الاثنين، أغسطس 31، 2009

(( أسباب عدم تقدم دولة العراق الجديد ليس المحاصصة !!.)) حميد الشاكر


(( أسباب عدم تقدم دولة العراق الجديد ليس المحاصصة !!.)) حميد الشاكر
______________
بعد أكثر من ستة سنوات من قيام دولة العراق الجديد لم يزل الوهن مرافقا لهذه الدولة التي كان من المفروض ان تأخذ دورتها الانشائية الطبيعية لاسيما انها دولة بنيت من الاساس على انقاض دولة دكتاتورية تلاشت تماما من الحياة والوجود بمؤسساتها البوليسية والامنية والخدمية المنهارة اصلا..... وبعد ذالك تشرع هذه الدولة العراقية الجديدة بالتحرك بصورة طبيعية كباقي الدول في كافة مجالاتها الامنية والخدمية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية .... وغير ذالك ، إلاّ ان الغريب في ظاهرة دولة العراق الجديدة إنها اخذت دورتها البنائية الطبيعية ولكنّ مع ذالك لم تزل هذه الدولة الفتيةغير مستقرة الاسس ولاهي منطلقة بالقوّة التي كان من المتوقع ان تكون لها ، مما دفع الكثير من الكتّاب العراقيين وكذا المفكرين والمثقفين والسياسيين ان يتساءلوا بقوّة حول لماذية هذه الانتكاسة الملموسة لدولة عراقية جديدة قائمة على الشرعية والدستورية والانتخاب تكون بهذا الضعف وهذه اللااستقرارية في الحركة والوجود والعمل ؟.
بمعنى مرادف : كان من المفروض ان تكون الدولة العراقية الجديدة ، بعد الخمس السنوات الاولى من بناءها بشكل مختلف وبمعطيات ايجابية مختلفة ايضا على جميع المستويات والصعد الامنية والعمرانية والسياسية والاجتماعية ، إلا ان الواقع بعد هذه السنين الستة الاولى ان هذه الدولة التي تكاد تكون الدولة الشرعية الدستورية الوحيدة في المنطقة العربية لم تزل على حالها من الارتباك والقلق والضعف والعجز عن تقديم ماهو لائق بالعراق الجديد وشعبه الذي قدم ماعنده من تضحيات من اجل استمرار هذه الدولة وهذا العراق الجديد !!.
فياترى اين مكمن الخلل في معادلة دولة العراق الجديد حتى تبقى بهذه الانيمية السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية الظاهرة ؟.
كما انه ماهي الاسباب الواقعية التي تعيق قيام هذه الدولة بمهامها الطبيعية السياسية والامنية .......الخ، مع تكامل مؤسساتها الدستورية وكوادرها البشرية ومخصصاتها الاقتصدية العملية ؟.
في معرض الاجابة على مثل هذه الاسألة حول دولتنا العراقية الجديدة طُرح عنوانٌ عريض داخليا ويبدو ان الاقليم العراقي الخارجي العربي بالخصوص ايضا كان من المساهمين بشكل فعّال في هذا الطرح على اساس انه هو الاجابة الدقيقة لضعف الدولة العراقية اليوم وبعد هذه السنين العجاف ، بل وهو المكمن الذي يفسر ويشرح كل مافيه الدولة العراقية من ضعف ووهن ، وهو طرحٌ يتلخص بالمضمون الاتي : ان المحاصصة والطائفية السياسية هي الاسّ الحقيقي لجميع بلاءات العراقيين ودولتهم الجديدة منذ سقوط نظام البعث الطاغي الدكتاتوري الصدامي وحتى اليوم !!.
وعليه عملت الماكنة الاعلامية العراقية الداخلية وكذا ماكنة الاعلام للنظام الرسمي العربي على الترويج لبضاعة : ان الطائفية والمحاصصة السياسية هي العامل الوحيد الذي يشرح ويفسر جميع الوهن البادي للعيان في هيكلية الدولة العراقية الجديدة بل وهو المعيق لعمل ونهضة هذه الدولة واعطاء ثمارها المتوقعة ، وإذا اراد العراقيون ( حسب ترويج الاعلام العربي ) الخروج من مأزق ضعف الدولة وادائها السياسي والامني والخدمي والعمران الضعيف فعليهم الغاء مشروع المحاصصة واستبداله بمشروع عراقي وطني ليس للطائفة والمحاصصة اي فاعلية في انشاءه الجديد !!.
والحقيقة ان في هذا الطرح الاقليمي العربي للعراق الجديد والداخلي نحو الدولة ومشروع الحكم في عراق مابعد الصداميين نوعٌ من الواقعية باعتبار ان اي دولة في العالم لايمكن لها القيام بوظائفها وهي مرتبطة ارتباطا عضويا بتجاذبات محاصصة طائفية وسياسية بين اطراف نادرا مايتفقون على رؤية موحدة للعمل او غاية جامعة للحركة ، ولاسيما في بلد كالعراق الذي عادة ما تتنافر رغبات وتوجهات وايدلوجيات وارتباطات ومصالح وانتماءات ابناءه بشكل غريب وعجيب ، مما يجعل وجهتهم مختلفة ومصالحهم متضاربة وايدلوجياتهم متنافرة ، ومن هنا كان ربط وظيفة الدولة بهكذا تجاذبات يعيقها حتما من القيام بواجباتها فضلا عن اعطاء ثمار عملها او توقع الايجابية في انتاجها على جميع المستويات السياسية والامنية وغير ذالك ولهذا فعلا وصحيح وواقعي مَن قال : ان المحاصصة الطائفية هي السبب الاصيل في ضعف الدولة العراقية الجديدة ، بل وانها هي أسّ البلاء الذي يشلّ الدولة العراقية الجديدة من القيام بمهامها الدستورية والعملية المُلقات على عاتقها !!.
لكنّ وجهة النظر هذه كما ان في نصف وجهها جمال وواقعية ففي النصف الاخر مكر ودسيسة وقبح وضعف من جانب اخر ، وهذه النتيجة منطلقة ان لمعادلة (( المحاصصة )) في العراق الجديد وجهان وحدّان لسيف الدولة الواحد ، وكما ان هذه المحاصصة فيها سلبيات كما يذكره الاعلام المعادي للعراق الجديد بالخصوص فهناك الايجابي ايضا في هذه المعادلة ، لاسيما ان اخذنا فكرة ان هذه المحاصصة في الواقع هي التي تمسك عصى التوازنات السياسية العراقية من الوسط بحيث ان غيرها لايتمكن من ارضاء جميع مكونات الشعب العراقي في معادلته الاخرى الخالية من هذه الموازنة !!.
بمعنى اخر : لو ذهب العراقيون انسياقا سياسيا مع مَن يطالب بالغاء المحاصصة والغاء طائفيتها من الوجود العراقي الجديد ، فهل ستقوم الدولة العراقية الجديدة بالفعل ؟.
وهل سيكون هناك حقيقةً توافق عراقي بديل اسمه التوافق الوطني العراقي لاغير ؟.
أم ان الاشكالية العراقية بدون المحاصصة ستكون اكثر تعقيدا واعوج قيلا وسنجد هناك من يقول وايضا من الاقليم العربي اعلاميا والعراق داخليا : باسم الوطنية هُمشت طوائف العراق واديانه وجميع مافيه غير الاكثرية ؟.
طبعا قبل الاجابة على هذه الاسألة وغيرها يجب التنويه الى ان طارح مشروع الغاء المحاصصة اقليميا عربيا وكذا عراقيا داخليا هو لايهدف الى القول : ان على العراقيين ان ينبذوا المحاصصة الطائفية لاغير وليستمروا بعد بمشروعهم الوطني ويقيموا بناء دولتهم الدستورية بعد ذالك لتكون لهم دولتهم القوية والقادرة والفاعلة والمثمرة في جهودها السياسية والامنية والعمرانية والخدمية الاجتماعية .... وهكذا ، وانما هناك البعد الخلفي للمطالبة والجدارية التي لاترى الا بعين الفنان السياسي التي هي بالاساس تطالب ليس فقط بنبذ المحاصصة السياسية فكريا وروحيا وعقليا من داخل الانسان العراقي ، بل ونبذ وهدم وتدمير هذا الانسان ايضا للمشروع العراقي الجديد برمته ليُطاح فيما بعد بالدستور باعتباره ايضا ومن وجهة نظر المطالبين بالغاء المحاصصة ايضا انه بُني على المحاصصة ، والغاء كل ماترتب ونتج على هذا الدستور والاطاحة بالتشكيلة العسكرية فيما بعد باعتبارها ايضا نتاج محاصصة وهكذا قوات الامن والداخلية .....الخ ، والنتيجة المطالبة بالغاء كل العراق الجديد والاتيان عليه من القواعد وهدمه من الاساس لتتحقق مطالبة الغاء المحاصصة التي قامت بعد سنة (2003 م ) بعد اسقاط طاغية بغداد البعثي صدام حسين العفلقي !!.
بل واكثر من ذالك لايعترف المطالبون اليوم بالغاء المحاصصة العراقية الجديدة بعراق غير محاصص ودستوري الا عندما يعود النظام الصدامي القديم وبكل تشكيلاته العسكرية والامنية والسياسية وعندئذ يكون العراق خرج من عنق المحاصصة الى عنق الوطنية والنظافة والنزاهة حسب مايطالب به الاعلام الاقليمي العربي وبعض الداخل العراقي المتضرر من العراق الديمقراطي الجديد !!.
نعم هذا مايستتبع المطالبة بازالة المحاصصة من العراق الجديد ، او ان هذه هي مضامينها الحقيقية وليس فقط كما يتوهم البعض ان طلاّب نفي المحاصصة الطائفية في العراق يهدفون فقط الى ازالة الاثار السلبية لهذا النظام المحاصصي السياسي في العراق الجديد ، والذي يعترف العراقيون انفسهم ان في نظام المحاصصة السياسية سلبيات جمّة لكن سلبيات رفع هذه المعادلة هي الاسوأ في الحقيقة من منطلقات عدة اهمها :
اولا : ان التشكيلة العراقية الاجتماعية وحسب ماذكرناه آنفا من تنافر في التوجهات والانتماءات والتلونات لايمكن لشعار (( الوطنية )) ان يذيب من ترسباتها الطبيعية ، ولاننسى ان تحت شعار الوطنية ابيد الاكراد العراقيين لالسبب الا لكونهم من قومية مختلفة مع قومية نظام البعث العربي ، وهكذا تحت شعار الوطنية دفن الشعب العراقي بمقابر جماعية وايضا لالسبب وجيه غير انهم من طائفة مختلفة مع طائفة الحكومة البعثية الوطنية ، ومن هنا كانت ولم تزل هذه التشكيلة العراقية المعقدة قوميا وطائفيا ودينيا اقوى بكثير من مصطلح الوطنية الذي اضعفتها كثيرا سياسة العفالقة البعثية الصدامية ابّان حكمهم الذي دام اكثر من ثلاثة عقود مستمرة .
ثانيا : المطالبون برفع معادلة المحاصصة والطائفية يبدو انهم الجانب الاضعف في ما اذا كانت معادلة المحاصصة هي الحاكمة في العراق الجديد ولهذا جاءت مطالباتهم من منطلق ان هذه المحاصصة لاتخدم وجودهم الهامشي او الضعيف او الذي اذا لم يستند على عنوان اخر فانهم سيبقون هكذا الى الابد في حال السماح لتوازنات المحاصصة ان تكون هي الحاكمة ، وعلى هذا يكون مطالبة الاقليات وباقي الفعاليات السياسية التي تنطلق من غير معادلات الطوائف والقوميات بسبب ان مصالحهم السياسية او الايدلوجيا وكذا مصالحهم الطائفية او القومية المهمشة فعليا هي الدوافع التي تدفعهم للمطالبة بالغاء مبدأ المحاصصةعلى اساس ان عنوان الوطنية سيهيئ الانسان العراقي ومن اي طائفة اوقومية كان انه يمثل في العراق الجديد ودولته اكبر من حجمه الطبيعي على الارض ليكون ( مثلا ) رئيس العراق مسيحيا ورئيس وزرائه ايزيديا ... وهكذا تحت عنوان الوطنية والمواطنة كميزان ومقياس اعلى لاغير !!.
والحقيقة انه لشيئ جميل ان يحلم الانسان بيوتوبيا وطنية عراقية بهذا الشكل ، ولكن يبقى الحلم صعب المنال في حياة سياسية في العالم كله بغض النظر عن العراق ... من الصعب تحققه على الحقيقة !!.
من الصعب حتى اليوم الغاء دين الانسان من معادلاته السياسية ليكون ملك بريطانيا مسلما اوعربيا !!.
ومن الصعب الانتصار للمواطنة بهذا الشكل اليوتوبي الانساني ، وبالخصوص في واقع كواقع العراقيين المعقد الذي تكون فيه عناوين الدين والقومية والطائفة مقدمات حتمية في معادلة اي توازنات سياسية محتملة ، بل ولنقل ان قوانين العالم اليوم بأممه المتحدة عندما يريد ان يعنون عنوانا لقيام الدول فانه يشير الى ان لكل شعب من قومية واحدة او دين واحد او طائفة واحدة يتمتع بمشتركات اخلاقية وسلوكية متحدة ان يقيم كيانه السياسي المعترف به انسانيا !!.
وهذا التعريف القانوني كما يرى القارئ جعل المشترك بين الجماعة قوميا ودينيا واخلاقيا ... ...الخ هو اساس قيام الكيانات السياسية الحديثة للتدليل على ان هذه العوامل والعناوين لايمكن الغائها من قيام الدول الحديثة والقديمة من منطلق ان روح قيام الكيانات السياسية الحديثة هي هذه العناوين وليس عناوين المواطنة وغير ذالك !!.
بمعنى ان المواطنة هي الالية التي يجب ان تتعامل بها اي دولة مع مواطنيها في الداخل السياسي بالتساوي والعدالة ، لكنها لايمكن لها ان تكون بديلا عن روح القيام الاجتماعي القومي او الديني الذي يهب الدولة هويتها وعنوانها الاصيل والمعترف به بشريا وانسانيا وقانونيا !!.
ومن هنا كانت دعوى الغاء الطائفية والمحاصصة القومية في بلد كالعراق بالخصوص شيئ شبيه الى دعوى الغاء الدولة واعتبار ان الاجتماع ومحو الفواررق وبقاء الانسان العقلي وحده ممكن وكفيل باقامة جنّة الانسان في هذه الحياة !.
الآن بعد هذه النقاط المختصرة في موضوعة المحاصصة السياسية في العراق (سلبياتها وايجابياتها )جاء دور سؤال : هل حقا ان المحاصصة السياسية الطائفية فحسب هي العامل الرئيس في ضعف دولة العراق الجديد وعدم تمكنها من التطور والتقدم ؟.
أم ان هناك عامل اخر حيويٌ ايضا في تفسير سؤال : لماذا هذا الضعف في دولتنا العراقية الجديدة ؟.
الحقيقة ان المحاصصة الطائفية ومن وجهة نظري الشخصية ليس لها علاقة عضوية بضعف اداء الدولة العراقية الجديدة ، مع انني اعترف ان نظام المحاصصة السياسية هو احسن السيئين بالنسبة لنظم العراق الحديث ،ولكنه النظام الذي يبقى فيه حسنٌ ظاهر على باقي النظم السيئة مئة بالمئة !!.
نعم ان نظام المحاصصة السياسية هو الوحيد القادر على اقامت توازنات طبيعية في العراق الجديد ، بل ان الاطاحة به سينتج مآسي وكوارث دكتاتورية حتمية تقوم على انقاضه ليساق العراقيوم بالسيف والحديد والناركماكان في تاريخه القديم والحديث وتحت مسميات لاروح لها تسمى بالوطنية او غير ذالك ، ولكنها في واقع امرها تستخدم مسمى وعنوان الوطنية لتغطي على بشاعة وجه الدكتاتورية القبيح خلفها ليتعامل مع العراقيين قوميا وطائفيا ولكن تحت مسمى الوطنية والبعثية والعمالية وغير ذالك ، وبالنتيجة نجد ان محرك السياسة الحقيقي في العراق والاقليم والعالم هو اما الدين او القومية ، ومن هنا كان ولم يزل نظام المحاصصة في وجهه نظر الاخر هو الظمان الوحيد الذي يهئ الارضية لتمثيل جميع مكونات اي شعب واي امة في هذه الحياة الانسانية المعاشة !!.
في لبنان مثلا ومع ان الاقليم العربي والعراق والعالم كله يدرك ان لبنان كيان قائم على المحاصصة الطائفية ولكن مع ذالك لم نرى اي جهة سياسية تطالب بالغاء هذه المحاصصة الطائفية والسياسية اللبنانية غير الاكثرية الشيعية بطبيعة الحال باعتبار انها هي المتضرر الفعلي من نظام المحاصصة هذه الذي حجم من تمثيلها الواقعي كاكثرية كان يجب ان يكون فعلها محاصصيا اكبر من ذالك ، ولكن مع ذالك اي محاولة لتغيير نظام المحاصصة الطائفية والسياسية في لبنان ستواجه بهجوم عالمي شرس من قبل جميع النظم الديمقراطية الغربية تحت مبرر ضرب استقرار لبنان ، وكذا من جميع النظم العربية الديكتاتورية الممولة لهذه الطائفية ، وهكذا بالنسبة للبنانين انفسهم فانهم لايسمحون باللعب مع نظامهم الطائفي الذي ضمن للجميع التمثيل السياسي او محاولة تغييره او المطالبة بالغائه والقيام على شكل المواطنة وعنوانها !!!.
فياترى لماذا في لبنان العالم كله مع نظام المحاصصة الذي انتج الديمقراطية اللبنانية الذي يعترف العالم انها الديمقراطية الوحيدة بالشرق الاوسط ، بينما في العراق العكس تماما عندما يطالب الاقليم العربي الطائفي من العراق بازالة هذا النظام من الوجود وتغييره باي شكل ينتج الديكتاتورية بدلا من الديمقراطية والتمثيل العادل لجميع المكونات ؟.
هل بسبب ان الشيعة (مثلا) هم الحاكم الفعلي كأكثرية في العراق ولهذا كانت دوافع المطالبين بتغيير المعادلة عربيا وداخليا ايضا طائفية ولهذا رأى الطائفيون ان المعادلة لاتسير في العراق بصالحهم فطالبوا بالوطنية لتحكم مكان المحاصصة ؟.
أم ان لبنان محكوم بغير تمثيله الواقعي ولهذا دعم الاقليم العربي العراقي طائفية ومحاصصة لبنان ، بينما شجب وادان محاصصة وطائفية العراق ؟.
الحقيقة ان الجواب بالايجاب على كلا السؤالين ، ولكنّ ليس هذا مقصودنا من المثال اللبناني المحاصصي الطائفي ، وانما كان مقصودنا هو ان المحاصصة ليست هي دائما عنوان للخراب والدمار والدكتاتورية والفوضى في قيام الدولة وهيكلتها السياسية لاسيما ان ادركنا ان العالم كله مع المحاصصة اللبنانية بل واعتبارها المنتج الطبيعي للديمقراطية الحقيقية الواقعية الوحيدة في منطقتنا العربية ، مما يدفع الاعتقاد ان هناك عامل اخر في الدولة العراقية الجديدة غير المحاصصة هو الذي ينتج كل هذا القلق والضعف واللااستقرار في تجربة دولة العراق الجديد ، فماهو هذا العامل على التحديد ؟.
في الواقع ان العامل الذي يتعمد الكثير اخفاءه او غض الطرف عنه في ضعف الدولة العراقية الجديدة هو عامل (( عدم الايمان بمشروع العراق الجديد )) اي عدم ايمان بعض الافراد بمشروع هذا الكيان القائم !!!.
وهذا العامل هو في الحقيقة مايعيق الدولة العراقية الجديدة من النهوض بمهامها السياسية والامنية وكذا الخدمية والاجتماعية !.
نعم هناك الكثير ممن هو داخل هذه الدولة العراقية مع الاسف ليس له ايمان بمشروع العراق الجديد ، كما ان هناك الكثير ممن يؤمن بمشروع مغاير ومختلف تماما لمشروع العراق الديمقراطي الجديد ، ومن هنا اذا رصدنا حالة ( عدم المؤمنين ) بمشروع الدولة العراقية الجديدة سنكتشف ان ظاهرة ضعف الدولة العراقية الجديدة هي ظاهرة ليس في اساسها بسبب كونها منبنية على شكل محاصصة يضمن لجميع مكونات الشعب العراقي التمثيل والصوت والوجود في المشهد العراقي ، بل بسبب ان هناك ومن هو داخل الدولة العراقية وممن يرفع شعار الايمان بالدولة ومشروعها وبغض النظر عن قوميته وطائفته هو من يعمل ومن الداخل على النقيض من هذا المشروع ، بل وبشكل يجعل من حركة الدولة الجديدة حركة فاشلة اينما اتجهت سياسيا او امنيا او خدميا او حتى اعلاميا واجتماعيا على الحقيقة !!.
بمعنى آخر : ان ظاهرة (( عدم المؤمنين بالعراق الجديد )) لاتختصر على طائفة بعينها ولاعلى قومية بذاتها ، بل ان هناك من هو ينتمي طائفيا او قوميا لحكم الاكثرية في العراق الديمقراطي الا انه وبسبب ان له اجندة او رؤية او توجه مختلف عن الدولة العراقية الجديدة فهو يعمل بالضد من توجهات العراق الجديد وبالنقيض من سعي دولة هذا العراق امنيا واعلاميا وخدماتيا وغير ذالك ، وهذا يدلل بالدليل الواضح ان سبب تلكئ الدولة ومعوقاتها الفعلية عن التقدم والعمل الايجابي ليس بسبب ان هذا النظام قائم على شكل المحاصصة القومية والطائفية بقدر ماهو بسبب ان هناك من يعمل داخل هذه الدولة ولكن بدون ايمان بمشروعها النهضوي ، وباجندات وايدلوجيات متناقضة تماما مع اجندات وايدلوجية دولة العراق الجديد ، وطبيعي والحال هذه ان تصاب الدولة العراقية بالضعف والاختراق والتراجع بين الفينة والاخرى ، فمثل هذه الظواهر منعكس طبيعي جدا لوجود الخيانة داخل الدولة وليس خارجها او نظامها وهيكلتها السياسية !.
ان جميع الدول في العالم وفي التاريخ وحتى اليوم لايمكن لها ان تتقدم وفي داخل احشائها خيانة عدم الايمان بها بهذا الشكل ، وحتى النظم السياسية الحديثة لايمكن لها ان تسمح باعضاء داخل حكومتها يعملون بشكل ليس فيه ولاء للدولة او مشروعها او سير حركتها الاجتماعية ، او دستورها او مواده او غير ذالك ، ومن هنا فمامن حكومة او دولة تحترم نفسها وشعبها وتريد ان تقوم بوظائفها بشكل واقعي وايجابي تسمح لعدم المؤمنين بها بالمشاركة في حركة الدولة والحكومة باعتبار ان مَن لم يؤمن بدولة وحكومة ودستور لايمكن له الا ان يساهم بالخيانة والعمل على اسقاط الكيان وبيع الاسرار للدولة والمتاجرة بارواح وامن الجمهور وثرواته وامنه !!.
نعم لايمكن لانسان لايؤمن بالعراق الجديد على ماهو عليه وبدستوره وباهدافه ومشاريعه ان يقدم لهذا العراق الا مايضره والا مايساهم باعاقة حركته ونهضته ، والا ما يخدم اعدائه ويفضح اسراره ويتلاعب به وبشعبه وبأمنه وهم كثر داخل دولتنا العراقية الجديدة ومع الاسف ومن جميع الطوائف والقوميات والاديان العراقية !.
بعكس هذا من يؤمن بالعراق الجديد الذي يرى فيه مستقبله الذي ينتظر اطفاله ، فمثل هذا المؤمن بالعراق الجديد لايألو جهدا بالوفاء للعراق والعمل على رقيه والحفاظ على امنه واسراره ومجاهدة اعداءه وكل المتربصين به وبوجوده وبتجربته ومشروعه !.
على قادة العراق الجديد والذين يحاولون النهوض بالعراق الجديد وانجاح تجربته الديمقراطية ان يلتفتوا الى جميع العاملين داخل اطار هذه الدولة ويختبروا ايمانهم بالعراق القائم الشرعي والديمقراطي والشعبي المنتخب بغض النظر عن هوياتهم الطائفية او القومية ، وينظفوا هذه الدولة من اي عنصر له ايدلوجيا مختلفة عن ايدلوجية ودستور واهداف هذه الدولة وليطلب منه اما الولاء لدولة الشعب العراقي او العمل معارضا من خارجها كي تنجح هذه الدولة بسعيها ومشاريعها الامنية والخدمية بلا معوقات تظهر الولاء وتضمر العداوة والبغضاء للعراق الجديد !!.
__________________________
alshakerr@yahoo.com

الخميس، أغسطس 20، 2009

(( لماذا يغضب ابو رغيف على ربه الماركسي ... بحث في العقيدة الاسلامية !.)) حميد الشاكر


(( لماذا يغضب ابو رغيف على ربه الماركسي ... بحث في العقيدة الاسلامية !.)) حميد الشاكر
_____________________
في احد مغارات ساحة الحوار المتمدين وبالقرب من احد مجاريها الآسنة كتب الفنان الماركسي الاشتراكي البروليتاري مالوم ابو رغيف موضوعا حول رحمة الله سبحانه في الفكر الاسلامي القرءاني باعتبار ان موضوعه كان يتناول الرحمة في القرءان ، وفي المقابل نقمته سبحانه أسماه ( الرحمة والنقمة الالهية ) !.
والحقيقة ان ما أثار انتباهي لموضوع الرفيق ابو رغيف ان فيه شيئ طبعا لم يقصده ابو رغيف نفسه وربما لم يلتفت اليه عندما قرر الكتابة عن رحمة ونقمة الله الاسلامي ، وهو ان مثل هذه المقالات وان كانت دوافعها نابعة من كمية كراهية مفرطة للاخر من جهة ، وعقدة مزمنة من ايام الطفولة والشباب للفنان ابو رغيف ، ولكن في مثل هكذا مقالات يكون لها انعكاس مختلف في طعمه ولونه ورائحته ..... على امثالي على الاقل !.
نعم عندما أقرأ شخصيا هذا النوع من الكتابات الغاضبة والثائرة على ربٍ شخصي لمالوم ابو رغيف هو ليس بالضرورة نفس الربّ الذي يعرفه حميد الشاكر ، تثار في داخلي اكثر من سؤال وسؤال ، كما تتحرك في اعماقي اوتار لم تكن لتتحرك لولا مثل هذه الكتابات التي كنت ارجوا ان ينشرها مالوم ابو رغيف في الهواء الطلق وبعيدة عن الغرف المخنوقة برائحة الاجساد وافرازات غددها المتعفنة والمسيطر عليها بادوات المكياج العصرية الماركسية المتلاصقة بين رجال ونساء الحوارالمتمدين بصعوبه لتكون فائدة هكذا طرح جميل عن الله ورحمته ونقمته في الاسلام عامة لجميع القرّاء ، مع اني من جانب اخر لااستطيع ضمان ان يكون لمثل هكذا كتابات نفس الانعكاسات التي انعكست فكريا عليّ شخصيا فاحد الاشخاص طلب منّي ضرورة الردّ بعنف على مثل هذا التجديف العلني على الله سبحانه وتعالى ، كما طُلب مني في المقابل ان اسأل مالوم ابو رغيف عن زمن تنصره وارتداده عن الاسلام باعتبار ان هناك من يعتقد ان ابو رغيف انسان مخدوع بما يطرح تنصيريا مسيحيا من دين ورب المحبة والسلام الغربي هذه الايام ، والذي هو هو ومسيحيا شنت جميع الحروب الصليبية التي ابادت ملايين البشر تحت اسمه !.
لكنّ وباعتبار ان لي رؤية اسلامية مختلفة تماما بمثل هكذا مواضيع لاتؤمن مطلقا بضرورة وجود اي مبرر لانفعالات عاطفية دينية ليس لها اي سند اخلاقي وقانوني وفكري يدفع بالضد من طارح الفكر ومهما كان خارجا عن السياقات المألوفة انسانيا حول الله ووجوده وصفاته وكينونته سبحانه أرتأيت ان اجادل ماطرحه الصديق ابو رغيف باسلوبي وتأملاتي وافكاري وفهمي الشخصي لموضوعة علاقة الانسان بربه وخالقه باعتباره الفردي وليس الجماعي !.
اي ان من ضمن مااعتقد به فكريا واسلاميا : إن لكل فرد بشري ربه الخاص الذي يفهمه هو بشكل مختلف عن الاخرين من خلال التربية الاسرية والبيئة الاجتماعية ومن ثم القدرات الذهنية التي تؤهله للتعرف على هذا الرب او هذا الاله بشكل مختلف نوعا ما عن باقي المجموع ، فاذا وجدت انسانا يرى الله سبحانه كتلة من الرحمة لاغير فهذا يعبر عن حقيقة مختلفة عن حقيقة انسان اخر يرى في نفس هذا الاله كتلة من الغضب والانتقام لاغير ، وهكذا من يرى الله سبحانه باعتباره بحر من الجود لانهاية له ، واخر من يرى الاهه هواه كما عبر القرءان الكريم نفسه عن معتقدات البشر واختلافاتها النوعية ، بل ان مقولة بعض اصحاب الالحاد والانكار الفلسفية للوجود الرباني التي تقول :(( ان الانسان هو الذي يخلق ربه وليس الرب هو الخالق للانسان )) أرى في مثل هذه الفلسفة نصف حقيقة بداخلها تحاول ان تعبر عن ماهو موجود بالفعل في الحياة البشرية وكيفية رؤيتها الفردية لهذا الاله وكمية سعة او ضيق افق اي انسان لموضوعة الرب او الخالق او الله ، وكيف ان لكل انسان منا سعة فكرية معينة من خلالها يتعرف على الله ليراه بالشكل الشخصي بالنسبة اليه وبمغايرة عن الاخرين !!.
ومن هنا رأيت وقرأت مالوم ابو رغيف وهو يكتب عن ربه بغضب ، وربما خطأ مالوم الاكاديمي انه اعتقد ان ربه هذا الذي يرى فيه الغضب والانتقام والكراهية للبشر ... هو هو نفسه رب والاه حميد الشاكر الاسلامي ، ليعمم شيئ لايقبل التعميم في حقيقته ، وهذه احد النقط التي دفعتني لتناول موضوع الرفيق ابو رغيف لاشير له : انه وان كنت وامثالك كثير يكتب باعتقاده عن الاخر ومعتقده ودينه الاسلامي ، لكن في الحقيقة انا وامثالي نجد في مثل كتاباتكم الشخصية غايات واهداف اخرى لاينتبه لها حتى كتّب المقالات الكبيرة انفسهم ، ونعم كان مقصودك تناول الله الاسلامي في رحمته ونقمته ، لكنني اكتشفت شيئا مختلفا ومغايرا وفلسفيا وعميقا هو خطأ من يعمم نتائج فكره الشخصي على الاخرين في مسألة الله الكبيرة جدا ، ولهذا نرى ومن وجهة نظرنا البسيطة ان جذر الارهاب الفكري في العالم البشري كله هو هذه النقطة بالذات ، ولاغرابة ان وجدنا مالوم ابو رغيف متطرفا في فكره بسبب ن هذا المالوم يعتقد انه يستطيع ان يؤسس لفهم الاخرين عن ربهم من منطلق انه القادر على فهم رب المسلمين جميعا وتشخيص وجوده الواقعي وكيفية التعامل والنظرة اليه !!.
هنا تكمن الكارثة في الاديان والايدلوجيات حسب مقاسات افكار الافراد الشخصية ، الانسان المسيحي يعتقد انه قادر على استيعاب معنى الاه المسلمين ، وقادر ايضا على تصويره بشكل انه منتقم وناقم وكاره دوما لخلقه وبشريته ، ولهذا هو يدعو المسلمين للانتماء وتبني الاه الحب والسلام الذي صنعه شخصيا لمسيحيته !.
كذالك الانسان المسلم عندما يحاول قراءة عقيدة الاخرين في ربهم والههم ، وبدلا من ان يدرك الاه الاخرين كما هو معروف عندهم ، يحاول معرفته من خلال مقاساته الفكرية الشخصية لتكون المحصلة والنتيجة انه امام الاه ورب في المسيحية لايمكن الايمان به مطلقا لتناقضاته التي لايلبس عليها لباس ، فهي بين التحدث عن رب المفروض انه يحمي الطيبين من خلقه في مقابل الاشرار ، واذا بنا امام رب لم يستطع ان يحمي نفسه عندما صلبه الملك الروماني انذاك .... وهكذا !.
مالوم ابو رغيف الذي نشأ ببيئة ريفية وعشائرية وقبلية تكون علاقات الاسرة بين الاب والام ليس فيها اي معنى حضاري او علمي او فكري ، وكذا هذا المالوم الذي انتقل من طبقات الانغلاق الاجتماعية مثلي تماما الى فضائات العالم المختلف يريد برمشة عين ايضا ان يدرك الاه الاخرين الاسلامي في بعض كتاباته حول موضوع العقيدة البشرية ، فهو اولا يبدأ بالحديث هكذا عن الاه الاخرين الاسلامي الاه حميد الشاكر وغيره باعتبار ان مالوم ابو رغيف هو ليس من ضمن المؤمنين بهكذا الاه غريب الاطوار ليقول مفتتحا مقاله :(( على الرغم من ان كل سور القرآن تبتدأ بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم، عدا صورة التوبة فهي استثناء، الا ان الرحمة التي يصف الله بها نفسه في كل سوره هي صفة متنحية، زائلة غير ثابتة، فسرعان ما ينقلب الله على رحمته ويتحول الى منتقم جبار، مهلك ومذل، ينسى رحمته ووعوده وعهوده ويجد لذة مبهمة بانزال عقابه و باستعراض وسائل واداوات تعذيبه، نارا وجحيما وملائكة جلادين وحريقا ومقامعا من نار وطعاما من غسلين وسلاسل حامية وخوزايق .))!.
طبعا هنا الرفيق مالوم ابو رغيف واقع في فخ عقدي نصبه لنفسه من غير شعور منه على الاطلاق ، وقبل ان يدرك ابو رغيف انه في مأزق نحن بحاجة الى دورة كونية كاملة حتى يفهم ابو رغيف الفرق بين هذا الاله الذي يتحدث عنه باسم القرءان والاسلام ، وبين الاله الذي هو في داخل نفس مالوم ابو رغيف وحسب ادراكه وسعة افقه الثقافي لاغير !.
لو سألتني شخصيا : هل تعرف هذا الاله الذي يتحدث عنه ابو رغيف بعدما زالت رحمته سريعا جدا من على الخلق ، وتحول بلحظة الى منتقم وعصابي وهائج وملتذ بعذاب خلقه ومهلك ومذل ومستعرض وسائل اجرام سلاسل وقوازيق ونار ...الخ ؟.
لاجبت وبملئ الفم المفتوح : لا !.
انا شخصيا وكمسلم انهل عقيدتي حول الله وصفاته من القرءان لم اصادف هذا الاله الذي يتحدث عنه الرفيق مالوم ابو رغيف وغيره ، بل صادفت الاهاً وسعت رحمته كل شيئ ودود رحيم عادل متفضل كريم مع المظلوم ضد الظالم ، جميل لطيف صاحب جنّات وخضرة وانهار ونساء غاية في الجمال والنظافة ، وخمر ومجالس انس وراحة بال ، وطمأنينة وسعادة ...الخ !!.
إذن من اين اتى مالوم ابو رغيف بربه هذا الذي زالت رحمته وثبتت نقمته وقوازيقه لاغير ، بينما أتانا حميد الشاكر بربه الذي زالت نقمته وثبتت رحمته وسعادته ؟.
الجواب : انه وكما يبدو من واقع الحال ان شأن النظر للعقيدة الالهية شأن فردي شخصي ، وعندما حاول ابو الرغيف التحدث عن الاهه وربه المستعرض لوسائل تعذيبه لم يبعد ابو رغيف بعيدا عن بيئته واجتهاده الشخصي وثقافته الاجتماعية ، فالاه ابو رغيف شبيه بالاب الذي عاش معه ابو رغيف في داخل اسرته عندما كان صغيرا وهو يرى هذا الاب المتجبّر المنزوع الرحمة وهو ينهال بسياطه على العائلة كلها لاذلالهم والسيطره بالارهاب عليهم والتعامل معهم بكل ماهو ناري وقاسي !.
وهكذا ربّ مالوم ابو رغيف لم يبتعد عن رؤيته الشخصية التي ترى ان هناك شعورا داخليا بالحرب بين ابو رغيف وربه ابتدأت من مدارج الاسرة ومن خلال ذالك الاب العنيف والهمجي ، لتنتقل هذه المعركة لساحة اوسع عندما تخلص ابو رغيف من وصاية ربوبية الابوة الاسرية ليستقل بمعركته مع ربوبية السماء والعقيدة الداخلية لمالوم ابو رغيف ، وعلى هذا الاساس يشعر ابو رغيف ان ربه اذا ظفر به في يوم من الايام فانه سوف يشوي جلده بعد ان يسلخ عظمه ليهيئه لابتلاع القازوق وتجرع سمّ الغسلين وبقايا ملوثات بطن الانسان وامعائه بسبب الحرب المعلنة بينهما على الدوام ومنذ الاسرة حتى اليوم !!.
وهكذا لايرى مالوم ابو رغيف اي صورة ايجابية لالهه الشخصي الذي اعتقد انه الاه المسلمين جميعا وقرءانهم خطئاً ، بل ان ابا رغيف على صواب عندما يرى ان مآل العلاقة العقدية بين ابو رغيف وربه هو مآل ومصير اسود فيه كل ماهو رهيب وارهابي وعنيف وانتقامي وكئيب ومهلك ومذل !!!.
هذا بعكس رب والاه حميد الشاكر الذي استقاه من بيئته واسرته تربويا وفكريا وايضا على اساس انه اسلاميا ، فمعروف الحديث الشريف :(( مامن مولود الا ويولد على الفطرة ثم ابواه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه )) باعتبار ان البيئة الاسرية هي الباني الاول لعقيدة اي انسان منا ، ثم استقل حميد الشاكر من وصاية الابوة الفكرية عن العائلة ليتعرف على الالهه باستقلالية اسلامية وهو يحمل الاله او صورة الاب الرؤوف الرحيم الودود العادل ... داخل عائلته الاسرية الصغيرة وهي منعكسة في الالهه الاسلامي ، الذي ما ان تعرف عليه حميد الشاكر وهو ناضج ومستقل حتى اكتشف رب رحمة لاتعرف الانتقام وعدالة لاتقبل الظلم وسعادة لاتفضي الى الالم والتعاسة !!.
طبعا هناك اختلاف في الرؤية بين الاه ورب مالوم ابي رغيف الذي يعتقد انه هو هو الاه جميع المسلمين القرءانيين وبين الاه ورب حميد الشاكر المسلم القرءاني الذي يقول بصفات الاه مختلف وبالنقيض من الاه مالوم ابو رغيف ، وهذه الاختلافات الفكرية تتلخص بالاتي :
اولا : حميد الشاكر يرى في الرحمة الالهية الاسلامية التي يؤمن بها والتي هي الدافعة له لرؤية الرب الاسلامي بشكل مختلف على اساس انها نبع وفيض وامداد وجودي لجميع الكون وبجميع خلقه ، ولايمكن تصور ازالة هذه الرحمة او انقطاعةها ولو لطرفة عين ، من منطلق انه في لحظة زوال الرحمة الالهية الاسلامية وانقطاعها يكون انهدام وانقطاع وزوال الكون والانسان والخلق كله وهذا هو معنى ان رحمة الله وسعت كل شيئ !.
اي ان معنى رحمة الله الاسلامي عند حميد الشاكر هي علة لمعلوم الخلق الكوني بمافيه الانسان ، فعلة وجود الانسان المعلوم هي رحمة الله الممتدة لهذا الانسان ، ولو فرض ان رحمة الله انتفت او انتزعت او زالت من حياة الانسان ، فان ذالك يعني نهاية هذا الوجود البشري الانساني المعلول ، فالرحمة الالهية ومعناها ، مثل قانون العلة والمعلوم في الجاذبية لسحب الاشياء الى الادني ، وكعلة الاحراق للنار وغليان الماء لدرجة مئة ، فكل هذه القوانين بزوال عللها تزول معلولاتها فورا ، فاذا انتفى قانون الجاذبية فهل سيبقى عملها قائما في ثقل الاشياء ؟.، وهكذا اذا انتفت رحمة الله سبحانه او زالت لاي سبب كان من هذا الخلق فسيتبع ذالك حتما وقانونا وفلسفة زوال الوجود والانسان والعالم !.
وهذا مختلف عن رؤية مالوم ابي رغيف في رؤيته لالهه ورحمته التي وبسرعة البرق تنتفي وتزول لتحل محلها الاعدام والنقمة والانتقام وهكذا !.
ثانيا : مالوم ابو رغيف يتحدث عن الاه يعتقد انه قرءاني اسلامي ، ولكن جميع الاسلاميين والقرءانيين ربما يتفقون على ان الاههم الاسلامي له صفة واحدة لاغير وليس صفات متعددة ومتناقضة ، وهذا مالايستطيع ادراكه الرفيق الماركسي مالوم ابو رغيف الذي يحمل بداخله الاها ظالما وغير محبا ومعتديا ....الخ !.
بمعنى ان المسلمين ومنهم حميد الشاكر يرى ان لله الاسلامي سبحانه رحمة وسعت كل شيئ وكل شيئ داخل تحت اطارها ، ومامعنى الغضب الالهي الا فقط انقطاع او ارتفاع او قبض هذه الرحمة عن ايصالها للانسان الذي يرفض رحمة الله لسبب او اخر ، وهذا المعنى غير عامل في هذه الدنيا وانما تنقطع الرحمة ليوكل الانسان الى نفسه في يوم الحساب ، اما في هذه الدنيا فالرحمة الالهية يحكمها قانون العلية الممسك بالوجود وسعت مالوم ابو رغيف بنفس الوزن الذي وسعت فيه حميد الشاكر بلا فرق ، انما الفرق عندما رفض مالوم ابو رغيف بكامل ارادته هذه الرحمة الالهية فرفعها الله سبحانه بعد خروج مالوم من هذه الدنيا ليتركة الى حوله وقوته تنقلب عليه غضبا وانتقاما وكراهية وجلدا للذات لاغير !.
بمعنى اوضح : ياسيد مالوم الله فقط عطاء جميل دائم يعطي الرحمة ويفيضها لكنه لاينتج الكراهية ويخلقها لتكون صفة من صفاته لانه كامل وجميل لايتصف الا بكل ماهو جميل وكامل ومن صفة الجمال والكمال الرحمة ، فهي صفته الا انه ليس منتقما ولاكاره لاحد من خلقه ، ولكن فقط يعرّف لنا غضبه بانه ايقاف لرحمته او امداد رحمته لنا ليتركنا لانفسنا لاغير ، وعلى هذا يفهم المسلمون الاههم على اساس انه الاله الكامل الذي ليس لديه دوافع كالتي توجد عند الخلق لتدفعه لكراهية احد من خلقه ، فانما يحتاج للظلم الظعيف والذي يريد ان يشفي مافي صدره من غلّ حتى لاينقضي زمنه قبل ان يأخذ بثأره ، اما الله سبحانه الذي ليس كمثله شيئ فهو لايخاف الفوت ليظلم ولاينتفع من عذاب احد حتى تكون لديه لذة في التعذيب كباقي الطغاة والمجرمين من جلادي البشر !!.
هل رايت ياسيد ابو رغيف كيف انه عندما تحدثت عن الاهك وكراهيته للبشر كنت تتحدث عن الجلاّد الابوي في ايام طفولتك والسجان البعثي في ايام نضالك وهو يحضر القوازيق الذي يتمتع بانتاجها للالم بكل صورة ، ولم تكن تتحدث عن الاه القرءان والمسلمين وحميد الشاكر !!.
حميد الشاكر يدرك ان الاهه عادل لايظلم احدا من خلقه ابدا ، بل انه خالقهم فهو اشفق من الاب الحضاري على ابنائه يعاملهم بلطف يعفو عن اخطائهم يحاول ان يحكم بينهم بالعدل ليعاقب المسيئ منهم ليرشده الى الصواب ويكافي المجتهد منهم ليدفعه للمزيد ...، ولهذا لايمكن ان يكون الاه حميد الشاكر الاسلامي الاكاملا والا رحيما والا واسعا والا ودودا والا محبا والا فاضلا والا جميلا !!!.
وعندئذ هذا هو الفرق بين الاه مالوم ابو رغيف الماركسي ، والاه حميد الشاكر الاسلامي !!.
ثم بعد ذالك يعقب مالوم ابو رغيف على ماذكره من صفات لالهه الماركسي صاحب القوازيق والسلاسل والعذاب المستديم بالقول :(( هذا الهول اللامعقول و التكوين اللامتناهي من الرعب والتخويف والتعذيب والترهيب، ليس لعمالقة ولا لفيالق جن وعفاريت احجامهم كاحجام الجبال الشواهق، كل هذا الهول المرعب اعد للانسان الضعيف المسكين المحتار المذهول من نزق الله، فلا يعرف متى يدمدم ومتى ينفخ ومتى يزمجر ومتى يصعق ويمحق وتحل لعنته.!!)).
هل حقا ان ذاك الهول من العذاب في الفكر القرءاني الاسلامي اذا وجد بالفعل هو مرصود كما يقول ابو رغيف : للانسان الضعيف المسكين المحتار ؟.
أم ان هذا العذاب في القرءان الكريم وحسب عرف المسلمين ومنهم حميد الشاكر هو : للمتكبرين والمجرمين والكافرين والمتفرعنين والجلادين والحاقدين والكارهين لخير البشرية والانسان ليس في هذه الدنيا بل في العالم الاخر عندما يطالب المظلوم بحقه من الظالم ؟.
ياسيد مالوم اذا اردت ان تفتري على قرءان المسلمين والاههم فافتري كما تحب ولكن بشيئ من الذكاء الماركسي المعهود ، وليس بغباء الشيوعي الامي القافز من ازقة سوق الشيوخ المتسخة الى شوارع باريس النظيفة ليقص قصة وسينار المعيدي في هونكونك !!.
حتى اعتى اعداء الاسلام والقرءان اليوم لم يقل ان الاه القرءان اعد كل هذه العذابات للناس المساكين المعترين الغلابة والمحتارين ، فمن اين جئت بمثل هذه التصورات على عذابات الاه المسلمين ؟.
يعني وهل تعتقد حضرتك انك فقط من يملك عقلا ولذالك رفضت الاله القرءاني الاسلامي الذي يعذب المساكين ويحب المتفرعنين من دوننا ولهذا انت اصبحت مميزا ومفكرا ومثقفا بينما نحن اصبحنا نحب ونعبد ونهيم بالاه يعذب المساكين ؟.
لااطلب من سيادتك الاقليل من الاحترام لنفسك اولا ومن ثم لعقول الاخرين !!.
نعم الاه المسلمين ضد المتجبرين وانا معه بذالك ، ويحضر القوازيق للمتفرعنين وانا من سوف يدخل القوازيق انشاء الله في ادبار المتفرعنين باسم المستضعفين ، وانا مع النار التي سوف تشوي جلود الكافرين الحاقدين والكارهين للبشرية ، وسوف اشرف ان اذن لي الرحمن بنفسي على كيفية تعذيب الحاقدين لاشفي قلوب المؤمنين المساكين الذي رأو النار على ايدي الحاقدين ورأوا البكاء في ازمانهم وايامهم ، وانا مع جهنم والانتقام من المترفين الراسماليين الذين لم يشعروا يوما بالمحتارين ولاالجوعى ولا العطشانين !!!!.
تمام انا مع هذا الاله العادل الاسلامي والحكيم ، فهل انت ياسيد مالوم من ضمن اصحاب القوازيق من المتفرعنين ولهذا رأيت في الاه المسلمين وقرءانهم شيئ بشع ولايصدق وليس فيه اي رحمة للجبارين ؟.
ام انك مع المستضعفين الذي يحاول الاه حميد الشاكر الاسلامي ان يجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين في قوله سبحانه : (( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ))!!!.
إن كنت مع المستضعفين فلاتخف ان الله الاسلامي القرءاني معك ، وإن كنت مع المتفرعنين فحضر جميع خلفياتك للقوازين الكبيرة جدا !!.
بعد ذالك ينهي الاخ في الشكل الادمي مالوم ابو رغيف مقطوعته التي اراد ان يدلل على ان الاه المسلمين خالي من الرحمة فاذا به يؤكد هذه الرحمة لالاه القرءان والمسلمين ، ويفضح تربيته وثقافته الهزيلة امام العالمين ليقول :(( وبعد:هل يحتاج الله لكل هذا الخزين البشع لارضاء ساديته؟.
انا اجيب نيابة عن مالوم ابو رغيف عن سؤاله هذا الذي ختم فيه جميع خزعبلاته الثقافية الذي يعتقد انها من ضمن الكلام المحترم فكريا والذي لايمكن الاجابة عليه فكريا واسلاميا لاقول :
نعم صحيح وبفطرة العقل السليم : هل يحتاج الاه المسلمين الكامل لكل هذا الخزين البشع مما وصفه ابو رغيف لالاه المسلمين من عذاب ؟.
طبعا حميد الشاكر يقول لا ليس بحاجة هذا الاله العظيم لكل العذاب المذكور للمتجبرين ، ولكن لاحقاق العدالة ورد حق المظلوم من الظالم يقيم الله محمة عادلة لانصاف المظلوم ومعاقبة الظالم يوم القيامة وكفى الله المؤمنين شرّ القتال !.
مالوم ابو رغيف بعد ان سأل السؤال اجاب بماهو متوقع من حربه الدائمة بينه وبين ربه الذي ارسل الفيضانات ليدمر العالم حسب اعتقاد ابو رغيف لياتي الانسان ليعمرها من جديد !!.
يعني ليس كما يقوله قرءان المسلمين في ان الطوفان كان بسبب اجرام البشرية وظلمهم لبعضهم والبعض الاخر واحتقارهم للضعيف واحتفائهم بالمترف ولذالك عاقبهم الله ليغير دورة الحياة وينظف تربة البشرية من الفاسدين ويزرع زروعا جديدة ونظيفة للعالمين ، وانما وحسب مايراه ابو رغيف لان الله منزعج من خضار الحياة وجمال الانسان وعدله ارسل الله الطوفان ليغرق الناس الطيبين ؟.
هل هذا المنطق لابو رغيف منطق مقبول ومفهوم لالاه المسلمين او قرءانهم ؟.
أم انه الفهم والمنطق المنكوس والمصلوب راسا على عقب ، والمدافع والمنافح عن الفساد والطغيان والجريمة والنجاسة !.
مالوم ابو رغيف يقول جوابا على سؤاله الانف الذكر ب :(( ذبابة او جرثومة لا ترى بالعين المجردة قادرتان على انزال انواع من العذاب والألم بجسم الانسان، فلماذا يشغل الله ملائكته ويلهيهم عن عبادته بمهمات خسيسة منحطة اذا كانت مهنة لانسان استحق الاحتقار والازدراء!!
هل من انسان سوي غير مريض نفسي يحب جلاده او يعجب بدكتاتور سادي؟.
ولماذا يعذب الله الانسان؟
الم يعمر الانسان الارض التي خربها الله بطوفاناته وبزلازله ورعوده وبحرائقه وبجنوده وافواج ارهابييه الذين ما دخلو قرية الا افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة.؟.
نعم هكذا الله خرّب ارضه بطوفانه ليعمر الانسان في غير ملكه ؟؟.؟.
لااعلم وفي نهاية جدلي مع الرفيق مالوم ابو رغيف هل حقا هو يعي مايكتب ؟.
أم ان السكين ومنذ عقود ذهبت غائرة في ذهنه لتبقي له ذكرى بقايا انسان ؟.
الانسان هذا المفكر الجميل كيف يصبح بهذه الهيئة والتركيبة التي لاتدرك اي شيئ في ماحولها من اشياء !!.
مالوم ابو رغيق يريد ان يعنف ربه الذي يعرفه بيئيا وتربويا وثقافيا على موضوعة تخريب الارض فساله : لماذا تخرب ارضك التي خلقتها والتي تملكها وتملك جميع مافي الكون ؟، وبنفس الوقت يحاول ان يظهر الانسان انه معمر لارض الله الذي هو حرّ في ملكه ؟.
لنقل ان ليس لله خلق ولاملك عند رب مالوم ابو رغيف ليصبح النقد مفهوما ومنطقيا وعقليا ولهذا هو غضب على الربّ الذي دمّر الحياة بالطوفان وليس من حق هذا الاله ان يدمّر ماهو بالاساس ملك للانسان ، لكن التاريخ وجميع الاديان وكذا كافة عقلاء البشرية يقولون عن عذابات الطبيعة بزلازلها وبراكينها وطوفاناتها الكارثية اذا قلنا ان ليس هناك وجود لله سبحانه على الحقيقة وان الطبيعة هي خالقة لنفسها كما يعتقد الاخ الرفيق ابو رغيف يقولون انه يجب لوم ولعن الطبيعة على فعلها المدمر وعندئذ فما ذنب الاله الغير موجود ان يغضب عليه الرفيق ابو رغيف ولاسيما الاه المسلمين القرءاني اذا كان مرتكب الجرم هي الطبيعة بقوانينها وليس الله سبحانه وتعالى الغير موجود باجندت الماركسي مالوم ابو رغيف ؟؟؟؟!!!.
هل الله موجود ياابا رغيف لتلقي لومك عليه وعلى فعله ؟.
ان كان موجودا وهو مالك للارض فصاحب الملك احق بالتصرف بملكه ولايلام الرجل على التصرف بما تحت يده من ملك وخلق !.
وإن كان غير موجود فلماذا تغضب عليه وهو بريئ مماتفترون من تدميره للحياة وامامكم الطبيعة فالعنوا كل مافيها من كوارث وانزلاقات ؟.
أم انك فقط حجرا نقشت عليك فكرة ولاتستطيع الفكاك من غبائها المستديم !.
استحيي من القراء يااخي !.
استحيي مما تكتب وابحث عن مهنة بحاجة الى قدرة عقلية ابسط بكثير مما تحتاجه العقيدة والاسلام من فكر وعقلية عميقة ومجتهدة ومفكرة واعمل بها كيفما تشاء !!.
ياشيوعيين العراق استحوا واخجلوا مما تطرحونه باسم الفكر والثقافة وماهو الا طحالب تقتات على مياه اسنة وضحلة لاتبصر النور ولاترى ضوء الشمس الا عند نهايتها من هذه الحياة !.
_____________________________________________
alshakerr@yahoo.com

الجمعة، أغسطس 14، 2009

(( عندما يتناول فخري كريم مقدسات المسلمين الشيعة في الزواج المؤقت !.)) حميد الشاكر


(( عندما يتناول فخري كريم مقدسات المسلمين الشيعة في الزواج المؤقت !.)) حميد الشاكر
________________

فخري كريم رئيس مجلس ادارة جريدة المدى ، تناول في العدد (1580) الخميس 13/8/2009 / موضوعة (( زواج المتعة )) من خلال تقرير اجراه شاكر المياح مع عدة اناس عراقيون عاديون ليسألهم عن رأيهم في زواج المتعة ، والمحصلة النهائية التي خرجت بها جريدة المدى بقيادة الرفيق فخري كريم لموضوعة زواج المتعة هي :
اولا: انه زواج طياري .
ثانيا: اسقاط إنسانية المرأة وامتهانها بشكل رخيص كونه محددا بمدة زمنية، وبعد انتهائها، ستكون تحت وطأة زواج اخر وعلى هذا المنوال ستظل سلعة يتداولها الراغبون بالشراء ناهيك عّما سينجم من علل اجتماعية عديدة !.
ثالثا : فيه تقيم المرأة علاقة شرعية مع رجل يختارها دون غيرها (تدر عليها مالا حلالا)، وللرجل امتاع بثمن اتاه الله وانعم به عليه رزقا حلالا ايضا !.
رابعا : المواطن محمد خالد وان بدى متحمسا لزواج المتعة ولكن ما أن سأله شاكر المياح : لو ان احدا تقدم لاحدى قريباتك طالبا اياها لزواج المتعه فهل سترضى ؟ ابتسم وقال : سؤال محرج حقا لا املك الاجابة عليه لانها مرهونة بلحظتها قلت له : هذه اجابة دبلوماسية والمطلوب ان تكون واقعيا وصادقا، ابتسم مرة اخرى وقال : لا لن اقبل.. !!.
خامسا :المواطن الشاب (علي طالب) راى ان الشعب العراقي من الصعوبة ان يقبل بهكذا زواج وانه ربما كان في زمن البعران مقبول لكن ونحن نشارف الالفية الثالثة فشيئ صعب جدا ، والدولة قادرة على توفير العمل المدر للكسب لتلك الارامل والمطلقات وفاقدات الازواج !.
سادسا : ونّاس باقر : يرى في زواج المتعة زنى مشرعن !!.
سابعا : اما برغش حيدر التميمي فهو يرى حسب مانشرته المدى لفخري كريم ان هذا الزواج بالاضافة الى انه زنى مشرعن هو فاقد للمودة والرحمة التي جعلها الله سبحانه في الزواج الدائم زواج امهاتنا القديم .
ثامنا : المواطن أدهم جابر ذهب ابعد من الكلّ في تقرير جريدة المدى حول الزواج المؤقت ليرى فيه شراء للمرأة من سوق نخاسة متخلف .
ثم يختتم تقرير جريدة المدى بعنوان : أطفال مجهولوا النسب وأيتام فقدوا الطريق الى الحياة وتعدد الزوجات هو الحل .
انتهى
الحقيقة ان زواج المتعة من العلاقات الزوجية التي اشتهر بها الفقه الاسلامي الشيعي القديم والحديث ، وهو فقه تميّز بالقول ان هناك زواج اسلامي محدد الوقت او منقطع الاجل عمل به في زمن الرسول الاعظم محمد ص وبتشريع منه واستمر بلا نسخ لاحكامه حتى هذا اليوم ، حتى اشتهر عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع قوله : لولا تحريم عمر للمتعة لما زنى الا شقي !!.
وهذا طبعا بعكس باقي مدارس المسلمين غير الشيعة الذين اقرّوا بتشريع هذا النوع من الزواج لفترة في زمن الرسول الاعظم محمد ص حتى نسخ كما يعتقدون حكم هذا الزواج لسبب او اخر ونهي عنه في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب !!.
الآن كون ان لدينا حكم فقهي في الاسلام في الشؤون الزوجية او الاقتصادية او الفردية او السياسية ... مختلف عليه هنا وهناك بين المدارس الاسلامية شيئ ، وأن يتناول فخري كريم وجريدته المدى هذا الزواج وتلك الاحكام الفقهية الاسلامية باسلوب النقد والتحقير لكل مايتصل بهذه الاحكام الفقهية الاسلامية الشيعية شيئ اخر ومختلف وفيه الكثير من الاهانة لعدة جهات عراقية واسلامية ومذهبية وغير ذالك !.
فاولا : هو اعتداء من قبل جريدة المدى العلمانية على مقدسات المسلمين الشيعة ومهما كانت مختلفة عن الاخرين او مجتهدة في قبالتهم والتي رأت في فقهها ان هذا الزواج شرع رباني وحكم محمدي وتقنين علوي على جميع الصعد الاسلامية ، أفلا كان ينبغي على فخري كريم وحاشيته في جريدة المدى ان يحترم هذا الحكم للمسلمين الشيعة بغض النظر عن وجهة نظره العلمانية !.
وثانيا : هو تحقير لمعتقدات عراقيين بل غالبية الشعب العراقي واتهامهم بالتخلف والنظر للمراة على اساس انها سلعة ، وانهم مجموعة من الاوباش لايرون في هذا الكائن الا جسدها الجنسي المباع والمشترى في سوق النخاسة !!.
وثالثا : هو تسفيه ونقد لعقول فطاحل ائمة الاجتهاد في الفكر الشيعي الاسلامي ، واستهزاء واضح بكل قدراتهم الفكرية التي تبتغي الحكم الاسلامي واصابته بشكل دقيق حتى توصلوا الى نتيجة ان هذا الزواج المؤقت هو فضلا عن كونه اسلامي شرعي هو زواج حافظٌ للمراة وللرجل وفيه مصلحة لكل الاطراف الاجتماعية وهو صائن لكرامة المرأة قبل صيانته لكرامة الرجل باعتبار ان احكام الاسلام دائما مراعية لكرامة الانسان اي انسان ... ثم يأتي بعد ذالك اليساري المحترم فخري كريم ليرى ان من شرّع واقرّ هذا الزواج ماهو الا معتوه يعيش في قرون الغزو والغارات وسبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة لاغير !.
بعد هذه المقدمة اريد ان اناقش هذه الجرأة لامثال جريدة المدى على معتقدات ومقدسات امة عراقية بكاملها وغيرها على الخوض في مضمار ليس هو اولا من اختصاصها لترشدنا جريدة المدى عن الحلال والحرام في الشرع الاسلامي ، وثانيا لغايات واهداف مثل هذه التقارير الصحفية التي تروج لها المدى وزعيمها فخري كريم بصيغ هي اقرب لتجهيل المجتمع العراقي والاستهزاء بذهنيته وعقليته الذكية جدا والغير قابلة للانسياق خلف هذه الافكار الهدامة لاخلاقيات المجتمع العراقي ووعيه وثقافته في مضمار الحياة الزوجية !.
نعم جريدة المدى والقائمين عليها لها خطٌ فكري معروف بتناشزه وتناقضه الواضح لايمان ودين ومعتقدات الشعب العراقي الاسلامية ، كما ان المدى كجريدة ومدير مجلسها وكوادرها العاملة فيها هم اشخاص اميون تماما في مجال الفكر والفلسفة والاحكام الاسلامية ، بل انهم يعرفون كل شيئ في هذه الحياة الا معرفتهم بدين الشعب العراقي ومقدساته وكل مايحمل من ايمان وتعلق بشعائر ، وعليه من اين جاء هذا الاهتمام لكوادر جريدة المدى بموضوعة اسلامية دقيقة جدا في الفكر الاسلامي الا وهي (( الزواج المؤقت )) لتطرحها هذه الجريدة بتقرير ليس على اهل اختصاص وادراك وعلم !.
بل على مارة في الشارع لتسألهم ارائهم حول موضوعة الزواج المؤقت او زواج المتعة كما تصر على تسميته جريدة المدى العلمانية التوجهات ، ولتصف هذا التشريع الاسلامي المقدس فيما بعد بالتخلف والرجعية والزنى المشرعن .... وغير ذالك من صفات لو كان امام جريدة المدى ورئيس ادارتها شعب حيٌ ويدرك اهمية مقدساته لما جرأت هذه الصحيفة على نعت مقدساتهم الشرعية بالزنى المشرعن ، ولرأى فخري كريم وغيره انه بالحقيقة اتفه من ان يتعرض للاحكام الاسلامية بهذه النعوت والصفات !!.
على اي حال : هل حقا ان الزواج المؤقت هو عودة وارتداد الى عصور النخاسة البشرية كما صورته المدى في تقريرها حول زواج المتعة ؟.
أم انه زواج كباقي الزيجات التي توفي جميع متطلبات المجتمع الروحية والنفسية والمادية والاجتماعية وغير ذالك ؟.
طبعا فخري كريم وغيره الكثير مع الاسف لايرون اي اشكال بأقامة علاقات (( طيارية )) مدنية بين اي رجل وامرأة ، بل ولو سالنا هذا الفخري وامثاله عن تلك العلاقات الجنسية المدنية لكان لسان فخري كريم يصل الى اذنه في محاضرة حرية الانسان الشخصية وضرورة الحفاظ عليها وحمايتها من منطلق الايمان بالليبرالية التي تدعوا لمثل هكذا علاقات يشترط فيها اولا قبول الطرفين بهكذا علاقة ، وثانيا ان لاتقع تحت اكراه طرف على اخر ، ولرأينا ان ليس هناك في اجندة رئيس مجلس ادارة المدى وغيره اي رائحة زنى غير مشرعن بمثل هكذا علاقات جنسية ، وسوف لن يناقش علمانيا اي سلبيات وولادات غير شرعية لهكذا اقترانات ، ولرأيتم صاحب التقرير حول زواج المتعة (( شاكر المياح )) هو اول من ينبري ليؤكد ان هناك اكثر من ايجابية لعدم وجود اي قيود او عقود لمثل هكذا علاقات جنسية مدنية طيارية !!.
اما اذا سألنا المياح ورئيس ادارته في المدى عن زواج المتعة او الزواج المؤقت فسوف يلغى اي شيئ حتى حرية الافراد في مثل هكذا زيجات وسوف تنتقد ويُستهزئ بها باعتبار ان هذه الزيجات تعتبر امتهانا لكرامة المرأة وعودة لعصور الذكورية العربية باسواق نخاستها المغولية ، وكأنما اسواق النخاسة لاتذكر الا عندما يكون الامر متعلقا بالاسلام والمسلمين ومقدساتهم ، أما كون اسواق النخاسة قد استوردت من العالم الديمقراطي اليوناني الغربي لجميع العالم ، فهذا شيئ لاينبغي ذكره لاتصاله بالديمقراطية اليونانية التي هي المرجعية الحقيقية لاسواق النخاسة الاوربية التي باعت واشترت في الانسان الافريقي الاسود وغير الاسود ايضا الى حد الثمالة !!.
نعم لننظر الى هذا الزواج في الشريعة الاسلامية على اساس انه داخل في اطاره الحضاري للانسان الاسلامي ، ولانأخذه على اساس انه مشجب يعلق عليه التافهين والمنحرفين والسفلة وعديمي الضمير جميع اخطائهم وجرائمهم الدونية الاخلاقية ، ولنبدأ من كونيته الفردية لنسأل : هل الزواج في الاسلام وبجميع اشكاله المتعددة سواء كان دائما او مؤقتا او ازليا او منقطعا هو مشروع يقدم عليه الانسان بكامل حريته وارادته ؟.
أم انه مشروع يفرض على الانسان الاسلامي وبالقوة وليهدد فيما بعد اما ان تتزوج او تقدم راسك لسيف الجلاد ؟.
طبعا مشروع الزواج داخل في اطار حرية الانسان الفردية واختياره البشري ، فلو اراد شخص ذكري او انسان انثوي ان تقدم على مشروع وعملية اقتران جنسية من هذا النوع فشرط حرية الاختيار والقبول من الطرفين امر حيوي ، بل انه شرط لايقوم عقد الزواج بدون موافقة وقبول كلا الطرفين الرجل والمرأة بمشروع الزواج هذا ، وعليه الزواج كله مشروع داخل في نطاق حرية الانسان ذكرا كان او انثى ولايجوز ويحرّم فرض عقد زواج على امراة او رجل بالاكراه وبدون توافر حرية الارادة في مثل هذه العقود وهذا اولا !.
ثانيا : مشروع الزواج المنقطع هو كباقي مشاريع الاقتران الزوجية فهو واقع تحت حرية الانسان وكيفية تصرفه الفردية ، فليس هناك مايفرض على المرأة ان تقبل بمثل هكذا مشروع ، كما انه ليس هناك شيئ اخر يفرض على الرجل ذالك الا رغبة كلا الطرفين في اقامة هذه العلاقة الزوجية ولكن بصيغتها المنقطعة وليست الدائمة ؟.
الآن ماهي الصيغة الافضل في عملية ومشروع الزواج ؟.
وهل الزواج المنقطع هو بمثل ايجابيات الزواج الدائم ؟.
وهل هناك سلبيات للزواج المنقطع اكثر منها في الزواج الدائم ؟........الخ .
كل هذه اسألة خارجة عن موضوع قرارات الزواج ومشروعه الانساني الحرّ ، وداخلة في كون ان لكل صورة زواج سلبياتها وايجابياتها المحترمة ، وكما ان للزواج الدائم كوارثه الاجتماعية والاسرية .... وحتى لو شئنا قلنا بصيغة فلسفية عميقة اكثر عمقا مما تتصوره جريدة المدى الرجعية برئيس تحريرها وصحفييها المنغلقين ، لقلنا ان من مشاكل الزواج الدائم في بعض الاحيان انها عبودية لافكاك لرقبة المرأة منها لو قدر لها القدر اختيارها لزوج غير كفوء ومجرم ومنحرف يحوّل حياة هذه المسكينة التي اختارته بالخطأ الى امةٍ للخدمة والعذاب طيلة عمرها مادامت عصمة الطلاق بيد الرجل وهو المقرر لها !.
وهذا بعكس تماما ايجابيات الزواج المؤقت او المنقطع التي تقدم عليه المرأة بكامل حريتها مع رجل تكون هذه الفترة مفتاح حرية للمرأة اذا وقعت بصنف من الرجال عديمي الضمير بحيث تكون الفترة المنقطعة اكبر فرصة للمرأة لتعيد تقييم اختيارها لشريك الحياة وتنفصل عن الاسوأ ميكانيكيا من الرجال لترزق برجل شريف اكثر شرفا منه ربما بعد ذالك يقرر الطرفان ان حياتها يجب ان تستمر الى نهاية العمر للتوافق الذي اكتشفته المرأة والرجل خلال فترة الزواج المنقطع بكلا الشخصيتين !!.
أليس هنا وبهذه الصورة يكون الزواج المؤقت اكثر حضارية وانسانية للرجل والمرأة من الزواج الكاثوليكي الدائم الذي يحكم على الانسانيين وخاصة على المرأة بالعذاب المستديم ؟.
أليس الفترة المنقطعة في الزواج هي بهذه الصورة زواج المستقبل الذي سوف تقدم عليه كل البشرية لايجابياته الواقعية فضلا عن المسلمين الشيعة وايمانهم بفاعلية هكذا زواج وبغض النظر عن ضيق افق جريدة المدى ورئيس ادارتها وادعائه التقدمية في الفكر والرؤية ؟.
أليس العالم الغربي كله اليوم برجاله ونسائه ينظر الى الزواج الازلي او الدائم باعتباره كاثوليكيا وبروتستانتيا ، وحتى اجتماعيا واقتصاديا وهكذا اسلاميا ايضا هو قيد عبودية وخطوة خطرة جدا وقرارا ليس من السهل الاقدام عليه ببساطة لعدم معرفة نتائجه الكارثية ، ولهذا في الغرب يعزف الرجال والنساء عن الزواج الدائم ويكتفون باقامة علاقات محرمة (طيارية ) من كلا الجنسين لتجنب التورط بالزواج الدائم ؟.
فاذا كان الزواج الدائم وحتى اسلاميا يحمل من السلبيات على المرأة قبل الرجل باعتبار ان لاخيار للمرأة في قرار الطلاق ان رأت ذالك كل هذا الكم الهائل من السلبيات ، أليس من المعقول القول ان الزواج المؤقت او المنقطع او مايسمى اسلاميا بالمتعة هو الفرصة الوحيدة وخاصة للمرأة ومن ثم للمسلمين بممارسة الحياة الزوجية بشكل ( تجريبي ) وحسب شروط معينة كأن تكون بلا انجاب اطفال ، لتصل المرأة قبل الرجل الى معرفة هل يستحق هذا الزواج ان يستمر او انه غلطة وسوء اختيار بالامكان تداركه في الوقت المناسب قبل انجاب الاطفال وبناء الاسرة الكاملة ؟.؟؟؟؟.
هل ياترى يفهم هذه الفلسفة الحضارية للعلاقة الزوجية جماعة المدى اليساريين ؟.
أم انهم بالظاهر تقدميون وبالداخل والفكر قبليون جاهليون عشائريون لم يزالوا ينظرون للمرأة كملكية لايجب ان يشترك فيها اكثر من رجل ولهذا تتقزز مشاعرهم من زواج المرأة اكثر من مرة واحدة ؟.
يبدو ان في هذه النقطة يكون الزواج المنقطع كما يؤمن به الشيعة المسلمون هو زواج المستقبل البشري الذي لاغنى عنه للعالم الاسلامي المرتبك بكل علاقاته الاسرية المفروضة على كلا جنسيه الرجالي والنسائي بالخصوص ، وانا من المعتقدين ان رفض بعض الاوساط الاجتماعية الاسلامية او عدم رغبتهم بتنظيم حياتهم الزوجية بشكل وبرؤية مختلفة لهذه العلاقة الانسانية هو الذي يعيق مشروع الزواج المؤقت للخروج للنور وابصار دوره الحضاري في بناء حياتنا الاسرية ، والا لو نظرنا لحياتنا العربية والاسلامية وكيفية قيام علاقاتها الزوجية المدمرة بفعل دخول عوامل القبيلة بهذا الزواج والطبقية والنسب ... وغير ذالك ، وماتسببه هذه العوامل من سلبيات على الاسرة في الاسلام ، لو راينا كل ذالك بعين حضارية لقررنا وعلى الفور انشاء دراسات ورؤى جديدة لاعادة تشكيل او كيفية تشكيل الاسرة الاسلامية في المستقبل على اسس واصول مختلفة مئة بالمئة عن ماهو موجود الان في حياتنا الجاهلية الاسرية وبدءا من تغيير صيغة عقد النكاح من الدائم الى المؤقت او المنقطع !!.
نعم اليوم هناك اساءة للاسلام وفهمه كله من قبل المسلمين اينما كانوا في العراق او في غيره ، ولاريب ان هناك سوء استخدام لحق عقد الزواج المنقطع من قبل اوباش من المسلمين ترى في الزواج متعة جنسية لاغير ، وهؤلاء لم يسيئوا فقط للاسلام في موضوعة الزواج المؤقت بل انهم يسيئون للاسلام حتى بصلاتهم وحتى بنفاقهم وحتى بكل وجودهم الضار على الاسلام واخلاقه ، وكل هذا لايعني ان بعض الاوباش من البشر سيقررون وجه العبادات والاحكام الاسلامية وهل هي صالحة لبناء المجتمع او غير صالحة !!,
صحيح ان هناك من يرى الزواج المنقطع على اساس انه نزوة طيارية كما ذكرته جريدة المدى ، كما ان هناك من لايرى بالزنى بأس ولكنه يرى في الزواج المنقطع الف بأس وبأس على تقاليده وعاداته الاسرية والجماعية ، ولهذا هو يزني بكل بساطه لكنه لايتزوج باصول واخلاقية وعقود ومواثيق ووعي واحترام للمرأة والرجل معا !!.
لكن هناك من يرى ان الزواج المنقطع او المؤقت هو الطريقة الفكرية الوحيدة الذي لو فهمت اجتماعيا بصورة اخلاقية وفكرية جيدة فانها ستغير رؤية المجتمع الاسلامي كله للحياة وللعالم وللمرأة بصورة خاصة !.
اي انه لو كان لدينا مجتمع اخلاقي يحترم الاسلام وسننه وعقوده ومواثيقه ... لأدرك تلقائيا ان الزواج المؤقت مرة يكون اضطرار ضرورة كما هو معروف لدى المسلمين العراقيين وغيرهم اليوم كحكم المسافر او المنقطع عن اهله او غير ذالك وهو احقر الصور للزواج المنقطع ، ومرّة لا انه يرى في مشروع الزواج المنقطع تنظيم لتراتبية اجتماعية تجعل من رباط الزوجية التي يسمونه كاثولوكيا مقدسا ، رباطا انسانيا غير مقدس بل هو رباط او مشروع بناء اسرة ونواة مجتمع مصغرة !.
اي ان الزواج المؤقت من وجهة نظر العارفين ببناء المجتمعات هو ثورة على زيف قداسة الحياة الزوجية من جهة ، وهدم لاسطورة العبودية التي لايمكن استبدال مشروعها بشكل اخر بين الرجل والمرأة لبناء اسرة اسلامية متوافقة من جميع الجهات .
نعم الزواج في الاسلام بناء طبيعي وانساني وليس قداسي كاثوليكي محنط بزيجة واحدة الى اخر الحياة ، بل ان الزواج مشروع توافق في الاسلام بحاجة الى مقومات عديدة بين رجل وامراة اذا توافرت توفّرت فيما بعد الاسرة الصالحة المتوافقة والسعيدة ، وكل هذا لايكون بقرار واحد في هذه الحياة وانما ربما بعدة قرارات للمراة والرجل حتى تستقر الحياة على شكل منسجم مئة بالمئة وهذه هي وجهة نظر الاسلام الحقيقية عن الزواج والمنقطع وليس كونه زواج اضطرار وسفر ونزوة كما يشرحه لنا الاباء اليسوعيين في الاسلام اليوم !.
ان الزواج المنقطع حسب هذه الرؤية او مايسمى شعبيا بزواج المتعة نراه كزواج اصيل ومستقر في حياة الجماعة المدنية التي تريد صناعة مجتمع متطور وخالي من الامراض المزمنة للزواجات الكاثولوكية الاسلامية الدائمة التي هي ايضا زواجات محترمة ومستقرة في حياة الجماعة المدنية الا ان اشكالياتها وسلبياتها الاسرية اكثر عنفا ممالو قررنا ان يكون الزواج الدائم اخر قرار يقبل عليه الانسان في حياته الاسلامية !!!!.
************************

في نهاية بحثنا المختصر هذا احب ان اجيب على بعض الصور الذي طرحتها جريدة المدى للزواج المؤقت والذي ذكرناه في بداية بحثنا هذا ليرى القارئ المحترم كيفية خوض مثل هذه الصحافة الرجعية لافكار اسلامية تقدمية ومستقبلية بالفعل اكبر بكثير من حجم الطاقة الذهنية لمثل هؤلاء المعتدين على افكار واحكام الاسلام الراقية ولابدأ ب :
اولا : حاولت جريدة المدى التاكيد على الجانب الاقتصادي فقط للموضوع ، وإن هذا الزواج كأنما شرّع بسبب حاجة المرأة الاقتصادية لاغير ، وانها تشبه كثيرا من تبيع نفسها جنسيا من اجل المال !!.
وهذه النقطة بالذات هي نفس النقطة الغربية التي تثار ضد (( المهر )) او مايسمى الصداق مقدم ومؤخرالزواج الدائم ، وانه عار واحتقار للمراة في الاسلام ان يسمى لها صداق نقدي بعد طلاقها او في حال قبل زواجها في الاعراف الاسلامية !!.
والحقيقة ان المدى وغيرها من بؤر التخريب الاخلاقية للمسلمين هم يستهدفون المعنى العام للزواج وليس الزواج المؤقت بالتحديد وكيفية ان يكون هذا الزواج اقتصاديا او بعوض نقدي للمراة المتعتع معها !!.
وإلا نفس هذه الحجة في دفع الصدقات في الزواج المؤقت هو موجود ايضا في الزواج الدائم ، ولافرق مطلقا بين الصداقين الا في بعض الفروع الغير جوهرية لهذين الزواجين ، واذن حجة الصدقات والمال خارجة عن موضوعة الزواج وكرامة المرأة كلها وغير داخلة لافي صلب معادلة الزواج الدائم ولافي صلب معادلة الزواج المنقطع !!.
وعلى اي حال ما البأس في ان يكون للمرأة حصانة مالية تدخرها لحياتها الشخصية ، مع وجود رغبتها بالانسان الذي ترغب بمعاشرته جسديا لترتقي العلاقة من كونها جنسية فقط الى كونها جنسية اقتصادية للمرأة ايضا ، فلا اعلم نصا قانونيا يجعل من الرفاهية الاقتصادية للمراة جرما اخلاقيا او قانونيا يجب ان تعاقب المرأة او الرجل او الزواج المؤقت بسببه ؟ !!.
صحيح اذا استغل هذا المال لارغام المرأة المحتاجة اليه على بيع جسدها لمن يشتري وتحت اي اسم من الاسماء فهذه جريمة اخلاقية قبل ان تكون جريمة اسلامية ، لكنّ هذا لايعني خلط الاوراق لتسويق البغاء باسم الزواج ، كما ان هذه الحالة معتمدة على اخلاقيات المجتمع الفردية والاجتماعية وليس لها علاقة بمشروع الزواج في الاسلام من قريب او بعيد ، فمن يقبل على نفسه ان يمارس الجنس بالمال هو هو نفسه من يرتضي لنفسه ان يكفر بالاسلام من اجل المال نفسه ، وعلى هذا لاعلاقة جدلية بين حاجة المرأة للمال واضطرارها لبيع جسدها الا الانحراف الاخلاقي لاغير ، والا بامكان المال ان يكون متوفرا لدى نساء كثيرات لكنهن يدفعن المال للرجال لممارسة الزنا معهن والعياذ بالله سبحانه !!.
ثانيا : هل حقا ان الزواج المؤقت هو اسقاط إنسانية المرأة وامتهانها بشكل رخيص كونه محددا بمدة زمنية، وبعد انتهائها، ستكون (تحت وطأة زواج اخر)وعلى هذا المنوال ستظل سلعة يتداولها الراغبون بالشراء ناهيك عّما سينجم من علل اجتماعية عديدة ؟!.
الحقيقة لاشيئ يمنع المرأة اسلاميا ان كانت بلا زوج ان تكون لاكثر من زوج متوالين في حياتها القصيرة ، كما انه ليس هناك مانع لتكون للرجل اكثر من زوجه في حياته تلك ، ومن يرى ان المرأة ستمتهن كرامتها بسبب تعدد ازواجها هذا انسان يلبس رباط عنق الا ان دماغه لم يزل قبليا تقليديا لاغير يرى من العار على المرأة ان تتزوج في حياتها اكثر من رجل كما هو الحاصل في تقاليد مجتمعنا العراقي بالتمام !!.
نعم في مجتمع قبلي عشائري كالذي هو في العراق من العار على المرأة ان تطلق اكثر من مرة وتتزوج اكثر من مرّة ، لكن هذا لايعني ان هناك محرّم اسلامي في هذه النقطة ، وانما هناك تقاليد عشائرية وقبلية لاغير تمنع ان تكون المرأة وملكيتها لاكثر من رجل !!.
أما في الاحكام الاسلامية فمن حق المرأة ان تتزوج مليون مرة متتالية ان امكنها ذالك بعد ان تتطلق مليون الا مرّة واحدة حسب الاحكام والشروط الاسلامية ، وكل هذا حق من حقوقها الشرعية ان تبحث عن الرجل الذي يتوافق معها كما تتوافق معه بلا حدود فعسى ولعل في الزيجة العاشرة تصادف من هو جدير بعنوانها الانساني ، وتاريخنا الاسلامي ايضا يقول ان معظم زوجات الصحابة كانت متزوجات لاكثر من ثلاث واربع زيجات من قبل !!.
وعلى هذا لاضير على كرامة المرأة وامتهان سمعتها ان تزوجت باكثر من رجل !.
أما ان تبيع نفسها لمن يدفع اكثر فهذا يسمى بغاء في الاسلام وليس زواجا ولاداعي لخلط الامور بهذا الشكل بين الزواج والبغاء في جريدة المدى ؟!!.
ثالثا : هل ان زواج المتعة او المؤقت قائم على البيع والشراء والمال الحلال ؟.
الحقيقة ان الزواج المؤقت ليس هذه حقيقته ، لكنها حقيقة ( حجي جعيور ) صاحب المدى الذي يرى كل الاسلام ماهو الا درهم وجنس ، وماذنب الاسلام واحكامه اذا كان جعيور الله سبحانه رزقه درهم فلا يعرف كيف ينفقه فتزوج بنصفه واشترى بندقية بالنصف الاخر ليقتل به جاره !!.
رابعا : هل لو فرض تقدم اي انسان ليتزوج بنت او اخت حميد الشاكر زواج مؤقت فماذا سوف يكون رده ؟.
الجواب سيكون رده نسأل العروس اولا فان وافقت على زواج مؤقت فمبروك والله يتمم بخير ّ!.
أما اذا استنكفت ان يكون زواجها مؤقتا ورغبت ان يكون زواج ابنة حميد الشاكر دائما فلها الخيار ونرد طالب الزواج باحسن القول وكفى الله المؤمنين شر الخلاف ؟.
الحقيقة انا لااعلم كيف يفكر هؤلاء الناس بشان الزواج في الاسلام ، لكن ما المسه بقوة هو ان هذه البشرية اما انها لاتدرك من الاسلام واحكامه اي شيئ لذالك هي لاتدري ولاتدري انها لاتدري ، واما انها تدرك الاسلام جيدا ولكنها تكره وتود التخلص منه ومن مظاهره لسبب او اخر ، ولذالك هي لاتقبل بكل شيئ ياتي من قبل الاسلام وكفى ، والا سؤال : هل تقبل بزواج ابنتك او اختك زواجا مؤقتا ؟، لااعتقد ان جوابه اسلاميا محرجا بسبب ان الزواج اصلا لابيدي على ابنتي ولا على اختي ، بل هو مشروع يجب ان يدرس وتقرر فيه المرأة نفسها ، فعلامَ نسأل العراقي في الشارع وهو من قبيلة تميم او طي بمواضيع هي من تشريعات الاسلام الذي هو اعدى اعداء اعراف وتقاليد طي وقبائل تميم مثلا ؟.
ألا يدل هذا على ان ساءل السؤال اكثر قبلية حتى ممن يرفض ويقبل في شيئ هو لاولاية له عليه كالزواج ؟.
هذا لندلل فقط ان مثل هذه الاسألة لاتصدر الا من قبل جهة رجعية وقبلية حد النخاع وهذا ماتمارسه المدى مدعية التقدمية وحقوق المرأة والمحافظة عليها !.
خامسا : هل ان الزواج المؤقت او المنقطع من مخلفات حقب البعران والغزو وسوق النخاسة وبيع النساء ؟.
طبعا من وجهة نظرنا الخاصة ان الزواج المؤقت ليس لانه من مخلفات الماضي لايُقبل عليه المجتمع العراقي وتناهضه جريدة المدى وفخري كريم ، ... لا بل بسبب كونه من تطلعات المستقبل الذي لايستطيع مجتمع تقليدي كالشعب العراقي وانسان رجعي كفخري كريم استيعاب مضامينه الفلسفية والفكرية والاجتماعية ومايختزله من ثورة تغييرية في العلاقة الزوجية الصحيحة ، ولهذا السبب المجتمع العراقي لايمكن له قبوله ولا جريدة اليسار المداوية هي قادرة على استيعاب ان يكون الزواج حرية اختيار فعلية للمرأة قبل الرجل واعطاء الانسان اكثر من فرصة لاستقرار حياته الاسرية وليس العكس !!.
سادسا : هل الزواج المنقطع زنى مشرعن ؟.
بل الزنا المشرعن هو زواج دائم يكتشف الشريكين الرجل والمرأة فشله من اول شهر ويستمران بالغش والتدليس في علاقة جنسية كاره لها الطرفان ولاتربطهما سوى مسؤولية الاطفال او تقاليد القبيلة والمجتمع ليس الا ، وليس الزواج المؤقت هو علاقة زنى مشرعن !.
ان من يريد ان يزني ليس بحاجة الى انشاء عقد زواج مؤقت او دائم ، وماعليه الا اختيار اي مكان في اوربا او اسيا ليجد صالات الدعارة ترحب به في اي وقت مع كل لون وجنس من النساء مادام يملك المال نفسه الذي سوف ينفقه على الزواج فلينفقه على الزنا وانتهى الامر الذي فيه تستفتيان !!,
أما من يريد اسلاميا واخلاقيا ان ينشئ زواجا منقطعا فعليه ان يدرك ان الاسلام وصوره واشكاله كلها اخلاقية ومسؤولية لاتقبل اللعب بالاعراض ولا امتهان كرامات الناس او شراء متعة بالامكان شرائها بغير الاسلام واحكامه ، ولابأس وليس من العار ان يشبع الانسان متطلباته الجنسية الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى فيه ، ولكن عليه ان يدرك ان المطالبه ليس من طبيعته الجائعة فحسب بل هناك ايضا لاشباع طبيعة جنسية في المقابل لهذه المرأة التي تبحث عن سد حاجتها الطبيعية كمثله واكثر فليتق الله ربه ويدرك مسؤولياته !.
أخيرا : هل الزواج المنقطع يفتقد لمؤهلات المودة والرحمة ؟.
لا بل ماتمّ تشريع الزواج المؤقت الا بسبب الرحمة بالرجل ومتطلباته والمرأة بنفس هذه المتطلبات ، وكذا المودة او الحب ، فالممارسة الجنسية في الزواج هي ارقى انواع المودة والحب بين الطرفين ، ولايستطيع كائن في الحياة ان يفرض المودة والرحمة على انسان ما بقدر فرض هذه العلاقة الزوجية لها ، فالزواج وممارسة الطبيعة البشرية في داخله هو اقرب نقطة التقاء بين الرجل والمرأة في هذه الحياة !.
هل بعد هذا لم يزل اصحاب جريدة المدى يرون في الزواج المؤقت او الدائم او اي صورة من الزيجات الاسلامية انه امتهان لكرامة المرأة ؟.
أم ان المرأة تهان كرامتها عندما تمنع من ممارسة اثمن شيئ في حياتها الطبيعية والجسدية باسم التقاليد والعيب وعدم رضى القبيلة وفخري كريم اليساري وغيره ؟.
على العالم الجديد ان يدرك ان الجنس خلقة الاهية عظيمة عليها وفي داخلها مدار الاستمرار للنوع البشري على هذه الارض ، وانه كلما كانت الابواب الشرعية والاخلاقية مفتوحة اكثر لممارسة هذه الفطرة والخلقة والطبيعة الانسانية ، كلما اغلقنا ابواب الفساد والانحراف والرذيلة والعلاقات المشبوهة داخل المجتمع ، وفتحناكوّة اعظم الابواب التي فتحها الله سبحانه رحمة بعبيده المسلمين والمؤمنين به ، وهي اعظم حقيقة لتنفيس كل الاحتقان الجنسي المكبوت داخل مجتمعاتنا الرجعية في الفكر والسلوك والنظرة الى المستقبل ومادعوى اغلاق منافذ ومنصات الرحمة الالهية في ابواب الزواج المتعددة وخصوصا منها المؤقتة والمنقطعة واختصارها على نوع كارثي كاثوليكي واحد يسمى بالاسلامية الا احد الطرقات التي فتحت لممارسة الرذيلة تحت جنح الظلام ورغم انف العالمين جميعا !.
نعم جاء الوقت ليدرك المسلمون بصورة عامة والعراقيون بشكل خاص : ان الممارسة الجنسية والطبيعة الانسانية والفطرة والغريزة البشرية ، وحق الانسان الشرعي والاسلامي بان يكون لكل امرأة رجل تختاره ، ولكل رجل امرأة يختارها... ان كل هذه العناويم والمضامين هي من صلب البناء الاسلامي الشريف الذي اراد تفتيت عوامل اي احتقان جنسي مدمر للمجتمع ، ولاينبغي بعد اليوم ان يوضع الانسان المسلم بين خيارين في اعظم ممارسة في حياته الانسانية ، أما الزواج الدائم وان كان فاشلا بكل المقاييس البشرية واللابشرية من جهة ، وأما ممارسة الرذيلة والحرام والزنا في الظلام ومع المومسات وطالبات المال وممتهنات الفاحشة والخطيئة من جانب اخر ، بل هناك اشرف زواج مستقر اجتماعيا وواعد مستقبليا وحضاريا ان راعى فيه المجتمع اصوله واخلاقياته ونظم كل مداخلاته واحترم بنوده ومواثيقه الا وهو الزواج المؤقت الذي لم يشرّع الا للقوم المؤمنين الحضاريين التقدميين الاسلاميين حقا وعلى الحقيقة !!.
__________________________________

alshakerr@yahoo.com

الأربعاء، أغسطس 05، 2009

(( قوّة المسلمين الشيعة أين تكمن .... بحث فكري ؟ )). حميد الشاكر


(( قوّة المسلمين الشيعة أين تكمن .... بحث فكري ؟ )). حميد الشاكر
_____________________________
هناك الكثير وخاصة في هذه الايام مَن يضنيه البحث يمينا وشمالا عن أسرار قوّة التشيّع الاسلامي والمسلمين الشيعة ، وماهية قوّة مدّهم الانساني ؟، وكيفية توسع نفوذهم الفكري والروحي بين عامة المسلمين ولماذية هذه السطوة المعنوية التي وانفجاريا ظهرت للمشهد البشري بشكل واضح هذه الايام ؟!.
كما ان هناك من المسلمين مَن تساءل بغرابة بعد اكثر من الف واربعمائة سنة من هجرة رسول الاسلام الاعظم محمد ص عن الفرق بين الشيوعية التي كانت موجودة في العالم وبين الشيعة كمذهب اسلامي في هذه الحياة !!!.
وهناك فئة أخرى لم تزل تشك بوجود مسلمين شيعة في هذا العالم ، وهي مصممة على انه لاوجود لمسلمين أسمهم شيعة !!.
على اي حال تردد الباحثون والمتأملون والمفكرون في اسباب قوّة المسلمين الشيعة ونفوذهم الانساني في هذا العصر بين عدة رؤى ونظرات وتفسيرات وتحليلات متباينة وفي بعض الاحيان منسجمة ، فمنهم من قال :
اولا : بسبب حيازة المسلمين الشيعة لسلطان دولتين اسلاميتين عظيمتين في منطقة الشرق الاوسط هما العراق وايران جعل من التشيّع قوّة لايستهان بها عربيا واسلاميا وعالميا ايضا ، مما انعكس بشكل ايجابي وقوي جدا على الوجود الشيعي وضخّ له الكثير من النشاط والحيوية بين الشعوب والامم !.
ثانيا : قال لا ليس فقط بسبب حيازة المسلمين الشيعة لسلطان دولتين هو العامل الذي اخرج الشيعة والتشيّع الاسلامي من ظلمات الخوف واغلال التخفي ، الى نور الافصاح عن الشخصية وطرح العنوان بقوّة ، بل هناك عامل حيازة الشيعة على اسباب القوة العسكرية التي تنتجها اليوم جمهورية ايران الاسلامية ، مما دفع بالمعادلة للتغيير والميل الى توازن القوى في الاطار الاسلامي العام ، ما صنع من المسلمين الشيعة والتشيّع الرسالي تيارا ليصبح فيما بعد رقما ووزنا معتدا فيه داخل اطار هذه المعادلة الاسلامية التي كانت ولسنين طويلة تسير برجل واحدة ، وتحت ضغط كفة الميزان الراجحة بحجر الغش والقسوة والظلم والدكتاتورية السياسية التي تقمع المسلمين الشيعة لمطالبتهم بالعدالة الاجتماعية تحت بند سيادة السلطة للمسلمين السنة في هذا العالم الاسلامي !!.
ثالثا : قال ان سبب نفوذ المسلمين الشيعة ، ومدّهم المعنوي والروحي والايدلوجي في العالم الاسلامي كان ولم يزل منطلقا من حيثية ان علماء الشيعة ومفكريهم وكذا مثقفيهم ، وبالعموم مدرسة التشيّع الاسلامي قد نجحت وبالفعل من تحصين وتخريج طوابير كاملة من المسلمين الشيعة وهم يحملون فكرا جدليا مع الاخر الاسلامي المختلف عنهم والاخر الانساني المتباين عن فكرهم ، بحيث انك تجد ان ابسط مسلما شيعيا في الحياة العامة يحمل في داخله حججا وتصورات وافكارا... اسلامية لايمتلكها الاخر الاسلامي الذي يسمى عالما في المذاهب الاسلامية الاخرى ، ولهذا فمن الصعب على اساس هذه المعادلة ان يستطيع اي فطحل من علماء باقي المذاهب الاسلامية ان يخترق النسيج الفكري الاسلامي الشيعي لبسطاء وعامة المسلمين الشيعة فضلا عن مفكريهم او علمائهم او مثقفيهم على الجملة ، بعكس ما لو وضعت عاميا بين علماء اسلاميين على غير المذهب الاسلامي الشيعي فستجد شيئا مختلفا !!!.
ومن هنا يعترف هذا الفريق من المسلمين غير الشيعة (( منهم الشيخ السلفي يوسف القرضاوي )) بان الاطار الشيعي استطاع ان يصنع انسانا محصنا من الاختراق وقادرا على الجدل الفكري الذي يهيئ له التمدد على الاخر عقديا بلا تفكير منه ان يكون للاخر الاسلامي وغير الاسلامي ان يتمدد على حسابه !!.
رابعا : وهو فريق رأى في بعض الانجازات السياسية والعسكرية التي تحققت مؤخرا على يد احزاب ودول اسلامية شيعية الاثر الاكبر في تمدد المسلمين الشيعة وحراكية نفوذهم المعنوي على العالم الاسلامي وغيره ، مثل حرب الثلاثة والثلاثين يوما بين اسرائيل وحزب الله اللبناني الذي خرجت منها اسرائيل منهزمة منكسرة ومتهسترة ايضا على يد ثلة من ابناء المقاومة اللبنانية ، مما دفع عامة المسلمين للتساؤل عن ماهية وسبب وسرّ انتصار حزب اسلامي في لبنان على اعتى قوّة عسكرية محتلة في الشرق الاوسط اسرائيل ؟. ولماذا دول عربية بجيوشها وخزائنها ونظمها وشعوبها لم تستطع تحريك شعرة من جلد هذا الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين فيما مضى وحتى اليوم ، بينما بضعة مئات من الشباب المخلص الاسلامي ابكى ترسانة العدو العسكرية بالكامل ؟.
وعلى هذا الاساس انبرى هذا الفريق ، وحرصا منه لتدمير فكرة النفوذ الاسلامية الشيعية هذه ، وتجفيف منابعها المؤثرة والحقيقية كما يعتقد الى القول : انه ليس هناك اي انجاز عسكري حصل بين اسرائيل ولبنان ، وان وهم انتصار حزب شيعي مجرد خرافة ، وعلى المسلمين ان لاينخدعوا بالترويج الشيعي الاسلامي لهذا الانتصار ، وعليهم ان لايتوهموا ان هناك اي مميز يميز بين المسلمين الشيعة وغيرهم في داخل الاطار الاسلامي العام .....الخ !!.
وهكذا حاول هذا الفريق بطرح موضوعة المسلمين الشيعة ونفوذهم ولماذيته وكيفية معالجة هذا النفوذ من وجهة نظره في سياق واحد ليقول : سبب النفوذ هو بعض الانجازات العسكرية التي حققها المسلمون الشيعة على اسرائيل وكفى !!.
طبعا كل هذه المحاور التي ذكرناها في مسألة (( النفوذ الاسلامي الشيعي )) وكذا في امتداداته العصرية ، وهكذا من يرى لماذية واسباب واسرار هذه الظاهرة الاسلامية الجديدة في تغيّر معادلة الموازين الاسلامية من الداخل اتجهت الى القول بصورة عامة : الى ان هناك عوامل منها دولية ( وجود العراق وايران ) او عسكرية ( امتلاك تقنية وصناعة السلاح في ايران الاسلامية ) اوثقافية ( تثقيف الفرد الشيعي عقديا ) او كارزمية ( انتصار المقاومة في لبنان على اسرائيل ) هي التي ساهمت في بروز نفوذ المدّ الاسلامي الشيعي والتعبير عن وجوده بشكل واضح وصريح وقوي في هذا العصر الجديد ، وتقريبا كل تلك الاتجاهات التحليلية ترى في العوامل المادية الظاهرية على اساس ان لها الاثر الاكبر في تنفس صبح التشيّع الاسلامي والاذان بقيامته الجديدة !!.
والحقيقة انه بالفعل فأن هذه العوامل المادية لاشك انها لعبت دورا حيويا في تقدم المسار الاسلامي الشيعي ، وطرح اجندته الفكرية والعقدية والايدلوجية بشكل اكثر تنظيما وتعبيرا عن الذات والشخصية الاسلامية الشيعية المعاصرة ، ولكن الحقيقة التي هي اعمق من كل هذه الحقائق المادية التي تُذكر اسلاميا في فهم وادراك ظاهرة التجدد في الحياة الشيعية اليوم هي حقيقة لايحب او لايرغب الباحث الاسلامي الاخر ذكرها للظاهرة الاسلامية الشيعية في العالم اليوم ، وهي حقيقة : ان قوة المسلمين الشيعة في العصر الحديث هي في ((فكرهم )) وليس في سلطانهم الجديد !!!.
نعم ربما لسبب او آخر طائفي او سياسي او اقتصادي او تربوي او ثقافي ........الخ يحاول الاخر الاسلامي الباحث والمحلل والمتأمل في ظاهرة الانتعاش الشيعية الاسلامية في العصر الحديث عدم ذكر هذا العامل الحيوي والحقيقة الازلية التي تجعل من التشيّع الاسلامي مدرسة تقبل الضعف الا انها لاتقبل الموت ابدا !!!.
ان هذا العامل (( قوّة فكر التشيّع )) هو في الحقيقة الروح التي تميز المسلمين الشيعة عن غيرهم داخل الاطار الاسلامي العام ، بل انها الحقيقة التي صنعت من التشيّع الاسلامي وعلى مدار الف واربعمائة عام هجرية من تاريخ الاسلام العظيم حوزة منيعة تستقطب الكثيرين من المسلمين حتى مع انتفاء جميع عوامل القوّة المادية الظاهرية التي تحدثنا عنها في الاتجاهات الاربعة السابقة ، فمعلوم على هذا الاساس ان المسلمين الشيعة كانوا يفتقدون لكل شيئ من عوامل القوّة المادية في تاريخ المسلمين الحافل بالتناقضات السياسية والاضطرابات الفكرية ، فلم يكن لهم سلطان سياسي دولي يلتجئون اليه بصورة مستمرة ، ولايملكون قوى عسكرية تؤهلهم للعب دور حيوي وفعّال على الاخر الاسلامي ، ولاكانت لديهم تلك الانتصارات العسكرية الدائمية على اعداء كاسرائيل اليوم وغير ذالك ، ولكن مع هذا استطاع الفكر الاسلامي الشيعي ولوحده وهو يقف عاريا من جميع عوامل القوّة السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الاجتماعية ان يثبت وجوده في الساحة الاسلامية وينمو ولو كان بشكل بطيئ الا انه ثابت ومتوالي ومستمر حتى وصل اليوم لعصرنا الحديث وهو يشكل تيارات جماهيرية اجتماعية بلا سلطان ولاحكم ولاحديد ولانار !!.
نعم لو اردنا ان ندرك كارزمية المدرسة الشيعية الاسلامية وعلى مدى عصور متلاحقة ، فلايمكننا ان نصل إلاّ الى نتيجة مقنعة ومنطقية وعقلية واحدة وهي :ان هذه المدرسة الفكرية وهذا الانسان الذي استمرّ في الحياة مع كل هذه الضغوطات والابادات المتكررة لوجوده الانساني والعقدي ، وبشكل نامي ومتحرك وفعّال ومتكاثر وليس العكس ، ومع فقده لجميع عناصر وعوامل القوّة المادية الداخلية والخارجية ، لاريب انها مدرسة وانه انسان يمتلك حقيقة فكرية تلهمه الحياة والبقاء فيها بقوّة على رغم كل حملات الابادة التي استهدفته تكفيريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفنيا .... وغير ذالك الكثير الكثير !!!.
الآن ماهو هذا الفكر الذي اختصر حقيقة وقوّة الوجود الاسلامي الشيعي في التاريخ وحتى عصرنا الحديث ؟.
هذا سؤال ليس هنا طرحه ومناقشته ، بل ما اردنا بحثه في هذه الاطلالة فقط هو سؤال : اين تكمن قوّة الوجود الاسلامي الشيعي في العصر الحديث ؟.
هل في سلطانه السياسي ؟.
أم في تقدمه العسكري ؟.
او في كارزميته القتالية وشجاعته العلوية المعروفة ؟.
وكيف استطاع ان يتطوّر من كونه وجودا متقوقعا على ذاته للحفاظ عليها من الابادة ، الى كونه وجودا متمددا خارج اطاره وباسطا جناحيه على عالم واسع وشغوف بالتعرف عليه اكثر فاكثر ؟.
____________________________________________

alshakerr@yahoo.com

الثلاثاء، أغسطس 04، 2009

(( الفرد العراقي غير مهيئٍ لتحمل مسؤولية التغيير نحو الافضل !)) . حميد الشاكر


(( الفرد العراقي غير مهيئٍ لتحمل مسؤولية التغيير نحو الافضل !)) . حميد الشاكر
____________________

لم يزل الفرد العراقي ومع وافر الاسف وبعد مرور اكثر من ستة سنوات على أسقاط طاغية العراق صدام حسين ، واستبدال نظام حكمه القبيح بنظام حكم يميل الى الديمقراطية والتأسيس لدولة عراقية جديدة.. لم يزل هذا الفرد ليس بمستوى الطموح الذي ينبغي ان يكون عليه في تحمل مسؤولية هذا التغيير العراقي الجديد والكبير ، ولم يزل ايضا هذا الفرد غيرُ مستعد هو شخصيا للتفكير بعملية التغيير ((الذاتية ))والانسانية والفكرية والروحية والمعنوية والاخلاقية والسلوكية كذالك ، والتي يبدو عليها طبائع واخلاقيات الماضي البئيس ظاهرة وبادية بشكل فعّال وقوي ومتسلط !.
نعم كنّا نتوقع ان جميع مآسينا الاخلاقية الاجتماعية العراقية ، وكذا عذاباتنا الفردية ، وهكذا مشاكلنا النفسية والفكرية والسلوكية العائلية .... الخ كلها منتج طبيعي لماكنة الاستبداد السياسية البعثية الصدامية وما تنتجه مثل هذه السياسات الاجرامية الشيطانية من ضغوط على الفرد والجماعة وتولده من ازمات ومشاكل تدفع الانسان العراقي الى دائرة الازمة بكل ماتعنيه هذه المفردة من مضمون ، ولهذا انتظرنا طويلا على سلبيات بعض الظواهر الاجتماعية والفردية العراقية على أمل ان يحدث التغيير السياسي الناهض والخطيرلتذوب مثل هذه الظواهر الاجتماعية العراقية السيئة تلقائيا باعتبار ارتباطها العضوي بالفساد السياسي في كل شيئ من منطلق نظرة حكيم الاسلام وفيلسوفه علي بن ابي طالب ع في رؤيته السياأجتماعية التي تربط بين فساد الحكم وفساد ظواهر واخلاقيات الفرد والجماعة من جهة ، وصلاح الحكم واستيلائه على مقاليد الادارة ومايتبع ذالك من ضرورة ان يصلح الانسان من نفسه كواجب شرعي واخلاقي من جهة اخرى في قوله عليه السلام :(( أذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم ، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله فاحسن رجل الظنّ برجل فقد غرر / حكم نهج البلاغة )) .
فعلي بن ابي طالب ع وحسب رؤيته هذه يربط بين استيلاء وحكم الصلاح او الفساد من جهة ، وبين تغيير اخلاقيات الفرد والجماعة من جهة اخرى وحسب نمطية الاستيلاء والحكم تلك ، ليقول لنا بصريح العبارة العربية الفصيحة : تحت حكم الفساد تسوء اخلاقيات الفرد والجماعة لتُفقد الثقة الاجتماعية نهائيا من التداول ، بعكس حكم الصلاح والانسان او الهيئة السياسية الصالحة فينبغي ان يتحمل الفرد مسؤولية التغيير ويعدّل من سلوكه الفردي والاجتماعي ليرفع سوء الظنّ من قاموسه وليستبدله باخلاقيات حسن الثقة والحياة الطبيعية والغير متشنجة اخلاقيا !!!.
إلاّ ان ما فاجأنا بالفعل في الظاهرة العراقية الاجتماعية وحسب هذا المنطوق العلوي الاسلامي الطيّب إن بعد زوال تسلط واستيلاء الفساد من على رقاب العباد والبلاد ، واسقاط حكم الاستبداد والفساد والظلم الصدامي لستة سنوات خلت وتغيّر المعادلة الى الاحسن النسبي ، ومجيئ حكم جديد يحاول ان يكون صالحا ويظهر بوادر حسن الادارة مع تعثر طبيعي في التجربة السياسية هنا وهناك ، مافاجأنا هو بقاء هذا الفرد العراقي معنويافي مكانه القديم من الاخلاقية الاجتماعية التي كانت خاضعة لاستيلاء الفساد عليها حتى بعد تغّير المعادلة السياسية جذريا وبدون ان يتحرك خطوة واحدة نحو الامام او نحو التفكير بالتغيير السلوكي والاخلاقي والمعنوي الذي ينسجم مع هذا التغيير الكبير في العراق حتى هذه اللحظة ؟!!!.
ذهبت دولة الباطل الصدامية لكن اخلاقية الكذب والعزوف عن الصدق وقتل الثقة الاجتماعية ....... لم تزل هي المسيطرة على حياة الفرد العراقي بصورة تدعو للغرابة والاستفهام !!.
انتهت مرحلة استيلاء الفساد البعثية على مقاليد الحكم في العراق ، إلا ان اخلاقية الشره وحب الفساد والتلذذ باللقمة الحرام لم تزل هي الجارية في القواميس والاعراف الفردية والاجتماعية الاخلاقية العراقية ؟!!!.
أُطيح بهبل الجريمة ، لكنّ عبادة الجريمة واسترخاص ارواح البشر وكيفية ازهاقها لم تزل هي الاخلاقية الباسطة ذراعيها على كتف الفرد والجماعة العراقية ؟!!!.
ماتت بدعة حكم الصداميين البعثيين وبلا رجعة ، ولكنّ في المقابل نرى تشبثا غريبا عجيبا باخلاقية التطاول على المال العام وسرقة قوت المحرومين والمحتاجين ونهب ماتقع عليه الايدي تحت عنوان فن الشطارة والرجولة والغزو والغنيمة هي التي لم تزل المسيطرة على اخلاقيات الفرد والجماعة في العراق الجديد ؟؟؟!!!......الخ .
ان مثل هذه الظواهر الفردية والاجتماعية الاخلاقية العراقية تدعونا بالفعل لاعادة قراءة الاشكالية الاخلاقية والسلوكية الفردية والاجتماعية العراقية لنسأل حولها بلماذا ؟.
او ماهو السرّ في مثل هذه العقد الاخلاقية والظواهر السلوكية التي تدفع بالتأمل ليُطرح اكثر من سؤال واستفسار في حيز الدراسات الاجتماعية الانسانية ولنقول : اين تكمن العلّة ؟.
في ثقافة الفرد العراقي مثلا ؟.
ام في وضعه السياسي ؟.
ام في الحاجة وعقدة الحرمان لديه ؟.
أم في اي شيئ آخر ؟.
تغليب حب الكذب على الصدق في ظاهرة المجتمع والفرد ليس امرا عابرا هنا وهناك كي نغض الطرف عنه ليجري الزمان عمليته في اصلاح ما افسده الانسان ؟.
وكذا الميل الى الجريمة واللعب بالفساد الى مالانهاية ، وحب المغامرة في تشكيل عصابات للقتل والارهاب والرعب وهكذا اعتبار النهب والسرقة فن وذكاء وشطارة ورجولة عشائرية ، كل هذه ظواهر اجتماعية وفردية لم تزل مسيطرة على الذهن العراقي واخلاقياته الانسانية مع الاسف بشكل غريب عجيب ، وبالمظهر الذي يدفع نظرية العامل السياسي وكيف انه عامل داخل في بناء سلوكيات الفرد والجماعة بصورة اصيلة من منطلق ان التجربة اثبتت ان الفرد العراقي او الجماعة العراقية وليس العامل السياسي او هيئته السياسية هي الداخلة في عامل صياغة وبناء الظواهر الاخلاقية والسلوكية السيئة اجتماعيا ، بحيث اصبحنا نحن المتأملين في فنون المجتمع على مقربة لقلب المعادلة في سؤال : هل السلطة والدولة والحكم هو الذي يتحكم باخلاقيات وسلوك الفرد والجماعة العراقية بحيث ان راس الهرم اذا تغيرّ سياسيا جرّ بعده اخلاق المجتمع نحو التغيير؟.
أم ان الفرد والجماعة في العراق هي من تنتج اخلاق الحكم والسلطة والدولة لتنقلب المعادلة جذريا ، ليصبح الفرد هو قائد الدولة في اخلاقها وليس العكس ، ومهما كانت ثقافة الفرد العراقي حول الاشياء فانها منعكسة على اخلاق الدولة بنفس القوّة ، ومافساد الدولة الا انعكاس لفساد رؤية الفرد العراقي نحو غيره ؟.
نعم في العراق يبدو ان المجتمع والفرد هو الذي يعطي للدولة اخلاقها ويهب للحاكم صفاته ليضطرنا للقول والحكم : ابدأوا باصلاح الفرد والجماعة العراقية لتصلح الدولة والحاكم والهيئة السياسية فيما بعد ، ولاتلتفتوا الى اصلاح الدولة وشكل تغييرها لان هذا لايغير في المعادلة العراقية اي شيئ بدليل انه ومهما تغيّر اطار الدولة ونظام الحكم والسياسة بقي الفرد العراقي على اخلاقه وسلوكه وظواهره وثقافته مناضلا من اجل سحب الدولة الى اخلاقه وثقافته وايدلوجيته في الحياة ، وليس ان تسحبه الدولة الى مشروع تغييرها وماتبتغيه من صناعة المواطن الصالح !!.
___________________________________

alshakerr@yahoo.com

الأحد، أغسطس 02، 2009

(( لاحرب لاسلم .... في ادارة العالم الامريكي الديمقراطية !)) حميد الشاكر


(( لاحرب لاسلم .... في ادارة العالم الامريكي الديمقراطية !)) حميد الشاكر
___________________
في وسط استراتيجية اللاحرب واللاسلم تنتعش سياسة جديدة لتملئ فراغ اللاحرب واللاسلم هذه تسمى بالحرب القذرة ، وهي الوجه الاخر لاسم الحرب الناعمة بين الدول والجماعات والمنظمات وغير ذالك !.
وعادة ماتعتمد الحرب الناعمة او القذرة على مبادئ حياكة المؤامرات والخدع والدسائس ، وابتكار كذالك اساليب الالتفاف من الخلف على الاعداء المفترضين للاطاحة بهم مخابراتيا او امنيا او حتى اخلاقيا للتخلص بنعومة منهم شيئا فشيئا لانهاء عالمهم السياسي المتحرك والفعّال ، ومن الطبيعي والحال هذه ان تكون اجهزة التخطيط والمعلومة والاعلام والفكر هي الادوات الرئيسية المتحركة على ارض مثل هذه المعارك العالمية والمافوية المنشرة في العالم اليوم ، أما ارض المعركة الحقيقية لمثل هذه الحروب المعقدة فهي فكر الانسان وعقله وداخله اينما كان ، وكذالك مقياس النصر والهزائم في هذه المعارك ، هو ماينعكس على الانسان من تاثير هنا وهناك وبصورة واخرى !.
في الولايات المتحدة الامريكية (( مثلا )) هناك سياستان تقودان خارجيا هذه الولايات المتحدة ، سياسة الجمهوريين المحافظين التي تميل خارجيا لفرض السيطرة المباشرة والتهديد بالقوّة والعنف للوصول الى تطبيق سياساتها الخارجية على باقي الدول والشعوب ، وسياسات الديمقراطيين الناعمة التي تعتمد في سياستها الخارجية على المعلومة والتحرك الغير معلن والالتفاف من الخلف للوصول الى نفس الاهداف الخارجية التي يتقاسمها مع الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وبنفس الحماس ، وربما من خلال ضغط الجمهوريين يضطر الديمقراطيون لاستخدام لغة العنف والحرب في سياستهم الخارجية ، والعكس ايضا صحيح عندما يسيطر الديمقراطيون على الكونغرس في بعض الاحيان وفي ولاية الجمهوريين ، فانهم يضغطون في اتجاه انتهاج السياسات الناعمة في السياسة الخارجية على الجمهوريين قارعي طبول الحرب والقوّة !!.
ولهذا كثيرا ما يتحول العالم في ولاية الجمهوريين الامريكية الى جغرافية مضطربة ومتحفزة للحرب ، وترى تقريبا العالم كله يضع اصبعه على زناد البندقية متحفزا للحرب القادمة !!.
هذا بعكس ولاية الديمقراطيين للولايات المتحدة ومن بعده العالم باسره باعتبار مصالح الولايات المتحدة واينما امتدت ، ترى ان العالم في هذه الولاية ينحدر للاسترخاء قليلا من جانب ، ويدخل في مرحلة اللاحرب واللاسلم من جانب اخر !!.
اللاحرب واللاسلم هي الفترة المميزة دائما لولاية الديمقراطيين في الولايات المتحدة والعالم ، السي آي أي ، المعلومة الفكرة ...... هي حصان السبق للولاية الديمقراطية في العالم كله بعكس البنتاغون فيل الجمهوريين العجوز والمدمر لكل شيئ والمعتمد على القوة اكثر من اعتماده على الفكرة في سياسته الخارجية !!.
وهكذا نجد ان العالم في عهد الديمقراطيين هو مختلف الملامح عن العالم في زمن الجمهويين المؤتلف ، ففي زمن الديمقراطيين تنتقل الحرب واستراتيجيتها من حيز المدافع وضجيج اصواتها الى حيز المؤامرات الناعمة وسماع رنين كؤوس النبيذ والابتسامات ، ومن حيز عقول الجنرات المنتفخة الى طاولات الابحاث وعقول اساتذة الجامعات وحياكة المؤامرات واختراع الابتزازات لهذه الدولة او تلك ، وليس غريبا عندئذ ان ترى ان معظم قادة الديمقراطيين (مثلا) خريجي جامعات امريكية ، بعكس الجمهوريين المنحدرين من معسكرات الجيش وساحات القتال والعنف ، ليدلل لك ولغيرك مدى الاختلاف بين سياسات الجمهوريين عنها من الديمقراطيين في الولايات المتحدة ، وآخر مثل لهذا الاستاذ الجامعي رئيس الولايات المتحدة الامريكية الحالي السيد باراك حسين اوباما !!.
نعم في زمن الديمقراطيين (مثلا ) لاحاجة مطلقا لتحريك الاساطيل العسكرية البحرية الامريكية لتحاصر هذه الدولة او تلك لاخضاعها لمصالح وسياسات الولايات المتحدة الامريكية ، بل يكفي رمي كرة المطالبة : (بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان والحرية ) للضغط داخليا على هذه الدولة عندما تحرك جماهير هذه الامة نفسها ومن الداخل للمطالبة بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ، لتدخل من جانب اخر المعلومة ، والاعلام ، والخدعة على الخط الداخلي لتمسك بجميع الخيوط في داخل هذه الدولة وتحركها كيفما شاءت ، وعندئذ ستكون اي حكومة في هذا العالم مدينة للادارة الامريكية بالولاء والطاعة لمجرد غض نظر الادارة الامريكية عن مطالب الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وتطبيق الحرية كما هو الحاصل مثلا في دول الخليج العربي القائم على نظام المشيخة القبلية ، وكيف ان هذه النظم هي الاكثر ولاءا للولايات المتحدة الامريكية والاكثر انتعاشا من جانب اخر في ولاية الديمقراطيين للولايات المتحدة !!.
كذالك في زمن الديمقراطيين وولايتهم السياسية لاميركا ايضا لاحاجة بالتهديد بالعنف وادخال العالم لساحة الاستنفار والرعب ، من منطلق ان هناك الاساليب الناعمة الكفيلة بالاطاحة باي حزب او منظمة او حكومة في هذا العالم من خلال الفكرة والالتفاف وامكانية اسقاط الاخر بضربة سريعة وخفيفة وخافية وليس لها صوت اصلا ، فلماذا عندئذ يستخدم السيف اذا كانت الكلمة مؤدية للغرض وموصلة للمطلوب !!.
حزب سياسي اسلامي ( مثلا ) في العراق يحوز على ثقة الجماهير ودعمهم ، الا انه ليس له اي ولاء او رعاية للمصالح الامريكية ، فلا حاجة مطلقا للتهور امام مثل هذا الموقف لاستخدام العنف والقوة لازالته ، ويكفي ترتيب جرائم اخلاقية او اخرى مخلة بالامانة والثقة والشرف والصاقها بهذا الحزب ، ليسقط هو ومن تلقاء نفسه من داخل انصاره والمساندين له ، وبهذا يكون الانتصار ساحقا والتضحيات لاشيئ !!.
وبهذا تكون السياسات الخارجية للولايات المتحدة مع نعومتها وهدوء حركتها ، وجميل صورتها ...اكثر شراسة وقوة وهيمنة ورعبا لجميع النظم والحكومات والدول الخارجية التي تفكر بمجرد العصيان او رفع راية عدم الولاء هنا وهناك في العالم الفسيح !!.
الحقيقة ان اعتماد سياسة الديمقراطيين الامريكية في سياساتها الخارجية واذا اردنا اختصار صورتها بشكل جيد امكننا القول : انها السياسة الناعمة التي تظهر في زمن اللاحرب واللاسلم في العالم ، والتي يكون الانسان ومدى ذكائه وقدرته وخضوعه للاعلام والكلمة هو الرصيد الاول والاخير لنجاح هذه السياسة الخارجية للولايات المتحدة في زمن الديمقراطيين ، فاذا صادف الديمقراطيين انسان عالمي لاتخدعه الكلمة المدهونة بسم المؤامرات فشل الديمقراطيون في الوصول الى مايريدون ، واذا كان العكس هيمنة اميركا على العالم بلا منازع !!.
___________________________

alshakerr@yahoo.com