الخميس، يوليو 25، 2013

(( يسقط يسقط حكم الدعوة !!)) حميد الشاكر

(( يسقط يسقط حكم الدعوة !!)) حميد الشاكر


أخشي ما اخشاه ان توصل السياسات اللامنطقية ، وللامعقولة واللامدروسة واللامفهومة.. التي تتبناها قيادة حزب السلطة الحاكم في العراق من الاخوة الدعاة الاسلاميين الشعب العراقي ليسلك سلوك الشعب المصري في ثورته ضد حكم الاخوان المسلمين  !
كما انني بالفعل بدأت أخشى ان افتح القنوات الفضائية العربية والعالمية في صباح يوم ليس له اي ملامح فافاجئ بشعار (( يسقط يسقط حكم الدعوة )) وهو يُرفع بسواعد شباب وشيب ونساء واطفال العراق تعبيرا عن غضبهم الذي وصل الى نهاياته من جراء الحكم الفاشل لجهلاء الاسلاميين ، ليفيض في شوارع بغداد وباقي محافظات العراق الاخرى  وهي تطالب من خلال ((ثورة شعبية)) باسقاط حكم حزب الدعوة الاسلامية في العراق !!.
في مصر كان شعار (( يسقط يسقط  حكم المرشد )) تعبيرا سياسيا وفكريا لما وصلت له مصر من تمزق ومن انهيار ومن ارهاب فكري  ومن تردي للخدمات  ومن همجية وانغلاق ومن حكم للقاعدة وللهجرة والتكفير لمصر ومن ...الخ  تحت حكم قيادة الارشاد في جماعة الاخوان المسلمين بزعامة السلفي محمد بديع !!.
 فهل ياترى سيكون شعار (( يسقط يسقط حكم الدعوة )) هوالتعبير الانسب للشعب العراقي في ثورته القادمة ضد الفساد والفوضى والارهاب والجهل والتخلف والكذب...البارزفي حكم الدعاة للعراق بقيادة الامين العام للحزب نوري كامل المالكي ؟.
ام ان في الموضوع تباينات كبيرة تفصل بين حكم الاخوان في مصر وحكم الدعاة الاسلامويين في العراق ؟.
يبدو لي ومن خلال ما استمعت اليه في آخرلقاء للامين العام لحزب الدعوة الاسلامية الحاكم في العراق السيد نوري المالكي رئيس الوزراءالعراقي ان القوم وكأنهم ابناء القوم حذو القذة بالقذة في كل شيئ وزيادة تقريبا !!.
ففي النموذج الاخواني كان الامام حسن البنا رحمه الله  هوالباني والمؤسس لجماعة اعطى من اجلها فكره وعمره وحياته شهيدا في سبيل الله والجماعة وهكذا اعطى بسخاء رعيل كامل من المفكرين والعلماء والادباء دمائهم في هذا السبيل ، لكن ما ان الت الامور الى (محمد بديع) وامثاله ليتسلموا قيادة الجماعة ومصيرها حتى راينا كيف ان الهمجية السلفية المنغلقة ، نسفت كل دماء شهداء الاخوان ، ومشروعهم من الاساس وبزمن قياسي غير مسبوق !!.
لايختلف الحال ، مع الاسف في حزب الدعوة الاسلامية ، الذي اجتمع على تاسيسه ابرز فيلسوف اسلامي في القرن العشرين( محمد باقر الصدر ) مع ثلة من اندرالمفكرين والعلماء والمثقفين  وبرعاية مرجعية غاية في التفاني والاخلاص للاسلام (( مرجعية الامام الحكيم قدس انذاك )) واهله ، وسالت في سبيل هذه الدعوة بحارا ، وليست انهارا من الدماء في العراق  من اجل المشروع والفكرة والاسلام والعدل ..... الخ ،  ولكن ماهي الا عقود ثلاثة واذا بالدعوة يتسنم قيادتها اناس ليس لهم اي علاقة فكرية اوعلمية او ثقافية (ولا اريد ان اقول اخلاقية) بالدعوة ومشروعها وتصوراتها وافاقها الرحبة  بل اناس غاية في الانغلاق والابتعاد عن الفكروالاجتهاد والكفاءة والتجديد ، ولا يملكون من الدعوة سوى قشرية الايمان الساذج والعاطفة القتالية التي تمتهن العمل السياسي بلا ضوابط ، ولارؤى ، ولا اي مشروع يمكن له ان ينهض باعباء الرسالة وتطبيق مبادئ دعواها على ارض الواقع !!.
نعم هناك فرق بين الاخوان في مصر والدعوة في العراق وهو ان الاخوان المسلمين في مصر تمت الثورة على حكمهم في مصر   لتتحرر مصر من اسوأ كابوس عاشته في تاريخها الحديث ،  بينما لم يزل الدعاة  في العراق يحكمون  بعد اكثر من عقد من الحكم الفاشل على جميع المستويات وبغض نظر واضح من العراقيين ،  وتجاوز عن اخطاءهم الفتاكة والمهلكة !!.
ميزة وسمة وصفة اخرى ، لايمكن اغفالها ايضا تجمع ، بين حكم الاخوان المسلمين في مصر ، وبين حكم الدعاة في العراق كذالك وهي :
صفة وميزة وسمة التخبط وعدم امتلاك الرؤية لادارة الحكم وغياب الكفاءة والغرق في الصراعات الحزبيةالضيقة والتكالب على مغانم السلطة ونسيان المبادئ والاسلام وحرمته والضياع والتنقل في التحالفات السياسية واختلاق المبررات لكل فشل ، ودفع البلاد في هاوية الصراعات ، والفتن والاستئثار بادارة السلطة ،  واقصاء الاخر وتهميشه ....الخ  ، كل هذه ايضا مميزات وصفات مارسها الاخوان المسلمين في حكمهم وكانت السبب الاصيل الذي اودى بهم الى الهاوية ، وهي نفس الصفات ، التي لازمت حكم الدعاة  في العراق منذ التغيير 2003م حتى اليوم !!.
بل وربما هناك الزيادة ، التي امتاز بها (حكم الدعاة)  في العراق عن حكم الاخوان المسلمين في مصر ، وهي زيادة الفساد ( باعتبار انه لم يذكر على حكم الاخوان في مصر : انه كان فاسدا ) ، الذي لم يشهد له تاريخ العراق السياسي الحديث مثيلا من لصوصية ، وسطو ، ونهب للمال العام ، وخداع وكذب في الوعود غير مسبوق بالقباحة وقلة الحياء ......  الى حتى حياكة المؤامرات على الدم العراقي ليعتقد بعض قادة الدعوة ، كرؤية استراتيجية بعد العجزعن تقديم اي انجاز خدمي اواقتصادي او سياسي للشعب العراقي :((ان استمرار حكمهم ومشروعيته وفاعليته... اصبح مرتهن ببقاء الوضع الامني غير مستقرفي عموم العراق لاشاعة روح (الرعب) داخل الاجتماع العراقي وابتعادهم عن اي مطالبة بمشروع تغييراو اصلاح نحوالاحسن)).
 وربما هذا مايفسر ماهية افتعال الازمات الامنية بين الحين والاخر لتفجير الاوضاع الامنيةوخصوصاقبل اي انتخابات في العراق ليخّيرالفرد العراقي بين ، اما الموت تحت مفخخات الارهاب في شوارع العراق ، واما انتخاب الموجود على الساحة السياسية العراقية مرة اخرى وان كان فاسدا وفاشلا وغير صالح للاستخدام الادمي في جميع الساحات السياسية  !! .
طبعا نرجو ان لايُدفع الشعب العراقي الى ان يرفع شعار :  (( يسقط يسقط حكم الدعوة )) ، وهذا منوط بالفعل (  قبل فوات الاوان ) بقادة هذه الدعوة والمسؤولين عنها امام الله وامام الشعب العراقي ، وذالك  بان يراجعوا كل ما يحملونه من فكر سياسي ، وممارسة فجة داخل الحكم اثبتت انها الاسوأ على مرّ تاريخ الحكم في العراق ، وان يلتفتوا ( ان ارادوا النصح ) الى ان سياساتهم ، والقادة المخططين لهذه السياسة في ادارة الحكم  في العراق من الجهل والتخلف والضمورالفكري بحيث انهم لايمتلكون حتى نعمة الاستفادة من التجربة الخاطئة فيكرروا خطئهم بشكل مفضوح ولم يوهبوا مع الاسف نعمة وموهبة التجديد في الفكر واليات عمله السياسي والاجتماعي ليضخوا روح  الحياة لحكمهم وتجربتهم الايلة للسقوط !!.