( ويعلمك من تأويل الاحاديث ) ****** يتبقى لنا قبل ان نغادر زوايا ((المشهد الاول)) :(( اذ قال يوسف لأبيه يأبت اني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم ليّ ساجدين ، قال يابني لاتقصص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيداً ان الشيطان للانسان عدوٌ مبين ، وكذالك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث ويُتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبلُ أبراهيم وأسحاق ان ربك عليم حكيم )) من قصة يوسف الصدّيق عليه السلام وعلى نبينا واله
الطيبين وصحابته الكرام أتمّ الصلاة والتسليم مع والده الكريم يعقوب الحكيم ع ، زاويتان بحاجة الى لمسة فكرية نثير فيها بعض الاتربة المتراكمة على ادمغتنا في هذه الزاوية وتلك من زوايا قصة يوسف ع ، وهما زاويتا :( التأويل والاحاديث ) لنسأل :اولا : لماذا أطلق تسمية ( تأويل ) على رؤيا يوسف الصديق ع ، مع ان معنى التأويل هي الرجوع للاصل ؟.وأليس المفروض في رؤية يوسف ع انها نقلت مستقبلا سيتحقق ليوسف ع في قابل الايام ؟.فكيف يكون مستقبل الانسان مؤولاً ، مع ان التأويل رجوع الى الخلف وليس مسيرا الى الامام ؟.ولماذا انقلبت الحكاية في قصة يوسف رأسا على عقب ، وبدلا من اخباره بالغيب المستقبلي ليوسف ع من قبل والده يعقوب ، اصبح يوسف رهين التأويل الى الوراء وارجاعه الى الماضي والاصل في التأويل ؟.وماهو السبب في التعبير عن المستقبل الزمني للانسان يوسف ان يعبّر عنه بالتأويل او الرجوع الى الخلف ؟.وكيف كان يفهم يوسف ع ويعقوب حياتهما في المسير ؟.وهل هي حياة سائرة الى الامام ام انها حياة مرتدّة الى الخلف وبدلا من كشف المستقبل نتحدث عن تأويل وارجاع الصورة الى الماضي ؟.ماهي نكتة المستقبل المؤول عند الانبياء والرسل وباقي المصطفين اصحاب الحكمة والعلم ؟. ثانيا : مامعنى ( الاحاديث ) التي سوف يعلّم تأويلها الله سبحانه وتعالى ليوسف ع ؟.ونعم انها الرؤيا التي يراها النائم في نومه بنص الكتاب الكريم القرءان العظيم ، ولكننّا نتسائل حول تسمية الرؤيا حديثا بالذات !.فمامعنى ان تسمى رؤيا الانسان حديثا ؟.هل بسبب ان الرؤيا يتحدّث بها الانسان للاخرين على مثل الحكاية فسميت الرؤيا حديثا ؟.أم لانها ( الرؤيا ) تحديث للنفس يستوعبه الانسان داخليا بشكل صورة متحركة ، ولذالك سميّت حديثا ؟.أو لانها حدثٌ سيقع فتنقله الرؤيا قبل وقوعه ؟.ثم ماعلاقة هذه الاحاديث بالمستقبل في حياة الانسان ؟.وكيف تستطيع هذه الاحاديث نقل واقع المستقبل الانساني للانسان قبل وقوعه بالفعل كالذي حصل ليوسف ع وصاحبيه في السجن ، وكذا لملك مصر في السنين العجاف السبعة ؟.وهل تستطيع أحاديث الصباح والمساء للانسان ان تتصل بكيفية أو اخرى بغيب الانسان المستقبلي ولذالك هي تنقل الغيب بشكل ليست له منطقية تفهم ؟.أخيرا ماهي العلاقة بين الاحاديث والتأويل ؟.ترى الفكرة الاسلامية ان الرؤيا ( التي تتخلص من تأثير الحس والمادة لسبب او آخر ) نوع من اتصال روحي بعالم مافوق المادة ، او بعالم اللاهوت الغيبي الذي يكون ارفع منزلة بكثير من عالم المشاهدة الحسية ، فهو عالم ملكوت فيه ساحة الادارة الكبرى للعالم والكون والانسان ايضا ، ولكل شيئ في هذا العالم ملف او سجلٌّ دوّن فيه الكثير من معلومات الحركة والبداية والمآل والكيفية والماذية ....... وباقي جميع مايتصل بهذا المخلوق الكوني اوذاك المخلوق الانساني ، ولسرّ ما غير معروف تتمكن هذه الروح في بعض الاحيان من الاتصال بشكل او بآخر بعالمها التقديري والقضائي لتطلع على سجل حياتها المكتوب في ساحة التقدير الالهية ، لتلتقط من هنا وهناك بعض المعلومات الثمينة جدا عن حياة صاحبها في العالم الدنيوي ، وبعد ذالك تعكس هذه الروح الشفافة بعض ما أطلعت عليه من العالم الغيبي على صاحب جثتها المادية الهامدة بشكل رؤيا يراها النائم ، ولكن بشكل رمزي غير مفهوم الرمزية في احيان كثيرة ، كأن تنقل له الروح سجود كواكب وشمس وقمر له في عالم الرؤيا ، او كأن تنقل له انه يسقي ربه خمرا او انه تأكل الطير من رأسه ، أو انه يرى سبع بقرات سمان تأكلهن سبع عجاف ..... وهكذا هي لغة العالم اللاهوتي الغيبي الاخر له لغته الخاصة المرّمزة التي لاتصل للانسان الا من خلال تحويلها الى لغة المادة والحس ، فتقوم الروح التي اتصلت بعالم الامر والحكم بنقل هذه المعلومات في بعض الاحيان لصاحبها بعد ان ترجع هابطه من محلها الارفع وعالمها الاصلي لتعود الى سجن البدن وقيود المادة البشرية ، ولكن بشكل رمزي غريب وبحاجة الى تفسير او تأويل او تبيين !.الحق ان الرؤيا ان اريد فهمها لايمكن ان نقول انها بحاجة الى تبيين او انها بحاجة الى تفسير ، ولكن بأمكاننا القول انها بحاجة الى تأويل !.ولكن لماذا تحتاج الرؤيا البشرية التامة الشروط اللاهوتية الى تأويل ؟.بسبب ان الرؤيا وكما ذكرنا هي معلومة من عالم الامر والحكم الالهي التقطتها الروح وهي تزور عالمها اللاهوتي الحقيقي فوق المادي ، وعليه نحن بحاجة للرجوع بلغة الرمزية التي نقلتها الروح بشكل ساذج من سجل عالم الامر والحكم وملف الانسان الشخصي ، والعودة مجدد بشكل تأويل يئول بنفسه للرجوع للاصل ومعرفة رمزية الرؤيا من مصدرها الحقيقي في كتب عالم اللاهوت الكبير والمعقد ، لنفهم ان رمزية سجود الكواكب تعني :(( وكذالك يجتبيك ربك ...)) ورمزية تأكل الطير من رأسي :(( تصلب ويأكل الطير من رأسك )) ورمزية سبع بقرات عجاف :(( ثم يأتي من بعد ذالك سبع شداد يأكلن ماقدمتم لهن ...)) .......وهكذا نفهم ان التأويل هو ارجاع مااحضرته الروح الانسانية من صورة ومعلومة من عالم الامر والحكم ، الى مصادره الاصلية لفهم وفك شيفرة الرمزية التي تفرضها الطبيعة الانسانية على الصورة لفهمها !.بمعنى انه من المستحيل نقل لغة عالم الامر والحكم اللاهوتي للانسان مباشرة الا من خلال تطوير هذه اللغة اللاهوتية وتأطيرها بأطار مادي في عالم اللغة البشرية ، وهذا ماتقوم به الروح الانسانية التي تلتقط الصورة من عالمها المجرد ( قلت لسر لايعلمه الا الله سبحانه ) لتسحب هذه الصورة معها لمعامل الذهن البشري ليراه بشكل شخوص مادية يعرفها ويدركها ويفهم معانيها ، فالانسان يدرك ماتعني الكواكب ومايعني سقاية الملك ومايعني الطير وكيفية اكلها للخبز وكذالك هو يدرك ويعي لسبع بقران ضعاف ..، فهذه الاشياء من ضمن ادوات حياته البشرية الحيوانية والكونية والنباتية ايضا ، لكنها لايدرك معنى ان تأكل البقرات ضعاف بقرات مثلهن سمان ، ولايدرك معنى سقاية الملك خمرا ، ولايعي ما تعني طيور تأكل الخبز من فوق راس هذا المسكين المنتهي ، ولايفهم معنى كواكيب وشمس وقمر ساجدة لهذا الانسان الخطير !.وهنا يأتي دور التأويل او الترجمة الفعلية لمعاني كل ماتقدم من رمزيات بعد العودة بهذه الرموز المادية واعادة تموضعها في سجلات القدر وملفات عالم الامر والحكم الالهية لنفهم التأويل من مصدره الاول وكتابه الصحيح !.هذا ما يختص بالتأويل كعملية وبالرؤيا كعملية اخرى معقدة ، فالرؤيا عبارة عن استطاعة الروح البشرية وتمكنها من الاطلاع على بعض الاسرار الغيبية التي لم تحدث بعد في واقع الحياة !.والتأويل : هو اعادة الصورة التي احضرتها الروح الانسانية معها من عالم الامر والحكم لقراءتها من جديد على قاموس السجل الالهي لكتاب القضاء والقدر الغيبي ، لنتمكن من فهم كل رمز ومايعني في واقع الحياة الانسانية !.وعلى هذا لايكون المؤولّ الا نبي او وصيّ نبي او ماينقل عنهما ، باعتبار ان الذي يتمكن من الرجوع الى عالم الامر والحكم والاطلاع على سجلات هذا العالم الغيبي ليس هو الا رسول او نبي اذن له الرحمن بالاطلاع على بعض الغيب اللاهوتي ، والله سبحانه وتعالى كما قال في كتابه الكريم القرءان العظيم :(( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا ، الاّ من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا / الجن / 26 27 )) .فأذن لاتعارض بين القول بالتأويل والرجوع برؤيا الانسان للعالم الملكوتي لمعرفة ماهية الرؤية الحقيقية ، وبين ان الرؤيا ماهي الا اخبار لمستقبل الانسان في هذه الحياة ، من منطلق الرؤية الاسلامية التي ترى ان قدر الانسان في هذه الحياة ماهو الا كتاب كتب في عالم الامر والحكم الغيبي من قبل ان تولد البشرية من الاساس ، وما الرؤيا الا تمكن الروح الانسانية من التقاط سطر من سطور هذا الكتاب الانساني او التقاط مشهد او التقاط حياة كاملة في هذا الكتاب المكنون كما حدث لروح يوسف الصديق في رؤياها العظيمة والتقاءها بكتاب يوسف القدري في عالم الغيب ذاك !.ولهذا نفهم بصورة واضحة جدا معنى قول يعقوب ليوسف ع :(( ويعلمك من تأويل الاحاديث )) من كينونة ان هذا العلم الشريف لايكون الا بوحي من الله القدير العظيم الذي يفتح النافذة بين الانسان والله ليطلع على علم الغيب ومايأول من رؤيا البشر التي كلها وبالجملة ترجع ارواحها كل يوم لتزور عالمها الام في العالم الملكوتي ، قال سبحانه :(( الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى الى أجل مسمىً ان في ذالك لأيات لقوم يتفكرون )) صدق الله العظيم ._______________
al_shaker@maktoob.com
الطيبين وصحابته الكرام أتمّ الصلاة والتسليم مع والده الكريم يعقوب الحكيم ع ، زاويتان بحاجة الى لمسة فكرية نثير فيها بعض الاتربة المتراكمة على ادمغتنا في هذه الزاوية وتلك من زوايا قصة يوسف ع ، وهما زاويتا :( التأويل والاحاديث ) لنسأل :اولا : لماذا أطلق تسمية ( تأويل ) على رؤيا يوسف الصديق ع ، مع ان معنى التأويل هي الرجوع للاصل ؟.وأليس المفروض في رؤية يوسف ع انها نقلت مستقبلا سيتحقق ليوسف ع في قابل الايام ؟.فكيف يكون مستقبل الانسان مؤولاً ، مع ان التأويل رجوع الى الخلف وليس مسيرا الى الامام ؟.ولماذا انقلبت الحكاية في قصة يوسف رأسا على عقب ، وبدلا من اخباره بالغيب المستقبلي ليوسف ع من قبل والده يعقوب ، اصبح يوسف رهين التأويل الى الوراء وارجاعه الى الماضي والاصل في التأويل ؟.وماهو السبب في التعبير عن المستقبل الزمني للانسان يوسف ان يعبّر عنه بالتأويل او الرجوع الى الخلف ؟.وكيف كان يفهم يوسف ع ويعقوب حياتهما في المسير ؟.وهل هي حياة سائرة الى الامام ام انها حياة مرتدّة الى الخلف وبدلا من كشف المستقبل نتحدث عن تأويل وارجاع الصورة الى الماضي ؟.ماهي نكتة المستقبل المؤول عند الانبياء والرسل وباقي المصطفين اصحاب الحكمة والعلم ؟. ثانيا : مامعنى ( الاحاديث ) التي سوف يعلّم تأويلها الله سبحانه وتعالى ليوسف ع ؟.ونعم انها الرؤيا التي يراها النائم في نومه بنص الكتاب الكريم القرءان العظيم ، ولكننّا نتسائل حول تسمية الرؤيا حديثا بالذات !.فمامعنى ان تسمى رؤيا الانسان حديثا ؟.هل بسبب ان الرؤيا يتحدّث بها الانسان للاخرين على مثل الحكاية فسميت الرؤيا حديثا ؟.أم لانها ( الرؤيا ) تحديث للنفس يستوعبه الانسان داخليا بشكل صورة متحركة ، ولذالك سميّت حديثا ؟.أو لانها حدثٌ سيقع فتنقله الرؤيا قبل وقوعه ؟.ثم ماعلاقة هذه الاحاديث بالمستقبل في حياة الانسان ؟.وكيف تستطيع هذه الاحاديث نقل واقع المستقبل الانساني للانسان قبل وقوعه بالفعل كالذي حصل ليوسف ع وصاحبيه في السجن ، وكذا لملك مصر في السنين العجاف السبعة ؟.وهل تستطيع أحاديث الصباح والمساء للانسان ان تتصل بكيفية أو اخرى بغيب الانسان المستقبلي ولذالك هي تنقل الغيب بشكل ليست له منطقية تفهم ؟.أخيرا ماهي العلاقة بين الاحاديث والتأويل ؟.ترى الفكرة الاسلامية ان الرؤيا ( التي تتخلص من تأثير الحس والمادة لسبب او آخر ) نوع من اتصال روحي بعالم مافوق المادة ، او بعالم اللاهوت الغيبي الذي يكون ارفع منزلة بكثير من عالم المشاهدة الحسية ، فهو عالم ملكوت فيه ساحة الادارة الكبرى للعالم والكون والانسان ايضا ، ولكل شيئ في هذا العالم ملف او سجلٌّ دوّن فيه الكثير من معلومات الحركة والبداية والمآل والكيفية والماذية ....... وباقي جميع مايتصل بهذا المخلوق الكوني اوذاك المخلوق الانساني ، ولسرّ ما غير معروف تتمكن هذه الروح في بعض الاحيان من الاتصال بشكل او بآخر بعالمها التقديري والقضائي لتطلع على سجل حياتها المكتوب في ساحة التقدير الالهية ، لتلتقط من هنا وهناك بعض المعلومات الثمينة جدا عن حياة صاحبها في العالم الدنيوي ، وبعد ذالك تعكس هذه الروح الشفافة بعض ما أطلعت عليه من العالم الغيبي على صاحب جثتها المادية الهامدة بشكل رؤيا يراها النائم ، ولكن بشكل رمزي غير مفهوم الرمزية في احيان كثيرة ، كأن تنقل له الروح سجود كواكب وشمس وقمر له في عالم الرؤيا ، او كأن تنقل له انه يسقي ربه خمرا او انه تأكل الطير من رأسه ، أو انه يرى سبع بقرات سمان تأكلهن سبع عجاف ..... وهكذا هي لغة العالم اللاهوتي الغيبي الاخر له لغته الخاصة المرّمزة التي لاتصل للانسان الا من خلال تحويلها الى لغة المادة والحس ، فتقوم الروح التي اتصلت بعالم الامر والحكم بنقل هذه المعلومات في بعض الاحيان لصاحبها بعد ان ترجع هابطه من محلها الارفع وعالمها الاصلي لتعود الى سجن البدن وقيود المادة البشرية ، ولكن بشكل رمزي غريب وبحاجة الى تفسير او تأويل او تبيين !.الحق ان الرؤيا ان اريد فهمها لايمكن ان نقول انها بحاجة الى تبيين او انها بحاجة الى تفسير ، ولكن بأمكاننا القول انها بحاجة الى تأويل !.ولكن لماذا تحتاج الرؤيا البشرية التامة الشروط اللاهوتية الى تأويل ؟.بسبب ان الرؤيا وكما ذكرنا هي معلومة من عالم الامر والحكم الالهي التقطتها الروح وهي تزور عالمها اللاهوتي الحقيقي فوق المادي ، وعليه نحن بحاجة للرجوع بلغة الرمزية التي نقلتها الروح بشكل ساذج من سجل عالم الامر والحكم وملف الانسان الشخصي ، والعودة مجدد بشكل تأويل يئول بنفسه للرجوع للاصل ومعرفة رمزية الرؤيا من مصدرها الحقيقي في كتب عالم اللاهوت الكبير والمعقد ، لنفهم ان رمزية سجود الكواكب تعني :(( وكذالك يجتبيك ربك ...)) ورمزية تأكل الطير من رأسي :(( تصلب ويأكل الطير من رأسك )) ورمزية سبع بقرات عجاف :(( ثم يأتي من بعد ذالك سبع شداد يأكلن ماقدمتم لهن ...)) .......وهكذا نفهم ان التأويل هو ارجاع مااحضرته الروح الانسانية من صورة ومعلومة من عالم الامر والحكم ، الى مصادره الاصلية لفهم وفك شيفرة الرمزية التي تفرضها الطبيعة الانسانية على الصورة لفهمها !.بمعنى انه من المستحيل نقل لغة عالم الامر والحكم اللاهوتي للانسان مباشرة الا من خلال تطوير هذه اللغة اللاهوتية وتأطيرها بأطار مادي في عالم اللغة البشرية ، وهذا ماتقوم به الروح الانسانية التي تلتقط الصورة من عالمها المجرد ( قلت لسر لايعلمه الا الله سبحانه ) لتسحب هذه الصورة معها لمعامل الذهن البشري ليراه بشكل شخوص مادية يعرفها ويدركها ويفهم معانيها ، فالانسان يدرك ماتعني الكواكب ومايعني سقاية الملك ومايعني الطير وكيفية اكلها للخبز وكذالك هو يدرك ويعي لسبع بقران ضعاف ..، فهذه الاشياء من ضمن ادوات حياته البشرية الحيوانية والكونية والنباتية ايضا ، لكنها لايدرك معنى ان تأكل البقرات ضعاف بقرات مثلهن سمان ، ولايدرك معنى سقاية الملك خمرا ، ولايعي ما تعني طيور تأكل الخبز من فوق راس هذا المسكين المنتهي ، ولايفهم معنى كواكيب وشمس وقمر ساجدة لهذا الانسان الخطير !.وهنا يأتي دور التأويل او الترجمة الفعلية لمعاني كل ماتقدم من رمزيات بعد العودة بهذه الرموز المادية واعادة تموضعها في سجلات القدر وملفات عالم الامر والحكم الالهية لنفهم التأويل من مصدره الاول وكتابه الصحيح !.هذا ما يختص بالتأويل كعملية وبالرؤيا كعملية اخرى معقدة ، فالرؤيا عبارة عن استطاعة الروح البشرية وتمكنها من الاطلاع على بعض الاسرار الغيبية التي لم تحدث بعد في واقع الحياة !.والتأويل : هو اعادة الصورة التي احضرتها الروح الانسانية معها من عالم الامر والحكم لقراءتها من جديد على قاموس السجل الالهي لكتاب القضاء والقدر الغيبي ، لنتمكن من فهم كل رمز ومايعني في واقع الحياة الانسانية !.وعلى هذا لايكون المؤولّ الا نبي او وصيّ نبي او ماينقل عنهما ، باعتبار ان الذي يتمكن من الرجوع الى عالم الامر والحكم والاطلاع على سجلات هذا العالم الغيبي ليس هو الا رسول او نبي اذن له الرحمن بالاطلاع على بعض الغيب اللاهوتي ، والله سبحانه وتعالى كما قال في كتابه الكريم القرءان العظيم :(( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا ، الاّ من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا / الجن / 26 27 )) .فأذن لاتعارض بين القول بالتأويل والرجوع برؤيا الانسان للعالم الملكوتي لمعرفة ماهية الرؤية الحقيقية ، وبين ان الرؤيا ماهي الا اخبار لمستقبل الانسان في هذه الحياة ، من منطلق الرؤية الاسلامية التي ترى ان قدر الانسان في هذه الحياة ماهو الا كتاب كتب في عالم الامر والحكم الغيبي من قبل ان تولد البشرية من الاساس ، وما الرؤيا الا تمكن الروح الانسانية من التقاط سطر من سطور هذا الكتاب الانساني او التقاط مشهد او التقاط حياة كاملة في هذا الكتاب المكنون كما حدث لروح يوسف الصديق في رؤياها العظيمة والتقاءها بكتاب يوسف القدري في عالم الغيب ذاك !.ولهذا نفهم بصورة واضحة جدا معنى قول يعقوب ليوسف ع :(( ويعلمك من تأويل الاحاديث )) من كينونة ان هذا العلم الشريف لايكون الا بوحي من الله القدير العظيم الذي يفتح النافذة بين الانسان والله ليطلع على علم الغيب ومايأول من رؤيا البشر التي كلها وبالجملة ترجع ارواحها كل يوم لتزور عالمها الام في العالم الملكوتي ، قال سبحانه :(( الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى الى أجل مسمىً ان في ذالك لأيات لقوم يتفكرون )) صدق الله العظيم ._______________
al_shaker@maktoob.com