تمثل الجارة الشرقية جمهورية ايران الاسلامية الشقيقة ، بالنسبة للعراق الجديد اليوم اكثر بكثير من مجرد كونها دولة كبيرة فقط ولايمكن تجاهل موقعها السياسي والعسكري والجغرافي والاقتصادي والصناعي والثقافي في منطقتنا العربية والاسلامية لاي دولة في هذا الحيز من العالم الذي يعيش فيه العراق الجديد بل ان ايران بعد نجاح ثورتها الاسلامية وتخطيها للعقبات الجسام واظهارها لكفاءة عالية في عملية الاعمار ، ونهضتها الاقتصادية الواعدة على المستوى العالمي وبحجمها المتنامي عسكريا يوما بعد يوم وبصناعاتها وتطورها العلمي المطرد .... كل هذا يجعل من جمهورية ايران الاسلامية بالنسبة للعراق على وجه الخصوص وهو يشق طريقه البدائي في بناء ذاته وعمران مدنه وتشييد دولته ومؤسساته الجديدة دولة مهمة جدا ولايمكن تجاهل قدراتها وطاقاتها ، ومايمكن ان تقدمه للعراق الجديد من منافع سياسية ، ومصالح اقتصادية ،وخبرات علمية وصناعية قد حازتها ايران بعد صراعها المرير مع استحصال استقلال قرارها السياسي السيادي وقرارها الاقتصادي الذي وفرّ لها نوعا من الحرية في بناء هذه الجمهورية الاسلامية العملاقة !!.
والحقيقة ان جمهورية ايران الاسلامية ، ومن خلال ما تطرحه دوما من سياسة الانفتاح على دول الجوار لها ، وبالخصوص العراق ، وما تحث عليه علنا من رغبتها في بناء علاقات اقتصادية مع دول الجوار والعالم من خلال تبادل المصالح المتكافئة يمكن بالفعل لدولة كالعراق وهي في بداية طريق نهضتها الجديدة بعد اسقاط نظام الحكم الطاغوتي الصدامي في العراق ، ان تغتنم هذه الفرصة الايرانية بجدّ وقوة وان تجعل من جمهورية ايران الاسلامية منجما للذهب الخالص الذي يستطيع ان ينفتح على العراق بكل كنوزه الجديدة وقدراته الكبيرة الموجوده في هذا البلد فايران وكما يعلم الجميع دولة غنية بكل ماتعني الكلمة اليوم من معنى ، فهي بالاضافة لكونها امبراطورية نفطية وبشرية ضخمة الموارد والثروات ، هي كذالك امبراطورية عقلية وعلمية وثقافية وصناعية اليوم ومثل هكذا ثروات في بلد كايران وفي محيط عربي واسلامي بالنسبة للعراق وايران متخلف في كل شئ سياسيا واقتصاديا وعلميا وصناعيا .... لايمكن للعراق اعتباره الا منجما للذهب ساقه القدر ليكون بجوار العراق وتحت مرمى كرته ان هو احسن اقامة علاقات مع هذه الجارة التي تربطها مع العراق ، ومن حسن حظ العراقيين الكثير من الروابط والوشائج الاجتماعية ، والثقافية والدينية والعقدية المتينة ، التي تسهل من عملية التقاء هذين البلدين الكبيرين على اكثر من محور وفي مجالات شتى سياسية واقتصادية لاسيما منها التجارية والصناعية ، وكذا العلمية والثقافية ، والعسكرية والاستفادة القصوى من طاقات كلا البلدين في انتاج الاندماج المنشود في عالم اليوم الذي يسعى كله الى الانخراط في عملية التكامل الاقتصادية المثمرة !!.
ولابأس ونحن ندعوا الى المزيد من الانفتاح الايجابي على الشقيقة ايران الاسلامية ان نذكّر مؤسسات دولتنا العراقية الجديدة والقائمين على ادارة شأنها العام ، بان مستوى انفتاحها على الجار الايراني ، والاستفادة الواقعية من الطاقات الايرانية ، وما يمكن لايران ان تقدمه للاقتصاد ، والصناعة والتكنلوجيا ، والتطور العلمي للعراق لم يكن بمستوى الطموح العراقي الذي كان ينبغي ان ترتقي اليه العلاقة العراقية الايرانية اولا ومن ثم العلاقة الايرانية العراقية ثانيا ، فلم يزل العراق الجديد ومع الاسف وفي كل مفاصله الدبلماسية والسياسية ، والاقتصادية والصناعية والعلمية والثقافية .... متلكئا ومترددا ومتراجعا بصورة ان اخضعناها للبحث والدراسة والتأمل ، فنحن سوف لن نخرج بنتيجة الا نتيجة واحدة لاغير ،هي فشل الدولة العراقية بممارسة الكيفية الايجابية في الاستفادة من طاقات ايران الكبيرة ، وبما يعود على العراق وشعبه ، بالخير والنماء والعمران ،والتطورّ الاقتصادي والامني والعسكري والسياسي كذالك ؟!!.
والاّ وبنظرة متأنية وواقعية وبراغماتية ايضا لجميع الدول التي تحيط بجمهورية ايران الاسلامية وكذا البعيدة عنها جغرافيا سنكتشف ان دولة كتركيا او دولة كسوريا او دولة كالكويت او دولة حتى كافغانستان او دولة كفنزويلا في اميركا الجنوبية ، تمارس اعنف طاقة لديها سياسيا واقتصاديا وصناعيا وتجاريا وعلميا ........الخ بالانفتاح على المخزن الايراني كي تستفاد منه باقصى طاقة ممكنة وهي دول في معظمها فقيرة بتروليا وبشريا ومواردا اقتصادية اذا قيست ببلد كالعراق ، بينما العراق والذي حباه الله هذه الخيرات الجسام يقف متفرجا مترددا في علاقاته مع هذا البلد الكبير والعملاق ولايحاول الى هذا اليوم من ايام التغيير في العراق وبعد سبع سنوات منه بالانفتاح الجادّ والواقعيّ والمستفيد ...من المنجم الايراني المليئ بكل مايحتاجه العراق اليوم وفي جميع مفاصله الاقتصادية والعمرانية والصناعية والتجارية والعلمية ...والتي كلها بحاجة واقعية للمساعدة من خارج العراق وفي نهضته الجديدة !.
نعم من حقنا كعراقيين ان نتسائل عن اسباب ودوافع هذا التلكئ العراقي والتردد في فتحه لعلاقات اكثر حركية وايجابية على دولة جارة ( جمهورية ايران الاسلامية الشقيقة ) بامكانها ان توفر الكثير للشعب العراقي ، ومصالحه واقتصاده ، وصناعته وعمرانه ، بينما تنفق نفس مؤسسات هذه الدولة العظيم من الوقت والجهد ،لفتح علاقات مع دول ليس للعراق والعراقيين اي منافع اقتصادية او صناعية او تجارية او علمية حقيقية تعود منافعها على هذا الوطن وهذه الامة المسماة عراقية ؟.
مرّة اخرى نقول : ان الشعب العراقي ، ومصالحه هي الاولى ان تغتنم الفرصة الايرانية ، التي تقف امام الباب العراقي فاتحة ذراعيها لكل مافيه خير العراق والعراقيين ، اقتصاديا وعلميا وصناعيا وتجاريا...... والتعلل بالاعذار السياسية للانغلاق عن الثروة الايرانية وما تمثله اليوم من مصلحة حقيقية للعراق الجديد ، هي اعذار وعلل واهية ، واقل مايقال عنها انها اعذار لاتمت للفكر السياسي والاقتصادي الذي يريد ان ينهض بعراق جديد باي صلة اذا لم تكن اعذارا خُلقت لضرب مصالح الشعب العراقي وتطوير واقعه المهدّم والمحتاج فعلا لان ينفتح على تجارب دول الجوار التي توفر له الدفع نحو النهوض واللحوق بالامم والى اين وصلت ، وهذا ماتحتاج فهمه وادراكه اليوم دولة العراق الجديد !.