هل فكرة ابليس جيدة وايجابية للحياة الانسانية ؟. أم هي وبالعكس سيئة ومضرة لهذا الوجود البشري في العالم ؟. كثيرا وعندما يتناول الفكر الديني بصورة عامة موضوعة اساس الشرور ومصدره الاعمق في هذا العالم (( ابليس او الشيطان )) فان التناول يميل الى زاوية الانقباض والتمترس عن هذه الفكرة ، ودفع فكرة (( ابليس )) الى الزاوية المظلمة تماما
ليحوّل فيما بعد هذا الابليس الى رمزية غامضة تستحق وبالفعل تجنب كل كيانها والابتعاد حتى عن التفكير بها او تناول الاحساس بوجودها السيئ ، ومن ثم تكون الاستعاذة بالله العلي العظيم من شرورها القاتلة فحسب هي الطريق الاسلم للانسان المؤمن وغير المؤمن في هذه الحياة المليئة بالاخطار الشيطانية !.صحيح : هل الكيفية الصحية بالتعامل مع فكرة (( ابليس الشيطاني هذا )) هي الاستعاذة واللعن والطرد من حياتنا الفكرية والشعورية فحسب، حتى نصل الى مرحلة عدم التفكير ونهائيا بهذا العدو الخطير ؟.أم ان الطريقة الاسلم والاكثر واقعية هو التعرّف على ملامح وصفات وسمات العدوالاول للانسانية كي تكون لدينا الارضية التي من خلالها نفهم عدونا لنتجنبه بوعي وبلا خوف او خشية من تسلطه الوهمي ، مع اضافة الاستعاذة بالله بعد ذالك ؟.في المدرسة الاسلامية رؤية خاصة ترى او تقول : بوجوب التعرف على العدو مهما يكن هذا العدو حاملا من معنى او ماهية للتمكن من الاحتراز من مكائده وشروره ، لاسيما ان هذا العدو وبالخصوص ان كان (( ابليس )) الشيطاني المرصود فكريا اسلاميا ونصيا قرءانيا على اساس انه العدو الذي ان فهمت اساليب وانماط افكاره وسلوكياته ومخططاته الشريرة فانه سيصبح من الاعداء الضعفاء جدا امام الانسان الواعي بكافة حيثيات وجوده الشيطاني هذا ، يقول القرءان موضحا هذا المعنى حول الشيطان :(( ان كيد الشيطان كان ضعيفا / 76/ النساء ))هذه الرؤية القرءانية بعكس باقي الرؤى الدينية الاخرى التي ترى وتعطي لابليس الشيطاني قوى وصفات ترتقي بسلطته لان تكون قاهرة للقوة الانسانية ومتسلطة عليها ، كالذي نجده ونراه كثيرا في المسيحية واليهودية والثنوية التي طغت في الفكرة الى ان اوصلت قوى الشر الشيطانية لان تكون الاها اخر يحرك العالم بشره مع الاه الخير المطلق في الثنوية ، وكذا مانراه في ابليس الانجيل الذي له هيمنة على الصحة الانسانية العقلية والنفسية وغير ذالك ، بحيث ان هذا الابليس الشيطاني بامكانه الدخول الى العالم الانساني الجسدي والعبث به كيفما شاء ، ليحول الانسان فيما بعد الى جثة هامدة وضعيفة ومنهزمة امام السلطة الابليسية هذه ، مما يتطلب ارسال رسول او نبي او ابنا لله سبحانه ليشفي مرضى وضحايا ابليس اللعين ، بان يشفي كل من تلبسه ابليس ليسلب عقله او ليهيمن على صحته النفسية او الجسدية كما تروي لنا اناجيل المسيحية الاربعة حول معجزات ابن الله وحربه العالمية على السلطة الشيطانية هنا !.كذا الحال اكثر غموضا فكريا في الديانة اليهودية التي ترى لابليس الشيطاني هذا مكانة ندية مع الله سبحانه وتعالى ، بل ولابليس ربما في بعض المواضع التوراتية (( قصة ايوب مثالا في العهد القديم )) حيل ومكائد وخروقات ترتقي لان تصل الى مرحلة اللعب مع الاله المطلق الله سبحانه وتعالى ليوقع انبياء عظاما في شباك حيله الشيطانية تلك !.ولايقل الحال سوءا بالنسبة لنا على الاقل عندما نقرأ ونسمع عن الديانة الايزيدية ايضا عندما وصلت الى مرحلة الايمان بضرورة اتقاء شرور ابليس الكبيرة بأقامة علاقة ودية معه وربما الارتقاء بهذه العلاقة الى كتابة معاهدة سلام ابدية تضمن عدم غضب ابليس علينا نحن البشر الضعفاء والمساكين امام قوة وهيمنة طاووس الملائكة كما تعتقدة الايزيدية هذه !. وعليه ندرك ان فكرة : الخوف والرعب وضرورة تجنب وعدم التفكير ....الخ ، بابليس المخلوق المعقد والاكتفاء بالاستعاذة والهروب من الشعور به .....الخ ، كل هذه الافكار والتصورات المضطربة قد تسللت الى العقل الاسلامي من خلال هيمنة العقل الديني الاخر على منابع التفكير الاسلامي اليوم ، ودفع فكرة ابليس وبناءها على الاسس الدينية الاخرى التي تجعل من سلطة هذا المخلوق شيئا فوق التصور البشري ، هو مادفع بالعقل الاسلامي للاستسلام لفكرة الاكتفاء بالاستعاذة من ابليس اللعين فحسب ، والهروب من التفكير به والتعرف عليه بدلا من ذالك !.نعم الطرح القرءاني يرى : ان هذا المخلوق المسمى ابليسا والموصوف بالشيطان الرجيم ، هو كباقي المخلوقات العالمية الاخرى ، لايمتلك من الامر الانساني او الكوني العالمي اي شيئ يذكر سوى ما ملكه الله سبحانه وتعالى من خلال ما ارتضاه الشيطان نفسه من وظيفة لكيانه ، ونعم له سلطة ضعيفة على الجانب المعنوي الفكري للانسان باعتبار انه (( ابليس )) يملك فن (( التزيين )) والدعوة والاغراء والتمنيات ، وهذه بحد ذاتها لاتختص بالملكية الابليسية بقدر ما هي طبائع ركبت في الفرد الانساني خلقيا ، ومن ثم ليستغل مفاعيلها الروحية والنفسية والفكرية ، ابليس الماكر ليوظفها لصالح الجانب السلبي للحياة الانسانية والذي يراه ابليس انه عدوه الاول والاخير في هذا الوجود العالمي ، قال الله سبحانه في محكم كتابه العظيم القرءان الكريم :(( يعدهم ابليس ويمنيهم ومايعدهم الشيطان الا غرورا / قرءان كريم )) !.وتمام تتضخم السلطة الابليسية وتتمكن قوتها القاهرة ، وتظهر بشكل ملفت للنظر على اتباعه واولياءه كما يذكره القرءان العظيم ، عندما يقع الانسان تحت هيمنة السلطة الابليسية ليصبح ابليس حاكما فعليا وامرا وناهيا ومتحكما تماما في حياة الانسان الذي استسلم الى شهواته الشيطانية ، أما في الجانب الاخر من البشرية والتي ادركت ان قوة الانسان في السيطرة على رغباته المعنوية والمادية ، وان تحرره في ان يكون انسانا متساميا على غواية الجريمة وحب الاعتداء على الحقوق ، فمثل هذا الانسان هو الاقوى في معادلة حكومة ابليس الذي تمرد عليها هذا الانسان واستهزأ بكل سلطتها وقوانينها المجحفة ، عندئذ يمكننا القول :(( ان كيد الشيطان كان ضعيفا )) ولم يزل ضعيفا هذا ؟!.ومن هنا نفهم التصور الاسلامي القرءاني لأبليس ومدى اختلافه عن باقي التصورات الاخرى الدينية لنفس هذا المخلوق الغامض ، ونعتبر ان الرؤية القرءانية رؤية تدعوا الى اقتحام عقبة الخوف من ابليس ، وضرورة التعرف من خلال الطرح القرءاني لها على عوالمه الفكرية والمعنوية والسلوكية ايضا ليتسنى لخليفة الله سبحانه الانسان ان يدخل معركته المصيرية مع ابليس وهو واع ومدرك ومخطط بشكل جيد لسير واساليب ومحاور المعركة بينه وبين ابليس هذا ، والذي هو مرة حالة معنوية واخرى حالة مؤنسنة بشرية ايضا .ولكن ومع هذه الرؤية الاسلامية الواقعية للمخلوق النفسي والمعنوي والمادي ابليس الشيطاني هنا ، فهل من فائدة تذكر على المستوى الفكري العام لفكرة ابليس هذا ؟.نعم ربما يتساءل البعض صحيح ان فكرة (( التعرف )) الفكرية على مخلوق يسمى في الفكر الديني (( ابليس )) وفي علم النفس الاخلاقي (( امراض نفسية وخلقية )) تكون جيدة في جوانبها الروحية الاخلاقية والنفسية للانسان وحياته الفردية والاسرية والاجتماعية ، ولكن وعلى المستوى العام للفكرة (( فكرة ابليس والشيطان ومصدر الشرور في هذا العالم )) هل هي ضرورية وجيدة لفكر الانسان ومشاعره في هذه الحياة ؟.أم انها فكرة سيئة او غير ذات قيمة واقعية على مستوى الحياة الانسانية ، ولذالك ان بقيت هذه الفكرة او الغيت فسيان في معادلة النفس البشرية ، وربما لانغالي ان قلنا ان رفع الفكرة من الاساس واعتبارها مجرد اسطورة دينية فحسب تكون اكثر فائدة من ان لو قلنا انها فكرة واقعية وتملك رصيدا من الحقيقة العلمية هنا ؟.هل فكرة (( ابليس )) الدينية وخصوصا الاسلامية هي فكرة ايجابية على الحياة الانسانية ؟.واذا رفعت هذه الفكرة ماهي سلبيات ومنعكسات هذا الرفع نفسيا او روحيا او ماديا على الحياة الانسانية ؟.الحقيقة ان فهم ايجابية فكرة (( ابليس )) الدينية هذه على الحياة الروحية والفكرية والنفسية على الانسان ، هو ماسوف يهيئ معرفة لماذا هذا الاهتمام المبالغ فيه من قبل الاديان بفكرة (( ابليس )) الشيطاني ووجوده السلبي الذي سيلد الوجود الايجابي للحياة الانسانية هنا !.هل حقا ان فكرة الاسلام الفلسفية الكبيرة التي تقول : ان الخير موجود في باطن الشر وان الشرّ موجود في باطن الخير !. هي فكرة لها من الواقعية الشيئ الكثير ، لنصل الى ادراك الكيفية التي يكون فيها :(( ان مع العسر يسرا )) وكذا ان مع الوجود الشيطاني خيرا للانسان هي ايضا فكرة واقعية ؟.وما واقعية هذه الخيرية التي تاتي من قبالة الابليسي الشيطاني هنا ؟.ان فرضية رفع الفكرة (( فكرة الشيطان وابليس او مصدر الشرور العالمية ...الخ )) من قواميس حياتنا الانسانية ، سيدفعنا كبشر مفكرين الى التساؤل حول مصدر هذه الشرور العالمية الانسانية من جديد ان رفعت مصدريته الدينية الممثلة بابليس وشياطينه ، لنبحث مرّة اخرى بهذا السؤال : اذا لم يكن ابليس هو مصدر الشر الموجود في حياتنا الانسانية ، او هو على الاقل عامل مهم من العوامل المساعدة على وجود الشرور في عالمنا الانساني ، اذن من اين تاتي هذه الشرور التي يمارسها الانسان كل لحظة من لحظات حياته البشرية ؟.في معرض الجواب نحن امام خيارين :الاول : هو ان الانسان بخلقته وبفطرته الطبيعية مخلوق على اساس انه مخلوق شرير وبالفطرة وبالطبع ولذالك هو المصدر الاول والاخير لكل الشرور العالمية !.والثاني : هو ان نعود ونبحث من جديد على مصادر اخرى تقاسم الانسان بمصادر الشرور الموجودة عنه ، ولنسمها باي مبررات وتسميات اخرى غير التسميات الدينية كابليس او الشيطان او اي شيئ اخر !.الخيار الثاني يعود ولايضيف شيئا جديدا للمعادلة الدينية بصورة عامة ، الا اختلاف التسميات بين ماهو ديني واخر غير ديني !.أما الخيار الاول فانه سينعكس سلبيا على رؤية الانسان لنفسه وروحه ووجوده ، مما يدخله في انفاق مظلمة وخطيرة ليتساءل عن عدالة القانون الانساني والالهي ايضا الذي سوف يساءله عن جرائمه التي هي موجودة معه وفي خلقته ومن ضمن فطرته الانسانية ، ليصل اخيرا بالكفر بكل عدالة او قانون او موازين تريد ان تحاسبه وتساءله على اخطاءه الطبيعية والفطرية هنا !.بكل تأكيد ان رفعنا فكرة (( ابليس او الشيطان )) من الحياة الفكرية والانسانية والروحية والمعنوية من الوجود البشري فلا يتبقى امامه سوى اتهام ذاته الانسانية بانها مولّدة الشرور العالمية ووالدة الجرائم الشيطانية والاخلاقية ، مما يدفع الانسان اخيرا الى القبول بالجريمة والشرّ على اساس انها قوانين من ضمن القوانين الانسانية الطبيعية مما يدفعه فيما بعد لاعادة النظر في القوانين والدساتير والاخلاقيات الفطرية التي تجرم الجريمة بحد ذاتها ورفع هذه الاشكالية بان يقبل الانسان بالجريمة والذنب والكوارث على اساس انها قوانين السيكلوجيا والفسلجة البشرية الطبيعية التي لاينبغي تجريمها باعتبارها من ضمن القوانين الطبيعية لحياة البشر !.أما ان قلنا ان الفطرة الانسانية فطرة اخلاقية ونظيفة وبريئة ولاتقبل على الشرور والجرائم البشعة الا بمساعدة العوامل الخارجية والداخلية والتي من اهمها ابليس الشيطاني المذكور بالقوانين الدينية والاساطير الانسانية .....الخ ، عندئذ من حق البشرية الانسانية ان تحترم القانون وتقدس الاخلاق وتدعوا للعدالة والقصاص ، باعتبار كل ذالك : ان الفطرة البشرية فطرة لاتقبل الاجرام والشر بالطبيعة الانسانية هذه ، وعليه هي ليست مولدة ومنتجة للشر والجريمة بالخلقة والفطرة ، وانما هناك العوامل التي بالامكان التغلب عليها انسانيا هي التي انتجت الشرور والجريمة في عالم الانسان ، ومن هنا يرحب الانسان بالقوانين والعدالة والدساتير والحقوق ...الخ ، عندما يدرك ان طبيعته وفطرته وجبلّته وكينونته ولدت على الفطرة الاخلاقية التي لاتقبل ان يعتدي انسان على اخر ، وان اعتدى انسان على حقوق الاخرين او سلب حياتهم او مارس الاجرام بحقهم او ......الخ ، كل ذالك هو خارج نطاق الفطرة والخلقة الانسانية مما يتطلب العقاب والردع للروح الشيطانية الشريرة التي تهيمن على داخل وخارج الانسان المجرم هذا !.هنا تتبين وبوضوح مدى ايجابية فكرة (( ابليس الشيطاني )) على الحياة الفكرية والنفسية للانسان بصورة عامة ، لاسيما ان اخذنا زاوية : ان الانسان يشعر مع هذه الفكرة ان الشرور البشرية منتج من خارج الطبيعة الانسانية وليس من داخل هذه الفطرة البشرية ، واذا اضفنا الرؤية الاسلامية القرءانية لهذه الرؤية الانسانية العامة ، وثبتنا مبدأ :(( مامن مولود الا ويولد على الفطرة .../ محمد رسول الله ص )) فقد اضفنا له البعد النظري الذي يساعده على فهم ان يكون الانسان انسانا وبالخلقة هو انسان جيد ومعتدل وطيب ...الخ ، ولكن بعض العوامل الخارجية اقصد الخارجة عن النفس والطبيعة والفطرة الانسانية هي التي تساهم في خلق الانسان الشرير والمجرم والمنحرف ، ثم ياتي بعد ذالك دور (( ابليس والشيطان ومصدر الشر العالمي الكبير )) ليعمق من عزلة الانسان عن ذاته وفطرته وليبعده اكثر فاكثر عن نفسه هنا تفهم سيادتكم عزيزي القارئ مضمون معنى الحديث المشهور : من عرف نفسه فقد عرف ربه ، ومن ثم لسيتولي على وجوده وطاقته ولينظمه الى حزبه ومن ضمن رعايا دولة الشيطان الاكبر ليتحول الانسان شيئا فشيئا من ولاية الله والانسانية والاخلاق والانبياء والائمة الاطهار ...، الى ولاية الشيطان واللعب على حبائله الخبيثة :(( ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا / قرءان كريم ))صحيح : ان اخذنا فكرة (( ابليس )) من زاوية انه المصدر الاكبر لغواية الانسان ، ودعوته للضلال ، وتشجيعه على فعل الاجرام وعدم احترام القانون ....الخ ، فان الفكرة هنا توحي لنا بان الوجود (( وليس الفكرة بحد ذاتها )) الابليسي هو من اسوأ الوجودات العالمية للوجود والعالم الانساني الادمي ، وهذا صحيح تماما باعتبار ان العدو الاول للبشر هو ابليس اللعين ، ولكن كون ابليس الشيطاني هو العدو الاول للانسانية لاينفي ان تكون فكرته تحمل نواة الفائدة والايجابية للوجود الانساني من جوانبها الاخرى ، لاسيما ماذكرناه من منعكسات ايجابية روحية وفكرية ونفسية على الرؤية الانسانية من هذه الفكرة ، وكذا ان اضفنا لها الابعاد الفلسفية العميقة ايضا للخلقة الالهية العظيمة التي تخلق كل ماهو جميل في هذا العالم ، لنصل الى نسبة جمال الفكرة الابليسية التي تنعكس على تبرئة الحياة الانسانية من فطرية الجريمة والذنب والخطيئة والشر ، لنرى اللوحة ومن قبلنا الانسانية من زاويتها الجميلة في الخلقة الالهية وليس من جانبها المظلم والسيئ فحسب !.النتيجة : ان فكرة (( ابليس الشيطاني )) وحسب الطرح القرءاني الاسلامي ، ومن زاويتها الغير مسبوقة لرؤية اشياء العالم الخلقية الجمالية ، هي فكرة ايجابية بصورة عامة على الفكر والنفس والروح الانسانية ، وذالك باعتبار انها بعكس الرؤية الانجيلية لخطيئة الانسان الفطرية برأة الفطرة والخلقة الانسانية تماما من لوثة فطرية الشرّ للكينونة البشرية ، ورمي هذا الشر على المصدر الخارجي المسمى ابليسا او شيطانا باعتباره من اهم المصادر الخلقية للشر العالمي الموجود في الحياة الانسانية ، مما يجعل الباب مفتوحا تماما امام الانسان الشرير للعودة والانخراط في الحياة الانسانية النظيفة من الهيمنة والسلطة الشيطانية تسمى العملية دينيا اسلاميا بالتوبة كما انها فرعت الكثير من التشريعات الفكرية والقانونية لمصلحة الحياة البشرية ايضا .
ليحوّل فيما بعد هذا الابليس الى رمزية غامضة تستحق وبالفعل تجنب كل كيانها والابتعاد حتى عن التفكير بها او تناول الاحساس بوجودها السيئ ، ومن ثم تكون الاستعاذة بالله العلي العظيم من شرورها القاتلة فحسب هي الطريق الاسلم للانسان المؤمن وغير المؤمن في هذه الحياة المليئة بالاخطار الشيطانية !.صحيح : هل الكيفية الصحية بالتعامل مع فكرة (( ابليس الشيطاني هذا )) هي الاستعاذة واللعن والطرد من حياتنا الفكرية والشعورية فحسب، حتى نصل الى مرحلة عدم التفكير ونهائيا بهذا العدو الخطير ؟.أم ان الطريقة الاسلم والاكثر واقعية هو التعرّف على ملامح وصفات وسمات العدوالاول للانسانية كي تكون لدينا الارضية التي من خلالها نفهم عدونا لنتجنبه بوعي وبلا خوف او خشية من تسلطه الوهمي ، مع اضافة الاستعاذة بالله بعد ذالك ؟.في المدرسة الاسلامية رؤية خاصة ترى او تقول : بوجوب التعرف على العدو مهما يكن هذا العدو حاملا من معنى او ماهية للتمكن من الاحتراز من مكائده وشروره ، لاسيما ان هذا العدو وبالخصوص ان كان (( ابليس )) الشيطاني المرصود فكريا اسلاميا ونصيا قرءانيا على اساس انه العدو الذي ان فهمت اساليب وانماط افكاره وسلوكياته ومخططاته الشريرة فانه سيصبح من الاعداء الضعفاء جدا امام الانسان الواعي بكافة حيثيات وجوده الشيطاني هذا ، يقول القرءان موضحا هذا المعنى حول الشيطان :(( ان كيد الشيطان كان ضعيفا / 76/ النساء ))هذه الرؤية القرءانية بعكس باقي الرؤى الدينية الاخرى التي ترى وتعطي لابليس الشيطاني قوى وصفات ترتقي بسلطته لان تكون قاهرة للقوة الانسانية ومتسلطة عليها ، كالذي نجده ونراه كثيرا في المسيحية واليهودية والثنوية التي طغت في الفكرة الى ان اوصلت قوى الشر الشيطانية لان تكون الاها اخر يحرك العالم بشره مع الاه الخير المطلق في الثنوية ، وكذا مانراه في ابليس الانجيل الذي له هيمنة على الصحة الانسانية العقلية والنفسية وغير ذالك ، بحيث ان هذا الابليس الشيطاني بامكانه الدخول الى العالم الانساني الجسدي والعبث به كيفما شاء ، ليحول الانسان فيما بعد الى جثة هامدة وضعيفة ومنهزمة امام السلطة الابليسية هذه ، مما يتطلب ارسال رسول او نبي او ابنا لله سبحانه ليشفي مرضى وضحايا ابليس اللعين ، بان يشفي كل من تلبسه ابليس ليسلب عقله او ليهيمن على صحته النفسية او الجسدية كما تروي لنا اناجيل المسيحية الاربعة حول معجزات ابن الله وحربه العالمية على السلطة الشيطانية هنا !.كذا الحال اكثر غموضا فكريا في الديانة اليهودية التي ترى لابليس الشيطاني هذا مكانة ندية مع الله سبحانه وتعالى ، بل ولابليس ربما في بعض المواضع التوراتية (( قصة ايوب مثالا في العهد القديم )) حيل ومكائد وخروقات ترتقي لان تصل الى مرحلة اللعب مع الاله المطلق الله سبحانه وتعالى ليوقع انبياء عظاما في شباك حيله الشيطانية تلك !.ولايقل الحال سوءا بالنسبة لنا على الاقل عندما نقرأ ونسمع عن الديانة الايزيدية ايضا عندما وصلت الى مرحلة الايمان بضرورة اتقاء شرور ابليس الكبيرة بأقامة علاقة ودية معه وربما الارتقاء بهذه العلاقة الى كتابة معاهدة سلام ابدية تضمن عدم غضب ابليس علينا نحن البشر الضعفاء والمساكين امام قوة وهيمنة طاووس الملائكة كما تعتقدة الايزيدية هذه !. وعليه ندرك ان فكرة : الخوف والرعب وضرورة تجنب وعدم التفكير ....الخ ، بابليس المخلوق المعقد والاكتفاء بالاستعاذة والهروب من الشعور به .....الخ ، كل هذه الافكار والتصورات المضطربة قد تسللت الى العقل الاسلامي من خلال هيمنة العقل الديني الاخر على منابع التفكير الاسلامي اليوم ، ودفع فكرة ابليس وبناءها على الاسس الدينية الاخرى التي تجعل من سلطة هذا المخلوق شيئا فوق التصور البشري ، هو مادفع بالعقل الاسلامي للاستسلام لفكرة الاكتفاء بالاستعاذة من ابليس اللعين فحسب ، والهروب من التفكير به والتعرف عليه بدلا من ذالك !.نعم الطرح القرءاني يرى : ان هذا المخلوق المسمى ابليسا والموصوف بالشيطان الرجيم ، هو كباقي المخلوقات العالمية الاخرى ، لايمتلك من الامر الانساني او الكوني العالمي اي شيئ يذكر سوى ما ملكه الله سبحانه وتعالى من خلال ما ارتضاه الشيطان نفسه من وظيفة لكيانه ، ونعم له سلطة ضعيفة على الجانب المعنوي الفكري للانسان باعتبار انه (( ابليس )) يملك فن (( التزيين )) والدعوة والاغراء والتمنيات ، وهذه بحد ذاتها لاتختص بالملكية الابليسية بقدر ما هي طبائع ركبت في الفرد الانساني خلقيا ، ومن ثم ليستغل مفاعيلها الروحية والنفسية والفكرية ، ابليس الماكر ليوظفها لصالح الجانب السلبي للحياة الانسانية والذي يراه ابليس انه عدوه الاول والاخير في هذا الوجود العالمي ، قال الله سبحانه في محكم كتابه العظيم القرءان الكريم :(( يعدهم ابليس ويمنيهم ومايعدهم الشيطان الا غرورا / قرءان كريم )) !.وتمام تتضخم السلطة الابليسية وتتمكن قوتها القاهرة ، وتظهر بشكل ملفت للنظر على اتباعه واولياءه كما يذكره القرءان العظيم ، عندما يقع الانسان تحت هيمنة السلطة الابليسية ليصبح ابليس حاكما فعليا وامرا وناهيا ومتحكما تماما في حياة الانسان الذي استسلم الى شهواته الشيطانية ، أما في الجانب الاخر من البشرية والتي ادركت ان قوة الانسان في السيطرة على رغباته المعنوية والمادية ، وان تحرره في ان يكون انسانا متساميا على غواية الجريمة وحب الاعتداء على الحقوق ، فمثل هذا الانسان هو الاقوى في معادلة حكومة ابليس الذي تمرد عليها هذا الانسان واستهزأ بكل سلطتها وقوانينها المجحفة ، عندئذ يمكننا القول :(( ان كيد الشيطان كان ضعيفا )) ولم يزل ضعيفا هذا ؟!.ومن هنا نفهم التصور الاسلامي القرءاني لأبليس ومدى اختلافه عن باقي التصورات الاخرى الدينية لنفس هذا المخلوق الغامض ، ونعتبر ان الرؤية القرءانية رؤية تدعوا الى اقتحام عقبة الخوف من ابليس ، وضرورة التعرف من خلال الطرح القرءاني لها على عوالمه الفكرية والمعنوية والسلوكية ايضا ليتسنى لخليفة الله سبحانه الانسان ان يدخل معركته المصيرية مع ابليس وهو واع ومدرك ومخطط بشكل جيد لسير واساليب ومحاور المعركة بينه وبين ابليس هذا ، والذي هو مرة حالة معنوية واخرى حالة مؤنسنة بشرية ايضا .ولكن ومع هذه الرؤية الاسلامية الواقعية للمخلوق النفسي والمعنوي والمادي ابليس الشيطاني هنا ، فهل من فائدة تذكر على المستوى الفكري العام لفكرة ابليس هذا ؟.نعم ربما يتساءل البعض صحيح ان فكرة (( التعرف )) الفكرية على مخلوق يسمى في الفكر الديني (( ابليس )) وفي علم النفس الاخلاقي (( امراض نفسية وخلقية )) تكون جيدة في جوانبها الروحية الاخلاقية والنفسية للانسان وحياته الفردية والاسرية والاجتماعية ، ولكن وعلى المستوى العام للفكرة (( فكرة ابليس والشيطان ومصدر الشرور في هذا العالم )) هل هي ضرورية وجيدة لفكر الانسان ومشاعره في هذه الحياة ؟.أم انها فكرة سيئة او غير ذات قيمة واقعية على مستوى الحياة الانسانية ، ولذالك ان بقيت هذه الفكرة او الغيت فسيان في معادلة النفس البشرية ، وربما لانغالي ان قلنا ان رفع الفكرة من الاساس واعتبارها مجرد اسطورة دينية فحسب تكون اكثر فائدة من ان لو قلنا انها فكرة واقعية وتملك رصيدا من الحقيقة العلمية هنا ؟.هل فكرة (( ابليس )) الدينية وخصوصا الاسلامية هي فكرة ايجابية على الحياة الانسانية ؟.واذا رفعت هذه الفكرة ماهي سلبيات ومنعكسات هذا الرفع نفسيا او روحيا او ماديا على الحياة الانسانية ؟.الحقيقة ان فهم ايجابية فكرة (( ابليس )) الدينية هذه على الحياة الروحية والفكرية والنفسية على الانسان ، هو ماسوف يهيئ معرفة لماذا هذا الاهتمام المبالغ فيه من قبل الاديان بفكرة (( ابليس )) الشيطاني ووجوده السلبي الذي سيلد الوجود الايجابي للحياة الانسانية هنا !.هل حقا ان فكرة الاسلام الفلسفية الكبيرة التي تقول : ان الخير موجود في باطن الشر وان الشرّ موجود في باطن الخير !. هي فكرة لها من الواقعية الشيئ الكثير ، لنصل الى ادراك الكيفية التي يكون فيها :(( ان مع العسر يسرا )) وكذا ان مع الوجود الشيطاني خيرا للانسان هي ايضا فكرة واقعية ؟.وما واقعية هذه الخيرية التي تاتي من قبالة الابليسي الشيطاني هنا ؟.ان فرضية رفع الفكرة (( فكرة الشيطان وابليس او مصدر الشرور العالمية ...الخ )) من قواميس حياتنا الانسانية ، سيدفعنا كبشر مفكرين الى التساؤل حول مصدر هذه الشرور العالمية الانسانية من جديد ان رفعت مصدريته الدينية الممثلة بابليس وشياطينه ، لنبحث مرّة اخرى بهذا السؤال : اذا لم يكن ابليس هو مصدر الشر الموجود في حياتنا الانسانية ، او هو على الاقل عامل مهم من العوامل المساعدة على وجود الشرور في عالمنا الانساني ، اذن من اين تاتي هذه الشرور التي يمارسها الانسان كل لحظة من لحظات حياته البشرية ؟.في معرض الجواب نحن امام خيارين :الاول : هو ان الانسان بخلقته وبفطرته الطبيعية مخلوق على اساس انه مخلوق شرير وبالفطرة وبالطبع ولذالك هو المصدر الاول والاخير لكل الشرور العالمية !.والثاني : هو ان نعود ونبحث من جديد على مصادر اخرى تقاسم الانسان بمصادر الشرور الموجودة عنه ، ولنسمها باي مبررات وتسميات اخرى غير التسميات الدينية كابليس او الشيطان او اي شيئ اخر !.الخيار الثاني يعود ولايضيف شيئا جديدا للمعادلة الدينية بصورة عامة ، الا اختلاف التسميات بين ماهو ديني واخر غير ديني !.أما الخيار الاول فانه سينعكس سلبيا على رؤية الانسان لنفسه وروحه ووجوده ، مما يدخله في انفاق مظلمة وخطيرة ليتساءل عن عدالة القانون الانساني والالهي ايضا الذي سوف يساءله عن جرائمه التي هي موجودة معه وفي خلقته ومن ضمن فطرته الانسانية ، ليصل اخيرا بالكفر بكل عدالة او قانون او موازين تريد ان تحاسبه وتساءله على اخطاءه الطبيعية والفطرية هنا !.بكل تأكيد ان رفعنا فكرة (( ابليس او الشيطان )) من الحياة الفكرية والانسانية والروحية والمعنوية من الوجود البشري فلا يتبقى امامه سوى اتهام ذاته الانسانية بانها مولّدة الشرور العالمية ووالدة الجرائم الشيطانية والاخلاقية ، مما يدفع الانسان اخيرا الى القبول بالجريمة والشرّ على اساس انها قوانين من ضمن القوانين الانسانية الطبيعية مما يدفعه فيما بعد لاعادة النظر في القوانين والدساتير والاخلاقيات الفطرية التي تجرم الجريمة بحد ذاتها ورفع هذه الاشكالية بان يقبل الانسان بالجريمة والذنب والكوارث على اساس انها قوانين السيكلوجيا والفسلجة البشرية الطبيعية التي لاينبغي تجريمها باعتبارها من ضمن القوانين الطبيعية لحياة البشر !.أما ان قلنا ان الفطرة الانسانية فطرة اخلاقية ونظيفة وبريئة ولاتقبل على الشرور والجرائم البشعة الا بمساعدة العوامل الخارجية والداخلية والتي من اهمها ابليس الشيطاني المذكور بالقوانين الدينية والاساطير الانسانية .....الخ ، عندئذ من حق البشرية الانسانية ان تحترم القانون وتقدس الاخلاق وتدعوا للعدالة والقصاص ، باعتبار كل ذالك : ان الفطرة البشرية فطرة لاتقبل الاجرام والشر بالطبيعة الانسانية هذه ، وعليه هي ليست مولدة ومنتجة للشر والجريمة بالخلقة والفطرة ، وانما هناك العوامل التي بالامكان التغلب عليها انسانيا هي التي انتجت الشرور والجريمة في عالم الانسان ، ومن هنا يرحب الانسان بالقوانين والعدالة والدساتير والحقوق ...الخ ، عندما يدرك ان طبيعته وفطرته وجبلّته وكينونته ولدت على الفطرة الاخلاقية التي لاتقبل ان يعتدي انسان على اخر ، وان اعتدى انسان على حقوق الاخرين او سلب حياتهم او مارس الاجرام بحقهم او ......الخ ، كل ذالك هو خارج نطاق الفطرة والخلقة الانسانية مما يتطلب العقاب والردع للروح الشيطانية الشريرة التي تهيمن على داخل وخارج الانسان المجرم هذا !.هنا تتبين وبوضوح مدى ايجابية فكرة (( ابليس الشيطاني )) على الحياة الفكرية والنفسية للانسان بصورة عامة ، لاسيما ان اخذنا زاوية : ان الانسان يشعر مع هذه الفكرة ان الشرور البشرية منتج من خارج الطبيعة الانسانية وليس من داخل هذه الفطرة البشرية ، واذا اضفنا الرؤية الاسلامية القرءانية لهذه الرؤية الانسانية العامة ، وثبتنا مبدأ :(( مامن مولود الا ويولد على الفطرة .../ محمد رسول الله ص )) فقد اضفنا له البعد النظري الذي يساعده على فهم ان يكون الانسان انسانا وبالخلقة هو انسان جيد ومعتدل وطيب ...الخ ، ولكن بعض العوامل الخارجية اقصد الخارجة عن النفس والطبيعة والفطرة الانسانية هي التي تساهم في خلق الانسان الشرير والمجرم والمنحرف ، ثم ياتي بعد ذالك دور (( ابليس والشيطان ومصدر الشر العالمي الكبير )) ليعمق من عزلة الانسان عن ذاته وفطرته وليبعده اكثر فاكثر عن نفسه هنا تفهم سيادتكم عزيزي القارئ مضمون معنى الحديث المشهور : من عرف نفسه فقد عرف ربه ، ومن ثم لسيتولي على وجوده وطاقته ولينظمه الى حزبه ومن ضمن رعايا دولة الشيطان الاكبر ليتحول الانسان شيئا فشيئا من ولاية الله والانسانية والاخلاق والانبياء والائمة الاطهار ...، الى ولاية الشيطان واللعب على حبائله الخبيثة :(( ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا / قرءان كريم ))صحيح : ان اخذنا فكرة (( ابليس )) من زاوية انه المصدر الاكبر لغواية الانسان ، ودعوته للضلال ، وتشجيعه على فعل الاجرام وعدم احترام القانون ....الخ ، فان الفكرة هنا توحي لنا بان الوجود (( وليس الفكرة بحد ذاتها )) الابليسي هو من اسوأ الوجودات العالمية للوجود والعالم الانساني الادمي ، وهذا صحيح تماما باعتبار ان العدو الاول للبشر هو ابليس اللعين ، ولكن كون ابليس الشيطاني هو العدو الاول للانسانية لاينفي ان تكون فكرته تحمل نواة الفائدة والايجابية للوجود الانساني من جوانبها الاخرى ، لاسيما ماذكرناه من منعكسات ايجابية روحية وفكرية ونفسية على الرؤية الانسانية من هذه الفكرة ، وكذا ان اضفنا لها الابعاد الفلسفية العميقة ايضا للخلقة الالهية العظيمة التي تخلق كل ماهو جميل في هذا العالم ، لنصل الى نسبة جمال الفكرة الابليسية التي تنعكس على تبرئة الحياة الانسانية من فطرية الجريمة والذنب والخطيئة والشر ، لنرى اللوحة ومن قبلنا الانسانية من زاويتها الجميلة في الخلقة الالهية وليس من جانبها المظلم والسيئ فحسب !.النتيجة : ان فكرة (( ابليس الشيطاني )) وحسب الطرح القرءاني الاسلامي ، ومن زاويتها الغير مسبوقة لرؤية اشياء العالم الخلقية الجمالية ، هي فكرة ايجابية بصورة عامة على الفكر والنفس والروح الانسانية ، وذالك باعتبار انها بعكس الرؤية الانجيلية لخطيئة الانسان الفطرية برأة الفطرة والخلقة الانسانية تماما من لوثة فطرية الشرّ للكينونة البشرية ، ورمي هذا الشر على المصدر الخارجي المسمى ابليسا او شيطانا باعتباره من اهم المصادر الخلقية للشر العالمي الموجود في الحياة الانسانية ، مما يجعل الباب مفتوحا تماما امام الانسان الشرير للعودة والانخراط في الحياة الانسانية النظيفة من الهيمنة والسلطة الشيطانية تسمى العملية دينيا اسلاميا بالتوبة كما انها فرعت الكثير من التشريعات الفكرية والقانونية لمصلحة الحياة البشرية ايضا .