الأحد، فبراير 03، 2013

كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي / القسم الثاني والعشرون

كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي / القسم الثاني والعشرون


حميد الشاكر



(( فلسفة ابن طفيل وفقاعات علي الوردي ))



7

***********************

رابعا :



لو سألنا ((مثلا)) المرحوم علي الوردي عن سبب كتابة ابن طفيل فيلسوف المغرب العربي الاسلامي انذاك لقصة (( حي ابن يقظان )) ، فبماذا كان يمكن ان يجيبنا هذا المرحوم ؟.

يجيبنا بما ذكره في كتابه ((مهزلة العقل البشري)) بان ابن طفيل اراد ان يشرح للناس ومن خلال هذه القصة (( طبيعة العقل البشري كما تفهمها الفلسفة الارسطية الاسلامية العربية !!.

ممتاز جدا واذا سألنا مرة اخرى المرحوم علي الوردي ب : لماذا اراد (ابن طفيل) ان يشرح لقراءه طبيعة العقل البشري من خلال قصة ، ولم يشأ ان يشرح هذه ((الطبيعة العقلية)) كما شرحها باقي الفلاسفة الارسطيين الاسلاميين بشكل مباشر وبلا صياغتها بقصص ادبي ؟.

المرحوم علي الوردي لم يتناول هذا المحور من فكر ابن طفيل وهو يستعد لنقد فلسفة ابن طفيل ، او قبل ان يستهزء بعقليته الفلسفية الارسطية الاسلامية في شرح طبيعة العقل البشري في هذه الفلسفة !!.



طبعا لا اعلم لماذا لم يشرعلي الوردي وهو يتناول ابن طفيل نقديا ان يذكر لقراءه جواب سؤال لماذا التجأ ابن طفيل لصياغة فكره الفلسفي حول طبيعة العقل البشري بشكل حكاية قصصية تتحدث عن انسان عاش في غابة وارضعته ظبية ؟.

ولكن ما ادركه علميا وفلسفيا وفكريا وتاريخيا .. انه لايمكن لكاتب يريد ان يحترم بحثه العلمي او الفلسفي اولا، ويصل الى ادراك واعي لمايحاول نقده من توجهات الفلسفة العربية الاسلامية الارسطية ثانيا وهولايدرك الظروف الاجتماعية والتاريخية والفكرية والاقتصادية .... التي ولدت بها هذه الفلسفة وافكارها ، او كيف كانت تتحرك وماهي اهدافها ومشروعها الذي تريد ان تصل اليه من خلال طرحها الفلسفي والعلمي هذا !!.

وهذه اشكالية من اشكاليات طرح المرحوم الوردي السطحي ، الذي يسميه نقدا للفلسفة وللفلاسفة العرب والمسلمين واليونان ، فهو رحمه الله ولانه قشري الاطلاع استطاع ان يتناول قصة ((حي ابن يقظان)) كما طرحت امامه في الكتب ، وبلا اي جهد بحثي او تعمق دراسي وتاملي لهذا المشروع الفلسفي الارسطي العربي الاسلامي ، فتوصل من خلال جهده الجهيد الى نقطة واحدة لاغير من كل كيان ابن طفيل الفلسفي وهو انه طارح :(( لقصة حي ابن يقظان التي اراد من خلالها ان يشرح لقراءه طبيعة العقل البشري )) !!.

اما لماذا طرح ابن طفيل فكره بشكل قصصي ادبي بدلا من طرحه بشكل كلاسيكي فكري تقليدي ؟.

فلم يرد ابدا على ذهن علي الوردي ان يلاحق جواب هذا السؤال او يهتم بان يشرح لقراءه : لماذا يطرح فيلسوف كابن طفيل فكره الفلسفي بشكل قصصي ادبي ، وليس بشكل كلاسيكي تقليدي ؟.

او ماهي الاسباب الفكرية او الفلسفية او السياسية او الاجتماعية.. التي دفعت ابن طفيل ليطرح فكره الفلسفي بشكل قصصي ادبي ، ويوصل من خلال هذا الاسلوب الفني رؤية الفلاسفة الارسطيين الاسلاميين لطبيعة العقل البشري ؟.



ولكن من جانب اخر من حق علي الوردي على محازبيه ، والمتولعين بفوضويته الفكرية ان يدافعوا عن ارائه واسلوب طرحه بارجاع السؤال الى ساحتنا ليسألونا نحن نقاد فكر المرحوم الوردي بالاتي : وماهي قيمة ان يشرح او لايشرح علي الوردي جميع ملابسات وابعاد فكر الفيلسوف ابن طفيل ، ويشغل نفسه بمعرفة : لماذا كتب ابن طفيل فكره الفلسفي من خلال اسلوب قصصي ادبي ، وليس من خلال شكل كلاسيكي تقليدي ؟.

بمعنى آخر: ماهي القيمة العلمية او الفلسفية التي سوف يفتقدها فكر الوردي عندما يطرح ابن طفيل عاريا تماما الا من نسبة قصة ((حي ابن يقظان)) له لاغير ، وعلى هذا الاساس انتقد علي الوردي ((ابن طفيل)) وفكره وفلسفته من خلال هذه القصة ومفرداتها فحسب ؟.



هنا لابد ان نجيب بالاتي :

بغض النظرعن ان هذا الطرح الذي يحاول التقاط الفكر اي فكر او التقاط مفردة من الفلسفة اي فلسفة ويصادر في المقابل كل واقعها الاجتماعي والسياسي والفكري والانساني ...، ليناقش هذا الفكر عاريا من واقعه وملابساته وظروفه هو طرح لاعلمي بل هو طرح مضلل بل هو طرح لايستخدمه الا اصحاب التطفل على العلم واسمه ،.....، اقول بغض النظر عن ذالك ، الا انه لايمكننا مطلقا ان نفهم اي مفردة من اي علم او فلسفة بشكلها الصحيح والدقيق والمحدد ما لم ندرك ونعي ونفهم اولا محيط هذا الفكر الاجتماعي والتاريخي والديني العقدي ، والسياسي وحتى الاقتصادي لنصل في النهاية الى اهداف ومبررات ودواعي وتوجهات هذه الفلسفة او ذالك العلم !!.

ونعم اكثر من اساء الى الفكر والعلم والفلسفة في كتاباتهم ، واطروحاتهم السفيهة هم اؤلئك اللذين يكتبون بلا ان يدركوا او يعوا او يفهموا مقاصد هذه العلوم والافكار والفلسفات ، وكيف نمت وتحركت وتصارعت وانتصرت وهزمت في هذا المضمار الاجتماعي والتاريخي والفكري والسياسي ....، وهذا هو حال مع الاسف المرحوم علي الوردي مع الفلسفة العربية الاسلامية بالخصوص والعلم الاجتماعي والنفسي والتاريخي بالعموم !!.

فهو رجل لم يفهم من ابن طفيل الا انه كاتب قصة ((حي ابن يقظان)) اراد ان يشرح من خلالها طبيعة العقل البشري ، وعلى هذا الاساس نظر علي الوردي على اساس انه عملاق منتفخ امام نحالة وضعف الهيكل العظمي الفكري لابن طفيل ، ولكن ما درى مرحومنا الوردي ان انتفاخه ماهو الا مجرد فقاعة اعلامية سياسية حزبية خمسينية ماركسية شيوعية منقرضة ومؤقتة وغير منبنية على اساس علمي وفلسفي متين وسياتي اليوم التي تنفجرهذه البالونة امام اصالة فكرالفلسفة الارسطية العربية والاسلامية من الكندي الى الشيخ الرئيس الى الفارابي ... بالعموم الى ابن طفيل وفلسفته المتينة التي لم تزل مستمرة بقوة وصلابة واقتدار واطمئنان وتاثير بشكل خاص !!.



ان ابن طفيل المولود سنة / 505 هجرية/المتوفي 581 هجرية /كان هوحلقة من حلقات الفلسفة العربية الاسلامية الارسطية التي ابتدأت بالكندي ابو يوسف يعقوب ابن اسحاق /185 هجرية / 256 هجرية/ الملقب بفيلسوف العرب والاسلام ومعروف عن هذه الحلقات العربية الاسلامية الارسطية الفلسفية منذ نشأتها على يد الكندي وحتى ابن طفيل انها الحلقات التي نهضت بالحضارة الاسلاميةالعربية بكل مفاصلها الفكريةالفلسفية والعقدية وحتى العلمية والسياسية والقانونية والعمرانية والهندسية والطبية والموسيقية الفنية .....، فلهؤلاء الفلاسفة يرجع تقدم العقل الاسلامي وانفتاحه في العصر العباسي الاول ولهم يرجع فضل تطور الفكر السياسي والقانوني (( الفارابي ب / اراء اهل المدينة الفاضلة / وابن رشد في / تلخيص السياسة لافلاطون ...)) وهكذا في باقي المجالات !!.

ولكن من الجانب الاخر لقصة الفلسفة وفلاسفتها في العالم العربي الاسلامي الحضاري كانت الصورة بلون مختلف ، حيث ان نفس هذه الحلقات الفلسفية ، التي نهضت بمجمل الحضارة العربية الاسلامية كانت تتعرض لابشع الهجمات السلفية الارهابية التي تستخدم الدين من اجل ضرب التيار الفلسفي وتصفية وجوده من الحياة العربية الاسلامية وكانت هذه الهجمات الارهابية فكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا .... تشتد وتضعف حسب مواقعها السياسية والاجتماعية ، ففي زمن الكندي وابن سينا والفارابي كان الهجوم السلفي الديني الارهابي لم يزل يشكل نواته الفكرية الارهابية بالهجوم على الفلسفة ومشروعها ، وما ان وصلت حلقات الفكر الفلسفي العربي والاسلامي الى (( ابن طفيل )) حتى استولت مجموعات ارهابية سلفية دينية متطرفة على قرار الحكم والسلطة بشكل عام في العالم الاسلامي ، فكان هناك (( ابن تيمية والغزالي وابن الصلاح ... كما اشرنا لهذا سابقا )) تصدر فرمانات تكفيرهم العلنية ضد الفلسفة بشكل عام ،وابن سينا وضد كل من يشتغل بمهنة الفلسفة والتفكير فيها بشكل خاص ووصل الوضع بالفلسفة العربية الاسلامية وبفلاسفتها من اصحاب صناعة الحضارة والحياة الى الانزواء بارائهم الفكرية خشيت التصفية والاغتيال من جهة ، وخشية غلبة الجهل والانحدار لهذه الامة ، ومعروف تاريخيا ما حصل من نكبة لفيلسوف الاندلس (( ابن رشد)) وكتبه التي حرقت ، والفلسفة فيما بعده وما ال اليه مصيرها ، وهذه الامة التي اقترن موتها وهجمت المغول البربرعليها بموت مشروع الفلسفةوفلاسفتها الذي ساهمت السلفية الدينيةبقتله لتقتل حضارة الامة الاسلامية معه ، وليس صدفة تاريخية ان تموت حضارة الامة الاسلامية ويموت اسلامها العقلي المنفتح ، وفكره الديني المستنير بموت الفلسفة وفلاسفتها الارسطيين الاسلاميين على يد البرابرة من سلفية هذه الامة والخارجين على حضارتها وتطورها !!.



نعم هذه هي الاجواء التاريخية والسياسية والاجتماعية ....، التي طرح فيها ((ابن طفيل)) استاذ فيلسوف قرطبة (( ابن رشد )) رائعته ((حي ابن يقظان)) وهي قصة ابتدأ مشروعها كما هو معروف الشيخ الرئيس (( ابن سينا )) عندما كان في سجنه وحاول (( السهروردي )) اعادة صياغتها لكن لم يصل لنا ، لا ما كتبه ابن سينا ولا السهروردي في هذه القصة ، ووصل لنا فقط قصة (( حي ابن يقظان )) ، التي انجز مشروعها ابن طفيل بكل جرأة واقتدار ومسؤولية ومغامرة تتحدى ارهاب فتاوى السلفية المدمرة والمكفرة لكل ماهو اسلامي مفكر وعقلي !!.



ومن هنا ربما نفهم جواب سؤالنا : لماذا كتب ابن طفيل فكره الفلسفي مصاغا بشكل قصة تتحدث عن انسان يعيش في غابة وحده !!.

نعم كان هو ايضا سبقا ادبيا فكريا لابن طفيل الذي استطاع ان يحول فكرا فلسفيا الى قصة ادبية ممتعة تحاول ايصال الافكار الفلسفية بشكل شيق وبسيط وتلقائي ، وهذا يدلل على ان الفلاسفة الارسطيين الاسلاميين منذ (( الشيخ الرئيس ابن سينا )) حتى ابن طفيل كانوا يدركون ما للفلسفة ومصطلحاتها ومفرداتها من تعقيد وصعوبة على فهم القارئ المبتدأ والبسيط ، ولهذا جاءت هذه المحاولات الفلسفية بصياغة افكار الفلسفة وبالخصوص ما يتعلق ب (( طبيعة العقل البشري )) ، وبشكل الحكاية القصصية ، التي تلقم المعلومة لطالبها الفلسفي بشكل سلس ومشوق وبسيط وقصصي ادبي غير ممل !!.

لكن مع ذالك يبقى احتمال ان ابن طفيل صاغ فلسفته حول ( طبيعة العقل البشري) بشكل قصصي اتقاءا لشر الارهاب السلفي التكفيري المسيطر سياسيا وارهابيا انذاك والذي يلاحق كل ما يشم فيه رائحة الفلسفة او يقرأ في احد مفرداتها اسم الفلسفة لتدميره وتصفيته ونفيه من الحياة ، هو السبب والمبرر المعقول ايضا الذي دفع بابن طفيل ليقدم فلسفته بشكل قصة يتم من خلالها مشروع الرئيس ابن سينا من جهة لتبسيط الفلسفة لطلابها ،ويتقي بنفس الوقت غضبة الجهلاء القشريين المتحجرين من السلفية الارهابية من جانب اخر !!.



كانت ((حي ابن يقظان)) لابن طفيل اذا مشروع فلسفة وليست هي مجرد قصة حول انسان يعيش في غابة لوحده كما يطرحه ويفهمه ويعيه ..عالمنا الاجتماعي الصنديد علي الوردي في كتابه (( مهزلة العقل البشري )) الذي هو كتاب اسم على مسمى بالفعل وخاصة في تناوله للفلسفة ومشروعها !.

وكان الغرض من انشاء هذه القصة وبهذا العرض الادبي محورين :

الاول : هو طبعا التخلص من التضييق على الفلسفة من قبل السلطة القائمة ، ووعاظ سلطانها من المنحرفين اسلاميا والذين كانوا يرون ان اعدى اعدائهم هو الفلسفة ومشروعها الاسلامي الارسطي العقلي فكان القصص احد وسائل الهروب من قبضة الموت السياسية والرجعية السلفية !!.

والثاني : هو الاهتمام من قبل الفلاسفة الارسطيين العرب والمسلمين بتقديم فلسفتهم الى طبقات الجمهور العريضة بالاساليب الممتعة والسهلة والشيقة ... والغير مملة وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على ان من اهم مبادئ واهداف المشروع الفلسفي الارسطي الاسلامي والذي كان يعبر عنه ابن طفيل في قصة (( حي ابن يقظان )) كانت هي : الاهتمام برقي العقلية الثقافية والفكرية لعامة الناس لتتمكن من ادراك مشروع الفلسفة ومفاهيمها وافكارها المعقدة نوعا ما، وليس كما فهمه المتطفل على الفكر الفلسفي المرحوم علي الوردي من ان فكر الفلاسفة الاسلاميين كان فكرا عاجيا ومحتقرا للجمهور ومشاكله وواقعه !!.



يتبقى الان بعد هذه المقدمة ان ندرك ماهية قصة (( حي ابن يقظان )) في الفكر الفلسفي طبعا لابن طفيل وهل كان ابن طفيل بالفعل قاصدا ان يكتب عن (( انسان عاش طفلا في غابة ليتعرف من خلال عقله على العالم من حوله ومن ثم ليتطور فكره حتى يصبح فيلسوفا )) ؟.

ام ان القصة برمتها (( قصة رمزية )) في الفكر الفلسفي لاغير وما حي ابن بقظان سوى قصة (العقل الطبيعي البشري) في ولادته ونموه وتطوره وادراكه للواقع الخارجي من حوله ، وكيفية وصوله الى الحقائق الكونية والفلسفية الكبيرة ؟.



بمعنى اخر : انا امامي الان رجل يدّعي انه عالم من علماء الاجتماع بل ومؤسس للعلم الاجتماعي العراقي الحديث ، ومفكر وناقد فلسفي لايشق له غبار .... الخ ، تناول في كتابه (( مهزلة العقل البشري )) قصة ((حي ابن بقظان)) لابن طفيل نقديا واستهزائيا ، وتوجه بكل طاقته الفكرية ، والتحليلية لفهم هذه القصة بقشرتها السطحية ليناقش القصة باعتبارها تتحدث عن قصة (( انسان عاش في غابة وليس قصة عقل يعيش داخل انسان !!. )) وناقش فيما بعد :(( هل الانسان اذا عاش في غابة يتمكن من صناعة فلسفة وحكمة عالية كالتي رواها لنا المغرور وصاحب البرج العاجي ابن طفيل )) ؟.

هنا انا اتساءل لهذا المفكر وعالم الاجتماع لاقول له : ياسيدي المفكر علي الوردي : هو من قال لك ومن درسك ومن علمك ومن فهمك .... : ان ابن طفيل كان يقصّ قصة انسان حقيقي يعيش في غابة لتأخذ انت هذا المفهوم بسطحيته وتركب عليه بحثا يتسائل علميا حول : هل اذا عاش الانسان بعيدا عن المجتمع يتمكن من صناعة معرفة ام لا ؟.



فلسفيا نحن نفهم قصة (( حي ابن يقظان )) وندرك تماما رمزيتها الى العقل الانساني ونعلم ان ابن طفيل لم يكن يتحدث عن (انسان واقعي) بامكانه ان يعيش في غابة بعيدا عن المجتمع منذ طفولته لترضعه ظبية فيما بعد ، وينموا عقله وجسده جنبا الى جنب ليستطيع ان يفكر ومن ثم يتساءل ويحلل ويستنتج الفلسفة وهو مع ظبيته الام لاغير !!!.

بل ان كل القصة لاصحاب الادراك لمشروع الفلسفة والمتخصصين بشؤونها الفكرية يعوون : ان فحوى القصة رمزية للعقل الانساني وعمله الفلسفي داخل معامل الجسد الانساني المعاش طبيعيا داخل المجتمع وفي بناه المادية لاغير ، فمن اين انت ياسيد علي الوردي فهمت مقصود قصة (( حي ابن يقظان )) لابن طفيل على سطحيتها المضحكة لتناقش القصة على اساس ماتوحيه قشريا من ادب القصة وفنها الروائي المتعدد ؟!.



علي الوردي له كتاب (( اسطورة الادب الرفيع )) : يعني على اقل تقدير المفروض ان يفهم هذا الرجل معنى من معاني الادب والذي يدخل تحت اطاره في العصر الحديث (ادبيات القصص) وان ليس كل القصص واقعية بل هناك القصص الرمزي وهناك القصص الخيالي والاخر... الخ فلا افهم لماذا هذا الرجل يتناول قصةً لفيلسوف من امثال ابن طفيل يحاول كما هو ذكره علي الوردي نفسه بالحرف (( وكان يقصد ابن طفيل من كتابة هذه القصة ان يشرح طبيعة العقل البشري كما يفهمها هو / انظر مهزلة العقل البشري / الفصل الثامن/ص 132)) ثم بعد ذالك يناقش علي الوردي القصة على اساس واقعيتها الحرفية وليس على اساس انها قصة عقل طبيعي بشري داخل انسان ، وليست قصة انسان يعيش داخل غابة ؟!.



هو هو علي الوردي نفسه يقول بالحرف :(( وقد تخيل فيها ابن طفيل انسانا يعيش في غابة / نفس المصدر / ص 132 )) ومع ذالك يناقش نفس هذا الوردي هذا التخيل الرمزي القصصي لابن طفيل على اساس انه حقيقة يؤمن بها ابن طفيل عندما كتب حول انسان يعيش في غابة ، ولهذا علي الوردي ينتقد ابن طفيل المغرور بكيفية ايمانه بانسان يمكن ان يعيش في غابة ثم بعد ذالك يصبح فيلسوفا !!!؟.

هل هذا غباء عقلي من قبل المرحوم الوردي ؟.

ام انه تكلس فكري خطير لايستطيع استيعاب وفهم حتى المفردات في ادب القصة وفي الفلسفة ؟.



في الحقيقة انا امام انسان غريب لا يتمكن حتى من وعي معاني المفردات ، التي يكتبها قلمه نفسه فكيف ليّ ان اقيم فكرا قام على هذه المهزلة الفكرية الكبيرة ، التي لاتعي معنى القصة ولا معنى التخيل ولا معنى الرمزية ... واختلافها عن الواقع ، ثم بعد ذالك تناقش هذه الرمزية القصصية على اساس انها واقعية من واقعيات الفلسفة لابن طفيل ، وتقوم بنصب حفل تهريج واستهزاء حول فكر وفلسفة ابن طفيل !!!.

والكارثة في الكوميدية الالهية هذه لعلي الوردي هي فكرنا وثقافتنا العراقية التي ليست فقط رحبت بفكر علي الوردي هذا بل وروجت له وصفقت واعتبرته عماد ثقافة وفكر العراق الحديث !!.

الان ربما يدرك مثقفونا لماذا وصل فكرنا وثقافتنا العراقية الى هذه المهزلة البشرية ، وطبيعي اذا كان رائد علمنا الاجتماعي هو من امثال علي الوردي وما يطرحه من تناقضات غريبة جيبة بل من جهالات لاتتمكن من قراءة الفكر الذي تنتقده لاغروا اذا اصبح انساننا العراقي بهذه المستويات من الغيبوبة وعدم النباهة والادراك !!!.



للحديث بقية ....

__________________________

alshakerr@yahoo,com

مدونتي ( حراء ) تتشرف بزيارتكم للمزيد

http://7araa.blogspot.com/