الخميس، يناير 27، 2011

(( العراق يفرض شروطه اليوم ولايستجدي الانفتاح عليه )) حميد الشاكر

على أثر التطورات في المنطقة العربية والعالمية وما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية في معظم الدول العربية من تفجرات ثورية خلقتها الفرص المتدنية لمعيشة الانسان العربي مضافا لها ضائقة الحريات التي بدأت تخنق هذا الانسان حتى تفكيره بمغادرة الحياة حرقاً في الدنيا قبل الاخرة يبدو العراق في خضم هذا البحر الهائج من عالمنا العربي هوالدولة والوطن والشعب الواعد والصاعد للاربع السنوات المقبلة ، وذالك لما يتمتع به العراق من مميزات شتى ومن اهمها طبعا :


اولا : تجربة سياسية فتية ومتطلعة وحرّة ومنبنية على اسس تضمن لجميع ابناء الشعب العراقي المشاركة في بنائه سياسيا والنهوض به ديمقراطيا وانسانيا ، وهذا اهم ضمان للاستقرار السياسي على المدى البعيد .

ثانيا : تمتع العراق بموارد اقتصادية مهولة تمكنه من النهوض بمتطلبات شعبه ، بالاضافة لقدرة العراق على القيام بوظيفة الرافعة التي بامكانها ان تحرك وتساعد الاقليم العربي وغير العربي بايجاد فرص عمل واستثمارات تنتشل الكثير من شعوبنا العربية من خنقتها الاقتصادية المدمرة من جهة ، وتساهم هذه الدول باعادة اعمار العراق من جانب اخر !! .

والحقيقة ان العراق الجديد وحسب المعطيات التي ذكرناها ، وباستشراف وقراءة واقعية للساحة الاقليمية والعالمية بالامكان القول حوله ان العراق اليوم قد انتقل او بالامكان ان ينتقل بالفعل بعد ثبات تجربته السياسية النسبية واعادة الانسان العراقي للقليل من طاقته ووعيه ، والتفاته لادارة شأنه العام بنوع من التخطيط للحاضر والمستقبل قد انتقل او سنتقل حتما من بلد رزح تحت نير الفوضى العارمة ، والارهاب المستورد من دول الاقليم العربي الرافض للتجربة الديمقراطية العراقية وبمساندة قوى الاجرام البعثية الصدامية في الداخل ومن الوطن المتلقي لردّة الفعل والمتكالبة عليه قوى الفساد والشرّ... الى بلد يمكنه ان يلعب دورا حيويا بعد معافاته النسبية في المنطقة والعالم باعتباره ( قطبا وليس تابعا) يمكنه المساهمة اقتصاديا وسياسيا في انقاذ الكثيرمن الدول العربية والعالمية التي شارفت على الافلاس الاقتصادي والانهيارمن ثمّ السياسي والتي آذنت بحروب شعبية ستتفجرهنا وهناك اذا لم تسارع نظمها القائمة بايجادسبل استثماريةاقتصادية خارجية تمتص غليان الثورة الاقتصادية لهذه الشعوب في الداخل !!.

والعراق اذا احسن ابنائه فهم الخريطة السياسية والاقتصادية العالمية القائمة اليوم ،واذا حاولوا صناعة استراتيجية سياسية ثابتة لمسيرة العراق الجديدللسنوات الاربع ومابعدهاووظفوا الوضع الاقتصادي والسياسي المتأزم في المنطقة لصالح مشروع العراق الجديد فلاريب انه سيفرض معادلته كشريك عالمي قادر على ( صناعة ) السياسة في المنطقة العربية والاسلامية بدلا من الخضوع لها واستقبال فعلها ليكون ردّة فعل قائمة لاغير !!.

ونعم صحيح هناك من لم يزل من العراقيين وحتى هذه اللحظة مع الاسف ، وربما لتكلّس رؤيته السياسية وموتها في مفترق طرق معينة ، مَن ينظر الى العراق على اساس انه ينبغي عليه البقاء في خانة التلقي المستمرة لردّة الفعل الاقليمية ، مضافا لرؤيته للعراق القائم وشرعيته السياسية على اساس انهاناقصة مالم يتمم الاقليم العربي هذه الشرعيةللعراق الجديد باعترافه رسميا بعراق العراقيين بصورة او اخرى !.

لكنّ ومن خلال التطورات المتسارعة في العالم ولحقيقة ان شرعية النظام السياسي في العراق الجديد لايمكن لها إلا ان تكون من خلال انتخاب الشعب العراقي نفسه لنظامه السياسي وليس من خلال رضى او عدم رضى او قبول اوعدم قبول او اعتراف او عدم اعتراف دول الاقليم والعالم بهذا العراق الجديد ، يتبين على الفور انه على العراقيين بالفعل ان يبدأوا بتهيئة الارضية وممارسة صناعة فرض شروطهم المريحة لصالح العراق الجديد ، وذالك من خلال : عبقرية التخطيط الاسترتيجة الاقتصادية للعراق بصورة شاملة داخلية وخارجية استثمارية ، وادارة ثروتهم بصورة وطنية ناضجة تضمن للعراق والعراقيين قوة تاثير حقيقية على الاقليم والعالم وأن لايلتفتوا مطلقا للمرحلة السياسية السابقة وما انتجته من اوضاع على جميع الصعد باعتبارها مرحلة انتهت هي وكل مفاهيمها السياسية الدكتاتورية البائدة تحت وطأة ثورات الشعوب عليها !!.

_______________________

alshakerr@yahoo.com

http://www.blogger.com/profile/06210792549531027877