الاثنين، يناير 16، 2012

(( ما الذي يجمع يساري ووهابي ومجاهد خلقي وليبرالي وقومي على نفس الطريق ؟ )) حميد الشاكر

(( من السهل ان تفهم ان لكل فكرة صيغة للتعايش مع الاخر ، لكن من الصعب ان تفهم كيف يكون الانسان بالف وجه وهوية )) !!.
طبعا منذ البداية من حق اي انسان ان ينتمي ، او ان يدعّي الانتماء ، كيفما يشاء لايدلوجيته السياسية ، او العقدية الدينية ، او الاجتماعية ولا حكر على احد ، عندما ينتسب الى هذه الفكرة او ذالك الحزب او تلك المدرسة او ذالك الاتجاه !!.
لكن الغريب وربما العجيب ايضا والذي هو غير طبيعي ولا مفهوم ولا مبلوع بالفعل ولا من حق احد ان يقوم بممارسته ، هو عندما ينتمي الانسان الى مدرسة فكرية او دينية ، او سياسية او فلسفية او اجتماعية في هذه الحياة ثم بعد ذالك يكتب ويفكر ويسلك ويتعامل ويطرح ويحاظر وينّظر.... لكل ما هو متناقض ومتناشز ومتضارب مع انتمائه وما يرفعه كشعار وهوية لسير خطه السياسي او الفكري او الديني !!.
مثلا كنّا نفهم ان اليساري الشيوعي لا يمكن ان يكون ديمقوقراطيا راسماليا ليبراليا فرديا في نفس المسار والتوجه والخطاب وكذا كنا نفهم عندما يكون الانسان متدينا اخلاقيا منتميا لمنظومة المعنوية والغيبية ، فانه حتما سيكون مختلفا خطابا وسلوكا ورؤية وتنظيرا وكتابة عن الاخر الانساني العدمي او الفوضوي او المنتمي للمادية في هذه الحياة وهكذا عندما تقوم الحروب العالمية بين معسكر اشتراكي واخر نازي او راسمالي ، فكانت الامور تجري في نصابها الطبيعي وندركها ونفهمها بلا عناء وتعقيد ، او تناشز في اختلاف وجهات النظر فيها ، وتحديد الهويات بين المجتمعات والافراد البشرية !!.
اما اليوم فترى العجب العجاب !!.
ترى شيوعيا في نفس الصحيفة او المنبر او الاتجاه يقف جنبا الى جنب للدفاع عن فكرة ، او اطروحة واحدة ، مع الراسمالي والى جانبه سعودي وهابي بلحية طويلة ودشداشة قصيرة من جانبه الايمن ، وهو يساند ويصدر الفتوى والمواعظ لمساندة شقيفه الشيوعي الماركسي في معركته الانسانية ( الالهية ) المصيرية والى الجانب الايسرمنه يقف القومي اوالنازي او مجاهد من منافقي خلق الايرانية او الباكستانية او البريطانية او الامريكية ..... وهم يتماهون في بوتقة واحدة واتجاه واحد ونظام عمل متحد وسلوك وخطاب وخط منسجم ضد هذا المشروع او ذاك ؟!!.
تسأل ما الذي جمع الوهابي السعودي والليبرالي الديمقراطي والشيوعي الماركسي والقومي العنصري على الرنين بنغمة واحدة ضد هذا المشروع او ذاك ؟.
وهل فعلا لم يزل الشيوعي منتميا شيوعياوالليبرالي منتميا ليبراليا والوهابي منتميا وهابياوالقومي منتمياقوميا ولهذاتجمع هذا التناقض الغريب العجيب من الانتماءات في انتماء مصلحي واحد لاغير لا اعلم انا شخصيا ما اسمه او لونه او رائحته ؟.
أم ان زمن الادلجة والانتماء ولّى ولم تعدالبشرية تنتمي الا الى مصالحها الشخصية فحسب وما تلك العناوين الا برفانات تداري خلفهاروائح نتنة جدا من اصناف البشر الذين باعوا كل شيئ في زمن البيع والشراءوالسوق والبضائع والعولمة والراسمال والصهينة ليتحولوا الى النفاق على انفسهم قبل منافقة الاخرين ؟.
مرّة اخرى (مثلا ) ما الذي جمع بين عبد الباري عطوان الذي يدعي البعثية القومية مع الوهابي الطائفي عبدالرحمن الراشدعلى نغمة واحدة وهم يتماهون ضد الموقف السوري القومي اوالاسلامي لحزب الله اللبناني اوالموقف الوطني العراقي الشريف اوالموقف العالمي لمناصرة مظلومي البشرية لايران او ... ليدعوان الى اسقاط خط المقاومة والشرف والاباء في المنطقة العربية والاسلامية والعالم ؟.
وما الذي جمع مع القومي ، والوهابي ثالث يكتب في صحيفة الشرق الاوسط يدعي الانتماء لليسارالشيوعي العربي ليعمل تحت امرة وتوصيات رجل مخابرات سعودي هو بدوره يعمل تحت امرة رجل مخابرات امريكي ، يملي عليه نوعية المقالات التي ينبغي ان يكتبها في صحيفة الشرق الاوسط المعروفة التموين ، والتوجه والعناوين والانتماء ؟.
وهكذا جاء المغربي للشامي ، واجتمع العراقي مع اليمني ، ليعجنوا على خط واحد وليكتبوا بخط واحد ، وليدعوا الى هدف واحد ، ولكن بانتماءات وولاءات وعناوين وايدلوجيات سياسية مختلفة جدا !!.
هل الايدلوجيات والافكار والمدارس هي التي ماتت بالفعل من عالم اليوم ؟.
أم الضمائر والانسانيات والبشريات ، والقلوب والارواح ، والنفوس هي التي ماتت وهي التي فسدت وهي التي تعفنت ووجب دفنها منذ زمن بعيد ؟.
لماذا اجتمع الشيوعي العربي مع الراسمالي الاقطاعي العربي مع الرجعي الوهابي التكفيري العربي مع القومي البعثي او الناصرب العربي ..... على مناهضة كل ماهو عربي وشريف وصاحب كرامة في هذه المنطقة العربية والعالم، لينصهر الشيوعي والقومي والوهابي والليبرالي العربي ......بالدفاع عن الصهيوني والظالم والمشوه واللادمي في اكثر من مكان في هذا الوجود ؟.
سؤال يفرض علينا اعادة اجوبتناالى نصابها الطبيعي لنحكم هل المبادئ والشعارات والاهداف هي التي ماتت فعلا ، ولم يعد لها فعل وتاثير على واقع الانسان ؟.
أم ان الانسان هو الذي مات وبحاجة الى مبادئ تبعث فيه الحياة من جديد ؟.
يُقال ان الكلمةهي التي تحيي الانسان بعدموته في هذه الحياةولكن اذا ماتت الكلمات واصبحت الشيوعية كالقومية والراسمالية والصهيونية كالوهابية كلها كلمات ميتة بل وانها كلمات مميتة ايضا للانسان فما الذي يبقى من ترياق لمرض الانسان ؟.
واين المفرّ والطريق لهذا التائه في ركام الظلمات المتراكمة ؟.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com