مدونة فكرية سياسية واجتماعية تحاول أثارة العقل العراقي والعربي والاسلامي للتفكير المتطلع لبناء المستقبل من خلال رؤية لاتهمل التاريخ والحاضر !.
الاثنين، فبراير 22، 2010
(( العراق الجديد في الرؤية الصهيونية .... هنري كيسنجر ))
بقلم: حميد الشاكر
_____________________
في آخر مقال كتبه مستشار الامن القومي السابق ووزير خارجية الولايات المتحدة في عهد نيكسون وفورد (هنري كيسنجر) حول العراق (( على سياسة اوباما ازاء العراق الاهتمام بما بعد الانسحاب )) تطرق عجوز الدبلماسية السياسية الامريكية الى الكثير من النقط والمفاصل الحيوية في الموضوعة العراقية لاسيما منها الموضوعة الآنية التي تتناول الشأن العراقي بوضعه القائم الجديد بعد الاطاحة بدكتاتورية صدام حسين من جهة ، وبوضعه بعد انسحاب قوات الاحتلال الامريكية منه في 2011م وما ينبغي ان تتخذ من اجراءات قبل هذا الخروج ، ومضافا اليه الرؤية نحو المستقبل العراقي ومايعنيه هذا البلد ماضيا وحاضرا ومستقبلا للمنطقة والعالم من جانب اخر !!.
ولا شك ان رؤية لصاحب قلم وفكر سياسي يهودي اميركي كهنري كيسنجر تنشر من خلال الواشنطن بوست الامريكية وتتعلق بالوضع العراقي الراهن ...، تحمل اكثر من دلالة واكثر من معنى ورسالة يُراد ايصالها لصاحب القرار الامريكي الجديد الرئيس باراك اوباما من جهة ، ومن جهة اخرى فان كيسنجر مازال ولم يزل هو النافذة التي من خلالها الادارات الامريكية تستشف الرؤية الصهيونية الاسرائيلية للمنطقة والشرق الاوسط ومايحيط بها من اشكاليات من جانب اخر ، مايعني بصيغة اوضح ان مقالة كيسنجر حول العراق بالخصوص ومستقبله ووضعه القائم .....الخ ، كل هذا يعكس من هنا وهناك الرؤية الصهيونية الاسرائيلية بالتحديد نحو عراق مابعد الدكتاتورية ، وماينبغي ان يكون عليه ؟، والخطوات اللازمة حسب الرؤية والمصالح الصهيونية ان يكون عليها هذا البلد !!.
ومن هنا شممنا جميعا في مقالة كيسنجر حول العراق الكثير الذي ينبغي تسليط الاضواء عليه والتأمل فيه ووعي ما يدور في خلد اعتى قوّة احتلالية في منطقة الشرق الاوسط الا وهي اسرائيل الحليف الاول والاخير لامبراطورية الولايات المتحدة الامريكية ،والمؤثر الفاعل في قراراتها الخارجية بالخصوص تجاه العراق بصورة خاصة والشرق الاوسط بصورة عامة !!.
***************
نعم يبدأ كيسنجر في مقاله حول العراق بنقد التوجهات للادارة الامريكية الديمقراطية بقيادة اوباما نحو العراق الجديد بانها اولا :
(قد نأت بنفسها عن الاهتمام بالملف العراقي او الاهتمام بهذا البلد ومايمثله من اهمية جيواستراتيجية للمنطقة والعالم ).
ثم بعد ذالك يتطرق كيسنجر الى مظاهر هذا النأي بان ادارة اوباما والرئيس اوباما نفسه لم يتطرق للعراق وملفه في خطابه الاخير حول الاتحاد اصلا للموضوع العراقي ، بل ان هناك وداخل الادارة الامريكية هذه نفسها عزوف حتى عن تداول الملف العراقي اوتخصيص ممثل للشأن العراقي خاص بالملف العراقي كما هو موجود لباقي الدول المهمة الاخرى في المنطقة او فتح قنوات لقادة العراق الجديد بحيث يكون تواجدهم اثقل واكثر مماهو موجود الان بحيث اننا لانكاد نجد لقادة العراق الجدد اي تواجد مستمر ( زيارات ) في داخل الولايات المتحدة مما يعطي انطباع بعدم الالتفات لاهمية العراق وملفه داخل هذه الادارة الامريكية ؟!!.
ويبدو هنا واضحا ان انتقاد كيسنجر للادارة الامريكية بعدم ايلائها الاهتمام الاكبر بالملف العراقي هو بسبب رؤية كيسنجر ان هذا الفراغ سيملئه في العراق اطرافا اخرى لها اهتمام اكبر بالعراق من الادارة الامريكية ، مما يدفع بالتوجهات العراقية ان تميل الى الانفتاح اكثر فاكثر على محيطها الاقليمي القابل لاحتضان العراق ومساعدته .
*****************
ثانيا : يحاول عميد الدبلماسية الامريكية الاسبق هنري كيسنجر ان يوضح وباصرار لادارة الرئيس اوباما مايعنيه العراق على الحقيقة للمنطقة والعالم والولايات المتحدة واستراتيجيتها العالمية بالخصوص وان بلدا كالعراق لايمكن الاستمرار في التعامل معه بهذه الهامشية واللامبالاة داخل الادارة الامريكية الحالية ،فالعراق حسب مايراه كيسنجر هو :
اولا : بلدا استراتيجيا محوريا للمنطقة الشرق اوسطية طوال الالفية الماضية كلها وسيبقى كذالك للالفية القادمة .
ثانيا :للعراق مواردا اقتصادية هائلة وضخمة جدا ومؤثرة على صعيده الاقليمي والدولي ايضا ، بحيث ان موارد العراق الاقتصادية مؤثرة على دول عالميا مهمة ( مثل روسيا وفرنسا والصين والمانيا ) .
ثالثا : مثل العراق تاريخيا وسيبقى مستقبليا الخط الفاصل بين عالمي الشيعة والسنة في العالم الاسلامي ، بل انه البلد الذي يمر من خلال مركزه وعاصمته خط التوازن بين هذين القطبين ( اي ان العراق هو بيضة القبان حسب رؤية كيسنجر لقطبي العالم الاسلامي بين السنة والشيعة واي تغير لمزاجه ينعكس حتما على العالم الاسلامي كله باعتبار ان العراق مثل ولم يزل معنويا وفكريا عاصمة الخلافة الاسلامية وتوجها يقود السفينة الاسلامية كلها ) .
رابعا : مايحدث في العراق من متغيرات سيؤثر بشكل مباشر على التوازن النفسي لحركات الاسلام السياسي الثوري(الراديكالي الجهادي كما يسميه كيسنجروهنا بالخصوص ينظر كيسنجر للنووي الاسلامي الايراني بالتحديد ولايلتفت للارهاب القاعدي باعتبار انه تجربة تقتل نفسها بنفسها في الحياة )وبامكانه ان يحسم معركة الولايات المتحدة والعالم مع هذا الاسلام السياسي الصاعد(( اي ان اسلامية وعدم اسلامية العراق هي التي ستقرر نجاح او فشل تجربةالاسلام وقيادته لمنطقة الشرق الاوسط نفسيا ) .
خامسا : دولة العراق هي التي سوف تحدد شكل التطور الذي سوف يطرأ على المنطقة وكيفية العلاقة التي ستقوم بين الامريكيين والتيارات الرئيسية في المنطقة (( وهنا لاشك ان الرؤية الصهيونية بارزة التخوّف من عراق حر وديمقراطي ومستقل ولكن باسم الامركة لهنري كيسنجر بدلا من اسرائيل ، والمعنى ان المنطقة واسرائيل سيتحدد موقفها وكيفية علاقتها مع العالم من خلال شكل التطور في الدولة العراقية الجديدة فان كان العراق ديمقراطيا مستقلا بقراره يحكمه ابناءه الاسلاميون العراقيون فحتما ستخضع اسرائيل لشروط الشرعية الدولية وهي راغمة))
************************
ثالثا : ثم يختم هنري كيسنجر مقالته حول العراق بالنقاط التالية :
اولا : كان ولم يزل العراق يشكل مرتكز التوازن بين ايران الشيعية وباقي دول الخليج السنية ، وحتى عندما كان حكم السنة في العراق ديكتاتوريا على يد صدام حسين الا انه كان يوفر نوعا من التوازن مع ايران الراديكالية الشيعية .
ثانيا : لايبدو ان العراق الديمقراطي القائم اليوم بامكانه ان يضمن حالة التوازن ضد ايران ، لاسيما ان استمر حكم الشيعة الاكثرية الذي لايبشر بانه سيوفر نوعا من التوازن المطلوب امريكيا ( يقصد هنري هنا وصهيونيا اسرائيليا ايضا ) ضد ايران ، وباستمرار هذا الاكتساح الشيعي للحكم في العراق فلايمكن الاتكاء على بروز توازن للسنة داخل العراق ( باعتبار ان الادارة الامريكية من السهل عليها اقناع سنة العراق لاخذ دور ووظيفة الشرطي الحامي لاسرائيل ومصالح الادارة الامريكية ضد ايران داخل العراق ) او الاكراد ليحجم من صعود الحكم الشيعي في العراق .
ثالثا :في حال تواصل الشيعة العراقيون مع ايران (اي نوع من التواصل هو مرفوض صهيونيا لكيسنجر) فسنشهد تغيرا جوهريا في موازين القوى في المنطقة ستصب حتما تبعاتها داخل السعودية(حليف اميركا واسرائيل التاريخي وهذا يدلل على ان كيسنجر كتب هذا المقال باعتباره المستشار الفعلي اليوم للسعودية العربية وبدفع وتحريض واضح منها ضد العراق الجديد ) وداخل لبنان كذالك الذي يمثل فيه الشيعة دولة داخل الدولة .
رابعا : على ما ذكر فان الولايات المتحدة ستواجه خطرا مهما ما اذا سارت الامور عراقيا بتطور ملموس لصالح القوى العراقية الشيعية في الداخل وسيتأثر الاستقرار ( استقرار المصالح الصهيونية وتفوقها العسكريفي المنطقة ) داخل منطقة الشرق الاوسط اذا لم يحصل اي توازن استراتيجي بين ايران والعراق(اي ان كيسنجر يدعوا لتغيير داخل العراق يضمن هذا التوازن ضد ايران ولاسيما عودة البعثيين لحكم العراق ودعم كل الاطراف داخل العراق التي هي مستعدة للعب لصالح انشاء هذا التوازن بين العراق وايران لصالخ اسرائيل ) ومن دون ذالك ستحل الكارثة .
*****************
هذه هي خلاصة مقال هنري كيسنجر في الواشنطن بوست والذي نشرته ايضا العديد من الصحف العربية ايضا وواضح من خلال لغة ومفاهيم وتوجهات المقال ، ان كيسنجر وبتأثير صهيوني وسعودي مباشر يحاول التاثير على توجهات الادارة الامريكية للرئيس اوباما الذي تنحو نحو الانسحاب من العراق واقامة علاقات متوازنة مع عراق مستقل يحكمه اهله بصورة طبيعية ، كما انه واضح من خلال النقاط التي طرحت والمحاور التي اثيرت ان هناك سعي صهيوني وسعودي حثيث داخل الولايات المتحدة للترويج لفكرة (( التوازن )) هذه داخل العراق والذي تعني ماتعنيه في الاجندة العربية الخليجية هي التمهيد اولا لعودة البعثيين لداخل العملية السياسية العراقية كعنصر يوفر عملية التوازن من جهة ضد الغول النووي الايراني الذي يرعب اسرائيل اليوم ، وثانيا تحجيم الديمقراطية داخل العراق وقتلها شيئا فشيئا من منطلق تاثير الديمقراطية العراقية على المحيط الاقليمي للعراق وتوازنه المطلوب في عدم الاستقرار للمنطقة ككل !!.
وهذا بالفعل ما اثمر في داخل الولايات المتحدة ودفع نائب الرئيس الامريكي ( بايدن) للمجيئ للعراق وفرض بعثية الصهاينة على العراق الجديد ليشاركوا في الانتخابات التشريعية المقبلة ، والعبث بالديمقراطية العراقية ، وسحق قانونها وتجاوز دستورها ......بكل صفاقة لعودة البعثية باسم التوازن الذي ينادي به كيسنجر داخل اميركا بلسان الصهيونية الذي سيحدد مصيرها ومصير وجودها من عدمه العراق الديمقراطي الجديد اليوم ، فأن كان للبعثية نصيب في حكم العراق اليوم وحسب مايراه كيسنجر فيتأمن الوجود والمصير والاستقرار والتفوق الصهيوني في المنطقة باعتبار ان البعثية سيعملون على فصل العراق عن محيطه الاسلامي المهدد لاسرائيل ، وان طرد واجتّث البعثية من العراق فستكون هذه هي الخطوة الاولى لتحجيم دور اسرائيل وربما اجتثاثها بالمستقبل لامحالة !!.
_______________________________________
alshakerr@yahoo.com
(( يقتلوننا لكن لانقتلهم .... هابيل وقابيل !))
حميد الشاكر
منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على هذه الارض ، وحتى اليوم لم يزل ، هناك خطان من السلوك والفكر والتوجهات والعواطف ... هي التي تتحكم بكل وجود الانسان وانماط تصوراته وكيفيات سلوكياته في هذه الارض وهما :
اولا : خط الحقد والحسد والانتقام والطغيان والتكالب على ملذات الدنيا والاجرام في سبيل استحصال ثمراتها .
ثانيا : خط العفو والتقوى والحبّ والصبر والاناة والمعرفة والخشية والنظر الى الحياة الاخرى والعزوف عن غرور الدنيا وبهرجها .
في القرآن الكريم ذكر لتاريخ هذين الخطين الانسانيين ، الذين ولدا مع اول اخوين رأوا نور الحياة في هذا العالم لكنهما اخوين بامزجة وتوجهات ورؤى وطموحات وسلوكيات مختلفة بعضهم عن البعض الاخر !!.
الاول : كان اسمه ((هابيل )) صاحب الحبّ وتقوى الله ، والخشية من حساب يومه الاخروالعدل والانفتاح والصبر والمعرفة والرجولة والكرامة والاناة والعزوف عن غرور الدنيا وشهواتها .
الثاني : كان اسمه (( قابيل )) صاحب نزعة الحسد والغلّ ، والحقد والطغيان وحب الهيمنة والتسلط واخذ كل شئ يجده امامه ، وصاحب رؤية وجوب ان يكون كل شئ في هذه الحياة تابعا له وخاضعا لهيلمانه ومسبحا لجماله مع انه اجبن خلق الله وارعدهم فريصة واخفقهم جنانا امام الموت والاستشهاد .
هذان البشران قربا قربانا تقبل الله من احدهم ،بسبب صفاته الحميدة ونواياه النظيفة ، وحبه للاخروصدق سريرته مع الله سبحانه وتعالى ، ولم يتقبل قربان الاخر ، بسبب سوء طويته وكراهيته لكل شئ وتضخم الانا وحب التسلط لديه وصفات الجبن والغدر لديه ...الخ .
فقال قابيل لاخيه الانسان الاخر هابيل :(( لأقتلنك )) !!.
اجابه هابيل :((إنما يتقبل الله من المتقين ، ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ، إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من اصحاب النار وذالك جزاؤا الظالمين ))
طبعا هناك من يعتقد ان هابيل هذا ربما كان ضعيف البنية او انه لم يكن يملك ارادة الدفاع والمقاومة امام طغيان الوحش الانسان قابيل ،ولهذا تحجج بمفردات الضعفاء من بني البشر في الصبر وخوف الله والاثم وغير ذالك لكن الحقيقة ان هابيل كان اشدّ باسا من المجرم قابيل بل واقوى بنية واكثر ذكاءا وشجاعة ،وفطنة واقتدارا على الحاق الاذى بسميه الانساني قابيل ،لكنّ الفرق بين خط هابيل الفكري والروحي والسلوكي في هذا العالم وخط اخيه قابيل هو ان قابيل صاحب غدر وحسد . وغلّ وطغيان ودونية اخلاقية وحب للدنيا وسلطتها بلا حدود ، بينما تحكم هابيل صفاء النية وعدم التفكير بربح الدنيا على حساب الاخرى واخلاق الفروسية والرجولة والايمان....الخ ولهذا كانت المعركةليست هي معركة ساحة وقتال ولاهي معركة مواجهة واقتداربل هي معركة غدر وضميمة ودوافع مشبوهة واخلاقيات متدنية جدا ....فكسب المعركة اقرب الخطّين للنذالة والانحطاط ، وقتل قابيل غدرا اخاه هابيل ، لينتصر في معركة الا انه في النهاية يخسر الحرب امام هابيل ، فيكون مصيره النار جزاءا لظلمه من جهة ، وليبوء باثمه واثم اخيه الانسان هابيل من جانب اخر !!.
في العراق اليوم ايضا يتصارع الخطّان بعد الاف من السنين على تاريخ خطي هابيل النبيل وقابيل الرديئ ، ولكن تحت نفس المنطق وبنفس التوجهات وتحت ضغط نفس الدوافع والمنطلقات وبين جهتين معروفتين للعالم سلفا :
الاولى : هي العراقيون بمعتقداتهم ومرجعيتهم الدينية ورجولتهم وايمانهم ،وحبهم للاخر وبرؤى أئمتهم واسلامهم وشجاعتهم واقتدارهم ، وشعار (( إنما يتقبل الله من المتقين ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )) الهابيلي !!.
الثانية : هي الارهابيون التكفيريون الوهابيون الآتون من خارج الحدود العراقية ،والبعثيون الاجراميون الظلاميون معهم ، وبكل مايحملوه من غلّ وحقد وحسد ، وغدر وجبن وسوء طوية، وانحراف عقدي وجهل وتكالب على حب الدنيا وطلب الاستحواذ عليها وارهاب كل من يعيش بداخلها بالقتل والحرق والتفجيرات ،وباقي ادوات ((لأقتلنك )) القابيلية المجرمة !!.
وطبعا ايضا هناك من يعتقد ان العراقيين عندما لايجابهون منطق ((لأقتلنك )) القابيلي الارهابي التكفيري والبعثي هذا بمثله من ردة الفعل ، ليشن الشعب العراقي الهابيلي هجومه الانتحاري على الاخرين من نفس المنطق انه ضعف وعدم حيلة ، وركون الى الاستسلام والخضوع للارهاب والذلّة !!.
والحقيقة ان الشعب العراقي يملك الكثير من الشجاعة ، كما انه يستطيع ان يرجع اصحاب الغدر والجبن والرذيلة من التكفيرية ، والبعثية الى جحورها القديمة لترتعد فرائصها ، اولتكشف عن سؤتها ، لتتقي غضب وبأس الشعب العراقي عنها ، لكن ما يكبل الشعب العراقي ، ويحد من غضبته البطولية الصادقة هو تلك الضوابط الالهية وتلك التقوى الربانية الهابيلية التي ترفع شعار (إني أخاف الله رب العالمين) ،ولهذا تجد مرجعية الشعب العراقي الدينية لاتفكر مجرد التفكيران تدعوا الشعب للرد بالمثل ولتكون حرب الانتحاريين القتلة بين الجانبين هي الحكم والفيصل بين ابناء هابيل المؤمن من الشعب العراقي ، وشياطين قابيل من البعثية والتكفيريين الوهابيين ، الذي قتلهم الغلّ واعمى ابصارهم الحقد واهلكهم حب الدنيا واعمى قلوبهم ارادة الطغيان وخدمة السلاطين من جبابرة الزمان !!.
إن خطي قابيل وهابيل لم يزالا هما سرّ المعركة القائمة بين العراقيين والارهابيين ، كما انهما الخطين الذين جاءا مع محمد رسول الله ص ضد قومه ونزل بين علي بن ابي طالب وسالبي حقوقه ، والحسين واشياع بني امية من قتلته .....، وحتى اليوم تتصارع لغة الحبّ مع لغة الحقد ، ولغة الغدر مع لغة الوفاء ، ولغة الرجولة والشجاعة والمواجهة والبطولة ،مع لغة الغدر والخيانة والجبن ، ولغة الايمان بالله سبحانه والخوف من عقابه وحسابه مع الايمان بالطاغوت وحب الدنيا والموت والانتحار وتفخيخ الاجساد وحرقها من اجلها !!.
منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على هذه الارض ، وحتى اليوم لم يزل ، هناك خطان من السلوك والفكر والتوجهات والعواطف ... هي التي تتحكم بكل وجود الانسان وانماط تصوراته وكيفيات سلوكياته في هذه الارض وهما :
اولا : خط الحقد والحسد والانتقام والطغيان والتكالب على ملذات الدنيا والاجرام في سبيل استحصال ثمراتها .
ثانيا : خط العفو والتقوى والحبّ والصبر والاناة والمعرفة والخشية والنظر الى الحياة الاخرى والعزوف عن غرور الدنيا وبهرجها .
في القرآن الكريم ذكر لتاريخ هذين الخطين الانسانيين ، الذين ولدا مع اول اخوين رأوا نور الحياة في هذا العالم لكنهما اخوين بامزجة وتوجهات ورؤى وطموحات وسلوكيات مختلفة بعضهم عن البعض الاخر !!.
الاول : كان اسمه ((هابيل )) صاحب الحبّ وتقوى الله ، والخشية من حساب يومه الاخروالعدل والانفتاح والصبر والمعرفة والرجولة والكرامة والاناة والعزوف عن غرور الدنيا وشهواتها .
الثاني : كان اسمه (( قابيل )) صاحب نزعة الحسد والغلّ ، والحقد والطغيان وحب الهيمنة والتسلط واخذ كل شئ يجده امامه ، وصاحب رؤية وجوب ان يكون كل شئ في هذه الحياة تابعا له وخاضعا لهيلمانه ومسبحا لجماله مع انه اجبن خلق الله وارعدهم فريصة واخفقهم جنانا امام الموت والاستشهاد .
هذان البشران قربا قربانا تقبل الله من احدهم ،بسبب صفاته الحميدة ونواياه النظيفة ، وحبه للاخروصدق سريرته مع الله سبحانه وتعالى ، ولم يتقبل قربان الاخر ، بسبب سوء طويته وكراهيته لكل شئ وتضخم الانا وحب التسلط لديه وصفات الجبن والغدر لديه ...الخ .
فقال قابيل لاخيه الانسان الاخر هابيل :(( لأقتلنك )) !!.
اجابه هابيل :((إنما يتقبل الله من المتقين ، ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ، إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من اصحاب النار وذالك جزاؤا الظالمين ))
طبعا هناك من يعتقد ان هابيل هذا ربما كان ضعيف البنية او انه لم يكن يملك ارادة الدفاع والمقاومة امام طغيان الوحش الانسان قابيل ،ولهذا تحجج بمفردات الضعفاء من بني البشر في الصبر وخوف الله والاثم وغير ذالك لكن الحقيقة ان هابيل كان اشدّ باسا من المجرم قابيل بل واقوى بنية واكثر ذكاءا وشجاعة ،وفطنة واقتدارا على الحاق الاذى بسميه الانساني قابيل ،لكنّ الفرق بين خط هابيل الفكري والروحي والسلوكي في هذا العالم وخط اخيه قابيل هو ان قابيل صاحب غدر وحسد . وغلّ وطغيان ودونية اخلاقية وحب للدنيا وسلطتها بلا حدود ، بينما تحكم هابيل صفاء النية وعدم التفكير بربح الدنيا على حساب الاخرى واخلاق الفروسية والرجولة والايمان....الخ ولهذا كانت المعركةليست هي معركة ساحة وقتال ولاهي معركة مواجهة واقتداربل هي معركة غدر وضميمة ودوافع مشبوهة واخلاقيات متدنية جدا ....فكسب المعركة اقرب الخطّين للنذالة والانحطاط ، وقتل قابيل غدرا اخاه هابيل ، لينتصر في معركة الا انه في النهاية يخسر الحرب امام هابيل ، فيكون مصيره النار جزاءا لظلمه من جهة ، وليبوء باثمه واثم اخيه الانسان هابيل من جانب اخر !!.
في العراق اليوم ايضا يتصارع الخطّان بعد الاف من السنين على تاريخ خطي هابيل النبيل وقابيل الرديئ ، ولكن تحت نفس المنطق وبنفس التوجهات وتحت ضغط نفس الدوافع والمنطلقات وبين جهتين معروفتين للعالم سلفا :
الاولى : هي العراقيون بمعتقداتهم ومرجعيتهم الدينية ورجولتهم وايمانهم ،وحبهم للاخر وبرؤى أئمتهم واسلامهم وشجاعتهم واقتدارهم ، وشعار (( إنما يتقبل الله من المتقين ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )) الهابيلي !!.
الثانية : هي الارهابيون التكفيريون الوهابيون الآتون من خارج الحدود العراقية ،والبعثيون الاجراميون الظلاميون معهم ، وبكل مايحملوه من غلّ وحقد وحسد ، وغدر وجبن وسوء طوية، وانحراف عقدي وجهل وتكالب على حب الدنيا وطلب الاستحواذ عليها وارهاب كل من يعيش بداخلها بالقتل والحرق والتفجيرات ،وباقي ادوات ((لأقتلنك )) القابيلية المجرمة !!.
وطبعا ايضا هناك من يعتقد ان العراقيين عندما لايجابهون منطق ((لأقتلنك )) القابيلي الارهابي التكفيري والبعثي هذا بمثله من ردة الفعل ، ليشن الشعب العراقي الهابيلي هجومه الانتحاري على الاخرين من نفس المنطق انه ضعف وعدم حيلة ، وركون الى الاستسلام والخضوع للارهاب والذلّة !!.
والحقيقة ان الشعب العراقي يملك الكثير من الشجاعة ، كما انه يستطيع ان يرجع اصحاب الغدر والجبن والرذيلة من التكفيرية ، والبعثية الى جحورها القديمة لترتعد فرائصها ، اولتكشف عن سؤتها ، لتتقي غضب وبأس الشعب العراقي عنها ، لكن ما يكبل الشعب العراقي ، ويحد من غضبته البطولية الصادقة هو تلك الضوابط الالهية وتلك التقوى الربانية الهابيلية التي ترفع شعار (إني أخاف الله رب العالمين) ،ولهذا تجد مرجعية الشعب العراقي الدينية لاتفكر مجرد التفكيران تدعوا الشعب للرد بالمثل ولتكون حرب الانتحاريين القتلة بين الجانبين هي الحكم والفيصل بين ابناء هابيل المؤمن من الشعب العراقي ، وشياطين قابيل من البعثية والتكفيريين الوهابيين ، الذي قتلهم الغلّ واعمى ابصارهم الحقد واهلكهم حب الدنيا واعمى قلوبهم ارادة الطغيان وخدمة السلاطين من جبابرة الزمان !!.
إن خطي قابيل وهابيل لم يزالا هما سرّ المعركة القائمة بين العراقيين والارهابيين ، كما انهما الخطين الذين جاءا مع محمد رسول الله ص ضد قومه ونزل بين علي بن ابي طالب وسالبي حقوقه ، والحسين واشياع بني امية من قتلته .....، وحتى اليوم تتصارع لغة الحبّ مع لغة الحقد ، ولغة الغدر مع لغة الوفاء ، ولغة الرجولة والشجاعة والمواجهة والبطولة ،مع لغة الغدر والخيانة والجبن ، ولغة الايمان بالله سبحانه والخوف من عقابه وحسابه مع الايمان بالطاغوت وحب الدنيا والموت والانتحار وتفخيخ الاجساد وحرقها من اجلها !!.
(( لاطغاة جدد في العراق الدستوري !))
حميد الشاكر
مايميز التجربة العراقية السياسية الجديدة ، إنها تجربة تعتمد على الدستور في حركتها ، والذي يضمن (عدم انتاج طواغيت سياسية مستمرة في الحكم ) من منطلق ان مواد الدستور العراقي نفسه تنظّم ،كيفية تداول السلطة سلميا كل دورتين نهائية من جهة ومن جهة اخرى فإن أي حاكم يحاول حكم العراق الجديد فإن دستور هذا البلد وهويته الفيدرالية الديمقراطية النيابية ، تحتم عليه ان يكون منتجا ديمقراطيا شعبيا طبيعيا ، منبثقا بشكل آلي من المجلس النيابي المنتخب ، والذي يشكل الارض التي تنبثق منه اي حكومة وحاكم بعد كل انتخابات تشريعية، تجري في هذا البلد كل اربع سنوات ميلادية تستلزم بالضرورة تغيير الموازين السياسية في بلورة نوع الحكم والحاكم الجديد لهذا القطر من بلاد الرافدين !.
وعلى هذا يكون دستور العراق الجديد ، هو الضمانة الاولى والاخيرة لسلامة عملية تداول السلطة السياسية سلميا وديمقراطيات شعبيا ،بل وهو الميزان الاعلى لشرعية اي نظام حكم قائم واي حاكم قادم يمارس عملية حكم العراق من خلال ،أما الشرعية اذا جاء من خلال احكام وقوانين الدستور وبحالة قانونية من خلال انتخاب الشعب للبرلمان الذي بدوره يقدم حكامه الجدد ويصوت عليهم بالثقة باعتبار المجلس ممثل الشعب ، وإما اللاشرعية عندما يخرق اي حاكم هذا الدستور وبنوده القانونية الحاكمة والمنظمة لحياة العراق الجديد سياسيا !!.
ولعل هذه الضمانة الدستورية السياسية العراقية الجديدة للديمقراطية واحترام ارادة الشعب هي ماتثير ضائقة طغاة العصر القديم من بعثية وغير بعثية عندما يرون الموت في مفردات دستور العراق الجديد ، كما وانها هي ايضا ما تدفع انصار الطغاة ، من المندسين تحت المسمى العراقي ، ان يشنّوا حملة تشويه متعمدة ، لدستور العراق الجديد لشيطنته اولا ، ثم بعد ذالك المطالبة بالاطاحة به ، او تبديله او تغييره ،ليتسنى فيما بعد صياغة حكم طاغوتي جديد لاتحكمه اي مادة دستور مستفتى عليها شعبيا عراقيا ، تذكر فيها ارادة الشعب وحريته في انتخاب نظامه السياسي وكيف يكون ، وماهي ضوابطه ، ومن هم قيادته ..... وهكذا !!.
نعم في الجانب الاخر من وجه الدستور العراقي بعد ضرورة حماية جميع فقراته شعبيا عراقيا وقانونيا وبنوده من الاعتداء ،او من التجاوز لمقرراتها وتحت اي ذريعة ومسمى ( من مثل السماح للبعث بالعودة لممارسة السلطة او التلاعب بديباجته ، التي تؤرخ لحقبة المعاناة والمأساة التي كان يعيشها الشعب العراقي ، لالاف السنين تحت حكم الطاغوت ...الج)ومن اي جهة كانت لضمان حماية الشعب من تسلط الطغاة عليه من جديد .... تتجلى من الجانب الاخر لوجه الدستور العراقي الجديد انه الدستور الذي يهب اصحاب السلطة العقل والحكمه في النظر الى السلطان والقيادة على اساس انها شئ مؤقت ، وزائل وليس بدائم ، ولاهو من ممتلكات العائلة او القبيلة او العشيرة ليكون مادة استحواذ ،وطغيان وتلاعب وتمردوفرعنه أسرية او حزبية او عصابية او غير ذالك ، يقرر كيفما شاء سياسة هذه الامة وبأي طريقة نفعية او اجرامية او .... ضيقة كانت !!!.
ان على حكّام العراق الجديد السابقين ، وفيما بعد اللاحقين ، ان يدركوا حقيقة هذا النظام العراقي السياسي الجديد وهذا طبعا اذا لم يكن يدركوا من قبل نظام وحكم القانون الالهي العظيم الذي هو مصدر رئيس من مصادر التشريع في الدستور العراقي الجديد اولا ، والذي يأمر بالعدل ، والنظر الى الحكم كأمانة ، والى السلطة كمسؤولية وتكليف ومحاسبة ثقيلة جدا يوم الحساب الدنيوي من خلال مراقبة الامة للحاكم والاخروي من خلال يوم الدين ثانيا وعليهم كذالك ان يعوا ان الحكم في العراق الجديد هو مجرد وظيفة خدمية لااكثر ولااقل للمجتمع العراقي ، وعلى من يجد في نفسه الكفاءة لخدمة هذه الامة ليرضي الله وشعبه فليتقدم للحكم ، ويمارس السلطة التي ليس هي كما كان في السابق صاحبة نشوة الطغيان وسكر المال والفساد والارهاب وديمومة الحال ، بل انها سلطةً تمارس بقدر وحساب شديد ، ثم بعد ذالك تترك لاخرين ليملئوا فراغها بنفس الروح والعقلية وحسب ما قرره الدستور والنظام ، أما من لايجد في نفسه ، الا مشروع منفعة شخصية تقدمها له السلطة ، او انه يرى في نفسه منصة ، لمنافع حزبية قبلية عصبية لاغير ويرى في الحكم انه الاكثر رصيدا لشعبيته الحزبية او اموال خزائنه التنظيمية ، فعليه ان يدرك فقط ان السلطة اذا كانت منقطعة وغير دائمة لشخص انسان ما او حزب او تكتل او عصابه ....الخ فهي حقا لاتستحق ان يخسر الانسان نفسه من اجل ثمارها المنقطعة ، وعليه ان يعيد صياغة رؤيته للسلطة والحكم كي يكون عظيما بالفعل ان اراد من الحكم ان يصنع له العظمة !!.
إن من نعم الله سبحانه وتعالى ،على العراق الجديد ان يكون في دستوره تحديدا لسلطة الحاكم وممارسته الوظيفية لدورة او دورتين نهائية ، كما ان من اعظم النعم الالهية على اي امة ، ان تكون على وعي تام بضرورة ووجوب حماية تطبيق القانون وعدم تجاوز الدستور وبنوده تحت اي مبرر كان ، ومن نقمته العظمى سبحانه على اي امة ان تنسى هذه الامة نعمة الالتزام بالقانون والعدل ، او تغفل للحظة كرامة حياتها وانها معلقة بحماية الدستور الذي انتخبه الشعب بدمه كي يكون الميزان والمقياس الاعلى بين الحرية والكرامة والعيش السعيد أوبين الذلّ والعبودية والشقاء الدائم !!
(( انتخب الاسلام لحكم حياة العراق الجديد ))
حميد الشاكر
عندما يفكر اي ناخب عراقي بانتخاب الاسلام فانه حتما سينتخب :
اولا : ((العدل بين الناس)) باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لم ولن يكن ليميل لاحد من عباده على احدولم ولن يميل لاحد من اديانه على احد ، ولم ولن يميل لطبقة من خليقته على طبقة اخرى منهم ....، بل وبما انه رب العراقيين جميعا ، وهو مشرّع احكام الاسلام لهم جميعا وعلى مختلف اديانهم وطبقاتهم واشكالهم والوانهم... ، فانه سبحانه ضمن لهم العدل بينهم والتعامل معهم بالسوية قال سبحانه((لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناسُ بالقسط ))
وقال عزوجل :(( يايها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ،ولايجرمنّكم شنئان قوم على الا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ))!.
وبهذا ضمن الاسلام لجميع اطياف وطبقات وطوائف واديان وتناشزات .... المجتمع ان تنعم برحمة العدالة الالهية الكبيرة وهي تفرد جناحيها على كل المجتمع بما هم عيال الله وخلقه سبحانه ولافرق بين طبقة فقرات ووجوب ان تظلم طبقة اغنياء او العكس ، او مجموعة اسلام ووجوب بغيها على مجموعة غير المسلمين ،او طائفة او مذهب او ملة او عنصر ....الخ
ثانيا :((الوحدة للمجتمع)) باعتبار ان الاسلام هووحده القادرعلى تذويب التناشزات القومية المتعددة داخل المجتمع العراقي وهو وحده القادر على صهر جميع التناقضات الطائفية لمجتمعه في ، وتحت اطار التآلف والرباط والرحمة الاسلامية ، وكذا ترادمات الاختلافات الدينية في هذا المجتمع ، فالاسلام وحده صاحب القدرة على ضبط ايقاعاتها جميعا لتتناغم داخل اطاره بسلاسة ، وبلا تشنجات مفتعلة او حساسيات سياسية نفعية من هنا وهناك .
قال سبحانه :(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ، واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء ، فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذالك يبين الله لكم إياته لعلكم تهتدون ))
إي ان وحدة المجتمع وانصهاره في لحمة تآلف ومحبة واحدة ، هي في الاساس عملية قلوب وارواح متآلفة قبل ان تكون وحدة وتآلفات جسدية وجغرافية مادية ، وعلى هذا كان الاسلام دين الله للعالمين جميعا هو القادر وحده ان يؤلف بين القلوب ، وينظفها من وساخات العنصريات القومية ، وكذا بذاءات الطائفية ، وهكذا تناشزات الاديان المختلفة باعتبار ان القلوب حكمها بيد الله يقلبها كيفما شاءواذا انتخب اي شعب دينه ليحكم بينهم هيئ الله القلوب للتآلف قبل الابدان والمصالح سبحانه القادر الذي ليس لقدرته حد محدود !!.
وهكذا في رؤية الاسلام انه دين جاء للعالمين جميعا ، وليس للمسلمين فحسب او لطائفة على اخرى او لقومية او لون او جنس على اخر (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) فكل هذا جعل من الاسلام اطارَ تآلفٍ ،ووحدة وحكم بالعدل لجميع العالمين وبما فيهم مختلف اديان الله الكتابية وغير الكتابية فكل هذا قادر الاسلام على توحيده والنظر اليه بالسوية أمّا غير حكم الاسلام فيفجّر العنصريات داخل اي مجتمع ويربك الطائفيات فيه ، ويثير النعرات ويخلق المصالح لتكون هي العلاقات بدلا من التآلفات الروحية والقلبية للمجتمعات الوطنية !!.
ثالثا : ((الحرية للافراد))فالاسلام هو اول فكرة نادت بحرية الانسان الفكرية ، مع مراعات نظام المجتمع الاخلاقي والقانوني والدستوري القائم بحيث ان الاسلام اشتهر عنه ، بل واسس لحكم ان يكون جميع افراد الناس مسلّطون على افكارهم واحرارا في معتقداتهم ، ينظرون للحياة والانسان والكون والمعتقد بحرية مطلقة بشريطة ان لاتقتحم وتدافع حرية الاخرين ، وجرّم كذالك الاسلام ، اي ابتزاز او ضغط يفرض على الانسان شكل معتقده او لون ايمانه في هذه الحياة !!.
قال سبحانه :(( لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))
وقال عزوجل :(( إنا هديناه السبيل إما شاكرا واما كفورا ))
وقال تبارك وتعالى :(( ولو شاء ربك لأمن من في الارض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))
وكلّ هذا وغيره ، ليضمن الاسلام للانسان حريته الفكرية والعقدية والايدلوجية المنظمة والحضارية ، والتي تشمل جميع الاديان داخل اطار المجتمع الاسلامي النبيل !!.
رابعا :(( دولة القانون )) وهذا من منطلق ان الاسلام هو اول من اسس لدولة القانون ودولة المؤسسات ، ودولة المسؤولية ، ودولة الخدمات والمجتمع !!.
اي ان الاسلام ليس فقط نظر للقانون والالتزام به على اساس بنوده الدستورية فحسب ،بل ان القانون وتطبيقه في الاسلام يدخل في حيز الطاعة او الكفر باللله سبحانه وتعالى ،فليس لاحد ان يتجاوز القانون في الاسلام ليخون الله والرسول والمجتمع فحسب ، بل ان متجاوز القانون ، آثم في العرف الاسلامي ،ومجرم بحق نفسه والمجتمع وربه سبحانه وتعالى وفضلا عن ان متجاوز القانون له ردع قانوني دنوي شديد جدا ،كذالك له سخط في الاخرة وعذاب اليم يردع كل من يفكر بخرق القانون او التحايل عليه اوتجيير هذا القانون او ذاك داخل الدولة لمصالحه الشخصية او الاسرية او الفئوية او الطائفية او القومية او الدينية او العنصرية او غير ذالك !!.
نعم بعد ((العدل والوحدة والحرية والقانون)) لحياة المجتمع في المشروع الاسلامي ربما من حق المتلقي ان يسأل عندما يريد ان ينتخب الاسلام لحكم الحياة في عراقنا الجديد عن اي جهة او قائمة او حزب ينتخب الان في العراق الجديد لتضمن له حكم الاسلام في هذه الحياة العراقية القادمة ، ومعه العدل والوحدة والحرية والقانون ؟.
الجواب طبعا : انتخب اي قائمة او حزب او مجموعة ترى انها تريد ان يكون للاسلام حكمه في هذا العراق ؟!.
او انك ايها الناخب العراقي ، عليك ان تنتخب مَن يقربك من حكم الاسلام العادل ، والحر والموحد ، لابناء وطنك ولاتلتفت بعد ذالك للاسماء والشعارات والعناوين والتلاوين والقوائم والاليات .....، فكل مَن يستطيع ان يجسد لك الاسلام بعدله والدين برحمته ووحدته ، والعقيدة بحريتها وضمانها ، والقانون بشدته وفاعليته ، يكون جديرا بان ينتخبه الناخب العراقي ، الذي يؤمن بعظمة الاسلام ،وعدله ووحدته وحريته وقانونه ، ويؤمن بأن انتخاب الاسلام مسؤولية وتكليف في هذه الحياة الدنيا ويوم الدين !!.
عندما يفكر اي ناخب عراقي بانتخاب الاسلام فانه حتما سينتخب :
اولا : ((العدل بين الناس)) باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لم ولن يكن ليميل لاحد من عباده على احدولم ولن يميل لاحد من اديانه على احد ، ولم ولن يميل لطبقة من خليقته على طبقة اخرى منهم ....، بل وبما انه رب العراقيين جميعا ، وهو مشرّع احكام الاسلام لهم جميعا وعلى مختلف اديانهم وطبقاتهم واشكالهم والوانهم... ، فانه سبحانه ضمن لهم العدل بينهم والتعامل معهم بالسوية قال سبحانه((لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناسُ بالقسط ))
وقال عزوجل :(( يايها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ،ولايجرمنّكم شنئان قوم على الا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ))!.
وبهذا ضمن الاسلام لجميع اطياف وطبقات وطوائف واديان وتناشزات .... المجتمع ان تنعم برحمة العدالة الالهية الكبيرة وهي تفرد جناحيها على كل المجتمع بما هم عيال الله وخلقه سبحانه ولافرق بين طبقة فقرات ووجوب ان تظلم طبقة اغنياء او العكس ، او مجموعة اسلام ووجوب بغيها على مجموعة غير المسلمين ،او طائفة او مذهب او ملة او عنصر ....الخ
ثانيا :((الوحدة للمجتمع)) باعتبار ان الاسلام هووحده القادرعلى تذويب التناشزات القومية المتعددة داخل المجتمع العراقي وهو وحده القادر على صهر جميع التناقضات الطائفية لمجتمعه في ، وتحت اطار التآلف والرباط والرحمة الاسلامية ، وكذا ترادمات الاختلافات الدينية في هذا المجتمع ، فالاسلام وحده صاحب القدرة على ضبط ايقاعاتها جميعا لتتناغم داخل اطاره بسلاسة ، وبلا تشنجات مفتعلة او حساسيات سياسية نفعية من هنا وهناك .
قال سبحانه :(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ، واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء ، فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذالك يبين الله لكم إياته لعلكم تهتدون ))
إي ان وحدة المجتمع وانصهاره في لحمة تآلف ومحبة واحدة ، هي في الاساس عملية قلوب وارواح متآلفة قبل ان تكون وحدة وتآلفات جسدية وجغرافية مادية ، وعلى هذا كان الاسلام دين الله للعالمين جميعا هو القادر وحده ان يؤلف بين القلوب ، وينظفها من وساخات العنصريات القومية ، وكذا بذاءات الطائفية ، وهكذا تناشزات الاديان المختلفة باعتبار ان القلوب حكمها بيد الله يقلبها كيفما شاءواذا انتخب اي شعب دينه ليحكم بينهم هيئ الله القلوب للتآلف قبل الابدان والمصالح سبحانه القادر الذي ليس لقدرته حد محدود !!.
وهكذا في رؤية الاسلام انه دين جاء للعالمين جميعا ، وليس للمسلمين فحسب او لطائفة على اخرى او لقومية او لون او جنس على اخر (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) فكل هذا جعل من الاسلام اطارَ تآلفٍ ،ووحدة وحكم بالعدل لجميع العالمين وبما فيهم مختلف اديان الله الكتابية وغير الكتابية فكل هذا قادر الاسلام على توحيده والنظر اليه بالسوية أمّا غير حكم الاسلام فيفجّر العنصريات داخل اي مجتمع ويربك الطائفيات فيه ، ويثير النعرات ويخلق المصالح لتكون هي العلاقات بدلا من التآلفات الروحية والقلبية للمجتمعات الوطنية !!.
ثالثا : ((الحرية للافراد))فالاسلام هو اول فكرة نادت بحرية الانسان الفكرية ، مع مراعات نظام المجتمع الاخلاقي والقانوني والدستوري القائم بحيث ان الاسلام اشتهر عنه ، بل واسس لحكم ان يكون جميع افراد الناس مسلّطون على افكارهم واحرارا في معتقداتهم ، ينظرون للحياة والانسان والكون والمعتقد بحرية مطلقة بشريطة ان لاتقتحم وتدافع حرية الاخرين ، وجرّم كذالك الاسلام ، اي ابتزاز او ضغط يفرض على الانسان شكل معتقده او لون ايمانه في هذه الحياة !!.
قال سبحانه :(( لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))
وقال عزوجل :(( إنا هديناه السبيل إما شاكرا واما كفورا ))
وقال تبارك وتعالى :(( ولو شاء ربك لأمن من في الارض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))
وكلّ هذا وغيره ، ليضمن الاسلام للانسان حريته الفكرية والعقدية والايدلوجية المنظمة والحضارية ، والتي تشمل جميع الاديان داخل اطار المجتمع الاسلامي النبيل !!.
رابعا :(( دولة القانون )) وهذا من منطلق ان الاسلام هو اول من اسس لدولة القانون ودولة المؤسسات ، ودولة المسؤولية ، ودولة الخدمات والمجتمع !!.
اي ان الاسلام ليس فقط نظر للقانون والالتزام به على اساس بنوده الدستورية فحسب ،بل ان القانون وتطبيقه في الاسلام يدخل في حيز الطاعة او الكفر باللله سبحانه وتعالى ،فليس لاحد ان يتجاوز القانون في الاسلام ليخون الله والرسول والمجتمع فحسب ، بل ان متجاوز القانون ، آثم في العرف الاسلامي ،ومجرم بحق نفسه والمجتمع وربه سبحانه وتعالى وفضلا عن ان متجاوز القانون له ردع قانوني دنوي شديد جدا ،كذالك له سخط في الاخرة وعذاب اليم يردع كل من يفكر بخرق القانون او التحايل عليه اوتجيير هذا القانون او ذاك داخل الدولة لمصالحه الشخصية او الاسرية او الفئوية او الطائفية او القومية او الدينية او العنصرية او غير ذالك !!.
نعم بعد ((العدل والوحدة والحرية والقانون)) لحياة المجتمع في المشروع الاسلامي ربما من حق المتلقي ان يسأل عندما يريد ان ينتخب الاسلام لحكم الحياة في عراقنا الجديد عن اي جهة او قائمة او حزب ينتخب الان في العراق الجديد لتضمن له حكم الاسلام في هذه الحياة العراقية القادمة ، ومعه العدل والوحدة والحرية والقانون ؟.
الجواب طبعا : انتخب اي قائمة او حزب او مجموعة ترى انها تريد ان يكون للاسلام حكمه في هذا العراق ؟!.
او انك ايها الناخب العراقي ، عليك ان تنتخب مَن يقربك من حكم الاسلام العادل ، والحر والموحد ، لابناء وطنك ولاتلتفت بعد ذالك للاسماء والشعارات والعناوين والتلاوين والقوائم والاليات .....، فكل مَن يستطيع ان يجسد لك الاسلام بعدله والدين برحمته ووحدته ، والعقيدة بحريتها وضمانها ، والقانون بشدته وفاعليته ، يكون جديرا بان ينتخبه الناخب العراقي ، الذي يؤمن بعظمة الاسلام ،وعدله ووحدته وحريته وقانونه ، ويؤمن بأن انتخاب الاسلام مسؤولية وتكليف في هذه الحياة الدنيا ويوم الدين !!.
(( ليس لُغزا ما سينتخبه الشعب العراقي ... الحاكم والدولة !))
حميد الشاكر
المزاج الانتخابي العراقي القادم ليس لُغزا محيرا ، بحيث يصعب على الراصدين ،لتوجهاته من فهم خطوته القادمة نحو القوائم السياسية ، التي سوف يختارها وببرامجها المعروفة ، كممثلين له في دورة المجلس النيابي التشريعي القادم ، والحاكمين لامره لاربع سنوات قادمة في العراق الجديد !!!.
بل ان الشعب العراقي ، ومنذ مايقارب الاربعة سنوات خلت ، وهو يرنوا بنظره الى تحقيق معادلتين في المشروع السياسي العراقي الجديد باعتبارهما مقدمتين ضرورتين لحياته السياسية القادمة وهما :
الاولى : هي معادلة توحيد القرار السياسي لرمز قيادي محدد يتميز بفردية القرار مع تعددية الرؤى .
الثانية : هي معادلة قيام شوكة الدولة والشعور بهيبتها وسوطها بالواقع المعاش له !.
والحقيقة انه ليس غريبا على شعب كالشعب العراقي ان (يتطلع) من جديد ، وفي تجربته مع عراقه المختلف بعد الاطاحة بالدكتاتورية البعثية الى الشعور بحاجة وجود الدولة كقوّة قانون حازمة ومنظمة لحركة المجتمع من جهة وتطلعه لرؤية ((الرمز السياسي القيادي )) ، الذي يستطيع جمع القرار السيادي للدولة بيد واحدة منفردة من جانب اخر !.
فالعراقيون وباعتبار ان تاريخهم مع قيام الدولة يتجاوز مرحلة السبعة الاف سنة فلايمكن لهم ان يتصوروا حركة الحياة بدون وجود هذه المؤسسة السياسية العريقة الوجود في داخلهم النفسي والفكري والروحي والعاطفي وهكذا حتى في موضوعة هيبة الدولة ، وليس فقط في وجودها وقيامها ، يرى الفرد العراقي ضرورة ان يكون من هوية وجود وقيام الدولة ، ك((راعي وحامي للمجتمع والامة)) ان يكون لها هيبة ، لاتقلّ منسوبا وحضورا عن منسوب وجودها الفعلي على ارض الواقع وارض حركة حياة الناس الطبيعية كلها !!.
وهكذا يقال ايضا بالنسبة للحالة الفكرية ، والنفسية والروحية للمجتمع العراقي ، وملاصقتها التاريخية لموضوعة (( الرمز او القدوة او القيادة ...)) فهذا الاجتماع البشري ، ومنذ الازل اعتمد على فكرة ( الامامه او الزعامة او الملك او النبي او الخليفة او الطاغية .... الفرد )باعتبار انه عنوان ، لايمكن لاي وجود اجتماعي سياسي الفراغ من مضمونه لقيام المجتمع والدولة وعلى الاقل في ذاكرة وذهن الفرد والجماعة في العراق بل إن العراقيين ومن ضمن ثقافتهم السياسية الراسخة عن صورة وماهية وهوية (القائد ) ان يكون جماع الامر كله في الحياة السياسية والاقتصادية والتربوية .... راجعه اليه وحده ، بحيث ان وجد في داخل الدولة اكثر من رأس للحكم والقرار ، فان العراقيون يرون في مثل هذه الحالة انها حالة شاذة وليس لها من ثقافة واصالة الدولة وقيامها وهيبتها اي رصيد فعلي ومثل هذه الرؤى العراقية كما يدرك الجميع ترتد بجذورها الثقافية الى الاف السنين من الممارسة لنوع معين من الحكم تشرّبت متجذرة في ثقافة هذه الامة التي هي بطبيعتها مختلفة عن امم اليونان والرومان التي كان فيها تعدد مصادر القرار داخل الدولة يشكل حالة طبيعية ، لبناء الدولة بينما ، وفي بلد كالعراق او مصر ،او بلاد فارس الشرقية القديمة نجد ان تفرد رأس هرم السلطة والدولة بالقرار والحكم من اهم مميزات ثقافة وهوية الدولة داخل هذه الاقطار والاقاليم الاجتماعية الحضارية القديمة ،بل ومن اساسيات شرعية قيام الدول وهيبتها ان يكون قرارها بيد حاكم واحد منه تصدر الامور واليه ترجع !!.
وعلى هذا الاساس يكون بعدي ((الدولة والحاكم )) في ثقافة الاجتماع العراقي من اهم الابعاد التي يرى فيها الفرد العراقي قبل جماعته استحالة حركة حياته الطبيعية بدونها ، او استحالة قيام الحياة بكل مفاصلها بدون وجود دولة مؤسسة لها هيبتها وقوة بطشها من جانب ، ووجود حاكم رمز منفرد ، تجتمع فيه القيادة ويكون هو وحده مصدر الحكم والقرار في النتيجة النهائيةعلى سبيل الطغيان والتفرد اوعلى سبيل الشورى وتعدد الاراء التي تشكل الخلفية الغير ظاهرة لقرار الحاكم النهائي من جانب اخر !!.
ولعل الكثير ممن رصدوا حركة وميول وتوجهات الاجتماع العراقي خلال الاربع السنوات الفائتة لاحظوا ان هناك ميل قوي جدا داخل الفرد والجماعة العراقية السياسية الى بعض القوائم السياسية العراقية التي استطاعت وبذكاء كبير ان تعزف على الاوتار الخفية والنفسية والفكرية والتاريخية ، والسياسية الداخلية لهذا المجتمع في موضوعي (الدولة والحاكم)لاسيما في وقت الفوضى العارمة التي عصفت بالشعب العراقي بعد الاطاحة بالدكتاتورية الصدامية المقبورة وتفهم تلك القوائم للحاجات النفسية والفكرية الملحة للمجتمع العراقي سياسيا وطرحها فيما بعد مشروعي (( الدولة والقانون )) باعتبارهما شعار المرحلة السياسية القائمة !!.
وبالفعل استطاعت هذه القوائم السياسية ، وبفترة قصيرة جدا ، ان تحصد ثمار الفكرة بشكل اذهل الجميع من باقي الاطراف السياسية الاخرى ، التي طرحت مشاريعا سياسية غير مدروسة بعمق نفسي وتاريخي لهذا الشعب ، ولا اخذة بنظر الاعتبارالرؤية التاريخية والثقافية والنفسية للشعب العراقي وتعلقه في الحياة السياسية ببعض المفردات عن غيرها امثال مفردتي ( الدولة والقانون ) ، وبهذا استطاعت بعض الحركات السياسية العراقية ان تحصد ثمار الذكاء بطرح الشعار السياسي المناسب امام الشعب العراقي المتطلع في ظرفه الحرج لعودة الدولة بقوّة ، وعودة الحاكم ايضا بقوّة من جانب اخر !!.
إن ما يغيب اليوم عن اذهان بعض التكتلات السياسية العراقية في برامجها من جهة ، وفي ممارستها من جانب اخر ،انها ولهذا اليوم تطرح مشاريعها السياسية وهي بعيدة عن دراسة انعكاس هذه المشاريع والممارسات على الداخل النفسي للفرد والجماعة في العراق ولهذا تأتي جلّ برامجهم السياسية ظعيفة الانعكاس على الشارع ومن ثم الناخب العراقي وهذابعكس المشاريع التي ادركت مبكرا لسرّ التوجهات الروحية والفكريةوالنفسية للمجتمع العراقي وبدأت تلعب على هذه الاوتارالحساسة في شعاراتها السياسية وبرامجها الانتخابيةلجذب اكبر قدرممكن من توجهات الناخب العراقي ، لاسيما منها وتر الدولة وقيامها وهيبتها وسطوتها وقدرتها ... من جانب ، والوتر الاخر والاهم والذي لم يزل هو العامل الاساس في اضعاف الكثير من الائتلافات والتوجهات والقوائم العراقية السياسية .. على ميول الناخب العراقي الا وهو وتر (( الحاكم ))!!.
نعم فان ائتلافات سياسية عراقية وطنية قوية في كل شئ اعني قوية بشخصياتها السياسيةوقوية بكوادرها الحزبية وكذا الاعلامية والاقتصادية ......، ولكنها مع ذالك تصاب بنكسة قوية امام صندوق الاقتراع او جذب ميل الناخب العراقي الى صفها بقوّة كالتي تصادفه بعض القوائم الهزيلة في كل شئ الا بشئ شعار ( الدولة والحاكم ) ، وهذا يرجع الى سرّ ليس بمعقد جدا بقدر ماهو سرّ في الممارسة لهذه القائمة او تلك من القوائم المؤثرة على الناخب العراقي الجديد !!.
والحقيقة ان الناخب العراقي يرقب الساحة السياسية بشعاراتها وممارساتها بشكل جيد ، وهو يحمل بداخله ثقافة الدولة والحاكم وضرورة صناعة النموذج التاريخي من جديد ،لتستقر حياته ويستأنف نشاطه الطبيعي في الحياة بقوّة وبينما تنزل بعض القوائم او الائتلافات العراقية بشعار الدولة ، تمارس من الجانب الاخر ثقافة (( الحاكم )) الذي يقود ائتلافه بمفرده ومن خلال سطوته التي تدفعه الى المقدمةكرأس واحدة لاغير هي صاحبة القرار والنفوذ والسلطة والمشروع والحكم !!.
بينما في الائتلافات والقوائم السياسية القوية العراقية الوطنية الاخرى ، ومع انها تطرح شعار الدولة ايضا ، الا ان ممارستها الفعلية تقوم على اكثر من قيادة واكثر من حاكم واكثر من رأس وتوجه مما يضعف الائتلاف بصورة مباشرة داخل الميول العراقية الشعبية الانتخابية ، ويدفع الناخب العراقي للنظر الى هذه الائتلافات على اساس انها تفتقر الى اهم عنصر من عناصر قيام الدولة والحكم الحق الا وهو الحاكم الفرد !!.
نعم في ائتلاف تكون قيادته واحدة وبارزة وفارضة سطوتها السياسية والسياديةليس هي بالحتم لها نفس الانعكاس الشعبي العراقي لائتلافات لها اكثر من راس واكثر من قيادة واكثر من قرار ، او ان ليس لها لهذه اللحظة قيادة حاكم اوحد بامكانه ان يقود المسيرة السياسية باتجاه الميول العراقية ليكسبها الى صفه في معركة انتخاب الدولة والحاكم في اجندة الفرد العراقي الانتخابية القادمة !!.
بمعنى اخر ،ان سرّ قوة بعض التكتلات السياسية العراقية ، وتأثيرها على الناخب العراقي ، لكسب تأييده المطلق لمشاريعها السياسية ، هو لا يكمن في قوّة هذه التكتلات السياسية الحقيقية ، بقدر كمونها داخل العراقيين انفسهم وما يتطلعون اليه من صناعة عراق جديد يحكمه حاكم واحد وقرار واحد وراس واحدة ، في دولة قوية صاحبت هيبة وبطش وهيلمان ، وهذا هو بالفعل نفسه ، ضعف باقي مشاريع وبرامج القوى ، والائتلافات العراقية الاخرى التي تفتقد للقيادة الموحده والحاكم الواحد والراس المتفردة في القراروالحكم وليس بالضرورة على اساس صيغته الدكتاتورية الطاغوتية ، بل يكفي ان يكون القرار الاخير لحاكم واحد يتمكن من الحكم فعلا للدولة ، وليس مجرد ديكور لدولة بلا حاكم ، وعلى من يريد ان يجتذب ميول الفرد والجماعة العراقية له ولمشروعه السياسي الجديد ان يطرح (( قيام دولة قوية ، ووجود حاكم يمتلك القرار الاخير في دفع عجلة الدولة ،للحركة والحياة )) ، اما من يطرح دولة بعدة رؤوس ،او ائتلافات ليس لها لهذه اللحظة رأس يعرف امام العراقيين ، باعتباره هو الحاكم القادم بلا منازع ، او رأس لدولة ضعيفة فانه حتما سيفشل في انتخاب العراقيين له لانه طرح نموذجا سياسيا غريبا على مزاج وثقافة ومعرفة وروح العراقيين للدولة والحكم في هذا البلد الذي يفهم الدولة بحاكم واحد ويفهم الحكم بدولة قادرة على حماية ابنائها بالقوّة مرة وبالتدبير مرة اخرة !!.
المزاج الانتخابي العراقي القادم ليس لُغزا محيرا ، بحيث يصعب على الراصدين ،لتوجهاته من فهم خطوته القادمة نحو القوائم السياسية ، التي سوف يختارها وببرامجها المعروفة ، كممثلين له في دورة المجلس النيابي التشريعي القادم ، والحاكمين لامره لاربع سنوات قادمة في العراق الجديد !!!.
بل ان الشعب العراقي ، ومنذ مايقارب الاربعة سنوات خلت ، وهو يرنوا بنظره الى تحقيق معادلتين في المشروع السياسي العراقي الجديد باعتبارهما مقدمتين ضرورتين لحياته السياسية القادمة وهما :
الاولى : هي معادلة توحيد القرار السياسي لرمز قيادي محدد يتميز بفردية القرار مع تعددية الرؤى .
الثانية : هي معادلة قيام شوكة الدولة والشعور بهيبتها وسوطها بالواقع المعاش له !.
والحقيقة انه ليس غريبا على شعب كالشعب العراقي ان (يتطلع) من جديد ، وفي تجربته مع عراقه المختلف بعد الاطاحة بالدكتاتورية البعثية الى الشعور بحاجة وجود الدولة كقوّة قانون حازمة ومنظمة لحركة المجتمع من جهة وتطلعه لرؤية ((الرمز السياسي القيادي )) ، الذي يستطيع جمع القرار السيادي للدولة بيد واحدة منفردة من جانب اخر !.
فالعراقيون وباعتبار ان تاريخهم مع قيام الدولة يتجاوز مرحلة السبعة الاف سنة فلايمكن لهم ان يتصوروا حركة الحياة بدون وجود هذه المؤسسة السياسية العريقة الوجود في داخلهم النفسي والفكري والروحي والعاطفي وهكذا حتى في موضوعة هيبة الدولة ، وليس فقط في وجودها وقيامها ، يرى الفرد العراقي ضرورة ان يكون من هوية وجود وقيام الدولة ، ك((راعي وحامي للمجتمع والامة)) ان يكون لها هيبة ، لاتقلّ منسوبا وحضورا عن منسوب وجودها الفعلي على ارض الواقع وارض حركة حياة الناس الطبيعية كلها !!.
وهكذا يقال ايضا بالنسبة للحالة الفكرية ، والنفسية والروحية للمجتمع العراقي ، وملاصقتها التاريخية لموضوعة (( الرمز او القدوة او القيادة ...)) فهذا الاجتماع البشري ، ومنذ الازل اعتمد على فكرة ( الامامه او الزعامة او الملك او النبي او الخليفة او الطاغية .... الفرد )باعتبار انه عنوان ، لايمكن لاي وجود اجتماعي سياسي الفراغ من مضمونه لقيام المجتمع والدولة وعلى الاقل في ذاكرة وذهن الفرد والجماعة في العراق بل إن العراقيين ومن ضمن ثقافتهم السياسية الراسخة عن صورة وماهية وهوية (القائد ) ان يكون جماع الامر كله في الحياة السياسية والاقتصادية والتربوية .... راجعه اليه وحده ، بحيث ان وجد في داخل الدولة اكثر من رأس للحكم والقرار ، فان العراقيون يرون في مثل هذه الحالة انها حالة شاذة وليس لها من ثقافة واصالة الدولة وقيامها وهيبتها اي رصيد فعلي ومثل هذه الرؤى العراقية كما يدرك الجميع ترتد بجذورها الثقافية الى الاف السنين من الممارسة لنوع معين من الحكم تشرّبت متجذرة في ثقافة هذه الامة التي هي بطبيعتها مختلفة عن امم اليونان والرومان التي كان فيها تعدد مصادر القرار داخل الدولة يشكل حالة طبيعية ، لبناء الدولة بينما ، وفي بلد كالعراق او مصر ،او بلاد فارس الشرقية القديمة نجد ان تفرد رأس هرم السلطة والدولة بالقرار والحكم من اهم مميزات ثقافة وهوية الدولة داخل هذه الاقطار والاقاليم الاجتماعية الحضارية القديمة ،بل ومن اساسيات شرعية قيام الدول وهيبتها ان يكون قرارها بيد حاكم واحد منه تصدر الامور واليه ترجع !!.
وعلى هذا الاساس يكون بعدي ((الدولة والحاكم )) في ثقافة الاجتماع العراقي من اهم الابعاد التي يرى فيها الفرد العراقي قبل جماعته استحالة حركة حياته الطبيعية بدونها ، او استحالة قيام الحياة بكل مفاصلها بدون وجود دولة مؤسسة لها هيبتها وقوة بطشها من جانب ، ووجود حاكم رمز منفرد ، تجتمع فيه القيادة ويكون هو وحده مصدر الحكم والقرار في النتيجة النهائيةعلى سبيل الطغيان والتفرد اوعلى سبيل الشورى وتعدد الاراء التي تشكل الخلفية الغير ظاهرة لقرار الحاكم النهائي من جانب اخر !!.
ولعل الكثير ممن رصدوا حركة وميول وتوجهات الاجتماع العراقي خلال الاربع السنوات الفائتة لاحظوا ان هناك ميل قوي جدا داخل الفرد والجماعة العراقية السياسية الى بعض القوائم السياسية العراقية التي استطاعت وبذكاء كبير ان تعزف على الاوتار الخفية والنفسية والفكرية والتاريخية ، والسياسية الداخلية لهذا المجتمع في موضوعي (الدولة والحاكم)لاسيما في وقت الفوضى العارمة التي عصفت بالشعب العراقي بعد الاطاحة بالدكتاتورية الصدامية المقبورة وتفهم تلك القوائم للحاجات النفسية والفكرية الملحة للمجتمع العراقي سياسيا وطرحها فيما بعد مشروعي (( الدولة والقانون )) باعتبارهما شعار المرحلة السياسية القائمة !!.
وبالفعل استطاعت هذه القوائم السياسية ، وبفترة قصيرة جدا ، ان تحصد ثمار الفكرة بشكل اذهل الجميع من باقي الاطراف السياسية الاخرى ، التي طرحت مشاريعا سياسية غير مدروسة بعمق نفسي وتاريخي لهذا الشعب ، ولا اخذة بنظر الاعتبارالرؤية التاريخية والثقافية والنفسية للشعب العراقي وتعلقه في الحياة السياسية ببعض المفردات عن غيرها امثال مفردتي ( الدولة والقانون ) ، وبهذا استطاعت بعض الحركات السياسية العراقية ان تحصد ثمار الذكاء بطرح الشعار السياسي المناسب امام الشعب العراقي المتطلع في ظرفه الحرج لعودة الدولة بقوّة ، وعودة الحاكم ايضا بقوّة من جانب اخر !!.
إن ما يغيب اليوم عن اذهان بعض التكتلات السياسية العراقية في برامجها من جهة ، وفي ممارستها من جانب اخر ،انها ولهذا اليوم تطرح مشاريعها السياسية وهي بعيدة عن دراسة انعكاس هذه المشاريع والممارسات على الداخل النفسي للفرد والجماعة في العراق ولهذا تأتي جلّ برامجهم السياسية ظعيفة الانعكاس على الشارع ومن ثم الناخب العراقي وهذابعكس المشاريع التي ادركت مبكرا لسرّ التوجهات الروحية والفكريةوالنفسية للمجتمع العراقي وبدأت تلعب على هذه الاوتارالحساسة في شعاراتها السياسية وبرامجها الانتخابيةلجذب اكبر قدرممكن من توجهات الناخب العراقي ، لاسيما منها وتر الدولة وقيامها وهيبتها وسطوتها وقدرتها ... من جانب ، والوتر الاخر والاهم والذي لم يزل هو العامل الاساس في اضعاف الكثير من الائتلافات والتوجهات والقوائم العراقية السياسية .. على ميول الناخب العراقي الا وهو وتر (( الحاكم ))!!.
نعم فان ائتلافات سياسية عراقية وطنية قوية في كل شئ اعني قوية بشخصياتها السياسيةوقوية بكوادرها الحزبية وكذا الاعلامية والاقتصادية ......، ولكنها مع ذالك تصاب بنكسة قوية امام صندوق الاقتراع او جذب ميل الناخب العراقي الى صفها بقوّة كالتي تصادفه بعض القوائم الهزيلة في كل شئ الا بشئ شعار ( الدولة والحاكم ) ، وهذا يرجع الى سرّ ليس بمعقد جدا بقدر ماهو سرّ في الممارسة لهذه القائمة او تلك من القوائم المؤثرة على الناخب العراقي الجديد !!.
والحقيقة ان الناخب العراقي يرقب الساحة السياسية بشعاراتها وممارساتها بشكل جيد ، وهو يحمل بداخله ثقافة الدولة والحاكم وضرورة صناعة النموذج التاريخي من جديد ،لتستقر حياته ويستأنف نشاطه الطبيعي في الحياة بقوّة وبينما تنزل بعض القوائم او الائتلافات العراقية بشعار الدولة ، تمارس من الجانب الاخر ثقافة (( الحاكم )) الذي يقود ائتلافه بمفرده ومن خلال سطوته التي تدفعه الى المقدمةكرأس واحدة لاغير هي صاحبة القرار والنفوذ والسلطة والمشروع والحكم !!.
بينما في الائتلافات والقوائم السياسية القوية العراقية الوطنية الاخرى ، ومع انها تطرح شعار الدولة ايضا ، الا ان ممارستها الفعلية تقوم على اكثر من قيادة واكثر من حاكم واكثر من رأس وتوجه مما يضعف الائتلاف بصورة مباشرة داخل الميول العراقية الشعبية الانتخابية ، ويدفع الناخب العراقي للنظر الى هذه الائتلافات على اساس انها تفتقر الى اهم عنصر من عناصر قيام الدولة والحكم الحق الا وهو الحاكم الفرد !!.
نعم في ائتلاف تكون قيادته واحدة وبارزة وفارضة سطوتها السياسية والسياديةليس هي بالحتم لها نفس الانعكاس الشعبي العراقي لائتلافات لها اكثر من راس واكثر من قيادة واكثر من قرار ، او ان ليس لها لهذه اللحظة قيادة حاكم اوحد بامكانه ان يقود المسيرة السياسية باتجاه الميول العراقية ليكسبها الى صفه في معركة انتخاب الدولة والحاكم في اجندة الفرد العراقي الانتخابية القادمة !!.
بمعنى اخر ،ان سرّ قوة بعض التكتلات السياسية العراقية ، وتأثيرها على الناخب العراقي ، لكسب تأييده المطلق لمشاريعها السياسية ، هو لا يكمن في قوّة هذه التكتلات السياسية الحقيقية ، بقدر كمونها داخل العراقيين انفسهم وما يتطلعون اليه من صناعة عراق جديد يحكمه حاكم واحد وقرار واحد وراس واحدة ، في دولة قوية صاحبت هيبة وبطش وهيلمان ، وهذا هو بالفعل نفسه ، ضعف باقي مشاريع وبرامج القوى ، والائتلافات العراقية الاخرى التي تفتقد للقيادة الموحده والحاكم الواحد والراس المتفردة في القراروالحكم وليس بالضرورة على اساس صيغته الدكتاتورية الطاغوتية ، بل يكفي ان يكون القرار الاخير لحاكم واحد يتمكن من الحكم فعلا للدولة ، وليس مجرد ديكور لدولة بلا حاكم ، وعلى من يريد ان يجتذب ميول الفرد والجماعة العراقية له ولمشروعه السياسي الجديد ان يطرح (( قيام دولة قوية ، ووجود حاكم يمتلك القرار الاخير في دفع عجلة الدولة ،للحركة والحياة )) ، اما من يطرح دولة بعدة رؤوس ،او ائتلافات ليس لها لهذه اللحظة رأس يعرف امام العراقيين ، باعتباره هو الحاكم القادم بلا منازع ، او رأس لدولة ضعيفة فانه حتما سيفشل في انتخاب العراقيين له لانه طرح نموذجا سياسيا غريبا على مزاج وثقافة ومعرفة وروح العراقيين للدولة والحكم في هذا البلد الذي يفهم الدولة بحاكم واحد ويفهم الحكم بدولة قادرة على حماية ابنائها بالقوّة مرة وبالتدبير مرة اخرة !!.
(( تكليفنا الشرعي في الانتخابات العراقية القادمة )) حميد الشاكر
يتميز الانسان المسلم في هذا العالم بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة ، انه انسان يدرك انه لم يخلق في هذه الدنيا عبثاولم يترك هملا بلا نظام ينسّق من حركاته في هذه الحياة ، ولاقانون يضبط ايقاع تفاعله مع الاشياء من حوله ، بل الانسان المسلم يدرك او هكذا ينبغي عليه ان يعلم انه خلق بحكمة ، وانشأ لوظيفة في هذه الحياة ، وانزل الله البرامج والقوانين له من السماء ، ليقوم بتطبيق ماجاء فيها ليعتدل العدل بين الناس وتقوم قيامة القسط والانصاف فيما بينهم !!.
ولهذا جاء في القرآن الكريم ، ان الغاية من خلق الانسان في هذا العالم للعبادة والتسليم لله سبحانه وتعالى بقوله :((وما خلقتُ الجنّ والانس الا ليعبدون / الذاريات )) و قوله عز وجل :(( لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط / الحديد )) -1-
وهكذا عند كل اهل الاسلام وخزّان علمه ، فانهم كانوا يدركون ،حقيقة انهم خلقوا لهذه الحياة لغاية وحكمة وهدف عظيم وانهم لم يتركوا هملا بلا عنوان ، ولم يخلقوا عبثا بلا حكمة او ميزان يقوّم لهم من حياتهم ويهبهم القانون الذي ينّظم من شؤونهم الحياتية في كل زاوية ويرزقهم النظرة والتقييم الصائب للامور في هذا العالم !!.
يقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع في احد كلماته القصار في نهج البلاغة معبرا عن هذه الحقيقة باوجز الكلام :(( أيها الناس اتقوا الله فما خُلق امرؤٌ عبثا فيلهوا ، ولاترك سدىً فيلهوا ...))!!.
اي انك ايها الانسان المسلم ينبغي عليك ان تدرك ان حياتك في هذه الحياة خُلقت لغاية وحكمة وهدف ..هي طاعة الله وعبادته والانسياق مع اوامره والكف عن نواهيه ،وعليك ان تدرك ايضا انه عندما خلقك الله سبحانه واوجدك في هذا النظام الكوني الكبير فانه لم يتركّ سدىً بلا ضوابط ولاقوانين ولااوامرأونواه أونظريات ورؤىولاايدلوجيات لتلهوا وتعربد وتذهب كيفما شئت ذات اليمين وذات الشمال كما ترغب وتحب وتختار وتمليه عليه رغباتك واهوائك الفانية المدمرة ،بل وضع لك الميزان ، واناط بعنقك مسؤولية التكليف الشرعي لترى الطريق وتسلك المنهج بوعي وادراك وخطوة ثابتة !!.
نعم الانسان المسلم في العراق بالخصوص اليوم ينبغي عليه ان يدرك عنوانه الحقيقي ، ولماذا اصلا يسّمى مسلما ؟، وماهية هذا الاسلام الذي ينبغي ان يعييه ويلتزم به ويتفانى في الدفاع والالتفاف حوله ؟، ولايكن كحمار يحمل اسفارا لايدرك مما في بطونها من حكم واوامر ونواه ورؤى ونظريات وطرق .....اي شئ كما عبر العظيم الكريم سبحانه وتعالى في محكم كتابه عن بعض من حملوا اسم التوراة ولكن في الحقيقة لم يدركوا من هذه المسؤولية ولافتيل نقير في قوله :(( مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدي القوم الظالمين / الجمعة )) فهذه الايات القرآنية ، وكذا التكاليف والاحكام الشرعية الاسلامية باوامرها ونواهيها وارشاداتها ورؤاها ونظرياتها كلها هي الطريق الموصلة للغاية والهدف من خلقة هذا الانسان في هذه الحياة ، ولايتم لانسان مسلم اسلامه الا ب ((التسليم )) لهذه الاوامر والانقياد لها واطاعة نواهيها والتوجه ، لتطبيقها حيثما اتجهت هذه التكاليف ، والاحكام في تعدد زوايا حياته الفكرية ، والسياسية ، والاقتصادية والاجتماعية والفردية !!.
يذكر علي بن ابي طالب امير المؤمنين في نهج البلاغة انه سينسب الاسلام نسبة لم ينسبها احد من قبله ليتضح للمسلم اينما كان معنى تسميته بالمسلم ولماذا هو مسلم وماهو الفرق بين المسلم وغير المسلم فيقول عليه السلام :(( لأنسبن الاسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي : ألاسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الاقرار ، والاقرار هو الاداء ، والاداء هو العمل الصالح / نهج البلاغة !.)) -2-
اي ان عليّا عليه السلام يرى ان معنى الاسلام وبالتبع مَن يتسمى به مسلما هو عملية استسلام وتسليم لله سبحانه وتعالى ، فالمسلم هو من سلّم امره وحياته لله خاضعا لاوامره ملتزما بنواهيه معتقدا قبل ذالك ان الله خير حافظا وهو احكم الحاكمين لتدبير امر المسلم في هذه الحياة ، ثم بعد ذالك يكون هذا التسليم لامر المسلم كله في هذه الحياة لله سبحانه واوامره ونواهيه ان يعلم علم اليقين ان هذا التسليم لله هو عنوان اليقين الذي هو اعلى درجات الايمان بالله سبحانه وتعالى ، فالتسليم لامر الله علامة ودلالة على اليقين داخل الانسان المسلم ، ولايقين بلا تسليم ، وعدم التسليم لامر الله من قبل اي مسلم لاريب انه نقص باليقين بالله من قبل الانسان ونقص في ادراكه ونقص في ايمانه ... وهكذا !!.
وكذا يُقال عندما اشار الامير عليه السلام الى : ان اليقين هو التصديق ، فالانسان اذا لم يكن مصدّقا بان الله اعدل واحكم الحاكمين ،وانه هو وحده من يهب الانسان طريق النجاة في الدنيا والاخرة ، فانه حتما سيكون من المكذبين وغير الموقنين ولذالك هو ليس من المسلّمين لاوامر الله ونواهيه في هذه الحياة ،وانه ليس من المدركين لتكاليف الله سبحانه في هذه الحياة وماينبغي عليه فعله او تركه ثم تتوالى النكبات على الانسان غيرالمسلّم لامر الله ليكون من غير المقريّن لله بالحكم والتشريع ، ومن غير المؤدين ولا العاملين بالعمل الصالح ، والنتيجة هي ان عليا بن ابي طالب في كلمته هذا عليه السلام قرن بين نسبة الاسلام للمسلم ، وارتباط هذا الاسلام بالتسليم واردف بان هذا التسليم هو عمل ،وحركة وتوجه ورؤى وسلوك داخل حياة الانسان والمجتمع ، اي بمعنى ان الاسلام تكليف الاهي يتضمنه العمل والحركة والسلوك على وجه حياة المجتمع وفوق ارضه ، وبالنور ، وليس تحت طيات ضمير الفرد وداخل روحه وفي الظلام وبعيدا عن حركة الحياة لاغير !!.
إن التكليف الشرعي لجميع افراد البشرية فضلا عن من ينتمي للاسلام ، لايختصّ حسب رؤية الاسلام نفسه بحيز معين من زوايا حياة الانسان ، وترك باقي المداخل الحياتية للانسان هملا وسدى وبلا قوانين ، يملئها كيفما شاءت اهوائه ،او تطلبتها مصالحه السياسية الدنيوية كيفما اتفق ، بل ان التكاليف الشرعية المناطة بحياة الانسان المسلم بالخصوص داخل المجتمع تمتد بفضائاتها لكل جوانب حياة الانسان وبما فيها تشكيلته الفكرية الثقافية وكذا نوعية نظامه السياسي بمواصفاته الشرعية ، وهلمّ جرا في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والفردية لحياة البشر ، وهذا في الحقيقة ما ورد في الشريعة الاسلامية الغرّاء حيث اكدت :(( انه مامن واقعة في حياة الانسان الا ولله سبحانه فيها حكم شرعي )) ، اي انه لايوجد في حياة الانسان المسلم فراغ من حكم الشريعة الاسلامية ، وتكاليفها الغراء لتملئه باقي الايدلوجيات والافكار اليست اسلامية في حياتنا هذه وهذا لمعنى تمام وكمال الشريعة الاسلامية الخاتمة التي اسست للتسليم بها والايمان والتصديق بانها الشريعة التي جاءت لكل زمان ومكان (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا / المائدة )) ، وانها الشريعة التي لم تترك الانسان المسلم في اي موضع او زمان او مكان ، او حيز ، سواء كان عقديا او سياسيا او اقتصاديا ....بلا رؤية وحكم وعنوان وطريق يسلكه بسواء السبيل !!.
بل ان الفقهاء والعارفين والعلماء والمفكرين اتفقوا على (وجوب تكليف الله سبحانه للعباد باحكامه الشرعية حيثما يحتاجون الحكم ) واعتبروا ذالك من اللطف والواجب على الله ان يقيمه للمجتمع البشري باعتبار ان هذه التكاليف هي وحدها القادرة على الوصول بالانسان الى (كماله) المنشود ، وبغير تلك التكاليف الشرعية سيتخبط الانسان في كل شأن من شؤونه الحياتية في ظلماء دامسة تدمر عليه حياته وحياة الاخرين الاجتماعي معه واخرته ايضا !!.
يذكر المجتهد آية الله السيد الخوئي في كتابه (( البيان في تفسير القرآن )) مانصه حول التكليف الشرعي للانسان المسلم في باب (( لابد للنبي من أقامة معجزة )) القول :(( تكليف عامة البشر واجب على الله سبحانه وهذا الحكم قطعي قد ثبت بالبراهين الصحيحة ،فانهم محتاجون الى التكاليف في طريق تكاملهم وحصولهم على السعادة الكبرى ، والتجارة الرابحة ، فإذا لم يكلفهم الله سبحانه ، فإما أن يكون ذالك لعدم علمه بحاجتهم الى التكليف ، وهذا جهل يتنزه عنه الحق تعالى وإما لأن الله اراد حجبهم عن الوصول الى كمالاتهم ،وهذا بخل يستحيل على الجواد المطلق وإما لأنه أراد تكليفهم فلم يمكنه ذالك وهو عجز يمتنع على القادر المطلق وإذن فلابد من تكليف البشر)) -3-!.
فالتكليف الشرعي للانسان بصورة عامة على هذا الاساس ، هو واجب الاهي يقتضي عدم الايمان به القدح بالذات الالهية قبل القدح بالاديان وقوانينها وفلسفاتها وارشاداتها الواقعية ، وكذا الاعتقاد ان هناك زاوية من زوايا حياة الانسان لاسيما منها السياسية اليوم ، بلا تكاليف الاهية شرعية محددة لموقف الانسان المسلم ، فمثل هذا الاعتقاد هو ايضا رمي للتكاليف الالهية بالعجز ، وترك للانسان المسلم في حيرة وضلال ، وكلا الاحتمالين مرفوض شرعيا واسلاميا ، من منطلق ان تمام النعمة واكمال الاسلام لايتم الا اذا قررنا اننا نمتلك منظومة فكرية وقانونية اسلامية تغطي ليّ جميع متطلبات حياتي البشرية لاصل الى الكمال والسعادة الالهية التي وعدني بها الاسلام نفسه من خلال ارشاداته واوامره ونواهيه الشاملة !!.
صحيح الان ربما يتسائل البعض بعدان يدرك معنى كونه مسلما ومسلّماامره وحياته لله سبحانه وتعالى بكيف يمكن لي ان ادرك موقفي الشرعي ، وتكليفي الالهي في حياتي السياسية اليوم ، ولاسيما ان حياتنا السياسية قد تعقدت وتطورت ودخلت فيها مفردات العصر الحديث ، والحضارة الجديدة ، لتصبح ممارساتنا السياسية ، تبدأ بالانتخابات ولا تنتهي بفقه الدولة وادراة وممارسة الحكم بشكل مؤسساتي ؟.
فكيف للفرد المسلم ان يميّز تكليفه الشرعي في هذه الزاوية الاسلامية بالتحديد مثلا ؟.
الحقيقة ان امام الفرد المسلم الذي يعتني بتكليفه الشرعي امام الله سبحانه من جهة ، ويخشى المساءلة الاخروية ان هو لم يدرك ،ويطبق تكليفه الاسلامي في حياته السياسية بصورة مطابقة لمرضاة الله سبحانه وتعالى من جانب اخر طريقين :
الاول : هو ان يضع مرضاة الله امام عينيه ، اينما توجه في حياته العملية ولايخطو خطوة الى الامام والى الوراء الا بعد ان يدرك ويعلم اين مرضاة الله سبحانه في هذه الخطوات المتقدمةوالمتأخرة وهكذا في موضوعة الانتخابات السياسية ،فينبغي على المسلم العراقي حتى يحافظ على مسماه الاسلامي الذي يحمل لقب مسلم ان يدرك اين يضع صوته في صندوق الاقتراع ، وقبل ان يختار ويضع توقيعه يسأل ضميره ونفسه وروحه :هل انا انتخب مَن يحافظ على شريعة الله ويطالب باحترام وتطبيق دينه في هذه الحياة ليصلح في الارض ولايفسد كي انال بالتبعية مرضاة الله في عملي هذا ؟.
أم انني انتخب من هو بعيد عن مرضاة وخط الله سبحانه وتعالى ، والذي ان تولى سعى في الارض بالفساد لالشئ الا لمجرد انه يعد بتقديم خدمات للمجتمع ، وفي الحقيقة ان اهل الله هو ايضا سيقدمون الخدمات وبضمير حي واكثر حبّا للمجتمع ودينه ؟.
الثاني : هو ان يرجع الى اصحاب الفقه والعلم والتقوى ممن حباهم الله بنوره وعلمه وحكمته بين الناس ليسألهم إن كان هو في مرتبة عدم المعرفة لتكليفه الشرعي ، او انه لايمتلك الرؤية الكاملة لموضوع المصلحة الاجتماعية والسياسية العليا للوطن وللمجتمع ، وهذا الطريق ايضا من ضمن طريق التكليف الالهي الذي يستسلم له الانسان المسلم في بيان خط سيره في هذه الحياة ، لقوله سبحانه:(( واذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف اذاعوا به ، ولو ردوه الى الرسول وإلى ألى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولافضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا / النساء ))
فاهل الاستنباط والعلم والدراية بعد الله ورسوله ص وائمة المسلمين ، هم الاقدر في مثل هذه المواضع لمعرفة مصالح الشريعة والمجتمع ومرضاة الله وصلاح الدنيا والاخرة للعباد !!.
وبهذا لاتبقى حجة لمسلم بعد بيان التكاليف ووضوح طرق الشريعة ومرضاة الله ان يدعّي مدعيّا الاسلام ثم هو يسير بغير سيرة المسلمين ومرضاة الله ريب العالمين ، او انه يقدم للحكم والسلطة من هو اعدى اعداء الشريعة والدين !.
________________
المصادر :
1 : القرآن الكريم .
2: نهج البلاغة لابن ابي الحديد / قصار الحكم / الحكمة 125.
3: السيد الخوئي / البيان في تفسير القرآن / ص 43
**********************
alshakerr@yahoo.com
(( اياد السامرائي لاتلعب بالنار الطائفية )) حميد الشاكر
مااثاره الحزب الاسلامي بقيادة اياد السامرائي من جلبة على تصريح نسب للنائب بهاء الاعرجي حول:(ان الغالبية في العراق والمذهب ، الذي يأخذ القاعدة او الاغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منذ يوم ابو بكر لحين حزب احمد حسن البكر) وما رافق ذالك من مسرحية طائفية خرج فيها ديكور من المهوسين ضد الطائفية ، بينما هم في الاساس وبعملهم هذا يرسّخون ويدعون للطائفية بابشع صورها لتكون مطية انتخابية مكشوفة ، وورقة للعب على مشاعر شريحة محترمة من الشعب العراقي ....الخ أقول ان كل هذه الجلبة الاعلامية التي افتعلها اياد السامرائي ضد تعليق للنائب الصدري بهاءالاعرجي والذي لااشك انه اطلقها بحسن نية تعبيرا عن مظلومية شعب باكمله على مدى تاريخ متطاول ستكون لهذه الجلبة الاعلامية انعكاسات ، ودلالات خطيرة ومزعجة جدا ، لاستقرار هذا الوطن العراقي العزيز اليوم وفي المستقبل ايضا !!.
والحقيقة ان الاسلوب والخطاب الذي استخدمته بعض الاطراف المعروفة بطائفيتها الشريرة التي اشعلت نار الفتنة والحرب في العراق منذ سقوط صدام المقبور وحتى اليوم ضد حرية التعبير القانونية للنائب بهاء الاعرجي ، لاتنم
عن ان الاستفزاز اصلا انطلق من تصريح الاعرجي ، بقدر ماهي خطابات ، واساليب اعلامية ،إن تأملنا فيها بدقة فسنجد انها من الاساس مستنفرة لخلق روح طائفية بغيضة شاء لها منتجوها لتطلق امام الحملة الانتخابية الجديدة في العراق اليوم لتكون جسرا لخلق نوع مختلف من الكراهية الطائفية التي تشق لحمة المجتمع العراقي من جديد لتصب بصالح قادة الطائفية الجدد القدماء بنفس اللحظة والذي يمثلهم مع الاسف كحية رقطاء اياد السامرائي ومن ورائه في قيادة الحزب الاسلامي تكريتي هذه الامة الجديد ، وغيره المعروفين جيدا بتاريخهم اللانضالي في حقبة المعارضة قبل اسقاط صدام حسين المقبور في بغداد !!.
نعم النائب بهاء الاعرجي تحدث عن حقبة زمنية ممتدة من الخليفة الاول ابو بكر الى الخليفة الزنديق احمد حسن البكر في العراق وانها حقبة لم يرى فيها الشعب العراقي تمثيلا سياسيا حقيقيا ولاعدالة مرتجية على مستوى رفع الظلم عن المظلومين في العراق وغيره ، ولاعلاقة لهذا المعنى لامن من قريب ولامن بعيد بكرامة الخليفة الاول ابو بكر او التعرض لصحوبيته الاسلامية للرسول الاعظم محمد ص لينتفظ السامرائي ومن على شاكلته ويخرجوا بتظاهرات طائفية غوغائية تثير روح الكراهية والبغضاء بين شعبنا العراقي النبيل ، بل وتبني اسفينا من الاحقاد بين طوائف هذا المجتمع المتلاحم برحمة ونعمة الاسلام العظيم !!.
إذن اذا كان اطار حديث الاعرجي حول حقبة زمنية تاريخية ممتدة فحسب بين خليفة اول وخليفة زنديق اخير حكم العراق بالحديد والجريمة والنار ، فما معنى هذه الجلبة المفتعلة وما الدلالة التي تثيرها مثل هذه الاساليب الطائفية للحزب الاسلامي بقيادة التكريتي والسامرائي لتثير شريحة من ابناءالشارع العراقي وتدعو لتظاهره وتضخيم الحبة لتكون كبة وتلد كراهية بحجم طائفية الطائفيين الصداميين الاشرار ؟.
طبعا انا شخصيا لااميل ، لجواب ان مادفع السامرائي وغيره من الطائفيين لاستغلال كلمة الاعرجي ، ورايه للدفاع عن مظلومية شعبه العراقي ، انها كانت فقط محاولة انتخابية مكشوفة ، لكسب ودّ الشارع السني العراقي ،واللعب على مشاعره الاسلامية النبيلة التي تكن كل الاحترام والحب للخليفة الاول ، بل ارى شخصيا ان هناك استراتيجية طائفية جديدة الدلالات ، والمعاني اراد السامرائي ، وحزبه تفجير صاعقها على اثر كلمة الاعرجي ، لتولد كرة نار كراهية طائفية جديدة بين العراقيين جميعا ولكنّ من نوع آخر هذه المرّة ،يُراد لها فيما بعد ان تتدحرج وتكبر شيئا فشيئا ليصبح الشعب العراقي كله ،مهددا بالتجريم على رايه ونطقه بكل كلمة تنال من رموز طغاة السياسة العربية التاريخية امثال احمد حسن البكر ومن ثم يزيد ابن معاوية ...الخ وهكذا ليجد الشعب العراقي نفسه ودماغه وعقله وفكره ..... وكل حياته ووجوده رهينة لارهاب طائفي جديد اسمه التلصص على كلمات العراقيين وتتبع مفرداتها عسى ولعلّ تعبر ، او تمر في شارع هذاالخليفة او زقاق ذاك الحاكم الاسلامي بكلمة او تعبيرعن رأي ليشنع عليه ويتهم باثارة الفتنة والطائفية كما حصل لرأي الاعرجي اليوم ، وليجرّم ويحاكم ، كل الفكر وحرية التعبير والتفكير للشعب العراقي تحت بند القداسات التاريخية لهذا الطاغوت او ذاك من طواغيت التاريخ العربي والاسلامي المليئ بامثال ، احمد حسن البكر الذي انتفض له اليوم اياد السامرائي ، وامثال يزيد ابن معاوية ، وابوه معاوية ابن ابي سفيان ، وليخرج علينا سلفي تكفيري في قابل الايام ، ليمنعنا نحن العراقيين عن التعرض لمعاوية بن ابي سفيان باعتبار انه ايضا من الصحابة ، وخال المؤمنين ،وفاتح الفتوحات وملك الاسياد الامويين الشياطيين ، والتعرض او المرور على تاريخه الاسود ، سيثير الفتنة والطائفية ، حسب مايريد التاسيس له منذ الان ، الحزب الاسلامي واياد السامرائي وغيره وغيره !!.
بالامس القريب ايضا عدنان الدليمي عشيق الخليفة هارون اللارشيد كان يحترق غيضا على سيده هارون وخلافته التي استولى عليها الشعب العراقي الصفوي الشيعي والذي سيدمر مابدأه (بغداد ، هارون ‘ رشيد )،وكذا هناك من أقام الدنيا ولم يقعدها عندما اختفى رأس الجلاد ابو جعفر ((المنصور ))من وسط بغداد .....الخ ، وهكذا يدلل هذا الخط يوما بعد يوم ولائه للطغاة على مدى التاريخ منذ ايام الخليفة ابو بكر حتى مابعد الجلاّد الخليفة صدام حسين بل والمعضلة ان هذا الخط لايرى له مكانا الا مع الطغاة ضد شعوبهم وبالاخص الشعب العراقي الذي يستكثر عليه السامرائي ان يقول مظلوميته التاريخية فحسب ومدى تطاول زمنها بين خليفتين !!.
إن السماح لمثل هؤلاء باعتقال وارهاب العقل العراقي المفكر ، من تناول تاريخه بالنقد والنظرة التاريخية الواعية سوف يحوّل الشعب العراقي كلّه الى مجرد كمّ بشري مهمل يتحكم فيهم مجموعة من المنحرفين عقديا والتكفيريين تنظيرا ليجد نفسه الشعب العراقي ، محكوم من مجموعة ، ترى في ذكرهم للحسين وشهادته ،ولعلي بن ابي طالب وحروبه وللكاظم ع ومآساته .....، ولجميع ائمتهم وتاريخهم شئ يدعوا للفتنة والطائفية حسب مايراه السامرائي وغيره ، باعتبار ان لعلي تاريخه مع الخلفاء كلهم ، وللحسن والحسين كذالك .... وحتى تاريخ المهدي فيه مافيه مع خلفاء الجور وسلاطين الاجرام والرذيلةوكل ذكر لحياتهم سيتعرض من هنا وهناك لهذا الخليفة او ذاك الطاغية واذا كان بناء السامرائي وشلّة الطائفية الصدامية ان يحاكموا ابناء الشعب العراقي علىكل كلمة نقد تعبير تاريخية فحتما هذا سيخلق حربا لها اول وليس لها اخر بين ابناء الشعب العراقي ،وهذا مع الاسف مايريد التاسيس له اياد السامرائي وغيره من طبالي الطائفية السلفية الجديدة كاستراتيجية حرب اخرى على ابناء هذا الوطن !!.
والحق السامرائي وغيره اثارهم التعرض لاحمد حسن البكر طاغوتهم القريب الحكم اكثر من غيرتهم على الخليفة ابو بكر في تصريح الاعرجي ، وهو نفسه مادعاهم لنبش قبور الطائفية بين العراقيين ، والسكوت على مثل هذه الاساليب العفنة سامرائيا ، سيغري الطائفيين اكثر فاكثر ،لنجد اننا مجرّمون في المستقبل حتى بذكر جرائم يزيد او الخليفة المقبور صدام حسين باعتباره فاتح الكويت وصاد غزو الفرس المجوس وباني حضارة الامجاد والحروب العفلقية الماسونية الحديثة واي تعرض لخلافته المقدسة فهي مثار اثارة فتنة بين العراقيين !!!.
_________________________
alshakerr@yahoo.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)