حميد الشاكر ___________ لاأجامل ولا اغالي ان قلتُ انّ الروح الامريكية الاصيلة التي نعرفها جيداً هي وبالفعل من أعظم واكبر ارواح الشعوب التي تدرك وتفهم وتعي معنى الحرية الانسانية في هذا العالم البشري الصغير !. كما أنني سوف لن أكون عاطفيا إن قلت ان الشعب الامريكي من الشعوب الاصيلة النادرة التي تؤمن بالشعوب الاخرى وحقها في الحرية والسلام والحياة والامن والاحترام !.. لكننّي أجد نفسي مضطرا في المقابل للاشارة الى ان هذا الشعب الخلاّق ، وهذه الروح الجوهرية السامية للجمهور الاميركي ، وهذا الحُلم الانساني الفريد الذي يندر صياغته بهذا الشكل في عالم اليوم قد تعرض ومنذ زمن طويل الى خطفٍ لذاكرته الانسانية والى تهميش لروحه الديمقراطية والى لعب على مشاعره البشرية .... من قبل عصابة سياسية رأسمالية أستعمارية صهيومسيحية جشعة حاولت وهي تحاول حتى اليوم تحويل هذا الشعب المعطاء وهذه الامة المتجددة من روحيته الانسانية وتطلعاته النبيلة ومشاعره المليئة حبا للحياة والسلام والامن .... الى جمهورٍ وشعبٍ طارد للاخر وكاره لوجوده ومحب للاعتداء على مقدساته ، وخائف ومتوترا ... وباقي الازمات ، لالشيئ الا لسبب ان هذه الطغمة الرأسمالية الجشعة لاترى لمصالحها ومنافعها بقاءا الا في افتعال اجواء التوترات العالمية والحروب الاستعمارية والدسائس والمؤامرات الكونية لاغير !. واليوم وبعد ان استمعنا لخطاب الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الامريكية باراك حسين اوباما ، وهو يصل الى البيت الابيض الامريكي من خلال انتفاضة وانتخاب الشعب الامريكي له ، وتذكيره للشعب الامريكي بالقيم الاصيلة لهذا الشعب الكبير ، الذي بنا في يوم من الايام أمة استطاعت ان تعطي للبشرية الكثير مع الامل ، استرجعتْ اذهاننا بالفعل ذاك الحلم الامريكي الذي كنّا نسمع عنه فيما مضى من( الحرية والامل والعدل والمساواة والقانون والفرصة .......) لكننا نبحث عنه في الواقع فلا نجد له اثرا على الاطلاق !. نعم نحن ندرك ان السياسة الامريكية الداخلية والخارجية تقوم على تخطيطها مؤسسات ثابتة ليس لها علاقة بمجيئ رئيس وذهاب آخر !. ونعم نحن نفهم ان ليس بمقدور الرئيس الامريكي الجديد حسين أوباما ان يصنع التغيير الغير مسبوق لحياة هذه الامة وهذه الدولة !. ونعيّ تماما ان هناك ثابت في السياسة الامريكية وآخر متغير في هذه السياسة !. لكننّا نشعر ان مجرد تصميم هذا الشعب وانتخابه لباراك حسين اوباما ابن الريف الافريقي وأب العائلة السمراء في هذا العالم وأطاحت هذه الامة الحيّة بتيار المستغلين القتلة مع مايملكون من امكانيات هائلة ودوائر اعلام عملاقة وخيوط عنكبوتية عالمية مشبوهة ...، ان مجرد هذا يكفي تماما لاعادة ثقتنا بهذه الامة التي ان ارادت التغيير فهي قادرة على صناعته ومهما كانت الدكتاتورية الراسمالية السياسية حاكمة بالفعل في الولايات المتحدة الامريكية !. بقي ان نشير الى نقطة جوهرية في ظاهرة تجديد الامل الامريكي في هذه الاربع سنوات القادمة من ادارة اوباما ،وهي انه حتى لو لم يستطع حسين اوباما ان يقدم اي جديد يحترم على مستوى السياسة الخارجية للولايات المتحدة ، او اي تغيير بارز في سياسته الداخلية في انعاش اقتصاد امته والعودة بمستوى معيشة شعبه الى الهدف المطلوب ، فانه يكفي لهذا الرئيس الاسمر الاول للولايات المتحدة انه استطاع ان يجدد الامل والروح والمشاعر لهذه الامة ، التي يحاول الكثيرون في الداخل الامريكي لاسيما من الطابور الخامس للصهيونية العالمية بدق اسفين الكراهية بين امل هذه الامة المنفتحة على شعوب العالم ، وبين باقي الشعوب الاخرى التي تحاول ايجاد لغة احترام مشتركة بيها وبين الامريكيين في الداخل