الجمعة، يوليو 29، 2011

(( إعادة قراءة التجربة العراقية على ضوء تجربة الثورات العربية )) حميد الشاكر


على الرغم مما نال التجربة العراقية وصورتها من تشويه وشيطنة بعد الاطاحة بالمقبور صدام حسين ونظامه السياسي المجرم في 2003م على يدماكنة اوميديااعلامية وقفت خلفهامليارات من البترول الخليجي والعربي لتشويه صورة العراق وتجربته السياسية الجديدة وعلى كل المستويات ، وعلى الرغم من الهجمةالارهابية الغير مسبوقةعالميا وتاريخياالتي حصدت ارواح مئات الالاف من العراقيين ودمرت ماتبقى غير مدمر بعثيا من البنية التحتية الاقتصادية لهذا البلد على يدانتحاريين سعوديين ، وليبيين ويمنيين ومصريين ومن كل بلد لفظ نفاياته على العراق وشعبه ليتحولوا الى قنابل تدمير شاملة وسيارات مفخخة ومسدسات كواتم ، وقناصة وعبوات ناسفة ولاصقة لاتبقي ولاتذر وبحرب اقليمية وارهابية معلنة ومفضوحة ولاتقبل اي لبس في الرؤية وعلى الرغم من الاستمرار بهذه الهجمة الوحشية حتى اليوم من قبل دول الاقليم العراقي الخليجي السعودي بالخصوص وبمساندة ورعاية وغض طرف كارثي من قوى الاحتلال الامريكية .....الخ !!.

على الرغم من كل ذالك ، الا انه عندما تفجرت ثورات الشعوب العربية في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي البحرين .....الخ راينا الصدق والصحيح ، والواقع في رؤية هذه الشعوب العربية للتجربة العراقية وهي تتحرر من هيمنة نظمها العربية والسياسية المستبدة التي كانت تخنق اي تعبير صادق لهذه الشعوب حول التجربة العراقية الجديدة !!.

والحقيقة انا لااريد ان اتكلم بلسان العراقي الذي من حقه ان يفتخر ويدافع ويناضل عن منجزه السياسي ، الذي دفع من اجل تحققه الشيئ الكبير من التضحية حتى وصوله الى امله المنشود في رؤية عراق يشعر فيه جميع العراقيون بانهم على منزلة واحدة امام القانون والحرية والعدالة ، ولكن اريد ان يتكلم او استنطق لسان حال هذه الشعوب العربية بعد تحررها من طاغوت الحكومات العربية وكيفية حذوها للتجربة العراقية في كل مفاصلها الدقيقة ، التي ابتكر مفترق طرقها الشعب العراقي المظلوم لتكون بعد ثمان سنوات من تجربته شمعة يستضيئ بهاالشعب المصري في ثورته والشعب التونسي في ثورته ، وربما الشعب الليبي والاخر اليمني ان قدر الله لهذه الثورات ان تنجح وتصل الى مبتغاها الاخير !!.

في الثورة المصرية وكذا التونسيةوبغض النظر عن ملابسات هذه الثورات ومغايرتها عن منجز التغيير ، الذي حصل في العراق ودخول قوى الاحتلال الامريكي لهذا البلد الا ان مايربط هذه الثورات العربية بالمنجز العراقي هو تلك الخطوات التي طالبت بها الشعوب العربية ولم تزل بعد الاطاحة بنظمها المستبدة ، لا سيما مع تعاملها مع هذه النظم السياسية ورجال الحكم فيها ومطالباتها الدستورية ، والقانونية وقربها وشبهها الشديد بالخطوات التي خطاها العراقيون بثورتهم التغييرية بعد الاحتلال ، وهذا الشبه الكبير بين خطوات ا لعراقيين الثورية من جهة والشعوب العربية من جانب اخر ان دلّ على شيئ ، فانما يدل على المكنون في قلوب هذه الشعوب العربية من الاحترام والتقدير للمنجز العراقي ، واعتبار خطواته انها خطوات تصلح لتكون خطوات ثورة تغييرية شعبية حقيقية تحتذى ويلتزم ويطالب بايجاها كخريطة طريق لاي ثورة تريد ان تعبر عن ذاتها بواقعية !!.

والآن : ماهي الخطوات المفصلية في التجربة الثورية العراقية التي ابتكر وجودها العراقيون رغم وجود الاحتلال الامريكي ، لهذا البلد وامتناعه بل ورفضه في الكثيرمن المفاصل لما اقدم على بنائه العراقيون رغم انف المحتل الامريكي لوطنهم العزيز ،ولتكون هذه الخطوات فيما بعد هي الجمر الذي كمن في قلب كل عربي محترق لروح التغيير والثورة الى ان شاء الله سبحانه لهذه الشعوب ان تثور ، وتهب ضد طغاتها ومن ثم لتطالب بنفس الخطواب التي قام بها العراقيون في تجربتهم ؟.

اولا : عندما حدث التغيير في العراق كان المطلب الاول للشعب العراقي المظلوم هو كتابة دستور جديد بيد عراقية ، وهذه الخطوة رفضتها في بادئ الامر قوى الاحتلال الامريكي ، قبل ان تذعن لارادة الشعب العراقي ومرجعيته الدينية الرشيدة .
ثانيا :طالب العراقيون مباشرة بعد الاستفتاء على الدستوران تقام انتخابات عراقيةشاملةفي البلاد لتأسيس مجلس نواب منتخب من قبل الامة العراقية ليكون هذاالمجلس ممثل الشعب من جهةوالمنتخب لحكومة العراق الجديدة من جانب اخر وايضا كانت هذه الخطوة ضد رغبة قوى الاحتلال الامريكي الذي طالبت بمجلس عسكري يقودالبلاد تحت الوصايةالامريكية ولكن ارادة العراقيون كانت هي الاقوى والامضى في المسيرة .
ثالثا :اقام العراقيون بعدذالك وانشأوامحكمة الشعب العراقي العليا لمحاكمة رموز النظام الصدامي المقبور بدءا براس النظام صدام حسين وحتى اخر مجرم في هذاالنظام وذالك لتحقيق العدالةمن جهةوعودة حقوق المظلومين واعطاء الشرعية بواقعية للتغيير في العراق على اساس انه تغيير يتحكم العراقيون بادارته فاعدم راس النظام وتخلص الشعب من بقايا رجال دولته المبادة .
رابعا:انشأ العراقيون هيئة لملاحقةكل تراث العهد الصدامي المباد ووضعوا اسس لكيفية اجتثاث فكر البعث النازي واجتثاث بقايا العهد المباد وتطهير الدولة الجديدة من وبائهم السرطاني كي تولد تجربة عراقية صحية وخالية من الامراض وبامكانها ان تستمركمنجز عراقي حقيقي يريد التاسيس لبناء عراق جديد ومختلف !!.

ولعل هذه الاربع محاور ، الذي اسس لها العراقيون ولم تزل هي المحاور الابرز في تجربتنا العراقية الجديدة كانت هي المحاور الرئيسية التي قامت عليها تجربة العراق مابعد الدكتاتورية ويبدو انها نفس المحاور التي تركت انطباعات ايجابيةجدا على الداخل العربي لكن مع بقاءهذا الاعجاب الشعبي العربي غير مُعبر عنه بحرية لكميات القمع المهولة ، التي كانت تمارسها النظم العربية في قمع حرية التعبير لشعوبها ، ولهذا راينا كيف ان عصابة ال سعود دفعت الكثيرعلى الميدياكي لايصل اي تصور ايجابي للفرد العربي تجاه هذه التجربة العراقية وخطواتها الغيرمسبوقة في الشرق الاوسط وكذا عندما كانت المتحكمة في مصر حكومة الفرعون حسني مبارك التي كانت اشد رعبا من تاثيرات التجربة العراقية ، وهي ترى هذه الخطوات العراقية تسير قدمابكل ثقة مع شدة الهجمةالارهابية السعوديةوالعربية على العراق لاسيما عند محاكمة رموز النظام السابق وكيف ان هذه النظم الدكتاتورية الخليجية والعربية ، قد هلعت مرتعبة من منظر شنق الطاغية صدام حسين على يد الشعب العراقي وكيفيةتحريك هذه الطغاة لوعاظهاالدينيين لمهاجمة هذه العملية من الاعدام ، وتصويرها على انها ثآرات طائفية وتجاوز على مشاعر المسلمين وغير ذالك !!.

اما موقف معمر القذافي الزعيم الليبي فمعروف باطلاق صفة القداسة على المقبور صدام حسين ، وهذا ان دلّ على شيئ فانما يدل على كمية الرعب لهذا الجلاّد ، وهو يرى عدالة السماء تنفذ بطاغية من طغاتهم العرب على يد شعبه ليكون عبرة لمن يريد الاعتبار من طغاة العرب !!.

كل هذاطبعايظهر بجلاء انه كان هناك تصوران للتجربة العراقية وخطواتها التغييرية والثورية الكبيرة في مخيلة العالم العربي ،الاول هو تصور الطغاة من حكام العرب ، الذين راوا في المنجز العراقي انه منجز خطير، وثوري ولايمكن تركه يصل الى مدياته الطبيعية بسلام لتشكيله مادة ثورية عارمة بامكانها ان تطال طغيان نظمهم الحاكمة بتسونامي عظيم يمكن من خلاله اقتلاع جذور اسس نظمهم الحاكمة بالاستبداد !!.
اما التصورالثاني فهوتصورهذه الشعوب العربية المغلوب على امرها وهي ترى تجربة العراقيين تسير بخطى وئيدة ومع انهاتتلقى الضربات الارهابية من كل جانب الا انهالم تتنازل ابداعن اي مفصل من مفاصل التغييرالثوري داخلها لتحقق ما يتطلع اليه كل عربي مقهور على ارض الواقع !!.

كنت اسمع الكثير من الاعلاميين العرب ، يهمس لجمهوره من طرف خفي حول التجربة العراقية بمقوله (ليه العراقيين فقط ) عندما تطورت انتخابات العراق في الدورة الثانية لتخرج النتائج بدون ان يدرك احد في العراق من هو المنتصربداخلهاكعلامة فارقة على نزاهة الانتخابات العراقية امام تزوير انتخابات مجالس الشعب في مصر وغير مصر !!.

لكن كل ذالك كان يُقال بين المرء العربي وقلبه كي لاتسمعه شياطين الطغاة العرب فيعتقل ويعذب ويسجن وربما يعدم بتهمة اعجابه بالنموذج العراقي السياسي الجديد !!.

اما بعد التغيير والثورة في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين والمغرب ... فقد انكشف الغطاء عن مطالبة هذه الشعوب العربية لتفصح عما تريده من تجارب وخطوات وتغيير سياسي هو اقصى امال هذه الشعوب العربية المغلوبة على امرها !!.
في الثورة التونسية طالب التونسيون باجتثاث لحزب بن علي تام من حياة التونسيين السياسية ، حتى ان وزيرا من وزراء العهد المباد لحكم بن علي اعلنها صراحة للشعب التونسي بسؤال :هل تريدون اجتثاثا لحزب بن علي كما اجتث العراقيون حزب البعث وانصاره ؟.
كذالك في الثورة التونسية ، والمصرية لم تكتفي هاتين الثورتين بالمطالبة بحل الاحزاب المستبدة التي كانت تحكم هذين البلدين واجتثاثهما من الحياة السياسية فقط كما صنع العراقيون في تجربتهم الجديدة ،بل زادوا بالمطالبة بانشاء محاكم عليا تقوم على محاكمةكل رموزالحكم المبادفي هذين البلدين ولاسيما راسي نظام تونس بن علي ، وزوجته والرئيس المخلوع حسني مبارك وكل عائلته !!.
في الثورة المصرية حاول المجلس العسكري ، وبضغوط سعودية واماراتية من خلال ابتزاز الشعب المصري او رشاه بالمال للتنازل عن فكرة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ، لكن ارادة الجمهور المصري الثورية اجهضت مشروع السعودية الحقير الداعم ، لتبييض وجه الفساد والاستبداد في المنطقة العربية من جهةومن جهةاخرى كي لايقال ان الشعوب العربية تستلهم خطواتهامن التغييرالعراقي الكبيرالذي ضرب المثل لكيفية التغييرات الثورية الحقيقية !!.
بل زادالمصريون ايضافي تقاربهم مع النموذج العراقي في محاكمة جلاديه بان طالب الشعب المصري بمحاكمة رموز النظام السابق كله ، ولكن على الطريقةالعراقية بان تكون المحاكماة علنيةوتنقل مباشرةعلى التلفاز ويحكم على فرعون مصرامام المصريين كلهم ليعادالحق الى نصابه وتاخذ العدالة مجراها !!.

في الدستوروالانتخابات البرلمانية وياسبحان الله المصريون اليوم يناقشون ماناقشه العراقيين حذو النعل بالنعل ، وكانما هناك ارادة استنساخ مصرية كاملة للتجربة العراقية ، ونقلها الى مصر بالتمام في الانتخابات ، وكتابة الدستور وتشكيل الحكومة بعد الانتخابات وليس قبلها ، وهذا اخيرا ان دل على شيئ ومعنى فانما يدل على ان مارفضه العرب تحت سيف السلاطين الدكتاتوريين من حكام العرب انذاك من النموذج العراقي ، عادت اليه هذه الشعوب العربية بعد تحررها الثوري من الطغيان لتعترف انه هو النموذج العربي الوحيد ، الذي كانت تتطلع له الشعوب العربية ، بكل شوق واحترام ليطبق عندها ولكن ارادة الطغاة كانت تحول من ذالك !!.

الآن ربما اتضحت الصورة الحقيقية التي عليها النموذج العراقي السياسي القائم ،وكيف انه كان بالفعل نموذجا على الرغم من كل المؤامرات العربية والخليجية ضده الاانه كان ولم يزل ملهم هذه الشعوب العربية الثورية لكل مفاصل خطواتها السياسيةالتي ينبغي ان تكون ومن دونهالايمكن ان يسمى التغيير الثوري تغييرا حقيقيا بدونها ومع ان المنجز العراقي جاء بعد قصة مريرة مع الاحتلال الذي تسبب به معتوه العوجة صدام حسين وتهيئة هذا الزنديق الارض العراقية للاحتلال الامريكي لكن مع ذالك استطاع العراقيون المخلصون ، ان يحولوا التغييرفي العراق ، من تغيير ساهمت فيه قوى استعمارية اجنبية ، الى تغيير شعبي ثوري اسست لخطوات الثورة الشعبية من داخل مزنجرات دبابات الاحتلال الامريكي ليصطدم دائما التغيير الثوري الشعبي العراقي مع تغييرقوى الاحتلال الامريكية وهذا ايفسر لماذا الاحتلال الامريكي طالب بعدم كتابة دستور واستفتاء شعبي عليه ولماذا العراقيون اصرواعلى كتابة دستورواستفتاء شعبي عراقي عليه وكذا عندما اصطدمت رغبة التغيير الاحتلالية مع رغبة الشعب العراقي الثورية ، في موضوعة الانتخابات ومحاكمة رموز نظام البعث....الخ بحيث ان قوى الاحتلال كانت ترى فعل العراقيين ثوريا وخطرا لكن العراقيون كان تفكيرهم بالفعل انهم يقودون ثورة ولايوجهون تغيير احتلال استعماري لصالحهم فقط ، وهكذا في موضوعة اجتثاث البعث ، الذي رفضها الاحتلال جملة وتفصيلا ومن البداية كاجراء احتلالي استعماري لكن الثورة العراقية اصرّت على ان من اهم عناصرالثورة العراقية الجديدة هوان يبنى العراق بشكل مختلف وطاهر ومطهر من كل بقايا البعث ، ورموزه وهذا ماحصل في التغيير الذي انطلق على يداحتلال لكن استطاع العراقيون تحويل مساره الى ثورةشعبية شاملة دفع بها الشعب العراقي ثمن الثورة بكامل فواتيرها وهو يحارب على عدة جبهات ارهابية وصدامية وثورية واقليمية لتثبيت منجزه السياسي الجديد !!.

نعم ان احتذاء الثورات العربية للنموذج العراقي في مفاصل وخطوات تحركها لاقامة نظم ديمقراطية جديدة وحقيقية تبدأ بالدستور والانتخابات ومحاكمة رموز النظم البائدة وتطهير الدولة واجتثاث بقايا النظم القديمة لهي الشهادة الصارخة على قيمة المنجز العراقي وانه الانجاز الوحيد في المنطقة الذي يستحق الاحترام والاقتداء بخطواته الثورية !!.


alshakerr@yahoo.com
http://7araa.blogspot.com/

الخميس، يوليو 28، 2011

(( سقيفة العثمانيون الجدد في تركيا لصناعة الفوضى ورعاية الارهاب )) حميد الشاكر


اثنتين من عجائب وغرائب احفاد ال عثمان الجدد في عصر مابعد حكم زناقة ابناء العوجة في العراق :
الاولى : تهيئتهم اسطنبول في ديسمبر 13/14 2006م لاعتى ارهابيي ومجرمي شذاذ الافاق من تكفيريين وسلفيين سعوديين وخليجيين وصداميين بقياد الارهابي الهارب عدنان الدليمي تحت شعار(نصرة الشعب العراقي)ليخطب فيما بعد الوسخ عدنان الدليمي بالحضور ، مطالبا لهم بتسمية المؤتمر ب ( نصرة اهل السنة في العراق) بدلا من نصرة اهل العراق ليكشف كل اوراق المؤتمرالطائفية والارهابية للاضرار وقتل الشعب العراقي ، وحياكة مؤامرة تركية اردوغانية عثمانية سلفية صدامية تقتل وتحرق وتذبح ولم تزل بالعراقيين حتى يوم الناس هذا !!.

الثانية : عندما ايضا اعادوا الكرّة مرة اخرى هذه الايام في 17/ تموز/ جولاي 2011م ليعيدوا مكياج اسطنبول التركية الاتاتوركية العتيدة لتزف عروسا لمؤتمر اخر ولكن هذه المرّة لما سميّ باجتماع المعارضة السورية ، ليجتمع مرة اخرى سلفيون وتكفيريون وشذاذ افاق وخونة وصهاينة ...الخ ،تحت مسمى ( اجتماع المعارضة السورية ) ، لشن حملة فوضى ، وارهاب منظم على استقرار سوريا وشعبها ونظامها المقاوم برعاية الجارة العثمانية الحنونة تركيا ايضا !!.

هل تحولت تركيا الجنرال كمال اتاتورك العلمانية بقيادة احفاد ال عثمان الاخوانية الاردوغانية الجديدةالى سقيفةلحياكةالمؤامرات والانقلابات والفوضى في المنطقة العربية بالخصوص والشرق الاوسط بصورة عامة ؟.
أم ان ديمقراطية اخوان تركيا من سلالة ال عثمان المقبورين لايلمع نجمها الا عندماتحتضن اعتى المجرمين والارهابيين لتقيم لهم مآدب واعراس دم وحفاوات تبتدأ بخطب المغفلين وتنتهي بانهار دم تسفك في شوارع بغداد ودمشق ؟.

ثم ما الغاية التركية من بناء هذه السقيفة الشيطانية التي ما رفع عمودها في اسطنبول الا لاحتضان قتلة ، ودعاة فوضى ، وارهابيين وصداميين ، وسلفيين تكفيريين سعوديين ، وسوريين وعراقيين لم يجدوا مكانا محترما في العالم ياوي تآمرهم الارهابي الضارب ، لاستقرار المنطقة العربية ، والاسلامية كيفما تحرك صاعدا لسوريا او نازلا للعراق سوى دولة الباب العالي للعثامنة الجدد ؟.

هل هي لاعادة دورال عثمان الذي انقبر في 1923م بعدما اعلن الجنرال اتاتورك بالغاء خلافة ال عثمان التي دامت اكثرمن خمسة قرون بغفلة من الزمن والتاريخ ؟.
أم ان العثامنة الجدد من اسلاميي نور ومهند في تركيا قد التفتوا اخيرا واكتشفوا مؤخرا كنزومفتاح عودتهم الى حلم امبراطوريتهم العثمانيةالمبادةعلى يد احلافهم القديمة من بريطانيا الى فرنسا ، و حتى روسيا في تقديم الخدمات للاستعمار من جهة بتفجير الصراعات الطائفية والفتن الداخلية لدول العالمين العربي والاسلامي وحماية اسرائيل مدللة العالم الغربي من جانب اخر؟.
يبدو ان العثامنة الجدد عازمين على ان يخوضوا غمار معركة استرداد حلم امبراطوريتهم العثمانية المقبورة التي نقلتهم من رعاة في جبال ايران الى حكام وخلفاء وسلاطين على العالمين العربي والاسلامي ويبدو ايضا ان اسلاميي تركيا الحديثة من جماعة ((اخوان الزواج المدني الحديث)) والاعتراف بدولة الغصب الصهيونية قد استوعبوا درسين مما مضى من تاريخهم الاسود وهما :

اولا : درس ان لاقائمة تقوم ، لدولة الباب العالي العثمانية من جديد ، الا برضى امبراطوريات الاستعمار الحديثة ، التي ساهمت بابادتهم واكل واقتسام مابقي من جثتهم الهامدة وذالك يتم من خلال تقديم خدمات الباب العالي لهذا الاستعمار في كل مايرغب فيه ويهدف اليه من مخططات تبدأ اليوم بتفتيت دول منطقة الشرق الاوسط العربية والاسلامية بالتحديد ، واعادة انتاج دول كارتونية ضعيفة وميتة من جهة ، وحماية كيان المسخ الصهيوني من الانقراض من جانب اخر !!.

ثانيا : فهم درس الغدر العربي الذي ساهم بانقراض الامبراطورية العثمانية عندما تحالف زعماء وقادة عرب مع الاستعمار الغربي للاطاحة بالخلافة العثمانية والتعجيل بنهايتها الحتمية ، وطردها من جزيرة العرب والمسلمين فاليوم اتراك اردوغان الاسلاميين وبعد ان لمسوا حقيقة ان الجسد العربي قد وصل الى مرحلة الاحتضار الاخيرة اعاد التراكوة نفس السيناريوا العربي الذي غدر بخلافتهم المقبورة ، ليعيدوا صاع العرب اليهم وليستعدوا من جديد لاقتسام جثة هذا العالم العربي المحتضر مع الاستعمار الديمقراطي الجديد وكما ان العرب تحالفوا مع الاستعمار لاقتسام تركة الخلافة العثمانية فيما مضى فقد ان الاوان ليستعد اسلاميي تركيا لاقتسام المقّسم من العالم العربي على امل الحصول على حصة من تركة وتراث هذه الامة الآيلة للزوال حتما !!.
وبهذا تحرك العثمانيون الجدد في اطار استراتيجية واضحة دفعتهم اولا لانشاء سقيفتهم المشؤومة في اسطنبول لاستقبال من يتوقع انهم القادة الجدد في العالم العربي الجديد مابعد عالم القومية والدولة والمجتمع المدني واللحمة الاجتماعية من جهة ولاستقبال حقبة زعامة تركية جديدة للعالم العربي تعتمد على استغفال هذه الشعوب العربيةبخطابات تدرك انقرة تماماماهية اوتار جميع امراض وماسي هذه الشعوب وماهي المعازف الطائفية والفتنوية والعنصرية .....التي تطرب لها لتتزعم اخيرا ومن جديد تركيا ال عثمان هذا العالم العربي ، والاسلامي الغارق في الغفلة والانحدار والتسافل شيئا فشيئا !!.

انها لعبة مكشوفة للعثمانيين الجدد تحيك مؤامرتها ببراعة على عالمنا العربي والاسلامي ، وبذكاء عثماني ليس بالخارق للعادة بقدر ماهو ذكاء لاينتصر الا على اشلاء المغفلين هنا وهناك من عالمنا العربي والاسلامي ، وكنموذج من مغفلي عالمنا العربي الاسلامي احكي لكم هذه الحكاية :

عندماحضررجب طيب اردوغان للعراق في مارس 29 / 2011م وخطب من على منبر مجلس النواب العراقي الموقر توقعت ان يقوم احدهم امام العالم ليسأل الاخ العثماني الجديد الذي يعتقد انه الارقى فكريا وعقليا من جميع من يحضر معه بعد تعديل العمامة العثمانيةبالطربوش الاتا توركي الاوربي الحديث قبل ان يتحول الى ربطة العنق الاردوغانية الحمراء عن مؤتمر اسطنبول الارهابي في 2006ولماذا كان دورالتراكوة اخوتنا من ابناء الجنس الاصفر من المساهمين في ذبحنا وعدم استقرار بلدنا الى يوم الناس هذا لمساندتهم للارهاب والجريمة في سقيفة بني اسطنبول !!.
لكن مع الاسف بدلا من ذالك استطاع حفيد من احفاد ال عثمان المنقرضين ان يبلف العراقيين بكلمتين عن كربلاء والامام الحسين واذا التصفيق والتهليل من برلمانيي العراق المذبوحين على يدمؤتمراسطنبول العثماني له اول وليس له اخر ولاحول ولاقوة الابالله !!.
عندها تساءلت لو ان السيد الرئيس احمدي نجادرئيس جمهورية ايران الاسلامية التي ساندت العراق وساهمت باستقراره وفتحت اسواقه للعراق وشعبه واعترفت به ولم تحتضن اي مؤتمرات سقيفة ، للاضرار بالعراق كان هو الخاطب من على منبر مجلس النواب العراقي وذكر الخليفة الراشد عثمان بن عفان رحمه الله فهل سيقوم النجيفي او المطلك اوالدليمي اوحارث الضاري.. بالتصفيق والتهليل تحت دوافع العاطفة الساذجة لمواقفه المشرفة مع العراق ؟.
ام انه سيقوم حتما قرد من قردتهم الارهابيين الصداميين وامام العالم كله ليطرد رئيس الجمهورية الايرانية لا لشيئ الا لدوافع احقاد طائفية واخرى عنصرية بغيضة تسعى لتشويه العراق وتدمير منجزه من جانب وخدمة للريالات السعودية التي سوف تغدق عليه بسخاء منقطع النظير من جانب اخر !!.


alshakerr@yahoo.com
http://7araa.blogspot.com/

الأحد، يوليو 24، 2011

(( جمعة احفاد خالد بن الوليد القاتل والزاني في سوريا !!)) حميد الشاكر


تأملنا خيرا اخيرا لهذه الامة العربية التي كنا ندرك سلفا انها في تيه عظيم بعدما راينا بوادر تحركات شعبية وثورية تنادي بالعدالة والحرية ، باعتبار ان شعوبنا العربية عندما تنادي بالحرية والعدل فهي ربما تعي او لاتعي انها تكفر بالاديان الطاغوتية التي تحملها عقيدة من قبيل حرمة الخروج على ولي الامر فاسقا كان او مؤمنا ، وباعتبار ان اديان طغاة العرب صورت لهم بان الحرية عدوة عقيدة التوحيد والجبرية التي يؤمنون بها !!.

ولكن ماهي الا فورة واذا بنا نصطدم بعمى مفاهيم والوان وتوجهات .... ايضا عاودت هذه الامة لتنحرف عن مسار الثورة الواعية والمدركة والاسلامية النبيلة ولنفاجأ بانها تنحرف بشكل متعمد وشيطاني عن مبادئ اي ثورة وطنية او قومية او اسلامية بالامكان لامثالنا ان يحترمها على الحقيقة !!.

امام المجلس الصهيوني العالمي يخطب منسق الثورة المصرية المهندس وائل غنيم ، ما هذا هل يريد الاخ وائل غنيم ان يرسل رسالة للعالم اجمع ان فضل قيام الثورة المصرية هو المجلس الاوربي الصهيوني لاغير لذالك اعلن من على منابرهم الاستعمارية شكره وشكر الثورة للحاضرين ؟.
تساءلنا ببراءة !!.
بخطوط مفتوحة مع الصهاينة والاستعمار الغربي القديم والناتوا ينسق ثوار ليبيا ضد المجرم معمر القذافي لاسقاطه !!.
كيف هذا هل نحن اصحاب ثورة الهروب من مجرم صنعه الغرب الى مجرم هو الغرب نفسه ليصنع لنا دورة اجرام جديدة ؟.
ام نحن امة نطلب الحرية والاستقلال والعدل ونضحي بارواحنا من اجل الوصول لذالك ؟.
تساءلنا ببراءة ايضا !!.
بمشاركة فرنسية استعمارية مكشوفة ارتمت ثورة تونس لتعيد الزمن الى غابره .....الخ !!.

عندها من حقنا ان نتوقف ونسأل : هل نحن فعلا امام ثورات عربية وطنية وقومية واسلامية مستقلة وطالبة للحرية والعدالة ؟.
ام اننا امام مؤامرة احيكت بليل وكانت الشعوب العربية بيادق تنفيذ لها لااكثر ولا اقل ليقال اننا امة يمكن ان تثور ولكن تحت غطاء ودعم الاستعمار لاغير ؟.
ثم متى كانت الثورة تطلب النصر بالجور والعمالة للغرب والتنازل عن الاستقلال والعدل واستجداء الديمقراطية من الغرب ، ليكون كل تحركنا بالتنسيق مع الغرب وكل شرعيتنا تستحلب من اثداء كلنتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة ؟.
واليس هذا الغرب هو هو نفسه من صنع طغاة العرب واعترف بشرعيتهم ودعمهم لعقود طويلة لاستمرارهم بالحكم ضد مطالب شعوبهم العادلة والمحقة فما عدا مما بدا حتى يقلب الغرب ظهر المجن لصناعاته الطاغوتية ؟.
هل ليسقط طاغية وياتي باخر لاغير ؟.
واذا كان الامر بهذه الصفة فهل تعي شعوبنا العربية انها استخدمت فقط كمجرد بيادق لتنفيذ خطة لاغير ؟.
ام انهم لم يزالوا يعتقدون انهم اصحاب ثورة ومفجري بركان غضب مستقل ووطني وحر وعادل ؟.
الا ترى شعوبناالعربية ان اعلام البترول السعودي الخليجي الرجعي والاستعماري هي ممون ووقود نار هذه الثورات العربية التائهة ؟.
والا ترى معي ان هذه النظم الخليجية الرجعية لو كانت تدرك انها امام ثورات عربية مستقلة وحرة ووطنية وقومية واسلامية حقيقية لما كانت تثير الفتن من خلالها ابدا ولاتخذت موقف المناهض منها بدلا من المساند ؟.
فكيف ولماذا تحرض منابرالاعلام الصهيوخليجية الشعوب العربية على الانتفاض والثورة على حكامهم الطغاة ، وكان من المفروض بالثورة العربية ان تقوم اولا على هذه النظم الاعرابية الخليجية الفاسدة والعميلة اولا قبل اي تفكير بتغيير في مصر او تونس او اليمن او سوريا او الاردن او المغرب ؟.
والانكى والامر من ذالك كدليل على تيه هذه الشعوب العربية التي غضب الله سبحانه عليها لمساندتهم للطغيان والكفر لحقب من الدهر عظيمة قبل ان تكون لعبة بيد اعدائها ، اقول الانكى والامر هو تحول هذه الثورة العربية من مسار الثورة المطالبة للحرية والعدل الى ثورة طاعنة بالظهر لكل مشاريع ومصالح وتطلعات الامة وطموحاتها الحقيقية لتتحول من الثورة على الفساد والعمالة والتصهين ، الى ثورة تصب بصالح الصهيونية واسرائيل والاستعمار في المنطقة لنفاجأ بطعنها لنظام الاسد في سوريا ، ومطالبتها العلنية باسقاط اشرف نظام مقاوم في المنطقة العربية على الاطلاق ؟.
نعم سوريا بشار الاسد في 2006م كانت هي الشوكة التي فرت ماء عيون الصهاينة كي لايصلوا الى ماربهم الدنيئة باستعبادنا كشعوب عربية عندما حاولت كسر ظهر القاومة في لبنان لولا نظام الاسد بشار !!.
هذا النظام استدارت مايسمى ثورة الشعوب العربية من اهدافها التي اعلنتها في البداية في طلب الحرية والاستقلال والنهضة ، وبدلا من توجها مباشرة الى بؤر العمالة والتصهين في عالمنا العربي وجدناها تتجه لتطعن سوريا المقاومة من الظهر خدمة للصهاينة ومشروع استعباد المنطقة من جديد للاستعمار والفساد والرذيلة !!.

والغريب العجيب هذه الاسماء الطائفية المقيتة التي يستخدمها مأجوري القتل في سوريا كل جمعة لاسقاط نظام بشار الاسد الذي لولاه لبيع السوريين في اسواق الخليج وغير الخليج للصهاينة بثمن بخس ، واخرها ماسمي طائفيا بجمعة احفاد خالد بن الوليد !!.
هل هذا معقول شعوب تريد ان تزيح عن كاهلها نيرالاستعباد والتبعية والطاغوت ترفع شعار احفاد خالد بن الوليد لاسقاط نظام مقاوم ومدني وشريف يحاول الارتقاء بطموحات الامة وتحررهاالى الاعلى من نيراستعباد الاستعمار واليهودية الصهيونية ؟.
وهل سأل احفاد خالد من مجرمي الليل واحفاد العصابات المأجورة في سوريا والتي تثير الفوضى كل جمعة ، بان خالد بن الوليد هذا لو كان موجودا اليوم لكان هو اول من اغتصب نسائهم باعتبارهن سبي وقتل رجالهم باعتبارهم مرتدين كفار لاغير ؟.
هل من المعقول شعب يطلب الحرية والعدالة يرفع شعار احفاد خالد الذي هو بالاضافة لطائفيته النتنة ولكنه من جانب اخر شعار ليس له اي علاقة بالكرامة والحرية والعدل بل انه شعار اطاعة ولي الامر السلفي الظلامي الحقير مهما كان مجرما وسفاكا وفاسدا وناهبا للامة ؟.
الا يعلم هؤلاء الشبيحة في سوريا بشار الاسد من يكون هذا الخالد ابن الوليد اولا ليكون شعارهم لطلب الكرامة والحرية والعدالة منضويا تحت عباءته الطاغوتية الفاسدة ؟.
اذا لم يكن يدركوا من هو خالد ابن الوليد فنحن ننبهم الى ان هذا الخالد هو اعتى طغاة العرب وقاتل مسلميها غدرا كما حصل للمؤمن الشهيد مالك بن نويرة حسب ماذكرته مصادر التاريخ العربي والاسلامي ، هو هو نفسه خالد ابن الوليد الذي بعد ان قتل المسلمين زنا بنسائهم ليخطف امراة مالك بن نويرة بنفس الليلة التي قتله فيها ليزني بامراته عمدا وبلا حياء ، وعندما اوصل الخبر ابو قتادة لاجلاء الصحابة طالب عمر ابن الخطاب الخليفة الاول اما برجم خالد بن الوليد ابن المغيرة بحد الزنا والقتل لمسلمين واعراضهم ، واما على الاقل بعزله عن قيادة الجيش ؟.
لكن ابو بكر كان اذكى من عمر ونظر للتاريخ وكيفية استغفال الامة من خلاله وكي لايقال ان وزير دفاع الخليفة الاول عزل ورجم بتهمة القتل والزنا فابقى عليه !!

هل بعد هذه الحقائق التاريخية عن خالد ابن الوليد يصلح هذا النموذج المقرف للمسلمين ان يكون شعارا لطلب الحرية والعدل والكرامة والانصاف هنا وهناك في اماكن شعوبنا العربية ؟.
أم ان عناصر الاجرام في سوريا على شاكلة خالد ابن الوليد وغايتهم من اسقاط نظام المقاومة في سوريا بشار الاسد هو تحويل سوريا برجالها الى مقتولين كمالك بن نويرة باسم الردة ، وسبي نسائها كسبايا تحل مضاجعتهن بعد نصف ساعة من قتل الرجال ؟.
هذا هو حال ماسميناه زورا بثورة الشعوب العربية التي انتهت للانقلاب على نفسها لتتخذ من زاني وقاتل كخالد بن الوليد شعارا لنهضتها او لردتها المرتقبة على كل مبائها القومية والتحررية والانسانية لتنزوي اخيرا كمجرد عبد ينفذ الرغبات الصهيوخليجية اليهودية ؟.
وهذا مع الاسف ما تبشرنا به ثوراتنا العربية بعد ان تحولت من جراء الغضب الالهي على هذه الامة الى ارهاب وعبث وفتن وفوضى لها اول وليس لها اخر وماكان الله ليظلم القرى واهلها مصلحون !!.

http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com

السبت، يوليو 23، 2011

(( اذا قتَل سلطان هاشم تركوه واذا قَتل الضعيف قتلوه ياطارق )) حميد الشاكر


قال رسول الله ص بشأن المخزومية التي سرقت فشفع لها سادة قريش لاسقاط الحد عنها : اما بعد انما أهلك الذين قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد وإني والذي نفسي بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها !!. رواه مسلم .

عار على السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والذي من المفروض ان يكون هو وليس غيره حاميا للدستور والمشرف على تطبيق قرارات القضاء العادل والتي صدرت لانصاف الضحية من الجلاد سلطان هاشم والمظلوم من الظالم لتحكم بالقصاص الالهي العظيم على اعتى مجرمي الحرب بالعصر الحديث ان يكون هو اول من يطالب باعدام العدالة بدلا عن سلطان وتجاوز قرارات القضاء بل ويضغط ويطالب بالتمييز امام الدستور العراقي بين ابناء الشعب العراقي ليكون سلطان هاشم ابن المخزومية المدللة والتي مافعلت فهي في حصانة جاهلية من العقاب وحتى ان سرقت او قتلت فيجب اسقاط الحد عنها حسب الاعراف القرشية الجاهلية التي ورثها طارق الهاشمي من تراث ابائه المنقرضين في الجاهلية الاولى الوليد بن المغيرة وابو جهل وابو سفيان بينما يكون جميع العراقيين ابناء الجارية التي يرى طارق الهاشمي انهم من الدرجة العاشرة في المواطنة ولابأس بان يذبحوا او يبادوا بالقنابل الكيميائية او يدفنوا احياء بالمقابر الجماعية من غير ان يكون لهم الحق في الاقتصاص من قاتليهم او ان يكون في الدستور ما يحمي حقوقهم او يكون على الاقل هناك قضاء عادل نسبيا يقف معهم لانصافهم !!.

ولعليّ لاابالغ ان قلت ان طارق الهاشمي وباصطفافه المعروف سلفا مع عتاة البعث الصدامي ودفاعه المعروف عن جرائمهم الدنيئة بالاضافة الى ماعُرف عن النفعية القبلية والسياسية التي تحرك جميع الجاهلية داخل السيد نائب الرئيس ليقف مع عتاة مجرمي قومه ليتفاخر فيما بعد بغض الطرف انك من نمير لكل الشعب العراقي باعتباره هو من الجنس الارقى من كعب او من كلابا ، اقول لعلي ازعم ان موقف طارق الهاشمي هذا يندرج هو الاخر في اطار النيل من مسيرة العراق الجديد ومحاولاته المتكررة للنكاية بهذا العراق واظهاره على انه عراق اللاعدل واللاانصاف واللاقانون واللادستور واللاقضاء فحسب ، ومن هنا كانت ولم تزل زمرة طارق الهاشمي ومن دخل معه في العملية السياسية منذ البداية ولهم يد مع الارهاب والذبح ويد او وجه ذئب اخر مع العملية السياسية لم يزالوا يطمعون فعلا بالنيل من العراق الجديد الذي اطفأ نائرة جاهليتهم البعثية الاولى ، ليعلن ميلاد فجر اسلام جديد ينصف المظلوم من الظالم والعبد من السيد والضعيف من القوي !!.

ونعم بالخضوع لمثل رغبات طارق الهاشمي في تجاوز العدالة في اي مفصل من مفاصلها الصغيرة او الكبيرة لاسيما ان نجح طارق بالفعل وكما يشاع بتعطيل مسير العدالة في اعدام العبد الصدامي سلطان هاشم شمر هذه الامة في العصر الحديث وقاتل حسينيوها واكرادها وعربها خدمة ليزيد العصر المقبور صدام حسين ، أؤكد للعراقيين بانه سيكون بالفعل اصاب طارق الهاشمي العراق الجديد ومسيرة بنائه السياسية بمقتل قبل ان يهرب كما نتوقع له في النهاية خارج العراق كاحد ارهابيي العصر الحديث بعد ان تتكشف اوراقه كما تكشفت اوراق الدايني والدليمي والضاري والعاني والسامرائي نائب رئيسنا ومستشاره السابق وباقي زمرة طارق المنافقة والمهزومة من قبضة العدالة العراقية خارج العراق !!.

على العراقيين ان لايقعوا في هذا الفخ الذي ينصبه لهم مجددا طارق الهاشمي وعليهم ان يكونوا محمديين صلى الله على رسولنا واله الطاهرين في تطبيق عدالتهم وان لاتاخذهم في حكم العدل الالهي لائمة لائم ، وعليهم على العكس من ذالك ان يظهروا للشعب العراقي المظلوم اولا وللعالم ثانيا ان عراقهم الجديد بالفعل هو عراق الضعيف ضد القوي حتى يؤخذ له حقه غير متتعتع ، وكما ورد عن امير المؤمنين بلن تقدس امة لايؤخذ فيها الحق من القوي للضعيف من غير تتعتع ، وما اعدام شمر العراق الجديد سلطان هاشم الا علامة فارقة على : هل نحن بالفعل في عراق جديد وعراق القضاء والعدل والانصاف والبناء الصادق ؟.
ام اننا لم نزل في عراق المصالح والمحاصصات والمنافع الجاهلية والالاعيب الصدامية البعثية ؟.

alshakerr@yahoo.com

الجمعة، يوليو 22، 2011

(( حقوق الانسان فكر وثقافة وليس خداع وسياسة يافراس الجبوري )) حميد الشاكر


هالني كما هال العراقيين جميعا عندما اطلت علينا قوى الامن العراقية قبل ايام وهي تعلن القاء القبض على مجرمي ومنفذي مذبحة عرس الدجيل ومن بينهم رئيس منظمة حقوق انسان عراقية اسمه فراس الجبوري !!.

والحقيقة ربما اذهل العراقيين الصورة البشعة التي نفذ بها محترفي ارهاب عراقيين ودوليين جميع تفاصيل هذه المذبحة من اغتصاب نساء وعروسة امام عريسها الذي كان هو الاخر ضحية الموت البطيئ الى رميه وعروسه وهي مقطعة الاثداء مربوطين كالخراف في حبل واحد في نهر قريب وحتى ربط اطفال باحجار ثقيلة ورميهم وهم احياء بنفس النهر والى اقامة مذبحة اومسلخ بشري للرجال من خلال اعدامهم بالرصاص من الخلف في الراس وهم يتناوحون على ارواحهم ، التي ازهقت واطفالهم ونسائهم لا لشيئ الا لمجرد انهم اعتقدوا ان من حقهم الفرح كباقي البشر !!.

بعض العراقيين اغاضهم جدا هذه الجرأة من مجرمين هم في الحقيقة من اجبن خلق الله وادونهم كرامة وسمعة واتفههم مواقع وعشائر وحمولات قبلية على عرض وشرف العراقيين بهذه الصورة من اللهو والهزء بكرامة وشرف ..الخ العراقيين ثم ذهبوا يتسائلون سياسيا ب : بياترى هل كان فراس الجبوري ، وغيره من عتاة مجرمي البعث الصداميين ليجرأون على اهانة العراقيين باعراضهم وبهذه الصورة الحقيرة والدنيئة اخلاقيا وعرفيا وقبليا وعشائريا وانسانيا ....اذا لم يكن فراس الجبوري وامثاله لديهم من الضمانات الامريكية المحتلة للعراق والاقليميةوحتى من قبل احزاب عراقية متنفذة في العمل السياسي العراقي ما يطمئن ارواحهم الشريرة انهم وعلى اي حال ، وفي نهاية المطاف ومهما قاموابه من افعال اجرامية فسوف لن يصيبهم اي مكروه ومهما فعلوا بالعراق وشعبه ؟.
ام ان هؤلاء الحفنة من القتلة قد مسخت انسانيتهم بالفعل حتى وصلوا الى مراحل من التوحش والدونيةالى درجة اصبح اجتثاثهم الوجودي من اوجب الواجبات المقدسة والاخلاقية في العراق اليوم ؟؟.

طبعا انا كصاحب راي وليّ علاقة بالفكر ، والمحافظة على ثقافة المجتمع العراقي وقيمه كان غيضي ، بالاضافة الى ماذكرته ، لجميع العراقيين من انتفاض لكرامةانسانية قداهدرت ومن عرض قداعُتدي عليه وطفولة ذبحت بابشع صور الاغتيال والجريمةهالني كذاللك تلك الظاهرة التي فضّ بكارتها السفاح الدكتورفراس الجبوري ، وهو يمتطي صهوة اشرف مؤسسة مدنية وهي مؤسسة حقوق الانسان ، ليصنع منها ساترا او متراسا او مُدية لذبح الانسان العراقي وحقوقه بهاولتكون بالفعل الراية لحربه القذرة ضد الشعب العراقي وكرامته وامنه وشرفه وعرضه !!.

عندئذ تساءلت بكل ذهول وحيرة وأسف وألم ...... وباقي المنغصات ب : كيف ؟، ولماذا ؟، وماهي الاسباب التي جعلت من مجرم كفراس الجبوري ينظر بهذا المستوى من الدونية لمفهوم وفكرة (حقوق الانسان ) حتى دُفع دفعا لارتكاب كل جرائمه تحت غطاء هذا المفهوم وتلك الفكرة بالذات ليقوم بالواقع بجريمتين وليست واحدة :
الاولى :وهي جرائم مادية في قتل البشرواغتصاب اعراضهم وذبح اطفالهم ورجالهم من جانب !.
الثانية : وهي جرائم معنوية في قتل المفاهيم ، والافكار الانسانية والالهية الدينية الجميلة وتشويه وجودها وتقديمها للانسانية كمجرد وحش مفترس للبشرية ومضل لافكارهم وثقافاتهم لاغير من جانب اخر ؟.

طبعا انا ، وغيري مدركين للماهية الخلقية لصنف المجرمين والارهابيين لاسيما الصداميين منهم والقاعديين الوهابيين السعوديين ، الذين عاثوا في الارض العراقية قتلا ، ودمارا وفسادا ..الخ في الارض وانهم من فئةالذين لايتورعون من استخدام اقدس المقدسات البشرية كالدين وغيره لاستغفال البشر من جهةولتمرير مخططات اعداء الدين والفضيلة للتشويه من جانب اخرومن ثم القيام بجرائمهم تحت مسمى المقدس والفضيلة والدين لاعطاء شرعية لاجرامهم الكارثي ، وهكذا فلا غرابة ان استنفد الارهابيون الورقة القداسية لتبرير جرائمهم باسم الدين والجهاد والفضيلة ....وكل ذالك بريئ منهم ليتحولوا الى اللعب بالاوراق الانسانيةالمدنية كحقوق الانسان وحرية وكرامة البشر ، وحق التعبير وغير ذالك لتكون مؤسسات المجتمع المدني هذه المرّة هي المنصات ، التي ينطلق منها الاجرام ، والارهاب في العراق ليذبح العراقيين تحت يافطات حقوق الانسان ، وحريات الصحافة ... وهلمّ جرّا !!.

هذا شيئ نحن ندركه في طبائع الجريمةوالتوحش اللابشري وهو قد حصل تاريخيا بالفعل وباسماء متعددة مرّة باسم التقدمية والعلمية كما حصل في الشيوعية العالمية ومرة باسم الديمقراطية ، والحرية كما حصل في حروب العالم الراسمالي ومرة باسم الدين كماقرانا وسمعنا كثيرا عن حكم الكنيسة من جهةفي التاريخ الاوربي وحكم الارهاب وطالبان والقاعدةفي افغانستان والسعودية ... لكن مالفت نظري بالاضافة لذالك في قراءة ظاهرة الارهاب ورؤيته لكل قيم ومفاهيم المجتمع المدني بازدراء لاسيما ان اعظم الجرائم في العراق ارتكبت ، وهي محمية بهذه المفاهيم من ديمقراطية الى حقوق انسان الى حرية تعبير وصحافة .... ، ان امثال هذه الظواهر لم تأتي من فراغ مطلق كما انها لم تأتي فحسب مندفعة بدوافع الجريمة وتسترها بكل ماهو قداسي وانساني لاغيربل هناك ايضاالابعاد الفكريةوالاخرى السياسية وغير غائب عن بالنا الابعاد الاجرامية وهي التي تجعلنا نعيد السؤال مرة تلو الاخرى ، لنسأل : صحيح هل كان عامل الدافع الاجرامي فقط هو الذي يقف خلف ارتكاب الجرائم الارهابية البشعة باسم الفضيلة والدين وحقوق البشر والديمقراطية وباقي العناوين ؟.
أم ان هناك عوامل اخرى ، هي ماصنع من النموذج فراس الجبوري سفاح عرس الدجيل ليجترأ بهذه الصورة على كل ماهو مقدس وانساني لامتهانه والنظر اليه على انه حقير ، والى درجة انه لاينفع الا كونه غطاء ومنصة لارتكاب الجرائم لاغير ؟.

بمعنى اخر : هل كان للاستغلال السياسي الغربي ، بامتهان كرامة البشر واحتلال اوطانهم ، واستعمار اراضيهم ، ونهب ثرواتهم وزرع الفتن بينهم تحت مسمى الدفاع عن الديمقراطية ، وحقوق الانسان انعكاس مباشر على رؤية الارهاب في عالمنا العربي بالعموم ، والعراقي بالخصوص ، للمفاهيم والافكار المدنية الغربية من مفاهيم لحقوق البشر وديمقراطية وحرية راي وصحافة ...، واعتبار كل ذالك مجرد اوراق سياسية غربية منافقة الغرض من طرحها تبرير غايات دنيئة بوسائل فضيلة وكريمة لاغيرومن هنا كانت نظرة الازدراء والتحقير لكل المفاهيم الانسانية التي صنعت جزء منها بلا ريب الحضارة والفلسفة الغربية بالامس وحتى اليوم ؟.
أم ان هؤلاءالمجرمين والقتلة بالفعل ينظرون بل هم يحملون عقيدة لاتؤمن بكل قيم ومفاهيم وافكار انسانية ، بل ويعتبرون كل ذالك مجرد نكتة سمجة لايؤمن بمضونها سوى المغفلين من بني البشر ؟.

يبدو ان جواب كلا السؤالين بنعم هوالحاصل في النموذج الارهابي العراقي تجاه كل المفاهيم الانسانية الراقية ومنها طبعا مفهوم حقوق الانسان فمن خلال الخبرة والمتابعة نكتشف ، ان الارهاب في العراق الذي خلق وصنع الف الف الدكتور فراس الجبوري هو خليط مركب من الجهل بكل هذه القيم والمفاهيم الانسانية الفكريةمن جهة ومن جهة اخرى نرى ان عامل النزعة الاجرامية هي الاخرى عنصر من عناصر مركب الشخصية الارهابية التي هي ارهابية بالتكوين وطاردة لكل ماهو اخلاقي وانساني من جانب اخر !!.

ونعم مفاهيم حقوق الانسان ، ومؤسسات المجتمع المدني ، تمثل اليوم في جوهرهاالفكري القاعدةوروح النظام الاجتماعي الناجح والمتطور والمتطلع بالفعل لبناء حياةانسانية كريمة وعادلةولكن هذه المعاني والمفاهيم الراقية اذا لم تجرّد من الخداع ، والدجل السياسي المعروف غربيا وشرقيا لايمكن لمثل هذه المفاهيم والافكاران تكون فاعلة ومؤثرة بالفعل في بناء المجتمع وصناعة تطوره وتقدمه واعادة ترتيبه وانتاجه بصورة سليمة !!.

بمعنى اخر : ان اشكاليتنا اليوم هي اشكالية فكرية بامتياز لكن مايعقد هذه الاشكالية اكثر ، هو دخول العوامل السياسية عليها وصراع ماهو سياسي على ماهو فكري داخل مجتمعاتنا المحطمة فمثلا كل الفكر المدني الانساني المطروح عصريا من مؤسسات حقوق مدنية ، الى حرية فكر وصحافة الى ديمقراطية وحكم رشيد بارادة شعبية ....الخ، كانت فيما مضى من التجربة الانسانية ، ولم تزل هي منتج خالص للفكر الانساني الناهض ، وكان قادة هذا الفكر ، وفلاسفته هم الذين يشرفون بصورة مباشرة على التنظير لهذه المؤسسات ، وفكرها وهم المشرفين بالادارة عليها ، مما جعل من مفهوم حقوق الانسان مدرسة فكر وثقافة مجتمع وامة حقيقية تقع مسؤوليتهاعلى اصحاب الكفاءة ، والاختصاص الفكري والثقافي في المجتمع قبل ان تكون مدرسة سياسة وتسلق جهلة سياسيين على رقاب هذه المفاهيم الراقية !!.

اليوم مع الاسف قلبت المعادلة بالتمام لتضيع كل ملامح الصورة والمشهد في هذه القضية حتى اصبح دور المفكرين والفلاسفة والمنظرين والمثقفين في قضاياحقوق الانسان دورَالمتفرج المكسور الجناح وليتقدم من ثم بشكل رهيب دور السياسي المتخلف ليدعي قيادته لهذا المضمار !!.

كم هي اليوم مع الاسف مرة اخرى مؤسسات المجتمع المدني التي يقودها اناس(امثال فراس الجبوري وغيره) ليس لهم اي علاقةلابالفكر ولابالثقافة ولاحتى بالادراك فضلا عن معرفتهم وادراكهم وثقافتهم ، لمفاهيم المجتمع المدني وكيف نشأت وماهي الافكارالفكرية العالية القيمة التي ينبغي توفرها بصاحب مشروع او مشاريع قيادة المؤسسات المدنية ؟.

شخصيا اعرف الكثير من جهلة التسلق السياسي الذين هم اليوم على رأس مؤسسات المجتمع المدني والذين يقودون فعلياهذه المؤسسات ويوجهونها ويقبضون اموال طائلة حكومية ، لادارة موظفي ، وكوادر هذه المؤسسات ولكن بمجرد ان تسأل احدهم عن ابسط الجوانب الفكرية ، لافكار ومفاهيم مؤسسات المجتمع المدني ؟ .
او تسأل احدهم عن تاريخ ونشأة فكرة حقوق الانسان ؟ .
او تسأله عن فلاسفة ، ومفكري ومنظري هذه الافكار ومااسمائهم وكيف نظروا لحقوق البشر والديمقراطية وما تعنيه هذه الافكار ....الخ ؟.

فستصدم بكميةالجهل المطبقة لدى هؤلاءالبشرمن مدعي الدفاع عن حقوق الانسان ومدعي النشر لثقافتها وفكرها داخل ربوع المجتمع !!.
اُدعى عادة لاحتفالات ، وتجمعات تعقد تحت مسمى جمعيات حقوق الانسان وعادة ما اُدعى ككم مهمل للجلوس في المقاعد الخلفية مع اناس لايدركون من الاجتماع الا فتح افواههم ، ثم تعقد الندوة لخطابات سياسية وحزبية افضل مايمكن القول عنها ، انها تفاهات خطابية ، لاتقدم ولاتؤخر ليفض مجلس حقوق الانسان ونحن متخمين من كميةالشعارات السياسية الفارغة حول حقوق البشر !!.
اتساءل بعدها :ياتُرى لماذا لايطرح بمثل هذه التجمعات الفكر الفلسفي الذي نظّر لمفاهيم حقوق البشر على يد اكبر فلاسفة اوربا لندرك خلفيات فلسفة ان يكون للانسان حقوق ؟.
ففكرة حقوق الانسان ؟ وكيف اصبح للانسان حقوق ؟، ومن اين تاتي هذه الحقوق ؟، وهل هي حقوق قانونية ؟، ام انها حقوق طبيعية تهبها الطبيعة ام انها حقوق الهية ؟، .....الخ ، فكل هذا كان ولم يزل مطروحا في الفكر الفلسفي الاوربي والشرقي وينبغي ان يُعرف ويُفهم ويدرك اجتماعيا ليؤمن المجتمع بحقوقه ، ويدافع عنها ويموت من اجلها اذا تعرضت هذه الحقوق للمصادرة ؟.
ثم لماذا لم يطرح ابدا اسماء فلاسفة النهضة الاوربيين والشرقيين الذي لولاهم لما ادركنا اي معنى او مفهوم لحقوق البشر في العصر الحديث ؟.
الا يعلم قادة هذه المؤسسات المدنية والاكلين من سحت اموالها حراما ان موضوعات حقوق الانسان والديمقراطية والمجتمع المدني والحرية ....... كلها مواضيع لها صلة بالفكر والثقافة اكثر من صلتها بالحزبية والشعارات السياسية والجمعيات والخطب التافهة من كتاب الخواطر الشعرية !!.

بعد ذالك التفت وانتبه الى زعيم او قائد هذه المؤسسة ، التي لااعلم كيف اصبح زعيما لجمعية حقوق الانسان ، فاذا انا امام انسان امي لايحسن ان يقرأ مفردة من كتاب فكيف له ان يدرك تاريخ فلسفة معقدة ونضال فلاسفة ومفكرين عظام امثال سبينوزا وروسو ولوك .... افنوا اعمارهم في سبيل ايصال فكرة حقوق الانسان لمجتمعاتهم ، للارتقاء بهذا المجتمع فكريا حتى وصلوا الى قمة التحضر والتقدم البشرية !!.

كارثتنا ايها الاحبة ليس في الارهابي فراس الجبوري ، وكيفية وصوله الى قيادة مؤسسات المجتمع المدني في عراقنا الجديد ، ليحمل مسؤولية نشر ثقافة حقوق الانسان الذي هو لايدرك منها اي مفردة ، ولايؤمن بها طرفة عين ومن ثم لنفاجئ بانه قائدمن قواد الارهاب المحلي والعالمي بل كارثتنا الاعمق هي في خداع مؤسستنا السياسية من جهة وجهل امتنا العراقية ، بمفاهيم وافكار هذا المجتمع المدني وعدم ادراكهم بان حقوق الانسان هي فكر وثقافة ، وان القائمين عليها ينبغي ان يكونوا قادة وصانعي هذا الفكر وتلك الثقافة من جانب اخر !!.

نعم ايها العراقيون النبلاء ينبغي على مجتمعنا ان يدرك ان معنى مؤسسة مدنية ترعى حقوق الانسان وحرية الراي والفكر ونظام الديمقراطية هي ان تكون منبر فكر وثقافة وحوار وفلسفة ووعي ، وليست هي مؤسسات خدمات واعانات او منصات للخطب السياسية ليتسلق على رقابها جهال السياسة وفاقدي الوعي والثقافة لهذه الدرجة !!.
اخيرا : ادعوا الى تطهير مؤسسات المجتمع المدني من متسلقي السياسة وجهّال العالم العراقي الجديد ، وانبه على ان اي منبر من منابر مؤسسات المجتمع المدني اذا لم يكن على راسها مفكر او مثقف او منظر فيلسوف في ثقافة حقوق الانسان والمجتمع المدني يدرك بالفعل ما يعني مجتمع مدني بكل ابعاده الفكرية والثقافية ، فينبغي طرده فورا والتعامل معه على اساس النصب والتحايل وانتحال صفة مدير مؤسسة مدنية لاغير !.


alshakerr@yahoo.com



مدونتي فيها المزيد http://7araa.blogspot.com

الاثنين، يوليو 18، 2011

(( بل نحن بحاجة للمهدي ع في غيبته ياشيخنا السنجري )) حميد الشاكر




كتب الشيخ المحترم طالب السنجري مقالا صغيرا حول ( حاجتنا كمسلمين على العموم وكشيعة امامية على الخصوص للمهدي في غيبته ) واسماها ( لانحتاج للمهدي في غيبته ) والحق ولمعرفتنا بالشيخ طالب السنجري وبفكره الباحث عن الحيز في الوجود وتحت الاضواء وفي مرمى الحقيقة وحتى وان اختلفنا معه في منهجيةالقراءة في الوصول لهذه الحقائق وهزالة بعض ماطرحه مؤخرا حول فكر المسلمين الشيعة وعقائدهم المستنيرة فاننا يمكننا مجادلته حول ماطرح في مقالته الصغيرة من عدة زوايا ومنحنيات حتى نصل نحن واياه الى حقيقة تعكس معادلة الشيخ السنجري المطروحة بالتمام في عدم حاجتنا للمهدي لتطرح مكانها مفهوم ((حاجتنا القصوى للمهدي ع في غيبته تفوق كثيراحاجتنا نحن المسلمين للمهدي في حضوره الشريف )) ليدرك الشيخ وغيره ممن يطرح الافكار الشيعية الاسلامية بنوع من السطحية ان لهذا الفكر والمعتقد عمق ضارب في الحقيقة ، وان له ابعادا مرتبطة بصورة العالم والخلقة والفلسفة الالهية حولها والتي ربما تكون صعبة الفهم والمنال على امثال فكر الشيخ السنجري واضرابه الكثير في العصر الحديث الذين يرون في فكر المدرسة الشيعية اومدرسة اهل البيت بصورة عامة انه فكر صعب ومستصعب ، او انه فكر لصعوبة مضامينه الفكرية الدقيقة والعالية لابد للنظر اليه على اساس انه كتل من الاسطوريةوالخرافية التي لايمكن حل طلاسمها الا على اسس الهروب الى الامام بها فحسب !!.

ولنبدأ مع جنابه من حيث العنوان ، الذي طرحه في بداية مقاله وهو (( لانحتاج للمهدي في غيبته )) ، ولنغض النظر عن الاساءة الادبية لعنوان المقال مع امام هو بحجم قداسة الامام المهدي ع ولانجادله حول مَن يحتاج للامام المهدي ومن لايحتاج اليه ع في غيبته وحضوره ولكن بدلا من ذالك لنطرح المهدوية بصورة عامة بنوع من الفكرية ليتضح نوع الحاجة للامام المهدي كانسان كامل وخليفة لله في ارضه اولا وماهية العلاقة بين حاجتنا للامام ع في غيبته وحضوره ثانيا ولكن بعد هذه التوطئة :

لاريب ان الحديث عن الاطروحة المهدوية ، وكذا الزوايا والمفاهيم التي تتعلق وتعلقت بفكرة مخلص اخر الزمان ، والمنقذ لبشرية العالم في الفكر الاسلامي الامام المنتظر محمد بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف لاتندرج فقط في حيز واحد من البحوث والافكار والزوايا والمفاهيم ...... في هذه الحياة الانسانية ، بل ان الاطروحة المهدوية ولسعت مفاهيمها الفكرية والاسلامية من جهة ، ولامكانية هذه المفاهيم ان تتسع لتزحف على اكثر من عنوان انساني من جانب اخر بالامكان تناول مفرداتها من عدة جوانب مختلفة ، ربما تبدأ بمفهوم (( الآمال الانسانية العريضة )) وطلبها وعشقها لرؤية العدل والمساواة قائمة والجور والظلم مندحرا بين البشرية كامر واقع ومعاش وانساني بشري ، لكن لايعني هذا مطلقا ان الفكرة المهدوية ، او فكرة الامام المهدي روحي لمقدمه الشريف الفدى ( كما تريد ان تصورها بعض الاقلام السطحية ) هي مجرد مفردة فكرية اسلامية واحدة مختصرة فقط على كيفية تغذية الآمال الجميلة والاحلام الطوباوية للبشرية المقهورة تحت نير الاستعباد والتبعية فحسب !!.

لابل لاشك بان فكرة الامام المهدي المنتظر ع المخلص والمنقذ لهذه البشرية جمعاء وكذا فكرة غيبته المباركة هي بكبر وعمق الفكرة والرسالة الاسلامية نفسها كلها باعتبار ان الاسلام اطروحة المهدي المنتظر ع ومشروعه الذي يسعى لاقامته على هذه الارض الانسانية ، ومن هنا كانت المهدوية ولم تزل واسعة المفاهيم والتوجهات بسعة آفاق الاسلام وفكره ورسالته !!.

نعم المهدوية فكرة تملئ باطروحتها الحيز ، الذي تفتقر وتحتاج له البشرية في آمالها والآمها واحلامها وتطلعاتها .....الخ التي ترى فيها الانسانية انها الوقود الذي يعين البشرية على الاستمرار بهكذا حياة متوحشة وقاسية وخشنة لاريب في ذالك لكنها من جانب اخر فكرة تتصل بفلسفة وجود هذه البشرية ايضا وكيف ان الفكرة المهدوية مجسدة بالانسان الامام والخليفة المهدي المنتظر ع كانت ولم تزل هي سبب وجود هذا العالم واستمراره في الحركة وتمتعه بالوجود حسب ما افادت به الكثير من الاخبار الشرعية الاسلامية والاخرى الاخبار العقلية الفلسفية وانها فكرة لها علاقة مباشرة بالصلة القائمة بين مستقبل هذا الاسلام من عدمه وكيف ان الفكرة المهدوية بالاجماع الاسلامي ، هي المنّفذ لآخر مراحل الرسالة الالهية على هذه الارض وهي فكرة منظمة لشؤون وادارة عصابة من اهل الحق ( اقصد المسلمين الشيعة ) الذين يحملون مسؤولية كلمة الانقاذ البشرية الاخيرة ويبشرون بها للعالم ويحافظون على استمراريتها بكل تضحية واقتدار لتبقى حية ونابضة ، وهي فكرة تتصل بالايمان وكماله للفرد المسلم ، وان الفكرة المهدوية جزءاصيل من تكامل الشخصية الايمانيةللفردوالمجتمع في الاسلام وبدون الايمان بفكرة المهدي يبقى الفرد المسلم في السلّم الادنى من تكامل شخصيته الايمانية ، وهي فكرة ..... الخ !!.
كل هذا وغيره يندرج تحت اطار الفكرة المهدوية ، كما ان كل ذالك ايضا يندرج تحت بند حاجة المسلمين لهذه الفكرة بصورة خاصة وحاجة الانسانية بصورة عامة ، وما توفره الفكرة المهدوية عقديا وروحيا وفكريا وسياسيا واجتماعيا بالاضافة لتوفيرها واقعيا للنظام والتماسك للجماعة المحقة التي هي ببركة الفكرة المهدوية تجتمع ويقوى عودهاويصلب ايمانها وتتماسك عروقهاوتورق اغصانها .....الخ ، حتى وصولها الى اقامة الامل الانساني المنشود في العدل والمساواة بين البشرية جمعاء !!.
وبهذا نفهم مرحليا ابعاد الفكرة المهدوية بصورة عامة سواء كان الامام المهدي غائبا او حاضرا في شعبه وبين امته وانصاره وشيعته ، ولا ذنب للمهدوية اذا لم تتهيئ اقلام المناصرين لها لتطرح كل ماهو جديد من الفكر حول الاطروحة المهدوية ، والاعتماد فقط على التقليدي القديم ، والمكرر لقتل الفكرة المهدوية تاريخيا ، كما انه لاذنب للفكرة المهدوية اذا لم يستوعب كل افقها الرحب شيخ هنا ومثقف هناك ليعتقد انها فقط لتخدير الام المعذبين في هذه الارض ولتسكين ثوراتهم الغاضبة على الطغاة والمجرمين !!.
لا ليس ذنب الفكرة المهدوية اذا اصيبت الامة بحول فكري وانقلاب قيمي من جراء ذنوبها وابتعادها عن الله والاسلام والصراط المستقيم لترى المعروف منكرا والمنكر معروفا ، ومن ثم لاترى حاجة للمهدي المنتظر في غيبته عليه السلام مع ان حاجتنا التربوية الانسانية اشد حاجة للغيبة منها للحضور ، ولكن هي هي نفس المشكلة اما الجهل او الغفلة او ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون !.
والان لنطرح اسألتنا حول الحاجة للمهدي ولنبدأ ب :

اولا : ماهي حاجتنا للمهدي في غيبته وحضوره كمسلمين او كشيعة او كبشرية او اكثر من ذالك ماحاجة الكون والعالم وهذا الوجود للمهدي في غيبته وحضوره في الاطروحة الفكرية الاسلامية الشاملة ؟.
وهل هي حاجة روحية نفسية انسانية فقط ؟.
أم انها حاجة كونية ووجودية وانسانية على الحقيقة ؟.
ثانيا : هل هناك بين حاجتنا للمهدي من جانب ، وانتفاء هذه الحاجة بمجرد غيبة الامام صلة عضوية تحتم علينا القبول بفكرة انتفاء الحاجة للمهدي ع انسانيا لمجرد غيابه عن واقعنا الحاضر ؟.
أم انه لاعلاقة عضوية بين حاجتنا لغيبة الامام المهدي الانسانية والاخلاقية والتربوية وبين حضوره او عدم حضوره في الواقع المادي الانساني المعاش ؟.

اولا: طبعا سادتنا القرّاء ينبغي ان ندرك جميعا ومنذ البداية اننا نطرح الموضوع من وجهة نظر اسلامية لاغيروبموازين رسالية الاهية تؤمن بالابعاد الغيبية اكثر من ايمانهابالابعادالمادية اوالموضوعية اوالحسية الالحادية وبهذاتكون موضوعة الامام المهدي وفكرةغيبته وحاجتنا لهذه الغيبة لنقول ان حاجتناللمهدي المخلص عليه السلام والمنقذ ، والامام بالصيغ الاسلامية الشرعية لنا نحن كبشر انسانيين وكمسلمين شيعة لاتنحصربزاوية كون الامام ووجوده غائبا كان اوحاضرا معادلة مهملة في الفكرالاسلامي امام معادلة (( الفلسفة الوجودية )) للعالم كله بل وجود الامام المنتظرعلى الاسس الاسلامية والشرعية والرسالية تمثل الروح لهذا العالم الذي نعيش فيه ، اذا لم يكن يمثل الغاية من وجود هذا العالم كما ورد في القران الكريم كيف ان الله سبحانه خلق العالم ليسخره للانسان وحال معادلة الامام عليه السلام للتوازن الكوني والعالمي لاتختلف مطلقا اذا لم تكن تفوق معادلة الجبال مثلا والتي تصنع عملية التوازن في هذه الارض ،وكما ان معادلات الكون والعالم والحياة قائمة على عدة عناصر قانونية وكونية .... شمس وقمر وجبال ونجوم (( ولا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار )) .... كذالك لايمكن تصور وجود عالم او استمراره بالحركة بدونها ،با نتفاء عنصر التوازن الطبيعي الذي توفره الجبال في ارضنا ، او النجوم في دورة الكون الكاملة كذالك وضع الامام المهدي فكريا وفلسفيا في الاطروحة الاسلامية فهوعليه السلام ايضا من اهم المعادلات في هذا الوجود الكوني والعالمي للبشروللانسانية بل ان عنوان الانسان بصورةعامة مقابل عنوان الكون حسب الاطروحةالاسلامية يكون عنوان اصالة في المعادلة الكونية ، فالله سبحانه خلق هذا الكون للانسان الكامل وليس العكس ، وبما ان الامام المهدي ع ، هو الانسان الاكمل الذي من اجله خلق الله سبحانه هذا العالم فلابد ان تكون هناك علاقة عضوية بين وجود الامام المهدي ع الانسان غائبا او حاضرا وبين استمرار وبقاء هذا العالم ، حيث انه لايُقبل فكريا وفلسفيا اسلاميا ان يستمر كون لاحاجة لله سبحانه بانشائه اذا انتفت منه معادلة وغاية الانسان الخليفة والذي يتمثل اسلاميا بالامام المهدي المنتظر ع !!.

ومن هنا ورد في النصوص الاسلامية الرسالية والدينية : ان نهاية العالم وزوال الدنيا وطي صفحة الكون ...متصلة بوجود الامام وساعة اعلان مشروعه وطرح ثورته وانتصاره على الظلم والجور بعد ان ملئت الارض منهما وهذا ان دلّ على شيئ فانما يدل على ان حاجتنا للامام المهدي في وجوده وغيبته حاجة وجودية قبل ان تكون شرعية او اخلاقية او روحية نفسية ، فنحن على هذا المنحى كبشر نتمتع بهذا العالم ببركة وجود الامام المهدي ع ، في غيبته وحضوره ، فالحاجة للامام هنا حاجة وجودية قبل ان تكون اي حاجة اخرى !.
نعم يُناقشنا من لايؤمن بافكارنا حول حاجتنا للامام المهدي ع في وجودنا في هذا العالم وربما هناك من يذهب الى رمينابالغلوا في قداسة الشخصيةالمهدوية بسبب هذه الرؤية ولكن وعلى اي حال ولوجودمبررات فلسفيةوفكرية ومسانيد اسلامية رسالية شرعية ثابتة عن صاحب الشريعة صلى الله عليه واله محمد العظيم ترفد من تماسك هذه الفكرة نحن نؤمن بالعلاقة العضوية بين شخصية الانسان الامام المهدي المنتظرغائباوحاضرا من جهةووجود هذاالعالم البشري والكوني والخلقي من جانب اخر ولنا الحجة البالغة في ذالك ، وليس هنا موضع سردها !!.

ثانيا : عندما يصدر ، او يكتب من يشاء الكتابة حول حاجتنا للامام المهدي ع ثم يطرح سفاسف امور يعتقد انها فكرية وجوهرية عليه وعلى غيره ان يسأل : اولا : هل حاجتنا للامام المهدي في جانبها الروحي والنفسي مثلا (( باعتبار ان الشيخ السنجري اعتقد في كل مقاله ان حاجتنا للامام المهدي فقط تنحصر بجانب صناعة الامل للمعذبين في هذه الارض فقط !!)) تكون اكثر فاعلية اذا كان الامام المهدي ع حاضرا ؟.
أم ان حاجتنا ستكون مشبعة وحيوية وجوهرية وايجابية ..الخ تماما على الابعاد الانسانية اذا كانت ابان فترة غياب شخصه المقدس عنّا كمسلمين شيعة وكبشر وكبني آدميين ينتظرون فكرة المنقذ بفارغ الشوق والصبر لتصبح غيبة الامام ع اكثر نعمة وعطاءا وثراءا للتجربة الانسانية منها لو كان الامام ع حاضرا ؟.
بمعنى اعمق: انه صحيح الطرح التقليدي الحوزوي الشيعي الاسلامي الذي يعتمد عليه الشيخ طالب السنجري او غيره في فكرة غيبة المهدي ع وحاجتنا للمهدي ع في هذه الغيبة ، هي تذهب الى سؤال :هل نحن ننتفع من هذه الغيبة فعلا على المستوى الروحي او الفكري او الاجتماعي او العقدي للامام المهدي ع ؟.
ثم تجيب بمثل غياب الشمس اذا غيبتها بعض الغيوم الكثيفة !!.
وهذا صحيح على مستوى الطرح الفكري الشيعي ، الحوزوي التقليدي في جواب سؤال الانتفاع من المهدي ابان غيبته وهل نحن ننتفع او لاننتفع !!.

لكن في المقابل لايعني هذا ايقاف مادة البحث والتفكير والابداع في تغطية فكرة الغيبة وانعكاساتها الايجابية على الواقع الانساني بصورة عامة والواقع الاسلامي الشيعي بصورة خاصة ليُقال لنا:لا انتفاع ولاحاجة لكم بالامام المهدي حال غيبته سوى انكم تصنعون الخرافات واليوتوبيا لتعلقون فشلكم البشري على مساميرها الوهمية البالية !!.
لا .... لم يكن موضوع البحث في فكرة هي بعمق فكرة غيبة الامام المهدي بهذه السذاجة من الطرح والمقال ، بل لو تأملنا بالانعكاسات الايجابية الكبرى من فكرة حاجتنا للمهدي في غيبته ع ، لاكتشفنا العكس من ذاك الطرح السطحي والساذج ولوصلنا الى حقيقة : اننا ننتفع كبشر، وكمسلمين بغيبة الامام المهدي بالمهدي ع في ابراز طاقاتنا الانسانية البشرية وتأهيلها للعمل والتكامل اكثر من حاجتنا للمهدي ع حاضرا في واقع الحال !
بمعنى اكثر وضوحا وصراحة فكرية ولنسأل : ما الحاجة والانتفاع الذي سنجنيه نحن المسلمون وغير المسلمين من فكرة المهدي ع حال غيبته ؟.
وما الذي سنفقده (انسانيا وليس دينيا عقديا) في حال حضور المهدي ع ووجوده الفعلي في حياتنا الاجتماعية ؟.
طبعا ان فكرة المهدي وغيبته بالخصوص ، هي ممون استراتيجي لذخيرة امالنا وتطلعاتنا الكبرى للتغيير والاصلاح في هذا العالم ، واذا كانت الفكرة هي المصنع الذي ينتج بداخلنا الاستمرار في الامل والتفكير بكيفية الوصول اليه ، فهذا حتما سيعتبر الارضية الفكرية التي تشحذ طاقاتنا الفكرية والانسانية في كيفية التأهيل والتهيئة للحظة الحاسمة لعملية الاصلاح والتغيير العالميةلاسيما ان الفكرة بغياب قيادتها التي تتمثل بالامام المهدي ستدفعنا نحن كبشر وكمسلمين وكشيعة لتحمل مسؤولياتنا الانسانية مباشرة (بغياب الامام القائد ) تجاه فكرة الخلاص والتغيير والاصلاح العالمي ، وهذا بعكس ما لو كان الامام حاضرا يقود فكرته بنفسه فانه والحال هذه حتما ستتعطل كل طاقاتنا الانسانية والاسلامية البشرية امام طاقة وقيادة الامام المهدي المباشرة لمشروعه العالمي الاصلاحي الكبير وبهذا نفهم ماهية الانعكاسات الايجابية من فكرة الامام المهدي وغيبته ع وكيفية تحريكها للطاقات الانسانية التي ترى في الحفاظ على الفكرة واستمرارها والتبشير بها عالميا والتضحية من اجلها بغياب الامام القائد ع مسؤولية لايمكن التنازل عنها !!.

بهذا المعنى الانساني والفكري والعقدي نحن ننظر لبركة غيبة الامام المهدي ، وكيفية تفجيرها لطاقاتنا الانسانية الاسلامية وحاجتنا الانسانية لها لتكون منصة من خلالها نشحذ كل طاقاتنا الانسانيةلنتكامل شيئا فشيئاحتى الوصول والاستعداد لاستقبال خروج الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وبغير هذه الغيبة للامام ع ، وفكرتها لايمكن لنا ان نمتلك الفكرة ، التي تلقي على عاتقنا مسؤولية التهيئة من جهة والتكامل في شخصيتنا الانسانية نحو الخروج الكبير من جانب اخر وهذا في الواقع بعكس ظهور الامام المهدي ع وتحققه في الواقع الانساني الذي سيغلق نافذة الطاقة الانسانية الطبيعية البشرية ويعطل من تكاملها التدريجي الشخصي شيئافشياباعتبار ان لاطاقةمتحركة بعدُ اكثرامام طاقة صاحب المشروع وقيادته !!.

بمعنى ثالث وللتوضيح اكثر نقول : ان حاجتنا للمهدي في غيبته تتمثل بالاتي :
اولا : ان هذه الغيبة للمهدي لاتعطل من فائدة قيادة المهدي ع للامة ،بقدر ماهي تبني فائدة وطاقة الامة في النمووالتكامل وتحمل المسؤوليةباعتبار ان امة الامام المهدي اذا لم ترتقي بقدراتهاالانسانية الطبيعية البشريةالى درجة تحمّل مسؤولية مشروع الامام المهدي ع لايمكن ان يكون للامام المهدي من خروج وقيادةوعلى هذا الاساس انتفعنا بالمهدي ع وغيابه من منطلق انتفاعنا بشحذ مكامن قدراتنا البشرية الطبيعية بتحمل هذه المسؤولية وبابرازطاقاتنا الانسانيةوتحركها وشوقها وتطلعها وتضحياتها وثباتها على الفكرة المهدوية .....وتكاملها شيئا فشيئا بغيبة الامام ع وحتى خروج الامام نحن في ساحة البناء والنمو والتكامل في الشخصية الاسلامية لوحدنا نتحمل مسؤوليات انفسناقبل ان تعود القيادة لتقود اناس صنعوا نفسهم بانفسهم (ولم تصنعم معجزة كما يروج الخرافيون )وامنوا بالله بمجهودهم وتهيئوا للمشروع من خلال طاقاتهم الذاتية وقدراتهم البشرية الطبيعية لاغير !!.

ثانيا : لو فرضنا ان فائدتنا او حاجتنا للامام المهدي مرتبطة بحضوره الواقعي فحسب ، ولنفرض ان الامام حضر اليوم في واقعنا الانساني ،ونحن بعدُ لم تتفجر في داخلنا او تتحرك وتخرج كل الطاقات الانسانية الكامنة التي بالامكان تشغيلها في حال الغيبة ، ولم نصقل بشكل تام ولم تحنكنا التجارب الانسانية ولم نرتق بعد الى ابراز كل ابداعاتناالبشرية الاسلامية لتقدم للمشروع الاسلامي الرسالي الكبير كل مالديها وتمتلكه من طاقة فهل يتوقع اي باحث منا ان بوجود الامام يمكن لاي اضافة انسانية ان تبرز للوجود الانساني مع وجود طاقة ونور وشخصية الامام المهدي في هذه الحياة ؟.
ام ان الامام المهدي سيوقف بوجوده الذي يطغى على كل وجودبشري كل طاقة ابداعية بشرية امامه ، لتقر بالعجز ، وتتكل على ماهو موجود في طاقات الامام المهدي الكبرى عليه السلام ؟.
بمعنى اخر: اذا اردنا ان نقرأ حركة الامام المهدي ع في غيبته وحضوره وثورته ورسالته ....وانتصاره في المستقبل القادم ، فينبغي علينا ان لانقرأ هذه المسيرة بغير الواقعية الانسانية التي ترى العالم وهو يسير حسب نظام وقانون وناموس معين لاغير ، وهذا القانون لايؤمن بالمعاجز الخارقة لقوانين الطبيعة بقدر ايمانه بالمعاجز التي تاتي من خلال القانون وقدرته على صنع المستحيل ،ومن هنا نحن نقول : ان أمة الامام المهدي عليه السلام امة ينبغي ان تأخذ نصيبها من الصقل والبلاء والتجربةالتاريخيةالطبيعية الانسانية حتى تصل الى ذروة تكاملها البشرية والايمانية ابان غيبة الامام ع ، وعندئذ تتهيئ الارضية ، لاستقبال مشروع الامام المهدي باعتباره مشروعا يعتمد على قاعدة اصلب من صلد الجبال ايمانا وليس لان المعجزة حلت لتنقل (( سفهاء من البشر)) لتجعل منهم ائمة يهدون بامر الله سبحانه وتعالى بل لانهم ومن خلال مسيرتهم التاريخيةالطويلةوصلوا الى التكامل في الشخصية والعظمة في الايمان ، وبعد ذاك يمكننا فهم المقولات التي تقول ان حكومة الامام عالمية واصحابه اصلب من زبر الحديد يقينا ، وطاقاتهم الابداعية منتهى التجربة البشرية التي بامكانها ان تصنع المستحيل ، وكل هذا يتوقف في منتصف الطريق ، اذا قدر للامام ع ظهوره ، قبل ان تكتمل تجربة امته الطبيعية والقانونية لتتحمل هي مع القيادة اعباء التغيير العالمي ، وهذا فضلا ان امة لم تنضج بعد فكريا وايمانيا وحتى كونيا لايمكن لها ان تعين اماما له من المشروع بحجم اصلاح العالم كله واخضاعه لقانون العدل والقسط في جميع ربوع العالم الكبير ، بل ان الامة التي لم تزل في طور عدم البلوغ والتكامل والرشد العقلي التام ستكون امة عالة على الامام ومشروعه فضلا عن انها امة ستعتمد على الامام وقدرته ع بخرافية منقطعة النظير !!.

والحقيقة بهذا الفهم لفلسفة غيبة الامام المهدي وكيفية انتفاعنا بالامام القائد ع في غيبته نستطيع ادراك هل نحن حقابحاجةللمهدي في غيبته كممون استراتيجي وتربوي لتكامل شخصية الامة المسلمة به ؟؟.
ام اننا لسنا بحاجة للمهدي في حال غيبته ونكتفي بذكره فقط بلا ترتّب اي شيئ سلوكي اوتربوي او عقدي على هذا الانتظار وتلك الغيبة ؟!.

اما مايتعلق بالمحور الثاني من السؤال وهو :

هل هناك بين حاجتنا للمهدي من جانب ، وانتفاء هذه الحاجة بمجرد غيبة الامام صلة عضوية تحتم علينا القبول بفكرة انتفاء الحاجة للمهدي ع لمجرد غيابه عن واقعنا الحاضر ؟.
أم انه لاعلاقة عضوية بين حاجتنا للمهدي ع وبين حضوره اوعدم حضوره في الواقع المعاش ؟.
فيمكننا ان نقول لطارح مثل هذا الراي ان الحاجة للمهدي ع في حضوره وغيبته على السواء ، ومع اننا ذكرنا حاجتنا الكونية الوجودية والانسانية الطبيعية لذالك الوجود لكن من جانب اخرلاعلاقة اورابط عضوي او صلة فكرية بين غيبة الامام وانتفاء حاجتنا له لمجرد غيبته !!.
والحق ان مثل هذا التفكير ان رفعناه من هذه المقولة المهدوية واردنا ان نعممه على كل المقدسات الاسلامية سنصل الى نتائج الحادية وزندقية كارثية على الفكر الاسلامي وذالك باعتبار ان مبنى هذا الطرح هو : ان حضور الشيئ وماديته هو متعلق الفائدة منه وحاجتنا اليه اما غيبته فهو النافي لكل فائدة ترجو من وجوده انسانيا واجتماعيا ، كما يطرحه مثلا الشيخ السنجري واضرابه !!.
ومثل هذا النمط من التفكير ليس فقط يتعارض ويتناقض مع كل المعتقد الاسلامي فحسب القائم نصفه تقريبا على الايمان بالغيب ، بل هو يتعارض مع فكرة الغيب كلها الموجوده في المدرسة الاسلامية بالعموم التي مبدأها قوله سبحانه (( الم ذالك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب .........)) كاول صفة ايمانية في المعتقد الاسلامي !!.
نعم الله سبحانه وتعالى غيب محض ولاوجود مباشر ومادي متحرك في واقعنا الانساني له سبحانه غير الايمان به كغيب فقط ، وانعكاسات هذا الايمان وحاجتنا العقدية اليه فهل يعني هذا ان نقول :(( لانحتاج الله سبحانه في غيبته )) مثلا ؟.

أم القول الاسلامي الحق اننا بحاجةللغيب بكل صوره الاسلامية سواءكان له نوع ارتباط بالواقع والظاهر كغيب الامام المهدي اولم يكن له نصيب من تلك المباشرة للواقع ؟!.
وهكذا الجنة والنار ويوم القيامة والملائكة والقدر .......الخ ، وكل هذه المفاهيم والافكار في المدرسةالاسلامية تعتبر غيبا محضافهل يعني هذاان نقول (( لانحتاج للملائكة في غيبتهم)) او لانحتاج الجنة لمجرد غيبوبتها عنا في هذه الحياة الدنيا ولانؤمن بها حتى نرى طلعتها بام اعيننا ؟؟!!!.
أم الاكثر فكرية عقديةاسلامية ان نضع موضوع الغيب وبما في ذالك غيبة الامام المهدي المنتظر ع في حيزها المناسب من القداسات الاسلامية ونعترف انه ليس كل غيب ، او غيبة هي او هو بالضروة بعيدا عن حاجاتنا الانسانية ، فضلا عن الاسلامية وغيرالاسلامية ، بل ان للغيب صلة وثيقة بعالمنا الاسلامي في التوجيه وفي الايمان وفي السلوك وفي التربية وفي القوانين وفي ضبط ايقاع الحياة وفي الرؤية وفي المعايير وفي الاخلاق وفي الموزين ........ الخ وغير ذالك ، فلماذا وماهوالمبررعند تناول موضوعة الغيب الالهي اوالملائكي اوالقدري او الاخروي يكون لهذا الغيب اشد الارتباط بحياتنا الاسلامية وحاجة هذه الحياة والانسان لكل هذه الغيبيات الاسلامية وعندما ياتي موضوعة غيبة وغيب الامام المهدي ينبغي ان نجرد الفكرة من اي حاجة لها !.

وبهذا التوضيح يتبين لنا سفاهة الفكرة التي تريد الايحاء باننا لسنا بحاجة الامام المهدي ع بسبب غيبته عن حاضرناالمادي الاجتماعي المعاش فحسب بل ويتبين لنا انحرافية مثل هذه الافكارعن منهجية التفكيرالاسلامي التي توازن بين الايمان بالواقع والايمان بالغيب على نفس المسافة والعمق ، الذي تعتمد فيه الكثير من قضاياها الفكرية على الايمان بالغيب مطلقه ومقيده حتى اصبح في الاسلام عدم الايمان بغيب من غيوبه الكثيرة مجرد رد عليه بحاجة الى دليل وبرهان !!.
يتبقى لنا مع شيخنا السنجري عدة مفاصل رئيسية ذكرها في مقاله الصغير وهي في الواقع مجرد كلمات ، لا تحمل من المعنى ، ولامن الوعي الشيئ الكثيرالذي يستحق التعقيب الفكري الجاد والرزين لكنها مع ذالك تبقى كلمات تحمل تصورات بحاجة الى تبيين ومناقشه ومن ذالك مثلا افتتاحيته لمقاله ب (لسنا الامة اوالدين الذي ضربت بعض قضاياهما الثقافية ورؤاهما الروحية في الميتافيزيق ...) !.

ولا اعلم فعلا هل يدرك الشيخ مفهوم مصطلح الميتافيزيقا في الفلسفة الاسلامية وغير الاسلامية حتى ينفي وجودها عن افكار ورؤى امتنا وديننا الاسلامي ؟.
أم انه مجرد ذكر لمصطلحات فلسفية فقط بلا وعي منه لمفاهيم هذه المصطلحات والكلمات !!.
نعم ديننا وثقافة امتنا تؤمن بالميتافيزيق باعتبار ان اطروحتنا الاسلامية تتناول الميتافيزيك اكثر من تناولها لغيره ، فما الغرابة او العيب او النقد الذي يريد الشيخ توجيهه للميتافيزيك حتى يصدر مقالته بنفي الميتافيزيق عن ديننا وامتنا بهذا الاطار !؟.
اللهم الاان يكون الشيخ طالب السنجري لايدرك بالفعل من هذاالمصطلح اي معنى فلسفي ، ولم يقرأ لاساتذته ان المدارس الفلسفية اما مادية الحادية او وضعية او حسية او ميتافيزيقية يونانية واسلامية عقلية فهل الشيخ منتمي للمدرسة المادية حتى يرى في المدرسة الميتافيزيقية انها مدرسة ينبغي ان يُعار منها فكريا ؟.
أم انه لم يطلع ابدا على معاني المصطلحات في الفسلفة اليونانية وقربها وبعدها من المدرسة الاسلامية ؟!.
ثم من اوحى للشيخ ان الاسلام وفكره الفلسفي ضد الميتافيزيقا حتى يبتدأ مقاله بمثل هذه الاطلالة التي تدلل على عدم الفهم والوعي اكثر من دلالتها على الوعي الاسلامي والارتكان الى العقل والعقلنة الاسلامية !!.
ومع ان الشيخ من تلامذة الفيلسوف الصدركما يشيع هوومع ان الصدر قد تناول الميتافيزيق في كتابه فلسفتناليؤكد على ان مدرستناالاسلامية مدرسة ميتافيزيقية باعتبار ان مصطلح الميتافيزيق ، وكما يشرحه الشيخ الشهيد مطهري في المجلد الاول من كتاب (( اسس الفلسفة )) هو مصطلح يوناني مركب من جزءين ( ميتا ) ويعني بعدُ و ( فيزيق ) ويعني طبيعة ، والمجموع هو ماوراء الطبيعه ، ومع ذالك يعتقد الشيخ السنجري ان امتنا وديننا لم يتناول ابدا ماوراء الطبيعة والغيب وغير ذالك ؟.
على اي حال !!!.
وربما اراد الشيخ ان يربط بين نفيه للميتافيزيق في ثقافة امتنا من جانب وفكر الدين الاسلامي من جانب اخر حسب مايفهمه من تنافر الميتافيزيق مع الدين وربطه بموضوعة المهدي وحاجتنا له في غيبته باعتبار ان الايمان بها جهل كما ان الايمان بالميتافيزيق او بماوراء الطبيعة ( مع ان الله سبحانه ايضا يدرس على اساس انه ماوراء الطبيعة كغيب ) هو جهل ايضا ولهذا دخل في الموضوع مباشرة بعد نقده للميتافيزيق ليعلن : (( من الجهل ان نجعل من الآمال هي الحلّ ونعيشها طموحا موهوما ونرتب عليها اثارا في العمل والاعتقادات مثلما نجد اعتقاداتنا بالامام المهدي عليه السلام فهو في عالمه الغيبي ينتظر امر ربه لياذن بالخروج الينا فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فلا مانع من ان ننتظره بلهفة غامرة لاننا نحب سيادة القسط والعدل ونكره الظلم والجور ويكون المهدي حلا اذا ماخرج وراينا بام اعيننا طلته المباركة واثار دعوته الميمومة !)).

طبعا اولا : من قال اننا جعلنا في مدرستنا الشيعية الاسلامية من الامال حلا لمشاكلنا التي نعيشها طموحا موهوما .
وثانيا : الآمال وعلاقتها بالمهدي المنتظر لم تكن ابداعائقا عن العمل لهذه الحياة ومشاكلهابل العكس هوالصحيح في الامال التي تصنعها فكرةالمهدي فهي كالامال التي تصنعها فكرة الجنة ، التي كانت ، ولم تزل حافزا للعمل الصالح ، وللاجتهاد والجهاد والمطالبة بالعدل واقامت المشاريع العملاقة واخرها مشروع الجمهورية الاسلامية كحكومة ثورة تدير المجتمع وترسي العدل وتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر !.
ثالثا : اما ترتيب اثار عقدية على فكرة الامام المهدي فهذا يحسب لفكرة غيبة الامام المهدي وليس عليها ، باعتبار ان هذه الفكرة صنعت الانسان المطالب بالعدالة والحرية ، وباعتبار ان جميع طغاة وظلمة العصور قد استشعروا خطر فكرة المهدي على عروشهم الظالمة لذا حاربوها وشوهوها بابشع الترهات لاضعاف تاثيراتها وما يترتب عليها من افكار وتصورات تبني الانسان الثوري ولاتدفعه لا للاوهام ولا للخرافات كما يدعي الشيخ النحرير طالب السنجري !.
بل لو كانت فكرةالامام المهدي ع وغيبة الامام المهدي تدعو للاستسلام والخرافة والوهم والضعف والانعزال كما ذكره الاخ لكان اول من يرحب بها هم الفاسدون والظلمة والمتكبرون والطغاة لخدمتها لاجنداتهم الشيطانية وليس العكس !!.
رابعا :اعتقاداتنا بالامام المهدي انه حاضربيننا في هذه الحياةالدنيا نشعربوجوده كما نشعر بوجود اي غيب اسلامي نؤمن به وحضوره معنا في هذه الحياة مثل حضور الله سبحانه في وجداننا ومشاعرنا وفكرناوحضور الملائكة وحضور الجن وباقي الموجودات الغيبيةوعلى هذا الاساس نعتبر مقولة الشيخ ان الامام المهدي في عالمه الغيبي عندربه هو سفاهة فكريةلم تدرك من فكرة المهدي غير القشور العامية التي ينبغي على الشيخ الارتفاع عنها !.
خامسا : وهكذا قوله ناعتا للامام المهدي ع بالانتظار لامر به فحسب ، هي ايضا من ضمن الترهات العاميةفي النظرة لفكرةالامام المهدي ع ومشروعه الاصلاحي العالمي الكبير ، وكما ذكرنا ان الانتظار لا يعني الركون للعجز، والوهم والخرافة والاتكال على القدربقدر مايعني الاعداد والتهيئةواكتساب التجربةوتمرين الطاقات البشرية لاستقبال مشروع الامام المهدي الكبير ع ، وهذا الفهم هو الفهم الدقيق لغيبة الامام ، وانتظاره للامر الالهي ، فلماذا بعد هذا يركن جناب الشيخ للافكار السطحية في فكرة الانتظار المهدوي ، ولاياخذ بالفكرة الاصيلة حول هذا الانتظار الواقعي والطبيعي والمنطقي والرسالي !!.
ام ان الاخ الشيخ معجب كثيرا بحال امته ودينه الذي يفتخر بهما وهما في الدرك الاسفل من مصاف الامم ، ولايمتلكون حتى رؤية للعمل وكيفية الخلاص من هذا المازق العميق !!.
سادسا : ياسيدنا الشيخ مسؤوليتك في غيبة الامام ليس ان تنتظر ظهوره لتكحل عينك بطلته المباركة ، وانما مسؤوليتك التي القتها عليك غيبة المنتظر ان تصنع الارض وتهيئ السبل وتخوض بحار التجربة ، وتصطرع مع معترك الحياة العاتي مع قوى الاستكبار والتفرعن البشرية ، وتناضل وتجاهد وتقيم الدولة لتخلق لك شخصية ترتقي ، لمشروع الامام ع ، وتحمل مسؤوليته عندئذ توقع ظهور الامام لك ولامثالك ، اما انك غارق في الاوهام والاساطير ، وانك لاتدري ولاتدري انك لاتدري ، ثم بعد ذالك تتوقع ظهورالامام المهدي ع لانقاذك من جرائم نفسك التي ترتكبها كل يوم بحق العالم والبشرية فوالله سبحانه لااعلم من علمك في حوزاتنا العلمية مثل هذه الافكارالخرافية عن الامام المهدي ومشروعه وعلاقتنا به وكيف ينبغي ان ننظر الى مشروعه ونهيئ السبل لخروجه المبارك !!.
هل اكتفى الشيخ طالب السنجري بكل هذا التجديف على الامام المهدي وفكرته ؟.
أم انه زاد في غيه بلا هدى ولابرهان ولادليل ولاكتاب منير ؟.
بل زاد ليفتح موضوعا اخر يتعلق بنيابة الامام المهدي ع وليقول :(( وبالتاكيد ننسى عقولنا اذا تعاملنا مع فكرة المهدي وهي غيب على انها واقع فناخذ خمس اموال المغفلين باسمه الشريف ونعمل نيابات موهومة عنه لنضفي قداسة لنا من غير جهد ، ونحشد جهلتنا على الاستعداد ، لظهوره على انهم هم جيش المهدي وانصاره والممهدون له فنستبدل لغةالحواربالسلاح والكلمةبالمهاترات والشعارات والعبادة بالشموع والنذورات ))!.
والحق انني :
اولا : لم ادرك عن اي عقل يتحدث الشيخ كي لاينساه اذا تعامل مع فكرة الامام المهدي على اساس انها حقيقة وواقع وغيب ينبغي الايمان به اسلاميا ؟.
هل يقصد عقله الشخصي مثلاام عقول الامة المسلمة كلها الذي ثبت لديها بالدليل الشرعي فكرة المهدي ووجوب الايمان بها وان الله سبحانه سيختم العالم كله بها ؟.
ثم ياشيخ قل لي بربك لماذا تتعامل مع فكرةالله سبحانه وفكرةجنته واخرته وناره وملائكته وشياطينه وجنّه .... وجميع مالا نعلم من خلقه على اساس انها واقع وينبغي الايمان بها مطلقا ، ويترتب عليها عبادات ، ونذورات وحقوق وواجبات وتعويذات انسانية واقعية ماعدى فكرة الامام المهدي التي حكمت عليها بضرورة بقائها غيبيا وليس لها اي واقع او مباشرة مع حياتنا الانسانية ؟.
فهل هذا يندرج تحت اطار موازين عقلك الشخصية ؟.
أم تحت اطار عقول العقلاء من هذه الامة ؟.

ثانيا : قل لي بربك لماذا تأخذ الزكاة باسم الغيب الالهي الذي هو يعود لفقراء الناس ومعدميهم ، ولاحرج ولم تنسى عقلك في هذا الامر ، وتنسى عقلك تماما عندما تأخذ باسم الله ورسوله واهل بيته خمس اموال تجار المسلمين لتعيده على فقرائهم وحاجاتهم الدينية والدنيوية ؟!.
ما الفرق بين اخذ الزكاة باسم الدين لمنفعة الناس اجمعين ، واخذ الخمس باسم الله ورسوله والامام لانشاء مدارس وحوزات وتاليف كتب وتخريج طلبة علوم دينية كالتي تخرجت منها ياشيخ طالب ، وغنى عن السلطان واغراءاته وصناعة حصانة اقتصادية لمراجع الدين واستقلالهم للحفاظ على روح الدين ونظافته من وساخة الطغاة والسلاطين في هذه الدنيا ؟.
وهل هو منافي للعقل ان ناخذ خمس الامام لنجعله رصيدا لحماية الدين من عبث العابثين وتجاوز الوعاظ والسلاطين ؟.
ام المنافي للدين ان نقيم الدين بلا تفكير لوضع ضمانات له فكرية واقتصادية تجعل من دين الامام شوكة في عيون المارقين والفاسدين ؟.
لم تكن مرجعيتنا الدينية الشيعية ولامذهبنا الاسلامي في يوم من الايام طالب دنيا او سلطان لتعلن على الملئ استيلاء مرجعيتنا على اموال الناس بالباطل وتحت مسمى الخمس والامام ، كما ان الشيعة الذي صنعهم علي بن ابي طالب عليه السلام لم يكونوا في يوم من الايام مجرد حفنة من المغفلين كما اسميتهم ليضحك على ذقونهم باسم الامام المهدي ع بل مرجعيتنا منذ تاسيسها كنيابة للامام وحتى اليوم مراقبة من قبل الشيعة المسلمين ،وهي على اي حال لم ينبئ سلوكها طوال حياتها عن غير التقى والعلم والبساطة في العيش وتحمل المسؤولية والتضحية في سبيل حفظ الدين والمذهب !!.
وكذا شيعتنا ، لو كانوا حفنة من المغفلين ، كما تصفهم لانخرطوا كباقي المغفلين لعبادة السلاطين والتطبيل لفسادهم وطغيانهم ، ولم يصمدوا بوجه الطغاة والظلمة في سبيل الولاء لاهل البيت ومدرستهم والايمان بولايتهم مع ادراكهم مايعنيه هذا الايمان باهل البيت ع من غضب السلاطين ومطاردتهم للموالين والشيعة ؟.
والان ياشيخ طالب من هوالمغفل والسارق لاموال الله ورسوله واهل بيته هل هم شيعة الامام ومحبيه ومراجع الدين والمذهب ؟.
أم هم من باعوا انفسهم للشيطان وللسلطان على حد سواء !!.
ثالثا : عن اي قداسات تتحدث ايها الشيخ السنجري الطيب التي بنتها مرجعياتنا باسم الامام المهدي ، وتحت رايته عليه السلام ، وانت تعلم قبل غيرك ان شروط المرجعية الدينية في هذا المذهب العلمية والسلوكية ، لو وضعوها على جبل لناء بحملها !!.
ونعم الشيعةينظرون لمرجعيتهم بكل احترام وتقديروليس في ذالك عيب او نقيصة بل هو خلق يحسب للشيعة انهم اهل احترام لمراجعهم العلماء ، وبالمقابل يظهر علماء الشيعةمن انفسهم التواضع والحياةالمتوازنة التي لاتنم لاعن طلب قداسات ، ولاعن طلب زعامات والتاريخ شاهد بذالك ولاداعي للاطالة او تذكيرك بعلمائنا الشهداء قبل الاحياء .

اخيرا لااريد ان استرسل مع كل ماذكره الشيخ طالب السنجري بهذا الصدد لانه لايستحق الرد بالفعل ، ولكن يقتضي التنويه الى ان مثل هذه المقالات اشكالياتها انها مركبة على جهل مركب ، جهل بالفكرة الاساس وجهل بكيفية المعالجة ايضا مما يدفعني وغيري الى التعاطف مع مثل هكذا طروحات ومقالات متدنية التفكير والمنهج في القراءة ، اكثر من دفعي لتناول هكذا افكار بالنقد والتحليل والجدّية ، والا اين الجدية بما ذكره الشيخ العزيز طالب السنجري في الربط بين لغة السلاح والارهاب من جهة وفكرة المهدي المنتظر وبركة غيبته من جانب اخر ؟.

وماعلاقة فكرة المهدي بهكذا مواضيع سلوكية اجتماعية سياسية بامكان اي بلطجي سياسي ان يستخدم الدين لقتل الناس ، ولكن ماعلاقة الدين الفكرية بمثل هكذا سلوكيات اجرامية ليحمل الفكر الديني وزر الانحراف الاخلاقي والسياسي والسلوكي لهذا الفرد او الجماعة وهذا ان دل على شيئ في فكر الشيخ السنجري فانما يدل على سطحية ، وخلط وفراغ في التفكر يدمج بين المواضيع الفكرية الكبيرة وبين جزئيات الانفعاليات الشخصية التي تسيطر على قلم الشيخ وعقله !!.
نعم بقت كوارث في مقال الشيخ السنجري الصغير ربأنا بقلمنا عن تناولها لانها بالفعل اتفه من ان تناقش او ينفق عليها وقتا للمناقشة !!.

alshakerr@yahoo.com
مدونتي http://7araa.blogspot.com/2011_06_12_archive.html

الخميس، يوليو 14، 2011

(( مابين الثورة والانقلاب ... مفاهيم ومفارقات )) حميد الشاكر


في ذكرياته ج 2 ص 168 يقيّم المرحوم الشاعر محمد مهدي الجواهري حدث 14 تموز 1958م في حياته على انه : (( حدث يشبه الانقلاب وليس له علاقة بتسمية الثورة التي ارى انها لم تحن بعد )) !.


والحقيقة انا عندما اقرأ او اسمع مثل هذه المقاربات بين مفهوم الثورة واختلافه عن مصطلح ومفهوم الانقلاب العسكري ، وكيف ان الكبير والكثير من المثقفين العراقيين وغير العراقيين لم يزل لديهم هذا اللبس بين مميزات ومفارقات مفهوم الثورة عن الانقلاب ، وكيف ان هذا اللبس يسبب العظيم من الخلط والتعتيم على صفاء رؤية المجتمع ، الذي هو بطبيعة الحال بحاجة الى الادراك ، والفهم لبعض المفاهيم الحيوية في حياته وخاصة السياسية ؟.



عندئذ استرجع كل الذاكرة الفكرية التي املكها لاضع اناملي على مميزات كلا المفهومين الثوري والانقلابي لا لابحثهما كمصطلحي سياسة وورق لعب وابتزاز لمفهوم الثورة لاحوله الى انقلاب او مفهوم انقلاب لاحوله الى ثورة ، فهذا ليس من شأني الفكري ، وانما ما يعنيني فكريا وثقافيا هو التأسيس والتأصيل لمفاهيم فكرية ينبغي اماطة اللثام عن وجهها كي تكون واضحة ومميزة وقريبة الى روح المجتمع وقلبه وكيانه وفكره وذالك لحاجة اي مجتمع حيّ وراقي ومتقدم لمعرفة بعض مفاهيم الثورية والتمردات الشعبية والحرب التي يحتاجها في يوم من الايام اذا دارة عليه دائرة الاستبداد والظلم والدكتاتورية ليدافع عن نفسه وهو مسلح بالفكر الثوري الواضح والصريح والقوي والمميز !!.

نعم بالامكان مبدأيا ان نضع ثلاث مميزات اومفارقات بين مفهوم الثورة واختلافه عن مفهوم الانقلاب العسكري لنقول :

اولا : ان الثورة فعل جماهيري منتمي وواعي ، ومن جميع فئات المجتمع .

ثانيا : لابد لاي ثورة ان يكون لها محور فكرة واطروحة ونظرية تشرح المطالب والتطلعات الفكرية لهذا الجمهور الذي يرغب بالتحرك الثوري الواعي .

ثالثا : لابد للفعل الثوري او لمفهوم الثورة من قيادة موحدة بشكل رمز او بشكل مؤسسة تقود هذه الجماهير لتطلعاتها الكبرى لتكون من جانب هي الطليعة في العمل الثوري الميداني الذي يقود الجماهير في الساحة ، ومن جانب اخر الحُكم والحَكم والبوصلة لهذه الجماهير بعد نجاح الثورة وانتصار مبادئها المعلنة !!.



اما مايتعلق باي حالة او حدث انقلاب عسكري ، فإن من ابرز ملامح ومميزات هذه الانقلابات العسكريةوخاصةفي العصورالحديثة ولاسيمافي الدول والمجتمعات التي لم تزل في طور البدائية ، وعدم دخولها بعد للحياة الحضارية او الصناعية فإن الغالب على مفهوم الانقلاب انه :



اولا:فعل سياسي تقوم به مجموعة منظمة من العسكربالتحديد هي اشبه بالمنظمة السرية منها للفعل الشعبي الجماهيري .

ثانيا : في مفهوم الانقلاب لا وجود لفكرة او نظرية او ايدلوجية تحمل مطالب شعب وامة ، وانما ماهو موجود هو فكرة مصالح مجموعة معينة تحاول القفز والوصول للسلطة ، وهذه هي الفكرة التي تهيمن على الفعل الانقلابي العسكري المسلح ، باعتبار ان الاستحواذ على السلطة هو محرك الانقلاب وهو شعاره وهدفه وغايته .

ثالثا : لابد لاي انقلاب عسكري من قيادة تكون حتما من جنس العسكر ، وعادة ماتكون جماعية ، وذالك لاسباب منها لان الانقلابيين قبل السلطة لايجمعهم غير الطمع بالسلطة ولاتقبل مثل هذه العصابة الا التفكير بتقسيم الغنيمة قبل الاستيلاء عليها ، ولهذا تفرض القيادة الجماعية نفسها قبل الانقلاب كمفهوم مصاحب لاي انقلاب عسكري لكن سرعان ما تتصارع بعد السلطة ليكون الانفراد والحسم في السلطة فيما بعد كاحد مميزات الانقلابات العسكرية !.



والى هنا ربما يتضح لنا ماهية المفارقات والمميزات التي تميز كلا الفعلين الثوري من جانب والعسكري الانقلابي من جانب اخر ، ولعل في هذه المميزات التي ذكرناها ابعادا فكرية عميقة واخرى دلالية اعمق ايضا تشرح لنا ماهية المفارقات الجوهرية عندما ذكرنا ذالك التقسيم بين الانقلاب والثورة من قبيل :



اننا عندما ميزنا بين الثورة والانقلاب ، وقلنا بان الثورة هي من تمتلك الفكرة والنظرية والايدلوجية الكاملة التي تشرح للشعب والجمهور خارطة طريقه الان وغدا ، بينما الانقلاب فعل غامض وفارغ وغير شعبي وانما هو عصبوي فئوي ، فنحن اردنا الاشارة بوضوح الى معلم مهم لايمكن لاي ثورة ان تتحرك بدونه بل ولايمكننا اطلاق صفة ومسمى الثورة على اي حراك اجتماعي جماعي عنيف اسم الثورة دونه ما لم يمتلك هذا الحراك هذه الفكرة ، فكل ذالك كان بسبب ان مفهوم الثورة ولكونه فعل جماهيري يحتم على ان يكون صفة الثورة الاساس انها صاحبة فكرة ورؤية تشرح للمجتمع ماعليه وماله في كل حركته الجماهيرية ، وهذا هو ما يخلق من الثورة ومبادئها نوع من الشخصية المعنوية التي يمّكن الجمهور من الانتماء لها والايمان بشرعيتها ، ومن ثم ليكون للثورة شخصية اعتبارية معنوية عظيمة يتعامل معا الجمهور كموجود حي ويستحق الاحترام والتقدير والتضحية من اجله !!.



ومن هنا كان الثوريون ولم يزالوا :

اولا : جمهورا واعيا لحركته السياسية والثورية لانه يمتلك فكرة .

ثانيا : جمهورا مدركا لخطواته من اين تبدا والى اين يريد ان يصل وينتهي .

ثالثا : جمهورا يمتلك الايمان بقضية تستحق ان يضحي بروحه من اجلها .

رابعا : جمهورا يملك الموازين والمقاييس والمعايير الثورية المحددة التي تحدد له بوصلة الحركة له ولغيره من افراد الجمهور وصحتها او الخروج عن الطريق والانقلاب على مبادئها .

خامسا : جمهورا يستلهم الشرعية من نفسه كشعب هو مصدر السلطات وكجمهور هو صاحب الحق الاول والاخير ، وكذا عندما يستلهم الثوريون شرعيتهم من مبادئ ثورتهم المعلنة باعتبار انها مطالب مشروعة وليست مطالب ممنوعة او ذات نوايا مشبوهة

.

وهكذا قيادة الثورة وما تتميز به هذه القيادة من وضوح وعدم لبس والابتعاد عن المخاتلة وتقديم مصالح الشخصية الفردية على مصالح الشخصية الاجتماعية ، فان قيادة الثورة ايضا لها مميزات تجعل لها انفرادية في اختلافها عن باقي القيادات الانقلابية العسكرية وغير الانقلابية العسكرية ، ومن اهم مميزات القيادة الثورية وتميزها انها :

اولا : وضوح قيادتها وعملها الجماهيري الشعبي الصريح ، وابتعادها عن حياكة المؤامرات والدسائس في الغرف المظلمة والتنظيمات السرية المشبوهة التي عادة ماتقبع وتعمل تحت الارض وليس فوقها .

ثانيا : ان هذه القيادة هي التي تتبنى مطالب الشعب الثورية والتغيرية المعلنة اجتماعيا ، فهي قيادة تؤمن بما يؤمن به الشعب .

ثالثا : تستمد هذه القيادة الثورية شرعية حركتها من الشعب ومن مبادئ الشعب الثورية المعلنة كالمطالبة بالعدل والحرية والتغيير ... وغير ذالك ، وبغير هذا لاترى قيادة الثورة اي شرعية لاي تحرك تغييري يحاك بعيدا عن الشرعية الجماهيرية ، ومهما كانت نواياه او تاملاته طيبة ونبيلة .

رابعا : ان هذه القيادة دائما هي امام الجماهير ومطالبهم العادلة ولاتقف مطلقا خلف الجماهير او تتمترس بدمائهم من اجل توفير دماء القيادة ، بل ندرك صفة القيادة الثورية من كون موقعها المتقدم في التضحية والمطالبة والاعلان دائما تكون في المقدمة ، وعلى اهبة الاستعداد للتضحية باعتبار ان القيادة ايضا كالجمهور مؤمنة بمبادئ الثورة ولايختلف مطلقا الايمان والاستعداد للتضخية بين الجمهور وقيادته .



خامسا : قيادة الثورة صاحبة كفاءة فكرية وعلمية متقدمة ومميزة وهي من ينظّر لمبادئ ثورة المجتمع ، وهي من يفسر للشعب كيفية تجاوز مراحل طريقه في التغيير ، وهي المسؤولة عن التفكير والتنظير والادلجة لمشروعه كله حتى وصول الشعب الى حكم نفسه بنفسه ، ولهذا لايمكننا اطلاق صفة قيادة ثورية على شخص او اشخاص ليست لهم اي علاقة بفكر الثورة او التنظير لها او المساهمة في صياغة قوانين وافكار وتطلعات الشعب الثورية !.



اما مايتعلق بالجانب الثالث من عناصر الثورة وهو امتلاك الجمهور لفكرة ، فهذا يندرج في اطار انه لابد لاي حركة امة تريد التغيير من فكرة تشرح لهذه الامة جميع مبادئ هذا التغيير واهدافه وكيف يكون ومن اين يبدا والى اين ينتهي وكيفية استمراره بعد الثورة عندما تتحول الثورة الى دولة !!.

وبغير الفكرة للثورة يكون اي تحرك جماهيري ومهما كانت مطالباته نبيلة او غير نبيلة مجرد تحرك يفتقر للفكرة ولايمكننا ان نطلق عليه مسمى التحرك الثوري مطلقا !!.

نعم بالامكان وصف اي تحرك جماهيري وحتى ان كان ثوريا عنفيا في وصفه الظاهر للمطالبة بالتغيير بمسمى التمرد او غيره لفقدانه لشرعية الفكرة مع انه يمتلك شرعية الشعب ومطالبه في التحرك ولكن لايمكننا وصفه بالثورية لافتقاره لاهم عنصر من عناصر الثورة وهي الفكرة او الاطروحة او البرنامج الذي يشرح جميع ملابسات حركة الامة ومطالبها وكيفية الوصول لذالك !!.

ومن هنا نقول ينبغي ان تكون الفكرة او الفكر في قلب الثورة باعتبار انه :

اولا : ان الثورة بلافكرة كالانسان بلا عقل وبوصلة وبصر يتلمس به معالم الطريق امامه .

ثانيا : ان فكر الثورة هو الضمان الاكبر والمعيار الاعلى والمقياس الاوحد الذي يحدد اين تسير الثورة واين ينبغي ان تتوقف ، وكيف ينبغي ان نحاكم القيادة وسلوكها واخلاصها وصفائها ... من خلاله ، واين ينبغي على المجتمع ان يطيع القيادة بلا شك ويضحي بكل مايملك واين ينبغي ان يتمتع الشعب بثمرات الثورة وان لايستغفل باسمهما كيفما كان ؟.

ثالثا : ان الفكر في داخل الثورة هو ثمرة مضمون الدولة بعد الثورة ، واي ثورة بلا فكر كاي ارض بلا بذر ، ومهما كانت الارض مهيئة للزراعة ومسقية بالماء بلا ان نلقي في رحمها البذر لايمكن لنا توقع الايراق لبراعم تخضر وتكبر وتثمر وهكذا ثورة بلا فكر تصل الى قيام دولة بلا مضمون ، ومعنى قيام دولة بلا مضمون يشبه معنى تضحيات ودماء ترمى في صحراء بلا فائدة !!.

نعم لكل دولة مضمون ينبغي ان تحمله كروح بين جنباتها ، وهذا المضمون لايستطيع ملئه داخل اي دولة الا فكر الثورة الذي يحمله الشعب معه من بداية مسير الثورة حتى الوصول الى الدولة لتكون الدولة ممثلة مبادئ ثورة المجتمع وتطلعاته واماله والامه ، ولتكون الدولة اخيرا ثمرة نضال الثورة ، وليس ثمرة مؤامرة احيكت بليل او ثمرة صدفه يتسلق لها الوصوليون والانتهازيون ...وهلم جرا .

رابعا : قيام دولة فكر الثورة باعتبار انها دولة الشعب وفكره الثوري ، يخلق نوعا من الارتباط المصيري بين الدولة والشعب ، مما يجعل العلاقة بين هكذا دولة وهكذا شعب اقوى من صلد الجبال عندما تتعرض هذه الدولة لاي مؤامرات او اهتزازات خارجية او داخلية ، وهذا بعكس دولة اللاثورة وفكرتها التي لايشعر المجتمع تجاهها باي صلة روحية او عاطفية تذكر ، بل ربما تتحول الدولة التي تاتي من خارج سياقات المجتمع وثورته وفكره مجرد مؤسسة حقيرة لاتستحق ان ينظر اليها الا بكل ازدراء ، وفي افضل الحالات ينظر لها كمؤسسة خدمات متى ما تحولت الى عبئ يطلب التضحية فالجمهور عندئذ يرى انها لاتستحق التضحية من اجل مؤسسة خدمات الا بقدر ماتقدمه هذه المؤسسة من خدمة ومغريات مادية لاغير !!.

اخير كل ما ذكرناه انفا لمتعلق الثورة ومفهومها ( وهو باختصار حتى لانطيل على القارئ ) يمكن القول وبقوة انه منفقد تماما لمتعلق مفهوم الانقلاب العسكري وما يمكن توصيف هذه الانقلابات العسكرية لكل ماتقدم من مفاهيم عالية القيمة لمفهوم الثورة وعناصرها ومداليلها الفكرية والسياسية ، ونعم يمكن القول لافتقار حركات الانقلابات لكل المعاني السامية التي ذكرناها للثورة ومعانيها الفكرية الراقية ، فالانقلاب يتجاهل عنصر الجمهور والشعب في معادلته الانقلابية ولايفكر بالجمهور الا بعد الانقلاب وليس قبله وذالك اما :

اولا : لعدم ثقة الانقلابيين بهذا الجمهور وقدرته على فعل التغيير .

ثانيا : او لادراك الانقلابيين انهم لايمكن ان يكونوا محور التفاف جماهير وامة وشعب كقيادة ، ولذالك دائما تكون حركات الانقلاب بعيدة عن ارادة الامة ومعرفتها ، ولاتدرك الامة بحركة الانقلابيين الا بعد الانقلاب لتتعامل معه كامر واقع .

ثالثا : يدرك الانقلابيون العسكريون ان وضيفتهم لاتنسجم مع الثورية ابدا ، فهم على اية حال موظفوا دولة ونظام وقاسمي ولاء وطاعة لهذه الدولة بالدفاع عن الدولة والامة من اعداء الوطن ، وبهذا دائما يشعر الانقلابيون بانهم احقر من ان يتحولوا الى عناصر قيادية في مقدمة الامة ، الا من خلال انقلابهم على السلطة والاستيلاء عليها وعلى مكامن القوة داخلها ، بهذا يستمد الانقلابيون حقيقة شرعيتهم من قوة السلطة وليس من شرعية الشعب وسلطته .

رابعا : يحاول الانقلابيون اي انقلابيين عسكريين لادراكهم لنقص انقلابهم للشرعية الثورية والجماهيرية وافتقاره حتى للدستورية ، ان ينتقلوا بانقلابهم بعد تسلمهم للسلطة الى سرقة مفهوم الثورة وانشاء قواعد جماهيرية منتفعة للتصفيق والتهليل لمنجزهم الانقلابي باعتباره ثورة جماهيرية ، وليس انقلابا مشبوها وغريبا وكارثيا على استقرار المجتمع !!.

وهذه الظاهرة تكررت تقريبا في كل الانقلابات العسكرية العربية وغير العربية الحديثة في مصر واليمن وليبيا وووو والعراق ايضا ، فما من انقلاب عسكري استقر قراره الا بعد ان خرج بعض المرتزقة او الوصوليين للتسلق للسلطة للتطبيل لهذا الانقلاب واعطاءه صفة الثورية والمشروعية له كالذي حصل في انقلاب الجنرال قاسم وكيفية خروج الشيوعيين العراقيين للتطبيل له وارادة تحويل مفهومه من الانقلاب للثورة على امل ان يحصل الشيوعيين العراقيين او ان يتسلقوا لمناصب سياسية جديدة على رقبة الانقلاب الجديد الذي استطاع الوصول للسلطة والحكم !.

وبالفعل انشأ قاسم بعد انقلابه قاعدة جماهيرية وصولية سياسية من الشيوعيين العراقيين ليسبغ هؤلاء الوصوليين صفة الشرعية على انقلاب الجنرال قاسم من جهة ، ومن جانب اخر ليكافئهم قاسم بسخاء في مناصب الدولة وتقاسم غنيمة السلطة المنهوبة من الشعب معهم !!.

والغريب كيف تغيب مثل هذه الظواهر الوصولية السياسية على ذهنية شعب ثاقبة كالشعب العراقي ولايلتفت الى جريمة هؤلاء الوصوليين من جماهير السياسة الانقلابية ، وانهم تاجرو بارادة الشعب ليبيعوا لانقلاب صفة الثورة على حساب الشعب وارادته ، مع ان الشيوعيين العراقيين انفسهم هم ايضا من ساند انقلاب الكيلاني في 1941 م على النظام الملكي الفاشل قبل انقلاب عبد الكريم قاسم الذي نجح لضعف اداء النظام الملكي في تلك الحقبة ليفهم الشعب العراقي كيف ان هذه العصابة الحزبية من الشيوعيين العراقيين لعبوا لعبة بيع الولاء والثورية لمن يصل للسلطة ويدفع اكثر !!.

خامسا : لم يزل ومازال الانقلاب العسكري وفي معظم الاحيان يفتقر الى الفكرة ، والظاهرة في الانقلابات العسكرية دائما تاتي بعكس طريق ومسير ظاهرة الثورة ، فبينما تتقدم الفكرة دائما في عناصر الثور على الجمهور والقيادة لتكون الفكرة هي الرابط بين الجمهور والقيادة ، وهي المقدمة دائما على فعل الثورة والتغيير ، تكون الفكرة في الانقلابات العسكرية متخلفة وآتية بعد التغيير والانقلاب والقيام بالعمل !!.

وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على :

آ : ان الانقلاب احقر من يكون له فكرة باعتبار انه ليس صاحب مشروع امة ليطرح فكر تغييري يلتزم بمبادئه بعد التغيير عندما يصبح التغيير دولة ، وانما الانقلاب حركة عصابة للاستيلاء على السلطة في غاياتها وتخطيطها واساليب تفكيرها ، وهكذا النمط من التفكير لايؤمن اصلا بمعادلة امة وان الشرعية ينبغي ان تكون من قبل اختيار هذه الامة وان الالتزام ينبغي ان يكون بمسؤولية امام هذا الشعب .

ب : او ان اصحاب الانقلابات العسكرية دائما هم من اصحاب الكفاءات المتدنية فكريا في حيز الافكار والمشاريع والتصورات العلمية ، ولهذا هم يدركون معنى القوة ، لكنهم لايدركون مطلقا معنى الفكر والدولة والادارة والفلسفة والرؤية ، وعلى هذا الاساس اصبحوا قادة عسكر بدلا من كونهم قادة فكر وتغيير وثورة وهموم امة كبيرة !!.

ومن هنا كان اصحاب الانقلابات العسكرية دائما مهمومين بالبحث عن الفكرة والثورة والجمهور بعد وصولهم للسلطة وليس قبل ذالك !!.



هذا هو بعض الفروق الجوهرية بين مفهوم الثورة ومفهوم الانقلاب العسكري ، كما ان ماذكرناه بعض المميزات التي من خلالها نفهم الثورة بكل عناصرها الحيوية واختلافها عن الانقلابات العسكرية بكل تشوهاتها الفكرية والسياسية ، وعلى اصحاب القلم والفكر والتعليم في العراق الجديد ان يوصلوا هذه المميزات والافكار الى ذهن شعبنا العزيز من ناشئة وطلاب جامعات وعمال وكل الفئات كي لايقع في المستقبل فريسة خلط المفاهيم ولا ينخدع بمظاهر الشعارات الفارغة التي تحاول استغفال وعيه السياسي لتوهمه ان انقلابا دبر بليل اصبح ثورة بفعل تصفيق حزب هنا او مجموعة وصولية سياسية هناك رفع له لافتة تاييد ومبايعة !.







alshakerr_(at)_yahoo.com



مدونتي http://7araa.blogspot.com/2011_06_12_archive.html

الأربعاء، يوليو 13، 2011

(( عندما يصبح انقلاب تموز العسكري ثورة !!. )) حميد الشاكر

دائما عندما اقرأ التاريخ العراقي اوالعربي اوالاسلامي ايضا ، وكذا عندما تأتي وتذهب الذكريات وترافقها المناسبات السياسيةاوالاجتماعية اوالفكرية الثقافية المفصلية الحيوية والمهمة في تاريخناالعراقي بالخصوص والعربي والاسلامي بالعموم أُصاب ( رغما عن انفي ) بنوبة انفصام في الشخصية متصاحبة مع غيبوبة مفروضة عليّ لفقدان الذاكرة وتعطيل اي شعور او ادراك او احساس بمفاهيم التاريخ القديم والحديث لهذه الامة وهذا الوطن العراقي الجريح !!.


والحقيقة ان من بعض الاسباب ، التي تفرض عليّ حالة ومعادلة العزلة والانفصام وكذا الكآبة والارتطام في الفكر والعقل والاحساس والشعور هي تلك الكميةالمهولة من الاشياء والمفاهيم والعناوين التي تُسمى في تاريخنا عمدا ومع سبق الاصرار والترصد بغير مسمياتها الطبيعية ، ومواصفاتها الحقيقية !!.



فمثلا لدينا طغاة كثر في التاريح حكموا البلاد والعباد بابشع الوان التخلف والهمجية والظلم والاستبداد وتقريبا مامن احد من امتنا العراقية والعربية والاسلامية الا وهو يشعر ويدرك ويحس بحقيقة هؤلاء القتلة والمجرمين والسفاحين والجهلة ممن حكموا الامة في القديم والحديث ، ولكن مع ذالك ورغم انفي وانف كل من يريد ان يفكر بمسميات الاشياء باسمائها الواقعية ان ينحني اجلالا اولا وهو يخاطب هؤلاء الحكام ، وان يعترف لهم بفروض القداسة والاحترام بل ويعتبرهم ولاة امر وخلفاء لله وللرسوله وللمسلمين واكثر من ذالك ان لايتعرض لا لهم ولالتاريخهم المشين والاسود باي كلمة يشمّ منها ولو من بعيد جدا رائحة نقد او تجريح او تقييم قائم على البحث والدراسة والتأمل والعقلنة وان لايفكر بتسميتهم مطلقا باسم القتلة والجهلة والمجرمين و .... كتسميات لمسميات واقعية !!.



لا بل القصة لم تنتهي بعد بل مطلوب المزيدمنّي ومن غيري امام مثل هذه الظواهر التاريخية والحديثة وضرورة تسميتها بغير مسمياتها الحقيقية من عبادة الطغيان والتقديس لشخصيته المحترمة لتتم دائرة الامعان والامتهان لكرامتي الادمية المفكرة ، ومن ثم لاغرق اكثر فاكثر في مستنقعات الكآبة والغيبوبة ، والانفصام بالشخصية ، والانحدار الى مصافات البهيمية الاحقر وهو ان اترضى على هؤلاء القتلة والطغاة في التاريخ وحتى اليوم واترحم عليهم واسبح واصلي بانجازاتهم التقدمية والثورية والالهية الكبيرة !!.



لماذا عليّ وعلى غيري ان يسمي الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية ؟.

وماهي الخلفيات التي تدفع بالبعض الى درجة الاستعداد للانتحار دفاعا عن ان تبقى الاشياء تسمى بغير مسمياتها ؟.

وماهو النفع الذي سنجنيه عندما نسمي الاشياء بغير مسمياتها ؟.....الخ .

لا احد من حقه ان يجيب او يفكر بالاجابة في زمن تحولت او انقلبت فيه الموازين والمعايير راسا على عقب ليصبح الاسود ابيضا والابيض اسودا رغم انف ان واقع الاسود يبقى هو اللون الاسود وواقع الابيض انه ابيضا والى الابد !!.

ولكن لماذا نذهب بعيدا ، لنحاول معرفة تاريخ طاغية وجاهل ومتخلف في تاريخنالسبب او لاخرربط مع المقدس ليصبح ملاكا رغم انف الحقائق التي تحيط بكل تاريخه الاسود ، فلننزل درجات ودرجات ، وندع التاريخ القديم وطغاته المقدسين باعتباره تاريخ وكانت الناس فيه بحاجة الى وعي وتقدم ومعرفة ...لادراك الفاسد من الصالح ولنقف عند تاريخنا العراقي السياسي الحديث ولنسأل من جديد وبلغة تطلب المعرفة والادراك اولا قبل اي دوافع تقف خلف هذا السؤال الاكاديمي الصريح بالقول : لماذا يُسمى انقلاب 14 تموز 1958م الذي قاده الجنرال عبد الكريم قاسم ، للاطاحة بالنظام الملكي العراقي ، واقامت الجمهورية العراقية الحديثة الاولى بدلا عنه بغير مسماه الحقيقي والواقعي لنطلق عليه نحن والى هذه اللحظة صفة الثورة بدلا من الانقلاب ؟.

ما الذي يدفع مثقفينا حتى اليوم مثلا وكذا ما الذي يضطر ويدفع مؤسساتنا الاعلامية الرسمية ، وغير الرسمية ان تُسمي (انقلاب) الجنرال قاسم باسم الثورة ؟.

هل هناك شك انتاب هؤلاء الكتاب والمثقفين والمؤسسات الاعلامية المعنية بمفهوم الثورة وفرقها عن الانقلاب هو الذي اوقع هؤلاء المساكين بشبهة تسمية انقلاب عسكري بمسمى الثورة ؟.

أم ان للقوم دوافع سياسية او حزبية تدفعهم رغم انف حقيقة انقلاب قاسم ان نسمي هذا الانقلاب ثورة شاء من شاء وابى من ابى !!.

طبعا الحديث عن منجزات انقلاب الجنرال قاسم عام 1958 للشعب العراقي شيئ وسؤالنا نحن الاكاديمي المعرفي شيئ اخر فنحن لاعلاقة لنا لابدوافع هذا الانقلاب بحثيا ومعرفيا الان ، ولا بمنجزاته سواء كانت جيدة وممتازة او كارثية ومنحطة ، لكن مايهمنا وينبغي ان نلاحقه معرفيا هو سؤال لماذا نسمي انقلابا عسكريا باسم غير مسماه الحقيقي والواقعي ؟.

ثم ما الذي يضطرنا نحن العراقيين وحتى هذه اللحظة بالتمسك بسمى غير حقيقي ولا واقعي ، لحدث تاريخي جرى في زمن معين ، وانتهت مفاعيله السياسية ولم يعدإلا ذكرى تاتي وتذهب في كل سنة بشكل باهت فحسب !.

وعليه اعود واسأل : ما الذي يدفع بمؤسساتنا الاعلامية الرسمية وكلما اتت ذكرى انقلاب 1958م ان تغرقنا بوابل من المقالات ، والعناوين التي تمجد بهذا الانقلاب على اساس انه (( ثورة )) العراق الصغرى بعد ثورة العراق الكبرى في عام 1920م ؟.

هل بسبب مثلا خشية الاعلام العراقي الرسمي وغير الرسمي اليوم من تسلط حكومة قاسم التاريخية والميتة من ان تبعث من تجديد لتحاسب كل من يصف الانقلاب بمسماه الواقعي والحقيقي ؟.

أو بسبب ان مؤسساتنا الاعلامية الرسمية وغيرالرسمية قد ادمنت تسميت الاشياء بغير مسمياتها لذالك هي لاتستطيع ان تسمي الاسود بلونه الاسود بل ينبغي عليهاان تسمي الانقلاب العسكري بالثورةوالثورةالحقيقية بالتمرد والفتنة والانتفاضة بالغوغاء والفوضى .... الخ ، وهكذا في جميع الاشياء التي ينبغي ان لايطلق عليها غير الكذب ليحل محل الحق والصدق ؟!!.

في عالم يريد ان يبني انسانا سويا وثقافة منسجمة وجيلا يدرك الاشياء على حقائقها الواقعية لااعتقد ان هناك مؤسسة محترمة او مجتمعا او قلما او مفكرا ، او مثقفا يستحق ان نطلق عليه صفة الثقافة يجرئ على طرح التزييف والكذب على اساس انها حقائق الاشياء ومنتهى واقعيتها السليمة وذالك بسبب ان المؤسسة الوطنية ، وكذا المجتمع الواعي والذي يريد ان يرسم طريق اجياله في التربية ، والتعليم والفكر والثقافة على اسس الحق والصدق والوعي والادراك ....لايمكن ان يفكر بتقديم قراءة لتاريخه القديم والحديث بهذا الشكل من النفاق والكذب وعدم المصداقية !!.

والا اذا اسمينا مثلا انقلاب الجنرال قاسم عام 1958م ثورة واسمينا ثورة الشعب العراقي وانتفاضته على حكم الطاغيةصدام حسين في العام 1991م تمردا وفوضى واسميناثورة الحسين بن علي بن ابي طالب فتنة واسمينا تسلط مروان ابن الحكم على الامة حكومة وشرعيةوقمنا بتدريس هذا الكم الهائل من التزييف ، كمادة معرفية وتاريخية تبني ذاكرة اجيالنا الصاعدة والباحثة عن الحق والحقيقة ، فكيف لنا بعد ذالك ان نتأمل لهذا الجيل ان يتمكن من قدرة التفريق بين الحق والباطل او بين الصحيح والمزيف ومن ثم بين مفهوم الثورة الحقيقية التي ينبغي علينا ان نبين معالمها بوضوح له ، وفرقها عن باقي المفاهيم الانقلابية ، وغير الانقلابية ليأخذ حذره في المستقبل بوعي ولايخلط بين ماهوثوري حقيقي وبين ماهو انقلابي ارهابي مزيف ومخاتل !!؟.



نعم ما الذي يدعونا ، كمؤسسات او كافراد وككتاب واصحاب قلم ان نقدم لاجيالنا القادمة صورة كاذبة في توصيف احداث تاريخنا القديم ، والحديث لنستمر ومع وعيناالتام لهذه المغالطات بانتهاج نفس المسير الخاطئ الذي دمركل واقعنا وحاضرنا لنورثه لاجيالنا القادمةليدمرماتبقى لهم من مستقبل وفكر وادراك ووعي وبصيرة وتمييز بين الحق والباطل !!.



ان من مسؤوليتنا اليوم كجيل ادرك معاناة فكر ودجل ونفاق تسمية الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية ان لانعيد الكرّة مرّة اخرى ، لنوقع الاجيال القادمة بنفس الغيبوبة الفكرية ، والكآبة النفسية التي فرضت علينا بالحديد والنار لنقول ونصف ونسمى الاسود بالابيض والابيض بالاسود لنتحول فيما بعد الى شبه ادميين بصور ظاهرية تختلف تماما عن ماهو داخل كل واحد منا بل ينبغي عليناكأمة وكمؤسسة وكتربية وكتعليم وكثقافة وكفكر...ان نرتقي سُلمة على دوافعنا السياسية ، والعاطفية والاخرى النفعية ، وغيرالنفعية ونفصل بينها ، وبين مانريد ان نقدمه لاجيالنا القادمة ، من مسمى الحقيقة مهما كانت مختلفة معنا اوقاسية على مشاعرنا المزيفة وان نسمي الاشياء بمسمياتها الواقعية سواءكانت في جوانبها الفكريةاوالايدلوجيةاو السياسية او التاريخية والاجتماعية ...لنبني جيلا من اصحاب الفكر والثقافة والوعي يدرك تماماعملية التمييزفي فكره ويشعر بالحرج ان ُطلب منه في المستقبل ان يُسمي الاشياء بغير مسمياتها ،ولنبدأ لابأس بانقلاب الجنرال عبد الكريم قاسم لنسميه انقلابا منذ الان فصاعدا في وسائلنا الاعلاميةوغير الاعلامية وكتاباتنا ومقالاتنا الصحفية ، ولاضير علينا في الصدق مع انفسنا في هذا المفصل من تاريخ العراق الحديث لنؤسس لمنهجية فكرية وثقافية وعلمية لايلتبس عليها اي شيئ في قرائتها التاريخية ، والحاضرة ان هي جابهت حدثاما تاريخيا اوحاضرا اومستقبلا لتدرك كيفية قرائته وتوصيفه وتسميته بواقعية والتعامل معه وتشخيص هويته بكل وضوح وصراحة !!.

__________________________________________







alshakerr@yahoo.com



مدونتي http://7araa.blogspot.com/2011_06_12_archive.html

الثلاثاء، يوليو 12، 2011

(( بانيتا وزير الدفاع الامريكي هم نزل وهم ايدبج على السطح !)) حميد الشاكر

لااعلم حقيقة باي صفة او على اي اساس يهدد وزير الدفاع الامريكي العراقيين بامنهم واستقرارهم ودمائهم ، ومن ثم ليعلن بكل وقاحة ومن على ارضهم المحتلة من قبل قواته بانه سوف لن يسكت على ما اسماه بتسليح ايران لميلشيات شيعية داخل العراق تستهدف مرتزقته من بقايا الجيش الامريكي الرابض على صدر العراقيين والخانق لانفاسهم بالقوّة ؟.




ثم لا ادرك بالفعل باي صفة يتحدث هذا الوزير الجديد للدفاع الامريكي نيابة عن العراق وحكومته المنتخبة وشعبه الوطني الاصيل ليرى هو انه المسؤول عن صد التدخلات الايرانية او غير الايرانية بالشأن العراقي الداخلي إن وجدت ، وكأنما لايوجد اي شخص من العراقيين يحمل الوطنية والغيرة العراقية الكافية بامكانه شجب هذه التدخلات الايرانية بدلا عن سيادته المحتلة ؟.



ايران بلد اقليمي للعراق منذ فجر السلالات البشرية على هذه الارض ، وله تداخلات وليس تدخلات جغرافية واقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية ومن ثم حضارية ودينية ... وغير ذالك وحتى قبل ان تولد الولايات المتحدة كبلد باكثر من سبعة الاف سنة ، وهذا شيئ مفهوم ومستوعب لدى العراقيين منذ قديم الازل ، باعتبار ان هذه العلاقة العراقية الايرانية لاهي وليدة احتلال اميركا للعراق ولاهي وليدة فتح الاسلام لهذا البلد قبل الف واربعمائة عام ، وانما هي وليدة مصير انساني وحضاري مشترك فرض القدر علينا نحن العراقيون وعلى الشعب الايراني ان نكون جوارا وان ننخرط بمشتركات متعددة ومتنوعة انسانيا وسياسيا وفكريا واقتصاديا واجتماعيا وتاريخيا اما ان يأتي بانيتا وزير دفاع الولايات المتحدة الذي لايعرف له اصل من فصل ولايعرف له جذور من منحدر ، ليقيّم اخيرا العلاقة بين ايران والعراق ويفصّلها حسب اهوائه ويشرح فيها ماهو تدخل بالشان العراقي وما هو غير ذالك ، فهذا شيئ يدعو للغثيان فضلا عن السخرية بهكذا اقدار جعلت من بانيتا وامثاله ولي امر العراقيين بعد احتلال وطنهم !!.

نعم ادرك ان لوزير الدفاع الامريكي الجديد ليون بانيتا اجندته الامريكية المفرطة بالشيطنة تجاه العراق والعراقيين ، وان من ضمن اجندته ان لايدع مجالا للاستقرار في العراق الا وافتعل له اشكالية طائفية داخلية او قومية او اقليمية خارجية مع ايران او غير ايران من جيران العراق، لكن ما لاافهمه تهديده هذا الذي اطلقه من على الارض العراقية المحتلة ، وهل هو تهديد بالفعل للتدخلات الايرانية كما صرّح ام انه تهديد للشعب العراقي واستقرار النسبي الذي لم يصبح حقيقة الا بعد ان رفعت قواته المحتلة للعراق يدها عن بعض ملفاته الامنية والعسكرية ؟.



طبعا وزير الدفاع الامريكي وكل ادارته السياسية في واشنطن هي تدرك انها احقر من ان تهدد ذيل الاسد الايراني الرابض لهم على مضيق هرمز بصواريخه ومعداته العسكرية الضخمة واستشهاديي جيشه المخلص والبطل ، وما هذه الصرخات التي تطلق هنا وهناك من قبل الادارة الامريكية ضد ايران في الحقيقة ماهي الا فقاعات اعلامية الغرض منها حفظ ماء وجه القوة العسكرية الامريكية قبل ان تبتذل ، ولهذا قد سمعنا كما سمع العالم الكثير من هذا العفن من التهديدات الامريكية لايران بدون ان نرى اي بوادر شجاعة حقيقية بالتعرض للجيش والقوة الصاعدة في ايران !!.

وعلى هذا الاساس لم يتبقى لنا كعراقيين لفهم تهديدات وزير الدفاع الامريكي بانيتا الا انها موجهة بالتحديد للشعب العراقي وامنه واستقراره باعتبار انه الحلقة الاضعف امام بطولات وزير الدفاع الامريكي الجديد ، الذي يحاول اللعب على دماء واستقرار العراقيين لحماية جنوده وقواته التي تعيث بالارض العراقية فسادا قبل ان يقتنصها عراقي هنا وعراقي هناك من الذين لم يعد لهم اي ثقة بالوجود الامريكي الذي اثبتت التجربة لكل العراقيين انه وجود :

اولا : كارثي بالنسبة للعراق والعراقيين وسيادتهم على قرارهم السياسي والامني وادارة شؤونهم كاحرار كباقي البشر !.

ثانيا : انه وجود اتضح بالدليل القاطع مساندته لقوى الارهاب والتطرف البعثية الصدامية والقاعدية داخل العراق !.

وثالثا : انه وجود متحالف مع قوى الارهاب الاقليمية السعودية والعربية التي لم تفتأ تدفع بالارهابيين للانتحار داخل العراق وتحت اشراف ورعاية ومباركة الادارة الامريكية لافشال التجربة العراقية الديمقراطية الجديدة وابقاء العراق فقط كمنصة نزيف دم للعراقيين ومنصة لضرب استقرار المنطقة ايضا !!.

ورابعا : انه وجود لم يقدم للعراق اي شيئ نافع او مساندة حقيقية لاستمرار تجربته السياسية وامنه ونماءه وعمرانه بعد اسقاط عميلهم صدام حسين في سنة 2003م كما حدث في الوجود الامريكي في المانيا او في اليابان مثلا او حتى في دول الاستحمار الخليجية التي انتفعت كثيرا من الاستعمار الامريكي لكل كيانها ، فهي على اية حال رهنت وجودها واستقرارها برضى السيد الامريكي وبدوره السيد الامريكي يفي بوعوده في الحماية والدفاع عن وجودهم واعمار اماراتهم ومساندتهم سياسيا واقتصاديا !!.



وهذا بعكس الوجود الامريكي في العراق الذي اتخذ مواقفا عدائية مسبقة من العراق وشعبه ، وحتى قبل ان يتحرك العراقيون بالرفض للوجود الامريكي المحتل ليبقى هذا الوجود وحتى بعد ثمان سنوات من الدمار المنظم للشعب العراقي وموارده واقفا وقوف المتفرج على العراقيين وهم :

اولا : كيف يذبحون بمفخخات قنابل انتحاريي الحليف السعودي للادارة الامريكية وتحت رعاية وعين هذه الادارة لهذا الانتحار المستمر في اسواق ومساجد ومدارس وشوارع العراق كله ، وبدون ان تحرك ساكنا هذه الادارة الامريكية مع تمكنها من ذالك لايقاف مقصلة الموت الوهابية السعودية الزاحفة على شوارع بغداد والعراق !!.

وثانيا : كيف تشوى جلود العراقيين كل صيف بلهيب الصيف الحارق بدون كهرباء مع ان اصغر بارجة نووية امريكية مركونة عن الحاجة داخل الولايات المتحدة بامكانها ان تضخ للعراق كهرباء كاملة وبدون انقطاع ابدا ، لكن فضل المحتل الامريكي ان يبقى العراق بلا كهرباء تذكر ليبقى تمرد العراقيين على حكومتهم وعلى وضعهم القائم مستمرا ، وليبتز المحتل الامريكي من ثم العراقيين على طول الخط والعجيب الغريب في الامر ان العراقيين انفسهم عندما يحاولون اعمار ما هدمته الات التدمير البعثية والامريكية في العراق تتدخل الادارة الامريكية وحليفتها السعودية لتعطيل اي محاولة عراقية لانقاذ الشعب العراقي من محرقة الصيف وازمة الكهرباء المروعة عنده ، كما حصل للشركات التركية التي تعاقدت معها الحكومة العراقية لتوفير الكهرباء مثلا وكيف تدخل الراسمال السعودي لرشى الشركة وتعطيل كل مساعدة بالامكان ان تقدمه هذه الشركة لكهرباء العراق !!.

وثالثا : كيف ان موارد العراق النفطية مدمرة بعد الاطاحة بالمقبور صدام حسين وبحاجة الى شركات متخصصة لمساعدة العراقيين بترميم مصافي وانابيب النفط العراقية للنهوض بالقطاع الاقتصادي الاهم لموارد عيش العراقيين والارتقاء بمستوى الانتاج النفطي العراقي ، وكانت ولم تزل الولايات المتحدة بامكانها ان تهمس لاصغر شركة في الولايات المتحدة لمساعدة القطاع النفطي العراقي وباموال العراقيين المدفوعة لهم ، لكن بدلا من ذالك فضلت الادارة الامريكية ان يبقى العراق عاجزا وفقيرا ولايتمكن من انتاج سوى مليوني برميل كحد كفاف بالكاد يكفي العراقيين شراء الخبز لشعبهم واطفالهم ونسائهم ؟!!.



هل بعد هذا كله يستطيع احد ان يقول : ان الولايات المتحدة الامريكية كانت حريصة على تحرير العراق وانجاح تجربته السياسية ومد يد العون لشعبه ليعيش بامان واستقرار ونماء وتطور كباقي البشر ؟!.

أم من حقنا ان نعلن لشعبنا وللعالم اننا كعراقيين لم نجني من الوجود الامريكي داخل العراق غير الارهاب والدماء والتدمير وتبذير الثروات وتسليط القتلة والمجرمين على شعبنا ، وارادة تحويلنا الى عبيد ومنصات لضرب استقرار المنطقة والعالم !!.

هذا هو واقعك ياسيد بانيتا وياوزير الدفاع الامريكي في العراق ، فعلامَ تهدد العراقيين باستقرارهم وانت ولفترة ثمان سنوات تحصد برؤوس العراقيين وعيشهم واطفالهم واغتصاب اعراضهم .... ولم تترك لا انت ولا ادارتك في واشنطن وسيلة لتدمير الانسان العراقي الا وقمتم بها مباشرة او من خلال وكلائكم الارهابيين من سعوديين وصداميين بعثيين في داخل العراق وخارجه !!.

اما تهديدك للعراقيين ومن على ارضهم فمفهوم الغاية وواضح الاشارة والفحوى ، انت واسيادك في واشنطن ترون التحسن الامني والاستقرار السياسي في العراق يتزايد كلما قربت ساعة رحيلكم ، ولهذا انت تهدد بتسليح ميلشيات بعثية بحجة تسليح ايران لميلشيات شيعية لتعود الكرة من جديد بالحرب الطائفية بين الشعب العراقي المظلوم ، ولكن هيهات كل الاوراق قد كشفت ، ولم يبقى الا انتفاضة الشعب العراقي ضد وجودكم داخل العراق عندما يخرج الشعب العراقي عن بكرة ابيه بمظاهرة مليونية ادعوا لها شخصيا كي تري العالم كله ان وجودكم ضد رغبة الشعب العراقي وان شرعيتكم المزيفة قد سقطت وان الاوان قد ان ليعيش الشعب العراقي بامان واستقرار بعيدا عن مؤامراتكم المدمرة ضده !!.

نعم ياشعبنا العراقي الكريم ندعوكم للتعبير عن رايكم بحرية وصراحة بعدم رغبتكم بالوجود الامريكي المحتل من خلال تظاهرات حية وحرّة وكريمة تسند موقف حكومتكم المنتخبة في مفاوضاته مع المحتل الامريكي ليقول للمحتل اخرج فهذا مطلب عراقي شعبي لايمكن تجاوزه ، وهذه هي الفرصة الاخيرة للشعب العراقي كي يغتنمها ولاتعود عليه مقصلة الذبح المنظم من جديد في شوارعه ومساجده واسواقه ورياض اطفاله .... دائرة باسم الارهاب الذي لولا الوجود الامريكي الحامي لحقوقه في الوجود لما جرأ هذا الارهاب على العراقيين بهذه الصورة بحيث ان احقر شذاذ الافاق اوغلوا بدماء واعراض وشرف العراقيين الاسود بهذه الصورة !!!.



alshakerr@yahoo.com



مدونتي http://7araa.blogspot.com/2011_06_12_archive.html