مابعد الصناعي والتكنلوجي على الدولة والمجتمع والفلسفة والعلم وباقي المفاهيم والمسميات !!.
اما الدولة والحكم والنظام السياسي ..... الذي تناوله ابن خلدون فهو نظام مميز في مفرداته ، ومميز هذا النظام من الحكم في شرعيته ومميز في آليات وصوله للحكم ومميز في وظائفه ، ومميز في سننه وقوانينه التي تتحكم فيه ، وهو في موضوعنا هذا نفس النظام السياسي القبلي الذي ارتضته العائلة السعودية ليكون اطار حكمها في العصر الحديث ، وبصورة متناشزة الالوان بين نظم سياسية ودول معاصرة في شخصيتها وماهيتها ووظائفها وتصوراتها وتطلعاتها ، وتنتمي لعصر ما بعد العالم الصناعي الحديث وتعيش بيننا حتى اللحظة وبين نظام قبلي سياسي تصنعه العصبة والقبيلة (( في مقابل تلك الدول والنظم السياسية المعاصرة )) وتكون شرعيته فقط مترشحة من الغلبة والعصبة والقوة ، والمقدس الديني الاسطوري لاغير !!.
ومن هنانفهم بعض المفارقات اوبعض الملابسات والقوانين التي تفرق بين خضوع النظام القبلي السياسي لقوانين حتمية الزوال والانهيار ، ، ولماذا كتب عليه التاريخ وسننه والاجتماع وقوانينه حتمية الموت في مرحلة معينة من الزمن ، وبين باقي النظم السياسية المعاصرة والحديثة ، التي تتمكن من تجديد نفسها ومجارات الزمن وتطورات التاريخ ومتطلبات المجتمع ، بحيث انها : تتمكن من التكّيف مع قوانين التطور التاريخية والاجتماعية التي هي جزء من تطور هذا الانسان والكون والعالم والتاريخ !!.
بمعنى آخر: ان ما يدعو اي باحث او مفكراو دارس بالقطع على حتمية زوال النظام القبلي كنظام العائلة السعودية اليوم مثلا وجزمية انهياره وموته لامحالة لاسيمافي العصر المتسارع الحديث هو ان نظام القبيلة السعودية يتعارض مع استمرار الحياة من عدة جوانب واتجاهات مهمة ومن ابرزها :
اولا : ان النظام القبلي السياسي القديم والحديث بشكل عام ، ونظام الملكية القبلية السعودية في جزيرة العرب ، والمسلمين اليوم بشكل خاص ، هو من النظم المغلقة سياسيا تماما بحيث ان تراتبيتها الهرمية في السلطة والحكم وكذا تراتبيتها ونمطية التفكير بداخلها تكون نمطية محددة ومقيدة بنظام وقوانين الحكم القبلي القائم وليس نظم وقوانين منفتحة على متطلبات الزمن ، وقوانين التطور من خارجها اجتماعيا وسياسيا وعالمياوهذا الجانب من التحجرفي النظام القبلي السياسي السعودي القائم هو ما يجعل هذا النظام يصارع كل متطور اجتماعي متحرك او سياسي او تاريخي بل هوما يجعل من التقليدية والتمسك بها على اساس انها من بروتوكولات مميزات وصفات النظام السياسي القبلي القائم الذي تفتخر به بدلا من ان تكفر بواقعه !!.
والحقيقة ان هذا المميز السلبي في نظام الحكم القبلي السعودي بالخصوص والقبلي بالعموم هوالفارق الاصيل بينه وبين باقي النظم السياسيةالحديثة والمعاصرة فنظام السياسة ، والدولة الحديث ، وبما في ذالك الديمقراطي ، او غير الديمقراطي ، الذي يؤمن بربط الدولة بالمؤسسات الاجتماعية والشرعية بتطورات الشعوب وتطلعاتها فمثل هذا النظام ، وتركيبته السياسية الحديثة ، تنسجم مع آليات الحركة التاريخية وقوانين التطورالاجتماعية القائمة فهو نظام على اي حال يأتي بشرعيته المتحركة من المجتمع ، ويقوم بوظائفه السياسية ، والاقتصادية والاجتماعية حسب متطلبات الواقع القائم وتطوراته !!.
اما في نظام الحكم السياسي القبلي فالاولوية لهرمية تركيبة السلطة القبلية القائمة بغض النظر عن تطورات الواقع السياسي ، والاجتماعي المنفصل عن هذا النظام ما يجعل نظام الحكم القبلي السياسي نظاما بطبيعته وتركيبته ، وبنيته السياسية نظاما معاندا ومقاوما ، لحركة التطورالتاريخية والاجتماعية المحيطة به ، ونظاما مترددا للاستجابة الحيوية للمستجدات التي تطرأ عليه كل يوم ونظاما قابلا للكسر في نهاية المطاف ، وتجاوز الزمن لوجوده ، ما يأذن بصورة طبيعية بنهايته وموته وانهياره بصور متعددة !!.
ثانيا : نظام الحكم القبلي السعودي القائم اليوم اخذ الكثيرمن صفات النظم السياسية العربية الاسلامية للقرون الوسطى التاريخية فهونظام على هذا المبنى يعيش خارج حيز زمنه التاريخي من جهة وخارج حيز الزمن المعاصر لما تعيشه البشرية اليوم من جانب اخر ، ولهذا فان اهم اشكالية لنظام الحكم السعودي القائم اليوم انه نظام لايمكن له تجديد نفسه بصورة تستجيب بطبيعية ، لمتطلبات العصر الحديث فضلا عن عدم قدرته للاستجابة ، لاي متطلبات اجتماعية او سياسية او اقتصادية حديثة قائمة تفرض عليه اعادة ترتيب بنظامه السياسي القائم !!.
ولعلّ هذا المفصل من تكلس مفاصل الدولة السعودية القائمة ومؤسساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتقيدها بنظم التاريخ القديمة وعدم قدرتهاعلى الاستجابة لمستجدات العصر والحداثة هو ما جعل او دفع (ابن خلدون) في القديم ، وغيره من المؤرخين والاجتماعيين والفلاسفة والمفكرين دراسة واكتشاف السنن الاجتماعية والتاريخية في حياة المجتمعات الانسانيةورصد كيفية نشوء الدول واسباب كهولتها ومن ثم موتها وانهيارها في النهاية ، لتستعيد الحياة الاجتماعية تجددها من خلال قيام نظم سياسية جديدة تواكب وتسد حاجات الاجتماع الانساني الجديدة ومتطلبات وتطلعات الشعوب والمجتمعات على مرّ التاريخ وحتى وقتنا الحاضر !!.
وهذا بعكس النظم السياسية الحديثة التي استطاعت تغيير بنيتها الفكرية والسياسية لتتجاوب مع المتغيرات التي تطرأ سياسياواجتماعياواقتصاديا على حياة المجتمعات الانسانيةفهي نظم ارادلها مفكروها ومنظروها ان ترتبط هي بعجلة التطورالتاريخية ولا تربط عجلة الحياة والمجتمع وحركته بمداميكها (( كما هو حاصل نظام القبيلة السياسي القائم بنظام الحكم السعودي)) ومن هنا فنظم سياسية تاخذ بنظر الاعتبار هذا المفهوم الفكري ، والسياسي داخل اطر الدولة ومفاصلها حتما انها نظم تمتلك التجدّد وآلياته من داخلها وتستطيع كلما تحرك الزمن ان تجددمن حيويتها ودورتها الدموية الطبيعية !!.
ثالثا :في قوانين وسنن تركيب النظم السياسية القبلية ومنها طبعا نظام الحكم القبلي السعودي اليوم اسبابا يذكرها علماء الاجتماع القديم والحديث على اساس انها هي منشأ انهيار اي نظام سياسي قائم وصل الى مرحلة الموت والسقوط المحقق ، ومن هذه الاسباب ( مثلا ) استفحال الظلم وطغيان الترف الحضاري والصراع الذي ينشأ من داخل الدولة ، او الضعف الداخلي ، الذي يغري الغزاة بالهجوم على الدولة من الخارج لاسقاطها والاستيلاء عليها كميراث .... الخ !!.
اما ما يخص بالتحديد النظام القبلي السياسي السعودي القائم كمادة لبحثنا هذه فأن اصحاب العلم الاجتماعي ، والتاريخي يضعون عاملين رئيسيين ، لانهيار اي نظام سياسي قبلي وصل الى مرحلة الموت المحقق وهما :
اولا : عامل الصراعات الاسرية القبلية الداخلية على الملك والسلطة ، والتي تعتبر من ضمن قوانين عصبية الدولة وتناقضاتها الحتمية .
ثانيا : عامل الاطماع الخارجية للدول التي تراقب بدقة ، اي حالة ضعف تطرأ على اي دولة من الدول او اي نظام سياسي من النظم القائمة !!.
وفي العامل الاول ، تتظافر الجهود داخليا على نظام الحكم القبلي القائم وخاصة بعد ذهاب الجيل الاول ، والثاني من حكام دولة العصبة والقوة والشوكة وترشح الجيل الثالث الضعيف والمترف وتطلعه ، للنزاع على السلطة والحكم ، فمثل هذا الصراع الداخلي يعتبر مضافا طبعا للصراع المجتمعي الداخلي الذي ذكرناه سالفا ايضا الغير منتمي لقبيلة الحكم والذي يشعر بحاجات لايوفرها نظام الحكم القبلي القائم احد اهم العوامل المساهمة بانهيار وموت اي نظام قبلي وصل الى مرحلة الاحتضار الاخيرة !!.
وفي مثل الحكم السعودي كنموذج للنظام الملكي الذي تجاوزكل مراحل القوة بجيليه الاول والثاني ليصل الى مرحلة الجيل الثالث من حكم المشيخة السعودية ،فلم يتبقى لهذا النظام السياسي الا بوادر (( الهبّة )) كما يطلق عليها ابن خلدون ، او النزعة الاخيرة ، لهذا النظام لتفجر صاعق انتهاءه من الوجود وتقرع اجراس رحيله بشكل لالبس فيه ابدا !!.
وهكذاوتقارنامع سنّة وقانون زوال الحكم القبلي السعودي وأفول نجمه الذي ظهرت اعراضه الطبيعية بجلاءلكل متتبع للشأن السعودي السياسي والاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي ستساهم ايضا الدول الصاعدةعلى انقاض وجودالحكم السعودي القبلي الايل للسقوط في المساهمة بكل ما اوتيت من قوة ونفوذللتسريع بانهيار نظام الحكم القبلي السعودي القائم في الجزيرة العربية سواء بضخ النارالداخلية من خلال زيادة الصراعات الداخلية القبيلية ، والاجتماعية لهذا النظام ، او من خلال التدخل والغزو الخارجي المباشرعلى انقاض الجثة الملكية السعوديةالقبلية الايلة للسقوط بين ليلة وضحاها ، لتقاسم نفوذ وثروات هذه الارض من جهة ، وسدّ الفراغ ، الذي سيتركه سقوط هذه العائلة الحاكمة في منطقة جغرافية مهمة جدا من العالم !!.
الخلاصة : اننا نرى ومن خلال رؤيتنا الفكرية والاجتماعية ، وكذا رؤيتنا السياسية ان سقوط النظام القبلي السعودي القائم في الجزيرة العربية ، اصبح قاب قوسين او ادنى من الواقع ، بل وانه من الحتميات الفكرية والعلمية التي تؤكدها سنن القوانين التاريخية والاجتماعية بهذا المضمار ،وحتى لو ترك ( فرضا ) هذا النظام القبلي بلا ادنى تداخلات سياسية خارجية او داخلية فانه مع ذالك تحتم علينا الرؤية التاريخية والاجتماعية ان ننظر لنظام الحكم السعودي انه نظام لايمكن له الاستمرار اكثر من ذالك في حيز العالم السياسي والتقني والاجتماعي والاقتصادي المتغير بصورة غير مسبوقة ، واذا كان النظام القبلي في السابق يستطيع الصمود لعشرات او مئات من السنين الى حين مجيئ اجله الطبيعي فاليوم اصبحت الحياة اكثر واكبر وتيرة حركة مسرعة ، ربما تطوي كل سنة منها مراحل عشرات السنين في السابق ، لاسيما مع وجود تقنيات اعلامية وغير اعلامية كشفت البشرية كلها وجعلتها اكثر تقاربا واشد احتكاكا وصراعا فيما بينها والبين الاخر !!.
وعلى هذا الاساس ، فكل المؤشرات التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية تشيرالى استحالة استمرارنظامٍ ، كنظام الحكم القبلي السعودي بهذه الحياة الحديثة ، التي تجاوزت نمط حكم العائلة السعودية ، وبنيته السياسية ، ومقوماته الاقتصادية والاجتماعية !!.
مدونتي http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)