الثلاثاء، أغسطس 02، 2011

(( ليس الشجاعة في العراق اليوم نقد الدولة والسعي للاطاحة بها بل الشجاعة المحافظة عليها)) حميدالشاكر


كما في معادلة الحرب التي تؤسس لقاعدة ( ليس من الصعب التخطيط والانتصار في اي حرب لكن الاصعب هو المحافظة على الانتصاروالاستمرار في جني ثماره ) كذالك معادلتنا السياسية العراقية التي تغيرت بفضل دماء شهداء العراق وثقيل تضحياتهم المستمرة ، واصرارهم على رفض الظلم ، والتطلع والتخطيط للاطاحة بحكم البعث والانتصار عليه فيما مضى ، اصبح اليوم العراق في معادلة مختلفة واخرى تمامافي كل مفاهيمهاالانسانية والسياسية التي تربط بين مفهوم المواطن والمجتمع وسيرورة النضال وتحقيق الاهداف بينهما وبين الحكم والدولة وكيفية التعامل معها والانتقال بهذا التعامل من الندية والمناهضة الى الاحتواء والدفاع والانسجام والموائمة !!.

في السابق كانت البطولة والشجاعةوالبسالة والشرف منحصرةفي كيفية التصدى لطاغوت البعث وزمرة الصداميين القتلة الذين حولوا الدولة والحكم لمقصلة قمع وذبح للعراقيين كلهم بلا رحمة ، والتخطيط للوصول الى كيفية ازالة دولة الظلم والباطل والانتصار عليها !!.
لكن اليوم وبعد الانتصار على طاغوت البعث وشراذم قتلته المجرمين لايمكن لاي عراقي ان يفتخر بانه معارض للدولة والحكم القائم والمنجز الكبير ،لالسبب معقد الا لان الدولة نفسها تحولت من دولة العصابة والجريمة الى دولة وحكم الشعب والانتخاب والمواطنة !!.

بمعنى اخر انه لماذالايمكننا ان نطلق صفة البطولةوالشجاعةعلى كل من يناهض الدولةفي العراق ويخطط للانقلاب على الحكم فيها وازالتها من الوجود اليوم ؟.

بينما نجد العكس النوعي هو الذي اصبح عنوانا للبطولة والشجاعة والبسالة والنضال الحقيقي عندمايتحول الفرد العراقي الى مشروع مناضل من اجل الحفاظ على الدولة في العراق ، والتضحية من اجل استمرار حكمها الشعبي الديمقراطي المنتخب بل ، ونرى ان كل مناهض اليوم ، ومخطط للاطاحة بالدولة والحكم في العراق انما هو نسخة مكررة من مجرمي الصداميين القتلة وعملاء ماجورين لهذه الجهة او تلك من الجهات التي رأت في التغيير بالعراق انه تغيير لايصب في صالح اجندتها السياسية الكارهة لكل ماهو جيد للعراق وشعبه ؟!!.

طبعا الجواب واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، وهو ان دولة الاستبداد والظلم والعصابة هي بطبيعتهالاتمثل الشعب ولم تكن هي اصلا منتج من منتجات ارادة الشعب وقاعدته الجماهيرية العريضة لتكتسب شرعية وجودها واستمرارها في هذه الحياة ولهذا يصبح التخطيط والسعي لأزالة هذاالنموذج العصبوي من الحكم وازالة هذه الهرمية من هكذا دول قائمة على النهب والاجرام واجب على كل حرٍّ وشريف ومناضل شجاع وثوري ... وهب روحه ونفسه من اجل كرامة امته وجمهوره ، ومن هنا كانت معادلة معارضة الحكم ، والدولة تحمل عنوان البطولة والشرف والاباء !!.

أما اذا تحولت الدولة بعد الاطاحة بنظام الظلم ودولة الجور والطغيان ، وتحول الحكم من حكم العصابة المستبدة الى حكم ينبثق من شرعية الانتخاب الجماهير وكانت الامةهي من يصنع ادوات الحكم وهي من تبني دستورالدولةوكل هرمياتها عندئذ تتحول بطبيعةالحال مفاهيم العمل السياسي والانساني تلقائيامع هذا التغيير لتصبح المعادلة مغايرة لمعادلة المعارضة انذاك ، ولتصبح من ثم ليس المعارضة للحكم والدولةهي البطولةوالشرف والاباء بل المحافظة على الحكم ودولة الشعب واستمرارمنجزها السياسي هي معايير البطولة والتضحية والشرف الوطني الكبير !!.

نعم هناالدفاع عن الدولةوالحكم والمنجزالسياسي لايأخذشكل الدفاع عن الطاغوت والظلم الذي ربمامثلته الدولةوالحكم فيهالحقب متطاولة على الشعوب المستضعفة وانما يأخذ الدفاع عن الحكم والدولة في هذا الحيز شكل الدفاع عن ارادة الامة وانتخابها وعصارة تضحياتها التاريخية التي اخيرا وصلت الى دولة المستضعفين والمظلومين والمحرومين وانتجت حكومتهم المنتخبةوبهذاالمعنى ينبري الشجعان والمناضلون والشرفاء .... بالدفاع عن نظام وحكم ودولة الشعب امام اي هجمة استكبارية او طاغوتية او استعمارية ، او خيانية لعملاء الداخل تحاول زعزعة استقرارهذه الدولة ، وهذا الحكم الشرعي ، الذي يحمل آمال وشرعية وتطلعات امة كاملة من هذا الشعب او ذاك !!.

بل ربما يُطلب من الشجعان والشرفاء والمناضلين ....اكثر من ذالك عندما يُطلب منهم ان يكونوا هم المسؤولين المباشرين ، ليس فقط بالدفاع عن حكم ودولة الشعب وانتخابه امام اي هجمة دكتاتورية ، او استعمارية تحاول الاطاحة بالدولة او اثارة الفتن داخل مجتمع الحكم المنتخب بل واكثر من ذالك هوان يشعر هؤلاء المناضلون والشجعان انفسهم انهم ينبغي ان يحافظوا ويقودوا هذه الدولة وهذا الحكم الى برّ الامان ، والوصول بهذا المنجز الشعبي والجماهيري الى غاية جني ثماره الكبيرة ، التي حتما ستهبط على جمهورهم وامتهم في نهاية المطاف واخر مشروع المحافظة على النصر واستمراره !!.

أما من يصاب امام هذه المعادلة التي تغير موقع النضال والمناضلين والشجاعة والشجعان من دورالمعارض للحكم الى دور المناصر والمدافع عن الحكم والدولة حسب ماقدمناه من معطيات ، بحوَلٍ سياسي وفكري ، ويعتقد لجهل او سذاجة او قصورفي الادراك اولسيطرة صنمية النمطية التقليديةعليه ليعتقد دوما ان البطولة لايمكن ان يكون لها عنوان الا اذا كانت في اطار مناهضة الحكم والدولة من اجل المعارضة لاغير وبلا اي فكر ووعي وادراك وتمييز في عملية اختلاف المفاهيم فمثل هذا المسكين عندماينخرط في لعبة هو لايدرك ابعادها ليناهض دولة الشعب وحكومة الامة انما يقع عليه عنوان السفيه اكثر من وقوع اي عنوان اخر عليه والا اي بطولة في مناهضة حكم شعبي ديمقراطي هو ودستوره يسمح بنقد الحكم ويطالب المجتمع هو نفسه بمراقبة الدولة وتوجيه الاصابة لعملها هنا وهناك ؟!.

واي نضال بحياكة مؤامرات ومطالبة بزوال دولة وحكم هو في الاساس حكم اخذ شرعيته من الامة ، وصنع بايد الشعب فكيف ؟، ولماذا يناهض اي فرد مثل هذه الدولة وهذا الحكم الممثلة بالاساس لارادة الشعب والامة ؟.
ثم الا يعني هذا المناهض ، لمثل هكذا تجارب حكومات ودول انه في الاصل وفي الاساس يناهض ، ويحاول اسقاط تجربة الامة والشعب وارادتهما قبل ان يحاول اسقاط مؤسسة تسمى الدولة ويستشعر البطولة الزائفة بمناهضتها على طول الخط ؟!.
فاي نضال واي شجاعة اذا لم تكن خيانه لارادة الامة ، هذه التي ترى الانسياق والسعي لاسقاط ارادة ، ودولة وحكم شعب على اساس انها الشجاعة والنضال وطلب الحرية والعدالة !!؟.

اخيراعلى من يحاول اصطيادالبسطاء من شعبنا العراقي ليوهمهم باسماء النضال والجهاد وطلب التغيير ومحاولة اسقاط حكم الشعب العراقي ودولته ، ان يعلم ان مثل هذه الاجندة السياسية ، للاطاحة بارادة الشعب العراقي ، الذي غيّر واسُتفتي وانتخب حكومته واشاد دولته في العراق اليوم على انقاض دولة العصابة والظلم الصدامي لايمكن لاي معتوه او مغرض ان يزيف حقائق وجوده اليوم ليلعب على سذاجة بعض البسطاء والمعتوهين ، ليقود بهم حملة اسقاط الحكم والدولة تحت مسمى المطالبة بالاصلاح او التغيير والنضال والشجاعة ، فالشجاعة والنضال الحقيقي اليوم هي في الدفاع عن ارادة الشعب العراقي وانتخابه امام هذه الهجمة الشرسة من الارهاب الممون بتروليا واستعماريا ودول الدكتاتوريات العربية التي تحاول اسقاط عراق العراقيين باي ثمن !!.
_______________________-

مدونتي
http://7araa.blogspot.com/
مراسلتي
alshakerr@yahoo.com