الأحد، فبراير 05، 2012

(( مافي سوريا ارهاب يجب مكافحته ومافي البحرين ثورة واجب مساندتها !!)) حميد الشاكر

يخطئ كثيرا من يقارن  بين الوضع في سوريا الشقيقة ، وما يحصل فيها من حراك ارهابي ميلشياوي ، مدعوم خارجيا من قبل اجندات ، صهيوامريكية سعودية قطرية تركية لملثمين لايعرف لهم توجه غير قطع الطرق  واختطاف الناس وبيعهم لعرض القنوات الاخبارية ،  وهم مقتولون شرّ قتلة  ، وبين حراك جماهيري عربي بالعموم وبحريني بالخصوص ، يتميز بالحراك الشعبي الجماهيري الواضح وبمطالب داخلية شعبية غير ممونه من الخارج ، وبصيغ سلمية مئة بالمئة ، تطالب بمطالب سياسية عادلة ومنذ سنين من الزمن  !!.
والحقيقة ان الاختلاف ، بين النموذجين البحريني والسوري ، ومايدعونا في الكتابة حوله ، هو ذالك الخلط في الاوراق الذي يمتهنه مناصروا ومحازبوا اتباع المشروع الصهيوامريكي  القطري التركي السعودي في الشرق الاوسط الجديدوالذي ليس هو مشروع خطر على المنطقة العربية والعالم ، ومفتت للحمتها الاجتماعية ومدمر لكل وجودها البشري فحسب  بل هو مشروع لو قدر له النجاح ، لاصبح الانسان العربي بداخله بالذات لايساوي حتى الاحتقار العالمي بعد ذالك  ليباع ويشترى هذا الانسان ويقتل ويداس بالاقدام بدون ان يلتفت احد من العالم لوجوده او يسأل عن ادميته او كرامته او حرمته او ماجرى ويجري له من امتهان صهيوامريكي فيما بعد    !!.
فهؤلاء وكلما كتبنا حول الوضع في سوريا المقاومة بقيادة الرئيس الاصلاحي بشار الاسد وما تتعرض له من هجمة ارهابية مفضوحة على يد ميلشيات ومرتزقة تتاجر بالاستقرار ، والدم السوري من اجل منافعها التجارية لاغير ، كلما سحبوا لنا ورقة مناصرتنا للشعب البحريني ليقايضونا ، بأما الوقوف الى جانبهم  لمناصرة الارهاب في سوريا واستباحة الدم السوري الشقيق وضرب استقرار هذا البلد  واما اخراجنا بلبوس الطائفيين الذين يناصرون البحرينيين وثورتهم بسبب شيعيتهم ، ويغضون الطرف عن السوريين وثورتهم بسبب طائفتهم او مذهبهم الاسلامي المختلف ؟!!.
وياسبحان الله رمتني بدائها وانسلت  فبينما نحن من ناصر ، ويناصر المظلوم على الظالم في التاريخ  ، وحتى اليوم وبغض النظر عن ملته ، وعقيدته ومذهبه  وبينما نحن من رفع شعار المستضعفين في الارض ضد الطغاة والظالمين  وبينما نحن من اكتوينا تاريخيا وحتى اليوم بنار الحقد الطاغوتي وولي الامر ، الذي له حق الطاعة على وعاظ السلاطين .... الخ ياتي اليوم نفس اؤلئك الوعاظ للسلاطين ونفس اؤلئك العملاء والمأجورين للطغاة ، وللظلمة من انصارهم ، ومحازبيهم على مدى التاريخ  ليتهمونا بالوقوف الى جانب الظلم والطاغوت وليصبحوا هم اصحاب المستضعفين والمظلومين في هذا العالم ونحن اصحاب وانصارالظالمين والقتلة والطائفيين ؟!!!.
ونحن ولله الحمد ما زلنا ، ولم نزل نكتب ما في ضمائرنا من رؤى ،  وافكار ومافي اخلاقياتنا الفكرية من تصورات وتنوير للراي العام العربي لنضع انامل شعوبنا على حقيقة الاوضاع السياسية في  منطقتنا وفي العالم ، وكيفما كانت  وبغض النظر عن المصالح السياسية هناوهناك وبغض النظرايضاعن الميول والاتجاهات النفعية فمن مبادئنا اننا نكتب ما يمليه علينا اجتهادنا فحسب لنرسم الصورة كما هي وكما ينبغي ان تكون في صالح هذه الامة المحرومة ، وهذا الانسان العربي المظلوم الذي تتاجر بدمه واستقراره ، وكل كيانه ووجوده اجندات العملاء والخونة من مشيخات الخليج في قطر والسعودية من جهة ،الى تطلعات العثمانيين في اسطنبول واوهام الصهاينة في تل ابيب باستعباد هذه الامة من جانب آخر !!.
نعم كتبنا قبل سنة في مارس 2011م الماضي  عندما تحركت المجموعات الارهابية الملثمة في سوريا ، مستغلة فسحة الحرية ،  التي قدمها الرئيس بشار الاسد لشعبه للاصلاح والتطوير ، والانتقال به نحو الديمقراطية ، ان سوريا سوف لن تسقط وان الحراك داخل سوريا حراك ارهابي مجرم ، وخطير وممون من الخارج  ويحاول ان يستغلّ مطالب الشعب السوري السلمية ، ليجّيرها الى اجندات ، ومخططات خارجية صهيونية اعرابية معروفة بالحقد وموالاة المستعمرين لاركاع سوريا وقتلها وزرع الفتنة بين نسيج مجتمعها الحرّ والشريف !!.
قامت قيامة السطحيين والمرتزقة والعملاء والطائفيين ..على رؤيتنا التي قرأت لهم الواقع السوري بموضوعية لتقدم لهم المشهد على ماهو عليه  بل ارادوا دفعنا دفعا بالغش والكذب والتدليس للانتصار،   لمشاريعهم المشبوهة في سوريا لنقرّ ان نظام الرئيس بشار الاسد سيسقط حتما خلال ايام ؟.
وعلى اي حال نصحناقراءنا وكذا كل من يثق بقرائتنا للتريث سنة كاملة ثم بعد ذالك من حقهم الحكم على اي المشروعين هو المنتصر، مشروع الارهاب والفتنة والقتل وبيع سوريا للاستعمار ، والصهاينة على يد الشيوعي المرتد على شيوعيته برهان غليون والمجرمين من الاخوان المسلمين  وارهابيي السلفية الوهابية من جماعات السعودية الصهيونية ؟.
ام مشروع المقاومة العربية وسوريا بشارالاسد والدولة المدنية والشعب والمطالب السلمية السياسية المحقة ؟.
ان الوضع في سوريا اليوم تجاوز  في حقيقته  والمخططات ، التي تحاك ضده حتى مسمى النظام او مسمى الرئيس الاصلاحي المقاوم بشار الاسد  بل سوريا اليوم هي في حالة صراع (( حقيقية )) بين مشروع السلم الاهلي  والوجود السياسي والبقاء الدولي والاقليمي لسوريا ، او الفناء والدمار والتفتت والتشرذم من الداخل السوري نفسه ...  ، وكل ما جاءت به هذه الميلشيات الارهابية الملثمة والممولة من الخارج لاسقاط سورياوتدميردورها السياسي والاقليمي المقاوم خدمةللصهيونية ولاسرائيل وتعجيلا  بزحف مشروع الشرق الاوسط  الجديد  ، الذي ليس فيه اصلا دولة اسمها سوريا تناهض اسرائيل  وتساند المقاومة في لبنان ، وتقف شوكة في عيون اطماع اسرائيل والاستعمار اللامحدودة !!.
نعم هذه هي حقيقة الصراع اليوم ( مع سوريا ) ، وليس عليها ، كما يحب ان يرّوج الاعلام الاعرابي المأجور بل اكثر من ذالك ، فهناك الابعاد الاقليمية الاكبر لمشروع تدمير سوريا ، والذي يزحف لاوسع من الدائرة القطرية السورية  وهو الذي تحدث عنه الطائفيون في المنطقة الاعرابية ،  منذ اليوم الاول لاسقاط نظام طاغية العوجة صدام حسين ، عندما اعلن احد عملاء اسرائيل المعروفين بعدم امكانية تحمل وجود هلال خصيب مقاوم (اسماه بالشيعي) في المنطقة والشرق الاوسط الذي يضم ايران والعراق وسوريا ولبنان !!.
وعلى هذا الاساس فاليوم اصبح واضحاان المخطط الذي يستهدف ضرب الاستقرار والامن في سوريا ، وتفتيت الدولة من داخلها وتقسيم كل وجودها ، انما هو مخطط لم يكتب ويرسم لخطوط عريضة ليقف عند الحدود السورية فحسب ، بل وكما يتأمل الخائبون من الارهابيين الطائفيين ، ومن البعثيين الهاربين ، والقاعديين الوهابيين السعوديين وكما اعلن العملاءوالمرتدين:ان اسقاط سوريا هي الحلقةالاولى لتداعي بيادق الدومينوا التي ستزحف على العراق لترتمي في احضان ايران وليكن السقوط شاملا ، وعاما للهلال الخصيب الاسلامي ، والعربي المقاوم  الممتد من ايران والى العراق ثم سوريا ثم لبنان في المنطقة العربية والاسلامية !!.
وهذا ان دلّ على شيئ فانما يدل على ان المشروع الارهابي في سوريا اليوم ليس هو مختص بسوريا الشقيقة لاغير ، وانما هو مشروع تهديد مباشر للامن القومي العراقي والايراني واللبناني كذالك !!.
وهذا هو بالفعل مايفسراندفاع منقرضي البعث المجرم من صداميين وغير صداميين هاربين من وجه العدالة ، والشعب العراقي وانقلابهم حتى على عروبتهم المزعومة التي يدعونها قوميا ، للمطالبة باسقاط  نظام الرئيس المقاوم بشار الاسد في سوريا على أمل التفافهم للعراق من ظهره لطعنه من الخلف ، واسقاط تجربته الديمقراطية الوليدة في العراق التي اذلت طاغوتهم العميل وشتت شمل حكم صدامهم الزنيم بعد ان اعجزهم العراق الشامخ في المواجهة التي خاضوها ارهابية على الارض مع العراق الجديد   !!.
كل هذه المعطيات في المشهدالسوري السياسي الشقيق يظهربوضوح بشكل لالبس فيه مدى الاختلافات الجوهريةوبعد المقارنة بين النموذج الثوري البحريني الشعبي السلمي ، والبعيد عن الاجندات الاستعمارية الغربية ، لضرب الامة  ، وكسر ظهرها خدمة لاسرائيل   وبين النموذج السوري ، الذي يحاول الارهاب وبمساندة مكشوفة من قبل العملاء البتروليين سعوديين وقطريين وحليف الناتو التركي تنفيذ مخططاته الصهيونية لضرب سورياوتدمير منجزها المقاوم واركاعهاواذلالهاوتفتيت وجودها خدمة للمصالح الاسرائيلية التوسعية الاحتلالية في المنطقة !!.