الأحد، نوفمبر 27، 2011

(( من التمهيد الفلسفي لفكر السيد محمد باقر الصدر ... صراع الطبقات )) 17 حميد الشاكر


في رؤيته الاجتماعية يستخلص الامام السيد الفيلسوف محمد باقرالصدر في تمهيده الفلسفي لكتاب فلسفتنا: ان الاطروحة الماركسية اطروحة تنظرللمجتمع على اساس تركيبة طبقية اقتصادية فقط تقسم المجتمع من خلالها الى شطرين اساسيين :
الاول : شطر العمال والكادحين واصحاب المهن الانتاجية .
الثاني : وهو شطرالتجار والراسماليين الذين يمتلكون القدرة الاقتصادية لاستئجار الاجراء والعمال لخلق وادامة انتاج ، وارباح اقتصادية من فائض قيمة السلع التي يصنعها وينتجها العمال بعرقهم لاغير .
ومن منطلق ان الماركسية الاشتراكية المادية الديالكتيكية الشيوعية ترى في هاتين الطبقتين انهما طبقتين متناقضتي المصالح ، وهناك في داخل معادلة القطبين هاذين عملية سطوونهب وسرقة من قبل طبقة الراسمال لعرق وكدح وارباح عمل وانتاج طبقة العمال ففي المقابل ستضطر طبقة العمال للنضال والمطالبة بحقوقها المنهوبة ، مما سيخلق حتما حالة من الصراع بين هاتين الطبقتين باعتبار تناقض المصالح وتضارب التوجهات والافكار والتطلعات !!.
اما ماهية الاسباب الجوهرية التي خلقت هذا الصراع بين طبقتي المجتمع ؟.
اومن هوالشيطان الذي يكمن بين مفاصل المجتمع الواحد لضرب علاقة اي مجتمع يحاول ان يكون منسجما ومتكاملا وبناءا على اساس المحبة والاستقرار وبعيدا عن الصراع والانقسام والحرب والكراهية ؟.
فهو وبكلمة واحدة في نظر الماركسية الشيوعية الاشتراكية (الملكية الخاصة) !!.
تلك الملكية التي لولاها لماخلقت طبقات متفاوتة بين تجارواجراء ، ولما كان هناك تناقض وتضارب في مصالح المجتمع الواحد ، ولما كان هناك سارق ، ومسروق ولا ظالم ومظلوم !!.
وعلى هذا الاساس نادت الشيوعيةالمادية بالاطاحة وبالغاءالملكية الخاصة للتخلص من اسّ البلاء الانساني ، الذي دفع بالانسان قابيل الراسمالي المتخم ، الذي يحاول العيش على كدّ وعرق الاخرين ان يسرق ويظلم ويقتل اخيه الانسان العامل الكادح الطيب هابيل ويسرق فائض قيم سلعه المنتجة !!.
وبهذه الخطوة التي رسمتهاالماركسية للمشكلة الاجتماعية وبتشخيصها للملكية على اساس انها الداء الحقيقي لكل تناقضات المجتمع ومن منطلق ان رفع والغاء الملكية هو الضمان الحقيقي للمساواة بين الناس ، شرح الامام الصدر في تمهيده الفلسفي هذه الخطوات الماركسية الشيوعية في اولانظرتها للمجتمع وتركيبته وثانيا لمشكلته الازلية الاقتصادية وثالثا وضع الحلول لهذه الاشكالية بالقول :
(( فالميدان الاجتماعي في هذه الفلسفة ميدان صراع بين المتناقضات ، وكل وضع اجتماعي يسود ذالك الميدان فهو ظاهرة مادية خالصة منسجمة مع سائر الظواهر والاحوال المادية ، ومتأثر بها غير انه في نفس الوقت يحمل نقيضه في صميمه وينشب حينئذ الصراع بين النقائض في محتواه ، حتى تتجمع المتناقضات وتحدث تبدلا في ذالك الوضع وإنشاءا لوضع جديد ...وهكذا يبقى العراك قائما حتى تكون الانسانية كلها طبقة واحدة ،وتتمثل مصالح كل فرد في مصالح تلك الطبقة الموحدة .... في تلك اللحظة يسود الوئام ويتحقق السلام ، وتزول نهائيا جميع الاثار السيئة للنظام الديمقراطي الراسمالي ، لأنها انما كانت تتوالد من تعدد الطبقة في المجتمع وهذا التعدد انما نشأ من انقسام المجتمع الى منتج واجير واذا ً فلابد من وضع حد فاصل لهذا الانقسام ، وذالك بالغاء الملكية )) 1.
والحقيقة ان في هذا النص من تمهيد السيد الامام الصدر ((رض)) الكثيرمن الثراء المعرفي الذي بحاجة الى تبيين من جهة وطرح تساؤلات تسيرفي ظلاله من جانب اخر لتبين الكثير مما سكت عنه الامام الصدر اختصارا او اعتمادا !!.
فمن البداية السيد الصدر يشخص الرؤية الماركسية للميدان الاجتماعي على اساس انه ميدان صراع وعراك ، وهذا طبعا معتمدا على نفس الفلسفة الشيوعية المادية الماركسية ، ومنطقها الديالكتيكي في تفسير حركة الكون والعالم والحياة والانسان فهناك بصورة مختصرة ترابط عضوي وقانوني ، وكوني بين الكون وقوانينه من جهة وحركة المجتمع وتناقضاته الطبقية من جانب اخروكما ان في الوجود الكوني قانون ، ومنطق جدلي يتحكم في حركة هذا الوجود ، الذي ركب على (( اطروحة وطباق وتركيب)) في الوجود واللاجود والصيرورة كماشرحناه في الحلقة الماضية من هذه السلسلة ، فكذاهنا في ميداننا الاجتماعي الانساني ايضا يتحكم نفس المنطق الديالكتيكي القائم على عملية صراع اجتماعية ، بين طبقة عمال وطبقة راسماليين كطبقتين تحمل منطق الاثبات والنفي ونفي النفي حسب المنطق الماركسي !!.
اما لماذا الرؤية للمجتمع واختصار تركيبته القائمة فقط على مجرد هاتين الطبقتين ؟.
ولماذا ؟، وماهو المبرر لأغفال باقي الطبقات الاجتماعية ، الفنية والادبية والفكرية والسياسية والعسكرية ...الاخرى وصهرها فقط بطبقتين داخل كل مجتمع وتاثيرها بحركة هذا المجتمع ومصيره وحركته وصيرورته وصورته ؟.
وعلى اي اساس بنت الماركسية المادية رؤيتها الى تركيبة المجتمع بشكل الطبقات الهرمية التي بالضرورة تطرح تصور الاعلى والادنى فقط لهذا المجتمع من دون النظر للمجتمع بالشكل الافقي بدلا من الهرمي التراكمي ؟.
وهل فعلا لايمكننا ان ننظر للمجتمع الا من خلال الطبقية الاقتصادية لاغير ؟.
أم انه يمكن دراسة المجتمع ، وتركيبته القائمة ، بعيدا عن مثل هذه التقسيمات التي تحاول بناء اسفين صراع وحرب بين المجتمع الواحد لاغير ؟.
كل هذه الاسألة ، واجوبتها يمكن الاجابة عليها ماركسيا شيوعيا ماديا ، كما يمكن الاجابة عليها اسلاميا ، وغير اسلامي ايضا وحسب كل رؤية ومعطياتها المعرفية للمجتمع وتركيبته وحركته وماهيته !!.

ثم بعد ذالك يشرح الامام الصدر ماهية هذا التناقض الاجتماعي الاقتصادي التوجه فحسب باعتباران الماركسية الشيوعية ارتأت تفسير كل ماهية المجتمعات وتقلباتها وحركاتها التاريخية والفكرية والسياسية والاجتماعيةوحتى النفسية من خلال العامل الواحد وهو(( العامل الاقتصادي )) كألآه يتصرف بالمجتمع والانسان كيفما يرتأي وذالك بارجاع كل التاريخ وتقلباته والمجتمع وتصوراته والانسان وتطلعاته لوسائل الانتاج ، ونوعيتها في ادارة ماكنة الاقتصاد الانتاجية الاجتماعية !.
نعم ما تصورات وتأملات الانسان ، وافكاره ومقدساته واديانه وحقائقه واخلاقه الا منعكسا طبيعيا حسب الرؤية الماركسية لماهية ، ونوعية وسائل الانتاج القائمة وما حركة المجتمع والتاريخ وتناقضاته ، الاّ عبارة عن تطور ، وتناقض وحركة هذه الوسائل الانتاجية الاقتصادية ، التي بدأت بالفأس لتحطيب حطب الغابة الى ادوات الغزل والنسج ، وحتى طواحين الهواء ، ومن ثم محركات البخار.... وحتى اذرع المصانع الحديثة فكل هذا التطور لوسائل الانتاج الانسانية ماهو، الا الوجة الحقيقي لتغير وتطور الحياة والمجتمع برمته بل وهي المحرك الاوحد والشارح الكبيرلكل ما حدث ، ويحدث في التاريخ والمجتمع والانسان والحياة حتى اليوم ، وكلها ايضا تعبر عنها الشيوعية الماركسية المادية بحركة الحياة المادية وظواهرها الاجتماعية فاينماوجدت مصطلح (حركة الحياة المادية) مستخدمافي الفكر الماركسي الشيوعي فاعلم انه اشارة لهذه الفكرة التي تربط بين وسائل الانتاج وتطورها ، وبين الحياة وتقدمهاولهذا اشار الصدرلرؤية الماركسية المادية الشيوعيةحول المجتمع وظواهره بالقول الى ان :
(( كل وضع اجتماعي يسود ذالك الميدان ( الاجتماعي ) فهو ظاهرة مادية خالصة منسجمة مع سائر الظواهر والاحوال المادية ومتأثرة بها)) !!.
اي انه مامن ظاهرة متحركة اوساكنة او تبدوانها ساكنة في هذاالمجتمع الا ويكون مؤسسها ومنتجها وصانعها ذالك العامل الاقتصادي الخطير وتلك الوسائل الانتاجية المادية العظيمة التي كما انتجت سلع الاسواق ، والمتاجر على مر تاريخها الطويل فكذالك هي منتج سلع الافكار ، والمشاعر والتصورات والاديان والحقائق واذواق الفنون البشرية قاطبة وبلا تردد !.
وكذالك فان هذه الوسائل من الانتاج الاقتصادية هي ايضا كذالك خالق وصانع هذه التناقضات الاجتماعية بين طبقتي العمال ، واصحاب الراسمال وهي ، وكلما بقت طبقة الراسمال مهيمنةعليها من خلال رؤوس اموالها فستشعر طبقة العمال العاملة في داخلها انها منهوبة ، ومستنزفة ومسروقة من قبل طبقة الراسمال المهيمنة على وسائل الانتاج هذه التي تصنع التاريخ والحياة والواقع والحاضر والمستقبل وما من قرار يقرّلمجتمع فيه هيمنة لطبقة الراسمال على وسائل الانتاج العمالية المنتجة الا اذا تمكنت طبقة العمال من ارجاع وسائل الانتاج لحوزتها ، ومن ثم لتلغي تملكها لطبقة الراسمال الحقيرة ، وتجعلها في خدمة طبقة الكادين لاغير ليقام على غرار ذالك القرار الغاء الملكية نهائيا من جهة ، وقيام المجتمع الشيوعي المشاعي الذي ليس فيه منتج واجير ، ولا انقسام طبقي لعامل وصاحب راس مال ، ليعم بعد ذالك الانسجام ويعود السلام وتصبح الجنة تحت اقدام الشيوعيين !!.
اي بمعنى اخر: عندما تحدث السيد الامام عن ميدان اجتماعي فيه تناقض وصراع طبقي حسب الرؤية الشيوعية الماركسية وتحدث عن رؤية ماركسية تنظر للمجتمع ماديا اقتصاديا فحسب ، فكذالك تحدث رضي الله عنه عن : (( مجتمع هو في نفس الوقت يحمل نقيضه في صميمه )) فياترى كيف ينبغي لنا ان نفهم ماركسيا شيوعيا هذا المجتمع وهو يحمل نقيضه في صميمه ؟ 2 .
طبعا ان هذا النقيض في صميم المجتمع من وجهة نظر الماركسية الشيوعية ، هو تلك الجرثومة ، التي خلقتها وسائل الانتاج ومعادلتها الظالمة التي جعلتها تسقط بيد الطبقة الراسمالية السارقة لتقيم نظام منتج واجير ، او هي تلك المعادلة الاقتصادية القائمة اليوم في المجتمعات الراسمالية التي تخلق التناقض في وجود طبقتين داخل المجتمع راسماليين واجراء ،وهي معادلة بابسط عبارة لتعريفهاهي تسلط الراسمال على وسائل الانتاج الاقتصادية ولايمكن ان يقر قرار لهذا التناقض المتصارع الا بتجريد طبقة الراسمال من هذه الوسائل الانتاجية وارجاعها للدولة الممثلة لطبقة العمال فقط ، كي تكون بخدمة طبقة واحدة لا غيرهي طبقة العمال ، وعندئذ ينتهي دورقانون التناقض والصراع الطبقي الذي كانت تخلقه وسائل الانتاج المغتصبةمن قبل طبقة الراسمال ،عندما تصنع فائض قيمة من عرق العمال ليستولي عليه ظلما صاحب الراسمالي ويعود الوئام وينشر السلام بين المجتمع الذي يعمل جميع افراده لصالح المجموع فقط !!.
والحقيقة : ان ما يمكننا ان نؤاخذه على مثل هذه الافكار الماركسية حول المجتمع وتركيبته وماهيته وحركته وتناقضاته ... وبغض النظر عن ما ذكره الامام الصدر في تفنيده تقريبا لكل الاسس الفلسفية المادية ، والمنطقية ، والاقتصادية عندما اثبت بالدليل الفلسفي والمنطقي والاقتصادي انه :
اولا : لايمكن الاعتماد على الرؤية المادية الاقتصادية فقط في تفسير كل التاريخ وتقلباته والحياة وتنوعاتها والافكار وتصوراتها فمثل هذه الرؤية الماركسية المادية الموحدة لفهم الحياة لا يمكن لها ان تصمد امام الكم الهائل من الظواهر الاجتماعية التي لايمكن لنا ان نفسرها ماديا فحسب !.
ثانيا : قد ذكرالامام الصدر بما لايقبل اللبس او التشويش في اطروحته الفلسفية ان الفهم الديالكتيكي الهيجلي من ثم المنطق الماركسي الشيوعي للعالم وحركته والحياة وقوانينها ، وتصوره بشكل صراع تناقض داخل نواة الكون وظواهر المجتمع هو منطق لايصمد امام مقتضيات العقل والتحليل العلمي الرزين فهو ومنذ البداية بنى كل مقرراته على تصور ينافي مبدأ العلية وقانون السببية الكوني ومن هذا المنطلق اي بناء فوقي عليه لايمكن قبوله او اخذه مسلمة قانونية لاتقبل النقض ، وعلى هذا الاساس يصل الامام الصدر الى حقيقة وهم ما يسمى بقانون الديالكتيك الماركسي القائم على صراع التناقضات الوجودية والكونية والاجتماعية ...... وعليه فتصور مجتمع يحمل في داخله قانون تناقض وصراع حتمي ومن ثم البحث عن ماهية هذا الصراع وتلك التناقضات لتكون اخيرا وسائل الانتاج الاقتصادية في الفكرالشيوعي هي جرثومة التناقضات الطبقية ماهي الا تصورات لاتمت للعلم والفكر باي صلة واقعية !.
ثالثا: قد ذكرنا كما ذكرالامام الصدران لاوجودا اقتصاديا واقعيا لما اسماه ماركس (فائض القيمة ) باعتبار ان الاساس النظري الاقتصادي الذي بنى عليه ماركس كل مزاعمه في (العمل اساس القيمة) ماهي الا نظرية هشة لوجوداكثر من عامل غير عمل العامل يدخل على صناعة قيمة السلع المنتجة ، وعلى هذا التقرير الواضح فاتكاء الماركسية على ان فائض القيمة هو الجرثومة ، التي تفجر الصراع الطبقي وتديمه بين طبقة الراسمال ، وطبقة العمال ماهو الا تصورات ادبية اقرب للشعرية منها للعلمية او الفلسفية !.
اقول بغض النظر عن ذالك الطرح الصدري الفلسفي المعروف ، فيمكننا ايضا هنا ان نؤاخذ الطرح الماركسي من زوايامتعددة فكرية اخرى ابسطها هوسؤالنا : كيف تحول قانون التناقض الطبقي ، والصراع الديالكتيكي من كونه قانونا يحكم الوجود والعالم والحياة برمتها من قانون لايمكن نقضه مطلقا باعتبار انه قانون الى مجرد متعلق بطبقة اجتماعيةراسمالية لاغيران نفيت اوابيدت بطل عمل قانون التناقضات الاجتماعية ، والصراعات الحتمية ، وعشنا تحت ظلال طبقة عمال ليس فيها اي تناقضات شيوعية ؟.
بمعنى ايضا مختلف : في الطرح الماركسي الاجتماعي يمر المجتمع في خطوتين مهمتين جدا في تطوره التاريخي هي المجتمع المتناقض والمتصارع وهو المجتمع المكون من طبقتين راسمالية واخرى عمالية ، والاخرى خطوة المجتمع الشيوعي الغير متناقض ، والغير متصارع ، وهي الخطوة الحتمية التي ستأتي بعد الخطوة الاولى ، وفي هذه الخطوة الثانية لاعمل نهائيا لقانون الديالكتيك في داخله باعتبار ان من صنع قانون الصراع ، والتناقض هو التناشز الاجتماعي ، بين طبقة عمال وطبقة راسماليين لاغير وفي حال تدمير طبقة الراسمال والعيش تحت ظلال طبقة واحدة فحسب ، فلا حاجة بعد لعمل قوانين الديالكتيك ابدا ، او يتعطل عملها بشكل علمي ادق !!.
هنا من حقنا ان نتسائل فكريا وفلسفيا وعلميا : ماهي المبررات الفكرية او العلمية التي تطرحها امامنا الماركسية العلمية ، والتقدمية والتطورية باعتبار انها مدرسة لاتؤمن ابدا بالخرافات والاساطير والخيالات الطوباوية اوالمعاجزالدينية التي تنبني على تعطيل قوانين الكون والحياة ، بل هي دائما مدرسة عقلية علمية اقول : ماهي مبررات هذه المدرسة المادية الفكرية لاقناع العقل البشري والعلمي لتفسر لنا كيفية ايقاف القوانين الكونية الاجتماعية عندما يقام نظام شيوعي اجتماعي من جهة ؟.
وكيف ارتبط قانون حديدي كوني ووجودي ، واجتماعي كالديالكتيك بمجرد وسائل انتاج اقتصادية عندما تُنقل من طبقة راسماليين ، الى طبقة عمال سيتوقف القانون الكوني عن العمل ايضا ليعم السلام مجتمعنا الشيوعي المنتظر ؟!!.
كيف يكون القانون الجدلي الديالكتيكي والذي هو حسب الرؤية الماركسية محرك التطور التاريخي والاجتماعي والعالمي البشري مرتبط ومنوط بوجود وعدم وجود طبقة الراسمال المتخمة ؟.
وهل يصبح قانون التطوروالتناقض الديالكتيكي الاجتماعي حسب الرؤية الماركسية منتج طبيعي للطبقة الراسمالية ووجودها وفي حال انتفائها ينتفي عمل القانون ؟.
واذا كان الديالكتيك ، والتطورالبشري منوط بطبقة الراسمال ، وان كان من زاوية سلبية وضد طبقة العمال ،فكيف تطالب الماركسية الشيوعية التطورية بالغاء وافناء طبقة الراسمال عامل التطور والصراع داخل المجتمعات البشرية ؟.
وهل الماركسية تصبح بهذا المنطق المقلوب داعية لقتل روح الصراع والديالكتيك والتطور المرتبط تماما مع طبقة الراسمال صانعة الديالكتيك الحقيقي ؟.
أم انه سينظر اليهاومن خلال دعوتهالتدمير طبقةالراسمال الممون الاصيل لصراع الطبقات على اساس انها مدرسة للجمود وموت الحركة في داخل صميم المجتمع عندما تدعوا لتدميرالطبقة الراسمالية والانتقال بالمجتمع الى الركودوالوئام والسلام والنهاية وغياب اي افق لهدف جديد ؟.
سننتظرمن يجيب مع ادراكنامسبقا انه لايمكن الدفاع عن اوهام سطرتها الماركسية الشيوعية في يوم من الايام لاستغفال البشرية باسم المجتمع الشيوعي الحر والسعيد !!.

1 : فلسفتنا / للسيد الصدر / مصدر سابق / ص 24.
2 : نفس المصدر .


http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com