السبت، ديسمبر 31، 2016

ملفات 2017 العراق : مراوحة سياسية وتقدم عسكري ، تسوية تؤجل النصر وتخون ا...

ملفات 2017 تركيا : تذبذب الاسلام التركي ، انقلاب عسكري جديد ، اغتيال سفي...

ملفات 2017 السعودية : ماذا ارادت ، لماذا دعمت الارهاب ، موت سلمان كملك !...

ملفات 2017 مصر : السيسي تلميذ هيكل ، الاخوان المسلمين ، العلاقات مع اير...

ملفات 2017 فلسطين : خيانة حماس ومشعل للمقاومة ، حرب اسرائيلية جديدة على ...

ملفات 2017 سوريا : بقاء الاسد في السلطة ، تحرير حلب ، جراح السوريين !. ح...

الثلاثاء، يوليو 12، 2016

(( السعودية وجه لوجه في حربٍ مع ايران )) حميد الشاكر




يبدو بعد خطاب الامير( تركي الفيصل ) رئيس الاستخبارت العامة السعودية سابقا وعرّاب التقارب (( الصهيويهودي السعودي )) الواضح الذي القاه امام المعارضة الايرانية في باريس بحضور ( مريم رجوي ) :
ان العلاقات السعودية الايرانية   قد دخلت فعليا الى دائرة المواجهة المباشرة بين البلدين بعد ان كانت ، ولعقود من الزمن تدار من خلال حروب الوكالات  عندما كان (صدام حسين) في العراق مثلا الذراع السعودية الضاربة لايران وعندما تحول حزب الله وشيعة المنطقة العربية ذراع ايران لضرب اسرائيل والمصالح الامريكية والسعودية والخليج في المنطقة !.
والحقيقة ان تلك الدول والشعوب التي استنفدت ، وانهكت  طاقاتها ومواردها البشرية والاقتصادية والسياسية ، والعسكرية في حرب الوكالات تلك لايران والسعودية اصبحت عاجزة تماما وغير مهيئة او قادرة عن تقديم اي خدمات للصراع الايراني السعودي وذالك لتهشيم وتفتيت وابادة قدرات هذه الشعوب والدول نفسها ووصول الدمار الى عقردارها من جهة ولصحوة هذه الشعوب والدول المتاخرة التي ادركت بعدخراب بلدانها وتفتيت لحمة شعوبها وضياع موارها : ان في حروب الوكالة هذه لا يوجد لها ، او ليس لها لاناقة ولا جمل يمكن ان يعود بالنفع لهذه الشعوب من خلال هذه  الحروب العبثية القائمة بين السعودية الوهابية من جهة ، وبين ايران الشيعية الصفوية من جانب اخر !.
نعم حاولت السعودية ( بعد قضائها على عراق صدام حسين ) استبدال مصر بعراق مابعد صدام حسين المدمر لتتحمل مصر دور الوكيل في الحرب ضد ايران لكن المصريون ايضا مؤخرا ادركوا اللعبة ومصر نفسها وصلت كما وصل العراق وباقي البلدان العربية الى مرحلة الانهاك الذي لايستطيع القيام باي دورداخلي فعّال فضلا عن الدورالخارجي ليقدم الى المملكة السعودية او غيرها اي خدمة عسكرية ضد ايران تذكر !!.
حاولت السعودية ايضا ان تقحم ( في عهد الملك عبدالله ) تركيا بصراعها مع ايران ، لكن الاتراك ، ولارثهم التاريخي العثماني في المنطقة ( ينظرون الى انفسهم كسادةوخلفاء وليسواكعبيد وذيول) ففشلت المحاولة وارتدت السعودية خائبة من الحصول على وكيل كبير !!.
عندئذ وجدت السعودية  كما ايران نفسها ( مدفوعة دفعا ) للمواجهة المباشرة وبدون وكلاء مع ايران ، لتتحمل اعباء المعركة المفصلية  التي ستطيح باحد المتخاصمين المذهبيين الطائفيين العنصريين القوميين الذين  تجنبوا المنازلة المباشرة  لعقود من السنين على حساب باقي الشعوب  والاوطان في المنطقة !.
 طبعا هذه المنازلة اوالمعركة المباشرة بين السعودية وايران التي افصح عن ( كسر عظمها ) عرّاب السياسة الخارجية السعودية تركي الفيصل من خلال مساندة السعودية ((لافعى المعارضة الايرانية)) الكامنة في فرنسا لاسيما ان ايران نظرت ولم تزل تنظرالى معارضتها(منافقي خلق)بانها الخطر الحقيقي الاكبر على تجربتها الاسلامية منذ قيام جمهوريتها الثورية وحتى اليوم وهذا سيدفع ايران حتما لتصّعدبشكل مباشرمن عملها الميداني المستهدف للاطاحة بالنظام السعودي في جزيرة العرب وسيحرك هذا بدوره الكثيرمن المعادلات الدولية والاقليمية ، وسيفرض في المقابل (رؤية استراتيجية) مختلفة للاعبين الكبارلوجه المنطقة القادم الذي دخل بمعادلة امّاالسعوديةالوهابية في المنطقة واما ايران ولاية الفقيه الصفوية في نفس الحيزللمنطقة على قادة عدم امكانية اجتماع النقيضان في حيز واحد !.
وهذا يعني فيما تعنيه تطورات الصورة السعودية الايرانية :  
اولا : ان البؤر التي غذّت صراعات واضطرابات المنطقة لثلاثين سنة خلت منذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران وتحرك السعودية لضربها والاطاحة بها قد وصلت الى مرحلة ( الفصام النكد  ) الاخير بين المشروعين السعودي الوهابي الاسرائيلي من جهة والايراني الثوري الشيعي من جانب اخر !.
ثانيا : ان دول الوكالات (العراق مصر لبنان اليمن..) سيبقى الامن فيها معلقا وقلقا ومضطربا لحين حسم المعركة بين ايران والسعودية مباشرة ، وان هذه الدول والاوطان والشعوب لايمكن اعادة التوازن لهاواستقرارهاواعادة الحياة لشرايينها الا بعد حسم المعركة بين الطرفين !.
ثالثا : يمكن تصور منطقة خالية من حكم ال سعود الوهابي اذا تم تنسيق بين الادارة الامريكية ومن خلفها اسرائيل طبعا وايران على منطقة مابعد النظام السعودي الوهابي ، ويمكن ايضا تصور منطقة ، او عالم بنظام حكم سعودي دستوري ملكي مشيخي خليجي بلا (هوية وهابية) ايضا تركن فيها السعودية لنظام سياسي منضبط ( ينزوي ) عن الفعل السياسي الكبيرامام ايران ( وهذا ربما يكون بعد وفاة الملك سلمان )  !!.
لكن من الصعب تصور معادلة الاطاحة  بنظام  ((وليّ الفقيه الاسلامي ) في ايران بسبب ان النظام في ايران الآن يدخل مرحلة مابعدالاتفاق مع الولايات المتحدة وهو نظام لم يزل يتمتع بطاقات قوة دولية تسمح له بالمضي قدما مع المنطقة ومتغيراتها الاستراتيجية بعكس النظام السعودي الكهل الذي لايمتلك اي قوى ذاتية تمكنه من الاستمرار، بالاظافة الى انه نظام يستعد للانتقال الى الجيل الثالث من عائلة ال سعود وهو جيل لايمكن له الاستمرار بوحدة الجيل الثاني او بدون صراعات الشباب داخله !!.
ولهذافيبدوا ان معالم وملامح المعركة السعودية الايرانية في نهاياتها الزمنية التي تحدد شكل مختلف للمنطقة العربية والاسلامية !.
رابعا : في حال سيناريو اي تخلخل لنظام ال سعود  القائم فهناك حتمية تقسيم الجزيرة العربية الى عدة اجزاء ومن ثم الدخول في فوضى الوهابية المدمرة التي ستضطر العالم للتدخل في الجزيرة العربية لحماية بترولها ، ومصالحها الاستراتيجية الاخرى من جهة والقضاءعلى قواها الارهابية الوهابية المنفلتة التي ستكون هي المهيئة(بعد ال سعود) للسيطرة السياسية على بعض مناطق الجزيرة العربية ، واتخاذها منطلقا لضرب الاستقرار، والامن الدوليين باسم الجهاد والفتح !!.
خامسا : ايران بعد النظام السعودي ستواجه بايدلوجيات عربية مختلفة وربما ستفقد كثير من اوراقها (الاسلامية الطائفية ) في حال عدم وجود المحرك او المستفز الوهابي لها مما يجعل من ايران قوة اقليمية كبيرة بلا شك ، الا انها قوة ايرانية داخل حدودها الجغرافية فقط وليس لها اي تاثير سياسي ماعدى ربما بعض التاثير الايدلوجي الاسلامي العاطفي الخارجي !.




الجمعة، يوليو 08، 2016

( مشروع هدم قبة الرسول محمد وحرق حجرته ومسح قبره مع الارض ) حميد الشاكر

( مشروع هدم قبة الرسول محمد  وحرق حجرته  ومسح قبره مع الارض ) حميد الشاكر

عندما يتجرأ داعشي تكفيري في حرمة شهر رمضان المقدس  والمعظم وفي ليالي القدرمنه التي هي ينبغي ان تكون سلامٌ حتى مطلع فجرها بتفجير نفسه بسيارة مفخخة كانت متجهة الى قبرالرسول الاعظم محمد ومسجده المشرف وقبته المكرمة ليفجرها انتصارا لتوحيده الداعشي الشيطاني المنحرف ، فهل ينبغي على المسلمين ان يتعجبوا ، ويتسائلوا ويصدموا و..... من وجود مسلم يحمل مثل هذه العقيدة المدمرة تجاه مقدساتهم المعظمة من هتك ل(حرمة قبر نبيهم محمد رسول الله  وكرامة جسده الشريف وشرف مسجده المكرم ) ؟.
أم ان عليهم ان يدركوا ويعوا ويفهموا ان امثال هؤلاءالارهابيين والمجرمين والمنحرفين والقتلة و .. من خوارج العصر الحديث قد  تكاثروا تحت غفلتهم وبمباركة ودعم وتنظير صهيووهابي سعودي ليصل الى مرحلة النهايات من ارتداد المسلمين على رسولهم ، ونبيهم وصاحب شرعهم لمحوه من على هذه الارض وتبديل دينه وتراثه وكل وجوده تحت ذريعة وبدعة الوهابية الكبرى التوحيد والشرك ؟ .
من اي رحم نجسه وخبيثة وشيطانية واعرابية اشد كفرا ونفاقا  ولدت القاعدة ومن ثم داعش وكل تيارات وعصابات الجريمة والمنكر والفحشاء والمتاجرة بالجنس الاسود في الارض ،  والتي ترى رسول المسلمين وامين وحي ربهم وثن ينبغي ان يرجم ويحرق ويطرد وينسى و ... كي يعبد الله وحده ؟.
يبدو انه اصبح سؤال ادرك جوابه كل طوائف ، واديان ، وقوميات ، واثنيات وجنسيات..العالم اليوم ما عدى المسلمون الذين ارتضوا اولا باختطاف دينهم ثم باهانة مقدساتهم وثالثا بالتطاول على رسولهم ونبيهم الذي هو المفروض ان يكون بنص قرآنهم اولى بالمؤمنين من انفسهم !!!.         

لا نفتري بهتانا  او كذبا عندما نتحدث عن  مشروع ،  او تنظير وهابي ديني مدعوم من ال سعود والصهيونية العالمية اقتصاديا ، وسياسيا كان ، ولم يزل يعلن وبشكل سافر ان هدم قبة مسجد الرسول الاعظم محمد ( صلى الله  عليه واله)  في المدينة المنورة ، وحرق حجرته واخراج قبره من المسجد  ومحوه مع الارض كي لايعبد من دون الله  سبحانه وتعالى انما هومن اعظم الاعمال الصالحة ( وهابيا ) وهو روح التوحيد الذي بشر به الاسلام وعقيدته الصافية النقية من كل شرك !!.
فمثل هذا التنظير الوهابي ضد قبورالانبياء والرسل بشكل عام وقبر الرسول الاعظم محمد المصطفى ( صلى الله عليه واله )  وقبة مسجده الشريف بشكل خاص اصبح من ضمن البديهيات الواضحة لكل دارس، ومتعلم في المدارس الوهابية السعودية  بل ان هذا التنظير تحول (بفعل غسيل الادمغة للناشئة في الجزيرة العربية ) لمجال افتخار واعتزازعند المدرسة الوهابية التي ترى ان قبة الرسول وحجرته منزل الوحي وقبره المطّهر من قبل الله سبحانه وتعالى هي العقبة ( الوثنية ) الوحيدة  المستعصية حتى اليوم على معاولهم التوحيدية الهدّامة  التي هدمت كل التراث الاسلامي ( حسب المنظور الوهابي /  بيوت الصحابة واثارهم ومعالم حياتهم و ..الخ) الجزيري المشرك الا وثن الرسول وحجرته وقبته وقبره الذي لم يزل (( يعبد من دون الله سبحانه وتعالى )) في جزيرة العرب ولم تستطع معاول الوهابية هدمه حتى اليوم !!.
والحقيقة وبغض النظرعن ما يصرح به علنا ، وبدون اي خشية او خوف او حياء من مسلمين او مؤمنين عتاةُ وعاظ سلاطين ( بني سعود ) من ال الشيخ الوهابية من امثال ( بن باز ) الذي ارجع اسباب عدم هدم قبة الرسول وازالة قبره (خوف ال سعود السياسي على حكمهم من الفتنه) وامثال (ابن عثيمين ) الذي اجاب بالدعاء ل(تسهيل الله بهدم قبة المسجد النبوي)في احد محاضراته المسموعة والمنشورة على وسائل الاعلام  الحديثة ، فان مجلدات من شروح (التوحيد الوهابي) وظفّت لهذا الغرض منذ قيام مملكة قرن الشيطان الوهابية السعودية  وحتى اليوم !.
بل ان اضخم موسوعة لشروح كتاب ((التوحيد)) لكبيرهم الذي علمهم النفاق والكفر ( محمد بن عبد الوهاب ) الذي جمعه (عبد المنعم ابراهيم ) يذكرعدة اراء تنظيرية تاريخية ، وحديثة تتحدث عن ( ضرورات توحيدية ثلاث ) في قبورالانبياء والصالحين ، التي بنيت عليها مساجد من قبيل : ضرورة اخراج هذه القبورمن المساجدكي لاتبطل طهارة المساجدوحرق حجرة القبر لتتطهر من رجس الاوثان ، وهدم القبر ، وتسويته مع الارض ، كي لايكون شاخصا لاستقطاب مؤمنين به وبكرامته على الله مرة اخرى   !!.
ولهذا ينقل صاحب شرح كتاب التوحيد ( سليمان ال الشيخ ) رايا تمهيديا لهذا الامر عن ابي حفص بالقول : ( وقال ابو حفص تحرق الحجرة بل تهدم ) ثم يعقب شارح التوحيد سليمان ال الشيخ بقياس الاولوية بالقول : ( فاذا كان هذا كلامه في الحجرة فكيف بالقبة ؟. / ص 1601 / ج 4 / مغني المريد الجامع لشروح كتاب التوحيد / )) .
هذا هو يامسلمين الفقه ، والدين والتنظير الذي خلق ، ولم يزل يصنع الالاف والملايين من المغفلين المسلمين في مشارق الارض ، ومغاربها كي تنحصر امنيات حياتهم الاخيرة في هذه الدنيا  بان يفجروا انفسهم بقبة نبيكم ورسولكم محمد الهادي ( ص )  ، ويمسحوا قبره الشريف من الوجود ويحرقوا حجرته المقدسة التي تتنزل الملائكة فيها باذن ربهم من كل امر !.
هذا هوالمنبع الذي  حول الاسلام من السلام  والرافة والرحمة للناس اجمعين   الى لعنة وارهاب وخطف واغتصاب يتجول بين العالمين ؟.
وهذا هو المنبع الذي  حول الرسول الاعظم محمد  من باب من ابواب معرفة الله سبحانه وتعالى وطاعته وعبادته والتقرب اليه جلت قدرته الى وثن وصنم (نجس) يجب الاطاحة به وهدمه وحرقه كما حرق عجل بني اسرائيل ليذروا من ثم جسده مع الريح العاتية كي يعبد الله وحده ( وهابيا) بلا نبي مرسل ولا رسول مشرع !.
ان حتمية هدم قبة المسجد النبوي الشريف ، وحرق حجرته المباركة، ومسح قبره من على وجه الارض ( ولا اريد ان اقول امكانية اخراج جسده المقدس والعبث به ليتاكدالتوحيد الوهابي)حتمية لامفرمنها مادام قبرالرسول ومسجده ومدينته تحت الحكم الوهابي السعودي الجاهلي !!.
وما تفعله وتحاول اليوم (داعش)تطبيقه في المدينة المنورة من الاعتداء على حرمة مدينة الرسول محمد ص(كما فعل جهيمان في مكة) ومسجده المشرف وقبره المطّهر ماهو الّا مقدمة او جس نبض لجميع المسلمين  على وجه هذه الارض ليروا : هل لم تزل هناك ثمة حياة في جثة هذه الامة المسلمة تتحرك لتخليص مقدساتها من ايدي الوهابيين والداعشيين ،  والتكفيريين الشيطانيين قبل تنفيذ المشروع بصورة كاملة ؟.
ام ان هذه الامة المسلمة شبعت موتا وخرجت رائحتها منذ ان دعاها رسولها (( يايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم )) لما يحييها فابت الا ان تنقلب على عقبيها ، وتستبدل الكفر بالايمان والايمان بالكفر  !!.




الأربعاء، يونيو 29، 2016

(( من تاريخ مدينة سوق الشيوخ المعاصر .. ديكسون )) القسم الثاني / حميد الشاكر
( سوق الشيوخ بين عصرين )
ما يميز الحقبة التي حكم وادار فيها الكولونيل (ديكسون) مدينة سوق الشيوخ العراقية ( 1915م ، 1918م ) عن غيرها من المناطق الاخرى انها :
اولا: حقبة تاريخية فاصلة  بامتياز لمدينة سوق الشيوخ مابعد الهيمنة التركية والتبعية المشيخية المنتفجية لها ، والتي بقيت اجتماعيا وتجاريا وسياسيا و .. تاريخيا ما قبل ذالك تتحرك لقرون متصلة ب (  الدفع الذاتي  ) ، ومن خلال الاحكام العرفية العشائرية البعيدةعن تنظيم وادارة الدولة والحكم والقانون !.
ثانيا : ان رائد وقائد هذا الفاصل  المعاصر الجديد لهذه المدينة ، وان كان في عنوانه العام هو الاحتلال البريطاني لها وللعراق بصورة عامة الّا ان مباشر ومدير هذا التاسيس ( ديكسون  )  لسوق الشيوخ هو احد امهر ، وابرع القادة السياسيين والعسكريين البريطانيبن الذين تميزوا بفكرسياسي واداري مختلف عن ما موجود عند باقي العسكر البريطانيين الذين اداروا  وحكموا باقي مدن العراق الاخرى وربما باقي مدن العالم العربي ايضا !.
بمعنى اوسع واوضح : ان مدينة سوق الشيوخ وكما هو معروف عن نشأتها التاريخية هي من المدن  التي برزت ( للفعل ) الاجتماعي العراقي التاريخي والاقتصادي بالتحديد  منذ ( مايقارب ) الاربع قرون خلت من تاريخ العراق الحديث باعتبارها مدينة اقتصادية اكثر(في بداية امرها) منها كمدينة سياسية ، بل ان اقتصاديات هذه المدينة (( وجود التنوع المهني ، والسكاني  بالاظافة لمواردها الزراعية والنهرية )) ربما يشكل احد الاسباب الرئيسية التي دفعت (مشائخ المنتفك)لاتخاذها عاصمة سياسية لحكم تحالفهم القبلي الذي كان قائما ( بين أجود ، وبني مالك ، وبني سعيد ) ، والذي كان يمتد وينتشر في جنوب العراق من هور الحمّار الى الشطرة وحتى قلعة سكر فسوق الشيوخ كمركز ليغطي بنفوذه ( حكم هذا التحالف القبلي ) ، وسيطرته الفعلية فضاء  السماوة شمالاغربيا صاعدا ، والبصرة جنوبا نازلا ،  والعمارة شرقا !!.
وحسب ماطرحه صاحب كتاب  ((  اربع قرون من تاريخ العراق الحديث )) ( لونكريك ) في موضوعتي ( نشأة المدن النهرية الجنوبية) وعلاقة التحالف المنتفجي بالخصوص بمدينة سوق الشيوخ  ،  يتبين لنا  :
اولا : في نشاة المدن النهرية الجنوبية العراقية بصورة عامة ،  ومدينة سوق الشيوخ  بصورة خاصة يشير( لونكريك) بتعليل علمي لكيفية نشأة هذه المدن الحديثة بالقول : (( وكانت المنازل/ يقصد في القرن السادس عشر الميلادي/ النهرية نصف الدائمة في العراق الجنوبي  قبائلية في جميع الوجوه الاساسية وكان يسيطر عليها هذا الشيخ الحاكم  او ذاك ممن يعين نفسه بنفسه  اما غير هذه فالبلدان العراقية لهامناشئ مختلفة، ولكنها بسيطة. فالتناسق الواضح جدا في المسافات التي تفصل البلدان بعضها عن بعض (يدل) على ان اصل اكثر البلدان كان ( منازل القوافل ) ، ومنها ما كان قد نشأ (حول مزار )  او عتبة مقدسة واتسعت بتوارد الزوار اليها. وقد ساعدت( الحاجة لسوق يباع  فيها ) الصوف وثمار البستان والحبوب والجلود في عدة اماكن على تشييد الدكاكين ، والمناثر ( مخازن الحبوب ) مع جامع وحمام ومقهى .../ لونكريك / اربعة قرون ../ ص 22 / ترجمة جعفر الخياط / ط رابعة )  
 ثانيا : اما ما يتصل ب( المنتفك) ومشيخة حكمهم ،  وتحالفاتهم القبلية فيذكر لونكريك في احداث بدايات القرن السابع عشر الميلادي الاتي :
( وشهد الفرات الاسفل في اوائل القرن تكوّن اتحاد قبائلي قوي فكانت القبائل السائدة في الغرّاف الجنوبي وهوالنهرالرئيسي جنوب السماوة وحوالي بحيرة الحمّار بنو مالك والاجود وبنو سعيد ، وكان  مع هؤلاء وتحت سيطرتهم مئة من الفروع من الجمّالة ومربي الجاموس . على ان هذه الجمهرة كلها لم تكن لها اسم  عام ، ولا رابطة معنوية ( مفهوم الوطن  ) تربط بين اجزائها سوى تشابه الحال بين الجميع وقرب بعضهم من بعض . فنشأ من قدوم شريف من اشراف مكة ملتجئا من الحجازوعن تحكيمه في النزاع الذي كان محتدما بين الاجود وبني مالك  وعن قتله فيما بعد ، وفرار بني مالك بابنه وهو طفل الى البادية ، وعن رجوعهم به بعد ان شبّ ، وكبر واصبح  رئيسهم للقضاء على خصومهم .. من تاريخ كهذا بل من اسطورة مثل هذه ظهرت اسرة ال شبيب المالكة التي قدر لها ان تحكم مدة قرنين جمهرة القبائل المتحدة الان المسماة ب ( المنتفك ) ..../ لونكريك / نفس المصدر السابق / ص 103 ) .
والحقيقة ان هذا العرض ل(لونكريك ) في كتابه يسلط لنا الضوء :
اولا:على الكيفية التي بدأت من خلالها المدن النهرية العراقية الحديثة لاسيما النهرية الفراتية بالبروز ، والتطور  حتى الاستقرار كمدن دخلت في العراق الوطني 1921م ما بعد الاندحارالتركي  كمحافظات  واقضية  ونواحي داخل الادارة الحديثة للعراق الوطني !!.
واشارة  ( لونكريك ) للمدن ( النصف دائمة ) اشارة لها مغزى ايضا باعتبار ان حقبة ماقبل العراق الوطني كانت الغزوات ، والحروب القبلية تلعب دورا اساسيا في بقاء او نهاية هذه المدن من الوجود من جهة ،  وباعتبار ان المدن العراقية ( قبل الاندحار التركي ) كانت هي عبارة عن مدن استقبال  ومواسم لموجات القبائل الصحراوية التي كلما جفّت  وبخلت عليها الصحراء بالقوت والكلأ زحفت الى الاماكن القريبة من الانهر العراقية ، وحتى عودتهم مجددا للصحراء من جانب اخر !.
نعم لاريب ان مدينة سوق الشيوخ العراقية الفراتية  جمعت في داخلها الكثير من المواصفات المغرية لقبائل الصحراء وغيرهم لتكون هذه المدينة عنصر استقطاب لتجمعات بشرية متنوعة !!.
فهي ، وحسب التقلبات المناخية  الطبيعية التاريخية في هذا الصقع الجغرافي الذي اشتهر عنه فيضان الانهار وصعود مياه الاهوار في فترة وانحساره في فترة اخرى انحسرت عن ( تلتها = ايشانها) مياه الاهوار الفيضانية مايقارب القرن السادس الميلادي ، مما هيئها طبيعيا ((  كما ذكر لونكريك في عوامل نشاة المدن النهرية )) لتكون اولا ( منازل قوافل ) للمتنقلين في هذه المنطقة ، وسرعان ما تحول هذا (التلّ البارز )  لمدينة سوق الشيوخ ثانيا لسوق يباع ويشترى فيها البضائع وحاجات الناس المحيطين في هذه المنطقة ليتطور هذا السوق فيما بعد ليصبح سوقا ( مصدّرا )  لباقي مناطق الصحراء النجدية من بضائع و(مستوردا) ايضامنها ماتنتجه الباديةمن بضائع ومنتوجات ( صوف لبن سجاد ...الج ) ، وهكذا ثالثا لايغفل ان مدينة سوق الشيوخ كانت ولم تزل تقع على محطة من اهم محطات السفر التاريخية ،  لاسيما المسافرين لزيارة العتبات المقدسة من ايران والبصرة الى النجف وكربلاء ، واذا اضفنا رابعا ان المدينة مدينة زراعية وان انهارها واهوارهامليئة بالثروة السمكية النهرية وتربتها بعد انحسارالمياه الفيضانيةعنهاصالحة لزراعة النخيل والرز والقمح ( كانت ) والفاكهة والخضروات و .... بالاضافة خامسا ان الموقع الجغرافي للمدينة يعد سياسيا وحربيا من المواقع المحصنة  والقابلة لتكون قلعة ( نخلية ونهرية ) لكل من يريد ان يعلن التمرد والعصيان  بداخلها ضد الحكم او ضد غزوات بدو الصحراء ....الخ !.
عند ذاك تصبح مدينة سوق الشيوخ تاريخيا مدينة (استقطاب قوية) لاصحاب المهن ومستوطني الانهر وبائعي البضائع ومتاجري المنتوجات وهكذا حتى اثبتت مدينة سوق الشيوخ قدرتها على التحول لمدينة دائمة ومستقرة من جهة ، وانها مدينة استراتيجية في كل المقاييس التاريخية من جانب اخر !.
كل ذالك هو الذي هيئ ( مدينة سوق الشيوخ ) لتكون عاصمة مشائخ المنتفج السياسية (حيث كانت ترد المخاطبات السلطانية من بغدادالى سوق الشيوخ )  والاقتصادية(من خلال تطورهالميناء نهري ضخم لاستقبال البضائع الهندية والخليجية والايرانية الصاعدة الى بغداد والهابطة منها ) ، والحربية ( لكثافة النخيل والاحراش ، والمستنقعات حولها مما جعلها ارض معارك معقدة لاي عدوان على المنطقة ) والقضائية ( في مدينة سوق الشيوخ حكم على سعيد باشا بالاعدام وتم الاعدام به فعلا في هذه المدينة )  ، وهو الذي هيئ المدينة ايضا لتكون عاصمة الجنوب العراقي بلا منازع !.
ان هذه المدينة ومع ماذكرناه لها من خصال ومميزات وماتوفرت عليه لفترة تمتدلاربع قرون حديثة من تاريخ العراق التركي الا انهامن جانب اخر وقفت في منتصف الطريق ( المديني ) الذي لم يصلها لتكون مدينة بالمعنى المديني الكامل ، ولم تتراجع لتكتفي بدور القرية المنتجة للزراعة ، والثروة الحيوانية فحسب !!.
بمعنى : منذ تاسيس مدينة سوق الشيوخ الحديث كانت هذه المدينة تحمل كل الصفات المدنية الاجتماعية الناهضة فهي عاصمة الجنوب لفترة ثلاث قرون من حكم المشيخة المنتفجية لها  وفيها كل مافي المدن العراقية الكبيرة ( بغداد الموصل السليمانية نموذجا انذاك ) والعربية الاخرى من تنوع سكاني وديني وثقافي وحركة تجارية اقتصادية متجولة في التصدير ، والاستيراد ، وعلمية برزت فيها الكثيرمن الفعاليات الحضارية الكبيرة .... لكن مع ذالك كله بقيت مدينة سوق الشيوخ بلا ((حكم مدني وادارة دولة وصناعة ارشفة مباشرة لها )) مما افقدها اهم عنصر ( للمدينية المتكاملة ) بل بقيت لفترة  اكثر من ثلاث قرون متواصلة تحت حكم الاعراف القبلية والمدنية ايضاتحكمها حسب قيمها السائدة  وداخل كل صراعاتها المتواصلة وكيفما توجهت ، وتقلب مزاجها !.
هذا الواقع التاريخي القريب من (الفوضوي) تماماهو الذي طبع مجتمع مدينة سوق الشيوخ حتى بداية القرن التاسع عشرالميلادي ابّان الاحتلال البريطاني للعراق ،  او بدايته في 1914م ، وهو نفس الواقع  الذي اشار له الكولونيل ( ديكسون) في 1915 م  في كتابه عندما وصف لنا مدينة سوق الشيوخ بالاتي :
((سوق الشيوخ المدينة العربية الصغيرة على الفرات في وسط قبائل المنتفك ... ولم تكن القوانين تسري هناك حتى في ايام الاتراك قبل سنة 1914 م .... فقبائل المنتفك عنيدة متمردة ،  وكانت في حالة من الفوضى بحيث اضطرني ذالك الى حث الدائرة السياسية التي يراسها السير( برسي كوكس ) الذي كان ينظم الادارة المدنية في جنوب العراق على ارسال ضباط  لادارة  المنطقة / الكويت وجاراتها / مصدر سابق / ص 164 )) !.
نعم من الطبيعي ان (تلاصق الفوضى) هذه المنطقة ابّان الاحتلال البريطاني لها باعتبار ان القوانين والقيم الحاكمة لها هي قوانين وقيم عرفية قبلية لاغير وليست مدنية حكومية ،  وتختلف هذه الاعراف بطبيعتها بين منطقة واخرى وبين قبيلة وشيخها الاخر ، وكل هذا الوضع القائم انذاك في منطقة الجنوب بصورة عامة ومدينة سوق الشيوخ بصورة خاصة  هو نتيجة طبيعية للوضع السياسي العثماني التركي الذي كان قائما ، فالاتراك وحكمهم العثماني اعتمد بالكلية على ضبط كل مناطق العراق، لاسيما الجنوبية منها على سياسة جني واستحصال الضرائب من ملاك الاراضي ومشيخات القبائل فحسب  ثم ترك المنطقة وضبطها امنيا وقضائيا ، واجتماعيا لشيوخ التحالفات القبلية العراقية تديرها كيفما ارتات وبالاسلوب الذي تراه مناسبا !!.
وهذه السياسة استمرت منذ احتلال الاتراك للعراق ( حقبة سليمان القانوني ) حتى اندحارعثمانيتهم عن هذاالوطن على يدالاحتلال البريطاني وهي سياسة حولت العراق كله لمجرد بقرة حلوب في خزائن الوالي والخليفة العثماني في اسطنبول بدون اي تفكيرلتحمل مسؤولية هذا الوطن في الاعمار والتطوير !.
ولايتدخل الحكم   التركي انذاك ضد حكم  اي مشيخة من  القبائل الحاكمة في العراق الجنوبي الا عندما تمتنع هذه المشيخة من تقديم الضرائب او ما عليها من جبايات تقوم  باستحصالها من صغار الشيوخ ، والمزارعين التابعين لهم من جهة ليذهب بها الى الباب العالي في اسطنبول اوعندما تعلن هذه المشائخ التمرد والعصيان على طاعة والي بغداد التركي انذاك !!.
هذه هي الصورة التي حكمت منطقةالجنوب العراقي لثلاث قرون خلت وهذه هي قسماتها التي يبدو فيهاغياب حكم الدولة المباشر لهذه الاصقاع الجغرافية الجنوبية العراقية من جهة ، وهو ماساهم  ببقاء هذه المنطقة تتحرك ، وتنموا وتعيش من خلال حركتها ، ووجودها الذاتي  معتمدة على نفسها في كل شيئ من جانب اخر !.  
يتبقى لنا  من هذا العرض لاوضاع المنطقة الجنوبية العراقية ،  ابّان الوجود التركي في العراق بصورة عامة ، ولمدينة ( سوق الشيوخ )  بصورة خاصة ملاحظة ( اجتهد فيها من خلال قرائتي لما طرحته ديكسون في كتابه الكويت وجاراتها حول مدينة سوق الشيوخ في اول يوم من دخوله لها  ) وهي :
ان مدينة سوق الشيوخ وان بقيت لفترة  ثلاث قرون او اكثر قليلا  تحت حكم التحالفات المنتفجية مع باقي قبائل وعشائر هذه المنطقة الا انها مدينة تجارية قبل ان تكون سياسية !!.
اي وبمعنى اوضح ان قيم المدن التجارية والتي منها سوق الشيوخ في نشاتها تحكم على وجودها الاجتماعي وتفرض اخلاقياتها المدينية رغم وجود تدافع لحكم قيم القبيلة عليها وارادة السيطرة على مقدراتها الداخلية !!.
ولهذا ومنذ نشاة مدينة سوق الشيوخ تجاريا كانت اللمسات المدينية التجارية حاضرة بقوة في صياغة هوية المدينة من الداخل ، فهي مدينة حالها حال اي مدينة عربية بلورت لنفسها * نظام المحلات *  (( لمدينة سوق الشيوخ اربع محلات تاسيسية ، البغادة ، الحويزة ، الحضر ، النجادة ))  ،  وهونظام شبيه ب( نظام الحارات) في المدن الشامية ابّان التواجد التركي العثماني فيها وهذا النظام المديني في سوق الشيوخ يفرض عليها(ادارة)مختلفة عن نظام وادارة القبيلة  وان كان قريبا منه كحالة تنظيمية وقانونية عرفية الّا انه مختلف عنه في بعض التفاصيل العلمية الاجتماعية !.
فكان لكل محلة في مدينة سوق الشيوخ ( زعيم ) او كبير يدير ويشرف على حماية محلته والدفاع عنها من جهة  بالاظافة الى انه المسؤول مع كبار باقي المحلات على حفظ الامن للمدينة  ككل بصورة عامة من جانب اخر !!.
مسؤولية حكم ، وادارة المدينة يتم بشكل جماعي لزعماء هذه المحلات، وكذا القانون الذي يدير المدينة ايضا يتم باتفاق زعماء هذه المحلات بشكله المدني الذي ياخذ بنظر الاعتبار تنوعات المدينة الدينية ( مسلمين ، صابئة مسيحيين يهود ) ، والطائفية (سنة وشيعة) والقومية (عرب ، كرد ، عجم )  والتجارية والاجتماعية و ...الخ !.
وكل هذا في مدينة سوق الشيوخ يفرض علينا  بحث موضوعة حكم المشيخة المنتفجية للمنطقة الجنوبية العراقية بصورة عامة وعلاقة هذا الحكم والنفوذ داخل مدينة سوق الشيوخ ؟.
وهل ان نفوذ ، وسطوة المشيخة المنتفجية وقوانينها القبلية وقيمها الاجتماعية كانت نافذة داخل مدينة سوق الشيوخ ؟.
ام ان هذه المدينة ،وحسب المعطيات التي قدمناها استطاعت التمتع بنوع من الاستقلال الذاتي في حكمها المديني انذاك ؟.
يذكرديكسون تاريخيا في كتابه(الكويت وجاراتها) ان ممثل العائلة السعدونية انذاك في مدينة سوق الشيوخ هوالمرحوم (عبد العزيز الراشد السعدون/ ص 163  ) ثم يذكر في موضع اخر قادة وزعماء محلات سوق الشيوخ الاربعة الذين اصبحوا فيمابعد المستشارين المقربين لديكسون في ادارة سوق الشيوخ وماحولها ، والذين هم كل من ((حجي حسن الحمدي عميد عائلة الحمدي في سوق الشيوخ ، وحجي عباس السنيد عميد ال السنيد / في محلة الحضر كما ذكره عبد الكريم علي في كتابه تاريخ سوق الشيوخ ص 43 / ، وحجي علي الدبوس عميد ال الدبوس،والحجي ابراهيم العمّاري عميدالعمّارية واحد كبار محلة النجادة انذاك / الكويت وجاراتها / مصدر سابق / ص 166 ))
وهذا ان دلّ على شيئ فانما يدل على ان لمدينة سوق  الشيوخ في هذه الحقبة وما قبلها استقلالها الاداري عن المشيخة المنتفجية بشكل واخر ، وان مشيخة العائلة لم تكن من سكنة المدينة نفسهاوانما توجد لهافروع تسكن داخل المدينة كاحد سكنة هذه المدينة وليس لقيادتها  او ربطهات بقوانين المشيخة المنتفجية بشكل مباشر !.
اظف الى ذالك ان طبيعة المشيخة المنتفجية حتى الاحتلال البريطاني للعراق كانت تطغى عليها ( الصفاة البدوية القبلية )  التي ترفض العيش داخل المدن وهناك ايضا من الاشارات التي تؤكد : ان زعامة المشيخة المنتفجية تاريخيا كانت تفضل سكنى ( الخميسية ) على مدينة سوق الشيوخ لاتصال الخميسية بالبادية وطبيعتها الصحراوية الاكثرقربا من طبيعة مدينة سوق الشيوخ النهرية والزراعية الخانقة لاهل الصحراء !.
ثانيا : ديكسون وادارة سوق الشيوخ
.....       

                                           

الثلاثاء، يونيو 21، 2016

( من تاريخ مدينة سوق الشيوخ المعاصر .... ديكسون ) القسم الاول / حميد الشاكر

( من تاريخ مدينة سوق الشيوخ المعاصر .... ديكسون  ) القسم الاول / حميد الشاكر


الحديث عن الكولونيل والسياسي ،  والكاتب الانثربولوجي البريطاني ( هارولد ريتشارد ديكسون / تولد:1881م ، توفي 1959م ) وعلاقته التاريخية بمدينة (سوق الشيوخ العراقية ) في حقبتها المعاصر لاسيما ما بعد الاندحار العثماني التركي واحتلال بريطانيا للعراق ( 1914م / 1918 م ) هوحديث يندرج تحت ، وفي ثنايا اكثر من اطار تاريخي وسياسي واجتماعي وفكري وعلمي وعسكري و .... الخ  !!.
فهذا الرجل استطاع   ان يتحرك في عصره من خلال دوائر تهيئت له ( قدريا ) ليلعب ، ويؤثر في اكثر من ساحة سياسية عالمية وعسكرية واجتماعية ، و... عايشها في عصره ، الذي هو ( ايضا ) كان عصرا مليئا بالاحداث والتطورات ، والمتغيرات  العالمية الكبيرة  والمتنوعة في حروبها الكونية الاولى  1914م ، والثانية 1939 م وقادة  ورجال  هذه الحروب الذي كان (( ديكسون )) احد صّناعها من جهة  وسقوط الخلافة  التركية  وتقسيم تركتها  وانشاء الاوطان العربية والاسلامية فيما بعد  ودخول العالم رسميا الى عالم الصناعة والاقتصاد و ...الخ من جانب اخر !!.
والحقيقة ان كل ذالك يصلح ليكون مادةَ محاورٍبحثية تاريخية وعلمية  وسياسيةوحتى عائلية لحياة ديكسون بامتيازلكن ما يصلح له ديكسون فعلا ، وبشكل مختلف هو ان نتناول تاريخ  هذا الرجل ، ومدينه سوق الشيوخ العراقية بالذات !!.
فلديكسون تاريخ مع مدينة سوق الشيوخ ومع اهلها  يختلف عن تاريخ ديكسون العائلي ( باعتبار انه  ينحدر من عائلة ارستقراطية بريطانية عريقة ) ، وكذا يختلف عن تاريخه العسكري ،  او الوطني البريطاني وحتى تاريخه الجزيري العربي (  مع مشائخ  الخليج  ) بصورة عامة  وتاريخه الكويتي الوظيفي بصورة خاصة الذي انتقل لها في/  1929 م ، مع زوجته (فيوليت)  ليشغل منصب ( الوكيل السياسي البريطاني في الكويت) فقد كانت ايضاعلاقة مختلفةَ اللمسات عن علاقة ديكسون بمدينة سوق الشيوخ ،التي  يبدو انها سكنت  ذهن وعقل وفكر وتاريخ ديكسون ، حتى بعد انسلاخه من العراق ، وقصرالفترة  التي خدم فيها ديكسون (لم تدم اكثرمن ثلاث سنوات فقط ) وظيفيا عسكريا في مدينة  سوق الشيوخ  من جانب اخر !!.
وظفّ ديكسون  جزءا مهما وعيمقا من كتابه ( الكويت وجاراتها ) او فصلا مستقلا في هذا الكتاب ، لتكون مدينة سوق الشيوخ حاضرة فيه وهذا الكتاب ، وكما هو معروف يعتبر  من ( اهم المصادر) التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي خلفها ديكسون لهذه المنطقة النفطية الخطيرة   على المصالح البريطانية انذاك ، ومن ثم الامريكية الى وقتنا الراهن  ؟.
والحقيقة ان السؤال البحثي ، والعلمي ، والتاريخي بهذا الصدد لم يزل قائما ، وملحا في بحث محور: لماذية اهتمام ديكسون نفسه مع تاريخه المليئ  بالمغامرات ، والاحداث الاطول عمرا في باقي مناطق خدمته العسكرية والسياسية بتاريخ مدينة سوق الشيوخ على التحديد  ليذكرها في اهم كتبه او تراثه الفكري والسياسي الذي بقي لنا حتى اليوم ؟.
ولماذا عندما اراد ذكر(الكويت وجاراتها) ارتاى ان تكون مدينة سوق الشيوخ وليس غيرها من العراق من ضمن ( جارات الكويت) مع انها مدينة منفصلة جغرافيا واجتماعيا عنها انذاك وحتى اليوم ؟.
ماهو السرّ الذي بقي عند ديكسون نفسه ليرى في سوق الشيوخ محطة من محطات تاريخه العسكري والسياسي الذي لايقل اهمية عن محطة ادارته للكويت (منذ 1929 الى وفاته 1959م ) وعلاقته بشيوخ النفط الخليجي في الجزيرة العربية انذاك ولهذا كانت سوق الشيوخ حاضرة في ذاكرة ومؤلفات وتقاريرديكسون السياسية والعسكرية والاقتصادية المهمة ايضا ؟.    
طبعا لاريب ان حضور(( مدينة سوق الشيوخ )) من ضمن اهتمامات ديكسون التاريخية والفكرية والسياسية لم تكن قطعا  بسبب النفط الذي  شغف قلب العقل الراسمالي البريطاني انذاك ، وارادت بريطانيا من خلال وكلائها وموظفيها الرسميين ان يكون تحت يدها تقارير سياسية واجتماعية ، واقتصادية .. مفصلة عن هذه المناطق الجغرافية الحيوية لاقتصاد العالم وسير حركته الصناعية التجارية انذاك والى الان !!.
بل لم تكن سوق الشيوخ وماحولها  ابّان قيام العراق الوطني المعاصر لها علاقة بالاقتصاد النفطي الذي كان  ولم يزل يمثل شريان الاقتصاد الراسمالي الغربي الحديث لا لسبب معقدبل لسبب بسيط هو ان المدينة بحدودها الجغرافية لم تكن من ضمن دوائرالذهب الاسودانذاك ولاتقع هذه المدينة ( ايضا ) على مفاصل ممرات استراتيجية برية او بحرية سياسية ، واقتصادية عصرية  لتكون سببا لدفع ديكسون لرفع التقارير او الكتابة بشان هذه المدينة ، لمساسها بالمصالح الاقتصادية لبريطانيا الاستراتيجية العظمى مباشرة  !!.
اذاً اذا لم يكن الدافع الوظيفي السياسي لديكسون هو الذي فرض عليه التورخة لمدينة سوق الشيوخ ،  ولم تكن المدينة نفسها  ضمن جغرافيا النفط  التي جننت الاقتصاد الصناعي البريطاني في بداية امره ، وكذا لم تكن المدينة تشكل منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم مفصل من مفاصل الطرق الاستراتيجية الحديثة للعالم التي يتحتم السيطرة عليها استراتيجيا في مخططات الدول العظمى الحديثة !!.
اذا لم يكن كل ذالك دافع يضطر ( ديكسون ) لذكر مدينة سوق الشيوخ كاحد اهم المدن العربية الاصيلة ،  التي ارخ لها  في رحلته العسكرية والسياسية في القرن العشرين، فماهي الدوافع الحقيقية التي وان فارق ديكسون مدينة سوق الشيوخ وظيفيا (  شغل /ديكسون / وظيفة ضابط الاستخبارات لمدينة سوق الشيوخ  في ، تموز 1915 م ، وانتقل عنها للبحرين قبل الكويت في نهاية الحرب العالمية الاولى 1918م) الا انه حملها معه فكريا ونفسيا الى مفارقته لهذه الحياة في 1959 م ؟.
يبدو لي ان الدافع لديكسون ، الذي فرض عليه عدم نسيان مدينة سوق الشيوخ في تورخته ل(( سيرة حياته المهنية )) كان شيئا اعمق مماهو وظيفيً  !!.
ومن الطبيعي ان يذكر ( ديكسون ) محطة من محطات حياته المهنية السياسية ، والعسكرية في كتابه ( الكويت وجاراتها ) ويذكر عمله في مدينة سوق الشيوخ كاحد المحطات المهمة في سيرة حياته تلك لكن ما يجعلنا نميل الى اعمق من هذا السبب هو تلك  التفصيلات التي تحدث فيها عن مدينة سوق الشيوخ ،وذالك العمق الاجتماعي والروحي الذي يتسرب من بين حروف ما كتبه ديكسون عن هذه المدينة !!.
نعم ( من وجهة نظري ) ان علاقة (ديكسون) مع مدينة سوق الشيوخ لاسيما بعد انفصاله عنها وكتابته عن هذه المدينة لم تكن علاقة مهنية فحسب او كانت علاقة عسكرية جافة بين ضابط استخبارات عسكري ومدينة محتلة بريطانيا  في 1915 م ، ومطلوب منه ان يحكمها بالقوة والضبط الامني لاغير !!.
بل كانت علاقة ديكسون مع هذه المدينة فيها عدة ابعاد فكرية وروحية وسياسية وتاريخية واجتماعية و... حتى نفسية شخصية !!.
من الجانب النفسي الشخصي لديكسون ، وبعد دراسة وبحث هذا البعد بتامل ، والذي اعتبره شخصيا من اهم العوامل  التي فرضت عليه ان ينسج علاقة فوق المهنية مع مدينة سوق الشيوخ ، واهلها : ان تركيبة ديكسون الشخصية والنفسية هي تركيبة قيادية متطلعة لانجازاكبر من وظيفته العسكرية !!.
اي بمعنى اخر: اذا حاولنا قراءة التركيبة الشخصية والنفسية والفكرية لديكسون ابّان اسناد  وظيفة ادارة مدينة سوق الشيوخ له في /  تموز /  1915م من قبل الجنرال (غورنج) وبحضور السير (برسي كوكس ) الذي رفع الراية البريطانية في المدينة سنكتشف امامنا معادلتين :
الاولى:ذالك الشاب العسكري البريطاني الرائد(هارولد ديكسون) الذي يمارس اول مهامه (القيادية السياسية والادارية وليست العسكرية فقط ) لمدينة تطأها اقدامه  لاول مرة في حياته من جهة !.
ونحن امام ضابط عسكري عُرف من خلال (سجله العسكري) بالحزم والصرامة والشجاعة والذكاء الحاد والاخلاص والامانه  بالاظافة الى انه من المغامرين ، الذين لا  يشعرون بمتعة الحياة بدون الارتماء في احضان  الخطر !!.
الثانية : وهي معادلة مدينة عُرفت في تاريخها :  انها من اعرق المدن العراقية الحديثة اقتصاديا ، وسياسيا ،  ومجتمعيا من جهة وانها مدينة صعبة المراس الجغرافي والتنوع المهني السكاني والتطورالاجتماعي بالمقارنة بما كان موجودا في العراق انذاك وانها مدينة معقدة التركيبة السيوسولجية بالاظافة الى انهامدينةعرف عن اهلها البسالة والشجاعة والقتال والتمرد بين الفينة والاخرى على اوامروقوانين الحكم والدولة ؟.
في المعادلة الاولى يتحدث صاحب كتاب (العودة الى الاهوار) ( كافن يونغ) عن (نوعية شخصية) القيادات البريطانية العسكرية التي احتلت منطقة الاهوار وسوق الشيوخ بالتحديد ومن ضمنهم ديكسون ليقول : (( من  الضروري  قول كلمات بحق  الملحقين السياسيين البريطانيين وهي قضية مهمة  طالما يجري الحديث عن المشهد السياسي العراقي انذاك ،  بكل المقاييس فان اؤلئك الشباب المشتتين في الاماكن القصية الذين كانوا يتعلمون من التجربة يستحقون كل احترام ، كانوا يتحدثون العربية بطلاقة على عكس من سابقيهم الاتراك ويعملون بحماس على الرغم من متاعب الحرارة ، والحشرات ،  والاوحال محاطين بعشائر مسلحة ، دون ان يكون  تحت امرتهم  اي  عساكر بريطانيين بغرض الحماية الشخصية  في افضل الاحوال كان لديهم مجندون عراقيون لم يكونوامعصومين من الخطأبالطبع لكنهم لم يكونواجائرين ايضا احبوا قبائل المنطقة ،  وطبيعتها كان اغلبهم من المهتمين بعلم الانثربولوجيا وعلوم الاثار والطيور اعتمد نجاحهم اساسا على قوة الشخصية لانهم كانوا يواجهون رؤساءقبائل على قدركبيرمن الحزم والسطوة / العودة الى الاهوار / ترجمة حسن الجنابي/ ص 79 / 1997 / ط اولى )) .
ان هذا الوصف ل( كافن يونغ ) لنوعية  القيادات العسكرية البريطانية يسلط لنا الضوء ايضاعلى نوعية شخصية (ديكسون) الذي تكلّف فيما بعد بادارة مدينة سوق الشيوخ ابان احتلالها بريطانيا في 1915م ، بل ربما كانت شخصية ديكسون اعمق مما وصفه (كافن) نفسه لجنرالات الملحقية البريطانية ف(ديكسون) بالاظافة الى حماسه وتحمله للمشاق واتقانه للغة العربيةودراسته للانثربولوجيا الانسانية وحزمه العسكري الصارم وحبه لمدينة سوق الشيوخ واهلها وعشائرها وعدله في الحكم (وهذاماسنذكر نماذج له فيمابعد) و.. بالاظافة لكل ذالك كان فعلا امام تجربة جديدة ومختلفة عن تجاربه العسكريةالاخرى عندماكّلف بادارة مدينة سوق الشيوخ سياسيا ، واقتصاديا ، وعسكريا ، وامنيا  وقضائيا واداريا و ....الخ !.
ان هذه الوظائف السياسية والمدنية والاقتصادية والامنية  لامست بعدٌ في شخصية الكولونيل ديكسون لم يكن ليظهر للعلن لولا هذه التجربة التي قدمت لديكسون في ادارة مدينة سوق الشيوخ !!.
وفرق واضح ، وكبير بين  شخصية  كولونيل يعمل من خلال الاوامر المباشرة لمرؤسيه ، وبين قائد يعمل بمطلق الحرية معتمدا على ذكائه وحنكته السياسية وتجاربه الشخصيةفي ادارة مجتمع مدني بحاجة الى عقل سياسي ودبلماسي وعسكري وامني واقتصادي وقضائي .. مبدع ومبتكر وخلاق وحكيم وحازم وشجاع و .... الخ يعمل بمطلق الحرية بدون الرجوع الى اي احد سوى حنكته وادارته الناجحة  !!.
هذه التجربة المتنوعة سياسيا ، واداريا ، واقتصاديا ،  وقضائيا وامنيا وعسكريا و... لديكسون (وحسب ما اعتقد شخصيا) هي ما جعلت من مدينة سوق الشيوخ تجربةً ( اهم واعمق ) من كونها تجربة  عسكرية فحسب بالنسبة لديكسون الذي حمل سوق الشيوح معه وداخل ذاكرته اينما حلّ او ارتحل !!.
لاسيما ان ادركنا ان مدينةسوق الشيوخ ابّان بداية الاحتلال البريطاني لم تزل بعدُ هي(عاصمة الجنوب العراقي) السياسية والاقتصادية حتى العسكرية لمشائخ وعشائر ومدن التحالف المنتفجي انذاك !!.
اي هي المرجع والمنطلق لكل الجنوب العراقي ( منها انطلقت جيوش الجهاد في حرب الشعيبة 1914 م ، بقيادة السيد الحبوبي والتي شارك فيها ديكسون ايضا في القتال من الجانب البريطاني ) والسيطرة عليها تحدي لايمكن اسناده بريطانيا ، الاّ لجنرال تتميز مواصفاته باعلى من المواصفات العسكرية او الامنية فحسب !!.
وهنا ولد(ديكسون) السياسي والاداري والحاكم المطلق لمدينة عراقية جنوبية اسمها سوق الشيوخ في 1915 م !!.
وهنا برزت مواهب ومكامن  ديكسون السياسية التي رشحته بريطانيا ليكون المدير الفعلي ،  فيما بعد للكويت النفطية المهمة للاستراتيجيات البريطانية انذاك !!.
وهنا يكمن التحدي لديكسون نفسه الذي ابقى مدينة سوق الشيوخ مدينة اصعب من ان تنسى بالنسبة لكولونيل فتح مشوار حياته سياسيا بادارة مدينة كل زقاق  او (دربونه) من محلاتها الاربع فيه لغز محيّر او فيه بندقية يمكن ان تستقر رصاصة من رصاصاتها في قلب ديكسون ابان ادارته للمدينة !!.
يقول ديكسون في كتابه (الكويت وجاراتها)تحت فصل (انا ادير سوق الشيوخ ) : وبعد ان احتلّ الجنرال (نورمنج) الناصرية في تموز سنه 1915م ارسلت كضابط استخبارات الى سوق الشيوخ المدينة العربية الصغيرة على الفرات في وسط قبائل المنتفج ولم تكن القوانين تسري هناك حتى في ايام الاتراك قبل سنة 1914 م ،  . فقبائل المنتفك عنيدة متمردة وكانت في حالة من الفوضى بحيث اضطرني الى حث الدائرة السياسية ، التي يرئسها السير برسي كوكس ،  الذي كان ينظم الادارة المدنيةفي جنوب العراق على ارسال ضباط لادارة المنطقة وكم كانت دهشتي عندما تلقيت برقية عينني فيها السير ( برسي ) مساعد ضابط سياسي ، بالاضافة الى واجباتي الاخرى في سوق الشيوخ ../ الكويت وجاراتها / . ه . ر . ب . ديكسون / ج اول / ط اولى / صحارى للطبع / 1990م / ص 164 ، 165 .

                      https://www.youtube.com/watch?v=TADVCq9WBds


          

الجمعة، يونيو 10، 2016

(( سعودة الحج وتهويد بيت الله الحرام )) حميد الشاكر

منذ ان اختطف بنو سعود مقدسات المسلمين المشرفة (مكة والمدينة ) في الجزيرة العربية الاسلامية  في بدايات القرن العشرين ، وبمباركة ومساندة  ، ومعاونة وحماية ، وتخطيط انجليزي ويهودي واضح لهذه العائلة ، وحتى اليوم لم تتوانى هذه العائلة المتسلطة والمتسلحة بالمال والدعم الصهيوامريكي ، والسيف ، ولا للحظة واحدة في تغييب معالم كل ما هوعربي ، واسلامي لجزيرة العرب والمسلمين ولا سيما اقدس مقدسات العرب والمسلمين (مكة والمدينة ) ، وتحويلها الى معالم ابعد ما تكون عن كل لمسة عربية اصيلة واسلامية نقية  ، واقرب ما تكون للسعودة المتهوّدة ، والمتصهينة عالميا انجليزيا بشكل عام ،  وامريكيا اسرائيليا بشكل خاص !!.
فمن هدم وازالة وطمس و..المعالم العربية الاسلامية في هذه الجزيرة المحمدية باسم الوهابية ( دين بني سعود الجديد) وتوحيدهم والى نزع القداسة والهيبة والجلال من هذه الاماكن الطاهرة وتحويلها الى نسخة مماثلة ل(( لاس فيكس وشوارع لندن ))  وحتى تحويل ارض العرب والمسلمين المقدسة  لمنطلقات قواعد عسكرية ، واستخباراتية امريكية ويهودية  بما في ذالك تحويل ( مكة ) نفسها لوكرٍ للمخابرات اليهودية تختطف ، وتعتقل منها من تشاء من علماء المسلمين  وقادتهم من جهة وللتآمر وضرب كل ما هو عربي او اسلامي  يفكراو يحاول ان يفكر ان يرفع راسه امام هذا الطاغوت الصهيوني العالمي الذي يسعى بكل ما اوتي من قوة لجعل العرب  ، والمسلمين بالخصوص في هذا العالم عبيدا واذلاء وتابعين لتفوقه العسكري والصناعي، والعلمي والسياسي و ... غير ذالك !!.
لم تألوا جهدا ابدا  هذه العائلة السعودية المتصهينة بالقيام بما مناط بها من (( وظيفة استعمارية ))   استكبارية صهيوامريكية لاركاع العرب والمسلمين الى ما لانهاية ، والاسهام باسم الدين والتوحيد بتخلفهم عن باقي الامم والشعوب الانسانية وتمزيق لحمتهم وتفتيت مجتمعاتهم من خلال صناعة الحروب والصراعات الطائفية والمذهبية والدينية فيما بينهم والبين الاخر !!.
نعم ربما يندرج مشروع (( سعودة قرار الحج )) اي قيام حكومة بني سعود بمنع من تشاء   من حج بيت الله الحرام من العرب ، والمسلمين والسماح لمن  يمتلكون جوازات سفر  الموالاة للصهيوامريكية فحسب لزيارة بيت الله والحج اليه ،ربما يندرج هذا العمل ( المسعود يهوديا ) في اطار ايضا البرنامج وربما نهاياته الذي وضعته القوى الطاغوتية المستكبرة في العالم ليقوم بنو  سعود بتنفيذه على هذا القطر العربي او ذاك الاسلامي هنا ،   وهناك من الذين لم يزالوا لم يخضعوا بعد تماما للطاغوت اليهودي المحتل لفلسطين في عصرنا الراهن !!.
والحقيقة ان هذا الاجراء الذي اقدم عليه ( حكم البيت السعودي ) ضد بلد اسلامي كبير كجمهورية ايران الاسلامية مؤخرا وتحت ذرائع من السفاهة  بحيث انها  لاترتقي لاي مستوى حتى سياسيا في هذا الاطار ومن ثم بروز ( ظاهرة جديدة ) في ادارة المقدسات الاسلامية الكبرى لاسيما شعيرة الحج والزيارة لمكة والمدينة ، وفرض الحكم السعودي لمواصفاته السعودية الوهابية ، التي تحاول فرض شروط لحج  الامة حسب الرغبات والمواصفات السعووهابية من جهة والصهيويوهودية امريكية من جانب اخر !!.
ان مثل هذه الظاهرة ظاهرة خطيرة جدا ، اذا لم تكن هي ظاهرة تعلن بصراحة (خروج هذه العائلة السعودية ) على كل البديهيات الاسلامية التاريخية ، وحتى اليوم في موضوعة (ادارة المقدسات الاسلامية) في جزيرة العرب والمسلمين !!.
فمعلوم في هذا الاطار تاريخيا عربيا واسلاميا ،  وحتى اليوم ان (حج بيت الله المحرم ) ، وادارة منازله المشرفة (مكة والمدينة ) والاعتناء بحجاجه وتوفير الخدمات والحماية لهم ، وتسهيل وصولهم الى البيت العتيق و ..... الخ وان خضع في تاريخ العرب والاسلام الطويل  لهذه العائلة من الحكم اوتلك من السُلط الحاكمة الا ان مناسك حج المسلمين وحقهم بالوصول الى بيت ربهم ، وتوفير السبل لحمايتهم و.. كان ولم يزل امر يشترك القرار به وتنفيذ متطلباته جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ولا يختص بجهة دون جهة او ولايحق لاي حكومة او اميراو والي او عائلة تسلطت بالقوة او بالشورى وتحت اي مسمى اسلامي اوغير اسلامي ان تفرض شروطا محلية او طائفية او مذهبية او قبلية او سياسية او..الخ على شعائرالحج  لتمنع من تشاء وتقبل بمن تشاء  من حجاج العرب والمسلمين تحت ذرائع الامن السياسية او المصالح الاقتصادية او غير ذالك !!.
صحيح دأب المسلمون (( انفسهم)) وطاعة وايمانا بدين ربهم وتوقيرا لحرمة بيته المحرم ان يقوموا بالحفاظ على حرمة بيت ربهم فلافسوق ولاجدال في الحج ولاتعكير لصفوه وامن حجاجه و ... كل هذا حافظ عليه المسلمون طائعون محتسبون  بلا سلطة حاكمة تفرض عليهم اي من هذه الاوامر الالهية ، وليس هم اصلا بحاجة لتذكيرهم بتوقير بيت ربهم الذي لم ياتوا لحجه ، ويتحملوا مشاق سفره  وخطر دربه وانفاق اموالهم في سبيله و ... الا لتوقيره وتقديسه وتعظيمه لاغير !!.
ان ما قام به بنو سعود من احتكار ( بيت الله الاعظم) لمسماهم العائلي المنحرف وفرض شروط واحكام تصورات الفرقة الخارجية الوهابية في العصر الحديث على كل شعائره واحكامه وحدوده ، ومن ثم ارادة هذه العائلة لتجييرحج بيت الله سبحانه وتعالى لمصالحهم ومخططاتهم اليهودية المشبوهة ،كل هذا وغيره لم تجرؤا عليه تاريخيا حتى قريش الجاهلية المشركة قبل الاسلام والتي كانت تدرك ان  وظيفتها السدانية لاتتجاوز تقديم الخدمة  والحماية ، والتسهيل  لحجاج بيت الله والعرب المقدس !!.
بل لم يجرؤا احد(الا قطاع الطرق ومن يستولي على بيت رب العرب والمسلمين  ليعيث فيه فسادا وصدا عن سبيل الله ) على ان يقوم بجزء ما قام به (بنو سعود) من عبث بكل مقدسات البيت العتيق منذ تسلطهم على جزيرة العرب ، والمسلمين من خلال مؤامرة انجليزية  ويهودية مستمرة حتى الان !!.
وربما لم يان للعرب والمسلمين ( لهذا السبب اوذاك ) ان يدركوا عظم المخطط (الشيطاني) على اقدس مقدساتهم الاسلامية في مكة والمدينة ولذالك لم يزالوا لايحركواساكنا لانقاذ ما تبقى من مقدساتهم الجزيرية العربية من بين براثن (الوهابية السعودية اليهودية ) التي قضمت ولم تزل  الكثير من هذا التراث وطوته في طوامير النسيان  والغياب الى الابد خدمة لاسيادهم من شياطين الانس  !!.
لكن يبدو ان ظهور الحقيقة للعرب والمسلمين بات قريبا لاسيما ان من اهم دلائله هو بداية عبث بنو سعود حتى بقرار منع حجاج بيت الله من حج بيته المعظم وبهذا حتى اذا لم يقم المسلمون بواجبهم في انقاذ بيت ربهم فان للبيت ربا يحميه ليتحقق وعد الله سبحانه للمؤمنين به بقوله :  ((  وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم)) صدق الله العظيم !.
راسلنا :
ٍ