السبت، فبراير 22، 2014

في نشأة علم الاجتماع الاوربي

كيف نشأ وتأسس تاريخيا علما سُمي فيما بعد بعلم الاجتماع ( سيسولوجي ) ؟؟
وكيف تطور هذا العلم الاجتماعي من نظريات وتأملات وافكار وتصورات .... مبعثرة بين العلوم والمدارس الفكرية والفلسفية والدينية ليتحول الى علم مستقل بذاته وممنهج بمواضيعه ومتخصص في مجالاته وادواته ؟.
ثم من أولئك الرواد الحقيقيون اللذين ساهموا بجد وفعلية في تأسيس وبناء واشادة هذا العلم وتثبيت قواعده والياته واخراجه الى عالم الفكرالانساني بثوب ((علم جديد)) له ما لباقي العلوم حتى التجريبية منها من مواصفات وتعاريف ومواضيع محددة ومناهج مبينة ومميزات بحثية ومعرفية اكاديمية واضحة ؟.
لابد هنا قبل الاجابة على هذه الاسئلة وحوار مضامينها التاريخية والفكرية والعلمية من التنبيه الى عدة أمور مهمة وحيوية كمقدمات ضرورية لفهم غايات واهداف ومحاور مثل هذه الاسئلة وهي :
اولا : هو ان العلوم وصناعتها ونشأتها... ، وولادتها كذالك لم تكن في يوم من الايام ظواهر اجتماعية اعتباطية تولد بمحظ المصادفات الاجتماعية او التاريخية لتتحرك هنا وهناك على الصُعد الانسانية الاجتماعية بل ان ولادة العلوم ونشأتها ونموها وكذا تطورها واستمرارها وحتى موتها ان حدث ذالك فعلا كان ولم يزل وليد متطلبات انسانية واجتماعية وتطورات اقتصادية وفكرية وسياسية تفرض من هنا وهناك قيام اوالتفكيرالانساني بقيام وانشاء مثل هذه العلوم التي تنحو نحو الاستقلال والنمو والتكامل فيما بعد لتصبح احد اركان ومقومات تركيبة الاجتماع الانسانية !!.
ولعل علما كعلم الاجتماع هواحد مصاديق ودلالات هذه الظواهر الاجتماعية العلمية القريبة زمنيا وتاريخيا مما نعيشه وندركه اليوم من هذه الوقائع العلمية التي ما ان اطلّ العصر الفلسفي والصناعي والعقلي الاوربي الحديث وبكل معطياته وارهاصاته المادية الصناعية ، والفكرية النفسية حتى وجد علماء ومفكرون ، وفلاسفة اوربيون انفسهم مدفوعون دفعا للبحث عن انشاء علما جديدا كمتطلب ضروري اجتماعي انساني أسموه فيما بعد ب( علم الاجتماع ) ليكون هو انعكاس لمتطلبات عالم انساني جديد بكل ملامح وقسمات وسمات عصره الصناعي الاوربي الحديث !!.
والحق يمكننا هنا اعتبار ان (علم الاجتماع) هو احد انعكاسات العالم الاوربي الجديد انذاك الذي تميز بالقرون الاخيرة الاربعة بالفلسفة العقلية والصناعة والتطور والنهضة العلمية التي ولدت في اوربا في بدايات القرن السابع عشر فما بعده حتى اليوم او يمكننا القول من جانب اخر ان (( علم الاجتماع )) كان هو متطلب ضروري فرض نفسه على العالم الاوربي بعد دخول هذا العالم وانتقاله من عالم الزراعة الى عالم الصناعة والتطوربحيث برزت هناك ظاهرة اعادة تركيب للمجتمع الاوربي قد رافقت هذه التحولات الانسانية الكبيرة ، فرضت بدورها هذه التحولات المجتمعية
الفكرية ، والروحية والاقتصادية والتربوية الاسرية والفردية ... على مفكرين وعلماء وفلاسفة ومبدعين رصد هذه التحولات وتلمس انعكاساتها الاجتماعية الكبيرة مما فتح لهم افاق تفكير جديدة وهيئهم لابداع علم يختص بدراسة هذه التحولات الاجتماعية اسموا كل تشكله ومواضيعه واهدافه وغاياته باسم ((الفيزيقا الاجتماعية )) او (( الطبيعة الاجتماعية )) او الفيزياء الاجتماعية في بادئ الامر للتدليل والتاكيد على ان هذا العلم قائم على قوانين تحكم عمله ورؤيته وتصوراته ومسارات بحثه العلمية وهو لايفرق عن باقي علوم الفيزياء او الهندسة والرياضيات او
الميكانيك ..... التي تعتمد في عملها على قوانين تحكم بدورها من حركة ومسارات العالم والطبيعة والانسان قبل ان يستقرّ العلم على مسمى ((علم الاجتماع)) فيما بعد !!.
اي وبمعنى اخر : حاول صنّاع ومبتكري ومنشئي هذا العلم ان يرسلوا رسالة واضحة الى كل من يريد التعرف على هذا العلم الجديد بانه علم بعيد عن التصورات الميتافيزيقية ، او السفسطائيات الفلسفية او اللاهوتية الكهنوتية او الايدلوجية السياسية وانما هو علم خاضع لقوانين تحكم بنية المجتمع من الداخل وتحرك ظواهره وتعمل فيه من الخارج في ثوابته ومتغيراته واي محاولة لاخضاع هذا العلم للايدلوجي او السياسي او الكهنوتي الفلسفي.. فانها ستخرج هذا العلم من مساره العلمي وترتد به الى ماقبل تشكله في فوضوية الافكار !!.
ثانيا : اننا بمجرد ادراكنا لتاريخية ، وتطور هذا العلم الاجتماعي ، ومعرفتنا بهويته وماهية مواضيعه الفنية والعلمية سنكون قد حصلنا على قواعد وتصورات علمية ، ومهنية لهذا العلم الاجتماعي مما يؤهل كل باحث فيما بعد ليجعل من هذه المقدمات قواعد فكرية رئيسية وقوانين علمية على اساسها يتمكن من فهم ومقارنة اي مدعيات او بحوث او تأملات وتصورات ثقافية تتحدث باسم العلم الاجتماعي وتعلن الانتماء اليه ولمقرراته العلمية وهل هي بالفعل تنتمي للعلم الاجتماعي ؟، أم انها تدعي الانتماء له زورا وكذبا وبهتانا بدون ان يكون لها صلة بواقع علم الاجتماع ،
واصول مناهجه البحثية ؟!!.
اي وبمعنى آخر : اننا عندما نقف على تاريخية ، وماهية ومواضيع ومناهج ... هذا العلم الاجتماعي فسوف يكون من السهل على اي باحث ومختصّ ومهتمّ بالشأن الاجتماعي وعيّ ماهية هذا العلم الاجتماعي واصوله وقواعده العلمية وعلى اي اساس تبنى البحوث والافكار والتصورات المنتمية للعلم الاجتماعي ومقارنتها مع اي منتج فكري آخر يتحدث او يحاول التحدث باسم العلم الاجتماعي !!.
ثالثا : اما الامر الثالث فهو ان علم الاجتماع علمٌ بالنسبة لباقي العلوم الانسانية وزمنية تشكلها التاريخية كالفلسفة والتاريخ والطب والعقائد الكلامية والفلك والهندسة والكيمياء ..... الخ ، هو علم حديث النشأة نسبيا في العالم الانساني بصورة عامة والعالم الاوربي الغربي بصورة خاصة وهذا لايعني من جانب آخر أنه لم يكن هناك بحوث وفصول عقدت في باقي المدارس الفكرية والتاريخية والفلسفية والدينية ... لتناول الشأن الاجتماعي بصورة تأملية لتكون (الظواهر الاجتماعية) ادوات بحثها الفكرية وتكون ايضا تراكيب المجتمع وتنوعاتها ، وتقاليد واخلاق هذا
المجتمع والثابت والمتغير منها ... مدار تأمل وتفكير وتصورات ونقد وتحليل هذه المدارس والعلوم الانسانية ولكنّ كل تلك البحوث والدراسات الاجتماعية كانت مندرجة تحت تلك العلوم الانسانية (( الفلسفية او الشخصية )) ولم تكن تحمل ميزة ومميزوسمة العلم الاجتماعي المستقل الذي ينتهج مناهجه الخاصة به والمنتمية لاهدافه وغاياته وتعاريفه بالخصوص !.
ففلاسفة اليونان (سقراط وافلاطون وارسطوا مثلا) قد تناولوامن خلال المدرسة الفلسفية الهيئة الاجتماعية بالدراسة والتحليل والتأمل والنقد والتفكيك .. الخ وكذا في الحضارة الاسلامية ، وما تناوله علماء الاسلام وفلاسفته ومفكروه من تراكيب الهيئة الاجتماعية وبكافة توجهاتها وتراكيبها الفردية النفسية ، والاسرية المادية ، والمعنوية الروحية منها وملاحقة ظواهرالمجتمع والبحث عن عللها الاقتصادية والسياسية والتربوية والنفسية وغير ذالك وقد عُرف في هذا المجال الاجتماعي علميا وفكريا وعلى مستوى الحضارة الاسلامية عالم العمران (الحضارة
والمجتمع والتاريخ) المشهور عبد الرحمن ابن خلدون صاحب المقدمة حيث لمّح وذكر في مقدمته الكثير من البحوث الاجتماعية القيمة والعميقة في تحليل ، وتفكيك وملاحقة علل ظواهرالمجتمع العربي بالخصوص (( سنتناول في نشأة علم الاجتماع العربي رؤية ابن خلدون الاجتماعية )) .
وعلى هذا الاساس بقي المجتمع بلا علم متخصص به يتناول من هيئته وتراكيبه ومتغيراته وثوابته وظواهره... حتى انفلاق نواة الثورة الاوربية الحديثة على يدفلاسفة وعلماء ومفكري النهضة العلمية والعقلية والصناعية المعاصرة اللذين هيئوا لهذا العالم البشري بدمائهم وعرقهم وفكرهم وجسيم تضحياتهم ان ينتقل من عالم الزراعة والرعي الى عالم الصناعة والتخصص والعلم والتطور والنهضة !.
والحقيقة انه من المعروف علميا والمشهور تاريخيا بهذا الصدد ان من جعل لنظريات الاجتماع ( علما ) واخرجها من ابواب العلوم والاتجاهات المتفرقة ليصهرها في قالب علمي منظم ، هو الفيلسوف الفرنسي المادي (( أوجست كونت )) المولود في 1798م / والمتوفى في 1857م / !.
فكونت هو في الواقع اول فيلسوف اوربي تنبه بعمق ، ودعى بجد لضرورة انشاء علم قائم بذاته ومستقل بادواته يختص بكل وجوده وتعاريفه وغاياته واهدافه بالهيئة الاجتماعية فحسب وليخضع ظواهرها (( الثابت والمتغير )) منها بالكامل للدراسة والتأمل من جهة والبحث عن قوانين حركة هذا المجتمع وعللها الوضعية من جانب آخر !.
ان اوجست كونت باعتباره عاش في زمن التحولات الغربية الصناعية والعلمية الكبرى ، وباعتبار انه فيلسوف ومفكر حقيقي استطاع ومن خلال رؤيته الثاقبة لكمية التحولات الانسانية الغربية انذاك لاسيما بعد دخول الالة الصناعية على حياة الانسان الاوربي ، واحداثها لفراغات وهزة بنيوية عنيفة خلخلت من تركيبة المجتمع الاوربي بالكامل ، ان يدرك ابعاد وانعكاسات هذا التطور العلمي الصناعي على المجتمعية الانسانية بصورة عامة ، والمجتمعية التي كان يعيش كونت بداخلها بصورة خاصة ومن هنا كان كتابه الاول ((خطة للمؤلفات العلمية اللازمة لاعادة تنظيم المجتمع))
تعبيرا دقيقا عن ما كان يشعر به (كونت ) او يستشعره من ضرورة اعادة تنظيم المجتمع الاوربي لينسجم ويواكب ويتطور ويتكامل .. مع المعطيات العلمية والصناعية والسياسية والفكرية الجديدة او التي استجدت على المجتمعات الاوربية انذاك والتي لايمكن اغفال تاثيرها على صناعة مجتمع جديد بكل تفاصيله ووجوده يواكب مرحلتها الصناعية الحديثة !!.
كان (كونت) فيلسوفا وضعيا لايؤمن الا بما ينتجه العلم من فكر وتحليلات وكان لمحاضراته التي نشرت عام ( 1842م) في ستة اجزاء تحت عنوان (محاضرات في الفلسفة الوضعية) الفضل الاعمق لولادة فتح علمي جديد اسمه (علم الاجتماع) حيث اسس كونت لرؤية علمية في هذه المحاضرات دعا من خلالها لانشاء ، وتأسيس علم يختص بدراسة الهيئة الاجتماعية على قواعد واصول علمية وضعية ومنهجية لاغير !!.
بدأ ( كونت ) بتسمية علمه الجديد باسم ((الفيزيقا الاجتماعية)) وهذا قبل ان يسمي اوجست كونت العلم باسم (علم الاجتماع ) ويبدو ان كونت كان قاصدا لتسمية علمه الجديد بالفيزيقا الاجتماعية ، ليؤكد لجميع قراءه وتلامذته والى من يريد ان يدرك ماهية وهوية هذا العلم الجديد بانه علم قائم على ((قوانين )) الا انها قوانين اجتماعية يحاول كونت كشفها وملاحقة طبائعها داخل بنية الاجتماع الانساني ، وان حال هذا العلم وقوانينه في ذالك حال اي علم اخر يقوم على قوانين فيزيائية او طبيعية او فسلجية او كيميائية او كونية .... بالامكان اكتشافها مخبريا وادراك ومعرفة
سيرها تحليليا داخل نظمها القانونية !!.
وبهذا الفهم وضع كونت قواعد هذا العلم الجديد ودعا لاكتشاف قوانين هذا العلم من خلال ملاحقة ورصد الظواهر الاجتماعية وادراك ماهياتها ، منبها بنفس الوقت الى :(( ان لعلم الاجتماع قوانينه الخاصة به واي اخضاع لهذا العلم لباقي التصورات والنظريات الاخرى الدينية او الميتافيزيقية او السياسية يرتد بهذا العلم الى اللاعلمية ويطيح بكل مسماه العلمي على الحقيقة !!.
لكنّ وبما ان ( كونت) فيلسوفا قبل ان يكون عالما للاجتماع في الاساس وبما ان الفلاسفة وحدهم هم من يدرك بفعل الفلسفة كيفية (صناعة العلوم) وانشائها وتقعيد اسسها وقواعدها وبما ان (كونت) نفسه مع انه كان وضعيا ونقد الفلسفة الكلاسيكية الارسطية الميتافيزيكية خاصة ، الا انه رجل علم وفكر ويحترم كل ما من شأنه خدمة العلم والوصول به الى ارقى المستويات فقد احترم (كونت) المنطق الارسطي داخل الفلسفة بشكل ملفت للنظر بل وجعل من هذا المنطق العقلي الهادي له ولغيره من فلاسفة اوربا في كيفية الوصول الى التفكيرالسليم في صناعة العلوم والاهتداء لكيفية
انشائها من اللاوجود الى الوجود !!.
وبهذا بدأ (اوجست كونت ) منطقيا ارسطيا لانشاء علمه الجديد وليبدأ بالخطوة الاولى وهي :
اولا : التفريق بين المعرفة النظرية العامة والعلم باعتبار ان تعريف العلم منطقيا ارسطيا هو ( المعرفة المنظمة ) !.
اي ان المعرفة والفكر والثقافة والنظرية والرؤية ..لاتصبح علما مستقلا اذا لم تنظم هذه المعرفة لتنتقل من فوضوية المعرفة الى تنظيم هذه المعرفة في مسارات علمية وصهرها بموضوع محدد !!.
ثانيا : وضع ( كونت ) كخطوة علمية تعريفا لهذا العلم الاجتماعي الجديد ليقول وحاله في ذالك حال من اتى بعده من علماء اجتماع متخصصون بهذا الحقل العلمي الجديد نسبيا من : ان علم الاجتماع هو العلم الذي يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية ويجعلها موضوعا للدراسة والتحليل !!.
او هو : علم يلاحق اسباب وعلل الظواهر الاجتماعية (( لاكتشاف الحقائق )) منها والمتغيّر !.
ثالثا : بعد تعريف العلم وشرح ماهيته يأتي دور طرح مواضيع هذا العلم وتوجهاته ومناهج بحثه العلمية ، وكيف ينبغي لعلم الاجتماع ان يكون سائرا في طريقه للوصول الى معارفه وعلومه !.
ورابعا : ختم كونت رؤيته لعلم الاجتماع بأن طرح مبادئ وغايات واهداف هذا العلم بحيث يكون العلم مستقلا ( حسب الطرح الكونتي ) ومتخصصا اذا اضيف لتعريفه وامواضيعه (اهدافه وغاياته) ، فلا يمكن ان يكون علما مستقلا بدون ان يكون لهذا العلم اهدافا وغايات محددة من وجوده وانشائه ، وهذا ما قام به اوجست كونت ايضا عندما جعل الغاية والهدف من هذا العلم : هو اكتشاف التطورات الاجتماعية التي طرأت وتطرأ على المجتمعات البشرية القديمة والحديثة !.
وبهذه الخطوات المنطقية الفلسفية استطاع اوجست كونت القيام بالعلم الاجتماعي الحديث ، ليجعله فيما بعد علما قائما بذاته مستقلا بمواضيعه وادواته ، وله اهدافه وتعاريفه وغاياته الخاصة به وحده !.
وايضاعلى هذا الاساس تميزت المدرسة الاجتماعية لمؤسس علم الاجتماع الحديث ((كونت)) بعدة مميزات وزوايا علمية ومن اهم هذه المميزات للمدرسة الكونتية التي بنت علم الاجتماع الحديث هي :
اولا : انها مدرسة امنت بأن القوانين الاجتماعية على نوعين :
آ : قوانين ثابتة ( استاتيك ) وهي القوانين التي تكون عماد قيام اي مجتمع من قبيل قانون ( التكامل والتعاون وتوزيع العمل ....الخ ) وهذا بعكس مبتنيات المدرسة الايدلوجية الاجتماعية التي انتمى لها المرحوم علي الوردي والتي ترى حالة وقوانين (الصراع والتفكيك واللاثابت داخل بنية المجتمع ) !.
ب : قوانين متحركة ومتغيرة (ديناميكية او إن ستاتيك) والتي هي عبارة عن الظواهرالسطحية المرئية والمتحركة على قشرة البنية الاجتماعية !.
ثانيا : آمنت المدرسة الاجتماعية الكونتية وبنت جميع قواعد علم الاجتماع الحديث على ان ( للمجتمع الاصالة ) في الوجود الانساني الاجتماعي ، ولا شيئ لما يسمى بأصالة الفرد على حساب اصالة المجتمع في هذه المدرسة ، كما هو حال المدرسة الفكرية والاجتماعية الليبرالية الراسمالية النفعية الحديثة التي جعلت للفرد وللفردية الاصالة المطلقة على المجتمع ، بل يرى كونت في قواعد واصول العلم الاجتماعي : ان لاشيئ يمكن التفكير اصلا فيه للفرد خارج سياقات المجتمع وحركته ( فكل حق فردي حسب تصور كونت الاجتماعي هو عبثي بقدر ماهو غير اخلاقي ) !.
ثم بعد مرحلة المدرسة الكونتية الاجتماعية للمؤسس اوجست كونت خطى علم الاجتماع وموضوعه ومناهجه واساليب عمله البحثية خطوة تكاملية غاية في النمو والنضج والتطورالعلمي الممنهج والمدروس باخلاص على يد الفيلسوف الفرنسي ايضا ( إميل دوركايم ) المولود في 1858 م / والمتوفى في 1917م !.
والواقع ان دوركايم يعتبر بالنسبة لعلم الاجتماع هو الدفعة المنظمة الثانية التي نقلت وقعدّت من الاصول العلمية البحتة لعلم الاجتماع ، وليرتقي من ثم (دوركايم) بالعلم الاجتماعي الى وضعه التقني والعلمي الصحيح والخالي من اي شوائب علمية او مدرسية او فكرية او ايدلوجية اخرى ربما تسربت الى فكر (كونت ) من خلال طبيعة اشكاليات التأسيس للعلم الاجتماعي !!.
اي ان (دوركايم) بدأ مع علم الاجتماع من حيث انتهى اوجست كونت به لا ليرتد بالعلم الاجتماعي من خلال فوضوية فكرية وتأملية وايدلوجية ... غير منضبطة بقواعد العلم الاجتماعي واصوله كما فعل غيره بالعلم الاجتماعي الحديث !!.
بل ذهب دوركايم وبعقله العلمي الاجتماعي المنضبط والمدرك لمعنى ضرورة تكامل العلم الاجتماعي الجديد ليقعدّ ويؤصل اكثر فاكثر علميا في هذا العلم ، وليناهض من جانب اخر اي شوائب تحاول الدخول ، او افساد منهجية واهداف وغايات وتعاريف وادوات هذا العلم المبتكر على يد (كونت ) وعلى هذا الاساس أكمل دوركايم البناء الذي ارسى قواعده (كونت ) ليتطور العلم الاجتماعي ، وتأخذ المدرسة الاجتماعية الحديثة صيغها العلمية الاكثر مهنية ، والاكثر انضباطا بمناهج البحث العلمية لاغير وبعيدا تماما عن المؤثرات الخارجية عن موضوع العلم الاجتماعي بالتحديد !!.
ان من مميزات هذه المدرسة الدوركامية الاجتماعية ان صحّ التعبير بعد المدرسة الكونتية ، انها مدرسة حاولت الحفاظ على المنتج العلمي الاجتماعي الجديد ، بل انها المدرسة التي وهبت كل وجودها لهذا العلم ولم تجعل من هذا العلم مطية للوصول الى اي مآرب اخرى سواء كانت مآرب شخصية او ايدلوجية او سياسية او غير ذالك ، بل ان دوركايم نفسه ولشدة اخلاصه لمشروع علم الاجتماع الحديث انتقد حتى بعض افكار (اوجست كونت) المؤسس لهذا العلم باعتبار انها افكار لاينبغي لها ان تدخل عرين او حيز هذا العلم الاجتماعي الجديد بسبب ان فيها مسارات مختلفة التوجه عن موضوع
وتوجه وغايات واهداف العلم الاجتماعي الحديث !!.
بمعنى اخر : ان دور كايم بذل جهدا اضافيا علميا لخدمة مشروع علم الاجتماع الحديث عندما حاول تشذيب وتأصيل المعاني الرئيسية للعلم الاجتماعي الحديث ، من منطلق انتقاداته الفكرية العلمية الواضحة للمدرسة ، والفكر الكونتي الاجتماعي الذي يذهب في الكثير من اتجاهاته الفكرية الى التحليلات ، التي تغلب عليها النزعة الفلسفية اكثر من غلبة التحليلات الاجتماعية العلمية المستقلة بشخصيتها البحثية العلمية المميزة !!.
ولهذا أشتهر بين دوركايم واوجست كونت هذا الاختلاف العلمي الذي اثاره دوركايم على فكر المؤسس لعلم الاجتماع الحديث بانه فكر صحيح ان له الفضل بالتأسيس والتنبيه ووضع القواعد للعلم الاجتماعي الحديث ، الا ان (كونت ) وباعتبار انه بدأ مشروعه الفكري فيلسوفا وليس عالما للاجتماع ، فان غلبة التحليلات الفلسفية للظواهر الاجتماعية كانت واضحة تماما في فكر كونت ، مما دفع (دوركايم) بان ينبه لهذا الخلل العلمي المنهجي في بنية الفكر الكونتي وانه لاينبغي مطلقا ادخال تأملات وتحليلات سواء كانت ايدلوجية او سياسية او دينية او فلسفية .. الخ على مدرسة
وابحاث ومناهج علمية اجتماعية كما كان يرى (دوركايم) العلم الاجتماعي الحديث وكيف ينبغي ان تكون مناهجه البحثية والفكرية والتحليلة العلمية !!.
وبهذا الفكر والوعي الدوركايمي للعلم الاجتماعي استقلالا وموضوعا ، وعلما ومناهج وتحليلات ... انتقل دوركايم بهذا العلم نقلة علمية كبيرة تعتمد فقط على (التحليلات العلمية) المنتمية فحسب للعلم الاجتماعي ، والتي تتناول وتصف وتحلل الظاهرة الاجتماعية بتجرد علمي مطلق وخالص لتصل الى حقائق المجتمع كما هي لا كما ينبغي ان تكون ايدلوجيا او فلسفيا او دينية او سياسيا ... !.
نعم في المدرسة (الدوركامية الاجتماعية) الكثير من التفصيلات العلمية الاجتماعية المهمة ، التي اضافت للمدرسة الاجتماعية الشيئ الكثير والعميق ، فدوركايم يعتبر المؤسس الثاني للعلم الاجتماعي الحديث بل هو ربما المؤصل الاكثر علمية بحتة لهذا العلم الجديد ، لاسيما في إثراء موضوعات علم الاجتماع على يد دوركايم ومن جاء بعده من علماء اجتماع (التزموا بالمنهج العلمي) لهذا العلم الجديد وساروا على خطاه وطوروا بعلمية من مشروعه ومساراته !!. لكن نحن هنا احببنا ان نشير الى اهم المميزات العامة للمدرسة الدوركامية الاجتماعية ولم نشأ الخوض في تفاصيل
التفاصيل لمدرسة دوركايم الاجتماعية !!.
ومن هنا راينا الاشارة لمميز التأصيل للعلم الاجتماعي باعتبار ان هذا العلم وكما ذكرنا في المقدمة هوعلم حديث نسبيا وكان بحاجة للتأصيل في زمن دوركايم اكثر من حاجته للتفريع ، والحديث بشمولية غير متخصصة وهذا ما قام به بالفعل دوركايم بعد اوجست كونت !!.
بعد اميل دوركايم توالت المدارس الاجتماعية ليأخذ مشروع علم الاجتماع ابعاده العلمية المستقرة ، لينتقل من علم تحت طور الانشاء والتأسيس والنمو والتطور ... الى علم ومناهج تدّرس في الجامعات والمدارس العلمية ،وليخصص لهذا العلم اقساما خاصة جامعية تتناول موضوع علم الاجتماع على التحديد !!.
فأسس دوركايم القسم الاول لعلم الاجتماع في 1895م في جامعة يوردو !.
وتبعه(ماكس فيبر)عالم الاجتماع الالماني المعروف في سنة 1919م بانشاءقسم علم الاجتماع في جامعة لودفيج ماكسيمليانز في ميونخ .
وهكذا حتى وصل علم الاجتماع بدراساته العلمية والاكاديمية والجامعية الى كل انحاء اوربا وبريطانيا وحتى الولايات المتحدة قلعة الفردية المناهضة لكل ماهو اجتماعي ، او يشم منه رائحة تغليب المجتمعي على الفردي !!.

الثلاثاء، فبراير 18، 2014

الصدر اعلن الثورة وعلى الشعب ان يصنع التغيير

(( الصدر اعلن الثورة وعلى الشعب ان يصنع التغيير )) حميد الشاكر
(( الصدر اعلن الثورة وعلى الشعب ان يصنع التغيير )) حميد الشاكر

بعد الخطاب الذي ادلى به السيد ((مقتدى الصدر )) للشعب العراقي لتبرير قراره في اعتزال الحياة السياسية العراقية، وشنه واعلانه في هذا الخطاب ل((ثورة علنية)) لالبس فيها على حكم الفاشل نوري المالكي وحزبه الفاسد لم يبقى اي حيز او  مكان لاجتهادات سياسية طرحت في اليومين السابقين لقراءة اسباب ودوافع موقف السيد الصدرواعلانه لاعتزال الحياة السياسية في العراق !!.
فقد أوضح سماحة السيد مقتدى بأن سبب  ودافع اعلانه لهذا الانسحاب من العملية السياسية العراقية القائمة هو(( هذا الفساد وهذه الضمائر التي ماتت وهذا الدجل ، الذي جاء ممتطيا اسم الدعوة الى الله وحزبها قبل ان يصبح دعوة الى الشيطان وعبادة الانا والفساد وتشويه الاسلام وتشيعه النقي !!.
كما اوضح سماحة السيد مقتدى ايضا: بان سبب اعتزاله لحياة السياسة هو هذا الحكم الذي استغفل العراقيين باسم تاريخ  الجهاد، والتضحية ومقارعة الدكتاتورية من جهة، وامل صناعة الدولة والقانون والحكم الرشيد ... من جانب اخر ، واذا به يتحول يوما  بعد يوم الى حكم العصابة  وحكم الفشل وحكم الوصولية ، واللصوصية وحكم القتل وصناعة الازمات ، وحكم بيع العراق للمشاريع السياسيةالدنيئة وحكم الدماروالانقسام الوطني والمجتمعي العراقي وحكم الثلة  التي تحولت بين ليلة وضحاها من( جند مجندة لخدمة الاسلام) الى جندمجندة لخدمة المصالح الانية والمنافع والتوجهات الحزبية لاغير )) !!.
وهكذا حال سياسية في عراق ما بعد دكتاتورية صدام حسين  من الطبيعي ان لا يستمر بالمشاركة معها السيد مقتدى الصدر ((  وامثاله من اصحاب الضمائر الفطرية العراقية النظيفة المتبقية التي ينبغي ان تعلن ثورتها على الوضع السياسي الفاسد  ، واعلان انسحابها هي الاخرى من حكومة حزب الدعوة الفاسدة ))، فليس من الممكن استمرار اي شريف عراقي فضلا عن السيد مقتدى الصدر، وهوالمنتمي لبيت المرجعية الدينية ، في حكومة كان يأمل باصلاحهامن الداخل ولكنه وبعدتجربة مريرة وطويلة ايقن ان فسادها وصل الى العظم ولايمكن ان يُزال خبثهاومرضها الا باعلان ثورة تغييرية شاملة تقتلعها من الجذور  لتؤسس من جديد ، لعملية سياسية تليق بالشعب العراقي وتضحياته وكرامته وتطلعاته الانسانية المشروعة !!.
نعم اعلن الثورة السيد  الصدر على (حكم) الدعوة الفاسد والطائفي وصانع الازمات ، والمتاجر بارواح العراقيين في سبيل استمراره بالسلطة والحكم واعلن(موقفه العملي كذالك)من خلال انسحابه وكتلته الحكومية والبرلمانية من هذا الحكم ، الذي شكل عارا زمن حكمه لدورتين متتاليتين على التشيع والاسلام وحكم رجاله في العراق ما بعد الدكتاتورية !!.
الا انه ((السيد مقتدى)) بقي عراقيا  نظاميا محافظا على التجربة السياسية العراقية الجديدة ، عندما دعى جميع العراقيين  للمشاركة الايجابية والفعالة في الانتخابات المقبلة، ليتم اسقاط الفاسدين من خلال القانون والديمقراطية والمؤسسات داخل الدولة وارادة الشعب لاغير وان لا ينجرّالشعب العراقي للمغامرة بالديمقراطية او الاطاحة بها ((كما حصل في مصر )) من خلال ثورة فوضوية ، او انقلاب عسكري  في سبيل التخلص  من الفساد والظلم  والفاشلين !!.
وهنا تبقى الكرة التي قذفها السيد  مقتدى الصدر في ملعب الشعب العراقي وارادته ليصنع (هو) التغيير المنتظر قبل ان تغادر عقارب الزمن الفرص الممنوحة  لهذا الشعب في اصلاح امره ، وليجتث (هو) الفاسدين وحكمهم وليحافظ (هو) على تجربته السياسية الديمقراطية ، ويضخ لها دماءا جديدة تصلح من مساراتها ،  التي افسدها حزب الشيطان واوليائه الذين يحاولون اليوم (ان يصادروا هذه التجربة الديمقراطية العراقية من خلال مخططاتهم الاجرامية الشيطانية، التي تدفع بالعراقيين للكفر بكل ماهو ديمقراطي وحر وعراقي وكريم من خلال افتعالهم للازمات والقتل المبرمج واليومي لهم ) ليقولوا في النهاية للعراقيين جميعا هذا ما جنته وجلبته الديمقراطية لكم !!.
ان من اهم الدروس التي ينبغي ان نقراها وان لاتغيب عن بالنا من خطاب الصدر ، ومن اعلانه اعتزال الحياة السياسية ، وارتدادات وانعكاسات هذا القرار هي :
اولا :انه اطلق الشرارة الثورية التغييرية الديمقراطية الداخلية للعراق اليوم وقبل الانتخابات النيابية المصيرية المقبلة ليقلب للعراقيين الارض العراقية السياسية وليهيئها لبذر بذورجديدة لتورق وتنبت براعم حياة سياسية جديدة ومختلفة عن ماهو قائم من حكم حزبي فئوي طائفي عقيم .
ثانيا:من خلال دعوة الصدر لانسحاب نوابه ووزرائه واعلان البراءة ممن يبقى داخل الحكم ومجلس النواب اطلق الصدر ايضا ((الصدمة الكهربية)) الضرورية التي ستساهم في(( افراغ دولة وحكم الفساد )) من الداخل حتى تصل بها الى الشلل التام من جهة، وتساهم ايضا في خلخلة وتفكيك اركان حكم الفساد القائم  ليسهل الاطاحة به(بدون ارتدادات كبيرة) في الانتخابات المقبلة من جانب اخر .
ثالثا : يبدو ان السيد مقتدى الصدر ومن خلال خطابه هذا وسلوكه الجريئ على صناعة الفعل السياسي داخل العراق  لم يزل  هو الرجل الوحيد فعلا الذي يتمكن في السياسة العراقية مابعدالاطاحة بدكتاتورية حزب البعث من صناعة((الصدمات)) الاستباقية التي بامكانها ان تغيرمن معادلات السياسة العراقية القائمة التي عادتًا ما تميل للتكلس والجمودوالموت البطييئ !!.
ولهذا اثبت السيد الصدرمن جديد انه الرجل الوحيد الحرّاليوم امام مغريات السياسة العراقية القائمة ، وان هذه المغريات السياسية العراقية بكل فسادها ولصوصها ، الذين يسمحون بفعل الافاعيل من دون رقيب ،  او حسيب لم تستطع ان تعتقل روح المغامرة والتمرد الموجوده داخل الصدر ، او روح التملص من اغلال مفاتن السلطة وادمانها ، وعلى هذا الاساس جاء اعلان الصدر بتنحيه عن العمل السياسي وسحب نوابه من الحكم القائم  ليؤكد ان روح التحرر(التي يفتقد لها جميع السياسيين العراقيين اليوم سواء الداخلين بالسلطة ،  او الخارجين عنها ) الموجوده في السيد الصدر لم تزل نابضة بالحياة وانها قادرة على اعلان التمرد امام مغريات فسادالسلطة في العراق !!.
رابعا : ربما يمكننا ان نقرأ اعلان السيد الصدروخطابه الثوري اليوم على انه ((قلب للطاولة على رؤوس)) كل من راهن على بقاء الوضع السياسي العراقي على ماهو عليه ، او من يحاول الترويج مبكرا لبقاء الوضع على ماهو عليه !!.
بمعنى: ان من بدأ يروج لولاية ثالثة لنوري المالكي وحزبه الحاكم ليستمر الفساد والفوضى والارهاب والدمار .... على ماهو عليه في العراق كان في حساباته السياسية الكثير من الاوراق التي بدأ باللعب عليها ، من قبيل ادخال العراق بالفراغ الدستوري ، او من قبيل خنق العملية السياسية حتى رضوخ العراقيين لمعادلة  اما المالكي واما الفوضى العارمة وعودة البعث او داعش، او من قبيل الذهاب الى انقلاب عسكري ((ناعم)) يقوده المالكي وبعض ضباطه الفاشلين الذين اصبحوا اسرى لنعم المالكي الجزيلة او ... الخ ،أقول:ان كل هذه الحسابات قد اطيح بهابعداعلان السيد مقتدى الصدر بسحب نوابه ، ووزرائه من حكومة الفساد واعلانه اعتزال الحياة السياسية قبل طبخة الانتخابات المقبلة بشهرين لاغير ، وبدلا من ان يُخطط لانقلابٍ على ارادة الشعب العراقي، وديمقراطيته من قبل الفاسدين استطاع الصدر ان يستبقهم ب(انقلابه الثوري السياسي) عليهم ، ليجعل المبادرة بيد الشعب العراقي للاطاحة بهم ، بدلا من ان يطيحوا بهذا الشعب ، واماله من خلال صفقات سياسية ليست شريفة تطبخ هنا وهناك وبمحاصصات حزبية داخل الاقبية السياسية المظلمة ليفرض علينا الفساد والفشل بولاية ثالثة من جديد  !!.
ان الشعب العراقي يستحق فعلا اكثر مما هو عليه الان من بؤس وفوضى وفقر وعذابات وموت وقتل وانقسامات ... . صنعها له الفاسدون وروجها عليه الدجالون : بانها قدره الذي ينبغي عليه ان يصبر في قبالته ،  وتحمل تبعاته !!.
وانه شعب بالفعل يستحق ان يتنفس الحرية ، والكرامة والشجاعة والفخرل .... بدون ان يستغله سياسي فاشل يحاول ادخاله من خلال الاعلام الكاذب في سيكلوجيا الرعب من عودة حكم الماضي ،  والبعث و داعش في سبيل استمراره وحزبه في السلطة !!.
لكن كل هذه الاستحقاقات ، اذا لم يصنعها الشعب العراقي بيده ، وبانتخابه للاصلح وباطاحته بالفاسد ، وبامره بالمعروف وبنهييه عن المنكر ، فلا يوجد هناك من يصنع هذه الاستحقاقات له !.
مدونتي
راسلني