الاثنين، ديسمبر 27، 2010

((من وعيّ القرآن .... أقرأ )) -5- حميد الشاكر

الدين بين المجهول والمعلوم :- اقرأ .




لاريب ان الرسالة الاسلامية الخاتمة عندمااتت للبشرية جمعاء كخطاب الاهي وبرنامج حياة سماوي انزل على قلب العظيم محمد الرسول صلى الله عليه واله قد غيرت تماما المعادلة الدينية التي كانت موجودة وقائمة انذاك لدى البشرية قاطبة ، وهذا التغيير اخذ ابعادا ومناحي كثيرة وكثيرة جدا ومن اهمها :

اولا : ان التغيير الذي احدثته الرسالة الاسلامية في فجر بزوغها انها اتت مستجيبة للتطور والتكامل البشري الفكري والعلمي والروحي الذي بدأ مسيرته بالفعل من ذالك التاريخ ولم تعد الاديان القديمة قادرة على مجارات متطلباته المستحدثة والجديدة وهذا ما اشرنا اليه في الفصول السابقة من هذا السلسلة من وعيّ القرآن !.

ثانيا : ختم الرسالات السماوية ، بحيث ان الرسالة الاسلامية اعلنت غلق باب الوحي ، والرسالات السماوية التي كانت تتدفق بغزارة من السماء ليصبح اليوم الاسلام هو اخر دين ناسخ لما تقدم ومتحرك لما هو اتٍ .

ثالثا : المناحي الدينية نفسها التي كانت تتعامل مع الانسان على سذاجته الفطرية والفكرية بحيث ان جلّ عمل تلك الاديان كان هوكيفية ربط الانسان بالغيب او بالله سبحانه وتعالى او بالمجهول من حياته الاخروية .... الخ !!.



وبالفعل كانت الاديان التي سبقت الاسلام ينظر الانسان القديم اليها على اساس انها الرابط او الوسيلة التي تتوسط بين الانسان المادي الطبيعي الموجود على هذه الارض وفيها ، وبين الله سبحانه وتعالى المحتجب بالغيب المجهول والبعيدعن واقع الانسان واحساسه والذي هو بحاجة لأن يدرك وجوده سبحانه لمعاجز تاتي على يد رسل وانبياء ومن ثم يحتاج الانسان ليبحث عن الله سبحانه في مجهولاته اما معلومات الانسان فلم يكن الانسان ليدرك كيفية ان يكون الله سبحانه فيها او انه كان يسمح لنفسه او له القدرة ان يلتفت لله سبحانه عندما يمارس الانسان وجوده في هذه الحياة ومعلومه وحياته المشاهدة !!.



اما في الاسلام فقد تغيرت معادلة الدين تماما بين الله سبحانه والانسان ليكون الله في الاسلام من ضمن ادوات الانسان المعلومة في كل وجوده وحياته ولتكون براهين ودلالات الانسان نفسه على ربه مختلفة النوعية كذالك ،ولهذا اصبح انسان الاسلام عندما يريدالبحث عن معبوده فلا يرى الموضوعة على اساس انها قطع مسافة طويلة تبدأ من معلوم الانسان وماديته الى مجهول الاله وغيوبه من خلال معجزة كونية تخضعه لهذه المعرفة اومن خلال رسول ياخذ بيده ليريه ربه على جبل الطوروانما اكتفى انسان الاسلام بالوصول والتعرّف الى ربه من خلال تجليّ الله سبحانه وتعالى له في كل شيئ موجود حول الانسان وفي حياته ليصبح رب الاسلام وخالق الكون وبارئ الوجود حاضرا ، وشاهدا وقريبا ومشاركا للانسان في حياته ومع خطواته وملازما لكيانه كل لحظة بلحظة لايغيب عن الواقع ليحتاج الانسان المسلم البحث عنه في الغيوب وفي المجهول وفي معجزات الامور !!.



في فصل للشهيد السعيد الاستاذ مرتضى المطهري في كتابه الذي جمع فيه محاضراته الفكرية الاسلامية (( محاضرات في الدين والاجتماع )) يتطرق الاستاذ الشهيد الى الكيقية الاسلامية التي نقل فيها الاسلام الاستدلال على التوحيد من المجهول الى الحياة ليصل الى نتيجة مفادها :(( بعض الناس اعتاد على البحث عن الله في مجهولاته اي انه كلما صادف لغزا لم يستطع حله ارجعه الى ماوراء الطبيعة وعالم الغيب . اذا سألت احدهم - مثلا - كيف حصل هذا الخبز الذي تأكله ؟. لقال : كان دقيقا عجنه الخباز وخبزه في التنور. كيف اصبح دقيقا ؟. كان حنطة .... ، وكيف وجدت الحنطة ؟، زرعها الفلاح ...، وكيف نبتت ؟. نزل المطر واشرقت الشمس فاخضرت . وكيف نزل المطر ؟. هذا ماجاء به الله ))!!.

فكأن الله لم يكن له حضور قبل هذه المرحلة ، وان تدخله اقتصر على هذه المرحلة من مجهولات الانسان فقط / ص 107 )) انتهى !!.



والحقيقة ان هذا النوع من التصورات لله سبحانه وتعالى وصلته بواقع الانسان ، وحياته ومع الاسف يرتدّ بجذوره الى جاهلية ماقبل الاسلام ومدرستهالتي بنت منظومة فكرية كاملة لكيفية العلاقة بين الله والانسان من جهة والى كارثة ان عالمنا الاسلامي يعيش في العصر الحديث لاكثر من قرن تحت هيمنة استعمارية غربية شاملة في العسكرة وفي الفكر والفلسفات التي بترت فكر الانسان المسلم عن منبع تصوراته الحقيقية الا وهو الاسلام فقد قُطع نهائيا هذا المجتمع الاسلامي حتى عن كيفية تنظيم رؤيته وتصوره لله سبحانه حسب ماقرره الاسلام ليعتمد اساليب تفكير فلسفية استعمارية ، كانت ترى وتناقش الدين وفكره على اسس مختلفة ومتخلفة تماما ولاتمت بالصلة لفكرنا الاسلامي الاصيل !!.



نعم حتى اليوم يعيش مجتمعنا المسلم بنمط تفكير غربي استعماري ، ينظر للدين ولتصوراته ولكيفية انماط وسلوكيات رؤاه في كل شيئ على المنتوج المستورداستعماريا لهذه الامة حتى اصبح الدين افيون الشعوب حسب الرؤيةالفلسفية الشيوعية الاوربية التي كانت تناقش الديانة اليهودية في فكر ماركس وكيفية تجييرهذه الديانة للدين ليكون في خدمة المنتفعين وهكذا عندما اصبح الدين ضد العلم في نقاش ورؤية نيتشة الفيلسوف الالماني للديانة المسيحية وهي تناهض ، اي محاولة للبشرية للاعتماد على العلم في هذه الحياة ،ولكن السؤال الان ماعلاقة الاسلام الذي ادان الدين اذا تحوّل الى افيون في الاديان السابقة عليه وماعلاقته في الاديان التي ناهضت العلم والفكر البشري من التقدم ؟؟.



اليس الاسلام قبل ماركس ونيتشة هو اول من اعلن ان تلك الاديان القديمة هي اغلال وإصروانه جاء ليحرر الانسان من الاغلال الدينية وماتحمله من اثقال على كاهل البشرية في قوله سبحانه :(الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، ويحلّ لهم الطيبات ، ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم.../ 157/ الاعراف ) .

فاذن علامَ يعامل الاسلام العظيم ، الرسالة الالهية الخاتمة ، والمعترف بها الاهيا في السماء لاغير ، والتي تناهض الظلم وتدعم الطبقات الفقيرة وترسي العدل بين المجتمع وتدعوللعلم والمعرفة واحترام العقلية الانسانية ومنتجاتها المختلفة في رؤيتها وفي انماط سلوك تفكيرهاوتصوراتها لكل شيئ على اساس ان الاسلام في كل ماجاء به من اضافة وجديد ماهو الا دين كباقي الاديان المنتهية الصلاحية في الاستعمال البشري الحديث وهو لايختلف في رؤيته عن الديانة اليهودية او المسيحية ؟.



بمعنى اخر : انا افهم مبررات مقالة نيتشة عندما يهاجم طريقة تفكير الديانة المسيحية بالقول :(( عندما نستمع في صباح الاحد الى دقات النواقيس القديمة نتساءل : أهذا معقول ؟. ان كل ذالك من اجل يهودي صلب منذ الفي عام كان يقول انه ابن الله وهو زعم يفتقر الى البرهان !!...... فلنتصور الها ينجب اطفالا من زوجة فانية وخطايا ترجع الى الاه ويحاسب عليها نفس الاله ؟!. أيصدق احدا ان شيئا كهذا لايزال يصدق / نيتشة / امور انسانية )).

اقول انني اتفهم مقولة نيتشة التي ترفض فلسفيا وعقليا مقولات الديانة المسيحية في التثليث وفي الجبرية وفي عدم معقولية كل هذا للفكر البشري الطبيعي ، لكنّ ما لم افهمه حتى اليوم كيفية سحب هذه الرؤية استعماريا لتطبق على الاسلام على نفس القياس ، والمضمون الذي يهاجم الاسلام وكأنه دين ايضا يدعو للجبرية والتثليث والجهل ؟!!.

والغريب العجيب ان الاستعمار الغربي عندما دخل بلادنا الاسلامية ودمر كل اسس ثقافتنا ومبادئنا الفلسفية حول الاسلام وحلّ محلها منتجه الفلسفي الغربي الالحادي الذي له مشكلة مع اديانه المناقضة للعدل والعقل الانساني ، ذهب معه لفيف عظيم ممن يدعوّن العلم والثقافة من المسلمين ، وتحت وطأة الشعور بالنقص ، لتبني كل اطروحات الاستعمار الغربي الفلسفية و الفكرية ليروج لها هو نفسه ضد الاسلام باعتبار ان الاسلام بما هو دين ، فانه لايختلف ابدا في فكره وانماط تصوراته عن باقي الاديان الاخرى ، وعلى هذا الاساس بنى العظيم من المسلمين فكرهم ،وتصوراتهم حول الله والدين والاسلام ، والشريعة والاخلاق على بُني فلسفية مستوردة غربيا وعلى افكار ليس لها اي علاقة بالاسلام وتصوراته ولم ينتجها واقع المسلمين واسلامهم ابدا !!.



ولهذا نجد ان هناك من لم يزل يبحث من المسلمين ، وحتى من علماء المسلمين في ترويجهم ، للطريق الى الله سبحانه عن الله تقدست اسمائه ، على اساس انه سبحانه وتعالى كامن في مجهولات الاشياء من الانسان ، وليس في واقعه ومعلوماته ولكنه لايلتفت ابدا الى تصورات الاسلام الفكرية التي نقلت كل منظومة التصورات الدينية نقلة نوعية لتجعل الانسان المسلم يرى الله سبحانه حاضرا وليس غائبا في معلوماته وغير مختفيا او مختبئا تحت طيّ المجهول والغيوب واللامدرك ابدا !!.



إن من مميزات الاسلام الفكرية انه نقل رؤية الانسان بالبحث عن الله من حيزها الغيبي لحيزهاالواقعي ليجعل من الكون المحيط بالانسان من سماءه ونجومه ةهوائه وقوانينه وكواكبه .... كلها على اساس انها ايات كونية من خلال النظر والتدبر فيها حتما سنصل الى الله سبحانه ونتعرف اليه فالله في الرؤية القرآنية يكمن في المعلوم الكوني للانسان وليس في المجهول مابعد الكون والطبيعة ،ولهذا جاء خطاب القرآن مكثفا في قضية الالتفات الى وجه الكون وقوانينه الكونية والطبيعية على اساس انها الوجه الجميل والعظيم لله سبحانه وفي كل خطوة من خطوات الكون وملامح سماته المتعددة فقال :(( ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون / 164/ البقرة )) .



اي ان الانسان لايحتاج بعد الاسلام ليبحث عن الله ويتعرف عليه من خلال المعاجز والاشياء الغريبة العجيبة والغير مألوفة في حياة البشر ، بل يكفيه الاعتماد على عقله وفكره لينظر الى ماحوله بتأمل لتكون الايات الكونية هي الدليل اليه لله القريب جدا من فكره وعقله ووجوده ، فالله سبحانه في الاسلام ليس هو ذالك الاله الوثني الذي يقبع بعيدا خلف الكون وخلق السماء والانسان بحاجة الى معجزة ليصل له او يتعرف على ذاته !!.

لا بل يكفي انسان القرآن والاسلام ان ينظر للكون من حوله ويستوعب قانون مسيرته ليدرك تماما ماهو الله وكيف هو جميل وواحد وعظيم بنفس الوقت واللحظة !!.



كذالك اذا انتقل الانسان لاساليب الاسلام الفكرية ونمطياته التصورية في التعرف على الله باقرب من الكون والسماء والنجوم باعتبار انها ايات لقوم يعقلون فسنجد ان الله ظاهرا ومتجليا ايضا في الافاق الانفسية والروحية للانسان ليصبح الله سبحانه وتعالى في الاسلام اقرب اليه من جبل الوريد واقرب اليه حتى من نفسه :(( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك انه على كل سئٍ شهيد / فصلت / 53 !!)).

بل ان الله لاينبغي اسلاميا ان يبحث عنه مابعد الاسباب الطبيعية والكونية ، حتى اذا عجز الانسان عن ادراك ما محيط به كونيا وطبيعيا من اسباب القى الامر على الغيب والمجهول والله سبحانه وتعالى ، كلاّ وانما الله سبحانه في الاسلام مع كل سبب وكل سبب هو اية وجوده وتجلي عظمته ووحدته في هذا الكون وما على الانسان اذا ماوقع بصره على اي شئ اصيل وجميل ومحكم في هذا الكون الا ان يتأمل فيه ليجد الله حاضرا عنده !!.



هذه هي الرؤية الاسلامية التي نقلت المشروع الديني كله وبكل تصوراته ونمطيات اساليب تفكيره وبطرق استدلالاته وبراهينه من كونه دين يتحدث حول المجهول في حياة الانسان واخرته ، الى الحديث عن حياة الانسان وحاضره ومايمارسه يوميا وما يتحرك من خلاله كل لحظة !!.

وطبعا كل هذا لايمكن تحققه بين الاسلام والانسان اذا لم يكن هناك برنامج الاهي يقود الانسان في خطواته ومن خلال عقله وبكامل ارادته وحريته للوصول الى مايبحث عنه في هذا الوجود من الله سبحانه وحتى السعادة والعدل والتقدم والنماء وهذا البرنامج او تلك الرؤية صاغها الاسلام بقرآنه الكريم وجعل الطريق اليه من خلال مشروع (( اقرأ )) !!.

ان (( اقرأ )) في القرآن الكريم ليست هي مفردة في اية قرانية واحده فحسب ، وانما هي منحى معرفي اسلامي بُني كل الاسلام ومعرفته عليها ، فهي بهذا المعنى السبيل الوحيدة التي ينتهجها الانسان للتعرف على الاسلام ومافيه !!.



وصحيح فيما قبل الاسلام كان الانسان تائه مابين عجزه الفكري والعلمي والعقلي من جهة ، وما بين حاجته الى من يرشده الى الله والحقيقة والسعادة ، اما مابعد الاسلام فالانسان مكتف بذاته وعقله وفكره اذا التقى مع القرآن كمقروء رفع معادلة الوحي وختم عملية الرسل وفتح باب الاجتهاد والوعي للانسان وحده !!.



ان الاسلام دين الوعي حقا لان وسيلة الاتصال بينه وبين الانسان هي (( اقرأ )) ومن النادر ماتجد انسانا واعيا ومثقفا وقارئا بعيدا عن الاسلام وروحه وتصوراته وفكره ، لان كل هذا المنتوج الاسلامي هو موجها بالاساس الى الانسان القارئ ، وطبيعي ان يكون القارئ مثقفا وعالما ومجتهدا ومتنورا ، بعكس مالو وجدت اميا ، أُميا على مستوى قراءة الحرف وكتابته ، او اميا على اساس عدم الوعي والثقافة والادراك الواسع ، ان يكون متصلا بالاسلام او متفاعلا مع اطروحته القرآنية بوعي وانفتاح ونقد او ايمان فلا حظ حقيقة للجهّال في ادراك الاسلام واطروحته التي اعتمدت على نور العلم ومشكاته العظيمة ( اقرأ ) وبون شاسع بين فكرة تقوم على القراءة التي هي منتج متطور من وعي الانسان وتطوره وادراكه في هذا العالم ، وبين فكرة لاترتبط بالانسان الا من خلال طلب الطاعة والبقاء على الظلام وعدم السؤال او الاعتماد على النفس لقطع الطريق حتى النهاية !!.



بهذه الصورة تغايرت تصورات المدرسة الاسلامية عن باقي التصورات الدينية الظلامية بكل شيئ ، فمبدأ الاطروحة الاسلامية هو ان تكون قارئا اولا وواعيا ومثقفا ومتنورا لتدخل في رحاب الفكر الاسلامي لتؤمن به من خلال وعيك انت يايها الانسان ومن خلال اجتهادك ورؤيتك للافاق وللانفس التي هي ايات جلال الله وتوحيده وعظمته المعلوم والغير مجهول ولا الذي منزو خلف الغيوب الكثيفة ،ولا تكن كالذي يعيش البدائية في فكره وعقله وعلمه لينظر لله سبحانه وللدين على اساس انه شئ خارج نطاق الزمان والمكان ويسبح ويعيش في المجهول وما وظيفته تبدأ بالحركة الا بعد ان ينتقل الانسان من هذا العالم الى العالم الاخر الغير معلوم !!.



لا ليس هذه رؤية الاسلام لوظيفة الدين ولاهي الرؤية الفلسفية التي ترى في الله شيئا غريبا عن واقع الانسان وحياته ومعلومه وحركته وتكوين اسرته ونضاله السياسي او بناء ثقافته ووعيه بل الدين نزل لوضع برنامج وعي لادراك الانسان طريق تكامله وطريق خلاصه وسعادته في هذه الدنيا قبل الاخرة حسب المفهوم الاسلامي الذي يرى انه هو الدين المتبقي لله كبرنامح بين الانسان والله سبحانه وتعالى لاغير في قوله:(ان الدين عند الله الاسلام) اما اذا تحدث الفلاسفة ونقد المفكرون وتمرد المتمردون على اديانهم القديمة التي يعتبرونها اديانا في حياتهم الدنيا فيجب عليك ايها المسلم ان تدرك ان دينك مختلف جدا عن باقي بقايا اديان تاريخية اصبحت عبئا ووزرا وثقلا واغلالا على المؤمنين بها لعدم قدرتها على مواكبة متطلباتهم وعدم صلاحيتها لحياة الانسان بعد الاسلام !!.

اما الاسلام ففي فكره الكفاية ، وفي مشروعه الوعي والتطور مع الحياة ، وفي حكمه العدل وضمان النزاهة ، وفي فلسفته دعما للعقل والاصاله ، وفي مشروعه اقرأ قاعدة كل واعي ومثقف ومجتهد ومتنور !!.



ان الاسلام دين لايخشى من الثقافة والعلم ، وان الاسلام دين ليس فقط انه دين العقل والثقافة والوعي الذي قام على مشروع اقرأ فحسب ، بل انه الدين الذي قلب المعادلة تماما بين اديان لايمكن الايمان بها الا للجهلة والبسطاء والاميين من البشر الذين يروا الخرافة انها معجز بشرية تؤكد صلة السحر بالسماء والغيب الى دين لايؤمن به الا الفلاسفة واهل النقد والوعي والقراءة والعلم والفكر .... الذين لايرون حجة على وجود الله وصحة الدين الا من خلال الحجة والبرهان والدليل والعقل والقرائة !!.

____________________________



alshakerr@yahoo.com

http://7araa.blogspot.com/