الخميس، أغسطس 20، 2009

(( لماذا يغضب ابو رغيف على ربه الماركسي ... بحث في العقيدة الاسلامية !.)) حميد الشاكر


(( لماذا يغضب ابو رغيف على ربه الماركسي ... بحث في العقيدة الاسلامية !.)) حميد الشاكر
_____________________
في احد مغارات ساحة الحوار المتمدين وبالقرب من احد مجاريها الآسنة كتب الفنان الماركسي الاشتراكي البروليتاري مالوم ابو رغيف موضوعا حول رحمة الله سبحانه في الفكر الاسلامي القرءاني باعتبار ان موضوعه كان يتناول الرحمة في القرءان ، وفي المقابل نقمته سبحانه أسماه ( الرحمة والنقمة الالهية ) !.
والحقيقة ان ما أثار انتباهي لموضوع الرفيق ابو رغيف ان فيه شيئ طبعا لم يقصده ابو رغيف نفسه وربما لم يلتفت اليه عندما قرر الكتابة عن رحمة ونقمة الله الاسلامي ، وهو ان مثل هذه المقالات وان كانت دوافعها نابعة من كمية كراهية مفرطة للاخر من جهة ، وعقدة مزمنة من ايام الطفولة والشباب للفنان ابو رغيف ، ولكن في مثل هكذا مقالات يكون لها انعكاس مختلف في طعمه ولونه ورائحته ..... على امثالي على الاقل !.
نعم عندما أقرأ شخصيا هذا النوع من الكتابات الغاضبة والثائرة على ربٍ شخصي لمالوم ابو رغيف هو ليس بالضرورة نفس الربّ الذي يعرفه حميد الشاكر ، تثار في داخلي اكثر من سؤال وسؤال ، كما تتحرك في اعماقي اوتار لم تكن لتتحرك لولا مثل هذه الكتابات التي كنت ارجوا ان ينشرها مالوم ابو رغيف في الهواء الطلق وبعيدة عن الغرف المخنوقة برائحة الاجساد وافرازات غددها المتعفنة والمسيطر عليها بادوات المكياج العصرية الماركسية المتلاصقة بين رجال ونساء الحوارالمتمدين بصعوبه لتكون فائدة هكذا طرح جميل عن الله ورحمته ونقمته في الاسلام عامة لجميع القرّاء ، مع اني من جانب اخر لااستطيع ضمان ان يكون لمثل هكذا كتابات نفس الانعكاسات التي انعكست فكريا عليّ شخصيا فاحد الاشخاص طلب منّي ضرورة الردّ بعنف على مثل هذا التجديف العلني على الله سبحانه وتعالى ، كما طُلب مني في المقابل ان اسأل مالوم ابو رغيف عن زمن تنصره وارتداده عن الاسلام باعتبار ان هناك من يعتقد ان ابو رغيف انسان مخدوع بما يطرح تنصيريا مسيحيا من دين ورب المحبة والسلام الغربي هذه الايام ، والذي هو هو ومسيحيا شنت جميع الحروب الصليبية التي ابادت ملايين البشر تحت اسمه !.
لكنّ وباعتبار ان لي رؤية اسلامية مختلفة تماما بمثل هكذا مواضيع لاتؤمن مطلقا بضرورة وجود اي مبرر لانفعالات عاطفية دينية ليس لها اي سند اخلاقي وقانوني وفكري يدفع بالضد من طارح الفكر ومهما كان خارجا عن السياقات المألوفة انسانيا حول الله ووجوده وصفاته وكينونته سبحانه أرتأيت ان اجادل ماطرحه الصديق ابو رغيف باسلوبي وتأملاتي وافكاري وفهمي الشخصي لموضوعة علاقة الانسان بربه وخالقه باعتباره الفردي وليس الجماعي !.
اي ان من ضمن مااعتقد به فكريا واسلاميا : إن لكل فرد بشري ربه الخاص الذي يفهمه هو بشكل مختلف عن الاخرين من خلال التربية الاسرية والبيئة الاجتماعية ومن ثم القدرات الذهنية التي تؤهله للتعرف على هذا الرب او هذا الاله بشكل مختلف نوعا ما عن باقي المجموع ، فاذا وجدت انسانا يرى الله سبحانه كتلة من الرحمة لاغير فهذا يعبر عن حقيقة مختلفة عن حقيقة انسان اخر يرى في نفس هذا الاله كتلة من الغضب والانتقام لاغير ، وهكذا من يرى الله سبحانه باعتباره بحر من الجود لانهاية له ، واخر من يرى الاهه هواه كما عبر القرءان الكريم نفسه عن معتقدات البشر واختلافاتها النوعية ، بل ان مقولة بعض اصحاب الالحاد والانكار الفلسفية للوجود الرباني التي تقول :(( ان الانسان هو الذي يخلق ربه وليس الرب هو الخالق للانسان )) أرى في مثل هذه الفلسفة نصف حقيقة بداخلها تحاول ان تعبر عن ماهو موجود بالفعل في الحياة البشرية وكيفية رؤيتها الفردية لهذا الاله وكمية سعة او ضيق افق اي انسان لموضوعة الرب او الخالق او الله ، وكيف ان لكل انسان منا سعة فكرية معينة من خلالها يتعرف على الله ليراه بالشكل الشخصي بالنسبة اليه وبمغايرة عن الاخرين !!.
ومن هنا رأيت وقرأت مالوم ابو رغيف وهو يكتب عن ربه بغضب ، وربما خطأ مالوم الاكاديمي انه اعتقد ان ربه هذا الذي يرى فيه الغضب والانتقام والكراهية للبشر ... هو هو نفسه رب والاه حميد الشاكر الاسلامي ، ليعمم شيئ لايقبل التعميم في حقيقته ، وهذه احد النقط التي دفعتني لتناول موضوع الرفيق ابو رغيف لاشير له : انه وان كنت وامثالك كثير يكتب باعتقاده عن الاخر ومعتقده ودينه الاسلامي ، لكن في الحقيقة انا وامثالي نجد في مثل كتاباتكم الشخصية غايات واهداف اخرى لاينتبه لها حتى كتّب المقالات الكبيرة انفسهم ، ونعم كان مقصودك تناول الله الاسلامي في رحمته ونقمته ، لكنني اكتشفت شيئا مختلفا ومغايرا وفلسفيا وعميقا هو خطأ من يعمم نتائج فكره الشخصي على الاخرين في مسألة الله الكبيرة جدا ، ولهذا نرى ومن وجهة نظرنا البسيطة ان جذر الارهاب الفكري في العالم البشري كله هو هذه النقطة بالذات ، ولاغرابة ان وجدنا مالوم ابو رغيف متطرفا في فكره بسبب ن هذا المالوم يعتقد انه يستطيع ان يؤسس لفهم الاخرين عن ربهم من منطلق انه القادر على فهم رب المسلمين جميعا وتشخيص وجوده الواقعي وكيفية التعامل والنظرة اليه !!.
هنا تكمن الكارثة في الاديان والايدلوجيات حسب مقاسات افكار الافراد الشخصية ، الانسان المسيحي يعتقد انه قادر على استيعاب معنى الاه المسلمين ، وقادر ايضا على تصويره بشكل انه منتقم وناقم وكاره دوما لخلقه وبشريته ، ولهذا هو يدعو المسلمين للانتماء وتبني الاه الحب والسلام الذي صنعه شخصيا لمسيحيته !.
كذالك الانسان المسلم عندما يحاول قراءة عقيدة الاخرين في ربهم والههم ، وبدلا من ان يدرك الاه الاخرين كما هو معروف عندهم ، يحاول معرفته من خلال مقاساته الفكرية الشخصية لتكون المحصلة والنتيجة انه امام الاه ورب في المسيحية لايمكن الايمان به مطلقا لتناقضاته التي لايلبس عليها لباس ، فهي بين التحدث عن رب المفروض انه يحمي الطيبين من خلقه في مقابل الاشرار ، واذا بنا امام رب لم يستطع ان يحمي نفسه عندما صلبه الملك الروماني انذاك .... وهكذا !.
مالوم ابو رغيف الذي نشأ ببيئة ريفية وعشائرية وقبلية تكون علاقات الاسرة بين الاب والام ليس فيها اي معنى حضاري او علمي او فكري ، وكذا هذا المالوم الذي انتقل من طبقات الانغلاق الاجتماعية مثلي تماما الى فضائات العالم المختلف يريد برمشة عين ايضا ان يدرك الاه الاخرين الاسلامي في بعض كتاباته حول موضوع العقيدة البشرية ، فهو اولا يبدأ بالحديث هكذا عن الاه الاخرين الاسلامي الاه حميد الشاكر وغيره باعتبار ان مالوم ابو رغيف هو ليس من ضمن المؤمنين بهكذا الاه غريب الاطوار ليقول مفتتحا مقاله :(( على الرغم من ان كل سور القرآن تبتدأ بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم، عدا صورة التوبة فهي استثناء، الا ان الرحمة التي يصف الله بها نفسه في كل سوره هي صفة متنحية، زائلة غير ثابتة، فسرعان ما ينقلب الله على رحمته ويتحول الى منتقم جبار، مهلك ومذل، ينسى رحمته ووعوده وعهوده ويجد لذة مبهمة بانزال عقابه و باستعراض وسائل واداوات تعذيبه، نارا وجحيما وملائكة جلادين وحريقا ومقامعا من نار وطعاما من غسلين وسلاسل حامية وخوزايق .))!.
طبعا هنا الرفيق مالوم ابو رغيف واقع في فخ عقدي نصبه لنفسه من غير شعور منه على الاطلاق ، وقبل ان يدرك ابو رغيف انه في مأزق نحن بحاجة الى دورة كونية كاملة حتى يفهم ابو رغيف الفرق بين هذا الاله الذي يتحدث عنه باسم القرءان والاسلام ، وبين الاله الذي هو في داخل نفس مالوم ابو رغيف وحسب ادراكه وسعة افقه الثقافي لاغير !.
لو سألتني شخصيا : هل تعرف هذا الاله الذي يتحدث عنه ابو رغيف بعدما زالت رحمته سريعا جدا من على الخلق ، وتحول بلحظة الى منتقم وعصابي وهائج وملتذ بعذاب خلقه ومهلك ومذل ومستعرض وسائل اجرام سلاسل وقوازيق ونار ...الخ ؟.
لاجبت وبملئ الفم المفتوح : لا !.
انا شخصيا وكمسلم انهل عقيدتي حول الله وصفاته من القرءان لم اصادف هذا الاله الذي يتحدث عنه الرفيق مالوم ابو رغيف وغيره ، بل صادفت الاهاً وسعت رحمته كل شيئ ودود رحيم عادل متفضل كريم مع المظلوم ضد الظالم ، جميل لطيف صاحب جنّات وخضرة وانهار ونساء غاية في الجمال والنظافة ، وخمر ومجالس انس وراحة بال ، وطمأنينة وسعادة ...الخ !!.
إذن من اين اتى مالوم ابو رغيف بربه هذا الذي زالت رحمته وثبتت نقمته وقوازيقه لاغير ، بينما أتانا حميد الشاكر بربه الذي زالت نقمته وثبتت رحمته وسعادته ؟.
الجواب : انه وكما يبدو من واقع الحال ان شأن النظر للعقيدة الالهية شأن فردي شخصي ، وعندما حاول ابو الرغيف التحدث عن الاهه وربه المستعرض لوسائل تعذيبه لم يبعد ابو رغيف بعيدا عن بيئته واجتهاده الشخصي وثقافته الاجتماعية ، فالاه ابو رغيف شبيه بالاب الذي عاش معه ابو رغيف في داخل اسرته عندما كان صغيرا وهو يرى هذا الاب المتجبّر المنزوع الرحمة وهو ينهال بسياطه على العائلة كلها لاذلالهم والسيطره بالارهاب عليهم والتعامل معهم بكل ماهو ناري وقاسي !.
وهكذا ربّ مالوم ابو رغيف لم يبتعد عن رؤيته الشخصية التي ترى ان هناك شعورا داخليا بالحرب بين ابو رغيف وربه ابتدأت من مدارج الاسرة ومن خلال ذالك الاب العنيف والهمجي ، لتنتقل هذه المعركة لساحة اوسع عندما تخلص ابو رغيف من وصاية ربوبية الابوة الاسرية ليستقل بمعركته مع ربوبية السماء والعقيدة الداخلية لمالوم ابو رغيف ، وعلى هذا الاساس يشعر ابو رغيف ان ربه اذا ظفر به في يوم من الايام فانه سوف يشوي جلده بعد ان يسلخ عظمه ليهيئه لابتلاع القازوق وتجرع سمّ الغسلين وبقايا ملوثات بطن الانسان وامعائه بسبب الحرب المعلنة بينهما على الدوام ومنذ الاسرة حتى اليوم !!.
وهكذا لايرى مالوم ابو رغيف اي صورة ايجابية لالهه الشخصي الذي اعتقد انه الاه المسلمين جميعا وقرءانهم خطئاً ، بل ان ابا رغيف على صواب عندما يرى ان مآل العلاقة العقدية بين ابو رغيف وربه هو مآل ومصير اسود فيه كل ماهو رهيب وارهابي وعنيف وانتقامي وكئيب ومهلك ومذل !!!.
هذا بعكس رب والاه حميد الشاكر الذي استقاه من بيئته واسرته تربويا وفكريا وايضا على اساس انه اسلاميا ، فمعروف الحديث الشريف :(( مامن مولود الا ويولد على الفطرة ثم ابواه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه )) باعتبار ان البيئة الاسرية هي الباني الاول لعقيدة اي انسان منا ، ثم استقل حميد الشاكر من وصاية الابوة الفكرية عن العائلة ليتعرف على الالهه باستقلالية اسلامية وهو يحمل الاله او صورة الاب الرؤوف الرحيم الودود العادل ... داخل عائلته الاسرية الصغيرة وهي منعكسة في الالهه الاسلامي ، الذي ما ان تعرف عليه حميد الشاكر وهو ناضج ومستقل حتى اكتشف رب رحمة لاتعرف الانتقام وعدالة لاتقبل الظلم وسعادة لاتفضي الى الالم والتعاسة !!.
طبعا هناك اختلاف في الرؤية بين الاه ورب مالوم ابي رغيف الذي يعتقد انه هو هو الاه جميع المسلمين القرءانيين وبين الاه ورب حميد الشاكر المسلم القرءاني الذي يقول بصفات الاه مختلف وبالنقيض من الاه مالوم ابو رغيف ، وهذه الاختلافات الفكرية تتلخص بالاتي :
اولا : حميد الشاكر يرى في الرحمة الالهية الاسلامية التي يؤمن بها والتي هي الدافعة له لرؤية الرب الاسلامي بشكل مختلف على اساس انها نبع وفيض وامداد وجودي لجميع الكون وبجميع خلقه ، ولايمكن تصور ازالة هذه الرحمة او انقطاعةها ولو لطرفة عين ، من منطلق انه في لحظة زوال الرحمة الالهية الاسلامية وانقطاعها يكون انهدام وانقطاع وزوال الكون والانسان والخلق كله وهذا هو معنى ان رحمة الله وسعت كل شيئ !.
اي ان معنى رحمة الله الاسلامي عند حميد الشاكر هي علة لمعلوم الخلق الكوني بمافيه الانسان ، فعلة وجود الانسان المعلوم هي رحمة الله الممتدة لهذا الانسان ، ولو فرض ان رحمة الله انتفت او انتزعت او زالت من حياة الانسان ، فان ذالك يعني نهاية هذا الوجود البشري الانساني المعلول ، فالرحمة الالهية ومعناها ، مثل قانون العلة والمعلوم في الجاذبية لسحب الاشياء الى الادني ، وكعلة الاحراق للنار وغليان الماء لدرجة مئة ، فكل هذه القوانين بزوال عللها تزول معلولاتها فورا ، فاذا انتفى قانون الجاذبية فهل سيبقى عملها قائما في ثقل الاشياء ؟.، وهكذا اذا انتفت رحمة الله سبحانه او زالت لاي سبب كان من هذا الخلق فسيتبع ذالك حتما وقانونا وفلسفة زوال الوجود والانسان والعالم !.
وهذا مختلف عن رؤية مالوم ابي رغيف في رؤيته لالهه ورحمته التي وبسرعة البرق تنتفي وتزول لتحل محلها الاعدام والنقمة والانتقام وهكذا !.
ثانيا : مالوم ابو رغيف يتحدث عن الاه يعتقد انه قرءاني اسلامي ، ولكن جميع الاسلاميين والقرءانيين ربما يتفقون على ان الاههم الاسلامي له صفة واحدة لاغير وليس صفات متعددة ومتناقضة ، وهذا مالايستطيع ادراكه الرفيق الماركسي مالوم ابو رغيف الذي يحمل بداخله الاها ظالما وغير محبا ومعتديا ....الخ !.
بمعنى ان المسلمين ومنهم حميد الشاكر يرى ان لله الاسلامي سبحانه رحمة وسعت كل شيئ وكل شيئ داخل تحت اطارها ، ومامعنى الغضب الالهي الا فقط انقطاع او ارتفاع او قبض هذه الرحمة عن ايصالها للانسان الذي يرفض رحمة الله لسبب او اخر ، وهذا المعنى غير عامل في هذه الدنيا وانما تنقطع الرحمة ليوكل الانسان الى نفسه في يوم الحساب ، اما في هذه الدنيا فالرحمة الالهية يحكمها قانون العلية الممسك بالوجود وسعت مالوم ابو رغيف بنفس الوزن الذي وسعت فيه حميد الشاكر بلا فرق ، انما الفرق عندما رفض مالوم ابو رغيف بكامل ارادته هذه الرحمة الالهية فرفعها الله سبحانه بعد خروج مالوم من هذه الدنيا ليتركة الى حوله وقوته تنقلب عليه غضبا وانتقاما وكراهية وجلدا للذات لاغير !.
بمعنى اوضح : ياسيد مالوم الله فقط عطاء جميل دائم يعطي الرحمة ويفيضها لكنه لاينتج الكراهية ويخلقها لتكون صفة من صفاته لانه كامل وجميل لايتصف الا بكل ماهو جميل وكامل ومن صفة الجمال والكمال الرحمة ، فهي صفته الا انه ليس منتقما ولاكاره لاحد من خلقه ، ولكن فقط يعرّف لنا غضبه بانه ايقاف لرحمته او امداد رحمته لنا ليتركنا لانفسنا لاغير ، وعلى هذا يفهم المسلمون الاههم على اساس انه الاله الكامل الذي ليس لديه دوافع كالتي توجد عند الخلق لتدفعه لكراهية احد من خلقه ، فانما يحتاج للظلم الظعيف والذي يريد ان يشفي مافي صدره من غلّ حتى لاينقضي زمنه قبل ان يأخذ بثأره ، اما الله سبحانه الذي ليس كمثله شيئ فهو لايخاف الفوت ليظلم ولاينتفع من عذاب احد حتى تكون لديه لذة في التعذيب كباقي الطغاة والمجرمين من جلادي البشر !!.
هل رايت ياسيد ابو رغيف كيف انه عندما تحدثت عن الاهك وكراهيته للبشر كنت تتحدث عن الجلاّد الابوي في ايام طفولتك والسجان البعثي في ايام نضالك وهو يحضر القوازيق الذي يتمتع بانتاجها للالم بكل صورة ، ولم تكن تتحدث عن الاه القرءان والمسلمين وحميد الشاكر !!.
حميد الشاكر يدرك ان الاهه عادل لايظلم احدا من خلقه ابدا ، بل انه خالقهم فهو اشفق من الاب الحضاري على ابنائه يعاملهم بلطف يعفو عن اخطائهم يحاول ان يحكم بينهم بالعدل ليعاقب المسيئ منهم ليرشده الى الصواب ويكافي المجتهد منهم ليدفعه للمزيد ...، ولهذا لايمكن ان يكون الاه حميد الشاكر الاسلامي الاكاملا والا رحيما والا واسعا والا ودودا والا محبا والا فاضلا والا جميلا !!!.
وعندئذ هذا هو الفرق بين الاه مالوم ابو رغيف الماركسي ، والاه حميد الشاكر الاسلامي !!.
ثم بعد ذالك يعقب مالوم ابو رغيف على ماذكره من صفات لالهه الماركسي صاحب القوازيق والسلاسل والعذاب المستديم بالقول :(( هذا الهول اللامعقول و التكوين اللامتناهي من الرعب والتخويف والتعذيب والترهيب، ليس لعمالقة ولا لفيالق جن وعفاريت احجامهم كاحجام الجبال الشواهق، كل هذا الهول المرعب اعد للانسان الضعيف المسكين المحتار المذهول من نزق الله، فلا يعرف متى يدمدم ومتى ينفخ ومتى يزمجر ومتى يصعق ويمحق وتحل لعنته.!!)).
هل حقا ان ذاك الهول من العذاب في الفكر القرءاني الاسلامي اذا وجد بالفعل هو مرصود كما يقول ابو رغيف : للانسان الضعيف المسكين المحتار ؟.
أم ان هذا العذاب في القرءان الكريم وحسب عرف المسلمين ومنهم حميد الشاكر هو : للمتكبرين والمجرمين والكافرين والمتفرعنين والجلادين والحاقدين والكارهين لخير البشرية والانسان ليس في هذه الدنيا بل في العالم الاخر عندما يطالب المظلوم بحقه من الظالم ؟.
ياسيد مالوم اذا اردت ان تفتري على قرءان المسلمين والاههم فافتري كما تحب ولكن بشيئ من الذكاء الماركسي المعهود ، وليس بغباء الشيوعي الامي القافز من ازقة سوق الشيوخ المتسخة الى شوارع باريس النظيفة ليقص قصة وسينار المعيدي في هونكونك !!.
حتى اعتى اعداء الاسلام والقرءان اليوم لم يقل ان الاه القرءان اعد كل هذه العذابات للناس المساكين المعترين الغلابة والمحتارين ، فمن اين جئت بمثل هذه التصورات على عذابات الاه المسلمين ؟.
يعني وهل تعتقد حضرتك انك فقط من يملك عقلا ولذالك رفضت الاله القرءاني الاسلامي الذي يعذب المساكين ويحب المتفرعنين من دوننا ولهذا انت اصبحت مميزا ومفكرا ومثقفا بينما نحن اصبحنا نحب ونعبد ونهيم بالاه يعذب المساكين ؟.
لااطلب من سيادتك الاقليل من الاحترام لنفسك اولا ومن ثم لعقول الاخرين !!.
نعم الاه المسلمين ضد المتجبرين وانا معه بذالك ، ويحضر القوازيق للمتفرعنين وانا من سوف يدخل القوازيق انشاء الله في ادبار المتفرعنين باسم المستضعفين ، وانا مع النار التي سوف تشوي جلود الكافرين الحاقدين والكارهين للبشرية ، وسوف اشرف ان اذن لي الرحمن بنفسي على كيفية تعذيب الحاقدين لاشفي قلوب المؤمنين المساكين الذي رأو النار على ايدي الحاقدين ورأوا البكاء في ازمانهم وايامهم ، وانا مع جهنم والانتقام من المترفين الراسماليين الذين لم يشعروا يوما بالمحتارين ولاالجوعى ولا العطشانين !!!!.
تمام انا مع هذا الاله العادل الاسلامي والحكيم ، فهل انت ياسيد مالوم من ضمن اصحاب القوازيق من المتفرعنين ولهذا رأيت في الاه المسلمين وقرءانهم شيئ بشع ولايصدق وليس فيه اي رحمة للجبارين ؟.
ام انك مع المستضعفين الذي يحاول الاه حميد الشاكر الاسلامي ان يجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين في قوله سبحانه : (( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ))!!!.
إن كنت مع المستضعفين فلاتخف ان الله الاسلامي القرءاني معك ، وإن كنت مع المتفرعنين فحضر جميع خلفياتك للقوازين الكبيرة جدا !!.
بعد ذالك ينهي الاخ في الشكل الادمي مالوم ابو رغيف مقطوعته التي اراد ان يدلل على ان الاه المسلمين خالي من الرحمة فاذا به يؤكد هذه الرحمة لالاه القرءان والمسلمين ، ويفضح تربيته وثقافته الهزيلة امام العالمين ليقول :(( وبعد:هل يحتاج الله لكل هذا الخزين البشع لارضاء ساديته؟.
انا اجيب نيابة عن مالوم ابو رغيف عن سؤاله هذا الذي ختم فيه جميع خزعبلاته الثقافية الذي يعتقد انها من ضمن الكلام المحترم فكريا والذي لايمكن الاجابة عليه فكريا واسلاميا لاقول :
نعم صحيح وبفطرة العقل السليم : هل يحتاج الاه المسلمين الكامل لكل هذا الخزين البشع مما وصفه ابو رغيف لالاه المسلمين من عذاب ؟.
طبعا حميد الشاكر يقول لا ليس بحاجة هذا الاله العظيم لكل العذاب المذكور للمتجبرين ، ولكن لاحقاق العدالة ورد حق المظلوم من الظالم يقيم الله محمة عادلة لانصاف المظلوم ومعاقبة الظالم يوم القيامة وكفى الله المؤمنين شرّ القتال !.
مالوم ابو رغيف بعد ان سأل السؤال اجاب بماهو متوقع من حربه الدائمة بينه وبين ربه الذي ارسل الفيضانات ليدمر العالم حسب اعتقاد ابو رغيف لياتي الانسان ليعمرها من جديد !!.
يعني ليس كما يقوله قرءان المسلمين في ان الطوفان كان بسبب اجرام البشرية وظلمهم لبعضهم والبعض الاخر واحتقارهم للضعيف واحتفائهم بالمترف ولذالك عاقبهم الله ليغير دورة الحياة وينظف تربة البشرية من الفاسدين ويزرع زروعا جديدة ونظيفة للعالمين ، وانما وحسب مايراه ابو رغيف لان الله منزعج من خضار الحياة وجمال الانسان وعدله ارسل الله الطوفان ليغرق الناس الطيبين ؟.
هل هذا المنطق لابو رغيف منطق مقبول ومفهوم لالاه المسلمين او قرءانهم ؟.
أم انه الفهم والمنطق المنكوس والمصلوب راسا على عقب ، والمدافع والمنافح عن الفساد والطغيان والجريمة والنجاسة !.
مالوم ابو رغيف يقول جوابا على سؤاله الانف الذكر ب :(( ذبابة او جرثومة لا ترى بالعين المجردة قادرتان على انزال انواع من العذاب والألم بجسم الانسان، فلماذا يشغل الله ملائكته ويلهيهم عن عبادته بمهمات خسيسة منحطة اذا كانت مهنة لانسان استحق الاحتقار والازدراء!!
هل من انسان سوي غير مريض نفسي يحب جلاده او يعجب بدكتاتور سادي؟.
ولماذا يعذب الله الانسان؟
الم يعمر الانسان الارض التي خربها الله بطوفاناته وبزلازله ورعوده وبحرائقه وبجنوده وافواج ارهابييه الذين ما دخلو قرية الا افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة.؟.
نعم هكذا الله خرّب ارضه بطوفانه ليعمر الانسان في غير ملكه ؟؟.؟.
لااعلم وفي نهاية جدلي مع الرفيق مالوم ابو رغيف هل حقا هو يعي مايكتب ؟.
أم ان السكين ومنذ عقود ذهبت غائرة في ذهنه لتبقي له ذكرى بقايا انسان ؟.
الانسان هذا المفكر الجميل كيف يصبح بهذه الهيئة والتركيبة التي لاتدرك اي شيئ في ماحولها من اشياء !!.
مالوم ابو رغيق يريد ان يعنف ربه الذي يعرفه بيئيا وتربويا وثقافيا على موضوعة تخريب الارض فساله : لماذا تخرب ارضك التي خلقتها والتي تملكها وتملك جميع مافي الكون ؟، وبنفس الوقت يحاول ان يظهر الانسان انه معمر لارض الله الذي هو حرّ في ملكه ؟.
لنقل ان ليس لله خلق ولاملك عند رب مالوم ابو رغيف ليصبح النقد مفهوما ومنطقيا وعقليا ولهذا هو غضب على الربّ الذي دمّر الحياة بالطوفان وليس من حق هذا الاله ان يدمّر ماهو بالاساس ملك للانسان ، لكن التاريخ وجميع الاديان وكذا كافة عقلاء البشرية يقولون عن عذابات الطبيعة بزلازلها وبراكينها وطوفاناتها الكارثية اذا قلنا ان ليس هناك وجود لله سبحانه على الحقيقة وان الطبيعة هي خالقة لنفسها كما يعتقد الاخ الرفيق ابو رغيف يقولون انه يجب لوم ولعن الطبيعة على فعلها المدمر وعندئذ فما ذنب الاله الغير موجود ان يغضب عليه الرفيق ابو رغيف ولاسيما الاه المسلمين القرءاني اذا كان مرتكب الجرم هي الطبيعة بقوانينها وليس الله سبحانه وتعالى الغير موجود باجندت الماركسي مالوم ابو رغيف ؟؟؟؟!!!.
هل الله موجود ياابا رغيف لتلقي لومك عليه وعلى فعله ؟.
ان كان موجودا وهو مالك للارض فصاحب الملك احق بالتصرف بملكه ولايلام الرجل على التصرف بما تحت يده من ملك وخلق !.
وإن كان غير موجود فلماذا تغضب عليه وهو بريئ مماتفترون من تدميره للحياة وامامكم الطبيعة فالعنوا كل مافيها من كوارث وانزلاقات ؟.
أم انك فقط حجرا نقشت عليك فكرة ولاتستطيع الفكاك من غبائها المستديم !.
استحيي من القراء يااخي !.
استحيي مما تكتب وابحث عن مهنة بحاجة الى قدرة عقلية ابسط بكثير مما تحتاجه العقيدة والاسلام من فكر وعقلية عميقة ومجتهدة ومفكرة واعمل بها كيفما تشاء !!.
ياشيوعيين العراق استحوا واخجلوا مما تطرحونه باسم الفكر والثقافة وماهو الا طحالب تقتات على مياه اسنة وضحلة لاتبصر النور ولاترى ضوء الشمس الا عند نهايتها من هذه الحياة !.
_____________________________________________
alshakerr@yahoo.com