الثلاثاء، نوفمبر 12، 2013

الاعتداء على موظف بريطاني يعمل في شركة نفطية في البصرة بدعوى إنزاله راية...

http://www.youtube.com/v/7mgZEfVNlws?
 
version=3&autohide=1&showinfo=1&autohide=1&autoplay=1&feature=share&attribution_tag=kzP1G8oFXrfPSkX4UwW81g

(همجية وسفاهة الاعتداء على موظف الرميلة البريطاني باسم الحسين ع) حميد الشاكر

شيئ مقزز للمشاعر الانسانية ، التي استشهد من اجل نقائها الامام الحسين عليه السلام ، ما رآيناه من مناظر همجية بشعة بثت عبر اليوتوب والفيس بوك  وباقي تقنية الاتصال الحديثة ، وهي تنقل قيام مجموعة من الوحوش البشرية في البصرة تدعي الانتماء للحسين ع ، وعاشورائه وهي تتعرض لموظف (بريطاني)   يعمل في حقل النفط ، وتطويره في الرميلة بالضرب والاعتداء الجسدي المدمي ، الغير اخلاقي بسبب اساءة ادب هذا البريطاني بانزال راية ابي الاحرار الحسين ع من على مبناه الذي يعمل بداخله !!.
والحقيقة انني لااشك بان هذه المجموعات من الوحوش البشرية التي تلبس السواد بيننا وتصرخ باسم الحسين ع ، اما انها من الجهل والهمجية بحيث انها لاتدرك من الحسين ع ومبادئه اي مفردة ، ولهذا هي تستخدم البلطجة والعنف للتعبير عن حبها للامام الحسين ع واما انها بعثية الهوى و مندسة تحاول ضرب علاقة العراق ودولته ومصالحه بالدول الغربيةالمتقدمة التي تقدم خبراتها في المجال النفطي للعراق ، كي يقوم  من كبوته الاقتصادية الخانقة ، ولهذا جاءت فعلة هذا الجاهل البريطاني الذي ربما دفع من جهة ما او غرر به ليقوم بهذا العمل ومن ثم ليفتعل الاهتياج ثأرا للامام الحسين ورايته ليعتدى على موظف له حصانه سياسية عالية منتميةً لدولة بريطانيا التي سوف تصعد الامرحتما لتقدم احتجاجاسياسيا ودبلماسيا رسميا للعراق اليوم او بعد اليوم !!.
بل ان الامر في حقيقته :((سوف لن يقف عند العلاقات العراقية البريطانية ومصالح العراق التي سوف تتضررحتماعلى المستوى العراقي العام وانما بعدنشرهذا الاعتداء والترويج له اعلامياعلى مواطن بريطاني داخل حماية الدولة العراقية من خلال وسائل الاتصال التقنيةالحديثة ستفكر جميع الدول الاوربية المتقدمة الف مرة قبل بعثهالاي مواطن من مواطنيها يحمل خبرة نفطية او اعمارية او ... ليعمل في العراق وتطوره وتقدمه ونهضته خوفا من هذه (الهمجية العراقية ) الهائجة ان تتعرض لحياة الرعايا الاجانب في العراق او تصفيتهم جسديا لهذا السبب او ذالك !!.
نعم من حق اي فرد ينتمي للحسين ورسالته ان يدافع عن الحسين وشعائره ان تعرضت هذه الشعائر للاهانة ، او الانتقاص ، ولكن من قال ان الدفاع عن الحسين يكون بالعنف والارهاب والبلطجة والجهل والتخلف ..... كما شاهدناه على قنوات الاتصال الفضائية ، من قيام مجموعة لا نعرف ماهي مرجعياتها بالاعتداء الوحشي على انسان لم يدرك رسالة الحسين ونهضته ؟.
ومن قال ان هذا البريطاني يُكافح جهله بالحسين ع  ان كان جاهلا ويكافح غرضه السياسي  ان كان لديه اجندة سياسية بمثل هذه الاساليب الارتجالية السفيهة التي تنتهك حياة موظف حكومي اجنبي دخل للعراق بعقدحماية من قبل الدولة العراقية ؟.
وما الفرق بين هذه الوحوش البشرية  التي تدعي الانتماء للحسين ع وحبه واعتدت على حياة انسان بريطاني داخل العراق ، عبر عن سوء ادبه بهذا الشكل مع راية الامام الحسين ع وانزالها ، وما رايناه من همجية التطرف والارهاب الوهابية ، التي اعتدت على الشيخ (حسن شحاته) رحمه الله في مصر عندماخالفهم الراي فسُحل هو وعائلته من بيته وضرب وقتل وحرق امام انظار العالمين  لا لشيئ الا بسبب ان الشيخ حسن شحاته كان يختلف مع السلفية الوهابية الارهابية في الراي والمعتقد ؟.
واذا ما اردنا ، ( ان لا نبرر ) لهذا الموظف البريطاني فعلته السيئة الادب واعتبرنا : ان انزاله للعلم الحسيني في ايام عاشوراء مسألة لا تغتفر ، ألم يكن هناك بين هذه الوحوش الهمجية رجل رشيد  (يعيد الراية) الى مكانها فحسب كردعلى فعلة هذا البريطاني السفيه ومن ثم الاتصال بمركز الدولة العراقية ليطرد هذا الموظف ( كان الواجب ان يرشد هذا الموظف ويشرح له رسالة الحسين وشهادته بصورة تبرزاخلاق انصارالحسين وحضاريتهم وقبولهم للاختلاف في الراي والمعتقد .... بدلامن الاعتداء عليه يا انصار الحسين الذين تقتلون الحسين كل يوم بهمجيتكم الفكرية )  كرد فعل رسمي حضاري ليست له اي ((انعكاسات سلبية على سمعة العراق الدولية اولا))  وسمعة الشعب العراقي وحضاريته الاخلاقية ثانياوسمعة المنتمين للحسين ع  من شيعة العراق ثالثا و .....الخ  ؟؟.
في النهاية اطالب باسم الحسين ع وتضحيته الحكومة العراقية في سلطتيها التنفيذية ،والقضائية  بملاحقة هذه الشرذمة الجاهلة ، التي اعتدت على هذا الموظف البريطاني جسدياواساءت للعراق بصورة عامة ولانصار الحسين وشيعته بصورة خاصة بمقاضا هذه  الشرذمة المجرمة الارهابية المتطرفة وانزال (العقوبة القانونية)  بهم ، كي يكونوا عبرة  لغيرهم من المغرضين المندسين ومن السفهاء الذين يخاطرون بالعراق وتجربته الديمقراطية بمثل هكذا افعال مشينة ،  ومدانه امام انصار الحسين والشعب العراقي بصورة عامة !!.
              http://7araa.blogspot.com/

الاثنين، نوفمبر 11، 2013

(مفهوم الدولة وتطوراته الاجتماعية والاقتصادية التاريخية ) حميد الشاكر

(مفهوم الدولة وتطوراته الاجتماعية والاقتصادية التاريخية ) حميد الشاكر






لايختلف مفهوم الدولة عن باقي المفاهيم الفكرية او العقدية او الفلسفية او الاجتماعية .... التي تكون عبارة عن : (( تصورات يصيغها الانسان في حياته الاجتماعية ، لتقوم دلالاتها اللغوية الفكرية ، بوظيفة صناعة الصلة والاتصال فيمابين الانسان وعالم غيبياته العقدية اوالانسان وعالمه الفكري او السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او الطبيعي .. وغير ذالك )) !.

واذا ما ادركنا وفهمنا ان موضوعة صناعة المفاهيم الفكرية لدى الانسان هي عملية الهدف والغاية منها ( الاتصال ) المباشرة ، وغير المباشرة بين الانسان ومحيطه الداخلي النفسي والخارجي الاجتماعي فسيكون من السهل علينا بعد ذالك ادراك ان هذه العملية في صياغة المفاهيم الانسانية خاضعة ايضا لعملية التغير والتطور والتحول.. التي تطرأ تاريخيا ومكانيا وزمانيا على حياتنا الاجتماعية والفكرية وما يحيط بهامن مفردات متعددة ومتنوعة الوجود تؤثر بدورها في تطور هذه المفاهيم !!.

اي اننا ، عندما نتحدث عن ((مفهوم الاقتصاد)) في الفكر الانساني (مثلا) فان فكرنا لاريب سيلحظ ويناقش بدقة(تاريخ) تقلبات وتغيرات هذه العملية الاقتصادية منذنشأتها الاولى وكيفية هذه النشأة وعلاقتها بالمفاهيم الانسانية الاخرى كصناعة الكتابة .....، والى تبدلاتها النوعية في دخول فكرة النقد بدلامن التبادل السلعي البدائي في العمليات التجارية وحتى وصول وتطور المفهوم الاقتصادي اليوم الى ما يسمى (( اقتصاديات ما بعد الصناعة )) او العصر الصناعي في اقتصاد المعرفة الخفيفة !!.

وهكذا ايضا في مفهوم الدولة ، وما طرأ على هذه الدولة من تطورات في النشأة والكيفية وفي باقي المحيط الاجتماعي الانساني الاقتصادي والفكري الذي احاط بالدولة ومفهومها وأثر وتأثر بمشوع مسيرتها التاريخية ..... وحتى الوصول اليوم الى (مفهوم الدولة ما بعدالمجتمع الصناعي والحداثي ) الذي اخذت الدولة تتشكل من خلال مفاهيم عصرية حديثة ربما لاعلاقة لها بمامضى من مفاهيم ودلالات فكرية كانت هي التي تحدد مفهوم الدولة فيما مضى من تاريخ !!.

نعم بقت المفاهيم تحمل نفس المفردات اللغوية منذ عصر النشأة حتى اليوم لكن دلالات هذه المفردات ومعانيها ومضامينها ومنعكساتها ..... والرؤية الانسانية لها قد اختلفت وتنوعت بشكل يتساوق مع تطورات حياة الانسان وتشعبات وتعقيدات حياته الاجتماعية والفكرية والسياسية .... بمستجداتها التي تتطور مع الزمن وتزداد مع التاريخ !!.

وعليه ومن هذا المنطلق يمكننا القول : ان مفهوم الدولة ، كغيره من باقي المفاهيم الانسانية التي ابتكرت هذا المفهوم بدايةً ليعبرعن ظاهرة اجتماعية قامت في المجتمع الانساني تحت وطأة حاجة المستجدالاجتماعي السياسي القديم !!.

ثم ما ان لبث مفهوم الدولة في الشروع والحركة والتطور.... (( الدلالي والمعنوي ، والتصوري الفكري تبعا لحركة الاجتماع السياسية وتطوراتها الاقتصادية ، والاجتماعية الواقعية الخارجية )) حتى وصوله الى مرحلة التغيير والتكامل والتطورالانسانية التي تعود هي بدورها لتطور من مفهوم الدولة وتضفي عليه ابعادا جديدا ، ودلالات منسجمة مع الانسان وتغيراته وتطوراته التاريخية !!.

وربما بدأ مفهوم الدولة على انقاض(مفهوم القبيلة والعشيرة) ، كما يذهب اليه كثير من المنظرين الفلسفيين والفكريين القدماء والمحدثين ايضا ليكون تعبيرا عن نظام سياسي قادرعلى استيعاب التنوع الاجتماعي الاكبر حجما من دائرة القبلية وافكارها السياسية المحدودة ، وذات النمط النَسبي المعتمد على وحدة الدم والاب الاكبر ، كمرجعية لفكر القبيلة وتصوراتها السياسية !!.

وهكذا بدأ تاريخيا مفهوم الدولة يأخذشكله التقليدي في نظام الحكم السياسي (الملكي) الذي هو خطوة متطورة من نظام الحكم القبلي السياسي المحدود تاريخيا ، وبعد ذالك اخذ مفهوم الدولة يتشعب فكريا ، ويتطور اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ... بل واضيف الى هذه التشعبات والتطورات الفكرية والنوعية لمفهوم الدولة بعدٌ اثارالكثير من التساؤلات ، والابحاث الانسانية الفكرية حول مفهوم الدولة ، الا وهو مفهوم (( وظيفة الدولة )) !!.

والحقيقة ان هذاالمنعطف الفكري الانساني نحومفهوم الدولة وتطوره يمكن اعتباره من اهم المنعطفات الفكرية الانسانية الفلسفية السياسية والاجتماعية على الاطلاق الذي دفع مفهوم الدولة ، وتطوراته الى ان ينتقل الى الضفة الاخرى من ثورية الفكر السياسي الحديث حول الدولة ، وتشعب مفاهيمها الفكرية !!.

في السابق كان مفهوم الدولة في اقصى تطوراته الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية لايتجاوز كون المفهوم معبرا عن ادارة الاجتماع الانساني من خلال ((القوة والقدرة)) مع بعض التطعيمات الفكرية ، التي تطالب بعدالة الدولة اوبفلسفية مشروعها او بواقعية شرعيتها ان كانت وراثية ديمقراطية ، او ورائية عائلية ، اما بعد البحث الفلسفي المعمق الذي سلط على مفهوم الدولة في القرون الوسطى الاوربية بالتحديد لاسيما بحث ( شرعية وجود الدولة ) وربط هذه الشرعية مباشرة مع حقوق الفرد والجماعة التي ترتبط الشرعية بها ولاتنفصل عنها حسب رؤية ( روسو في العقد الاجتماعي ) وحدود وظائفها الادارية السياسية والتشريعية القانونونية ... ، فان مفهوم الدولة في الفكر الانساني اخذ ينحو مناحي جديدة تماما ، من خلالها يمكننا ان ننظر للدولة ومفهومها المتطور على : (( ان الدولة ماهي الا مؤسسة ادارية تقوم بوظائفها السياسية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية الداخلية والخارجية .... على اساس استمداد شرعيتها من المجتمع وعقدها المبرم معه من جهة ، وعلى اساس انها لاتنتمي لاي عنوان عائلي ، او طبقي او ديني ، او اثني او قومي او ...... ، الاّ عنوان المواطنة الذي يساوي بين جميع افراد المجتمع بالحقوق والواجبات )) !.

طبعا اليوم وما بعد الحداثة والتغيرات الاقتصادية العالمية ، ودخول مفاهيم التقنية ، والاتصال بقوة على حياة البشر ، واحداث هذه التقنيات والصلات البشرية المتقاربة ((نوعا جديدا))من التغيرات الفكرية والاجتماعية العالمية لايمكن الحديث عن (مفاهيم الدولة وتطوراته) في طور التنظيرات الفلسفية الكبيرة لعصور اوربا الوسيطة ، التي كانت تناضل من اجل ارساء قواعد شرعية المجتمع للدولة اوماهية وظائف هذه الدولة وحدود تدخلها في حياة المجتمع الاقتصادية او الفكرية العقدية او الاخلاقية .... وغير ذالك !!.

بل الحديث اليوم عن (اعادة تفكيك الدولة الصناعية)وانتاج ( دولة المعرفة التقنية الخفيفة) التي تعتمد بالكل على تغييرمفهوم الدولة بالتمام وانتقاله من مفهوم (الدولة القومية) التي نهضت بعدالعصر الصناعي وعصرالاستعمار ورسم جغرافية الدول الحديثة الى مفهوم (( دولة الاتحاد )) التي تلغى فيها الكثير من ( مواصفات الدولة القومية ) ، والتنازل عن كثير من سياداتها المحلية وجغرافياتها المصطنعة وتعديل مساراقتصادياتها الاندماجية لتكون مؤهلة للعب دور جزئي في اقتصاد كوني عام !!.

وربما كان((الاتحاد الاوربي)) هوالتعبير الادق اليوم للدولة المتحدة مع ان هذا الاتحاد نفسه ينفي كونه ذاهبا باتجاه اقامة((نظام كونفدرالي )) لكنه مع يتسم بسمة الاندماج واعادة تفكيك الدولة القومية ونقل صلاحياتها الخطيرة لسياسات هذا الاتحاد لاسيما السياسات الاقتصادية المشتركة !!.

على اي حال لم يعدمفهوم الدولة في اقتصاد المعرفة التقنية اليوم هو نفس منظورات مفهوم الدولة في بداية عصرالنهضة الصناعية وما تبع ذالك من عصر الكولونيات الاستعمارية التي رسم الحدود للدولة الحديثة ، بل اليوم يمكننا الحديث عن (( مفهوم الدولة مابعد الحداثة )) التي لم تعد فيه الدولة ومفهومها قاصرا : على ادارة المجتمع محليا ، او مهتمة بسيادتها القومية والوطنية بقدر الاهتمام المنصب اليوم من قبل الدولة على (كيفية تكيفها) مع اقتصاد المعرفة العالمي الذي يشكل اقتصاديات اي مجتمع داخلية !!.

نعم لا يمكن التصريح ان عصر الدولة قد انتهى من قاموس الفكر البشري نهائيا وعلى البشرية ان تستعد لمجتمع بلا دول لكن يمكن التصريح بشكل واضح ان مفهوم الدولة قد تغيروتطوربشكل لايمكن له ان يكون عائقا امام هذا الموج العالي من تقنية الاقتصاد والمعرفة ولا يمكن لاي دولة وتحت اي مبرر وعنوان ان تعلن حمايتها للمقدس الجغرافي او القومي امام العالم المتغير اقتصاديا وتكنلوجيا لكن يمكن للدولة ان تبقى سيدا لادارة المجتمع المحلي ،الغير منفصل عن المجتمع العالمي ، وان تبحث (هذه الدولة) عن فضاءات اقليمية تتحد معها(( نموذج الاتحاد الاوربي )) لتستطيع الاندماج كدولة تحمل المفاهيم ، التي تواكب العصر ومتغيراته ، ولتجنب مجتمعها الكثير من الاخطار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .. الماحقة لو بقيت منفردة عن قطيع العالم الجديد !!.

الخلاصة : بحثنا (( مفهوم الدولة وتطوراته )) لنسلط الاضواء على حقيقة غاية في الاهمية وهي: ان الدولة والرؤية لها لايمكن ان تدرس او تبحث او ينظر ... لها بمعزل عن قانون التطور والتكامل التاريخية والاجتماعية المحيط بها ، ومدى التاثيرات التي يحدثها هذا التطور والتكامل في مفهوم هذه الدولة ومضامينها السياسيةوالاقتصادية والاجتماعيةوعلى هذا الاساس لايمكن الحديث عن ((صيغة موحدة جامدة )) لمفهوم الدولة او نبحث عن صورة تقليدية لايمكن لها ان تتغير ، لمفهوم هذه الدولة ، بل الدولة مفهوم متطور مع الانسان يتشكل ويتمظهر ويقوم بوظيفته و... حسب المتطلبات والمتغيرات الاجتماعية والتاريخية مع بقاء المفهوم لغويا وتغير مضمونه ومعانيه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا !!..



alshakerr@yahoo.com

http://7araa.blogspot.com/



الأربعاء، نوفمبر 06، 2013

(( عولمة الشعائر الحسينية )) حميد الشاكر

(( عولمة الشعائر الحسينية )) حميد الشاكر




ربما لو رجعنا الى تسعينات القرن العشرين المنصرم ، لكان من الصعب علينا الحديث عن (( عولمة )) لاي ظاهرة اجتماعية انسانية قومية بغض النظر عن العولمة في اطار الشعائرالحسينية الخاصة ، التي نعيش ذكراها في عالمنا الاسلامي اليوم !!.

وذالك لا لشيئ الا بسبب ان قبل تسعينات القرن العشرين المنصرم شيئ ، وبعده كان شيئ اخر !!.

قبل تسعينات القرن العشرين المنصرم ، كان العالم لم يزل يعيش في غفوة ماقبل الانفجارالعولمي الذي وصلت ارتداداته لكل بيت في هذاالعالم وربما كانت هناك صناعة وتكنلوجيا متطورة ووسائل اتصال حديثة تجعل القرب العالمي اكثر واقعية ، لكن ومع ذالك بقيت الشعوب ، والمجتمعات العالمية المتنوعة بعيدة نوعا ماعن هذه التكنلوجيا التقنية المتطورة التي تردم الهوة بين الاتصال المباشر بين العالم ، واعتبار ان هذه التقنية التكنلوجية ينبغي ان تبقى حكرا على اصحاب النفوذ والسلطة وادارة العالم انذاك !!.

اما ما بعد تسعينات القرن العشرين الماضي ، وبعد ان طرحت تكنلوجيا الاتصالات العالمية بكل تقنياتها الحديثة في الاسواق التجارية وللاستخدام الاجتماعي العام بدأت ظواهر التغييرالعالمية الانسانية ( الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية والعالمية ) تتصاعد بوتيرة عالية وخطى اسرع بفعل هذه التقنية وتكنلوجيا الاتصالات الصناعية الحديثة (( هاتف جوال ، انترنت وسائل نقل سريعة ، رفع التعرفة الجمركية ، فتح الاسواق تحرير التجارة العالمية ...الخ )) مما فرض هذا التغيير العالمي المتسارع والمتداخل على الثقافة والفكر والسلوك البشري العالمي عملية البحث عن تسمية لهذه التغيرات الطارئة على حياة البشر فكانت (العولمة) هي الاسم الذي ارتآه الفكرالانساني الحديث منسجما مع هذه الظاهرة وهذه المتغيرات للعالم الحديث الصناعي المتغير !!.

في علم الاجتماع الحديث تناول متعدد الجوانب لمفهوم ومصطلح العولمة في العالم الحديث وربما كان الابرز في تناول علم الاجتماع لهذه الظاهرة العالمية المعاصرة هو : تعريف هذه العولمة وتاثيراتها الاجتماعية ومن ثم منطوياتها الفكرية والثقافية وتفاعلاتها القيمية والسلوكية المحلية والعالمية !.

والمهم هو ان ندرك ان العولمة : هي هذا العالم الذي اصبح اقرب مما كنا نتصوره وتحول بفعل التقارب في الصلات العالميةوالتداخلات الاقتصادية والسياسية والتطورات التقنية والالتقاءات الثقافية ... الى ( قرية صغيرة ) تنتقل فيها المعلومة بسرعة هائلة ، وتاثر حركة اي بيت صغير او سلوك جماعي في زاوية منها على مجمل هذه القرية الكونية الصغيرة !!.

بالخلاصة : ان العالم كله يشاركنا اليوم في داخل بيوتنا ونشاركه كلنا في داخل بيته من خلال وسائل الاتصال الحديثة من جهة ، ومن خلال انتشار السلع التجارية في اسواقنا ، وداخل قدور مطابخنا للاكل ، التي تطبخ عدة انواع مستوردة من الخضار واللحوم العالمية صاحبة اللغات المختلفة وفي اجندات وحسابات مصالحنا وخسائرنا من جانب اخر !!.

بمعنى اخر : فرضت علينا العولمة اليوم ان نعيد من صياغة كل شيئ في حياتنا بدءاً باسلوب تفكيرنا الذي كان ينظرللاشياء بانعزالية ومحلية لننتقل رغم انوفنا لننظر للاشياء مع الاخذ باعتبارنا مشاركة الاخرين لنا في هذه النظرة ، وحتى تشكيل سلوكنا ، اصبح للاخرين في العالم دخل اساسي في توجيهه وتقنينه ، وهكذا في كل قيمنا ومصالحنا وحياتنا اليومية ، اضحينا بفعل العولمة مشاركين للاخرين بصنعها كما ان الاخرين في العالم ايضا مفروض عليهم ان ياخذوا وجودنا ، ومصالحنا ومنافعنا ومضارنا ..... بالحسبان ، والتفكير والقيم والسلوك والمشاعر ووو غير ذالك !!.

وعلى هذا الاساس نحن اليوم نعيش في عالم لا يمكن ، الا ان يكون بهذه الصورة من الاحتكاك والمصير المشترك وفي عالم من هذا النوع لايمكن ان تنظم الحياة فيه الا على اساس مسؤولية الحقوق والواجبات ، وكما كنا ولم نزل ننظر الى اعضاء اسرتنا الصغيرة ، او ابناء محلتنا في السابق او افراد وطننا الجغرافي ... بان لهم حقوقا وعلينا واجبات نحوهم وينبغي ان يكون لهم حسابا في كل حياتنا وسلوكها ، ومخططاتها الانية والمستقبلية اصبح اليوم العالم بكل مجموعاته وجالياته وتنوعاته ولغاته وادابه وثقافاته ... بفعل هذه العولمة يفرض علينا مسؤولية حقوقه وواجباته وان لاننسى بكل تخطيط نريد التفكير به او السعي للوصول الى اهدافه ، او بكل سلوك نمارسه في حياتنا اليومية ان للاخرالعالمي مشاركة فيه وانمل في صناعته وكما انك لم تكن لتستسيغ (مثلا)ممارسة سلوك منافي لاداب التمدين عندما تجلس في مقهى محلي بالقرب من اخرين يعيشون معك في نفس الزقاق ، كذالك انت وهوالاخر العالمي مشتركين اليوم في نفس الموقع الذي تقارب جدابفعل التقنية الحديثة وتتشاركون فيه الحياة ولكل منكم مشاعره واسلوب تفكيره وقيمه .... التي ينبغي ان تحترم وان تاخذ بنظر الاعتبار !!.

قبل عصرالعولمة وتكنلوجيتها الصناعية الحديثة في الاتصالات والصلات الانسانية ربما لم يكن بعضنا ، ليطلع على عادات وتقاليد الشعوب والامم وممارساتها الدينية ، او الثقافية (( بغض النظر عن تقييمها ، او المساهمة المباشرة بصناعتها )) الا بشق الانفس من خلال قراءة الصحف او الكتب التي بحاجةالى ترجمة وطريق طويل حتى تقوم بوظيفة الصلات الانسانية الفكرية النظرية ، التي تتخيل صورة هذه التقاليد والعادات والقيم والثقافات والممارسات الدينية والعقدية لباقي الشعوب والامم !!.

اما اليوم فكل ثقافات وتقاليد وقيم ومعايير وممارسات وعقائد ، واديان ... البشر حاضرة معنا في بيوتنا من خلال وسائل الاتصال العالمية الفضائية والتلفزية ونقلا صوت وصورة وحركة وانسان وممارسة ..... ولا مجال اليوم لتخيل او رسم صورة لتقاليد شعوب بعيدة كما كان حاصلا انذاك في الزمن الغابرعندما كانت تحاك الاساطير لعادات وتقاليد الشعوب البعيدة بل وحتى نسبة صناعة الاساطيروالمتخيل والكذب اصبحت في عداد الماضي امام نقل الصورة الحيّة لباقي الشعوب ، وهي تعبر عن ذاتها ، بكل تلقائية وقرب ومباشرة ، وبدون ان يفرض عليها خيال المقروء تلك الاسطورية التقليدية العجيبة !!.

بل اكثر من ذالك ربما كان في الماضي اوماقبل الحداثة والعولمة وباعتبار ان هناك مسافة بعيدة بين شعب واخر كانت لكل شعب(( انعزاليته )) التي توفر له نوع من (( الحرية في الحركة والممارسة والتفكير )) البعيدة عن تاثير الاخرين العالميين اوالتفكير بوجودهم اوحقوقهم وتدخل مشاعرهم في صناعة ممارسات هذا الشعب او ذاك ، وكثيرا ما كانت هذه الانقطاعية او الانعزالية قشرة البيضة التي كانت تحافظ على المسميات التقليدية الباطنية كالمحلية والشخصية والهوية او الاسرية او ... الخ لكن اليوم ومن خلال فعل العولمة اصبح من المتعذر الحديث بانعزالية عن الخصوصية الثقافية او القومية او المحلية او ....... ليس بسبب ان لاوجود بعد لهذه المسميات الانسانية الاجتماعية في حياتنا ، ولكن بسبب ان هذه المسميات قد اختلفت مدلولاتها ، ومعانيها بفعل هذه العولمة حتى ان الحق الشخصي اصبح له معنى اخر هو ان تاخذ ابعاد الاخرين في حقوقك الشخصية ، التي بحاجة للفصل الدقيق بين ماهو شخصي فردي وبين ماهو حقوق المجتمع العالمي التي تطغى بامواجها العاتية على الحق الشخصي !.

نعم من حق اي فرد كما من حق اي شعب او مجتمع او جالية ان يتحدث عن حريته الشخصية في العالم العولمي اليوم لكن هناك فرق بين الحديث عن حق الحرية الشخصية ، وبين ان ندرك مؤثرات حقوقنا الشخصية هذه على حياة الاخرين وشخصيتهم وندرك مدى تاثيرحقوق الاخرين وحريتهم الشخصية على مسار واستقرار وحركة .. حياتنا الشخصية نحن ايضا !!.

ان من اخطر ما انتجته العولمة لنا اليوم انها ((هشمت او طورت)) مفهوم الخصوصية الثقافية ، او الهوية الاجتماعية المحلية بالكامل ، واحلت محله مفهوم العالمية بدلا عنه !!.

العالمية بمعنى التنوعية الانسانية التي تشارك بصناعة العالم اليوم فلم اعد امتلك من الثقافة ماهو منتج محلي ، الا بقدر ما امتلك من سلعة للاستخدام والاستهلاك اليومي داخل بيتي او وطني ، كما ان غيري هوالاخر لم يعد يمتلك من ثقافته المحلية الا نسبة قليلة !!.

اما النسبة الاكبر من تشكيل ثقافاتنا وعقائدنا وقيمنا ومعايرنا ... والانساق التي تصنع سلوكنا .... فهي لم تعد بعد العولمة منتجا محليا قابلا للابتكار الداخلي او مهيئا للاستقبال الاسري ، او الاجتماعي او الوطني الجغرافي لاغيربل هي امست منتجا عالميا بامتياز وصناعة حداثوية بلا ريب ولهذا فقد اصبح ممارسة شعيرة من الشعائر الحسينية (مثلا) في العراق لاتبتعد ابدا في تاثراتها وتاثيراتها الثقافية والفكرية والقيمية والسلوكية ... عن هذا النمط العولمي الذي يؤثر بصورة مباشرة ويتاثر بما حوله عالميا فلم تعد :

اولا : (فكرة) هذه الشعيرة محلية عراقية لاغير، او شيعية مذهبية اسلامية فحسب بل اصبحت جزءا من منظومة العالم الثقافية المنقولة فضائيا والتي تفرض نفسها على الثقافة العالمية ، كجزء مكون اليوم وفي المستقبل من مشّكلات هذه الثقافة البشريةالمعاصرة الذاهبة قدمافي صناعة عالم مختلف بكل ابعاده الانسانية الثقافية والقيمية والدينية .....الخ !.

ثانيا : على هذا الاساس من نظرة العالم الاخر اليوم ، لفكرة هذه الشعيرة الحسينية وممارسات المؤمنين بها ، وتقييم العالم العولمي اخلاقيا ، وتقبلها او رفضها مدنيا وحضاريا واقتصادياوسياسيا واجتماعيا .. سيتقرر مصير هذه الشعيرة وكيفية انصهارها بالثقافة العولمية في المستقبل !!.

ثالثا: من الطبيعي ان يكون للعالم العولمي الاخر الحق في قبول ما يناسب ذوقه الحضاري الثقافي الانساني من قيم ومعايير محلية سوف تكون احد مرجعيات (نظرته او ثقافته البشرية المستقبلية الجامعة ) ، كما ان من حق المحلي الشخصي ان يقبل او يرفض ما يناسب ذوقه الانساني العام من قيم ومعايير هذا العالم الواسع !!.

ولكن على اي حال لايدخل تحت اطارمفاهيم الحقوق والواجبات موضوعة التعايش المشترك بين المحلي والعالمي اليوم ، فصيغة التعايش قابلة للاخذ والرد اما واقع التعايش فهو مفروض على عالمنا اليوم ، وهو دائم البحث عن صيغ ثقافية قيمية مشتركة للتعايش تجمع بين المحلي والعالمي !!.

وهذه ايضا من صفات العولمة الحديثة التي فرضت على العالم ان يتقارب اكثر ويحتك اعمق ويعيش تحت سقف عالم بشكل قرية مصغرة تندفع بكل قوة لتشكيل ثقافة موحدة !.

رابعا : اذا قلنا بان المحلي سينصهر ثقافيا وقيميا ومعياريا واخلاقيا .. مع العالمي حسب قوانين العولمة القائمة فعليا وقلنا ان العالمي سينتخب ماهو الاصلح فكريا وثقافيا واخلاقيا وحضاريا وقيميا وسلوكيا من هذه الشعوب المتنوعة والمجتمعات المختلفة ، ليشكل منها ثقافة العولمة القادمة ، فيتحتم علينا عندئذ ان ننظر الى :

مالذي يشكل القاسم المشترك بين كل هذه الثقافات والقيم والمعايير والعقائد الانسانية المتنوعة لنتأكد من انها ستكون القاعدة والمرجعية لثقافة المستقبل العولمية !!.

بمعنى اخر نحن مثلا لانستطيع ان نفرض بعض السلوكيات والممارسات والافكار والقيم .... التي تتقز منها المشاعر والثقافة الانسانية العامة تحت بند حق الشعوب في انتخاب وممارسة ثقافاتها المحلية كيفما كانت لنطالب العالم باحترام هذه الثقافة ، وتقييم كل مفرداتها ، وجعلها من قواعد الثقافة العولمية الانسانية القادمة !!.

فمثل هذه الحالة لايمكن ان تفرض قبولها بهذا الشكل اللاعلمي ، ولا يمكن لعالم عولمي قائم على المشتركات الثقافية الانسانية والمصالح الاقتصادية ان يحترم ماهومحلي وغارق في المحلية الى حدالخروج عن النمط الثقافي الانساني المتحضرالعام !!.

لايمكن (مثلا) ان تفرض ثقافة القرى الافريقية البدائية القائمة على الصيد وجمع المحاصيل ، او فرض ثقافة الرعي للبدو الرحل اوالزراعة... على المجتمع الانساني العولمي الصناعي اليوم ، وجعلها من اساسيات الثقافة العولمية الحديثة ، ومن ضمن المفردات المشكلة لها !!.

بل المعقول ان يكون هناك تناسب بين ماهية الثقافات المحلية وبين ماهو انساني وحضاري ومنتميا لقيم العولمة وحقوق البشر والحرية والمسواة والعيش الكريم ..... وكل مفردات عصر العولمة !!.

ومن هذا المنطلق ايضا : لايمكن لعالم يعيش (مثلا) الحداثة بكل مفرداتها ان يتقبل ان تكون ممارسات سلوكية اجتماعية محلية وحشية تمارس باسم الشعائر الحسينية او فكرة همجية يروج لها باسم الدين او التقاليد والعرف ...... ان يكون لها موضع احترام في الثقافة العولمية القائمة والقادمة لان العولمة بحد ذاتها لا تقبل الا ماهوانساني وحضاري ومنتمي لواقع البشر وحياتهم ومفرداتهم القيمية والاقتصادية ، فكيف لمثل هذا العالم ان يتقبل الوحشية والانغلاق تحت اي مسمى وشعار !.

نعم هناك صراع في العالم العولمي اليوم بين جميع هذه الثقافات الانسانية المتنوعة التي وجدت نفسها بغيرارادتها متداخلة مع باقي الثقافات الاخرى وهذه القيم والتقاليد المتنافرة لاكثر من شعب من الشعوب البشرية !.

لكن هذا لايعني ان هذا الصراع يقوم على فرض ثقافة المنتصر على ثقافة المهزوم كما طرحه (ابن خلدون )في رؤيته الاجتماعية في المقدمة او كما يطرحه من لايدرك من مفهوم العولمة الا التحليلات السياسية اللاعلمية بل ان صراع العولمة الثقافي والفكري والقيمي .... الخ الذي طرحته الحداثة والصناعة ، والتقنية التكنلوجية المتطورة ، بالاضافة الى ماساهم فيه العقل البشري الخلاق والمبدع الحديث ،هو صراع بطبيعته قائم على مبدأ البحث عن المفردات الثقافية والاقتصادية والحضارية الجامعة بين البشر وسواء كانت هذه المفردات الثقافية في هذا المجتمع المتطور اقتصاديا او صناعيا او كانت في ذالك المجتمع المتخلف اقتصاديا او الفقير صناعيا ، وكل هذا يرجع الى ان صانع هذه الثقافة العولميةوالمخطط لمسيرتهاهوليس الانسان وميوله الشخصية لاغير بقدر مادخلت الصناعة وعولمتها بتحديد مسارات ومتطلبات هذه الثقافة !.

نخلص من هذه الرؤية ((العولمية الاجتماعية)) الى ان من يريد ان يرتقي بالشعائر الحسينية ، لتكون بمستوى الظاهرة العولمية الانسانية ومن ضمن المفردات المشكلة للثقافة العالمية القادمة ، فعليه :

اولا : ان يدرك ان للثقافة العالمية الجديدة اليوم (موازين عولمية) وقوانين حضارية وفكرية ولايمكن انتخاب هذه الثقافة العالمية لاي مفردة دينية او فلسفية او سياسية او اجتماعية .. اذا لم تكن تنسجم مع المفردات الانسانية العصرية العامة !.

ثانيا:طرح القضية وممارسة الشعيرة الحسينية هي التي تحدد اليوم عولمية هذه الفكرة والممارسة ، او محليتها التي سوف تندثر بفعل العولمة القائمة اي : ان ممارسة كالتطبير ،او ضرب الرؤوس بالسيوف ، او اسالة الدماء بوحشية او جلد الظهور بهستيرية غير سوية سلوكيا ... كل هذا يجعل من الشعيرة الحسينية ظاهرة اجتماعية غير حضارية ، ولا انسانية وغير قابلة لان تكون عولميةبفعل وحشيتها البعيدةعن العقلنةوالسلوك الانساني السوي !!.

وطبعا هذا بغض النظرعن ان هذه السلوكيات تمنع ان تنخرط هذه الشعائر الحسينية على اساس انها ممارسة صالحة ، لان تكون لبنة في بناء الثقافة العالمية القائمة ، او تكون فلسفتها او شعاراتها صالحة لان تلتقي مع العالم بما هو يدركه من مفاهيم التحضر والعالمية !!.

وهذا حقيقة بعكس مالو طرحت ومورست هذه الشعائرالحسينية محليا ومن قبل المنتمين والمؤمنين بها بنوع من المسؤولية ، والاخلاقية الانسانية التي تفرض احترامها على العالم(المعولم) اليوم من خلال ظاهرة البكاء المعبرة اوظاهرة اطعام الطعام التي تقوم على التكافل الاجتماعي اوظاهرة ضرب الصدور ، او ظاهرة الخطابة والكتابة والشعر والتجمهرات الاجتماعية او ظاهرة اقامة المراثونات الراجلة والماشية الى زيارة الحسين ...... وهكذا فكل هذه الممارسات السلوكية الاجتماعية المحلية ... بالاضافة الى الطرح الفكري الفلسفي الحضاري لقضية الثورة الحسينية سيهئ بلاشك ان تكون القضية الحسينية مفردة قابلة للانصهار بالثقافة العولمية القادمة لاسيما ان ادركنا : انه لاوجود بعد اليوم لمايسمى بالمحلي ، فكل ماهو محلي داخلي اصبح عالمياوالعالم اليوم يشاركنا بتقييم الثورة الحسينية من خلال افكارها وممارسة المنتمين لفلسفتها والمؤمنين بمبادئها



alshakerr@yahoo.com

http://7araa.blogspot.com/