السبت، نوفمبر 27، 2010

(( القاعدة وأمكانية احداث انقلاب داخل السعودية ؟!)) حميد الشاكر



قبل يوم اعلنت وزارة الداخلية السعودية ومن خلال متحدثها الرسمي اللواء منصور التركي عن أعتقال شبكة من خلايا تنظيم القاعدة مكونة من 149 شخصا وبحيازتهم اسلحة واجهزة كمبيوتر واموال ....الخ كانت تخطط لشنّ هجمات على شخصيات امنية واعلامية وسياسية داخل السعودية ، وقد ذكر المتحدث ان هذه الخلايا من شبكة القاعدة لها امتدادات في مدن سعودية داخلية عديدة ، ولها ارتباطات خارجية وهي متصلة بالفعل بتنظيم القاعدة المرّوج للفكر التكفيري الضال !!.

والحقيقة ان هذه العملية الامنية الاستباقية ضد القاعدة داخل السعودية واعلان وزارة الداخلية السعودية عنها تأتي من ضمن سلسلة طويلة تكاد تكون شهرية داخل المملكة السعودية وهي تعلن بين الفينة والاخرى عن احباط عمليات ارهابية تهيئ لها القاعدة لضرب اهداف حيوية داخل السعودية ، ولكن وباللحظات الاخيرة تتمكن الداخلية السعودية من استباق العمل الارهابي والقاء القبض على الشبكات القاعدية المنتشرةبكثافة داخل المملكة وبصورة متقنة ممايدعونا كمراقبين وغيرنا بالتساؤل حول ماهية هذه التقنية الامنية العالية التي تمتلكها الداخلية السعودية لتكشف لنا كل شهرين عن انتصار امني على القاعدة ؟.
ولماذا دائما تكون الاجهزة الامنية السعودية صاحبت المبادرة والاستباق في القاء القبض على شبكات القاعدة قبل ان تتمكن هذه الشبكات الارهابية من الوصول الى خط الشروع والتنفيذ لهذه المخططات التدميرية داخل السعودية ؟.

بمعنى اخرما الذي يجعل الاجهزة الامنية السعودية في وزارة الداخلية على اطلاع معلوماتي استخباراتي بكل حركات المجاميع الارهابية القاعدية التكفيرية الوهابية بهذه الصورة الفريدة في المنطقة العربية وبكامل تفاصيل حركتها ومخططاتها الاجرامية بحيث تكون الاجهزة الامنية السعودية ودوما وكظاهرة امنية ملفتة للنظرهي السبّاقة على الاطلاق في حركتها لقنص شبكات الارهاب وباوكارها ، وحتى بدون اعطاء اي خسائر مادية تذكر في الارواح او في الممتلكات اثناء القاء القبض على ارهابيين عُرف عنهم الاستماتة وتفضيل الانتحار قبل القاء اجهزة الامن القبض عليهم ؟.

فهل هو بسبب عبقرية وذكاء وتطور الاجهزة الامنية السعودية ، بحيث انها وصلت الى مرحلة سابقة بكثير لتحركات شبكات الارهاب القاعدية الوهابية داخل المملكة السعودية وحتى خارجها ؟.
أم بسبب ان هناك روافد استخباراتية عالمية امريكية واسرائيليةوغربية تنسق مع اجهزة الامن السعودية في الداخل والخارج وهي التي تخطط مع هذه الاجهزة لتجعل لها السبق دوما بالانقضاض على شبكات الارهاب القاعدية في داخل المملكة وحتى قبل ان تصل هذه الشبكات الى نقاط التنفيذ او التفكير بكيفية التنفيذ اصلا ؟.

او انه لاهذا ولاذاك في الحقيقة هي الاسباب الكامنة خلف عملية تفوق الاجهزةالامنية السعودية على شبكات الارهاب الوهابية القاعديةوانما غفلة شبكات القاعدة وركونها في العمل الى موازين دينية تسمح بكل بساطة لاختراق الاجهزة الامنية السعودية لهذه الشبكات ومن ثم العمل من داخلها لكشف خطوطها قبل الانقضاض عليها كصيد سهل وتحت المجهر ولايتطلب التصدي له سوى الانتظار حتى دخول الفأر الارهابي الى قفص الاسلاك الامنية السعودية او جحورها لاغير ؟.

الواقع ان فرضيةعبقرية الاجهزة الامنية السعوديةوتطورها التقني للتفوّق على العقلية الارهابية القاعديةوكذا فرضية التنسيق العالمي مع اجهزة الامن السعودية باعتبارهما جوابين واقعيين لظاهرة استباق الاجهزةالامنية السعودية دوما للعمل والتخطيط والتحرك القاعدي الارهابي داخل المملكة السعودية لايبدوان انهما جوابان حقيقيان لظاهرة تفوّق الاجهزة الامنية على شبكات الارهاب القاعدي داخل المملكة وذالك لعدة اسباب ومبررات ليس هنا شأن ذكرها ، بينما يبدو جواب السؤال الثالث هو الاقرب لواقعية تحليل هذه الظاهرة الامنية السعودية باعتبار الاتي :

اولا : لايخفى ان الايدلوجيا الدينية الارهابية الوهابية التي تؤمن بها المملكة السعودية هي نفسها الايدلوجيا الدينية الارهابية المتطرفة التي تعتنقها هذه الشبكة القاعدية التي انتجت التطرف والتكفير والارهاب في المنطقة والعالم وهذا يعني فيما يعنيه ان هناك وحدة عقيدة بين اجهزة الامن السعودية ، وبين مؤمني القاعدة والارهاب في داخل المملكة السعودية وخارجها واذا اضفنا لهذه الحقيقة حقيقة ان اكثر من ثمانين في المئة من الاجهزة الامنية السعودية هي من الشرطة الدينية الذين يتدربون ويدرسون ويتخرجون من نفس المدارس الدينية التي خرّجت طوابير مؤمني القاعدة ،فهمنا على الفور سهولة اختراق اجهزة الامن السعودية لهذه المجاميع والاوكار القاعدية التي تتخذ من الفكر السلفي التكفيري منصتها الايدلوجية ومعتمدها الرئيس على تجنيد كوادرها والتقاط انتحارييها وقواعدها الشعبية من داخل المجتمع السعودي وخارجه !!.

ثانيا : ان الاجهزة الامنية السعودية هي الاقدرحقيقة دون سواها من الاجهزة الامنية العربية والعالمية على اختراق منظومة العمل القاعدي الارهابي القائمةاساسا على الايدلوجيا الدينية الوهابية في حركتهاوقواعدانطلاقها الفكرية في الكسب الايدلوجي وبما ان اجهزة الامن السعودية لديها الامكانيات الكبيرة في زرع الجواسيس داخل مؤسسة القاعدة الارهابية وبكل بساطة من خلال التمظهر الديني وعمل وعاظ الدين وشيوخه داخل المملكة كموظفين اساسافي اجهزة الامن السعودية والمنسقين معاشيا وماليا بصدور رواتبهم الشهرية من وزارة الداخلية السعودية ، وبكشوفاتها الاقتصادية وسيطرة هذه الاجهزة الامنية على كل الحركة الدينية الوهابية داخل المملكة وخارجها فعلى هذا الاساس يمكننا تصورالمشهد وفهم الظاهرة تماماوالاجابةعلى سؤال كيف ؟، ولماذا دائما الاجهزة الامنية السعودية هي السباقة للاطاحة بالمخططات الارهابية القاعدية قبل وصولها الى الثمرة او التنفيذ !!.

وعلى هذاالاساس ايضايمكننا الوصول الى حقيقة اخرى اعمق في ظاهرة الاختراق الامني السعودي لشبكات القاعدة وخلاياها النائمة داخل الجزيرة العربية وخارجها وهي حقيقة ذات بعدين :

الاول : هو ان القاعدة وبدلا من ان تخترق هي المجتمع السعودي ، من خلال الايدلوجيا الدينية الوهابية السعودية استطاعت قوى الامن السعودية قلب المعادلة لصالحها ، لتكون الاجهزة الامنية هي المخترقة بالفعل ، لتنظيمات شبكات القاعدة الداخلية والخارجية بل واستطاعت هذه الاجهزة الامنيةكما يبدو جليّا من صناعة مصادرمعلومات كامنة داخل تنظيم القاعدة وفي اعلى هرم القيادة فيهاوهي من يلعب كل هذه اللعبة الكبيرة من داخل التنظيم في كشف المخططات للاجهزةالامنية السعوديةوصياغة كشوفات اسماء تنظيم القاعدة ومحل سكناهم ومخابئ اسلحتهم وكيفيةعملهم واهدافهم الداخليةوالخارجيةونوعية هذه الاهداف ومواقيت تحركاتهم واتجاهاتها .... الخ وتقديمها دوريا للاجهزة الامنية السعودية ، مما يوفر لهذه الاجهزة مصادر معلومات ثرية ومريحة ومهمة لعملها الاستباقي جدا للسعودية وغيرها !!.

الثاني : وهو ان القاعدة ، وعلى هذا المشهد ، وبهذا الاختراق الامني لتنظيمها وشبكاتها وخلاياها السعودية وغير السعودية لايمكنها احداث اي تغيير حقيقي داخل المملكة السعودية ،ومهما بذلت من جهود اجرامية وقدمت من انتحاريين وقتلة لمقاصل المعركة وذالك لكشف الاجهزة الامنية السعودية لجميع تحركاتها ومخططاتها العملية من جهة ،ولاختراق هذه الاجهزة الامنية للتنظيم وتوظيف كوادر قيادية داخل شبكة القاعدة لصالح المخابرات السعودية من جانب اخر !!.
بل لايخفى على المتتبعين للشأن السعودي القاعدي ، ان الاجهزة الامنية السعودية استطاعت بالفعل السيطرة من الداخل على توجهات تنظيم القاعدة ، فضلا عن اختراق هذا التنظيم فقط ، واصبح كالمسلّمة القول بان تنظيم القاعدة مُدار تماما من خلال الاستخبارات السعودية وبمايرصدلهامن اموال وما يخطط لحركتها من اهداف بدون ان يكون للتنظيم ادنى ادراك لهذه الحقيقة التي تؤكدها الكثير من الشواهد والتقاريروخاصة العراقيةالتي أكدت على ان انتخاب وتنصيب قيادات تنظيم القاعدة في العراق تتم من خلال اروقة المخابرات السعودية ، وبالكيفية التي ترتأيها هذه الاجهزة لصالح النظام السياسي السعودي داخل جزيرة العرب وليس بالضد له او امكانية زعزعت استقراره السياسي على الحقيقة !!.

_________________________________
alshakerr@yahoo.com

الأربعاء، نوفمبر 17، 2010

(( بهلوان الاشتراكية جلال الطالباني واعدام طارق عزيز !)) حميد الشاكر


(( بهلوان الاشتراكية جلال الطالباني واعدام طارق عزيز !)) حميد الشاكر
________________________________

عندما قررت المحكمة الجنائية العراقية العليا إعدام مجرم العصر وسفّاح تكريت المقبور صدام حسين كان مع الاسف اول من خرق القانون وامتنع عن تنفيذه ولم يقم بواجب التوقيع على قرارات محكمةالشعب العراقي هورئيس جمهورية العراق الحالي جلال الطالباني ولاعتبارات كماصرّح (( سياداته )) ايدلوجية منقرضة تعود لقرون الحكم الاشتراكي الشيوعي البائد ومع ذالك لم يحرك عراقيا ساكنا امام هذا الخرق الدستوري والقانوني لرئيس جمهورية العراق الذي هومن المفروض انه منتخبامن قبل جمهورالعراق الذي طالب باعدام المجرم صدام حسين ، وعلى رئيس جمهوريته تنفيذ الارادة !!.

ومع ذالك كنّا فيما مضى نتساءل كعراقيين بصمت لا اعلم لماذا ولربما لمصالح حزبية وفئوية مع الكُرد تضطرنا للهدوء امام هذه المقامرات من قبل رئاسةالجمهورية على حساب دماء ومشاعروالآم الشعب العراقي وارادته بهل فعلا مادفع الرئيس جلال الطالباني لعدم توقيع حكم اعدام السفّاح صدام حسين هو ضميره الاشتراكي العتيد ، المحب للسلام والقائم على كراهية رؤية الموت للمجرمين امثال قادة البعث !؟.

أم ان الرئيس جلال طالباني كان ينظر الى مستقبله السياسي ، ومساعيه لعدم اغضاب الاقليم السني الطائفي ، للعراق مضافا لتقربه من ميلشيات طائفية صدامية كانت ترى باعدام صدام حسين انه تبعية ستلقى على الكُرد ان اقدم الطالباني على توقيع حكم الاعدام وهذه هي العوامل الحقيقيةالتي أملت على الرئيس تقديم مصالحه القومية والحزبية السياسيةعلى مصالح الشعب واحترام قانونه وما يترشح من هذا القانون بمعاقبة المجرمين ؟.

اعدم صدام حسين بلا توقيع من سيادة الرئيس ، وقامت قيامت الطائفيين الارهابيين الاقليميين والصداميين المحليين ليصنعوا زوبعة في فنجان لم تستمر حتى انطفأت وماتت ليكون صدام واعدامه رقما من ارقام الطائفيين للتحريض على الشعب العراقي وقتله لاغير !!.

ثم بعد ذالك وحسب القوانين العراقية التي صوّت عليها نواب الشعب العراقي استمرت المحكمة الجنائية العراقية العليا بعملها في محاكمة رموز النظام البائد ، حتى جاء الدور للحكم على طارق حنا عزيز، مهندس كل الاجرام الصدامي منذ استلام صدام لرئاسة وكر الاجرام في العراق وحتى 2003 م بعد ازالته ، لتحكم عليه المحكمة العراقية بالاعدام شنقا حتى الموت !!.

وايضاماهي الا ايام قليلة بعد اصدارالمحكمة حكمها على المجرم طارق عزيزي ، واذا سيادة الرئيس جلال الطالباني المنتخب حديثا من قبل برلمان الشعب العراقي، يخرج ليصرح مجددا انه سوف لن يوقع اعدام عزيز ابدا لانه يتمتع بمبادئ الاشتراكية العالمية الرؤوفة الرحيمة !!.

وعدنا كما كنّا بالسابق نتسائل ، ولكن بصوت عالي ربما سوف لن يسمح له بالظهورعلى المواقع عن دوافع ومبررات رئيس جمهوريتنا العراقية الاشتراكي جلال الطالباني ، واتخاذه لمواقف لاتخدمه بالفعل كرئيس لجمهور العراق ، ولاتظهره بانه من المحترمين للمحكمة الجنائية العراقية العليا ومن المشككين بنزاهتها الاخلاقية في طرح حكم الاعدام على المجرمين من امثال طارق عزيز وصدام حسين وعلي حسن الكيمياوي واخرين ؟.

نعم نتسائل:هل جلال الطالباني بمواقفه الاشتراكية العالمية الرافضة لتطبيق القانون داخل العراق هو رئيس جمهورية العراق والقائم على حماية دستورها ، والمنفذ والخاضع لقانونها وارادة شعبها الشريف ؟.
أم انه رئيس الجمهورية الاشتراكية للسلام العالمي السوفيتي المنقرض ، والتي تملي على الرئيس جلال الطالباني عدم توقيع حكم الاعدام بمجرمي العصر والتاريخ امثال صدام حسين وطارق عزيز ؟.

واذا كان السيد جلال طالباني يخضع للقانون الاشتراكي العالمي اكثرمن خضوعه والتزامه بالقانون والدستور العراقي واحكام محكمة الجنايات العراقية العليا أفلم يكن انسب لروح السلام التي تسيطر على سيادته ، ان يعتكف بعيدا عن مسؤوليات الحكم والرئاسة في العراق وثقل تواقيع حكم الاعدام بالمجرمين داخلها، ويكتفي بنعمة السلام ، التي تهبها له الايدلوجيا الاشتراكية العظيمة ؟.
أم ان حبل الاشتراكيةالتي يلعب عليه السيد جلال الطالباني كبهلون اشتراكي جديديصلح لكونه واجهةسياسية ظاهرها الرحمة للمجرمين والقتلة وباطنه الجحيم والعذاب للمستضعفين من الشعب العراقي ليضرب الاخ عصافير سياسية كثيرة برأس فقراء هذه الامة العراقية ، وعلى حساب قوانينها واحكامها التي تحاول اعادة بوصلة العدل الى نصابه ؟!.

ثم ياسيادة الرئيس متى كانت الاشتراكية بهذا الحس صاحب البشرة الطفولية الناعمةوهي بنت الصراعات الطبقية والثوريات الحتمية والتي عندما مارست الحكم لم نرى اجراما وحبا بسفك الدماء وتصفية البشر بكل وحشية كالذي مارسته اشتراكيتكم العتيدة على هذه الارض في بقاع شتى من الكون !!.

أم ان سيادة الرئيس جلال الطالباني وجد الشعب العراقي صمت بتخاذله امام توقيع حكم الاعدام على صدام حسين ليهرب الى منتجعه في شمال العراق فيما سبق فاعتقد ان هذه المرّة كتلك ولايختلف طارق عزيز واعدامه عن صدام حسين واعدامه ، بل ربما التملص من تنفيذ حكم الاعدام على طارق عزيز المسيحي فيه منفعة عظمى ، لمصالح سيادة الرئيس الحزبية والقومية امام العالم ، ولابأس عندئذ عندما يستغفل الرئيس شعبه باسم الاشتراكية وعدم توقيعها على اعدام المجرمين ؟!.
__________________________

alshakerr@yahoo.com

الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

(( ارتداد اصحاب محمد ص حقيقة أم إفتراء ؟.)) حميد الشاكر


(( ارتداد اصحاب محمد ص حقيقة أم إفتراء ؟.)) حميد الشاكر
_______________________

لم يستوقفني في فكر التراث الاسلامي وما روي عن الرسول العظيم محمد ص شيئ ، كما استوقفتني فكرة واحاديث (( إرتداد صحابة الرسول محمد ص بعد وفاته!)) ولعل منشأ ذهولي وانا اقرأ هذا الكم الكبير جدا من احاديث تنسب للرسول محمد ص وهي تتحدث عن اصحابه الذين سيبدلون ويرتدّون على دينهم من بعده ويتقهقرون الى الجاهلية ...وكذا الاحاديث التي تنسب لاهل بيته الطيبين الطاهرين ايضافي فكرة كيف ارتدّ اصحاب محمدص على اعقابهم القهقرى وكيف انهم كانوايضمرون خلاف مايظهرون ....الخ أقول لعلّ منشأ ذهولي كان هو بسبب ما لُقناه من خلال المدارس الرسمية الحكومية وما وعيناه من خلال الاعلام وماقرأناه من مطبوعات كلها بنت لنا صورة نمطية ملائكية لصحابة الرسول محمدص بل وانها رسمت لنا في العصر الحديث مشهدا فنيا راقيا يصوّر كيفية انقلاب الزمن في لحظة من لحظاته من كونه زمنٍ في تاريخ بشري فيه كل مافي البشر من صفات الضعف والقوة والكفر والايمان والنفاق والاخلاص ....الخ الى زمن هوخير الازمان والى قرن هو خير القرون في الوجود والتاريخ والعالم والانسان وكأنماكان هو الزمن الوحيدفي هذا العالم الذي احتضن اناسا غيرالناس وبشرا لم نرى ولم نسمع مثلهم ابدا الا في زمن الرسول محمد ص مجسدا بصحابته !!.
وفجأة بعد كل هذه الصورة النمطية القداسية لحياة وزمن وتاريخ ومشهد الصحابة نكتشف النقيض تماما لهذه الصورة ، ومن لسان محمدالرسول ص نفسه الذي ارادنا الاعلام الرسمي ان نقدس صحابته باسمه واذا بالرسول محمدص يتحدث عن حقيقة مغايرة تماما لما لُقناه من الصغر ليكون دماغنا حجر ومنقوش عليه ملائكية اصحاب محمد ص في الكبر !!!؟.
نعم هكذا والله هي الصدمة كانت لي بين صورة نمطية ارادت منّي تقديس حقبة زمنية بكل محتوياتها البشرية سمّوا بصحابة الرسول محمد ص وقبل ان ينتهي الطريق واذا بمحمد الرسول ص نفسه واهل بيته الذين شهد لهم القرآن بالطهارة والايمان والعصمة واذا بالقرآن ايضا الكريم كلام الله العظيم برسمه يهدمون هذه الصورة لصحابة بدوا وكأنهم مثلنا يؤمنون ويكفرون ويخلصون وينافقون ويسلمون ويرتدّون ويتقاتلون ويتصالحون وتستهويهم الدنيا ويستزلهم الشيطان...الخ وفي النهاية الى النار يدخلون !!!؟.

وهنا بدأت الاسألة بالانفجار: اذا كان الرسول محمد ص والدين والاسلام لم يكن هو صاحب وباني فكرة ملائكية صحابته على الحقيقة في هذه الدنيا، بل العكس صحيح في ان الرسول محمد انذر بارتداد اصحابه على اعقابهم القهقرى فاي جهة شيطانية اذاً هذه التي ارادت منّي ومن غيري تقديس حقبة وزمن وتاريخ وشخوص اصحاب محمد ص بعد وفاته ؟.

ثم ما كان مقصود هذه الجهة التي ارادت بناء صورة تقديسية لاصحاب محمد ص ، مع انه لا الاسلام ولا محمد الرسول ص ولا الدين ولا اهل بيته الطاهرين ، ولاحتى الصحابة انفسهم ومن خلال دراسة تاريخهم كان ينظر بعضهم الى بعض بملائكية او بشيئ فيه احترام لبشر عاديين يحملون من التقوى والدين الشيئ اليسير ؟.
هل ارادت هذه الجهة بفكرة تقديس اصحاب الرسول محمد ص مثلا الغاء عقولنا وتجريم تفكيرنا حتى لمجرد خطور فكرة فهم ودراسة وادراك ووعي حقبة ماكان يجري في زمن اصحاب محمدالرسول وخصوصا بعد وفاته ولذالك اغلق التقديسيون الباب ليكون اي حديث او بحث في حقبة اصحاب محمد مرفوض ومدان ومجرّم ومُفتىً بكفره وبحلية دمه من البداية ؟!.
أم ان هناك زوايا اخرى لم يسلّط التاريخ لنا ضوئه عليها كأن يكون الصحابة انفسهم بعد محمد الرسول ص استهوتهم فكرة تقديس الناس اليهم ليضمنوا ارتفاع شخوصهم عن النقدوالتقييم والمساءلة من قبل المجتمع لاسيما ان زبدتهم شغل مناصب سياسية رسمية معرّضة حتما للمساءلة والنقد الجماهيري ، وبهذا ندرك ان اول من صنع فكرة تقديس اصحاب محمد الرسول ص هم الصحابة المنتفعون انفسهم بعده خدمة لمواقعهم الدنيوية السياسية ؟؟؟.

اسألة سوف تجرّ بعدها اسألة حول الصحابة والتاريخ ، ولكن قبل الاجابة على مثل هذه الاسألة المعرفية التي بامكانها اعمال انقلاب فكري في حياة اي منّا المعتقدية والدينية والفكرية ، ومن ثمّ النفسية والروحية ، فعلينا بداية ان نجيب على سؤال هل حقاً هناك احاديث مروية عن الرسول محمد ص نفسه تنذر بارتداد اصحابه من بعده ، بل ودخولهم للنار عند لقاه في الاخرة بالفعل ، ومن ثم دعائه ص عليهم بالسحق واللعنة ؟.
أم ان فكرة ارتداد صحابة الرسول محمد ص فكرة من صناعة اعداء الاسلام والصحابة ، كما يرّوج لذالك انصار فكرة تقديس الصحابة لاغير ؟.

ثم اذا كانت بالفعل هناك احاديث نبوية رسالية تنذر بارتداد صحابة محمد ص بعد انتقاله للرفيق الاعلى على ايمانهم ، فكيف لنا وعيّ مفهوم هذا الارتداد الجمعي لصحابة محمد الرسول ص ؟.
وهل هو ارتداد عن الاسلام والشريعة والقرآن وفكره ؟.
أم انه ارتداد على محمد الرسول ص وخلافته من بعده مع استبقاء دينه الذي يحكمون به الناس فحسب ؟.
طبعا لايسعنا هنا ذكر كل ماروي عن الرسول محمد ص بمناسبة ارتداد صحابته من بعده ولايمكننا حصر المصادرالتي جاءت بها هذه الروايات وفي جميع مذاهب ومصادرالمسلمين ومن كل الاتجاهات سواء كانت شيعية اماميةاوسافية حديثية لكن يكفي ذكر نماذج من صحاح كتب المسلمين ، التي توافق المسلمون على صحة ما تنقله هذه المصادر من روايات واحاديث من مثل صحيحي البخاري ومسلم في المدرسة الحديثية السلفية ، ومن مثل الكافي للكليني البغداي عند مدرسة اهل البيت ع فهذا اولا يكفي للمطلوب كنموذج يعتبر مرجع لنقلة الحديث والرواية ، وثانيا لان هذه الكتب تعتبر من اصحّ واوثق ما نقل عن الرسول محمد ص واهل بيته لدى المسلمين سنة وشيعة ، وعلى هذا نذكر الاتي :
اولا : الروايات المتعددة الطرق والدلالة التي يرويها البخاري صاحب (( صحيح البخاري )) في كتاب (الرقاق ) باب الحوض 53،رقم الحديث من 6665 الى 6667 ، قال : ((وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :(( يَرِدُ عَلَىَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنِ الْحَوْضِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي‏ ‏ فَيَقُولُ إِنَّكَ لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمُ (ارْتَدُّوا)عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى)).
((حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ،أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏:يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْهُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي‏. ...... فَيَقُولُ إِنَّكَ لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى )) ‏‏
((حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ، حَدَّثَنِي هِلاَلٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :‏ بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ ‏فَقُلْتُ أَيْنَ ؟قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ‏ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهُمْ ؟ ، قَالَ إِنَّهُمُ (( ارْتَدُّوا بَعْدَكَ )) عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى‏ ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ‏.‏ قُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ‏.‏ قُلْتُ مَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى‏.‏ فَلاَ أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلاَّ مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ))

ثانيا : الروايات المتعددة الطرق والدلالة ، التي يرويها مسلم في صحيحه في كتاب (( الفضائل )) ،باب (( اثبات حوض نبينا ص وصفاته )) رقم الحديث 6118 ، و 6136، قال : (( حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ :‏ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلأُنَازِعَنَّ أَقْوَامًا ثُمَّ لأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي ، ‏فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ )).‏ ‏
(( وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ، يُحَدِّثُ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ‏ لَيَرِدَنَّ عَلَىَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَىَّ اخْتُلِجُوا دُونِي فَلأَقُولَنَّ أَىْ رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي ‏، فَلَيُقَالَنَّ لِي إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ‏)).
(( وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بُكَيْرًا، حَدَّثَهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَذْكُرُونَ الْحَوْضَ وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا مِنْ ذَلِكَ وَالْجَارِيَةُ تَمْشُطُنِي فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ أَيُّهَا النَّاسُ ‏"‏ ‏.‏ فَقُلْتُ لِلْجَارِيَةِ اسْتَأْخِرِي عَنِّي ‏.‏ قَالَتْ إِنَّمَا دَعَا الرِّجَالَ وَلَمْ يَدْعُ النِّسَاءَ ‏.‏ فَقُلْتُ إِنِّي مِنَ النَّاسِ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إِنِّي لَكُمْ فَرَطٌ عَلَى الْحَوْضِ فَإِيَّاىَ لاَ يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ فَيُذَبُّ عَنِّي كَمَا يُذَبُّ الْبَعِيرُ الضَّالُّ فَأَقُولُ فِيمَ هَذَا فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ‏.‏ فَأَقُولُ سُحْقًا ‏)) .
ثالثا :الروايات المتعددة الطرق والدلالة التي يرويها صاحب الكافي الشريف ومنها:((عن عبد الرحيم القصير قال :قلت لأبي جعفر عليه السلام إن الناس يفزعون إذا قلنا ان الناس ارتدّوا فقال ياعبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه واله أهل جاهلية !!.
إن الانصار اعتزلت ، فلم تعتزل بخير ، جعلوا يبايعون سعدا وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية : ياسعد انت المرجى وشعرك المرجل وفحلك المرجم / الكافي 8 / 296)) !!.
وكذا ماروى صاحب نهج البلاغة الرضي عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع في كتاب له الى أهل مصرمع مالك الاشتر لما ولاه إمارتها قال :(( فوالله ماكان يلقى في روعي ولايخطر ببالي أن العرب تُزعج هذا الامر من بعده صلى الله عليه واله وسلم عن أهل بيته ولا أنهم منحّوه عنّي من بعده !.
فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه فأمسكت يدي حتى رأيت راجعت الناس قد رجعت عن الاسلام يدعون الى محق دين محمد صلى الله عليه واله وسلم ، فخشيت ان لم انصر الاسلام وأهله أن ارى فيه ثلما او هدما .../ نهج البلاغة / كتاب 63/ شرح محمد عبده / مؤسسة المعارف )).

ومن خلال هذه المرويات الحديثية تتضح لنا الحقائق التالية :
اولا : ان الرسول محمد ص وهو يتحدث عن المستقبل والحوض والجنّة بلّغ ان اصحابه سيرتدّون عن دينه القهقرى .
ثانيا : إن اصحاب محمد سيحدثون بعد انتقاله للرفيق الاعلى حدثا يوجب على صفتهم الردّة ينالون في الاخرى جزاءا عليها دخول النار ودعاء الرسول بالسحق لهم وغضبه عليهم في الاخرة .
ثالثا : في حديث ابي هريرة صراحة ان معظم الصحابة في النار ولاينجوا منهم الى الجنة الا همل النعم وهم متفرقة قليل جدا .
رابعا : محاولة الرسول الاستشفاع الى بعض اصحابه عند الله العزيز الجبار ولكن ولفرط عظم جُرم الصحابةولعدم معرفة الرسول بتفاصيل ما ارتكبوا من ارتداد يختلجون ويسحبون بقّوة من بين يدي شفاعة الرسول محمد ص ليرمون في النار والجحيم .
خامسا : في رواية الكافي دلالة لالبس فيها ان كثير من الناس لايقبلون بفكرة ارتداد اصحاب محمد وإن كان المبلغ لها هو الرسول العظيم محمد ص نفسه !!.
سادسا : اظهرت رواية الكافي عن الباقر ع ماهية ارتداد اصحاب محمد ص وانها بسبب خلافته وحكومة المسلمين وكيفية ان اول من قدح زندها هم الانصار بالتفافهم حول سعد ، ومبايعته واقامة الاحتفالات الارتجازية الجاهلية التي شجبها الاسلام ، مع علمهم ويقينهم ان امر الخلافة قد حسمه الله سبحانه ورسول محمد ص بالنص لعلي بن ابي طالب وانه هو وصي رسول الله وخليفته !!.
نعم فيما ذكر من دلالات الاحاديث النبوية الشريفةوما اوضحته المرويات عن اهل بيت النبوةوالعصمة هناك اقتران وشرح وتفسير وتبيين ، لالبس فيه في ماهية الارتداد الذي تحدثت عنه احاديث الرسول محمد ص والتي رويت في صحاح المسلمين ، وانه ارتداد وكفر بنعمة وليس باسلام وقانون وشريعة قام عليها نظام المسلمين انذاك لكنّ هذه الردّة والكفربالنعمة حسب مروية نهج البلاغة للشريف الرضي من قبل اصحاب محمد ص كانت هي المنشأ الذي على اثره رجعت راجعة الناس عن الدين كما عبر امير المؤمنين بكتابه للاشترالى مصروهي التي كانت سببا بالردة الكبرى لاعراب العرب عن الاسلام الذين سعوا لمحق دين الرسول العظيم محمد ص !!.
اي ان هناك الكثير من المرويات التبينية التي ذُكرت عن اهل البيت ع قد اشارت الى ماهية هذه الارتدادة التي تحدثت عنها احاديث الرسول العظيم محمد ص ، والتي هي ستكون سبب دفع صحابة الرسول عن الحوض والقائهم في النار يوم القيامة ، وان الارتداد الكبير لصحابة محمد ص سيكون بعصيان امر الله سبحانه ورسوله بشأن نص الخلافة ،التي هي بلاريب لعلي بن ابي طالب حسب ما ذكرته الكثيرمن المرويات والاحاديث والاخبار النبوية والقرآنية والتاريخية وستكون الارتدادة هي الحدث الذي ذكرته نصوص الاحاديث النبوية انفا لصحابة الرسول وان الصحابة ستحدث بدعة في خلافته ص من خلالها يتغيرنمط الحكم الاسلامي وينتقل من اصحاب النص الذين هم اهل البيت بقيادة علي بن ابي طالب ، الى غيرهم من خلال بيعة او صفقة سياسية ستقع على ايدي الكبار من الصحابة !!!.

وبهذا فهمنا تماما ماهية هذه الارتدادة لصحابة الرسول محمد ص ، وانها ليست ارتدادة شرك بعد اسلام ، وانما كانت ارتدادة كفر بنعمة الولاية والخلافة لاهل البيت بعد ايمانهم او اقرارهم بها وهذا المعنى هو المتوافق تماما مع النصوص القرآنية التي وصفت الاسلام بالدين والامامة والخلافة والحكومة لاهل البيت بالنعمة في قوله سبحانه : (( اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا / 3 / المائدة )) باعتبار ان هذه الاية وبنص الكثير من اعلام الاسلام نزلت بعد واقعة غدير خم وتنصيب الرسول لعلي بن ابي طالب خليفة من بعده ، بالاضافة الى ان نفس النص يصف اكمال الدين من جهة وهوالاسلام ويصف الامامة والخلافة بالنعمة للمسلمين وتمامها او اتمامها لكمال الاسلام ، وهناك فرق عظيم بين كمال الدين واتمام النعمة فافهم !!.

وصحيح لاينبغي ان يفزع كماورد في رواية الكافي الشريف عن الامام الباقر ع مَن يستمع للفظة كفراو ارتدادوهي تنسب لصحابي من الصحابةليسأل عن : كيفية اتحاد كفرواسلام في حيز واحد ؟فإن مثل هذه المصطلحات وردت قرآنيا وشُرحت نصيا فيه والقرآن نفسه هومن فرّق بين كفرمرّة ياتي بصفته شركا بالله سبحانه وتعالى وجحودا به وبين كفريأتي متحدامع الاسلام ولكنه كفر بنعمة من نعم الاسلام وليس بكله كما قال سبحانه متحدثاعن طلب الحج من الناس لبيته المحرّم (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين / 97/ ال عمران ) ، ولاريب ان طلب الحج لايكون الا من مسلم مؤمن بالله ورسوله ص(على مبنى الاصوليين الذين يذهبون الى ان اوامر الشريعةمنحصرة بالمؤمنين بها فقط) وما ذيل الاية وتهديدها ب( ومن كفر) الا حديث ووعيد للمسلم اذا تهاون بالقيام بهذا الواجب ، ولكنه على اي حال وصف ترك ركن من اركان الاسلام بانه كفر وان الله غني عن العالمين وان من يكفر بانعم الاسلام واركانه يتحد وصفا مع مَن يكفر بالاسلام ككل !!.

وعلى هذا الاساس والمبنى ،نفهم المضامين والمقاصد الرسالية من احاديث ردّة اصحاب محمد الرسول ص ومحازبيه ، وانها ردّة انحصرت في حيزالخلافة والامامة من بعده ص وانهاالحدث الاعظم الذي سيدخل الله سبحانه على اثره قوما من الصحابة الى النار حسب منطوق ومفهوم مانقله لنا البخاري ومسلم في صحيحيهما من مرويات واحاديث الحوض !!.

يتبقى لنا ان نسأل ، لفقه خلفيات هذه الردّة لاصحاب محمد ص بعدما تبين واقعيتها وثبتت حقيقتها تاريخيا ورساليا نبويا تصديقا لقوله سبحانه قرآنيا :(( افأن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ..)) بلماذا انقلب اصحاب محمد الرسول ص بعد وفاته على اعقابهم ليرتدوا الى جاهلية جهلاء ؟؟.
وماهي الاسباب الحقيقية التي دفعت بجلّ صحابة الرسول محمد ص للارتداد على ما اسسه لهم من خلافته ونوعية الحكم من بعده ماسحب خلفه بالضرورةالى ردّةإعرابية شاملة في جزيرة العرب حاولت محق الاسلام ودين محمدالرسول ص من هذه الارض لولا وقوف رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه امثال علي بن ابي طالب بوجه هذه الهجمة الاعرابية الشرسة على الاسلام من خلال غض نظره المؤقت عن حقه بالخلافة صونا لحياة الاسلام واستمرارا لدين محمد ص ؟.
وهل هي كانت خلفيات سياسية فحسب ولمنافع دنيوية ومكاسب مادية لاغير ؟.
أم ان هناك خلفيات عقدية واخرى نفسية وروحية كانت تختمر ببطئ داخل عقول ونفوس الكثير من الصحابة لم يسمح لها التعبير عن ذاتها علنا وبشكل متمرد سافر الا بعد ان انتقل الرسول الاعظم محمد ص للرفيق الاعلى ؟.
الحقيقة ومن خلال بحث ودراسة تاريخ البعثة النبوية المباركة ، وما طوته من اعوام ثلاثة وعشرين ، وما صنعته من مجتمع فيه الطالح والصالح والمنافق والمؤمن ، والمخلص والزنديق ..... حسب طبائع المجتمعات الانسانية البشرية الطبيعية ، فاننا نجد من خلال هذه الدراسة ، وذاك البحث لمجتمع الصحابة ان فيه الكثير من التنوعات الفكرية والاتجاهات السياسية والطبقات الاجتماعية والتفاوتات الانسانية النفسية والروحية وهذا منشأٌ فطري انساني لايمكن لاحد الغاءه او القفز عليه عند ارادة تقييم اي مجتمع من المجتمعات البشرية ، وحتى ان كانت مجتمعات تعيش في كنف الرسالات والنبوات العظيمة ، فإن هذا لايلغي بشريتها الانسانية او طبائعيتها الاجتماعية ، التي فيها كل مافي باقي المجتمعات البشرية الطبيعية وهكذا هو كلام القرآن الكريم باعتباره اقدس واوثق كتاب الاهي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه يتحدث عن مجتمعات جميع الانبياء والرسل ويصفها ويقيّم تفاعلها ويختصر وجودها على اساس انها مجتمعات طبيعية فيها الصالحون وهم اقلية دوماوفيها الكفار والمنافقون ، والفراعنة والطاغون وفيها الضعفاء والمستضعفون ، وفيها الرذيلة والقاسطون ....، وهكذا في قول القرآن عن محمد الرسول ومجتمعه بقوله :(( قل ماكنت بدعا من الرسل / 9/ الاحقاف))لتأكيد حقيقة ان ماجرى على الرسل ومجتمعاتهم هوجاري بالتمام على محمدالرسول ص واصحابه ومجتمعه حذو النعل بالنعل ، وإن في داخل مجتمعه الاسلامي المديني من اهل النفاق والزيغ ماصرّح به القرآن مرارا ،وان فيه من اهل الصلاح والتقوى ، واهل الختل والمنافع ..... وجميع التنوعات الاجتماعية البشرية التي توجد في اي مجتمع اخر !.

إن هذه التنوعات الاجتماعية لمجتمع المدينة الرسولي الاسلامي هي نفسهاالتي ساهمت ببناء شخصية اصحاب محمد الرسول ص فردا فردا كما ان جميع العوامل الطبيعية التي كانت تؤثرعلى افراد مجتمع صحابة الرسول هي لم تتغير في يوم من الايام في تاريخ البشرية القديم والحديث ، ولهذا فلا غرابة ان صادفنا مصطلحا كان يطلق على شريحة اجتماعية واسعة في مجتمع محمد الرسول ص كان اسمها ((المنافقين)) وهذه الشريحة لها حضورها السياسي ، والاقتصادي والاجتماعي القوي جدا في حياة المسلمين حتى ان القرآن عندما افتتح اول اياته في بدايات تشكيل دولة الرسول محمد ص في المدينة قد قسّمت الايات القرآنية المجتمع في سورة البقرة الى ثلاث طبقات رئيسية تحدثت حولها السورة باسهاب وهي :(( المؤمنين ، والكافرين ، والمنافقين )) الذين اذا رأوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون !!.
وبهذا تسقط نظرية مَن يريد تحويل مجتمع صحابة الرسول محمد ص الى مجتمع من الملائكة العدول الذين لايدركون اي شيئ من طبائع البشر وانحرافاتهم الاجتماعية ، وتعلوا نظرية وجوب دراسة مجتمع اصحاب محمد كما كانوا هم عليه وكما وصفهم القرآن الكريم ، وما تحدث عنهم الرسول محمد ص في اخباره المنقولة الصحيحةلاكما ينبغي ان نراهم فيه من حالة تقديس مفتعلة وتقف خلفها اغراض سياسية مفضوحة وليست دينية !!.
نعم لايمكننا الا الاقرار اذا حاولنا فهم مضامين احاديث ومرويات ارتداد صحابة محمد الرسول ص من بعده وحسب الفهم القرآني للمجتمع المديني الاالتأكيد على اختلاف وتنوع افكار وتطلعات ورؤى هذا المجتمع الرسالي الذي كان يعيش في كنف رسالة العظيم محمد ص مايعني من جانب آخر واذا اردنا وعي خلفيات ارتداد اصحاب محمد ص من بعده توجب علينا ادراك هذه الخلفيات بشكل متنوع ايضا وليس بشكل موحد يختصر كل العوامل والخلفيات التي دفعت اصحاب محمدالرسول للارتداد على اساس انها سياسية فحسب او دنيوية لاغير او انها عقدية فكرية بالتحديد !!.
كلاّ بالطبع ، وانما الحق في معرفة خلفيات ارتداد اصحاب محمد الرسول ص من بعده ينبغي ان تكون متوافقة ومنسجمة مع ذالك التنوع الاجتماعي الذي كان قائما في المدينة انذاك ولايؤخذ على شكله الموحد مطلقا لان تشكيلة مجتمع الصحابة المديني لم يكن موحدا في فكره ومصالحه وطبائعه وعقيدته ورؤيته .... لنعلن عن خلفية ارتداد موحدة لاصحاب محمد الرسول ص ، وانما كانت هناك الاتجاهات وكانت هناك التطلعات وايضاهناك المعتقدات المختلفة والمتنوعة والمتصارعة في مجتمع محمد الرسول ص الذي ضمّ حكومة اسلامية فوق راس ذالك التنوع الاجتماعي بقيادة العظيم محمد ص والذي يسمح بالتنوع الفكري والعقدي والاجتماعي والاقتصادي من التنفس والتعبير عن ذاته علنيا حسب القانون وتحت سقفه الواسع !!.
وبهذا المعنى كانت خلفيات ارتداد اصحاب محمد الرسول ص متنوعة الى عدّة اشكال وصيغ مختلفة فمنها :
اولا : الخلفيات السياسية الدنيوية التي دفعت ببعض الصحابة للارتداد على اوامر رسولهم من بعد وفاته في موضوعة الخلافة من بعده وهذه الطبقة من الصحابة كانت لصيقة الصلة بمحمد الرسول وبحكومته القائمة في المدينة وهي نفسها الشريحة التي كانت تفكر بعمق بموضوعة خلافة محمد الرسول ص ، وقيادة حكومته من بعده ابّان حياته ، ولمن ستؤول ومن هو الاحق بها من بعده .....الخ ولكن بصوت خافت وبعدم جرأة عالية النغمة امام العظيم محمد ص وما ان اعلن محمد خلافته من بعده لعلي بن ابي طالب ع في غدير خم من آخر حجة الوداع له حتى كمنت هذه الشريحة صامتة الى وقوع لحظةموت محمد الرسول ص لتعلن من جانبها خلافتها لحكومة الرسول محمد ص باعتبارها الاحق بالخلافة تراتبيا حزبيا بعد الرسول من خلال البيعة !!.

ثانيا : الخلفيات العقدية المنحرفة التي شكلت صدمة عنيفة مابعد حياة محمد الرسول ، وهذه الخلفيات تنوعت منابعها بشكل كبير جدا في داخل العقيدة الاسلامية للمسلمين انذاك ، فمنها :
آ : عقيدة كانت لاتدرك اي معنى لختم النبوة في الاسلام لرسالة العظيم محمد وهذه الشريحة هي التي رفعت شعار انتقال النبوة من محمد الرسول بعد وفاته الى متنبئين ادعواالنبوة في جزيرةالعرب انذاك كمسيلمة الكذاب واضرابه فإن هذه الشريحة من المسلمين الذين امنوا بنبوة مسيلمة لم يكونوا على الحقيقة لا يدركون من الاسلام اي معنى ، وانما كانت لديهم افكارا مبتورة ومشوشة عن الاسلام والرسول محمد ص لبعدهم عن منشأ الاسلام ومدنيته ولكنها ناقصة بحيث انهم لم يكونوا يدركون من فكرةختم النبوة بعد محمد اي شيئ ولذالك هم اسغفلوا من قبل مسيلمة وغيره ليؤمنوا بنبوة مسيلمةاوانتقال النبوة والوحي اليه بعد محمدالرسول ص ولهذا سمّوا بالمرتدين بعد وفاة محمد الرسول ص ، للدلالة على انهم كانوا مسلمين اولا ويؤمنون بفكرة النبوة بشكل عام ثانيا ثم بعد ذالك ارتدوا لا على الاسلام بمجمله ، ولكن على عدم ايمانهم بختم محمد للنبوة والرسالة ، واعتقادهم المشوّه لاستمرار النبوة والوحي بعد وفاة العظيم محمد صلى الله عليه واله وسلم ثالثا !!.
ب :عقيدة لم تكن تدرك اي معنى لامتدادالزمن الاسلامي بعدمحمد الرسول ص وبعد وفاته فكثير من المسلمين ومن الصحابة كانوا ابدا لايعتقدون بالامتداد الزمني بعد وفاة محمد ، لاي حركة اسلامية تاريخية طبيعية سوف تستمر بعد رحيل محمد الرسول من هذه الحياة الدنيا وانما جلّ ماكانوا يدركونه من الاسلام ورسالة الرسول محمد ص اعتقادا صادقا انه جاء ليغلق باب الحياة ويعلن قيام الساعة ، وطي صفحة هذا الوجود العالمي والانساني !!.
والمعروف ان هذه الفكرة كانت هي السائدةعلى الكثير من افكار الصحابة ومعتقدهم في الرسالة والنبوة والايمان بالله ويومه الاخر وكانت الكثير من الايات القرآنية والاحاديث النبوية من امثال مارواه البخاري في صحيحه من قول للرسول الاعظم محمد ص وهو يصف رسالته واقتراب الساعة وقيام القيامة بقوله :(( بعثت انا والساعة كهاتين )) وهو يضم اصبعيه بعضهما الى بعض ، تموّن من مصداقية هذه الفكرة مضافا الى ان امر الساعة في الشريعة الاسلامية ووقت حدوثها أمر قبض العلم به او العلم بساعة حدوثه حتى عن الرسول محمد ص نفسه وهذاماكان يتحدث القرآن عنه مراراعند سؤال الكافرون للرسول محمد ص عن الساعة فيجيبهم بعدم المعرفة :(( ويسئلونك عن الساعة ايان مرساها قل انما علمها عند ربي ..)) !!.
وهكذا كان تيار عريض بين المسلمين يعتقد اعتقادا جازما ان محمدا جاء فقط مبشرا بجنة نازلة لامحالة وبقيامة ستقوم حتما قبل وفاته ص ليشهد هو والمؤمنون به امارات الساعة التي منها :(( فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين )) وهي تخاطب محمد ص مباشرة وبلا حواجز او اشارات !!.
اما الكارثة في هذا المعتقد ، فانه لم يكتفي بان قرن بين رسالة محمد ص وقيام الساعة فحسب، بل انه قرن كذالك ايضا صدق نبوة محمد ص ووحيه أماعندما يُعلن موت محمدالرسول ص ولم تقم قائمة الساعة ولم تأتي السماء بدخان مبين ولم يظهر الله الاسلام على الدين كله ......الخ فان هنالك خللا ما وقع حسب ذهنية ومعتقدية هذا التيار المؤمن بالقيامة والرسول وهو ، اما ان محمدا لم يمت ، وهذا ما اعلن عنه عمر بن الخطاب وهدد بالقتل كل من يقول ان محمدا قد مات ، قبل ان يسكته ابو بكر بمقولته : من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات !!.
وإما ان كل ماكان يقوله محمد ويبشر به من جنة وينذر به من نار ، فهو اكذوبة استطاع محمد ان يستخدمها ليقيم له حكما باسم الدين وقيام الساعة ، وعلى اثر هذه الصدمة ارتدّ الكثير من الصحابة عند موت محمد ص واهتز ايمانهم بصدق محمد بقوّة بعد ان ذهب محمد ص الى ربه وبقت الحياةمستمرةوالزمن جاري والايام الانسانية متحركة بلا دخان سماء ولانارجهنم ولاخسف للارض وغير ذالك !!.
ثالثا : وهي خلفية النفاق العقدي في مدينة الرسول محمد وهي عقيدة اظهرت الاسلام والايمان بمحمد الرسول وشريعته واضمرت الكفر والارتداد في باطنها على امل الاعلان عن هذا الكفر والارتداد عن شريعة محمد الرسول ص في يوم من الايام ، وبالفعل كان النفاق دينا ثانيا في حياة اصحاب محمد الرسول ص حتى ان الرسول ص كان يُعلن للملأ من قومه المؤمنين بنبوته انه لولا مقالة الناس ان محمدا يقتل اصحابه لقتلت قوما اظهروا الايمان بي وبالاسلام من اصحابي كما هو في رواية البخاري بقول الرسول ص :(( لايتحدث الناس بان محمدا يقتل اصحابه )) التي رويت في كتاب التفسير ، فمفاد مثل هذه الروايات وهي كثيرة ان شريحة من اصحاب محمد كانت تضمر النفاق وتعلن الاسلام لحقن دمائها والتمتع بما وهبه القانون من حصانة لمن اظهر اسلامه !!.
ولاريب ان هذه العقيدة المنافقة كانت من ضمن المنصات الاجتماعية التي كانت تهيئ لعمليةالارتداد الكبرى على الاسلام وشريعته ورسالة محمد الرسول ص من بعده ، بل وكان النفاق احد الروافد الثقافية والفكرية الكبرى التي تشكك بمصداقية رسالة محمد ص ووحيه الالهي ، وهي من لعب اخطر دور في ارتداد اصحاب محمد ص بعد وفاته !!.
والى هنا نصل الى حقيقة هذا التنوع الفكري والسياسي والعقدي والاجتماعي الذي ساهم بمجمله في بروز ظاهرت ارتداد اصحاب محمد بعد موته ، بل وان هذا التنوع اذا جمعت متفرقاته بصورة علمية وموضوعية ، فسوف لن نصدم اذا وصلنا الى حقيقة ارتداد اصحاب محمد ص بعده وكيف ان هذه الارتدادة كانت متوقعة وليست هي مما يستحيل وقوعه بعد وفاة العظيم محمد ص ، وإن ما نقل عن محمد الرسول نفسه كان حقا ، بل وكان معجزة انبأت عن مستقبل في حياة دين محمد ص في احاديث الحوض وقد تحققت بعد وفاته صلى الله عليه واله وسلم ، ليكون ارتداد اصحاب محمد ص القهقرى الى جاهلية جهلاء من جهة بيان صدق على ماقاله الرسول الاعظم محمد ص وتنبأ به لمستقبل هذه الشريحة التي سميت صحابة ، ومن جانب اخر يكون تكذيب فكرة ارتداد اصحاب محمد ادانة كذب لما قاله الصادق الامين العظيم محمد ص !!.
ونحن اليوم بين خيارين لاثالث لهما اما تصديق ماجاء عن الرسول محمد ص بارتداد اصحابه من بعده ، والقول بتصديق التاريخ لما انبأعنه العظيم محمد ص واما ردّ ما انبأ عنه ، وتكذيبه صلى الله عليه واله ومعاذالله تكذيب الصادق الامين في روايات جاءت بصحاح المسلمين وتواريخهم وعن طريق عترته الطاهرة ، تؤكد حدوث ارتداد لاصحاب محمد من بعده ، ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم !!.
____________________________

alshakerr@yahoo.com






الأحد، نوفمبر 14، 2010

(( إن شرّ وزرائك مَن كان للاشرار قبلك وزيرا .... وزارة صالح المطلك )) حميد الشاكر



لاأخفيكم سرّا اذا اذعت:إن نبا استوزار صالح المطلق للخارجية باعتباره صفقة مقامرة اوبابا لما يسمى بالمصالحة مع البعث الصدامي كان ثقيل الوطأة على قلبي لدرجة انه فكر بالوقوف فعلا في ليلة النبأ المسرّب وتخيّل المطلك وزيرا في دولة العراق الجديد ؟!!.



صالح المطلك واضرابه لوزارة خارجية العراق ، ونتأمل نجاح الحكومة القادمة وقيامها بواجباتها المرتقبة ؟!!!.



طبعا قبل ان يكون شيئ لايصدّق هو كذالك شيئ سيساهم باستمرارمعاناة الشعب العراقي واراقة دمه ودماربلده وتعثر تجربته السياسية لامحالة فامثال المطلك والعاني والدايني وحارث الضاري .... وباقي شلّة المنافقين داخل العملية السياسية العراقية حتى الان لاريب هم سبب ما وصل اليه العراق من دماروخراب وزهق للارواح وسفك للدماء وتنمر للارهاب وانتشار للجريمة والفساد فكيف بعد هذا كلّه نقدم المطلك لوزارة الخارجية وربما العاني فيما بعد لوزارة الثقافة ليخلف الهاشمي الذباح المجرم الهارب وعضوية البرلمان من جديد للدايني في سبيل المصالحة ودائرة الاستخبارات للشهواني كي تعود كرّة التفجيرات داخل مؤسسات الدولة الحساسة ....الخ ثم بعد ذالك نتوقع تحسنا لاداء حكومة العراق او تقدما لتجربتها الوليدة والحرّة ؟؟.



نعم من خلال تجارب الامم والشعوب والحكومات والدول وصلنا الى حقيقة:انه لاتقوم الدولةولاينجح حكمٌ داخل منظومة شعبٍ يريد العزّة والتقدم بغير المؤمنين المخلصين لهذه الدولة ومشروعها وهذا الحكم وغاياته واهدافه وتطلعاته ، وهذا فضلا على ان تجارب التغييرات العالمية القديمة والحديثة تطلعنا على ان من يساند التغييرويضحون من اجله ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل نجاحه هم المؤمنون والمخلصون لهذا التغيير الاجتماعي والسياسي الكبير وقبل حتى الاكفاء المنحازون !!.



أما ان نأتي باعداء تجربة التغيير ، والساعين لاسقاط قيام الدولة ، والباذلين لمهجهم في سبيل تدميرالحكم ، وتمزيق اللحمة من بعثيين صداميين حاقدين ، وشيوعيين منقرضين ، وطائفيين وفاسدين وتافهين ، وراقصات وراقصين ...لنعطيهم مناصب الحكم القيادية ، تحت اي مسمى او عنوان ثم نقيم كل خططنا المستقبلية على تصوّرات ترسم لنا تقدم وازدهار ورقي الشعب واستباب امنه وحفظ ارواح مواطنيه ....فهذا شيئ (( ياجماعة )) لاافهم كيف له ان يركب اوان ندرك راسه من رجليه ؟.



صحيح لابأس ان تكون شراكة الحكم الوطنية متعددة الالوان والاطياف والاتجاهات الايدلوجية والحزبية لكن بشرط ان يكون الولاء والاخلاص للتجربة والشعب ومصالحه والحكم والدولة والتغيير..... هو المقياس الاعلى والميزان الاعظم لكل من يريد ان يدخل او يُدخل في اطار الدولة والحكم والعمل من داخلهما ، اما بغير ذالك فلم نسمع بتجربة تاريخية سُلّمت لايدي اعدائها لتنجح ، كما اننا لم نقرأ لحكم قام ثم انقلب على المخلصين به ، وجاء باعدائه كي تقوم له قائمة ، او بدولة لايؤمن بها تيار ايدلوجي لانها غيرمايطمح اليه من حكم مادي اواشتراكي ثمّ تفتح هذه الدولة ذراعيها لتنتفع بكفاءة من لايؤمنون بمشروعها واستمرارها ونجاحها اصلا !!.



في وصية لامير المؤمنين علي بن ابي طالب ع لعامله على مصر مالك ابن الاشتر النخعي اخومذحج يرشده الى سبيل اختيار وزرائه والصالحين لاعانته في ادارة حكومته في مصر قال :(( ان شر وزرائك من كان للاشرار من قبلك وزيرا ومن شركهم في الآثام فلايكونن لك بطانه فأنهم اعوان الاثمة وإخوان الظلمة ، وانت واجد منهم ( عنهم ) خير الخلف ممن له مثل ارآئهم ونفاذهم وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم ممن لم يعاون ظالما على ظلمه ولا آثماعلى إثمه أولئك اخف عليك مؤنة واحسن لك معونة ..... وألصق باهل الورع والصدق ثم رضهم على أن لايطروك ولايبجحوك بباطل لم تفعله..)) !!.



والله المستعان !!.


_______________________________


alshakerr@yahoo.com

الخميس، نوفمبر 11، 2010

(( أخطر كلمة في التأريخ : مَن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات !))

(( أخطر كلمة في التأريخ : مَن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات !)) حميد الشاكر


_________________________________________



من اساليب القرآن الكريم التربوية للاجتماع الاسلامي هواسلوب سرد القصص التاريخية والانتفاع والاعتبار بماورد في التاريخ وسيرة الماضين وذكرماقاله المتفرعنون والكفّار والظلمة من جهة وفي المُقابل ذكرماقيل على لسان الانبياء والمؤمنين العادلين من جانب آخر ، ليكون التاريخ وقصصه ومحركيه وابطاله ومتخاذليه وضعفاءه وماقالوا وما قاموا به من افعال ، وما سينعكس عنهم من آثار ...الخ مادة تربوية من خلالها يدرك المؤمن ويفهم ويستوعب كيف هي سنن الله في خلقه وايامه وتاريخه وكيف كانت ماهية وصفات انبيائه والمؤمنين بالله ، وكيف كانت صفات الكفاروالمنافقين والفجّار ايضا ؟وفي النهاية يتحصن الانسان المسلم والمؤمن برؤية قرآنية حقة ، لايأتيها الباطل من بين يديها ولامن خلفها تلزمه اتباعها في الدنيا وتكون عليه حجة امام الله سبحانه بالاخرة وتكون له بوصلة من خلالها يدرك الحق واهله ، ويعرف الباطل وجنده ، وتهبه الوعي في عقله والنور في بصيرته والتمييز بين الخبيث والطيّب في قلبه !!.



والحق ان هذا الاسلوب القرآني في قراءة التاريخ ورجاله ، وهذه الاهداف والغايات المعرفية الاسلامية القيّمة ، التي اسست لها المدرسة القرآنية في قصص الماضين ، هي نفسها الاساليب والغايات التي على ضوئها كتب لنا المؤرخون الاسلاميون تاريخنا الاسلامي الذي بدأ برسالة خاتم الرسل والانبياء محمد العظيم ص لنقرأه اليوم ، ونتصفح مجلداته الكبيرة ، ونتعرف على ابطاله ومجرميه ومحركيه وقاتليه وماقالوا من كلمات وما قاموا به من افعال وما اسسوامن سنن ومااشادوا من نوعية نظم وسياسات وماخطوا من خطط ايجابيات وسلبيات وهي نفسها الاساليب التي تفسح لنا المجال واسعا لنسأل عن تاريخناالاسلامي وضرورة الوقوف عند رجاله وماقالوه ومافعلوه وقاموا به من انجازات وانتكاسات ونجاحات واخفاقات بصورة دقيقة ومتأملة !.



وعلى هذا الاساس الشرعي والقرآني والتاريخي ، يمكننا الوقوف هنا على محطة من محطات تاريخنا العربي والاسلامي المهمة جدا والمصيرية فعلا ، والتي شكلت مسارَ تاريخنا القديم وبانعكاساته السلبية والايجابية الحديثة ، الا وهي محطة : وفاة العظيم محمد ص وكلمة الخليفة فيما بعد الاول ابو بكر عبدالله بن ابي قحافة ، لعمر بن الخطاب الخليفة فيما بعد الثاني ، عندما أطلق عمر مفردته المشهورة بعد ساعة من وفاة الرسول محمد ص بالقول ((من قال ان محمدا قد مات قتلته بسيفي هذاوانما رفع الى السماء ، ولسوف يعود فيقتل قوما منافقين ...!)) وجواب ابو بكر لرده :((مَن كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الاه محمد فانه حيٌّ لايموت !)).



فياترى : ماذا قصد خليفة السقيفة الاول ابو بكر بمقالته هذه التي اطلقها على الملأ ليعلن من خلالها وفاة العظيم محمد ص ؟.

وهل فعلا ان سبب كلمة ابي بكر هذه كان تهستر عمر بن الخطاب لمجرد خطور فكرة موت الرسول محمد ص عليه لاغير ؟.

أم إن لكلمة الخليفة الاول مضامين فكرية وعقدية وسياسية، أعمق بكثير من مجرد الردّ وتهدأت ثوران عمر بن الخطاب المبالغ فيه جدا لسماع نبأ وفاة بشر قال عنه القرآن : انما انا بشر مثلكم يوحى اليّ ... ؟.

ثم ماهو مضمون تعبير الخليفة الاول ابو بكر : مَن كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ؟.

اي مالذي قصده واراده وهدف اليه ابو بكر بمفردة (( العبادة لمحمد صلى الله عليه واله وسلم )) ؟.

وهل قصد العبادة بمعناها الشرعي المجرّم والمحرّم اسلاميا لغير الله سبحانه في الاسلام ؟.

أم انه قصد من عبادة محمد الرسول ص ، الذي كان يمارسها بعض المسلمين تجاه محمد العظيم ومنهم عمر بن الخطاب عبادة اخرى مختلفة ، ولذالك نقدها ابو بكر واسقط مفاعيلها من الواقع ؟.

ومن جانب آخر ماهذه الانفعالية الزائدة التي اظهرها عمر بن الخطاب والتي وصفها ابو بكر بالعبادة لمحمد ص ؟.

وهل هو انفعال سياسي كما يذهب اليه الكثير ممن قرأ التاريخ الاسلامي بوعي ، وكان عمر ممثلا لشريحة واسعة من المسلمين فيه كانت ترى في موت محمد تحوّلا سياسيا خطيرا ، ولهذا اعلن عمر عدم موت محمد وانه سوف يقتل كل من يعتقد ان محمدا قد مات الى حين اتضاح الرؤية واتخاذ بعض التدابير السياسية المهمة لمابعد حياة محمد الرسول ص ؟.

أم إن كلمة عمرايضا تستحق منّا بالفعل قراءتها بتأني لندرك انماط تفكيرعقدي منحرف كان شائعا بين اوساط المسلمين ومنهم عمر بن الخطاب كان يعتقد بالفعل ان الايمان بموت محمد ص يعني هدم للعقيدة الاسلامية ولذالك هدد عمر بالقتل كل من يقول بموت محمد ص باعتباره خروجا على الاسلام وارتدادا عنه ؟.



بمعنى : إن تهديدعمر بالقتل لكل من يعتقد بموت الرسول محمد ص أما انه نابع من عقيدة وايمان وصدق وحرص على الاسلام وفكره وإن الرجل كان صادقا بايمانه : ان فكرة موت محمد الرسول ص هي ضد الدين من منطلق اعتقاد عمر الذي كان يرى انه لايموت الرسول محمد ص قبل قيام الساعة كما كان يفهمه عمر من الدين في (( اقتربت الساعة ..))ولذالك كان مستعدا لقتل كل من يقول به لانه ضد عقيدة عمر المركبة على الرسول والقيامة ؟.

وإما ان يكون عمر واعيا ان محمدا رسول الله بشرا وانه لابد ان يموت ، وما تهديده بالقتل لكل من يقول بموت محمد الا تمثيل سياسي كان يهدف من وراءه الى ترتيب اوراق لاتتم الا بعد برهة من الزمن ، ولهذا ابتغى التعطيل لاعلان موت محمد الرسول ص بتهديداته بالقتل لاغير ؟.



لكن على كلا الاحتمالين كيف ان هذا الرجل يهدد بالقتل على فكرة (( الاعتقاد بموت محمد ص )) ويبدوا انه كان بالفعل مستعدا لقتل ايّا كان يقف امامه ، ليقول هذه الكلمة من جهة ، ومن جانب آخر ولمجرد قول ابو بكر : من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات !، نرى عمر يسلّم بهذه الحقيقة ، ويقرّ بها ، والاكثر من ذالك يتحول بايمانه من الاعتقاد المطلق بعدم موت محمد ص الى اليقين بموته لمجرد سماع آية :(( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات اوقتل انقلبتم على اعقابكم )) ؟.



وألم تكن هذه الاية هي آية ال عمران اطول سورة ثانية نزلت في المدينة، بعد سنوات من هجرة العظيم محمد ص واصحابه لها وكان عمر حاضرا لكل حرف نزلت به هذه السورة فكيف لم يلتفت عمر لاية ابي بكر التي ذكرها للتدليل على امكانية موت محمد او قتله الا بعد ان ذكرها له ابو بكر مع ان عمر كان قارئا للقرآن حسب ماينقل التاريخ ولابد انه سأل او فقه مضمون هذه الاية كما فهمها وفقهها ابو بكر وباقي الصحابة من قبله ؟.



فكيف يهدد عمر المسلمين بالقتل على امر كان من المفروض انه ضروري بل ومن صلب ايمان المسلمين الايمان بحقيقة الموت وانه حق على جميع البشر وان البعث فيما بعده حق ايضا ؟.

أم ان عقيدة عمرالاسلامية كانت يشوبها الكثير من الغموض واللبس والادراك لحقائق الاسلام لاسيماان ادركنا ان عمركان قارئا لكتب اليهود والنصارى ، من توراة وانجيل كما روي ذالك ونهي الرسول محمد ص له مرّات عدّة من قراءة هذه الكتب والايمان بالافكار بداخلها لانها محرفة ، وان فيها تصورات تشوّش على ذهن المسلم و....الخ ،ولذالك هو اعتقد خطأً ان الرسل لايموتون وان محمدا ص بالخصوص لاينبغي ان يموت الآن وان شأنه شأن موسى عندما ذهب الى ربه او شأن عيسى عندما رفع للسماء وسوف يعود فيما بعد ؟.



اسألة كثيرة اثارتها علينا كلمة الخليفة الاول ابو بكروهو يحسم الموقف بعد رحيل الرسول محمد ص الى الرفيق الاعلى واجوبة حتما ستكون دسمة معرفيا وفكريا اذا استطعنا قراءة الرجلين ابا بكروعمرمن خلال ملمح من ملامح شخصياتهما الغامضة وهما يتناوبان دور الرافع لفكرة وعقيدة خلود الانبياء والتهديد عليها ، والثاني الخافض لعبادة الانبياء والمرسي لواقع سياسي جديد أفضى الى خلافة الاول ثم دفعها من الاول للثاني بلا شورة من احد !!!.



طبعا في معرض جوابنا حول الاسألة الانفة الذكر لايمكننا الذهاب الى ان ابا بكر قصد بكلمته (من كان يعبد محمدا..) تلك العبادة الشرعية الاسلامية التي وضعتها المدرسة القرآنية في قُبالة فكرةالشرك بالله سبحانه مع ان مفردة العبادةتشمل زوايا ومضامين متعددة منها ، الطاعة والاتباع والخوف والخشية والانقياد .... وما الى ذالك من معاني تندرج تحت مفردة العبادة لكن يبدوا من كلمة ابي بكروتعبيرها بمفردة العبادة لمحمد ص انها تذهب لنقد ذالك التيار الذي عبد الله سبحانه من خلال الرعب والخشية من محمد رسول الله ص ولذالك كان هذا التيار الذي يمثلهم عمربن الخطاب لايتصور الاسلام بغير وجود محمد كقائد سياسي وديني يمتلك بيده مقاليدكل شيئ بما في ذالك امر العقيدة ومن هنا كان هذا التيارلايستطيع التفريق بين محمد ص كرسول وبشر ومبلّغ ... عن الله وبين الاسلام كعقيدة حيّة ومتصلة بالله سبحانه ، ومنفصلة تماما في استمراريتها عن حياة او موت الرسول الاعظم محمد ص !!.



نعم في مضمون كلمة الخليفة الاول ابي بكر ايضا يمكننا اكتشاف حقائق اجتماعية اسلامية ثلاثة ، كانت تعيش في حياة محمد الرسول ص وحياة ابي بكر كذالك وهي مهمة وغاية في الخطور ، لادراك الوجود الاجتماعي الاسلامي الاول من جيل الصحابة وكيف كانت بنائاته الفكرية والعقدية والنفسية قائمة ومختلفة بعضها عن البعض الاخر وهذه الحقائق هي :



اولا : لاريب ان ابا بكر ومن خلال رؤيته العامة لمجتمع الاسلام من الصحابة كان يشعر ويدرك ان هناك طبقات ايمانية مختلفة داخل مجتمع المدينةالمسلم انذاك في حياة الرسول العظيم محمد ص وإن هناك مَن بالفعل كان يعبد ويؤمن بالله وحده وان دوافع هذا التيار هي الايمان بالاسلام خالصة وبعيدة عن جميع المؤثرات الاخرى حتى وان كان مؤثر من قبيل العظيم محمد ص وهذا التيار لايتأثر ايمانه بالاسلام سواء وجد محمد الرسول ص بالحياة او انه قتل واستشهد فانهم باقون على الاسلام والايمان بانه الدين الخاتم للبشرية وإن محمدا ص ماهو الا رسول ومبلغ ومبين ومنذر ومبشر لهذه البشرية !!.

كماان هناك في المقابل تيارات من جيل الصحابة آمنوا بالاسلام من خلال هيبة محمدالرسول ص والخشية من سطوته السياسية والدينية وهؤلاء يربطون بصورة عملية وعقلية وايمانية بين محمد الرسول ص وجودا والاسلام وعقيدته حياة واستمرارا وهذا التيار بالخصوص هو الذي خاطبه ابو بكر بمقولته الشهيرة :(( من كان يعبد محمدا ...)) وهو التيار الذي عندما سمع نبأ موت محمد العظيم ص لم يهدأ سياسيا الا عندما اطمئن لبروز قيادة سياسية اخرى لتحلّ محلّ العظيم محمد ص وتأخذ دوره بالتمام والتي تمثلت بابي بكر كخليفة قريب لهذا التيار الذي يقوده انذاك عمر بن الخطاب ، ولهذا لو كان غير ابي بكر قد تقدم للخلافة بعد محمد ص فلربما من الصعب قبول هذا التيار بفكرة موت محمد ص !!.



ثانيا : نفس كلمة ابي بكر :( من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات...) هذه تدلّ على ان هذا الرجل ومن خلال قربه من الرسول العظيم محمد ص كان يرى في ظاهرة ( عبادة محمد ) انها اشكالية لابد من التصدي لها بعد رحيل الرسول العظيم محمد من هذه الحياة ،بل انه ربما كان يقرأ هذه الظاهرة بصمت في حياة محمد ص دون ان يجرأ بالافصاح بها علانية للعظيم محمد ص ولهذا فقوّة هذه الكلمة وخطورتها وحتى صياغتها (عبادة غير الله سبحانه )لايمكن التفكير بها الا من خلال كادر في القيادة من الحزب الذي دخل له ابو بكر باعتباره من المؤسسين لنواة هذه الاطروحة الاسلامية ،والتي وحدها تدرك تأثيرات قيادة راس الهرم على القواعد وكيف انها تصل حتما الى سقف العبادة للقيادة التي تدير الفكرة برمتها !!.

اي وبمعنى آخر : إن شخصية كشخصية ابا بكر لو لم تكن في الكادر المتقدم من السابقين للدخول في الاسلام ، ولو لم ترى في نفسها انها وحسب الترتيب السياسي الحزبي لابد ان تكون هي الخط الثاني لاستلام دفة القيادة بعد العظيم محمد ص لما قدمته للاسلام وماقامت به من بناء وتضحية في سبيل قيام الاسلام على قدميه لما جرأت على وصف ارتباط بعض التيارات الاسلامية من جيل الصحابة بمحمد الرسول ص على اساس انه ارتباط ( عبادة ) فمثل هذه المفردة وهذا المصطلح لابد انه سيؤسس لنوع جديد مع العلاقة بالرسول محمد ص ، بل ويقنن من هذه العلاقة الى حد خطير جدا ،ويفكك من الجانب الاخر عرى علاقة ليصيغ علاقة ارتباط جديدة مع غير محمد الرسول ص !!.

ومن هنا قلنا بخطورة هذه الكلمة من جهة وبعمق ما فيها من مفاهيم وادراك لشخصية ابا بكر التي يبدو انها كانت فاهمة تماما كيف تتقدم بعد محمد الرسول ص ، وكيف تحسم فكرة تيارعمر الرافض لموت الرسول محمد ص بالتهديد وبالقتل وكيف تحاول نقل الولاء السياسي من ارتباط العبادة الى ارتباط البيعة من تحالفات قبلية داخل سقيفة بني ساعدة ؟!!.



ثالثا : إن هذه الكلمة لابي بكر، وباعتبار انها جاءت جوابا لاطروحة عمر بن الخطاب في عدم موت محمد الرسول برّزت للعيان الاسلامي الاجتماعي وحفرت للتاريخ نقشا بارزا ، وكبيرا وصلبا مفاده : ((هشاشة المعتقدية الاسلامية الصحيحة حتى في فكر وتصورات جيل الصحابة)) لاسيما منه الجيل المتأخر في اسلامه بعد الثلاث سنوات الاول من الدعوة الاسلامية من مثل معتقدية عمر بن الخطاب واضرابه من المسلمين الذين اسلموا بعد السنة السابعة ((كما روي))لدعوة الرسول محمد الاسلامية فإن امثال هذه الطبقة من الصحابة ينتابهم الكثير من التشويش الفكري والعقدي في تصوراتهم الاسلامية لاسيما الافكار التي لم يستطيعوا وعيها بصورة واضحة من السور القرآني المكي الذي كان يؤكد على العقيدة اكثرمن تأكيده على الاحكام والشريعة والقوانين في السور القرآني المدني ،ولهذا كان عمر بن الخطاب متهسترا من فكرة موت محمد الرسول قبل ان يحكم الاسلام العالم كله حسب منطوق ومفهوم الاية :(( ليظهره على الدين كله ...)) او ان يرحل محمد الرسول من الحياة قبل ان تقوم الساعة لقوله سبحانه :(( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ، ...)) فكل هذا كان يفهمه عمر ظاهريا وخطاب (( فارتقب )) هو للرسول محمد ص فكيف قبل ان تأتي السماء بدخان مبين يرحل محمد مع ان قرآنه يقول له ارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ؟.



إن مثل هذه الرؤية لشخصية ومعتقدية عمربن الخطاب وتياره داخل الاجتماع الاسلامي انذاك هي وحدها التي تطلعنا على ماهية تهستر عمر بن الخطاب من فكرة (( موت محمد )) وهي الرؤية الوحيدة التي تبرئ عمر نفسه من تهمة التمثيل السياسي عندما شهر سيفه وهدد بالقتل كل مَن يقول اويؤمن بموت محمد ص كما انها الرؤية الوحيدة التي تسمح لنا وبضمير ملئه حسن النية بأخذ اقدام عمر على قتل المسلمين اذا قالوا بموت محمد ص !!!!.

أما غير ذالك من رؤية فحتما ستجعل من فعل وقول عمربن الخطاب شيئ مشبوه ولابد من تفسيره بصورة اسلامية شرعية اولا وبصورة عقلية ومنطقية للعقل الاسلامي اليوم ثانيا ،لنجيب عن اسألة : ماهي مبررات عمر التي دفعته لتهديد المسلمين بالقتل لمجرد قولهم بموت محمد ؟. وكيف لشخصية كشخصية عمر من المفروض انها مؤمنة بالاسلام تندفع بهذا الشكل الغير منضبط اخلاقيا لاعلان الحرب على المؤمنين بموت بشر اسمه محمد رسول الله ص ؟، ولماذا ولمجرد سماع عمر لقول ابي بكر : محمد مات لم يقتله بل سلّم له وبايعه بل وكان هو الخليفة الثاني من بعده مباشرة ولمدة عشرين سنة متواصلة ؟!!.....الخ .



نهايةً : رأينا كيف ان كلمة واحدة من كلمات الخليفة الاول ابا بكرقد اثارت هذا الكم الكبير من التساؤلات والمحاور البحثية التي اطلعتنا بوضوح على فضاء من فضاءات الحياة للرسالة الاسلامية المحمدية الخاتمة وبواكيرها الفعلية والعملية ، وانماط تفكير الذين امنوا بها واسلموا لها طوعا او كرها ، كما رأينا كيف ان الوقوف بتأمل على كل كلمة او فعل او مشهد من مشاهد تاريخنا العربي والاسلامي بامكانه ان يهبنا ثروة معرفية لها اول وليس لها اخرفضلا عن اتضاح الرؤيةبالنسبة لنانحن المسلمون اليوم الذي نستقي ديننا ومعتقدنا ومعرفتنا الفكرية من التاريخ ورجاله وما جرى في داخله من احداث وكوارث !!.

وعلى هذا فنحن ندعوا كل قارئ للتاريخ ان يحاكم هذا التاريخ محاكمة فكرية بكل احداثه وشخوصه بعيداعن التقديس والتدنيس وقريبا من المنطق والشرع الاسلامي الحنيف وباخلاقه العلمية القرآنية ، لنصل ويصل هو الى تقييم ماجرى في تاريخه وليكون له من ثم هذا التقييم الدقيق منصة انطلاق جديدة ومتجددة على اساسها بالامكان البناء لحياة فكرية مختلفة تغيّر بالفعل مانحن فيه من تعفن فكري وتأسن ايدلوجي وتحجرمعتقدي امات الحياة اليوم واهلك النسل والضرع واجدبت على اثره حياتنا الاسلامية لنكون في مابعد خط اخر الامم وخارج التاريخ وموات لايكاد يسمع لنا حسّا او تحترم لنا حياة !!.

________________________________________________________________



alshakerr@yahoo.com

الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

(( رئيس الوزراء : نسأله عن الخرق الامني يتحدث عن نوايا البعث ؟!))

(( رئيس الوزراء : نسأله عن الخرق الامني يتحدث عن نوايا البعث ؟!)) حميد الشاكر


_________________________



الحقيقة غريب عجيب هذا الذي يحصل يوميا من قتل ودمار... وفوضى امنية عارمة في عراق مابعدحكم صدام التكريتي المجرم وزبانيته من البعثيين ، الذين حكموا هذا البلد بصورة تشبه رقاص الساعة في ضبطه وسيره بمسيرة لاتسمع لها حسا !!.

وغرابة واقع العراق الديمقراطي ان هناك فوضى في كل شيئ تقريباوحتى في عقول ساستنا والقائمين على ادارة شأن هذا البلاد ايضا تجد هنا خللا وفوضى عارمة واضحة للعيان !!.



بمعنى : انه اذا تحدثنا لعقول القادة السياسيين القائمين على ادارة دفة هذا البلد ،وانه يجب عليكم ان تكونوا اكثر حنكة سياسية بالتعامل مع الاقليم وكيفية امتصاص مبرراته الاجرامية وكذالك ضرورة هدوء التصريحات النارية التي تطلقونها بلا وعي كي لايكون هناك ضررا يلحق بالعراقيين قادم من الخارج يحرق اطفالهم ويسفك دمائهم ويهدم بيوتهم على رؤوسهم !!.



يخرج لنا خارج من السياسيين العراقيين انفسهم ليتحدث عن الشكوك في نواياناالتي دفعتنا للحديث بهذا الشأن ،ويجيبنا بسؤال اشبه بالنكتة السمجة بهل قبضنا دولارات من الخارج لنتحدث بهذا الحديث ام لم نزل اوفياء للتجربة العراقية ......، وهذا اذا لم نحجب طبعا ونمنع من النشر وتهمل احاديثنا وتصوراتنا كي لايسمعها احد من العراقيين ايضا !!.



والنتيجة ان الذي تحدثوا بعنترية ، وهزوا اكتافهم ليذكرونا بصدام التكريتي الجبان ، واظهروا للعالم انهم فقط طوق نجاة الامة وحصنها الحصين ...الخ اذا هم ولمجرد ذهاب يوم بعد تصريحاتهم العنترية يتوارون خجلا من الصفعة التي اتت لهم من الداخل والخارج لتنزل على قفاهم وهي تدوي بصوتها المجلل الذي يعلن للعالم وللعراقيين انه :انظروا الى سبع البرمبة بالامس صنديد يباهي عنتر بتصريحاته السياسية الناريةواليوم مجرد عاجزلايستطيع حتى حماية بيته ان يدنسه الارهابيون والصداميون القتلة من احتلاله وفعل مايشاؤون في داخله كما حصل في كنيسة سيدة النجاة المسيحية !!.



كذالك ما حصل بعد ذالك ،عندما حرقت المفخخات شوارع بغداد واطفالها وشبابها ونسائها ، بعد يوم من حادثة الكنيسة وبخرق امني لانستطيع وصفه الا انه مشبوه ولايمكن بعد الان السكوت على مثل هذا الاستهتار بحياة الشعب العراقي وامنه !!.

نسأل رئيس الوزراء نوري المالكي المنتهية ولايته : عن اسباب هذا الخرق ؟.

وكيف تمّ ؟.

واين المخابرات والتنسيق الامني معهم ؟.

واين كانت هذه السيارات المفخخة نائمة حتي خرجت من تحت الارض في بغداد لتقتل ابنائها فوق سطحها ؟.

واين حواضنها التي هيئتها لزهق ارواح البشر قبل ان تخرج للاسواق ؟.

واين هم رجال الامن الاسود في سيطرات شوارع بغداد الذين لم يستطيعوا ايقاف سيارة مفخخة واحدة ؟.

وما هي ملابسات الحديث العالي الصوت الذي يتهم هذه السيطرات بالاشتراك العملي بالتصفيات الجسدية بكواتم الصوت وانها اما انها تقبض لتشترك بالارهاب ، وإما انها لايهمها سوى قبض الرواتب وليحترق من يحترق من العراقيين بعيدا عنهم ؟.



بعد هذه الاسألة كلها يخرج علينا رئيس الوزراء العراقي ليخطب في احد المستشفيات عن : الاجرام البعثي ،وكيف انه لااخلاق له وماهي مبررات هذه الاعمال التخريبية وانها بسبب الاقتراب من تشكيل الحكومة بقيادة سيادته وان على العراقيين ان يفوتوا الفرصة .....الخ !!.



ياجماعة والله عجيبة ، نسألهم عن الامن لماذا هو بعثي اكثر من البعثيين ،يجيبنا المسؤول عن نواية واجرام الصداميين مع ان جميع العراقيين تقريبا يدركون اجرام الصداميين ، وسفالة ونذالة القاعديين الارهابيين ، ومع ذالك يتهرب المسؤول عن الاجابة ليفسر الماء الصدامي للعراق بعد الجهد بالماء ؟!!.



يعني بربكم كيف يمكننا وصف هذا العقل العراقي السياسي المسؤول عن هذا البلد وامنه وادارته ؟!.

هل نصفه بالعجز عن القيام بمسؤولياته الملقاة على عاتقه بحفظ امن الناس وارواحهم واموالهم واعراضهم ، ولذالك هو عندما يسأل عن مواطن عجزه يهرب الى الامام وليجيبنا عن الصداميين او اجرامهم او القاعديين وحقارتهم ؟!.

او الاحسن ان نصف العقل السياسي العراقي القائم اليوم بادارة هذا الوطن ،بالفوضوية وعدم التوازن والقدرة على رؤية الامور من منظارها الطبيعي والصحيح ، كي يجيبنا من المنظار الصحيح ويذهب للخل الصحيح ويصلحه بصورة صحيحة !!.



لكن على كلا الوصفين ما الذي ينتفع به العراقيون غير انهم في كارثة ،ومحرقة حقيقة يقعون فيها بين سندان الارهاب والموت اليومي من جهةوبين مطرقة العاجزين من السياسيين الذين لايرحمون العراقيين بتنحيهم عن الدفة ، ولايتركون رحمة الله تنزل عليهم من غيرهم !!.

____________________________



alshakerr@yahoo.com



الثلاثاء، نوفمبر 02، 2010

(( القراءة كعامل توازن ثوري في الشخصية الانسانية !)) حميد الشاكر

هل هي صدفة أن يبدأ الخاتم للاديان السماوية الاسلام العظيم استفتاح وحيه المنزل في القرآن للانسانية جمعاء بكلمة ومشروع أقرأ الكبير ؟!.


أم ان الاسلام وباعتباره الخاتم للرسالات والاديان الالهية كان يرى في القراءة ضرورة لابد منها ومشروع لاغنى عنه وممارسة وفعل وتأمل وفكر وتدبر وثقافة وصناعة ... لخلق إنسان آخر مختلف وصاحب ابعاد في شخصيته الانسانية المتباينة تماما عن ما هو قائم من شخصية انسانية غارقة في الظلام والجهل ؟؟.



الحق ان الاسلام كان يرى في طريق القراءة انه السبيل الوحيدة ، لاعادة انتاج انسان مختلف ومغاير لانسان الجاهلية الذي كان يعيش على طحالب الحياة وفي البرك الراكدة والآسنة من هذا العالم ، بل ان الاسلام باطروحته القرآنية لم يكتفي باطلاق مبادرة القراءة والتأسيس لها على اساس انها باب لابد من الولوج من تحته للوصول الى صناعة الانسان المختلف فحسب ، لكنه نظّر لمشروع القراءة ايضا بأن جعلها على خطوات تبدأ :

اولا : بتعلّم القراءة ، بقوله :(( إقرأ )) .

وثانيا : لممارسة القراءة القرأنية بالذات :(( فاقرأوا ماتيسر من القرآن )) .

وثالثا : بالدفع والدعم والحضّ على كيفية معينة للقراءة وهي قراءة التدبر او التأمل او التفكر...الخ بقوله :(( كتاب انزلناه اليك مباركا ليدبروا آياته ...)) ، وليس فقط قراءة الصنعة والاكتساب !.



اي بمعنى :انه معلوم تاريخيا وفكريا ان القراءة من المكتسبات الصناعية للانسان وليس هي من الفطرة الانسانية الطبيعية التي تولد معه وكجزء من وجوده البيلوجي او الفسلجي وانما يولد جميع البشرية أُميون لايقرأون ولايكتبون ثم ومن خلال الاكتساب والتعليم يمتلك الانسان ملكة القراءة والكتابة ليصبح قارئا ومن ثم مدّونا ،وعلى هذا الاساس بنى الاسلام كل انسانه على قاعدة انه انسان قارئ !!.

أما إن بقي الانسان أُميّا ، أو انه قرأ ولكنه وقف عند الخطوة الاولى للقراءة ليكتفي بكونه قارئا ولكن ليس قارئا للقرآن او انه كان قارئا وكان قادرا على قراءة القرآن ، الا انه لم يصل الى قراءة التدبر والتأمل والتفكير حسب المصطلح القرآني ، فانه يبقى من وجهة النظر الاسلامية قارئا اميّا ينقصه جزء من اجزاء تركيبة الانسان القارئ التام من المنظور الاسلامي !!.



والى هنا ايضا يحق لنا السؤال وحول الرؤية الاسلامية للانسان القارئ بالذات ب: لماذا بدأ الاسلام صناعة انسانه القارئ اولا وقبل حتى انسانه الأمي المؤمن ؟.

وثانيا : مامقصود الاسلام او ماهدف الاسلام من صناعة إنسان متعلم وقارئ قبل كونه إنسان جاهل ومطيع ؟.



طبعا المحيط بالرؤية الاسلامية ،او المشروع القرآني الرسالي الخاتم للعظيم محمد ص ، يدرك حتما ومن اول لحظة ان الاسلام كله وكمشروع للحياة بُني على لبنة الانسان الواعي والقاري والمتمكن والمفكر والمثقف باعتبار ان أمثال هذه المشاريع الكبيرة لايمكن لها ان تنهض بدون وعي وتدّبر وتأمل وانسان قارئ فالفكرة اساسا مركبة على معجز وهو بالاساس معجز مقروء اولا واخرا وهو القرآن ولايمكن ان يدرك مفاهيم القرآن غيرالانسان القارئ ومن هناكان الاسلام مشروع قرّاء قبل كل شيئ ولايمكن اعتبار اي إنسان أُمي انه معادلة حقيقيةاو لبنة فاعلة في البناء الاسلامي وكيف ماكانت هذه الامية حسب ماذكرناه في الخطوات الثلاثة الانفة الذكر ، ولهذا لاانفصال او تصوّر انفصال بين الاسلام ومشروعه من جهةوبين القراءة وصناعتها للانسان المتأمل والمفكر والمتدبر من جانب آخر !!.



أما ماهو مقصود الاسلام من الابتداء بالقراءة قبل الابتداء بطلب الايمان مع انه مشروع لاهوت وتدين وايمان ، وليس مشروع صناعة ومدرسة قراءة وكتابة ؟.

فلأن فعل القراءة وممارستها والكيفية التي بنى فيها الاسلام خطواته للانسان القارئ ،كل هذه كفيلة ومساهمة في بناء شخصية انسانية اولا متوازنة ، وثانيا قادرة على خلق وصناعة الانسان المؤمن الكوني وليس المحلي المنزوي عن التطلع !!.



اي ان الاسلام ومنذالبداية يرى ان مشروعه الرسالي مشروعا لايمكن لانسان ناقص حمله والايمان به بل لابد من تمام وتوازن الشخصية الانسانية اولا ومن ثم ثانيا بامكان الانسان الكامل والمتوازن حمل الامانة الاسلامية التي تبدأ بوعي القارئ ولاتنتهي عند ضفاف تاملاته البشرية المحدودة !.



وكذالك اذا اخذنا القراءة منفصلة عن المشروع الاسلامي الذي وظفّها منذ البداية لمشروعه الرسالي المحمدي الخاتم ، سنجد ان القراءة وعلى اساس انها فعل ، واضافة للشخصية الانسانية وممارسة محتكة اساسا في كل الشؤون المدنية للحياة البشرية من جهة وملتصقة بجانب الحياة الفكرية والثقافية والعقلية للانسان بشكل خاص من جانب اخر ،سنجد انها العامل الابرز في توازن الشخصية الانسانية بالفعل ، ولو فرضنا فقدانها وعلى جميع مستوياتها الاسلامية ((قراءة ، تمكن ، تأمل )) من وجود اي فرد انساني فاننا حتما سوف لن نشك انناامام انسان ليس سوّيا من الناحية الشخصيةوغير متوازن من الناحيةالفكريةوقدرته بالفعل على ادارة حياته او النظر اليها او تقييم خطواتها بشكل مفكر وواعي ومثقف ومتأمل ومدبر ومتوازن هي ناقصة ايضا !!.



فالقراءة بهذا المعنى لاتشكل مطلقا حالة ترف حضارية للانسان ولاهي كما تعودنا وصفها من الاميين المنتشرين في مناكب كل حياتنا المحاصرة ظلاميا على ا ساس انها لبنة فوقية يجب ان توضع على قمة او رأس الهرم باعتبارها تأتي بالمرتبة العاشرة بعد الاكل والشرب والصحة والعمران وازالة الفقر والعدالة الاجتماعية .....الخ بل وعلى هذا الاساس الاسلامي لمشروع القراءة ندرك ان مشروع القراءة يجب ان يكون اول لبنةتوضع في اساس بناءاي مجتمع يريدالبداية الواقعية لصناعة امة كونية وصلبة وقوية وقادرة على النماء ، فضلا عن ان تكون القراءة الارض الذي يزرع فيها ويصنع الانسان والفرد داخل هذه الامة والا بغير ذالك فلايمكن لنا تصوّر فرد يمكن الثقة بتوازنه الشخصي الذي يفتقد لكفة القراءة ومايستتبعها من النماء والعمران في الجانب العقلي للانسان ، كما اننا لايمكن لنا مجرد تصور مجتمع متوازن شخصيا وهو يعيش حياة اقرب للبهيمية المادية من الانسانية التي توازن في شخصيتها بين جوانب التدبير والعقل والتفكير من جهة ، وبين جوانب الطبيعة الانسانية المنفلتة عن كل ماهو يمت بالصلة لحياة التمدن الانسانية المقيدة بعقال التدبر والقراءة من جانب اخر !.

_________________________-



alshakerr@yahoo.com

الاثنين، نوفمبر 01، 2010

(( هل اضاع العراقيون الفرصة في المبادرة السعودية ؟)) حميد الشاكر

(( هل اضاع العراقيون الفرصة في المبادرة السعودية ؟)) حميد الشاكر


________________________



هل فعلاكانت مبادرةملك المملكة العربية السعودية عبدالله بن عبد العزيز للساسةالعراقيين لاجتماع يُعقدبعد الحج مفاجأة بالنسبة للعراقيين كما كتب عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الاوسط السعودية قبل يومين ؟.

أم ان مضمون التحرك السعودي لم يكن كذالك مطلقا ؟.



الجواب نعم بالفعل كانت مبادرة الملك السعودي مفاجأة لكن ليس للعراقيين على الحقيقة وانما كانت اكثر مفاجأة للاقليم العراقي العربي وغير العربي لاسيما منه الامين العام للجامعة العربية عمروموسى الذي تحدثت المبادرةالسعودية باسمهاوتحت اشرافها بدون حتى ان تستطلع رأي الامين العام لهذه الجامعة العربية او تأخذ راي اعضائها الواحد والعشرين العرب !.



أما بالنسبة للعراقيين ففضلا من انه لم يتفاجأ العراقيون من هذا التناول السعودي للشأن العراقي ، ولا من المبادرة السخية التي طرحها الملك عبدالله بن عبد العزيز فهي كذالك ومع الاسف مبادرة جوبهت بانفعالية عراقية عاطفية غير مسبوقة مع انه متوقع العاطفة في سياسة القادة العراقيين الجدد لكنها هذه المرّة كانت ردّة فعل عراقية عنيفة جدا على المبادرة السعودية ، بل وتجاوز الرد الرسمي العراقي الى ابعدمن ذالك في الهجوم المباشرعلى النواية الغيرطيبة لهذه المبادرة وانهاجاءت لتعرقل مسيرة السلام العراقية الداخلية وتشكيل الحكومة المرتقبة ، وانها تلعب بالوقت الضائع ، وإن من الافضل للسعودية اسقاط ديون العراق وعدم ارسال الانتحاريين الى هذا البلداو على الاقل الامتناع عن اصدارفتاوي التكفير ضد الشعب العراقي او تمويل العصابات الارهابية ماليا لضرب استقرار العراق .....الخ !!!.



كل هذا كان محُّضرا من قبل الجانب العراقي لأيّ تحرك سعودي مفاجئ ، وحتى ان القيادة السعودية السياسية فيما بعد وبدلا من ان تفاجئ هي العراقيين وجدت نفسها متفاجأة ومنذهلة هي من ردود افعال العراقيين العنيفة ضد مبادرة ملكها بل وردود افعالهم التي خرجت من كل اتكيت سياسي ،كان يغطيه جليد خفيف قبل ان تخرج المبادرة عليه لتذيبه وتظهر وجها عراقيا سياسيا اخر لم تكن ترغب الرياض بالكشف عنه صيانة لشعرة معاوية بينها وبين العراقيين !!.



وعلى اي حال طرحت المبادرة السعودية وكان الفعل العراقي ردود أفعال غير مدروسة مئة بالمئةومن اين يأتي الدرس في رسم السياسة العراقية ، ولهذا الوقت لايوجد لدى الدولة العراقية اي مرجعية موحدة لرسم سياسات العراق الجديد في كل شيئ فضلا عن رسم سياسات الدولة العراقية الخارجية وما هو موجود على الواقع مجرد ردود فعل هنا وهناك ومن هذا الحزب وذاك التكتل او هذا التحالف وذالك التيار لاغير ، وبشكل متضارب وغير منسجم ، ومُستقطب وحسب اجندات لها ارتباطات ورؤى وحسابات تقريبا كلها ضيقة وحزبية ولاتستطيع استيعاب استرتيجية الدولة بشكل عام وتظهر كردود فعل دائما للفعل الخارجي او الداخلي وليس كصناعة للفعل من خلال رسم سياسات مسبقة ومدروسة وصاحبة خطوات بداية ونهاية او انطلاقة وهدف !!.



نعم سأل الكثيرممن تناول هذه المبادرةمن جانب آخرعن الغايات والاهداف والمبررات التي دفعت الجانب السعودي لسلق مبادرة على نار حامية جدا وطرحها امام الساحة العراقية بهذه السرعة الضوئية الغير معهودة في سياسات المملكة العربية السعودية البطيئة الحركة ، والتي شُبهّت كثيرا بحركة السلحفاة ، لكنّ وفجأة رأى الكثير كيف ان المبادرة السعودية تحولت في سيرها الى الوثب السريع في الشأن العراقي ، وكأنها ارنب مذعور قد طُورد من قبل ثعلب ماكر وخبيث !!.

فياترى لماذا طرحت السعودية مبادرة للجانب العراقي بهذه الصيغة السريعة تماما ؟.



البعض من المحللين اجاب : بانها محاولة لوضع العصي السعودية في دواليب تشكيل الحكومة العراقية المرتقبة والتي اوشكت على الانجاز تماما ، وذهب هذا الفريق الى ان السعودية : ارادت من خلال مبادرتها على الحقيقة اعاقة تشكيل الحكومة العراقية وليس المساهمة في بناءها ، لذالك عبر الاكثر من العراقيين عن هذا التوجه بالقول ((انها جاءت متأخرة جدا وتلعب في الوقت الضائع الذي اوشك فيه العراقيون الوصول الى بر الامان في تشكيل الحكومة )) !!.



أما باقي الرؤى والتحليلات فذهبت الى ان هناك انشقاقات خطيرةبرزت في القائمةالعراقية بقيادة علاّوي بعد ان توافق العراقيون على نوعية الحكومة المقبلة والمعروف انها صنيعة سعودية ، وتفكيكها يعني تفكيك الدور والتدخل السعودي في الشان العراقي ولهذا سارعت السعودية بطرح مبادرة من شأنها ان تعطل عملية الذهاب بتشكيل الحكومة ،وتعطي الفرصة او ترمي حبل النجاة للقائمة العراقية من الغرق ، وتهبها التماسك الى مابعد الوقت الذي ضرب لتشكيل الحكومة في العراق !!.



أما الرؤية الثالثة من تحليل المبادرة السعودية فذهبت بثقلها لتعلن :أن نوايا المبادرة السعودية لاتخرج عن اطار التشويش على عودة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لولاية ثانية في تشكيل الحكومة وان المبادرة كلها كان هدفها الاول والاخير هو نحر المالكي وكيفية الوصول اليه وقطع وريده كي لاتبعث الحياة به بولاية ثانية في حكومة العراق الجديدة !!.



طبعا كل هذه الرؤى والتحليلات التي ذكرناها كانت هي الوجهة السائدة في الخطاب العراقي المتشكك بالنوايا السعودية باستثناء رؤية قادة القائمة العراقية التي رحبت بالمبادرة واعلنت قبولها الفوري بها بل ودعت جميع الكتل والتحالفات والاحزاب العراقية للالتحاق بالمبادرة وتلبية طلب الذهاب الى الرياض لمناقشة الشأن العراقي هناك وبدون تردد !!.



ألآن هل ان المبادرة كانت تحمل نوايا حسنة او سيئة ؟، وماهي مبررات توقيتها الفجائية ؟ ، وهل هو توقيت لصالح الاستقرار والامن وتشكيل الحكومة داخل العراق ام العكس ؟.....الخ كل هذا لم يكن يداخلني شخصيا بالقلق او الاهتمام للمبادرة السعودية وتوجههاللشأن العراقي الداخلي لأنه شيئ اصبح واضحا ولالبس فيه ولكنّ ماكان يشغل فكري حول المبادرةبصورة شخصية هو أسألة من قبيل :

ماهو انعكاس المبادرة السعودية نفسها على الشأن السعودي السياسي اقليميا ودوليا ؟.

وهل استطاع العراقيون ان يقرأوا المبادرة السعودية بصورة استراتيجية ، بحيث يمكنهم أمتصاص المبادرة من جهة وتوجيهها عراقيا وفي اطار صراعهم المحق من الجانب الاخر ؟.

أم انه كالعادة لم يأخذوا الفرصة الكافية لفهم المعادلات السياسية في المنطقة وتوظيفها لتطلعاتهم المستقبليةولهذا جاءت ردود افعالهم انفعالية وعاطفية اكثر منها استراتيجية ومخطط لها مُسبقا ؟.



ممايبدوحتى الان لم يكن في المواقف العراقيةالسياسية المتناشزة شيئ جديدبل هي هي السياسات ذات المصالح الحزبية الضيقة والمتضاربة والمضعفة للوضع العراقي الجديد بصورة عامة ، وبدلا من قلب الطاولة على المبادرة السعودية ، اصبح العراقيون هم الرافضين مطلقالاي مساندةعربية وربما خرجت السعودية بمبادرتهاالمسلوقة على عجل هذه على اساس انهاصاحبت النوايا الحسنة للعراق والعراقيين بصورة عامة ،والمبادرة للمّ شملهم بينما العراقيون هم من يريد الانسلاخ من عالمه العربي وجامعته العربية التليدة !!.



أما لوفرضنا ان ردّة الفعل العراقية كانت ردود افعال مدروسة ، ومتوازنة وغير انفعالية ،وبشكل مختلف عن ماطرح في الرفض والهجوم على المبادرة السعودية ، وليكنّ تصورنا الشكر والثناء العراقي العالي المنسوب ، لمبادرة خادم الحرمين الشريفين مع استمرار العراقيين بتشكيل حكومتهم قبل انقضاء موعد المبادرة ، فهل سيكون العراقيون قد قدموا شيئا نافعا لوضعهم السياسي الجديد ، واداروا دفة المعركة لصالحهم ؟.

أم انهم سوف لن يجنوا اي شيئ ايجابي من جرّاء السياسات المرسومة عقليا بهذا الاطار ؟.



في الواقع للذي ليس مهتما بالشأن العربي السياسي والاقليمي العراقي بالخصوص فإن هذه المبادرةالسعودية تعتبر طعنة كبيرة للسعودية في شانها العربي والاقليمي الاسلامي المحيط في العراق لو استطاع او فهم او تمكن العراقيون من ادارة هذه المبادرة بصورة سياسية معقلنة فهي :



اولا : كانت لتكون فرصة عظيمة، للعراقيين لاستغلالها في ادارة معركة النفوذ الاقليمي ، التي تجري داخل العراق لصالح الاقليم العربي والاسلامي ، ان يحولها العراقيون لصراع خارجي اقليمي يدور في خارج العراق، وعلى العراق ولكن ليس في داخله من اجل الاقليم وخارجه !!.



بمعنى :انه كان بأمكان العراقيين استغلال مثل هذه المبادرات الغيرمدروسة بعمق ولاسيماالمبادرة السعودية هذه والتي يعتقدون انها جاءت لتتدخل بشأنهم الداخلي وتعطل مسيرتهم السياسية ......الخ ، كان بامكانهم وبقليل من التأمل في العلاقات الخارجية لدول الجوار العراقي ان يدركوا ان هذه المبادرة قبل ان تكون مرفوضة عراقيا داخيليا هي ايضا مرفوضة اقليميا عراقيا ايضا ما يعني ان بامكان العراقيين جعل المبادرة السعودية في الشأن العراقي رصيد لهم ،لنقل معركة السعودية والاقليم من داخل العراق لخارجه ، لتتحرك تركيا الرافضة تماما لنفوذ سعودي في داخل العراق وتتحرك طهران التي هي اشد بغضا للدور السعودي داخل العراق ...... وهكذا الاردن وسوريا ، فكل هؤلاء الاقليميين للعراق هم ايضا ،لايقبلون مطلقا بلعب دور سعودي يصل الى انشاء طائف جديدللعراق على غرارلبنان لكن بالمقابل كل هذاالاقليم مستريح ومسترخي لعلمه ان العراقيين وبذكائهم السياسي المتدني المنسوب هم من سيقوم بتحجيم دورالسعودية داخل العراق وخدمتهم للاقليم من حيث لايشعرون بهذه النقطة وإلا لو علم الاقليم ان العراقيين اصحاب حنكة ودهاء ، وانهم بالامكان ان يلعبوا بورقة تقريب السعودية لضربهم بتركيا اوتقريب الاردن بالعلاقات السياسية لضربهم بسوريا ....وهكذا لاستنفر الاقليم العراقي ولرأينا كيف ان حرب النفوذ على العراق انتقلت من الداخل العراقي الى خارجه بينما العراقيون ينظرون الى كيفية استقرارداخلهم العراقي من هذه المطحنة والحرب الاقليميةالغير معلنة على النفوذ داخل العراق !!.

فالحق ان المبادرة السعودية هي مرفوضة تركيا قبل ان تطرح وايرانيا واردنيا وكذا سوريا كما ان هناك تسريبات كثيرة اشارت الى عدم سماح هذه الدول للعب السعودية لاي دور فيه هيمنة او توسع سعودي داخل العراق ، ولعلّ السعودية نفسها تدرك هذا المعنى وما من منقذللسعودية من مأزقها غيرالسياسات العراقية الخرقاءالتي لاتدري ولاتدري انها لاتدري ولهذا فدوما السعودية لاعبة داخل العراق ليس بقوتها وحنكتها ومالها ...بقدر استغلالها لضعف التجربة السياسيةداخل العراق الجديد وتخبطها وعدم امتلاكها للرؤية السياسية الخارجية التي تدرك تناقضات الخارج العراقي اكثر من داخله ، وتلعب على اساسه وليس على اساس ضعفها الداخلي !.



ثانيا : هذه المبادرة السعودية مبادرة انفرادية كما اعلن فيما بعد ، وانها مبادرة حتى لم تأخذ رأي الامانة العامة للجامعة العربية التي تحدثت تحت غطائها وهذا ما اغضب عمرو موسى ودفعه للتصريح بعدم معرفته بمبادرة السعودية فاذا اضفنا لذالك ماتمر به الجامعة وامانتها العامة من اشكاليات وصراع بين السعودية ومصر على منصب الامانة العامة واخذنا من جا نب اخر تحدث السعودية باسم الجامعة لدعوة العراقيين لاجتماع في الرياض وعلمنا ان اعضاء الجامعة العربية مازال الكثير منهم غير معترف اصلا بالتغيير في العراق مثل ليبيا واليمن والجزائر والمغرب .......الخ ، ادركنا الفرصة الذهبية التي القيت بين ايدي العراقيين لصناعة اختراق حقيقي في الموقف العربي المناهض للتجربة العراقيةلو استطاع استثمارهذه المبادرة السعودية واحتوائها على الاقل وتوظيفها بعد تشكيل الحكومة في العراق لصالح العراق خارجيا واقليميا !!.



لكن مع الاسف العراقيون بالفعل اضاعوا فرصة ذهبية للعب دور عراقي خارجي وليس داخلي كان بالامكان تغيير معادلات كثيرة لو كان العراقيون اكثر رسما للسياسة الخارجية ، بوعي وحنكة وكان بامكان العراقيون ، ان يحولوا المبادرة من كونها مبادرة ( لاستضافة العراقيين قبل تشكيل الحكومة الى مبادرة لاستضافة العراقيين بعد تشكيل هذه الحكومة)التي تشكل حسب الموازنات السياسية الداخلية العراقية التي يرغب العراقيون باقامتها ، وبهذا يضمن العراقيون عصفورين بحجر واحد !!.

لكن ماحصل هو هوجة سياسية حزبية عراقية ،لها اول وليس لها اخر ضد المبادرة السعودية ، التي يبدو انها قفلت الباب حتى بالتفكير اصلا باستضافةعراقيين اذا شكلت حكومةفي العراق اصلا في هذا الوقت اما ان جاء موعد المبادرةالسعودية والعراقيون لم يزالوا بلا حكومةفسوف ننظر ونضحك كثيراعلى العقل السياسي العراقي الجديدالذي بغبائه حوّل العراق الى محرقة للعراقيين وفشل ذريع لتجربة لو كانت بغير يد العراقيين لوظفوا كل العالم لمصالحهم الوطنية !!!.



ارجوا ان تؤخذ رؤيتنا هذه في الفُرص المقبلة ، التي تُطرح امام العراقيين اقليميا ودوليا ،باعتبار اني من المعتقدين ان المبادرة السعودية قد انتهت بفعل عوامل عدة ذكرناها ، وان يكون لدولتنا مرجعية في رسم سياساتها الخارجية والداخلية ، تكون مرجعا مستقلا ،ومركزا للابحاث يرجع لها السياسيون في انتقاء مواقفهم ، وكيفية تعاملهم مع الاحداث السياسية الاقليمية المحيطة في العراق ، وان ينتهي السياسي العراقي من ردود الافعال العاطفية والارتجالية في رؤيته السياسية في فهم المبادرات التي تطرح بالشأن العراقي الداخلي من الخارج والارتقاء من عقلية النظرة الضيقةالداخلية الى عقلية الدولة والتخطيط الاستراتيجي المدرك متناقضات الخارج العراقي اكثر من متناقضات الداخل فيه !!.

_________________________



alshakerr@yahoo.com