الأحد، يناير 15، 2012

(( البرادعي صانع الثورة في مصر وهو الاحق بقيادتها )) حميد الشاكر


عندما كان الدكتور محمد مصطفى البرادعي مديرا للطاقة الذرية قبل سنة2009م كنت اتسائل مع نفسي وانا ارى فرعون مصر المخلوع حسني مبارك وما فعله من هوان لمصر وللشعب المصري الكبير جدا فاقول : هل هذا معقول شعب يمتلك رجل كالدكتور محمد البرادعي دبلماسيا مخضرما ومديرا للطاقة الذرية العالمية ومناضلا يقف لدورتين كاملتين في قيادة المنظمة امام الهيمنة الاسرائيلية الامريكية العالمية لاجهاض مشاريع الحروب الامريكية الصهيونية الكونية المدمرة ضد ايران وكوريا الشماليةوثوري بشكل وبشرة وكلمات طفل بريئ يمتلكه المصريون ثم يحكم الشعب المصري جنرال متخلف وغبي وعميل للصهاينة اسمه حسني مبارك ؟.
وفي مرّة من المرات ، وانا من المتابعين الجيدين للشأن المصري ، وعندما سمعت جيدا الدكتور محمد البرادعي وهو يعود لمصرليشارك بعملية تغييرمصر من الداخل بعد انتهاء دورته في رئاسة الطاقة الذرية ، كانت كلماته لا تقبل الشك ، واللبس انه سيقود تغييرا كبيرا بالفعل في مصرعندها كانت هذه كلماته وهو يخاطب نظام مصر الفرعوني للا مبارك وهو يقول :على النظام ان يصلح من نفسه والا سنجعلها ثورة كثورة الخميني الجماهيرية في ايران !!.
عندئذ تسائلت باستغراب : من يكون هذا الرجل حقا ؟ !!.
طبعا الدكتور البرادعي ظاهره لاينبئ عن ما يفكر داخله ابدا فهورجل نظام وموظف دولي ويتحدث بهدوء ولا يتحرك كثيرا ، وفي كلماته تردد كتردد مفردات وحروف الاطفال في كلامهم ولا يوجد في منظره الخارجي ما يوحي باي مفردة ثورية عارمة كالتي كان يملكها الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه و لكن من يريد ان يتعرف على الدكتور البرادعي عن قرب لينظرالى شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصرليدرك ماهية وشخصية وداخل البرادعي وما يحمله هذا الرجل من تطلعات ورؤى وشجاعة وبعد نظر وحيوية ساكنة ومضطرمة بنفس الوقت !!.
الدكتورمحمدمصطفى البرادعي احدالمرعبيين العالميين القلائل لاسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، ولكثير من بقايا نظام حسني المعزول ، بل ان البرادعي بهدوئه هذا ، وبكلماته المترددة تلك هو اصعب معادلة لقيادة مصر يخشاها المحيط العربي الاقليمي البترولي ، وخصوصا السعودي المتصهين لمصر والذي ناضل هذا المحيط العربي كثيرا ، ودفع المليارات البترولية للاعلام ولخلاياه النائمة في مصر من اجل عدم اسقاط نظام حسني مبارك الفرعوني المصري !!.
والبرادعي محمد اضافة لذالك مرعب بشكل واضح للسلفية الوهابية المصرية كثيرا ومرعب ايضا للمجلس العسكري المصري اكثر ، واكثر ومرعب للاخوان المسلمين بصورة خفية ، لاسيما ان الاخوان المسلمين يدركون تماما من هو صانع الثورة في مصر ومن هم ثوارها الحقيقيون ، اللذين لهم حق جني ثمارها بشكل طبيعي قبل ان ينزوا عليها الاخوان والعسكر والسلفيون نزوا القردة ليستولوا على مكتسباتها الثورية لسرقة كل ثمارها التي تدلت بعد ذهاب نظام الجنرال حسني مبارك !!.
اليوم اعلن الدكتورالبرادعي انسحابه من منافسات الرئاسة المصرية المقبلة وعلى اثر ذالك ماجت الساحة المصرية السياسية على وقع هذا الاعلان للدكتور البرادعي والحق وكمتابع لعقلية الدكتور البرادعي وما يطمح اليه ، وما يخطط في سبيله بعد هذا الاعلان استطيع القول وبصراحة :
ان ليس مثل البرادعي من ينسحب من معركة مصر الثورية بهذه البساطة !!.
نعم الدكتور البرادعي ومن وجهة نظري ، ووجهة نظر الكثيرين من المصريين هو اخطر بكثيرعلى من ساهموابانحراف الثورة المصريةعن اهدافهافي اعلان انسحابه من منافسات الرئاسية منه في حال استمراره بهذه المنافسات السياسية !!.
والمجلس العسكري الحاكم في مصراليوم ربما يدرك ومن اعانه من اخوان مسلمين وسلفيين وهابيين على اجهاض مبادئ واهداف ثورة مصر العظيمة يدركون كذالك خطورة الدكتورالبرادعي وهوخارج العملية السياسية منه اذا كان داخل هذه العملية السياسية !!.
والخطورة تكمن في عدة اتجاهات سياسية في اعلان الدكتور البرادعي بالانسحاب من العملية السياسية ولكن من اهمها الاتي :
اولا : الكلّ السياسي المصري يدرك ولكن بدون اعلان وتصريحات واضحة لهم ان قائد التغيير الحقيقي وصانع ثورة مصرفي الخامس والعشرين من ينايرهو الصامت الهادئ الدكتور البرادعي الذي هورجل تخطيط وعمل مباشراكثر منه رجل خطابات وهتافات عشوائيةولهذا يعتبرانسحاب الدكتورالبرادعي من مهزلةالعملية السياسية المصرية القائمة اليوم بقيادة المجلس العسكرية هو اعلان لسحب الشرعية الثورية من كل الوضع المصري القائم بما في ذالك شرعية الانتخابات وشرعية من نجحوا بمقاعد البرلمان المصري من اخوان ، وسلفيين سعوديين بالتزوير ، وشراء الذمم باموال البترول بالنسبة للسلفيين الوهابيين ، والدعم الامريكي الصهيوني الواضح بالنسبة للاخوان المسلمين ، الذين وقعوا على استمرارية معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية وحماية اسرائيل من اي اذى يلحق بها مستقبلا !!.
ثانيا : اعلان الدكتور البرادعي الان وقبل احتفالات الخامس والعشرين من يناير في مصر بانطلاق شرارة الثورة ،يثير هاجس الرعب والريبة للمجلس العسكري الحاكم في مصر ، وتوقعه لقيادة البرادعي من جديد ، لثورة تصحيحية كبيرة تقلب الطاولة على رؤوس كل من تآمرعلى الثورة المصرية من عسكرواخوان ووهابيين سلفيين مصريين حتى اجهاض كل تطلعاتها الانسانية الكبيرة !!.
ويبدو هذا القلق واضحا عند هؤلاء الفرقاء قبل ان يعلن الدكتور البرادعي انسحابه من العملية السياسية فالعسكر يتوجسون خيفة مما سيحصل في الاحتفالات المقبلة من قبل الشباب المصري الثوري وبعد ان اعلن موقفه الدكتور البرادعي بالانسحاب ازداد هذا القلق لدى حكام مصرمن العسكروالذي ضخ وفّعل هذا الانسحاب للدكتور البرادعي ، ولاريب الروح الثورية اكثر ، فاكثر لاظهار لا شرعية الوضع السياسي العسكري الحاكم في مصر !!.
وهذا بدا واضحا في كلمة الدكتور البرادعي ، التي اعلنها في يوم انسحابه ليؤكد ان المسيرة السياسية المصرية بقيادة الجنرال طنطاوي ومساندة التكفيريين والاخوان تسير في طريقها الخاطئ وليس طريقها الناتج عن ثورة يناير وشبابها واهدافها التي كانت تحاول صناعتها في مصر الجديدة !!.
الخلاصة :هي القول ان هناك رغبة داخلية مرتبطة ذيولها بالنظام المصري السابق والذي يمثلها العسكر وبمساندة قوى سياسية مصرية تقليدية (اخوان ووفد ومن ثم سلفية سعودية)ارتبطت مصالحهابالحكم العسكري في مصروكذاهناك رغبة خارجية امريكية ، واسرائيلية ، وسعودية في ابعاد الثورة والثوار وصنّاعها عن قيادة مصر الجديدة ، وعلى راسهم طبعا الدكتور البرادعي الذي يشعر هو وشباب الثورة بشكل واضح ان هناك مؤامرة كبرى على ثورة مصر، تحاول ارجاع مصر الى حكم النظام البائد الفرعوني الذي لم يجلب لمصر غير التبعية ، والمذلة والفقر والتخلف ، وهذا الشيئ هوالذي دفع الدكتورالبرادعي منذ البداية لاعلان ثورته التغييرية الكبرى في مصر ، وهو اللذي حرك الملايين من الشعب المصري ليطيح بنظام الحكم الفرعوني المتخلف الذي كان ذيلا في اخر الامم ، وعلى هذا الاساس لاقرار ( من وجهة نظرنا ) لثورة مصر وقادتها الا باعتدال الميزان عندما يصعد الدكتور البرادعي لقيادة مصر الجديدة ويكون ثوارها في سدة القرار المصري واهدافها كبوصلة لحركة مصر المستقبلية !!.

http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com