((
الحذر من مشروع حزب الدعوة الدكتاتوري ومن مشروع داعش الارهابي )) حميد الشاكر .
مع الاسف اوصل ((السيناريو)) الذي رسمه حزب الدعوة الاسلامي لخطوات
العملية السياسية في العراق ونفذه رئيس وزرائنا المنتهية ولايته نوري المالكي
شعبنا العراقي الى مفترق طريقين لاثالث لهما وهما : اما القبول بحكم دكتاتورية (الحزب
الواحد ) في العراق اليوم تحت مسمى حكومة الاغلبية المدافعة عن الديمقراطية واما
مواجهة مصير الفوضى والقتل والعبث للانهائي .... على يد القاعدة وداعش ومنقرضي حزب
البعث المجرم لجميع شعبنا العراقي وبكل
تنوعاته !!.
والحقيقة قلت (( سيناريو )) لان
هذا ماكنا نستشرفه (( وكتبت عنه بكثافة قبل وقوع احداث الموصل الاخيرة )) ونحن نرصد ، ونراقب تحركات السلطة التنفيذية بقيادة
المالكي ((من خلال صناعة الازمات للتجربة العراقية السياسية لخنقها في طريق مسدود )) ، وهي تعبد الارض
السياسية العراقية الجديدة ، لوصولها الى الفوضى والتهديد الصريح للتجربة
السياسية وتقسيم البلد والمجتمع العراقي
!.
وقلت (سيناريو رسمه حزب الدعوة)لان المطلعين المتابعين لادبيات وآليات
العمل داخل هذا الحزب منذ ايام المعارضة وحتى اليوم يدرك : ان تحركالت اي عضو من
اعضائه بما فيهم الامين العام ينبغي ان تكون بقرار جماعي داخل شورى هذا الحزب مما
يعني عدم امكانية تحميل مسؤولية ما قام به ،
ونفذه نوري المالكي من سياسات خلال ولايتيه الاّ الى توجهات الحزب وليس الى
افراده او فرد منه !!.
وقلت ((خطوات العملية السياسية العراقية )) لانه كان واضحا كيفية
ادارة حزب الدعوة ، لكل العملية السياسية العراقية منذ تولية نوري المالكي لرئاسة
الوزراء وفلتة لسانه((بعد ماننطيهه)) التي اوضحت بدايات معالم (السيناريو )
الدكتاتوري المنظم لهذا الحزب بالاستيلاء على السلطة ، وتحويلها الى اداة تنفيذ
مشاريع دكتاتورية واقصائية وحتى بث جميع الصف الاول من هذا الحزب في مفاصل السلطة
في العراق على حساب حتى شركائهم الشيعة في التحالف الوطني وهذا ما وضح جلّيا من خلال الاستيلاء على اهم
مناصب الرئاسات الثلاث من نائب رئيس الجمهورية الذي استولى عليه الخزاعي بعد
الدكتور (( عادل عبد المهدي )) والى مناصب وزير الدفاع والداخلية والامن الوطني
الذي استولى عليها المالكي وحتى وزير التعليم العالي .... وهكذا !!.
وقلت (( اوصل سيناريوا حزب الدعوة شعبنا الى مفترق طريقين )) كنتيجة
رياضية سياسية ، ليست هي بحاجة الى عبقرية
وذكاء فوق منسوب مستوى التفكيرالطبيعي فانت عندماتضع سيناريو للاستيلاء على سلطة
ديمقراطية قبل تحويلهاالى دكتاتورية وفي مجتمع ليست له خبرة عميقة بالنظام
الديمقراطي ، وادبياته واافكاره واليات العمل داخله فلاتحتاج الا اللعب على مفردات النظام السياسي
الديمقراطي كالتظاهر اولا : بالايمان بهذا النظام كخطوة اولى للدخول في العملية
السياسية ، ومن ثم ثانيا : استغلال كل ايجابياته الديمقراطية للتمكن من مفردات
السلطة وادواتها ، وثالثا : حتى الانقلاب عليه من خلال صنع الازمات لهذا النظام،
واقناع الجمهور بانه نظام لايصلح لادارة الحياة السياسية ، للثغرات المعطلة للعمل السياسي الموجودة داخله
..... الخ !!.
وهكذا كان ولم يزل وفي معظم تصريحات الامين العام لحزب الدعوة السيد
نوري المالكي رئيس وزراء العراق اليوم ،
فهو دائم الاشارة المتناقضة التي مرة توحي: بان هذا القائد يؤمن بالنظام
الديمقراطي العراقي ودستوره من جهة ، ومرة توحي :
بانه من اشد المناهظين للنظام الديمقراطي ودستوره الملغوم حسب وصفه من جانب
اخر !.
والواقع للذين لم يشهدوا التاريخ القريب ، او اللذين شهدوه ولكنهم يتناسوه
، ان حزب الدعوة بالذات حزب ليس له مواقف مشرفة في اسقاط نظام حكم البعث وزعيمه
المقبور صدام حسين ، عندما حانت لحظة الحسم الدولية باسقاط هذا النظام ، فقد كان هذا الحزب عندما كان العراقيون يناضلون
في ، وعلى .. جميع جبهات العالم ويتلقون
وصف الخيانه والتخوين من قبل كل العالم
العربي القومي المتواطئ مع مشروع البعث الفاشستي كان هذاالحزب يقف في شوارع دمشق
وشوارع لندن ((منددا وشاجبا ومطالبا.. الخ)) بمنع العمل العسكري الامريكي الذي
اسقط صدام حسين ليتحرر الشعب العراقي من حكمه الدموي ، وكذالك لم يكن نصيب يذكر لهذا
الحزب بالتجربة السياسية العراقية الجديدة ابان انشاء مجلس الحكم العراقي بعد
2003م ، لولا تدخل المرحوم (( العاطفي )) السيد محمد باقر الحكيم شخصيا لحجز مقعد
في مجلس الحكم لحزب الدعوة، باعتبارهم من
معارضي نظام حكم البعث على اي حال وهكذا دخل عشرة اويزيدون قليلا مما تبفى من هذا
الحزب للعملية السياسية العراقية ، وحاول استغلال التعاطف الشعبي ، والاسلامي
العراقي مع مسمى حزب الدعوة كميراث للسيد الفيلسوف الشهيد (( محمد باقر الصدر )) ،
ليحوز ما حاز عليه في الانتخابات
التشريعية الاولى قبل الثانية التي استطاع هذا الحزب من خلال الفساد واللصوصية ، والاستيلاء ... على مال الشعب
العراقي واستثماره بشراء الذمم لتتمم له
الولاية الثانية !!.
نعم اوؤكد (وهذا ما كشفت النقاب عنه مرارا) ان هذا الحزب لم يكن في
يوم من ايام التجربة السياسية العراقية ، بعد 2003م ، على قليل او كثير من
الايمان بهذه التجربة السياسية العراقية ،
او بدستورها الذي استفتي عليه الشعب العراقي ، ووافق على امضائه ، او ايمانه بمشاركة السلطة مع الاخرين !!.
كما انني اكدت لشعبناالعراقي الطيب ان هذا الحزب لايمت اصلا لاهو
ولاكوادره لا بالسيد محمد باقر الصدر ولا بمشروعه السياسي الذي اعطى روحه من اجله
شهيدا ، وان هناك انحراف كبير عن مشروع الشهيد الصدر الاول السياسي وما تعلق هذا
الحزب بمسمى الصدر الا للكسب السياسي لاغير ، بدليل ان الامين العام لهذا الحزب
اليوم اشك انه قرأ او يدرك مفردة واحدة عميقة من فكر الشهيد الصدر الفلسفي او
السياسي او حتى الفقهي !.
نعم قلت في مقدمة مقالتي هذه: ان من اهداف سيناريو حزب الدعوة السياسي
((الجهنمي)) الخطير ان يضع شعبنا العراقي
ووحدة بلدنا ولحمتنا الاجتماعية من خلال (( صناعة الازمات ، وادارتها ،
ونشر الفوضى والرعب في ربوع العراق ككل ))، امام مفترق طرق سوف يفرض على شعبنا
اماالقبول بحكم الحزب الواحد الدكتاتوري الفاشل وتصوير هذا الحكم انه المنقذ ،
وانه المخلص ، وانه المدافع ، وانه
الديمقراطي وانه الامين الوحيد وانه ممثل الشعب .... للاستمرار في السلطة لاغير
!!.
واما حكم داعش ، والارهاب ، وعودة البعث ، وازلامه وضياع البلد وتفتيت
وحدته ....الخ !!.
هل سوف ينجح حزب الدعوة ، وامينه العام رئيس الوزراء العراقي المالكي
بكسب معركته وتطبيق سيناريوه ، وخداع الشعب العراقي ، ليستمر في السلطة ، حتى وان خاطر بالتنازل عن جزء من العراق لداعش وللارهاب
، او بتقسيم العراق وتدمير وحدته وتمزيق
دولته ومجتمعه ؟.
جواب هذا السؤال متوقف على
وعي الشعب العراقي ، وتمييزه في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة بين الفوضى من جهة والدكتاتورية الفاشلة من جانب اخر !!.
نعم حسب رؤية السيد الشهيد
محمد باقر الصدران مصائر الشعوب وحركتها محكومة بسنن قانونية لكنها سنن شرطية !!.
اي ان الامة لابد ان تقدم وتهيئ
وتوفر بعض الشروط اللازمة لشق طريقها نحو حركة المستقبل وبناءاته
السياسية فاذا اراد الشعب ان يدخل من جديد
في صناعة الدكتاتورية السياسية ونظامها
فما عليه الا الانسياق والاستسلام لما يمليه عليه الدكتاتوريون ويخططون له من طرق ويعبدوه من مسارات مخادعة،
اما اذا اراد صناعة مستقبل ليس فيه للدكتاتورية نصيب كما انه ليس فيه للارهاب
والفوضى من جانب اخرنصيب فعليه ان يهيئ الارضيةالسياسية الاجتماعية لولادة نظام
سياسي عادل ، وديمقراطي يضمن له (لهذا الشعب ) الاستقرار والامن والنماءوالنجاح
بعيداعن الارهاب من جهة والعدالة والحرية والمستقبل الزاهر من جانب اخر !!.
ليس الشعب العراقي من يصنع بعد طول عناء تاريخية ، ومعاصرة دكتاتورية
(( حتى وان خدع البسطاء من شعبنا العراقي اليوم
بانها سوف تكون دكتاتورية شيعية )) بعد ان تخلص من دكتاتورية البعث (( الذي
ايضا يعتقد السذج من شعبنا : انها كانت دكتاتورية سنية )) فالدكتاتورية كالارهاب
لادين لها ، وعندما كان شاه ايران دكتاتوريا لم يفرق بين شيعة وسنة في ظلمه
وارهابه ، ولا بد ان يتذكر شعبنا العراقي
ويأخذ العبرة من شاه ايران (( محمد رضا ))الذي كانت اخر اوراقه الدكتاتورية اللعب
على (الحس الطائفي) عندما خاطب شعبه
ليذكرهم باسم التشيع وان ايران فقط يحكمها الشيعة في العالم !!.
لكن كان الشعب الايراني وقيادته الخمينية من الوعي ، بحيث ادركوا ان
الدكتاتورية هي اخر شيئ يمكن ان يفتخر
به تشيع علي بن ابي طالب عليه السلام الذي
من اجل العدل والحرية والانسان و.. انفلقت هامته الى نصفين !!.
______________________________