مدونة فكرية سياسية واجتماعية تحاول أثارة العقل العراقي والعربي والاسلامي للتفكير المتطلع لبناء المستقبل من خلال رؤية لاتهمل التاريخ والحاضر !.
الجمعة، يناير 13، 2012
(( مام جلال العراق ليس بحاجة لوساطات وعلى الدولة سحب الشرعية من كردستان )) حميد الشاكر
يحاول الاخ جلال طلباني رئيس جمهورية العراق ومعه طبعا لفيف من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة زعيم العصاة مسعود برزان أظهار المشهد العراقي على اساس : انه المشهد المحشور في عنق الزجاجة السياسية ، القائمة اليوم بعد انسحاب قوى الاحتلال الامريكية من العراق ، وانه في مرحلة اختناق غير مسبوقة وان الانهيار للعملية السياسية ، ومكتسباتها الديمقراطية وما انجزته لفترة سنوات عجاف ... قاب قوسين او ادنى من الدمار !!.
والحقيقة انه ليس هناك من مآزق ولا اختناقات فعلية في العملية السياسية العراقية وانما كل ما هنالك هو تمرد بعض القيادات من الكرد على الدولة وبسط نفوذها على الارض العراقية بكاملها بعد الانسحاب الامريكي من العراق ، لسد فراغات الاحتلال التي تركها من بعده ، ولهذا رأى زعيم العصاة في كردستان العراق مسعود برزاني وكذا طلباني ان هناك مشكلة حقيقية، بحضور الدولة على ربوع الارض العراقية ومدّ ظلها وممارسة وظائفها بالشكل الطبيعي ، فمثل كاكا برزان وكاكا جلال طلباني يرون في عودة الدولة العراقية بعد الغياب ، وقدرتها على ضبط الامن ، ومحاسبة الارهابيين وقطع دابرهم ..... كل هذا تراه كتل سياسية كردية انه المشكلة الحقيقية التي جدّة على العراق بعد انسحاب الاحتلال من وجهة نظرهم باعتباران السيد جلال طلباني وجلاّد كردستان مسعودبرزان العاصي لم يكن لهم شأن وثقل سياسي حقيقي الا بواقع الفوضى الذي سادت بعدالاطاحة بنظام مقبورالعوجة صدام وبغياب الدولة وبلعب الارهاب على الساحة العراقية كيفما يشاء !!.
نعم مشكلة رئيس جمهوريتنا العتيد جلال طلباني وكذاقرينه بالمؤامرة على استقرار العراق ونهضته هي ليست في غياب الدولةوانفلات الامن وارهاب الارهابيين وعدم قدرة الدولة على حماية دماء الشعب العراقي وبقاءه على الوضع المزري والمهين لكرامة الانسان العراقي !!.
بل مشكلتهم في وجود الدولة وقيامها بوظائفهاوقطع دابرالارهاب والشرمن العراق والتفكير بتطوير وضع الانسان العراقي الى الافضل ، وهذه هي المشكلة الحقيقية والكارثة ، التي لابد من معالجتها ((بالنسبة لجلال الطلباني)) اليوم ، ليعود العراق الى الفوضى والى التسويات السياسية مع الارهابيين القتلة على حساب دم الشعب العراقي ، والى عجز الدولة وتخلخلها ، والى تدخلات دول الاقليم بالشؤون الداخلية العراقية !!.
وهكذا هو عنق الزجاجة الخانق بالنسبة للسيد مسعود برزاني الذي اعلن عصيانه المسلح مؤخرا على الدولة في كردستان ليعيد سيرة والده المغفور له ملة مصطفى البرزان ، فهذا العنق الخانق للسيد مسعود هو وجود دولة وحكم في العراق ووجود دستور ومؤسسات ، ووجود قانون يقصف رقاب الفاسدين والارهابيين مهما علت مناصبهم في الدولة العراقية الجديدة ووجود استقرار وامن وتطورفي العراق يفرّغ ساسة وقادة العراق من همومهم الانية ليلتفتوا لتقديم خدمات للشعب ولبناء عراق موحد ، وقوي ، ومحترم ، ونموذج ينهي مهزلة النموذج الكردستاني الديمقراطي الاقطاعي الذي يديره السيد مسعود المنقطع النظير في العراق وفي العالم !!.
فاين المشكلة بالنسبة لنا ، نحن الشعب العراقي بقيام الدولة ، وحفظ الامن ومعاقبة الارهابيين ، وتطوير واقع الانسان العراقي ، واين عنق الزجاجة ، الذي على اثرها يجهد نفسه السيدجلال بحركة مكوكية بين قيادات العمل السياسي العراقي وبالدعوة لمؤتمر وطني موسع ؟.
فكعراقيين في الحقيقة لا نرى اي بوادر انهيار للعملية السياسية تدعو السيد رئيس الجمهورية للقلق الكبيرالذي يبديه اعلاميا وامام العالم ، وكعراقيين لم نشعر بوجود دولة الا هذه الايام التي هي بيضاء على كل الشعب العراقي سوداءفقط على مسعود وجلال الطلباني !!.
وهكذا دعوة السيد جلال طلباني ، للحفاظ على مكتسبات التجربة السياسية العراقية الديمقراطية ولا اعلم حقيقة ماهو الشيئ الذي يهدد مكتسبات التجربة الديمقراطية العراقية اليوم ما يدفع بالسيد طلباني للخوف على المكتسبات التي بناها العراقيون بدمائهم بعيدا عن كردستان ومكتسباتها البترولية السعودية والقطرية والتركية ؟.
هل بسبب ان الدولة كشفت الخلايا الارهابية الخطيرة ( مثلا ) ، التي كانت نائمة في ارقى واخطر مفاصل الدولة العراقية ، والقاء القبض على الارهابي طارق الهاشمي الذي كان نائبا للرئيس هو ما يهدد مكتسبات التجربة العراقية ؟.
ام بسبب ان الدولة العراقية والحكومة القائمة بداخلها استطاعت الحفاظ على الامن في العراق بعد خروج قوات الاحتلال الامريكي لتخيب ظنون السيد مسعود البرزاني وتبشيره بانهيار التجربة العراقية بعد خروج المحتل هو مايهدد مكتسبات التجربة العراقية الديمقراطية ؟؟.
نعم يبدو ان مايهدد التجربة السياسية ومكاسبها الديمقراطية في العراق في مفهوم السيد رئيس الجمهورية جلال الطلباني ، ومحازبه العاصي مسعود برزاني هو قيام الدولة وضربها بيد من حديدعلى الارهاب فيبدو ان هذا هوالمهدد الحقيقي للمكاسب (( الكردية الديمقراطية)) التي نمت وترعرت على الفوضى ودماء العراقيين وبطش الارهاب واشاعة التخلف وغياب الخدمات للشعب العراقي ولهذا هبّ السيد الطلباني لعقد مؤتمر عراقي شامل لتدارك المستجد العراقي الجديد ، الذي باطنه رحمة لكل الشعب العراقي ، لكن ظاهره العذاب بالنسبة ، لمصالح الحزبين الوطني والاقطاعي الديمقراطي في كردستان العراق ؟!.
ان الحديث يطول ، مع الاسف مع هكذا عقليات في داخل بعض رؤوس القادة الكرد وهي تمتهن ، وتدمن سياسة الانتهاز والمقامرة مع العراق الجديد ، والتي ورثتها هذه القيادات الكرديةمن زمن النظام الصدامي المباد ومع ان العراق الجديد اعطاهم الكثير الكثير ، لكنهم لم ينظروا لهذا العراق وقادته وساسته وشعبه الا على اساس الدونية والعنصرية وعدم الكفاءة بالتفكير والاستهزاء بالمصائر والدماء !!.
وعلى هذا الاساس انا اول العراقيين المطالبين من دولتناالعراقية الجديدة وحكومتنا التشريعية في البرلمان والتنفيذيةفي رئاسة الوزراء بأن تسحب شرعيتها السياسية من اقليم كردستان من خلال اعلان صريح ، وواضح يقال فيه :
(( بسبب عدم احترام قيادة اقليم كردستان لدستور العراق وقضائه وشعبه ووحدته من جهة ، وبسبب تمرد قادة الاقليم الكردستاني العراقي ، وعصيانهم على شرعية الدولة العراقية ، ودستورها وتحول الاقليم لوكر ايواء ارهابيين ومجرمين من قتلة الشعب العراقي ، والمحرضين على الفتنة الطائفية فيما بينهم قررت حكومة العراق المنتخبة ومجلس النواب العراقي ممثل الشعب تجميد شرعية اقليم كردستان ووقف حصة الاقليم من ميزانية الدولة واعتباره اقليما خارج الشرعية الدستورية العراقية الى حين انهاء قادة الاقليم تمردهم وعصيانهم ورفضهم ، لوحدة العراق ودستوره وسيادة قضائه )) !!.
وبهذا سيفهم جيدا بعض القادة الكرد ما الذي اعطاهم اياه العراق الجديد من حقوق وما الذي يمكن ان ينزعه منهم من شرعيةدستورية وفرت للانسان العراقي الكردي الحرية والامان والكرامة ،وبدون حاجة لاي خطابات عنف او تلويح بقوة او بحرب ولنرى فيما بعد حلم انفصال الانفصاليين عن العراق عندما يتحقق بلا شرعية فهل يستطيع قادة الاقليم الانفصاليون والمتمردون على فتل حبل شعير ؟.
أم ان العالم كله ، الذي يحرضهم على التمرد الان على العراق وسيادته سيكون اول من يتخلى عنهم وربما يُدخل فيما بعد ذالك دباباته التركية الاتاتوركية وغيرالتركية لاستباحة الارض الكردستانية العراقية من جرائر هذا التفكير المتخلف تجاه العراق الجديد من بعض قادة الكرد الذي اعتقد جازما انهم لايصلحون للمرحلة الحديثة من العراق الجديد ؟!.
ان اهمية كردستان اليوم لانها جزء من العراق ، ومشارك حيوي في صناعة القرار السيادي العراقي في بغداد ، بل ان قوّة كردستان الذي لم يستطع فهمها الانفصالي مسعود البرزان تكمن بكون كردستان منفذا للوصول للعراق ولو فرض سحب هذه الميزة من كردستان العراق فليتيقن بعض القادة الكرد انهم سينبذون من العالم كله ويتعامل العالم معهم ، كقطاع طرق ومتمردين على احسن الاحوال ، ومن ثم يتحول القادة الكرد امام العالم والاقليم والعراقيين انفسهم لمجرداذرع قابلة للشراء والبيع لايذاء العراق واستنزاف طاقته لاغير !!.
اما وحدة العراق فلا خوف عليها ابدا ، ومهما اعتقد الواهمون امكانية فصل جزء من العراق لتفتيته او تقسيمه ، فسيبقى هذا وهم مشكلته انه يغري الجهلاء فحسب ، والا الشرعية مع وحدة العراق ، والمكتسبات مع هذه الوحدة ، والامن والاحترام ايضا مع هذه الوحدة !!.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)