مدونة فكرية سياسية واجتماعية تحاول أثارة العقل العراقي والعربي والاسلامي للتفكير المتطلع لبناء المستقبل من خلال رؤية لاتهمل التاريخ والحاضر !.
السبت، يناير 21، 2012
(( عراق تركي الفيصل الذي سرقه العراقيون من ال سعود !!)) حميد الشاكر
خطير جدا ما تحدث به مدير جهاز الاستخبارات السعودية السابق وسفير بريطانيا واميركاومستشارالديوان الملكي تركي بن فيصل بن عبدالعزيزال سعود حول الشأن العراقي في مؤتمر الامن الاقليمي لدول الخليج الذي يقام في البحرين هذه الايام !!.
والحقيقة ان الخطورة تكمن ليس فقط بماقيمه تركي الفيصل لعراق ما بعد الاطاحة بالمقبور صدام حسين ونظامه ، وكيفية الخسارة السعودية بهذا الامر ، بحيث انهم :
اولا : خسروا سمسارا منحطا اسمه صدام حسين كان مستعدا لبيع دماء العراقيين وتدمير بلدهم والدخول بحروب لها اول وليس لها اخر من اجل حماية امن الامراء السعوديين ، والقيام بالحروب نيابة عنهم ، وعن امن حكومات مشيخاتهم الخليجية لتأمين المصالح الاستعمارية من ثم في مقابل دعم بقاءه بالسلطة في العراق لاغير .
وثانيا : لان العراق اليوم ، بعد ان كان المخطط السعودي الامريكي ، قبل تغييرنظام صدام هو: ان تؤول تركة نظامه بعد الاطاحة به لسمساروعميل صدامي اخرليستمر بتقديم الخدمات ، لأمن البترول الخليجي وكروش وترف اصحاب السعادة من حكام البترول على حساب دماء واستقرار وتقدم الشعب العراقي !!.
ولكن الخسارة (حسب رؤية تركي الفيصل ) التي لاتعوض ان العراق وقادته الجدد الذين انتخبهم الشعب العراقي ، والذين انتهجوا سياسة العراق اولا كانوا ولم يزالوا بالنسبة للسياسة السعوامريكية من نوع مختلف ، وليسوا هم من قائمة من يشروا ويباعوا للسعودية اولاسرائيل ليقدموامصالح الامن الخليجي على الامن والاستقرار والنماء الوطني العراقي !!.
وبهذا يكون أمن واستقرار وتوازن الخليج قد اختلّ تماما ب( رؤية تركي الفيصل ) لصالح العراق وشعبه ، وايران وتقدمها وسوريا ومقاومتها ، والسلام في المنطقة ومصالحها على مصالح امن الخليج وبتروله ، ومخططات اسرائيل وشرقها الاوسط الجديد وهذا من اعظم الخسائر التي يراها تركي الفيصل انها لايمكن السكوت عليها ابدا في حال استمرار العراق على ماهو عليه !!.
نعم الخطورة الحقيقية تكمن ، ليس بمثل هذا الطرح السعودي لعراق مابعد المقبور صدام حسين ، ونظامه في خطاب تركي الفيصل فحسب بل هناك ماهوالاكثر خطورة في خطاب هذا الاستخباري السعودي الخطير والذي اشار له بالنقاط التالية :
اولا: لاول مرّة تقريبا يصدرمن شخصية سعودية تنتمي لقمةالهرم القبلي السلطوي للعائلة السعودية وصف العراق ( بعراقنا ) على صيغة وراثة تركة العراق والتملك المطلق له ، وتجريد كل الشعب العراقي من عراقيتهم ، ففي مثل هذه الرؤية تكون العائلة السعودية الحاكمة في ارض نجد والحجاز قد انتقلت نقلة نوعية في رؤيتها الاستخباراتية الجديدة للعراق ، من المطالبة به ، كبوابة شرقية للحروب السعودية الامريكية الاسرائيلية بالنيابة الى كونه بلدا لا يملك شعبا له من العمراكثر من سبعة الاف سنة من الحضارة اسمهم العراقيون بل هو بلد تابع ، و تحت الولاية السعودية الخليجية تماما في تبعيته ونسبته !!.
ثانيا : في خطاب الاستخباراتي السعودي (تركي الفيصل) في مؤتمر الامن الاقليمي لدول الخليج في البحرين كان واضحا ان القيادة السعودية(عائلة ال سعود الحاكمة) قد حزمت امرها تماما حول الشأن العراقي الداخلي والخارجي ، وانها مصممة على استمرارالحرب ، وخوضها داخل هذا البلد بضرب استقراره اولا ، وعدم الاعتراف بوضعه السياسي الجديدالقائم وما انتجته انتخابات الشعب العراقي من دستورودولة وحكومة وبرلمان ثانيا الى حين اسقاطه والاتيان بحكومة عميلة لمصالح السعودية ومخططاتها الصهيوامريكية في المنطقة !!.
وهذا جاء في سياق خطاب ورؤية (( تركي الفيصل)) عندما وضح بشكل لالبس فيه الرؤية السعودية ، للمستقبل القريب في كيفية التعامل مع العراق بالقول : (( فان الاوضاع في العراق سوف تسوء ...... ، لذا ينبغي لنا ان نضع في اعتبارنا مثل هذا الاحتمال ، والوقوف مع القوى الوطنية العراقية ، التي سوف تعيد العراق للعراقيين .... ليعود عامل استقرار في منطقة الخليج خاصة والمنطقة بصورة عامة )) !!.
وهذا يعني فيما يعنيه :
اولا : ان حكومة ال سعود ماضية في مخططها الشرير تجاه ضرب استقرار العراق وادامة هشاشة موقفه الداخلي ، الى حين تدهور وضعه الامني والسياسي بشكل تام ولهذا اشار تركي الفيصل في خطابه الامني السعودي الى هذه الفكرة بقوله : (( ان الاوضاع في العراق سوف تسوء )) كاشارة الى نهج السياسة السعودية ورؤيتها المستقبلية لعراق ما بعد التدهوةر الامني والسياسي في وضعه القائم !.
ثانيا :لا ريب ان مقولة تركي الفيصل بضرورة الوقوف مع القوى الوطنية العراقية التي سوف تعيد العراق للعراقيين ....، فيها الكثير من الاشارات السياسية والامنية الخطيرة على الوضع القائم اليوم في العراق ، فهي لم تكتفي بمصادرة وطنية جميع العراقيين ، الذين لايرحبون بان يكون العراق ذيلا ،للمشاريع (الصهيوسعودية) في العراق وفي المنطقة فحسب ، بل انها تشير ، وبوضوح الى ضرورة صناعة عملاء من الداخل العراقي ودعمهم ماديا وسياسيا واقتصاديا والعمل على ترتيب الاوضاع العراقية الداخلية لهم ، من خلال انقلابات عسكرية ، او تداعيات امنية او شراء ذمم سياسية ....الخ تمكنهم من الاستيلاء على الحكم في العراق لاعادة العراق الى مربع المخططات السعودية الامريكية ، وليكون من ثم معادلة سياسية حيوية في حسابات امن المصالح البترولية الاستعمارية الخليجية في المنطقة والعالم !!.
ثالثا: لاشك انه وعندما يعلن الاستخباري السعودي تركي الفيصل ان العراق ينبغي ان يعود للعراقيين ، فان هذه الرؤية تنبئ عن ان الحكم السعودي يرى العراق اليوم خارج تماما عن ايدي العراقيين الذي (( يتصور عراقيتهم)) بطائفية حقيرة وهابطة المستويات الانسانية والسياسية تماما !!.
فبغض النظر من ان مثل هذه (الرؤية السعودية) هي تدخل سافر بالشؤون الداخلية العراقية وبغض النظر عن ما يحمله كلام تركي الفيصل من مصادرة وتحقير للشعب العراقي بالمطلق ولكنه كلام ورؤية تظهر مدى ((الايغال السعودي)) المريب ومدى الوقاحة ، التي وصلت لها رؤية العائلة الحاكمة السعودية في نجد ، والحجاز تجاه العراق ،وهذا ان دل على شيئ من اشياء كثيرة انما يدلّ على الوهن والضعف الذي يعانيه العراق اليوم دولة وحكومة وشعبا ، مما سمح للسعودية وغير السعودية ان تتدخل حتى في هبة وطنية العراق للعراقيين انفسهم ، وتجريد العراقيين منها متى شاءت المخططات الاستخبارية والامنية السعودية !!.
نعم على العراقيين ان يلتفتوا الى مثل هذه الرؤى السعودية السياسية والامنية التي تحاك ضد وطنهم واستقرارهم ودمائهم وحاضرهم ومستقبلهم ، وان يحزموا امرهم كماحزم عدوهم امره في اعلان حربه عليهم وعلى استقرارهم بأن يكون لهم موقف واضح من هذه التدخلات ، والمخططات الارهابية السعودية الشريرة التي تمارس ارهابا على دمائهم وشعبهم ووطنهم !!.
خطاب مدير الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل في مؤتمر الامن الاقليمي الخليجي في البحرين http://www.youtube.com/watch?v=sLYaQVkBRGQ
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)