الجمعة، أغسطس 14، 2009

(( عندما يتناول فخري كريم مقدسات المسلمين الشيعة في الزواج المؤقت !.)) حميد الشاكر


(( عندما يتناول فخري كريم مقدسات المسلمين الشيعة في الزواج المؤقت !.)) حميد الشاكر
________________

فخري كريم رئيس مجلس ادارة جريدة المدى ، تناول في العدد (1580) الخميس 13/8/2009 / موضوعة (( زواج المتعة )) من خلال تقرير اجراه شاكر المياح مع عدة اناس عراقيون عاديون ليسألهم عن رأيهم في زواج المتعة ، والمحصلة النهائية التي خرجت بها جريدة المدى بقيادة الرفيق فخري كريم لموضوعة زواج المتعة هي :
اولا: انه زواج طياري .
ثانيا: اسقاط إنسانية المرأة وامتهانها بشكل رخيص كونه محددا بمدة زمنية، وبعد انتهائها، ستكون تحت وطأة زواج اخر وعلى هذا المنوال ستظل سلعة يتداولها الراغبون بالشراء ناهيك عّما سينجم من علل اجتماعية عديدة !.
ثالثا : فيه تقيم المرأة علاقة شرعية مع رجل يختارها دون غيرها (تدر عليها مالا حلالا)، وللرجل امتاع بثمن اتاه الله وانعم به عليه رزقا حلالا ايضا !.
رابعا : المواطن محمد خالد وان بدى متحمسا لزواج المتعة ولكن ما أن سأله شاكر المياح : لو ان احدا تقدم لاحدى قريباتك طالبا اياها لزواج المتعه فهل سترضى ؟ ابتسم وقال : سؤال محرج حقا لا املك الاجابة عليه لانها مرهونة بلحظتها قلت له : هذه اجابة دبلوماسية والمطلوب ان تكون واقعيا وصادقا، ابتسم مرة اخرى وقال : لا لن اقبل.. !!.
خامسا :المواطن الشاب (علي طالب) راى ان الشعب العراقي من الصعوبة ان يقبل بهكذا زواج وانه ربما كان في زمن البعران مقبول لكن ونحن نشارف الالفية الثالثة فشيئ صعب جدا ، والدولة قادرة على توفير العمل المدر للكسب لتلك الارامل والمطلقات وفاقدات الازواج !.
سادسا : ونّاس باقر : يرى في زواج المتعة زنى مشرعن !!.
سابعا : اما برغش حيدر التميمي فهو يرى حسب مانشرته المدى لفخري كريم ان هذا الزواج بالاضافة الى انه زنى مشرعن هو فاقد للمودة والرحمة التي جعلها الله سبحانه في الزواج الدائم زواج امهاتنا القديم .
ثامنا : المواطن أدهم جابر ذهب ابعد من الكلّ في تقرير جريدة المدى حول الزواج المؤقت ليرى فيه شراء للمرأة من سوق نخاسة متخلف .
ثم يختتم تقرير جريدة المدى بعنوان : أطفال مجهولوا النسب وأيتام فقدوا الطريق الى الحياة وتعدد الزوجات هو الحل .
انتهى
الحقيقة ان زواج المتعة من العلاقات الزوجية التي اشتهر بها الفقه الاسلامي الشيعي القديم والحديث ، وهو فقه تميّز بالقول ان هناك زواج اسلامي محدد الوقت او منقطع الاجل عمل به في زمن الرسول الاعظم محمد ص وبتشريع منه واستمر بلا نسخ لاحكامه حتى هذا اليوم ، حتى اشتهر عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع قوله : لولا تحريم عمر للمتعة لما زنى الا شقي !!.
وهذا طبعا بعكس باقي مدارس المسلمين غير الشيعة الذين اقرّوا بتشريع هذا النوع من الزواج لفترة في زمن الرسول الاعظم محمد ص حتى نسخ كما يعتقدون حكم هذا الزواج لسبب او اخر ونهي عنه في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب !!.
الآن كون ان لدينا حكم فقهي في الاسلام في الشؤون الزوجية او الاقتصادية او الفردية او السياسية ... مختلف عليه هنا وهناك بين المدارس الاسلامية شيئ ، وأن يتناول فخري كريم وجريدته المدى هذا الزواج وتلك الاحكام الفقهية الاسلامية باسلوب النقد والتحقير لكل مايتصل بهذه الاحكام الفقهية الاسلامية الشيعية شيئ اخر ومختلف وفيه الكثير من الاهانة لعدة جهات عراقية واسلامية ومذهبية وغير ذالك !.
فاولا : هو اعتداء من قبل جريدة المدى العلمانية على مقدسات المسلمين الشيعة ومهما كانت مختلفة عن الاخرين او مجتهدة في قبالتهم والتي رأت في فقهها ان هذا الزواج شرع رباني وحكم محمدي وتقنين علوي على جميع الصعد الاسلامية ، أفلا كان ينبغي على فخري كريم وحاشيته في جريدة المدى ان يحترم هذا الحكم للمسلمين الشيعة بغض النظر عن وجهة نظره العلمانية !.
وثانيا : هو تحقير لمعتقدات عراقيين بل غالبية الشعب العراقي واتهامهم بالتخلف والنظر للمراة على اساس انها سلعة ، وانهم مجموعة من الاوباش لايرون في هذا الكائن الا جسدها الجنسي المباع والمشترى في سوق النخاسة !!.
وثالثا : هو تسفيه ونقد لعقول فطاحل ائمة الاجتهاد في الفكر الشيعي الاسلامي ، واستهزاء واضح بكل قدراتهم الفكرية التي تبتغي الحكم الاسلامي واصابته بشكل دقيق حتى توصلوا الى نتيجة ان هذا الزواج المؤقت هو فضلا عن كونه اسلامي شرعي هو زواج حافظٌ للمراة وللرجل وفيه مصلحة لكل الاطراف الاجتماعية وهو صائن لكرامة المرأة قبل صيانته لكرامة الرجل باعتبار ان احكام الاسلام دائما مراعية لكرامة الانسان اي انسان ... ثم يأتي بعد ذالك اليساري المحترم فخري كريم ليرى ان من شرّع واقرّ هذا الزواج ماهو الا معتوه يعيش في قرون الغزو والغارات وسبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة لاغير !.
بعد هذه المقدمة اريد ان اناقش هذه الجرأة لامثال جريدة المدى على معتقدات ومقدسات امة عراقية بكاملها وغيرها على الخوض في مضمار ليس هو اولا من اختصاصها لترشدنا جريدة المدى عن الحلال والحرام في الشرع الاسلامي ، وثانيا لغايات واهداف مثل هذه التقارير الصحفية التي تروج لها المدى وزعيمها فخري كريم بصيغ هي اقرب لتجهيل المجتمع العراقي والاستهزاء بذهنيته وعقليته الذكية جدا والغير قابلة للانسياق خلف هذه الافكار الهدامة لاخلاقيات المجتمع العراقي ووعيه وثقافته في مضمار الحياة الزوجية !.
نعم جريدة المدى والقائمين عليها لها خطٌ فكري معروف بتناشزه وتناقضه الواضح لايمان ودين ومعتقدات الشعب العراقي الاسلامية ، كما ان المدى كجريدة ومدير مجلسها وكوادرها العاملة فيها هم اشخاص اميون تماما في مجال الفكر والفلسفة والاحكام الاسلامية ، بل انهم يعرفون كل شيئ في هذه الحياة الا معرفتهم بدين الشعب العراقي ومقدساته وكل مايحمل من ايمان وتعلق بشعائر ، وعليه من اين جاء هذا الاهتمام لكوادر جريدة المدى بموضوعة اسلامية دقيقة جدا في الفكر الاسلامي الا وهي (( الزواج المؤقت )) لتطرحها هذه الجريدة بتقرير ليس على اهل اختصاص وادراك وعلم !.
بل على مارة في الشارع لتسألهم ارائهم حول موضوعة الزواج المؤقت او زواج المتعة كما تصر على تسميته جريدة المدى العلمانية التوجهات ، ولتصف هذا التشريع الاسلامي المقدس فيما بعد بالتخلف والرجعية والزنى المشرعن .... وغير ذالك من صفات لو كان امام جريدة المدى ورئيس ادارتها شعب حيٌ ويدرك اهمية مقدساته لما جرأت هذه الصحيفة على نعت مقدساتهم الشرعية بالزنى المشرعن ، ولرأى فخري كريم وغيره انه بالحقيقة اتفه من ان يتعرض للاحكام الاسلامية بهذه النعوت والصفات !!.
على اي حال : هل حقا ان الزواج المؤقت هو عودة وارتداد الى عصور النخاسة البشرية كما صورته المدى في تقريرها حول زواج المتعة ؟.
أم انه زواج كباقي الزيجات التي توفي جميع متطلبات المجتمع الروحية والنفسية والمادية والاجتماعية وغير ذالك ؟.
طبعا فخري كريم وغيره الكثير مع الاسف لايرون اي اشكال بأقامة علاقات (( طيارية )) مدنية بين اي رجل وامرأة ، بل ولو سالنا هذا الفخري وامثاله عن تلك العلاقات الجنسية المدنية لكان لسان فخري كريم يصل الى اذنه في محاضرة حرية الانسان الشخصية وضرورة الحفاظ عليها وحمايتها من منطلق الايمان بالليبرالية التي تدعوا لمثل هكذا علاقات يشترط فيها اولا قبول الطرفين بهكذا علاقة ، وثانيا ان لاتقع تحت اكراه طرف على اخر ، ولرأينا ان ليس هناك في اجندة رئيس مجلس ادارة المدى وغيره اي رائحة زنى غير مشرعن بمثل هكذا علاقات جنسية ، وسوف لن يناقش علمانيا اي سلبيات وولادات غير شرعية لهكذا اقترانات ، ولرأيتم صاحب التقرير حول زواج المتعة (( شاكر المياح )) هو اول من ينبري ليؤكد ان هناك اكثر من ايجابية لعدم وجود اي قيود او عقود لمثل هكذا علاقات جنسية مدنية طيارية !!.
اما اذا سألنا المياح ورئيس ادارته في المدى عن زواج المتعة او الزواج المؤقت فسوف يلغى اي شيئ حتى حرية الافراد في مثل هكذا زيجات وسوف تنتقد ويُستهزئ بها باعتبار ان هذه الزيجات تعتبر امتهانا لكرامة المرأة وعودة لعصور الذكورية العربية باسواق نخاستها المغولية ، وكأنما اسواق النخاسة لاتذكر الا عندما يكون الامر متعلقا بالاسلام والمسلمين ومقدساتهم ، أما كون اسواق النخاسة قد استوردت من العالم الديمقراطي اليوناني الغربي لجميع العالم ، فهذا شيئ لاينبغي ذكره لاتصاله بالديمقراطية اليونانية التي هي المرجعية الحقيقية لاسواق النخاسة الاوربية التي باعت واشترت في الانسان الافريقي الاسود وغير الاسود ايضا الى حد الثمالة !!.
نعم لننظر الى هذا الزواج في الشريعة الاسلامية على اساس انه داخل في اطاره الحضاري للانسان الاسلامي ، ولانأخذه على اساس انه مشجب يعلق عليه التافهين والمنحرفين والسفلة وعديمي الضمير جميع اخطائهم وجرائمهم الدونية الاخلاقية ، ولنبدأ من كونيته الفردية لنسأل : هل الزواج في الاسلام وبجميع اشكاله المتعددة سواء كان دائما او مؤقتا او ازليا او منقطعا هو مشروع يقدم عليه الانسان بكامل حريته وارادته ؟.
أم انه مشروع يفرض على الانسان الاسلامي وبالقوة وليهدد فيما بعد اما ان تتزوج او تقدم راسك لسيف الجلاد ؟.
طبعا مشروع الزواج داخل في اطار حرية الانسان الفردية واختياره البشري ، فلو اراد شخص ذكري او انسان انثوي ان تقدم على مشروع وعملية اقتران جنسية من هذا النوع فشرط حرية الاختيار والقبول من الطرفين امر حيوي ، بل انه شرط لايقوم عقد الزواج بدون موافقة وقبول كلا الطرفين الرجل والمرأة بمشروع الزواج هذا ، وعليه الزواج كله مشروع داخل في نطاق حرية الانسان ذكرا كان او انثى ولايجوز ويحرّم فرض عقد زواج على امراة او رجل بالاكراه وبدون توافر حرية الارادة في مثل هذه العقود وهذا اولا !.
ثانيا : مشروع الزواج المنقطع هو كباقي مشاريع الاقتران الزوجية فهو واقع تحت حرية الانسان وكيفية تصرفه الفردية ، فليس هناك مايفرض على المرأة ان تقبل بمثل هكذا مشروع ، كما انه ليس هناك شيئ اخر يفرض على الرجل ذالك الا رغبة كلا الطرفين في اقامة هذه العلاقة الزوجية ولكن بصيغتها المنقطعة وليست الدائمة ؟.
الآن ماهي الصيغة الافضل في عملية ومشروع الزواج ؟.
وهل الزواج المنقطع هو بمثل ايجابيات الزواج الدائم ؟.
وهل هناك سلبيات للزواج المنقطع اكثر منها في الزواج الدائم ؟........الخ .
كل هذه اسألة خارجة عن موضوع قرارات الزواج ومشروعه الانساني الحرّ ، وداخلة في كون ان لكل صورة زواج سلبياتها وايجابياتها المحترمة ، وكما ان للزواج الدائم كوارثه الاجتماعية والاسرية .... وحتى لو شئنا قلنا بصيغة فلسفية عميقة اكثر عمقا مما تتصوره جريدة المدى الرجعية برئيس تحريرها وصحفييها المنغلقين ، لقلنا ان من مشاكل الزواج الدائم في بعض الاحيان انها عبودية لافكاك لرقبة المرأة منها لو قدر لها القدر اختيارها لزوج غير كفوء ومجرم ومنحرف يحوّل حياة هذه المسكينة التي اختارته بالخطأ الى امةٍ للخدمة والعذاب طيلة عمرها مادامت عصمة الطلاق بيد الرجل وهو المقرر لها !.
وهذا بعكس تماما ايجابيات الزواج المؤقت او المنقطع التي تقدم عليه المرأة بكامل حريتها مع رجل تكون هذه الفترة مفتاح حرية للمرأة اذا وقعت بصنف من الرجال عديمي الضمير بحيث تكون الفترة المنقطعة اكبر فرصة للمرأة لتعيد تقييم اختيارها لشريك الحياة وتنفصل عن الاسوأ ميكانيكيا من الرجال لترزق برجل شريف اكثر شرفا منه ربما بعد ذالك يقرر الطرفان ان حياتها يجب ان تستمر الى نهاية العمر للتوافق الذي اكتشفته المرأة والرجل خلال فترة الزواج المنقطع بكلا الشخصيتين !!.
أليس هنا وبهذه الصورة يكون الزواج المؤقت اكثر حضارية وانسانية للرجل والمرأة من الزواج الكاثوليكي الدائم الذي يحكم على الانسانيين وخاصة على المرأة بالعذاب المستديم ؟.
أليس الفترة المنقطعة في الزواج هي بهذه الصورة زواج المستقبل الذي سوف تقدم عليه كل البشرية لايجابياته الواقعية فضلا عن المسلمين الشيعة وايمانهم بفاعلية هكذا زواج وبغض النظر عن ضيق افق جريدة المدى ورئيس ادارتها وادعائه التقدمية في الفكر والرؤية ؟.
أليس العالم الغربي كله اليوم برجاله ونسائه ينظر الى الزواج الازلي او الدائم باعتباره كاثوليكيا وبروتستانتيا ، وحتى اجتماعيا واقتصاديا وهكذا اسلاميا ايضا هو قيد عبودية وخطوة خطرة جدا وقرارا ليس من السهل الاقدام عليه ببساطة لعدم معرفة نتائجه الكارثية ، ولهذا في الغرب يعزف الرجال والنساء عن الزواج الدائم ويكتفون باقامة علاقات محرمة (طيارية ) من كلا الجنسين لتجنب التورط بالزواج الدائم ؟.
فاذا كان الزواج الدائم وحتى اسلاميا يحمل من السلبيات على المرأة قبل الرجل باعتبار ان لاخيار للمرأة في قرار الطلاق ان رأت ذالك كل هذا الكم الهائل من السلبيات ، أليس من المعقول القول ان الزواج المؤقت او المنقطع او مايسمى اسلاميا بالمتعة هو الفرصة الوحيدة وخاصة للمرأة ومن ثم للمسلمين بممارسة الحياة الزوجية بشكل ( تجريبي ) وحسب شروط معينة كأن تكون بلا انجاب اطفال ، لتصل المرأة قبل الرجل الى معرفة هل يستحق هذا الزواج ان يستمر او انه غلطة وسوء اختيار بالامكان تداركه في الوقت المناسب قبل انجاب الاطفال وبناء الاسرة الكاملة ؟.؟؟؟؟.
هل ياترى يفهم هذه الفلسفة الحضارية للعلاقة الزوجية جماعة المدى اليساريين ؟.
أم انهم بالظاهر تقدميون وبالداخل والفكر قبليون جاهليون عشائريون لم يزالوا ينظرون للمرأة كملكية لايجب ان يشترك فيها اكثر من رجل ولهذا تتقزز مشاعرهم من زواج المرأة اكثر من مرة واحدة ؟.
يبدو ان في هذه النقطة يكون الزواج المنقطع كما يؤمن به الشيعة المسلمون هو زواج المستقبل البشري الذي لاغنى عنه للعالم الاسلامي المرتبك بكل علاقاته الاسرية المفروضة على كلا جنسيه الرجالي والنسائي بالخصوص ، وانا من المعتقدين ان رفض بعض الاوساط الاجتماعية الاسلامية او عدم رغبتهم بتنظيم حياتهم الزوجية بشكل وبرؤية مختلفة لهذه العلاقة الانسانية هو الذي يعيق مشروع الزواج المؤقت للخروج للنور وابصار دوره الحضاري في بناء حياتنا الاسرية ، والا لو نظرنا لحياتنا العربية والاسلامية وكيفية قيام علاقاتها الزوجية المدمرة بفعل دخول عوامل القبيلة بهذا الزواج والطبقية والنسب ... وغير ذالك ، وماتسببه هذه العوامل من سلبيات على الاسرة في الاسلام ، لو راينا كل ذالك بعين حضارية لقررنا وعلى الفور انشاء دراسات ورؤى جديدة لاعادة تشكيل او كيفية تشكيل الاسرة الاسلامية في المستقبل على اسس واصول مختلفة مئة بالمئة عن ماهو موجود الان في حياتنا الجاهلية الاسرية وبدءا من تغيير صيغة عقد النكاح من الدائم الى المؤقت او المنقطع !!.
نعم اليوم هناك اساءة للاسلام وفهمه كله من قبل المسلمين اينما كانوا في العراق او في غيره ، ولاريب ان هناك سوء استخدام لحق عقد الزواج المنقطع من قبل اوباش من المسلمين ترى في الزواج متعة جنسية لاغير ، وهؤلاء لم يسيئوا فقط للاسلام في موضوعة الزواج المؤقت بل انهم يسيئون للاسلام حتى بصلاتهم وحتى بنفاقهم وحتى بكل وجودهم الضار على الاسلام واخلاقه ، وكل هذا لايعني ان بعض الاوباش من البشر سيقررون وجه العبادات والاحكام الاسلامية وهل هي صالحة لبناء المجتمع او غير صالحة !!,
صحيح ان هناك من يرى الزواج المنقطع على اساس انه نزوة طيارية كما ذكرته جريدة المدى ، كما ان هناك من لايرى بالزنى بأس ولكنه يرى في الزواج المنقطع الف بأس وبأس على تقاليده وعاداته الاسرية والجماعية ، ولهذا هو يزني بكل بساطه لكنه لايتزوج باصول واخلاقية وعقود ومواثيق ووعي واحترام للمرأة والرجل معا !!.
لكن هناك من يرى ان الزواج المنقطع او المؤقت هو الطريقة الفكرية الوحيدة الذي لو فهمت اجتماعيا بصورة اخلاقية وفكرية جيدة فانها ستغير رؤية المجتمع الاسلامي كله للحياة وللعالم وللمرأة بصورة خاصة !.
اي انه لو كان لدينا مجتمع اخلاقي يحترم الاسلام وسننه وعقوده ومواثيقه ... لأدرك تلقائيا ان الزواج المؤقت مرة يكون اضطرار ضرورة كما هو معروف لدى المسلمين العراقيين وغيرهم اليوم كحكم المسافر او المنقطع عن اهله او غير ذالك وهو احقر الصور للزواج المنقطع ، ومرّة لا انه يرى في مشروع الزواج المنقطع تنظيم لتراتبية اجتماعية تجعل من رباط الزوجية التي يسمونه كاثولوكيا مقدسا ، رباطا انسانيا غير مقدس بل هو رباط او مشروع بناء اسرة ونواة مجتمع مصغرة !.
اي ان الزواج المؤقت من وجهة نظر العارفين ببناء المجتمعات هو ثورة على زيف قداسة الحياة الزوجية من جهة ، وهدم لاسطورة العبودية التي لايمكن استبدال مشروعها بشكل اخر بين الرجل والمرأة لبناء اسرة اسلامية متوافقة من جميع الجهات .
نعم الزواج في الاسلام بناء طبيعي وانساني وليس قداسي كاثوليكي محنط بزيجة واحدة الى اخر الحياة ، بل ان الزواج مشروع توافق في الاسلام بحاجة الى مقومات عديدة بين رجل وامراة اذا توافرت توفّرت فيما بعد الاسرة الصالحة المتوافقة والسعيدة ، وكل هذا لايكون بقرار واحد في هذه الحياة وانما ربما بعدة قرارات للمراة والرجل حتى تستقر الحياة على شكل منسجم مئة بالمئة وهذه هي وجهة نظر الاسلام الحقيقية عن الزواج والمنقطع وليس كونه زواج اضطرار وسفر ونزوة كما يشرحه لنا الاباء اليسوعيين في الاسلام اليوم !.
ان الزواج المنقطع حسب هذه الرؤية او مايسمى شعبيا بزواج المتعة نراه كزواج اصيل ومستقر في حياة الجماعة المدنية التي تريد صناعة مجتمع متطور وخالي من الامراض المزمنة للزواجات الكاثولوكية الاسلامية الدائمة التي هي ايضا زواجات محترمة ومستقرة في حياة الجماعة المدنية الا ان اشكالياتها وسلبياتها الاسرية اكثر عنفا ممالو قررنا ان يكون الزواج الدائم اخر قرار يقبل عليه الانسان في حياته الاسلامية !!!!.
************************

في نهاية بحثنا المختصر هذا احب ان اجيب على بعض الصور الذي طرحتها جريدة المدى للزواج المؤقت والذي ذكرناه في بداية بحثنا هذا ليرى القارئ المحترم كيفية خوض مثل هذه الصحافة الرجعية لافكار اسلامية تقدمية ومستقبلية بالفعل اكبر بكثير من حجم الطاقة الذهنية لمثل هؤلاء المعتدين على افكار واحكام الاسلام الراقية ولابدأ ب :
اولا : حاولت جريدة المدى التاكيد على الجانب الاقتصادي فقط للموضوع ، وإن هذا الزواج كأنما شرّع بسبب حاجة المرأة الاقتصادية لاغير ، وانها تشبه كثيرا من تبيع نفسها جنسيا من اجل المال !!.
وهذه النقطة بالذات هي نفس النقطة الغربية التي تثار ضد (( المهر )) او مايسمى الصداق مقدم ومؤخرالزواج الدائم ، وانه عار واحتقار للمراة في الاسلام ان يسمى لها صداق نقدي بعد طلاقها او في حال قبل زواجها في الاعراف الاسلامية !!.
والحقيقة ان المدى وغيرها من بؤر التخريب الاخلاقية للمسلمين هم يستهدفون المعنى العام للزواج وليس الزواج المؤقت بالتحديد وكيفية ان يكون هذا الزواج اقتصاديا او بعوض نقدي للمراة المتعتع معها !!.
وإلا نفس هذه الحجة في دفع الصدقات في الزواج المؤقت هو موجود ايضا في الزواج الدائم ، ولافرق مطلقا بين الصداقين الا في بعض الفروع الغير جوهرية لهذين الزواجين ، واذن حجة الصدقات والمال خارجة عن موضوعة الزواج وكرامة المرأة كلها وغير داخلة لافي صلب معادلة الزواج الدائم ولافي صلب معادلة الزواج المنقطع !!.
وعلى اي حال ما البأس في ان يكون للمرأة حصانة مالية تدخرها لحياتها الشخصية ، مع وجود رغبتها بالانسان الذي ترغب بمعاشرته جسديا لترتقي العلاقة من كونها جنسية فقط الى كونها جنسية اقتصادية للمرأة ايضا ، فلا اعلم نصا قانونيا يجعل من الرفاهية الاقتصادية للمراة جرما اخلاقيا او قانونيا يجب ان تعاقب المرأة او الرجل او الزواج المؤقت بسببه ؟ !!.
صحيح اذا استغل هذا المال لارغام المرأة المحتاجة اليه على بيع جسدها لمن يشتري وتحت اي اسم من الاسماء فهذه جريمة اخلاقية قبل ان تكون جريمة اسلامية ، لكنّ هذا لايعني خلط الاوراق لتسويق البغاء باسم الزواج ، كما ان هذه الحالة معتمدة على اخلاقيات المجتمع الفردية والاجتماعية وليس لها علاقة بمشروع الزواج في الاسلام من قريب او بعيد ، فمن يقبل على نفسه ان يمارس الجنس بالمال هو هو نفسه من يرتضي لنفسه ان يكفر بالاسلام من اجل المال نفسه ، وعلى هذا لاعلاقة جدلية بين حاجة المرأة للمال واضطرارها لبيع جسدها الا الانحراف الاخلاقي لاغير ، والا بامكان المال ان يكون متوفرا لدى نساء كثيرات لكنهن يدفعن المال للرجال لممارسة الزنا معهن والعياذ بالله سبحانه !!.
ثانيا : هل حقا ان الزواج المؤقت هو اسقاط إنسانية المرأة وامتهانها بشكل رخيص كونه محددا بمدة زمنية، وبعد انتهائها، ستكون (تحت وطأة زواج اخر)وعلى هذا المنوال ستظل سلعة يتداولها الراغبون بالشراء ناهيك عّما سينجم من علل اجتماعية عديدة ؟!.
الحقيقة لاشيئ يمنع المرأة اسلاميا ان كانت بلا زوج ان تكون لاكثر من زوج متوالين في حياتها القصيرة ، كما انه ليس هناك مانع لتكون للرجل اكثر من زوجه في حياته تلك ، ومن يرى ان المرأة ستمتهن كرامتها بسبب تعدد ازواجها هذا انسان يلبس رباط عنق الا ان دماغه لم يزل قبليا تقليديا لاغير يرى من العار على المرأة ان تتزوج في حياتها اكثر من رجل كما هو الحاصل في تقاليد مجتمعنا العراقي بالتمام !!.
نعم في مجتمع قبلي عشائري كالذي هو في العراق من العار على المرأة ان تطلق اكثر من مرة وتتزوج اكثر من مرّة ، لكن هذا لايعني ان هناك محرّم اسلامي في هذه النقطة ، وانما هناك تقاليد عشائرية وقبلية لاغير تمنع ان تكون المرأة وملكيتها لاكثر من رجل !!.
أما في الاحكام الاسلامية فمن حق المرأة ان تتزوج مليون مرة متتالية ان امكنها ذالك بعد ان تتطلق مليون الا مرّة واحدة حسب الاحكام والشروط الاسلامية ، وكل هذا حق من حقوقها الشرعية ان تبحث عن الرجل الذي يتوافق معها كما تتوافق معه بلا حدود فعسى ولعل في الزيجة العاشرة تصادف من هو جدير بعنوانها الانساني ، وتاريخنا الاسلامي ايضا يقول ان معظم زوجات الصحابة كانت متزوجات لاكثر من ثلاث واربع زيجات من قبل !!.
وعلى هذا لاضير على كرامة المرأة وامتهان سمعتها ان تزوجت باكثر من رجل !.
أما ان تبيع نفسها لمن يدفع اكثر فهذا يسمى بغاء في الاسلام وليس زواجا ولاداعي لخلط الامور بهذا الشكل بين الزواج والبغاء في جريدة المدى ؟!!.
ثالثا : هل ان زواج المتعة او المؤقت قائم على البيع والشراء والمال الحلال ؟.
الحقيقة ان الزواج المؤقت ليس هذه حقيقته ، لكنها حقيقة ( حجي جعيور ) صاحب المدى الذي يرى كل الاسلام ماهو الا درهم وجنس ، وماذنب الاسلام واحكامه اذا كان جعيور الله سبحانه رزقه درهم فلا يعرف كيف ينفقه فتزوج بنصفه واشترى بندقية بالنصف الاخر ليقتل به جاره !!.
رابعا : هل لو فرض تقدم اي انسان ليتزوج بنت او اخت حميد الشاكر زواج مؤقت فماذا سوف يكون رده ؟.
الجواب سيكون رده نسأل العروس اولا فان وافقت على زواج مؤقت فمبروك والله يتمم بخير ّ!.
أما اذا استنكفت ان يكون زواجها مؤقتا ورغبت ان يكون زواج ابنة حميد الشاكر دائما فلها الخيار ونرد طالب الزواج باحسن القول وكفى الله المؤمنين شر الخلاف ؟.
الحقيقة انا لااعلم كيف يفكر هؤلاء الناس بشان الزواج في الاسلام ، لكن ما المسه بقوة هو ان هذه البشرية اما انها لاتدرك من الاسلام واحكامه اي شيئ لذالك هي لاتدري ولاتدري انها لاتدري ، واما انها تدرك الاسلام جيدا ولكنها تكره وتود التخلص منه ومن مظاهره لسبب او اخر ، ولذالك هي لاتقبل بكل شيئ ياتي من قبل الاسلام وكفى ، والا سؤال : هل تقبل بزواج ابنتك او اختك زواجا مؤقتا ؟، لااعتقد ان جوابه اسلاميا محرجا بسبب ان الزواج اصلا لابيدي على ابنتي ولا على اختي ، بل هو مشروع يجب ان يدرس وتقرر فيه المرأة نفسها ، فعلامَ نسأل العراقي في الشارع وهو من قبيلة تميم او طي بمواضيع هي من تشريعات الاسلام الذي هو اعدى اعداء اعراف وتقاليد طي وقبائل تميم مثلا ؟.
ألا يدل هذا على ان ساءل السؤال اكثر قبلية حتى ممن يرفض ويقبل في شيئ هو لاولاية له عليه كالزواج ؟.
هذا لندلل فقط ان مثل هذه الاسألة لاتصدر الا من قبل جهة رجعية وقبلية حد النخاع وهذا ماتمارسه المدى مدعية التقدمية وحقوق المرأة والمحافظة عليها !.
خامسا : هل ان الزواج المؤقت او المنقطع من مخلفات حقب البعران والغزو وسوق النخاسة وبيع النساء ؟.
طبعا من وجهة نظرنا الخاصة ان الزواج المؤقت ليس لانه من مخلفات الماضي لايُقبل عليه المجتمع العراقي وتناهضه جريدة المدى وفخري كريم ، ... لا بل بسبب كونه من تطلعات المستقبل الذي لايستطيع مجتمع تقليدي كالشعب العراقي وانسان رجعي كفخري كريم استيعاب مضامينه الفلسفية والفكرية والاجتماعية ومايختزله من ثورة تغييرية في العلاقة الزوجية الصحيحة ، ولهذا السبب المجتمع العراقي لايمكن له قبوله ولا جريدة اليسار المداوية هي قادرة على استيعاب ان يكون الزواج حرية اختيار فعلية للمرأة قبل الرجل واعطاء الانسان اكثر من فرصة لاستقرار حياته الاسرية وليس العكس !!.
سادسا : هل الزواج المنقطع زنى مشرعن ؟.
بل الزنا المشرعن هو زواج دائم يكتشف الشريكين الرجل والمرأة فشله من اول شهر ويستمران بالغش والتدليس في علاقة جنسية كاره لها الطرفان ولاتربطهما سوى مسؤولية الاطفال او تقاليد القبيلة والمجتمع ليس الا ، وليس الزواج المؤقت هو علاقة زنى مشرعن !.
ان من يريد ان يزني ليس بحاجة الى انشاء عقد زواج مؤقت او دائم ، وماعليه الا اختيار اي مكان في اوربا او اسيا ليجد صالات الدعارة ترحب به في اي وقت مع كل لون وجنس من النساء مادام يملك المال نفسه الذي سوف ينفقه على الزواج فلينفقه على الزنا وانتهى الامر الذي فيه تستفتيان !!,
أما من يريد اسلاميا واخلاقيا ان ينشئ زواجا منقطعا فعليه ان يدرك ان الاسلام وصوره واشكاله كلها اخلاقية ومسؤولية لاتقبل اللعب بالاعراض ولا امتهان كرامات الناس او شراء متعة بالامكان شرائها بغير الاسلام واحكامه ، ولابأس وليس من العار ان يشبع الانسان متطلباته الجنسية الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى فيه ، ولكن عليه ان يدرك ان المطالبه ليس من طبيعته الجائعة فحسب بل هناك ايضا لاشباع طبيعة جنسية في المقابل لهذه المرأة التي تبحث عن سد حاجتها الطبيعية كمثله واكثر فليتق الله ربه ويدرك مسؤولياته !.
أخيرا : هل الزواج المنقطع يفتقد لمؤهلات المودة والرحمة ؟.
لا بل ماتمّ تشريع الزواج المؤقت الا بسبب الرحمة بالرجل ومتطلباته والمرأة بنفس هذه المتطلبات ، وكذا المودة او الحب ، فالممارسة الجنسية في الزواج هي ارقى انواع المودة والحب بين الطرفين ، ولايستطيع كائن في الحياة ان يفرض المودة والرحمة على انسان ما بقدر فرض هذه العلاقة الزوجية لها ، فالزواج وممارسة الطبيعة البشرية في داخله هو اقرب نقطة التقاء بين الرجل والمرأة في هذه الحياة !.
هل بعد هذا لم يزل اصحاب جريدة المدى يرون في الزواج المؤقت او الدائم او اي صورة من الزيجات الاسلامية انه امتهان لكرامة المرأة ؟.
أم ان المرأة تهان كرامتها عندما تمنع من ممارسة اثمن شيئ في حياتها الطبيعية والجسدية باسم التقاليد والعيب وعدم رضى القبيلة وفخري كريم اليساري وغيره ؟.
على العالم الجديد ان يدرك ان الجنس خلقة الاهية عظيمة عليها وفي داخلها مدار الاستمرار للنوع البشري على هذه الارض ، وانه كلما كانت الابواب الشرعية والاخلاقية مفتوحة اكثر لممارسة هذه الفطرة والخلقة والطبيعة الانسانية ، كلما اغلقنا ابواب الفساد والانحراف والرذيلة والعلاقات المشبوهة داخل المجتمع ، وفتحناكوّة اعظم الابواب التي فتحها الله سبحانه رحمة بعبيده المسلمين والمؤمنين به ، وهي اعظم حقيقة لتنفيس كل الاحتقان الجنسي المكبوت داخل مجتمعاتنا الرجعية في الفكر والسلوك والنظرة الى المستقبل ومادعوى اغلاق منافذ ومنصات الرحمة الالهية في ابواب الزواج المتعددة وخصوصا منها المؤقتة والمنقطعة واختصارها على نوع كارثي كاثوليكي واحد يسمى بالاسلامية الا احد الطرقات التي فتحت لممارسة الرذيلة تحت جنح الظلام ورغم انف العالمين جميعا !.
نعم جاء الوقت ليدرك المسلمون بصورة عامة والعراقيون بشكل خاص : ان الممارسة الجنسية والطبيعة الانسانية والفطرة والغريزة البشرية ، وحق الانسان الشرعي والاسلامي بان يكون لكل امرأة رجل تختاره ، ولكل رجل امرأة يختارها... ان كل هذه العناويم والمضامين هي من صلب البناء الاسلامي الشريف الذي اراد تفتيت عوامل اي احتقان جنسي مدمر للمجتمع ، ولاينبغي بعد اليوم ان يوضع الانسان المسلم بين خيارين في اعظم ممارسة في حياته الانسانية ، أما الزواج الدائم وان كان فاشلا بكل المقاييس البشرية واللابشرية من جهة ، وأما ممارسة الرذيلة والحرام والزنا في الظلام ومع المومسات وطالبات المال وممتهنات الفاحشة والخطيئة من جانب اخر ، بل هناك اشرف زواج مستقر اجتماعيا وواعد مستقبليا وحضاريا ان راعى فيه المجتمع اصوله واخلاقياته ونظم كل مداخلاته واحترم بنوده ومواثيقه الا وهو الزواج المؤقت الذي لم يشرّع الا للقوم المؤمنين الحضاريين التقدميين الاسلاميين حقا وعلى الحقيقة !!.
__________________________________

alshakerr@yahoo.com