السبت، أكتوبر 24، 2009

(( عمامة الفيلسوف الصدر الاسلامية وربطة عنق اجعيور اليسارية !)) حميد الشاكر


______________________
(( اجعيور لاتعجبه عمامة الصدر الاسلامية !))
***************
من الاشياء المؤسفة في عالمنا المعاصر ظاهرة خلط الاوراق الثقافية على الذهنية الجماهيرية العامة لبناء مواقف سياسية مؤدلجة سلفا لاتخاذ جانب سياسي على جانب آخر ، فمثلا عندما يُراد نشر ثقافة الالحاد والانحلال الخلقية في قلب اي مجتمع ما لاسيما منها المجتمعات الاخلاقية المحافظة كالمجتمعات الاسلامية فعادة مايكون الاسلوب في اشاعة روح الالحاد ضد الاخلاق والتدين منطلقة من زاوية استخدام العلم والتطور والتقدم وباقي المصطلحات العصرية الجميلة ، في قُبالة الدين والتدين والاسلام وظواهره السلوكية والثقافية والادبية .... باعتبار ان هناك نوع من التناقض والضدية بين روح الاخلاق الاسلامية والفكرية من جهة ، وروح العلم والتطور والتقدم من جانب آخر ، لنخرج نحن اخيرا او هكذا يريد اصحاب استخدام تلك الوسائل بين الاخلاق والعلم بمحصلة تصورية وذهنية وثقافية تقول : انه من المستحيل امكانية الجمع بين الاخلاق والعلم او بين العمامة والفن او بين التدين واعمار الحياة وبناء تقدمها وتطورها وقوتها الفعلية !!.
والحقيقة ان مثل هكذا اساليب بدائية ، وإن كانت في يوم من الايام لها سوقها الرائج وبضاعتها المستقطبة لعقل الانسان الساذج في القديم من الزمن ، لكنّ الآن وبعد ان تطورت الحالة الفكرية الانسانية بصورة شاملة واصبح العالم البشري على مستوى من النضوج الثقافي الجيد الذي يسمح له بالتمييز بين دين واخر وبين اليات فكر واخرى وبين نمطيات تفكير واختها وصل هذا العالم الانساني الى قناعة تامة ان لعبة تناقض الاسلام بالخصوص والعلم او العمامة والفن او حتى العبادة والحياة من اللُعب التي بان عوارها ولم تعد تنطلي رموزها وشفرات مداخلاتها على احد من العالمين ، وهذا لالسبب معقد او مفتاح سحري وجد بعد ان كان مفقودا في سالف الازمان بين الاسلام والعلم ، ولكنّ بسبب ان الذهن البشري وصل الى حالة رُشد نسبية تمكنه من قراءة الدين والاسلام والاخلاق بصورة واقعية وغير منحازة سياسيا مما يوفر لهذه البشرية رؤية واقعية لأسلام وجدوا فيه الدعوة الى العلم والترحيب بالتطور والتقدم والحثّ على النهضة والثورة ، واستيعاب الفن والحياة ، مما اجبر دعاة التناقض بين الاسلام والعلم للتنازل مؤخرا عن فكرة الاحتيال على مشاعر الناس وضرورة احترام عقولهم وافكارهم بأن اعلنوا افلاسهم في ادخال عملية الالحاد الثقافية داخل هذه المجتمعات باسم العلم والتي وعت (هذه المجتمعات)الحقيقة السياسية التي تدفع هؤلاء الكوادر الثقافية من البشر للعمل على اشاعة الفاحشة والتنظير والتأسيس لمقولة التضاد بين العلم والدين في المجتمعات الاسلامية من جهة والعلم والتطور وبناء الحياة والفن من جانب اخر !!.
نعم خسر اولئك الداعون لاشاعة روح الالحاد والتمرد على الاخلاق والقانون باسم العلم والتطور والفن ..... جولة في معركة ، الا انهم لم يعلنوا بعد هزيمتهم في الحرب بصورة كلية ، فانتقلوا الى اسلوب ثقافي وفكري اخر في عملية الالتفاف والضحك على الذقون في ادخال مشاريعم الفكرية والثقافية الهدّامة لاسس اي مجتمع بأن غيروا نمطية اللعبة واصول حركتها السياسية من الاعلان الصريح بان هناك تناقض صارخ بين الدين والاسلام من جانب والعلم والتطور والتقدم من جانب اخر ، الى الاعلان هذه المرّة عن الاحترام وتقديم فروض الولاء والطاعة للاسلام والدين كمدرسة مستقلة ، ولكن مع الفصل بين هذا الكيان الاسلامي المستقل كدين ، وبين حملة هذا الدين من دعاة ومفكرين ومثقفين وعلماء ومنتمين او وظيفته بهذه الحياة ، لتنتقل المعركة اليوم الى اطارها الجديد في احترام الاسلام في دائرة تهميشه عن الحياة ، لتكون المعادلة : إن احترام الاسلام والدين ليس في حبه والانتماء والالتزام به في هذه الحياة وتطبيقه !!!!.
بل احترام الاسلام وحسب الطرح الجديد لدعاة الالحاد والتمرد على الاخلاق والقانون هو في عزله عن الانسان وحياته ، ووضعه على الرفّ البشري كأي تحفة تاريخية جميلة لها ثمنها وقيمتها التراثية الرائعة ، ولكن ليس لها وظيفة التحرك في حياة العصر وصياغة حركته وبناء علاقاته الاجتماعية فيما بين الانسان وباقي الاشياء العالمية المحيطة به سياسيا واقتصاديا وثقافيا ....وعالميا كذالك!!.
الواقع ان جولة هذه المعركة الجديدة بين دعاة الالحاد من جهة ودعاة الاسلمة والاخلاق من جانب اخر لاتقل شراسة وخطورة من جولة المعركة الاولى التي كانت تناهض الاديان بصورة عامة والاسلام بصورة خاصة بشكلها العلني ، وهذا من منطلق ان هناك وفي تلك المعركة الاولى استخدم دعاة الالحاد طاقاتهم الفكرية والثقافية الواضحة في ساحة المعركة ، ليكون التنظير الثقافي والفكري علنيا وواضحا ، ولتكون الفلسفة ايضا واضحة في عملية التنظير للالحاد وسلخ المجتمع عن كل ماهو ثابت اخلاقي او قانوني للمجتمعات الاسلامية فكان القول : ان افكار الانسان ومعتقداته وتصوراته ماهي الا انعكاس لواقعه الاقتصادي المتغير والمتطور والمتقدم ....الخ في كافة المدارس الشيوعية واليسارية او القومية الاشتراكية ايضا ،كافية لتأسيس افكار النفي والاثبات لثقافة اي مجتمع بشري ، أعني نفي ان يكون هناك اي واقعية لفكرة غيب او الاه يوحي افكار وتصورات من خارج الطبيعة والمجتمع تسمى اديان وقوانين ، وأثبات ان هناك شيئ واحد في هذا العالم هو الحقيقة وهو :ان لاشيئ ثابت فكريا واخلاقيا وقانونيا في حياة هذا الانسان باعتبار تطور واقعه الاجتماعي الذي هو انعكاس لتطور وتغير وتقلب افكاره واخلاقه وثقافاته وتصوراته في هذا العالم !!.
كان هذا هو الاسلوب الذي يُسمى علميا في اجندات دعاة الالحاد فيما سبق من زمان ، وهو على علاتّه وخداعه واستخدامه لشعارات العلم والتطور والتقدم والتناقض او الديالكتيك ... رغم هذا كله كانت فيه شبهة رائحة علم او تفكير او تأمل !!.
أمّا في المعركة الجديدة ، وبعد ان افلس دعاة الالحاد بالعلم عن الوصول الى غاياتهم السياسية الخطيرة ، او وصلوا الى غاياتهم الا ان العالم البشري سرعان ماكشف اللعبة واطاح بالمشروع كله ، بعد الوصول الى هذه العقدة تحوّلت هذه الكوادر الالحادية الى اساليب لاهي علمية ولاتطورية ولانقدية ولاحتى تقدمية ، لتنتهج اسلوب المكر والخديعة والاعتماد على غيبوبة المجتمع وتوقد فكرته الصاحية قُبالة اسلامه ودينه وثوابته الاخلاقية ، ليكون الطرح بصيغة المخادعة الكبرى حول : ماهو الاسلام ؟.
وماهي وظيفته ؟.
وهل هو صالح لان يكون اجتماعيا ام انه فرديا وروحيا لاغير ( بروتستانتيا بلغة اخرى ) ؟.
ولماذا لاننزهه عن اوساخ الاعيب السياسية الحديثة ولنبعده عن ساحتها الموبوءة سياسيا ؟.
وهل هناك في هذا الاسلام من هو مؤهل ليكون بمستوى طهارة الاسلام ونظافة من رجال دين ومعممين ومفكرين ومثقفين ؟.
وكيف نرى علماء هذا الاسلام بعمائمهم وحياتهم التي تنتمي للقرون ماقبل الحضارية لتكون هي هي صالحة لحياة وقرون عصر الفيزياء الذريّة وعقد الاقتصاد وبناء حضارة المستقبل ؟.
.....الخ وغير ذالك كثير !!!.
نعم هناك من يرى في عمامة الفيلسوف محمد باقر الصدر او عمامة الفارابي او ابن سينا ... او حتى عمامة رسول الله محمد ص مُغير حركة العالم البشري برمتها من تيار الى اخر انها اقل منزلة من رباط عنق جعيور اليساري الذي لايدرك من اليسارية الا انها كيفية ان يرمي دشداشته الريفية ليلبس رباط عنق الافرنج وماركس ولينين مع بقاء ذهنيته بنفس الذهنية ونفس الاخلاقية وبنفس النظرات ؟.
أليست هي كارثة فعلية ان هناك من يريد ان يحاكم حتى المظاهر الاسلامية في الملبس وفي الحياة وفي السلوك والاخلاق وبعيدا عن الثقافة وعن العمق وعن الجوهر وعن التحضر ....، ليكون الاسلام والدين مقززا لابسبب عمقه الفلسفي الحضاري الذي يطرحه الصدر وغيره !!!.
بل بسبب ان جعيور ابو الرائحة النتنة والدماغ الفارغ والاخلاق الريفية البدائية البسيطة لايعجبه الاسلام غير المنتمي لحضارة ربطة العنق والعيون الزرقاء واللحم الابيض المتوسط ومكياج فنانات هوليود الغامق جدا لاغير !!.
ان هذه الظاهرة ان دلت على شيئ فانما تدل على ان اعداء الاسلام والثوابت الاخلاقية والدين اليوم ودعاة الانسلاخ والالحاد واللااخلاقية لايملكون في حقيقتهم الا القشرية التي لاترى ماتحت العمامة من جوهر وفكر ، ولا ماخلف سبحة المتصوف من حب للبشرية وتأمل في الكون وفن في الرؤية ، وانما ترى فقط ظاهر الاشياء وتزويق لمعتها الخارجية وبعيدا عن كون هذا اللامع هل هو الذهب الحقيقي ام انها قشرة للغش واستدراج البسطاء للضحك على ذقونهم ومن ثم الاستهزاء بعدم خبرتهم ومايحملون من عمق وادراك لجواهر الاشياء وليس لظاهرها فحسب !!.
أنا ادرك ان اجعيور اليساري لايعدو عندما يستهزء بعمامة الاسلام إلاّ ان يكون ببغاء سجينة في قفص لاتملك من امرها اي شيئ غير الترديد للمفردات للحصول على قطعة من البسكويت من المارة او المشاهدين لاغير ولكن على جعيور وباقي منظري الالحاد والتمرد على الاخلاق والقانون والمجتمع ان يفهموا ان عمامة الاسلام وكما هزمت فلسفتهم في السابق قادرة على هزيمة حيلهم السياسي في الحاضر والمستقبل ايضا !!.
___________________________
alshakerr@yahoo.com

(( صناعة الوثنية الصنمية وعبادتها عند العرب .... صدام حسين نموذجا ؟.)) حميد الشاكر


___________________________
ومايؤمن اكثرهم بالله إلاّ وهم مشركون
صدق الله العظيم
******
لتاريخ الوثنية عند العرب قصة طويلة جدا يصعب سردها في مثل هذه العروض المختصرة من الكتابات ، ولكن يكفي ان ندرك ان العرب قبل الاسلام كانوا أمة وثنية طوال تاريخهم البشري ، يصنعون الاصنام التي هي عبارة عن حجارة تنحت لشخص قبلي او طاغوتي او فرعوني ( انظر بحثنا :نشأة الوثنية في الفكر الوهابي بين شبهة الصالحين وموالاة الطغاة والمتفرعنين ) لاستذكاره واستذكار امجاده او لحفظ انساب العرب بحفظ تاريخ جدّهم الاعلى ، ثم بعد ذالك تصنع لهذا الوثن او الصنم على عادة العرب في المديح او الهجاء في الشعر العربي هالة من التضخيم والتقديس لكينونته التاريخية وما تلبث هذه الهالة التقديسية من ان تتحول الى اسطورية وبعد ذالك يشعر العربي الوثني ان الصنم الذي صنعه بيديه لايمكن الاستغناء عنه وعن وجوده ورمزيته في حياته الاجتماعية ، لينتقل بعد ذالك لعبادة هذه الصنمية التي ركبت حياة ووحدة وقوّة وشوكة ....... الانسان العربي عليها وبكافة نواحي حياتها الاقتصادية والاجتماعية والعقدية ، وحتى القبلية العربية كانت قبل الاسلام وبعده تعتمد بشكل مباشر بوجودها على وجود الهتها الصنمية التي ترفع من ذكر القبيلة واسمها وتواجدها بين العربان ولهذا كان لكل قبيلة من قبائل العرب صنمها المعبود في قُبالة اصنام القبائل الاخرة المنصوبة في مكة قبل الاسلام واذا صادف ان القبيلة ليس لها وثن يعبد او صنمٌ ينحت ( شجاع يهاب عنترة او شاعر يدافع كجرير ) ويوضع في ركن من اركان مكة تصبح هذه القبيلة وهي تشعر بالنقص امام القبائل الاخرى التي تتمتع بوجود وثن لها يعبد في مكة ليحافظ على اسمها ويكون معلما لهويتها وشعارا لوجودها بين القبائل والعرب وحتى عندما جاء الاسلام بدين التوحيد وقف العرب جميعا دفاعا عن الهتهم العديدة التي هي تمثّل قبائلهم واجدادهم وانسابهم التليدة ،ليناضلوا الاسلام وتوحيده ويروه شيئا عجبا يريد ان يصهر كل الهة العرب ( ثلاثمائة وخمسين وثنا على عدد قبائل العرب تقريبا ) وصنميتهم ووثنيتهم باله واحد اسمه الله سبحانه وتعالى يكون للناس جميعا !!.
وعلى هذا الاساس كانت ولم تزل الروح العربية متطلعة فطريا بين الحين والاخر الى صناعة الصنمية الوثنية في حياتها الاجتماعية ، وحتى بعد ان جاء الاسلام بتوحيده ليلغي ظاهريا العبادة الوثنية من الحياة العربية ، تحولت هذه الحياة الى صناعة وثنية اخرى من داخل الاسلام نفسه لعبادتها من جديد ولكن بمسميات جديدة فاخترعت نمطية عبادة الشخصية الانسانية وتقديسها لتحلّ محل نمطية العبادة الوثنية الصنمية الحجرية والتي هي بالاساس مرتدة بجذورها الاصلية لعبادة الشخصية الانسانية الفرعونية والطاغوتية او القبلية والاسطورية وغير ذالك في التاريخ العربي وغير العربي ، لتصبح عبادة الشخصية الفرعونية وبصنميتها المتحركة بديلا طبيعيا في الثقافة العربية الاسلامية الجديدة من عبادة الصنمية الحجرية الجاهلية ولتكون طاعة الفرعون ( وليّ الامر الظالم في المصطلحات الاسلامية )ووجوب الخضوع لسلطانه وكذا حرمة الخروج على طغيانه وهيلمانه وعدم السماح مطلقا بنقده او الانتقاص من وجوده .... كل هذه مفردات اسلامية مستخدمة بالامس واليوم بغطاء اسلامي لتراث يرتدّ بجذوره الثقافية الى عبادة الصنمية والوثنية في الجاهلية العربية انذاك والتي كانت ايضا لاتسمح مطلقا بالتعرض لاصنامها واوثانها ولاحتى بالاشارة الى حجريتها الجامدة او السؤال عن كيفية عبادة حجر صنعه الانسان بيديه واكله عندما جاع في ليلة من الليالي وهو يصنع الههُ من تمره بيديه !!.
نعم بالامكان القول على هذا الاساس : إن الانسان العربي بامكانه ان يستغني عن كل شيئ في حياته ، وحتى بامكانه الاستغناء عن اسلامه ودينه وما استجدّ عليه بعد مجيئ الاسلام لجزيرة العرب ، لكنّه لايستطيع الاستغناء عن فكرة الصنم والوثنية التي يرى فيها انها وجوده الحقيقي الذي رُكبت عليها حياته وقام عليها نظامه الاجتماعي منذ الازل الى حين يوم الناس هذا !!.
صدام حسين وكنموذج بالامكان من خلاله قياس الماضي بالحاضر كما يقول ابن خلدون في مقدمته يصلح لان يكون مثالا لكيفية صناعة الانسان العربي في العصر الحديث لصنميته ووثنيته العصرية الجديدة ، وربما ما يطرح اليوم حول صدام حسين وكيفية صناعة الانسان العربي التائه دوما لصنميتة الاسطورية وعبادة وثنيته الكارزمية يدلل بما لايقبل الشك ان الجذور الوثنية والصنمية داخل الانسان العربي لم تزل متوقدة ومتحفزة مع كل ماقدمته البشرية من تقدم وثقافة وتحضّر وعلوم لانسان القرن الواحد والعشرين الحديث ، ولكن وبما ان الصنمية داخل الانسان العربي ترتقي الى مستوى التجّذر وربما الى الفطرية والطبيعية ، فهي تعبر عن ذاتها ومهما تغيرت وتطورت الظروف البشرية وعن نفسها البدائية وثقافتها الجاهلية بقوة في قُبالة هذا العصر العلمي الحديث ، ومن ثم لتصنع لها وثنا وصنمية تعبد من جديد من دون الله سبحانه الواحد الاحد في العصر الحديث !!.
صدام حسين هذا الطاغية المتمرد الذي بدأ حياته كافرا بكل شيئ الا بالقوّة والقدرة والسلطة ادرك ومنذ نعومة اظفاره الى سرّ الطبيعة العربية الكامنة في داخل كل انسان من قبيلة العرب ، ذالك السرّ الذي يبحث عن طاغية او وثن لعبادته وتقديسه وتجاوز كل شيئ فيما بعد لتثبيت الوهيته قي داخل الانسان العربي ، رفع شعارات القدرة والقوّة ( صدام حسين ) حرّك لدى الانسان العربي اوهام استعمار العالم كله ومدّ نفوذ سلطان العرب وغزوهم لبنات الغرب الشقراوات واخذهن سبايا للمتعه ، ثم بعد ذالك طرح نفسه كمجمع لقبائل العرب او (قصي الثاني ) الاب الاساس لقبيلة قريش العربية !!.
في اليمن صوّر صدام حسين بانه حامي وفتى العرب الاول والاخير ، وفي مصر وبغضا لابي تراب الايراني وبدعم اميركي قُدم صدام حسين كجمال عبد الناصر جديد ، وفي تونس والمغرب والخليج والاردن وفلسطين ..... صلاح دين تكريتي آخر ، الى ان وصل الى مرحلة الصنمية الوثنية داخل الانسان العربي ، عندها رأى صدام حسين ان اي شيئ يقوم به هبل العرب الجديد سوف لن يؤثر على سلطان قداسته الصنمية الاسطورية بعد ذالك ، ضرب الكويت شق صفوف العرب هيئ الارض لتدخل جيوش العالم الاستعماري كله لبلاد العرب والمسلمين دمرّ العراق حاصره ، كان السبب في غزوه ، اُلقي القبض عليه في حفرة مجاري صرف صحي ، حوكم من قبل ابناء الشعب العراقي شُنق ودُفن وانتهى الامر وسقطت اصنام مكة من جديد !!.
لكن هل بالفعل بالامكان اسقاط الصنم من داخل نفس الانسان العربي حتى وان اُسقط هبل من على ظهر مكة ؟.
بالطبع سوف يكون الجواب لا !!.
العرب بعد كل ماقام به صدام مجبرون على تقديس اصنامهم الوثنية التي ان ذهبت ذهب معها الوجود العربي الثقافي التليد !!.
صنمية صدام حسين بالنسبة للثقافة العربية ليست هي مجرد حاضر زمني قصير فقط ليكون هناك كفرا بها بعد اسقاطها والتخلص منها بشكل وآخر ، وانما هي صنمية ووثنية تمتد تاريخيا الى ماقبل الاسلام نفسه ، بل وانها ترتبط بوجود العرب التاريخي وتقديسهم الثقافي الموروث في داخل كل انسان منهم الى جذور الجذور من هذا التاريخ الجاهلي البعيد جدا ، وحتى بعد الاسلام لم يكن لهذه الثقافة اي قطع تاريخي يعيق التسلسل الزمني لثقافة العبادة الصنمية الوثنية داخل الانسان العربي ، بل كل مافي الامر والذي جلبه الاسلام وادخله على ثقافة الانسان العربي هو تحويل العبادة من الحجر الى الشخصية والبشر ، وبدلا من عبادة صنم او وثن لاينطق ولايتحرك اصبح لعبادة الانسان العربي معنى على الاقل عندما عبد صناعة يديه من الطغاة وولاة الامر والحكام والامراء الذي صنعهم كصناعته للوثن وعكف على طاعتهم وعبادتهم وتقديسهم والدفاع عنهم ليصبحوا مشرّعن وحاكمين وامرين ومطاعي النوايا وطاعتهم مقدمة على طاعة الله ورسوله في الاسلام نفسه ليكون الشعار الجاهلي العربي الجديد (( لاطاعة لله ورسوله في معصية اولي الامر من طغاة العصر وحكامه وامرائه والمنتفعين منهم )) بدلا من شعار أُعلو هبل القديم !!.
وعلى هذا اصبح اليوم الانسان العربي مجبرا على عدم التنازل عن عبادة الرمزية الصنمية التي يمثلها صدام حسين في هذا العصر الجديد ،بل وهو مجبر على اظهاره من اتقى الناس واطهرهم ، وانه كان ولم يزل راعي الامة وحامي وجودها ، بل وهو من كان ينزل المطر ويجلب النصر لهذه القبائل العربية ، وهو من زار الناس جميعا في احلامهم ليبشرهم بالجنة ، وهو الزلفى الى الله سبحانه وتعالى وهو شفيع العرب عند الههم الكبير ، وهو الذي مَن يقول انه مات يجب قتله ، وانه ذهب الى ربه وسوف يعود للعراقيين ليصلب من قال ان صدام قد شنق ودفن ،وهو بحاجة الى فضائية تديم ذكر وجوده ، وهو الذي اصبح رمزا لكرامة العرب ومن يتعرض له بسوء فكأنما اعتدى على العرب قاطبة .......الخ ، وما ظاهرة الغضب العارمة التي تجتاح العالم العربي بفقد وثنها العزيز صدام حسين الا دليلا اخرا على ان الغضب سوف لن يهدأ ابدا على الذين اسقطوا هبل العرب الا بعد قتل القرن من ساداتهم فيعدلوه بصدام حسين كي يعتدل ، والا بعد صناعة صنم اخر ووثن جديد يحل محل الصنم الاكبر الذي سقط بشكل مذلّ ومهين لكل الثقافة العربية وفي يوم انسجم في تاريخه مع سقوط شيخ الاوثان العربي ((هبل )) العرب الصخري القديم في مكة عام الفتح المبين في عيد الاضحى المبارك من سنة ثمانية للهجرة !.
_______________________________________
alshakerr@yahoo.com