الأحد، مايو 15، 2011

(( هل استوعبت القيادة في سوريا درس العدو من الصديق ؟)) حميد الشاكر

في 2003ميلادية ابّان الاطاحة بنظام صدام المقبور ونهضة العملية التغييرية العراقية ، كنّا نستغرب بقوّة المواقف السورية السياسية المتشنجة جدا والغير مفرقة بين دخول قوى احتلال امريكية جلبتها حماقات ونذالة وطغيان نظام صدام للعراق وبين آمال الشعب العراقي بقياداته السياسية الجديدة ، وعزمها على بناء عراق ، هو اولا واخيرا يصبّ في صالح المنطقة العربية وقضاياها الحيوية ومقاومتها الشريفة ضد الصهيونية ، واعادة اراضي العرب المحتلة وفلسطين المسلمين لاهلها ، ولكن مع الاسف كانت مواقف القيادة السورية انذاك تخلط حابل بنابل لتعارض كل ماهو عراقي جديد بعد حقبة نظام العفالقة المجرمين فوقفت مع اعداء العراق اعلاميا وامنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا .... وغير ذالك !!.


في البداية حاول العراق والعراقيون ان يجلو، او يرسموا الصورة للشقيق السوري بكل وضوح وان يبعثوا برسائل مفادها ان العراق للعراقيين وسيكون مستقبله كما عهدته امته وشعوب المنطقة ، وانه وطن الاحرار الذي لايمكن ان يكون صهيونيا ولا امريكيا ليخشاه الشقيق السوري ويتخذ ضده هذه المواقف الغير مدروسة والمتهسترة بعنف وان في بدايته بعد ازالة كابوس الصداميين ونهايته سيكون العراق بصالح احرار العرب والمسلمين المقاومين منهم وغير المقاومين .... الخ !!.

ولكن ، ومرة اخرى عبثا حاول العراقيون تعديل الرؤية السورية للعراق الجديد ، او اصلاح نظرتهم المشوشة للحدث العراقي والانتقال بتصرفاتهم العدوانية تجاه كل ماهو عراقي مابعد صدام وزبانيته بل اكثر من ذالك لعبت دوائر قيادية داخل المكون السياسي السوري الذي كان قائما ( كخدام وغيره ) والذي لم يزل البعض منه متواجدا على بناء الاسافين ومساندة الارهابيين والتشويش على رؤية راس النظام السوري الدكتور بشارالاسد ليبني كل سياسة سوريا بما هو الضد النوعي للتجربة العراقية تحت ضغط المعلومات الكاذبة حول التغيير في العراق وانه تغيير يستهدف الاطاحة بالنظام في سوريا !!.

دخل تسعين بالمئة من الارهابيين القتلة ، الذين ولغوا بدماء العراقيين بنشوة الشياطين من الاراضي السورية وتعرضت حتى مياه العراق للقرصنة ايضا من سوريا ، شنّ الاعلام والاعلاميين السوريين المتحالفين مع قطر ، وقناتهم الجزيرية الشيطانية حملة ابادة جماعية وتحريض على القتل منقطع النظيرعلى العراق وشعبه باسم دعم المقاومةواصبحت دمشق وكرا للمجرمين الصداميين القتلة الفارين من وجه العدالة في العراق ، ومنصة يخطط منها القتلة لحرق نساء ، واطفال العراق في الاسواق والمساجد والشوارع وحتى المدارس وملاعب الترفيه ....الخ !!.

عندها لم يكن هناك مناص للعراقيين الشرفاء الا الصبر على الانتظار وتحمل اذا الجار والشقيق السوري الى ان يحكم الله امرا كان مفعولا !!.

وبعد هبّت الشعوب العربية على طغاتها وحكامها الظلمة والفسقة من تونس ومصر وحتى الاردن والبحرين واليمن ، ايضا عاد العراقيون لينبهوا العالم على ان اعداء هذه الامة سوف لن يقفوا مكتوفي الايدي وهم ينظرون لادواتهم وخدمهم من قادة نظم العمالة العربية والخليجية للصهيونية وهم يتساقطون الواحد تلوالاخر وانهم سوف يعمدون الى خلط الاوراق في الثورات العربية وتحريك بعض خلاياهم النائمة في العراق وفي سوريا وفي ايران وفي كل بلد ليس لها عمالة للصهيونية والاستعمار لايهام الراي العام العالمي ان ثورات الشعوب العربية لاتستهدف فقط عملاء الصهاينة والمستعمرين ، وانها ليس فقط ثورة ضد الهيمنة الاستعمارية والصهيونية وانما هي ثورات شاملة مثلما اسقطت فرعون مصر لانه الرقم الاصعب للعمالة الغربية والصهيونية كذالك تحاول اسقاط النظام في العراق وايران وسوريا ..وهذا دليل على ان المعادلة الصهيونية ليست هي محرك غضب وثورة الشعوب في المنطقة !!.

كان هذا هو هدف خلط الاوراق الثورية للشعوب العربية وهوابعاد فكرة ان ثورة الشعوب العربية هي بالاساس متوجهة للظلم الصهيوني وبيادق عمالته في المنطقة العربية والاسلامية !!.

في البداية كان العراق ودعت بالفعل منظمات عراقيةمدنية وسياسية مشبوهة للاطاحة بالنظام الديمقراطي في العراق كالحزب الشيوعي العراقي فضلا عن حزب البعث وخلاياالارهاب القاعدية وباقي المنظمات المعروفة التوجه الصهيوني في العراق لكن بوجود ضمانه عراقية اصيلة ، لاستقامة بوصلة حركة العراق الجديد كالمرجعية الاسلامية الدينية في النجف الاشرف وانقياد المجتمع العراقي لحكمتها ورؤيتها استطاعت هذه المرجعية وبأوامر واضحة افشال المخطط الاستعماري الصهيوني في العراق وذهبت بالفعل جميع دعوات المشبوهين سُدا ولم تاتي بنقير لخدمة الصهاينة وباءت كل محاولات ضرب الاستقرار في العراق بالفشل !!.

في جمهورية ايران الاسلامية ، كذالك كان الشعب الايراني واعيا جدا ، للمخطط الذي يهدف لاجهاض ثورات شعوب المنطقة العربية واهدافها !!.

أما الاشقاء في سوريا فسرقتهم سكين الغدر بسرعة لتشتعل نيران الفتن في كل ارجاء سورياومن درعا بدأت حياكة المؤامرة على سوريا لتضخ مليارات الدولارات البترولية السعودية الوهابية لاشعال الفتنة فيها والغريب العجيب في سوريا ان اول من طعن سوريا وقيادتها بالظهر هم من كانوا يظهرون الولاء والانتصار لسوريا بمواقفها المناهضة للعراق وشعبه لتنقلب الاية راسا على عقب تماما !!.

قناة الجزيرة القطرية التي كانت مشتغلة تماما ماكنتها الاعلامية بكوادر المخابرات السورية والقطرية والفلسطينية الاعلامية للتحريض على العراق واستقراره ، تتغير بوصلتها بالاتجاه المعاكس لفيصل القاسم ، ليصدر مفتي قناة الجزيرة وامارة قطر الشيخ يوسف القرضاوي ، فتواه الطائفية الشيطانية المتكررة بضرورة اسقاط النظام السوري العلوي والاتيان بنظام اموي موالي للصهاينة والاستسلام ، ليصبح الشغل الشاغل لقناة الجزيرة هو التحريض على سوريا واستقرارها بدلا من التحريض على العراق واستقراره ؟.

امارة قطر ايضا كلها تحول موقفها من مساندة سوريا ، والمقاومة الى طعن سوريا بخنجر الغدر المعهود لاعراب المنطقة في ظهر الاسلام ليصحوا العرب وسوريا بالخصوص على قطر غير امارة قطر السابقة باميرها المنتفخ سحتا وحراما !!.

ظهرت قطر الغدر على حقيقتها الصهيونية قطر يوسف القرضاوي الذي لايقوم الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ قطر حليف الناتوا التي يقصف الشعب الليبي بصوايخه واموال بترول وغاز الخليج المستعمر قطر المنصة لاسرائيل والخوف على وجودها ووجود اسيادها ونفوذهم والحامين لها !!.

ولايختلف الحال لتركيا التي بدلت بزتها المدنية الاسلامية المنفتحة لترتدّ الى عثمانيتها الطائفية البغيضة وهي تحرض على سوريا واستقرار نظامها السياسي بعنف وخباثة معروفة عن العثمانيين المقبورين القدماء لكنها اكتشاف بالنسبة للعثمانيين المتحجرين الجدد !!.

هذه هي تركيا التي ارتمت سوريا باحضانها بشكل لانظير له ، حتى اصبحت سوريا استوديو سينمائي ، لترجمة المسلسلات التركية الهابطة المستوى الاخلاقي لاستيراد ثقافة ((ابناء الزنى)) من الزواجات التركية المدنية بدلا من ثقافة الشهامة والعزة العراقية العربية التي ، ولهذا اليوم يستنكف الاعلام السوري اظهار مسلسل عراقي وباللهجة العراقية على فضائياته الدرامية وغير الدرامية !!.

لا ينصرم يوم اذا لم تسجل تركيا باردوغانها الذئب تصريحا سياسيا ضد سوريا ، وضد حكومتها وضد استقرارها ونفخا بكير واستمرار الفتنة بين الشعب السوري وحكومته !!.

اما الكتاب القوميين العرب امثال عبد الباري عطوان وغيره الذين لم تمر خاطرة اذا لم يكن لهم قصيدة في حب سوريا العرب والمقاومة والنضال ....... واذا بهذه الاقلام التي تسترت بشعارات القومية ومناهضة الاستعمار الغربي والامريكي نجدها هي الاخرى وفي ليلة وضحاها تنزع جلدها القديم لتلبس جلد العمالة والخيانه وسلّ السكين للمساهمة بذبح البعير السوري الذي تعثر بدرعا وبانياس وحمص وغيرها من مناطق سوريا لتكثر سكاكين ذباحيه !!.

على مدى اكثر من شهر وصحيفة عبد الباري عطوان ( القدس الصهيوني ) تنقل وتساهم بالاعلام الكاذب كل ماهو مساهم بتزييف توجهات الثورة للشعوب العربية ، وبالخصوص كل ماهو يحاك ضد سوريا المقاومة ، لتنتصر لعملاء منقبين دخلوا بليل لسوريا وباموال ومخططات خارجية سعودية وغير سعودية ليصبح عبد الباري عطوان اخوانيا سوريا اكثر من الاخوان وحورانيا اكثر من الحورانيين بالخارج وخداميا صهيونيا اكثر من خدام وبيانونيا .... وهلّم جرّا !!.

في مقابل هذه الهجمة على سوريا من كل حدب وصوب وقف العراق حكومة ، وشعبا ليظهر معدنه الاصيل للعرب والمسلمين وليقول كلمته :

كلا لضرب استقرار سوريا واباحة الدم السوري من اجل خدمة الاستعمار ومخططاته !!.

كلاّ لتزييف ارادة الشعوب العربية واهداف ثوراتها الواضحة !!.

كلاّ لخلط الاوراق في سوريا لمصلحة تبرأة الصهيونية من نار غضب الشعوب العربية !!.

كلاّ للغدر !.

كلاّ لطعن المقاومين .

كلاّ لبيع تطلعات الامة لاستقرار كيان المسخ الارهابي الصهيوني !!.

أليس المعادلة ينبغي ان تكون عجيبة وبالخصوص لسوريا قيادة وشعبا وهو يرى كيف ان الشدائد جزاها الله كل خير ابدت للسوريين اعدائهم الحقيقيين من اشقائهم المخلصين ؟.

اليس من الاجدر بالسوريين ان يلتفتوا الى خطأهم الكبير في الماضي القريب ، عندما تحالفوا مع شياطين الاعراب وسامات افاعيهم السعودية والقطرية والجزيرية على حساب وضد العراق وتجربته وشعبه في مرحلة التغيير وماتلاها !!.

أقول : هل وعت القيادة في سوريا الدرس الان لتعيد ترتيب اجندتها السياسية بقوة لتلتفت الى العراق على اساس انه الظهر الذي بالامكان الاعتماد عليه حقا في الشدائد والملمات ؟.

ام ان سوريا قيادة وشعبا لم تزل لم تدرك عدوها من صديقهاحتى الان ولهذا هي حتى هذه اللحظة لم تقدم خطوة نوايا حسنة حقيقية تجاه العراق مع ان العراق اليوم ليس بحاجة ماسة لسوريا بقدر حاجة سوريا للعراق وموارده وشعبه وثروته وقوته وصدقه مع الاصدقاء ؟.

ايها الاخوة الاحبة في سوريا مع كل ما مضى لم يزل قلب العراقيين مفتوحا لسوريا ، وهناك الكثير بين العراق وسوريا لم ينجز بعد في الملفات السياسية ، والدبلماسية والامنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعاونية التي تصنع من سوريا والعراق جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى ، فهلموا بدلا من اضاعة الوقت للانفتاح على العراق بشكل يضمن لسوريا القوة والاقتدار من جهة ، ويضمن للعراق طريقا مفتوحة للوصول والمساهمة في تحرير الجولان وفلسطين من الصهاينة انشاء الله !!.

_______________________________



http://7araa.blogspot.com/