الثلاثاء، أبريل 07، 2009

(( ابراهيم عيسى شيعي وإن لم ينتمي !.)) حميد الشاكر


(( ابراهيم عيسى شيعي وإن لم ينتمي !.)) حميد الشاكر
_____________________

لاريب ان الكثير في العالم العربي يقرأ مقالات او يعرف رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية الكاتب ابراهيم عيسى صاحب قضية اشاعة مرض الرئيس حسني مبارك ودخوله السجن على اثرها واعفاء الرئيس عنه ، وصاحب ايضا الكثير من البرامج التاريخية والنقاشية على قناة دريم المصرية .
هذا الانسان تعرّفت عليه فكريا كما تعرّف عليه باقي الناس من خلال الصحافة والقنوات الفضائية ومايطرح من افكار ومايرّوج له من كتابات ، ولكنّ مالفت نظري فيه هو مايطرحه ولعدة مرّات متكررة من نفي تهمة التشيّع عنه ،وآخرها مانشره في جريدة الدستور من مقاله تحت عنوان ( ديني ومذهبي ) يحاول من خلاله وضع حدٍ اخير لمن يتهم ابراهيم عيسى في تشيعه المذهبي ، ولعلّ تكرار الموضوع نفسه على الكاتب الصحفي ابراهيم عيسى وسؤال النابشين تحت جثته والمفتشين عن عقيدته وضميره واتهامه بالتشيّع وصراخ الرجل بصوت عال ولعدة مرّات ومايثيره من ضجة اجتماعية في موضوعه هذا من خلال ردود فعل القرّاء لموضوع (عيسى والتشيّع) ، هو الذي حوله لديّ شخصيا الى ظاهرة اجتماعية تستحق الوقوف عندها والكتابة في مضمونها لعالم عربي يبدو انه قرر اتخاذ طريقه وانتخاب اسلوب حياته على نمط ديني معين وبمفردات لاهوتية غيبوية محددة وواضحة !.
وعليه سؤال : لماذا يتهم دوما أمثال ابراهيم عيسى بالتشيّع ، مع ان الرجل لاينفي احترامه للتشيع وحبه لال البيت ولكن بلا تشيّع مذهبي بل وتأكيده على تسننه الشافعي ؟.
مثل هذا السؤال يبدو طبيعيا في حالتنا البحثية في ظواهر مجتمعنا العربية من منطلق ان هناك الحاح مقصود للعقل الجمعي العربي على مثل هذا الموضوع ( التشيّع ) بالذات واعتبار تمظهره في الاستاذ ابراهيم عيسى وغيره من الكتّاب والمثقفين المصريين والعرب احد تجلياته الواقعية !.
ومن هنا كان لزاما علينا ان نسأل : ماهذه الظاهرة الغريبة التي تتجلى اليوم في عالمنا العربي ، والتي تتبلور بشكل غريب وبالفعل هو بحاجة الى تأمل وتحليل ؟.
وهل عندما نأخذ نموذجا بحثيا كالكاتب الصحفي المصري ابراهيم عيسى الذي ولأكثر من مرّات ينفي الرجل عن ضميره (تهمة ) التشيّع ومع ذالك نرى هناك عقل جمعي عربي مصري يصرّ على الصاق التهمة للرجل ، هل يعني هذا ان هناك عقل جمعي يحاول التعرّف على التشيّع ولكنّ باساليب ملتوية توحي بالتخوين والاتهام اكثر منها اساليب المعرفة الطبيعية ؟.
أم ان العقل الجمعي العربي والمصري هو مربّى ومنشأعلى نمطية تربوية كهنوتية سلفية تشبه كثيرا النمطية الكنسية للقرون الاوربية الوسطى التي ترى من حقوقها الطبيعية التفتيش عن ضمائر الخلق واديانهم باساليب محاكم التفتيش الكهنوتية الرجعية واخضاعهم لمحكمة قيم دينية ؟.
واذا كان ذاك ( هي محاولة للتعرف ) او هذا ( اسلوب تربية سلفي كنسي ) فلماذا ؟.
ثم ان ابراهيم عيسى هذا الكاتب الذي يبدو ان مطالبته بالحرية للانسان هو ماجلب عليه مصائب التشيّع وغيرها ، وكأنما هناك نسب وصلة بين الحرية والتشيّع ، هو نفسه من كتب وقدم اكثر من برنامج تلفزيوني يؤكد فيه اصالته الاسلامية السُنية ، كمحاولته في رمضان الفائت تقديم برنامج ( الرائعان ) لابي بكر وعمر باعتبار انهما الرائعين في الاسلام ، ولكن مع ذالك لم يفلت الرجل من تهمة التشيّع ايضا وبقت تلاحقه بلا هوادة على السن دعاة الوهابية السلفية المنتشرين بكثافة في مصر اليوم والمالكين من خلال الدولار البترولي السعودي الفضاء الاعلامي العربي بقوّة ؟.
نعم نحن الشيعة نرى ان التشيّع ليس تهمة بقدر ماهو تاج شرف يضعه اي مسلم على رأسه لينتصر لمحمد واهل بيته الطيبين ضد الهجمة الاعرابية على تراثه ودينه وسنته ، ولكن مع ذالك كيف استطاعت ماكنة نشر الكراهية للمؤسسة السلفية الوهابية اليوم باسم الدين الى الوصول الى هذا المستوى بحيث انها تخطت كل الاعراف المنطقية والعقلية والانسانية حتى اصبح كل مسلم متهم حتى تثبت براءته ؟!.
في الردود التي قرأتها على مقال الاستاذ الكاتب ابراهيم عيسى ( ديني ومذهبي ) ردّ يستحق الوقوف عنده وتأمله ودراسته ان امكن ، وربما هذا الرد يعتبر وثيقة تكشف لنا حالة السعار المحمومة ضد التشيّع كيفما كان الامر وحيثما اتفق باعتبار ان المتلقين لهذه النزعة العدوانية ضد التشيّع هم أناس يفتقدون لادنى مميزات التفكير الانساني الهادئ والسليم ، وهذا الرد هو عبارة عن تأكيد ادانه للاستاذ ابراهيم عيسى وانه متشيّع وان تخفى خلف التقية الشيعية مفاده :(( يااستاذ ابراهيم لو كنت ليس شيعيا كما تدعي فلماذا تشيد وتمجد وتقدس ... بفاطمة الزهراء عندما تتخذها مثلا ، ولاتمجد وتمدح ام المؤمنين عائشة بمثل ذالك ؟.)) .
طبعا هذا الرد كان منطلقا من ان ابراهيم عيسى له حب وعشق وود وفناء خاص في أم ابيها فاطمة بنت محمد ص ، وهذا العشق هو سمة من سمات الشعب المصري كله تجاه اهل البيت ع وليس خصوصية لابراهيم عيسى لتصلح وثيقة ادانة بتشيعه ، ولكن الاكمة ورائها ماورائها من اعراب الصحراء السلفية ، وان المنطق المعوّج يدلل على ان طارح هذا الفكر هو من البعد عن الاسلام وان تشدّق بالانتماء اليه بمسافات كبيرة جدا ، وبدلا من ان يدرك ان عشق ابراهيم عيسى لسيدة نساء العالمين كان منشأه هو احاديث الرسول بفضل وعلو وسمو منزلة فاطمة ع على نساء العالمين اجمعهن ، ذهب صاحب الرد هذا المسكين لاتهام ابراهيم عيسى بتفضيل فاطمة على عائشة واعتبر ان هذه اللغة هي دليل على تشيّع هذا الكاتب واضمار كراهية امهات المؤمنين واصحاب الرسول وهكذا ، ولو كان صاحب عقل سليم وقريحة اسلامية شريفة لادرك ان اللوم لاينبغي ان يوجه لابراهيم عيسى بهذا الصدد وانما يوجه لرسول الانسانية محمد ص الذي قال وفضل فاطمة بما لم يقل ولم يفضل به غيرها من نساء العالمين !.
ولكن بما ان الاعرابي لايستطيع التصريح بغضبه على رسول الله ص الذي فضل فاطمة وال البيت على جميع العالمين ، ذهب لاتهام اي محب وعاشق لاهل البيت ع على اساس انه رافضي وكاره لامهات المؤمنين وسابّ ولاعن لصحابته الكرام رضي الله عنهم ورضوا عنه !.
الحقيقة ان محنة الكاتب ابراهيم عيسى كظاهرة عربية متنامية لاتمثل في جوهرها الا وجهها الطبيعي ان بحثنا عنه بموضوعية وصدق وامانه ، وانها بالاساس هي ظاهرة ( كراهية ) للحرية والمطالبة بها واستحضار العدل بين جنباتها ، ولهذا قلنا : ان اي مطالب بالحرية والعدل والانصاف في المجتمع الاسلامي ستوجه اليه تهمة التشيّع ، ليس لكونه متشيعا على الحقيقة ، ولكن هناك العقل الكنسي السلفي الذي يرى ان المطالبة بالحرية في الاسلام لم ترد على لسان مسلم اذا لم يكن ضميره حسينيا شيعيا يفهم معنى ان الاسلام حرية وكرامة وليس استعباد وطاعة ورجعية وسلطان ، ولهذا اي فكر يريد ان يقرأ التاريخ بحرية وبعيدا عن التابوهات المحرمة وبأي اسم كان سواء كان اسم الصحابة او امهات المؤمنين او ال البيت او المقدس الاجتماعي ، واي عقل يريد ادراك الاسلام على اساس انه انصاف وعدل ومساواة بين حاكم ومحكوم ، واي روح تستشف الانسانية من خلال الدين وانه جاء ليتعارف الناس فيما بينهم ويتعايشون بسلام داخله وليس ليتقاتلون من اجله .... اي انسان يحمل هذا الفكر وهذا العقل وهذه الروح وتلك النفس والخاطرة فحتما ستتصدى له السلفية الكنسية الوهابية اليوم لتتهمه بالرفض والتشيّع لمبادئ العدل والحرية والمساواة قبل التشيّع لفاطمة وعلي والحسن والحسين واهل البيت ع !.
أعان الله كتابنا ومثقفينا العرب في مصر والمغرب والاردن ... من طلاّب الحرية وعاشقي المساواة !.
واعان الله كاتبنا الحبيب ابراهيم عيسى على بلواه في حب الحرية وال البيت في مجتمع الكراهية والانغلاق وهيمنة الكنيسة السلفية عليهم !.
________________

al_shaker@maktoob.com
alshakerr@yahoo.com

(( وزير بلا ربطة عنق )) حميد الشاكر


(( وزير بلا ربطة عنق )) حميد الشاكر
___________________________

ما افهمه حقيقة وليعذرني الكثير من سادتنا المسؤولين في الدولة العراقية الجديدة : ان الوزير مشرف عمل ذكي في وزارته لااكثر ولا اقل ، او هو لنقُل مدير ادارة يحمل بعض الافكار الجديدة المطوّرة والمحركة لعمل وزارته المعنية ويقوم بوظيفة كمحرك ومشرف وكمراقب على سير ادارته الخدمية !.
أمّا ان يكون الوزير وثن محنط بربطة عنق أم اللفتين وبدلة جديدة تمتاز بلمعان نوعية الاقمشة المنسوجة منها ، فهذا اشبه بدمية نقدمها للاطفال في اعياد ميلادهم كي يتعجبوا بنظافتها واناقتها وجمالها الاخاذ لقلوب وارواح اطفالنا الابرياء !.
وارجو ان لايفهم هذا الكلام الصريح والمباشر لكثير من وزرائنا المحترمين على اساس انه دعوة لمناهضة ربطات العنق الغربية والمتنوعة الطويات من الكبيرة او الصغيرة ، ليخرج لنا غدا جميع وزرائنا وهم يلبسون اللباس الصيفي بقميص نص ردن وبلا ربطة عنق ، وانما المقصود هو المعنى البسيط جدا الذي يرى الوزير عامل حقيقي لايمتاز في هيئته وحقيقته عن اي عامل على باب الله يسعى لرزقه ويقوم بعمله بجد ليقوت اطفاله وعياله ، ويعمل بتفاني ويتصبب العرق من حركته ، ويباشر مهام وظيفته بنفسه تحت الشمس او في دوائر المواصلات او ربما يلسعه سلك كهربائي مكشوف في احد محطات توليد الطاقة الكهربائية ، ولابأس ان غرق وزير الموارد المائية في بركة ، ونرحب ان نرى وزير النفط وهو يلبس البدلة الزرقاء بوجه اسود من نفط ارض العراق المباركة ، وهكذا وزير الدفاع الافندي صاحب ربطة العنق نستشعر بالفخر ان لبس البدلة العسكرية دوما في زمن السلام ، ...... الى ان نصل الى رؤية الوزير عاملا على ارض الواقع يغطي بحركته جميع فروع وزارته واينما كانت !.
عندما كنت صبيا سمعت في بعض الحلقات التلفزية الدينية للشيخ محمد متولي الشعراوي سمعته يقول : ان لفظة وزير كلمة مشتقة من الوزر ، وهو الثقل والحمل ، والوزير سمي وزيرا لانه يحمل اعباء واثقال الحكم على كاهله !.
وعندها تبادر الى ذهني الصغير او تركز في مخيلتي الطفولية صورة : ان الوزير حمّال اثقال لااكثر ولااقل !.
لكن بعد ان كبر الذهن والعمر تعلمت ان اخر مَن ينبغي ان نطلق عليه صفة الوزير هم وزرائنا في دولنا المتخلفة اقتصاديا والمتردية معنويا وفكريا ، بحيث ان هيئات وزرائنا ووزيراتنا المحترمين لاتنم عن اي مجهود او انهاك او تعب من وزر هذه الوظيفة الوزارية او تلك ، بل العكس بالتمام هو الحاصل في وظائف وزارات دولتنا العراقية الجديدة المحترمة ، فيدخل الداخل منهم وهو منهك وبشعر ملئه الشيب الابيض وبظهر مقوس من كدّ الحياة ...، ثم في اليوم التالي نرى انسان آخر في الوزارة : شعر اسود اناقة فائقة حد الوصف ، وظهر استوى واعتدل ، ورجوع بالعمر الى الصبى والشباب ، وحتى ملامح الوجه تتغير ربما لعملية يجريها الوزير داخل وزارته للشد وتجميل الوجه !. الله اعلم .
وكان من المفروض عكس ذالك حسب مانفهمه من هيئة الوزير ووظائفه الثقيلة لكنه يبدو ان الوزارات اصبحت مكاتب نقاهة ولذالك دائما ترى الوزير مترهل الجسم ، وناعم اليدين ، وناعس الطرفين ، واحمر الخدين ...!.
ايها السادة الافاضل من وزراء دولتنا العراقية الحديثة : ان الوزارة وان جاءت اليوم بقوالب جاهزة لكم مع هدية ربطة العنق الايطالية في غلاف داخل البدلة ، لكن هذا الامر سوف لن يدوم لكم في حالة كالحالة العراقية ومع انسان عراقي تعلّم : ان الامير والسلطان علي بن ابي طالب كان يعمل فلاحا في ارض احد افراد رعاياه بيده ليأكل حلالا وهو يصارع مهام الخلافة وشؤونها الثقيلة ولم ينقص من كرامته وعظمته شيئ على الاطلاق ، فلايعتقدن احدا منكم ان الوزارة سعر غالي ومنصبها منصة تشريف تختلف عن عامل الغزل او الاسمنت في احد مصانع السماوة ، لابل عليكم ان تعلموا ان مباشرة اعمالكم الوزارية بانفسكم وبين الناس ، وانتم لاتختلفون عنهم الا بالمسؤولية والتكليف والخدمة ، هذا هو الذي سوف يكتب لكم تاريخكم الكبير عند الناس وعند الله سبحانه !.
نعم ليكن انخراطكم عمليا ، ووزارتكم مختلفة عن الاخرين ، وملابسكم كذالك ملابس عمل وحركة وتواضع وجدّ ، ملابس للعمل في الشارع وفي الدائرة وفي حقول المزارع ، وعلى انابيب النفط ، وفي قوارب لمعرفة ازمة وشحة المياه لماذ ؟.... وليس لاستقبال الوفود الرسمية وهي تترنح على سجاد احمر ، ولتكن ايديكم خشنة متعبة من العمل مع الناس في دوائركم ، ومع العمال في مصانعكم ، ومع الصنّاع في اسواقكم ( هذه لوزير التجارة ) ، أمّا غير ذالك فالشعب العراقي ليس بحاجة الى تنابلة فما اكثرهم ، ولا الى ( كشّاخة ) فهم على الطرقات اكثر من الهمّ على القلب ، ولا الى ديكور في ادراج الدولة فالوضع العراقي لايحتمل ذالك !.
_______________

alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com