الاثنين، يناير 26، 2015

((في سوسيولوجيا المجتمع الكردي العراقي/القومية)) 3 حميد الشاكر


 ((7))
يتناول علم الاجتماع الحديث  موضوعة الفكر الانساني بصورة عامة ((دينيا عقديا كان او فلسفيا او ثقافيا او ...)) والفكر القومي الايدلوجي بصورة خاصة من خلال ( قدرة) وامكانية هذا الفكرعلى تشكيل وبناء السلوك الاجتماعي والفردي من جهة  ، وامكانيته  ايضا على صناعة ظواهرالمجتمع الانسانية والتاثير بها من قبل هذا الفكر من جانب اخر ولهذا تختلف مناهج ، ومنطلقات  وانماط تفكير علم الاجتماع الحديث ورؤاه السوسيولوجية  للمجتمع  ببناه المادية التحتية  وهرميته الفكرية عن منطلقات وانماط تفكير ورؤى الفكرالفلسفي القومي ، او الديني او الايدلوجي السياسي لنفس هذا المجتمع  من عدة اوجه وزوايا منها :
اولا:ان الفكرالايدلوجي القومي بالخصوص عادة ماينظر الى المجتمع وقيامته وحركته وارتباط افراده بعضهم بالبعض الاخرعلى اساس انه كتله متجانسة من الافراد  او ((ينبغي ان يكونوا)) كتله متجانسه لغويا وتاريخيا  ، ويجمع بينهم شبه قومي يهيئ لهم سبل الاندماج والتكوين والانصهار، والعيش الاجتماعي المشترك ، بينما علم الاجتماع عندما يحاول دراسة ، وبحث هيئة المجتمع فلا علاقة له ((بما ينبغي وجوده لعيش مشترك ، بين افراد مجتمع ما )) ، بقدراهتمامه بدراسة المتغير والمتطورداخل حتى نفس هذاالمجتمع الذي يفترض انه متجانس قوميا !!.
بمعنى اخر تنفصل رؤية ((علم الاجتماع الحديث)) عن رؤية التنظير القومي الفكري او الديني او السياسي ، بانها رؤية تبحث في المشترك والمختلف داخل الاجتماع الوطني او القومي او الديني او السياسي او الاقتصادي  او التربوي الاسري او .. الخ مهما كبرت دائرة الاجتماع او صغرت  وتحاول (هذه الرؤية العلمية) ان تبحث عن القوانين التي تتحكم بحركية العلاقة المتنوعة(بين نسق مجتمعي واخر) داخل دائرة المجتمع الكبرى وتدرس امكانياته وقدرته على الاستمرار وماهية هذه القدرة ومتى تضعف ولماذا تضعف ؟ و.... وغير ذالك !!.
امافي بحث ودراسة الفكرالقومي الايدلوجي لهيئةالمجتمع فيتجه مسار البحث والدراسة بشكل (معاكس) للبحث عن كل ماهو شامل ومشترك وقوانين ذالك تاريخيا او دينيا او اقتصاديا او لغويا او...الخ وليس عن كل ماهو متنوع ومختلف !.
ثانيا : يستغرق الفكر القومي الايدلوجي في معظم بحثه ومنطلقات هذا البحث في الجانب التاريخي ، وليستحضر من ثم ، من هذا التاريخ كل ماهو مشترك لامة من جهة ((كالاصل الانثربولوجي الجنسي العرقي او اللغوي او المشترك الفلكلوري او الفني او .... )) وثابت لهذه الامة من جانب اخر وذالك لان الفكر القومي الفلسفي الحديث انطلق (( كما هو مزبور في كتب التنظيرات القومية الحديثة / راجع /مثلا / الاستاذ ساطع الحصري : ماهي القومية )) من مقولة كيفية بناء الدولة والامة القومية المعاصرة ما بعد العهد الصناعي الحديث !!.
اما ما ينطلق منه علم الاجتماع في تشكيل رؤيته العلمية فهو مختلف عن ذالك تماما ، ومع ان علم الاجتماع يعتمد على التاريخ في تشكيل تنظيراته العلمية الاجتماعية من منطلق معرفة وفهم السلوك الانساني وكيفية تطوراته التاريخية وماهية هذه المتغيرات ، او تلك الاجتماعية الفكرية او المادية ، لكن مع ذالك  ينظر دائما علم الاجتماع (( للتاريخ ومساره )) الى ان كل ماهو مرتبط في المجتمع تاريخيا ، وحتى اليوم ومستقبلا هو ((متطور ومتغير )) في ظواهره الفكرية والمادية !!.
وتقريبا لا وجود لثابت في مدرسة علم الاجتماع الحديثة  الا (( قانون التغير والتطور)) الاجتماعي فهو الثابت القانوني الوحيد ، الذي يمكن الاعتماد على منطلقاته ، اما اللغة ، والفن ،  والاصل الانساني والدين والعرف وحركة الاقتصاد ، وتطور مفهوم الاسرة و ...الخ ، فكل هذه العناوين لا تشكل ، الا ظواهرا اجتماعية  ولا تمثل في واقعيتها لاثابتا تاريخيا ولا استاتيكا مستقبليايمكن ان يضمن لامة من الامم قيام قومية تهيئ العيش المشترك فيما بينها والبين الاخرعلى اساس ثوابت قومية لا تتزحزح من مكانها ابدا !.
نعم اللغة والدين والمصالح والارادة وتشابه الفلكلورو..كل هذه تصلح لان تكون (( ادوات تواصل انسانية فعالة ،  تساهم في صناعة العيش المشترك كما الجغرافية وترابطها الطبيعي)) ، لكن كل هذه من وجهة نظر علم الاجتماع مفردات اولا هي اجتماعية ((من صناعة الاجتماع الانساني )) وثانيا هي مفردات قابلة للتطور والتغير والتبدل ولا شيئ منها يمكن ان يعتبر ثابتا تاريخيا اوقانونا من قوانين الثوابت التي ليس لها متحرك !!.
((8))
ان هذين الاختلافين الفكريين  بين رؤية علم الاجتماع الحديث ورؤية الفكر القومي الايدلوجي المعاصر يمكن لهما ان يطلعانا على ما طرح سوسيولوجيا من قبل الاقلام الكردية الحديثة  بصورة خاصة والاقلام الاستشراقية بصورة عامة  في (( شخصية الاجتماع الكردي العراقي الحديث )) وماهية هذا الطرح وهل هو  طرح قومي ايدلوجي سياسي ام انه طرح اجتماعي علمي ؟.
والحقيقة ان ملامح الفكر القومي الايدلوجي ، وبكل ابعاده السياسية (( التركيزعلى التاريخ وبناءالثوابت منه وشمولية الدمج القصري للتنوع الاجتماعي ، ومصادرة كل ماهو متنوع ، ومتنافر داخل اي مجتمع و ...)) تبدو هيمنتها واضحة تماما على معظم الطرح الذي كتبته الاقلام الكردية بالخصوص حول شخصية الاجتماع الكردي ،  بصورة عامة والكردي العراقي بصورة خاصة !!.
ولهذا لابد ان كل من اطلع ، او قرأ ما كتبه القلم  الكردي الحديث عن الشخصية الكردية سيلتفت الى ظاهرة بارزة للعيان وهي :((ان معظم  الكتابات الكردية الحديثة  وربما جلّها ، التي كتبت بهذا الصدد وحتى منها الاستشراقية تحدثت عن/ كلٍ كردي قومي/تنتفي منه اولافروقات اجتماعية بينه والبين الاخر ، حتى وان اختلفت  الجغرافية ، او الواقع  السياسي لهذه المجتمعية الكردية عن تلك  التي تقطن في بيئة سياسية وجغرافية مختلفة عن الاخرى )) !!.
بمعنى اخر : انه لو كان هناك دراسات اجتماعية علمية حقا للشخصية الكردية العراقية والتي هي بطبيعتهاستختلف حتما في حاجات انساقها ومنتجاتها الاجتماعية عن انسان الاجتماع الكردي الايراني (( المتاثر بالبيئة السياسية والثقافية والجغرافية والفنية والدينية واللغوية و....الخ الايرانية )) او التركي او السوفيتي او ..، وتأخذ بنظر الاعتبار مناهج البحث العلمية الاجتماعية الحديثة ،   لتدرس من ثم اختلافات الانساق الاجتماعيةداخل المجتمع الواحدلاصبح لدينا بالفعل دراسات اجتماعية مختلفة تماما في معطياتها ، ونتائجها  حول شخصية المجتمع الكردي العراقي عن هذه الدراسات القوميةالنظريةالتي لم يكن لها هدف علمي او بحثي دراسي مثمر سوى التنظيرات القومية لقيام امة ودولة كردية جامعة سياسيا لاغير !!.
طبعا نحن هنا عندما نقول (دراسة اجتماعية علمية ) للمجتمع الكردي العراقي ، لايعني بالضرورة اننا سوف نتحدث ، او نجرح التنظيرات القومية الكرديةوحقوقها السياسية ومصيرها القومي المشترك و ...الخ ،فكل هذا نتركه لتتحدث عنه التنظيرات السياسية الغير معتمدة لاعلى رؤية علمية  ولا على منهجية واقعية ، اما اذا دعونا الى بناء مشاريع علميةلقراءة سوسيولوجيه حديثة للمجتمع العراقي بكل تنوعاته الدينية والاثنية والقومية و...الخ فعلينا عندئذ الالتزام بالامانه العلمية والمنهج الاجتماعي الذي يلاحض اختلافات الانساق الاجتماعيةداخل المجتمع الواحد وتنوع منتجات هذه الانساق حتى بين محلة واخرى اومحافظة وجارتها او اقليم واخر !!.
ومن هنانحن نستغرب كثيراعندما تقحم التنظيرات القومية الفضفاضة والشمولية لتفرض على منطلقات مبادئ مفاهيم علم الاجتماع الحديث باعتبار انها من ضمن نتائج هذا العلم التي ينبغي ان تتقدم على مناهج هذا العلم ومنطلقاته !!.
ان اختلاف الشخصية الكرديةتبعالمؤثرات البيئة السياسية والمجتمعية واللغوية والفنية و ....الخ ، التي تعيش داخل جذب قطبيتها الاجتماعية والجغرافية والسياسية ، سواء كانت عراقية او ايرانية او تركية ليست هي اختراع فكري نظري ،بقدر ماهي واقع تجسده الشخصية الكردية نفسها وتفاعلها مع محيطها الاجتماعي الانساني المذكور فالاختلافات في اللهجات الكردية /مثلا / (( الكرد تقتسمهم اربع لهجات محلية كما ذكرثلاثة منها حجة اللهجات الكردية توفيق وهبي الكرمانجية الزازية اللورية ، والرابعة كما ذكرها احمد تاج الدين في كتابه الاكراد تاريخ شعب وقضية وطن وهي الكلهرية وحتى هذه اللهجات يختلف تداولها بين قبيلة واخرى حتى يصعب على سكان الجانب التركي او السوري الكردي فهم لهجة الكردي العراقي او الايراني ،وحسب تتبعي لايوجد جذر لغوي اصيل لهذه اللهجات وليس فيها قواعد قانونية ، كالنحو في اللغة العربية وتكتب اليوم اما بالحرف العربي كما هوفي كرد العراق وايران واما بالحرف اللاتيني كما هوعند كرد تركيا وسوريا)) متأثرة بشكل مباشر بمحيطها العربي والفارسي والتركي بل ان هذه اللهجات قريبة جدا للغة الفارسية التي هي كمايعتقده الكثير من الانثربولوجيين على انها الام للهجة الكردية بصورة عامة !!.
وهكذا اذا اردنا ان نسلط الاضواءعلى التنوع الديني العقدي والمذهبي للشخصية الكردية فسنجد ان شخصية الكرد العراقيين متاثرة بمناخهم الفكري العقدي ، وتنوعه الديني والمذهبي   فمنهم من هو مسلم بشقيه السني والشيعي ومنهم المسيحي واليهودي والايزيدي و ...الخ ، وكذا الحال اذا سلطنا الاضواء على عادات وتقاليد القبائل الكردية العراقية وكيف انها متاثرة ، وبشكل مباشر بالقبلية  العراقية الجنوبية والغربية الصحراوية في عاداتها ،  وفي انماط واساليب تفكيرها ، وهي مختلفة تماما عن التركيبة النفسية والمجتمعية لكرد تركيا او ايران !!.
فكل هذا يثبت ان موضوعة تأثر الشخصية الكردية العراقية بمحيطها الاجتماعي والسياسي والثقافي و ........الخ العراقي هو حقيقة لايمكن الغائها باسم التنظيرات القومية ،   التي تحاول سلخ الشخصية الكردية العراقية عن محيطها الاجتماعي السياسي الطبيعي والتي هي انعكاس له ، ودمجها قصرا بيوتوبيا تنظيرات قومية تبتني مجتمعا ذهنيا ليس له واقع وتنسب جميع كرد المنطقه اليه !!.
((9))
يذكر ارباب التنظيرالقومي الغربي ، والعربي المعاصر ان اول درس جامعي طرح في موضوعة  (الامة القومية) هو في سنة 1882م على يد المفكر الفرنسي ((ارنست رينان)) عندما توسع بموضوعة ومفهوم الدولة القومية والامة !!.
ثم بعد ذالك تدحرجت الفكرة ليتلقفها فلاسفة اوربا لاسيما الالمان منهم (( لان هذه الفكرة / القومية / هي، التي وحدت الامة الالمانية فيما بعد ، لتنتقل من امة متوزعة  على ثمانين جزء جغرافي متنافر ،  الى امة واحدة )) ليصوغوا منها فلسفة متعددة الاتجاهات منها :
اولا: اتجاه فلسفي كان يرى(المشيئة والارادة)كقاعدة انطلاق جوهرية لتكوين القومية ، وهذا الاتجاه هو ماتبناه ( رينان ) .
ثانيا: الاتجاه الذي ارتكن الى اللغة(وهذا ما تبناه العرب القوميون فيما بعد ) باعتبار انها محور القومية الحديثة ، التي تتمكن من صناعة امة ودولة ذات طابع قومي ثقافي موحد  .
ثالثا : الاتجاه ، الذي تطور ليصبح الاشد تطرفا قوميا الا وهو الاتجاه الالماني العنصري المعتمد على نقاء الاصل الجنسي ووحدته البشرية !!.
طبعا هناك من اتخذ اتجاهات مختلفة فلسفية سياسية  في صناعة الامم وبناء الدول ، كالفلسفة الماركسية التي اتخذت من العوامل الاقتصادية مادة لبناء المجتمعات البروليتارية الاشتراكية ، ونهوض نموذجها في الدولة على اساس هذا البعد ، وهكذا باقي العالم الغربي الليبرالي الذي فصل بين بناء الدولة وقومية المجتمع ،وفصل في موضوعات فلسفية لسنا بحاجة للتوسع فيها بحثيا !!.
الغرض والخلاصة هو القول :ان الفكرة القومية فكرة استحدثها العالم الغربي ما بعد الصناعي لتحل محل التقسيمات الدينية المسيحية انذاك في قيام الدول وبناء المجتمعات الحديثة  ، ولهذا (( اضطرت حاجات المجتمع الاوربي الصناعي الحديث ))البحث عن الفكرة التي بامكانها ان تحل بديلاعن التقليدالاوربي الكلاسيكي الديني فاتت القومية كفكرة انسانيةبامكانها ان توفرالوحدة للتقسيمات الاجتماعية الحديثة من جهة وان تكون روحا للدولة المعاصرة من جانب اخر !.
قبل هذا التاريخ ،  الذي ذكرناه لانطلاق الاطروحة القومية الغربية لم يكن هناك اي تنظير قومي في هذا الاطار ، والحديث عن فكر وتوجه قومي فلسفي تاريخي ابعد من ذالك ، او الحديث عن توجه فطري لكل انسان من داخله للانتماء ، والشعور قوميا ماهو الا حديث ادب وترف فكري لاعلاقة له باي واقع علمي حقيقي !.
في علم الاجتماع تدرس ((الحالة القومية)) بكل ملابساتها الاجتماعية على اساس انهامتطلب فرضته الحاجات الانسانيةالتي صاحبت انتقال العالم الانساني انذاك من مجتمع الزراعة والرعي اوالمجتمع (الالي ) حسب تعبيرات (( دوركهايم في كتاب /   تقسيم العمل )) الى المجتمع (( العضوي )) او الصناعي الحديث !!.
وكانت القومية ( وظيفيا ) فكرة تلبي  هذا المتطلب الاجتماعي الغربي انذاك !.
اما على المستوى التحليلي لعلم الاجتماع فالقومية حالها في ذالك حال باقي الافكار السياسية او الايدلوجية  فهي صناعة اجتماعية مئة بالمئة وتساهم العمليةالتربوية الاسرية وكذاالاجتماعيةوالسياسية في صناعة الشعور القومي لدى جميع الافراد ، وهو شعور يبقى الاجتماع بحاجة اليه مالم يفقدعناصره السياسية اوالاقتصادية الايجابيةلتماسك المجتمع وديمومة  استمرار وحدته ، فمتى  ما تجاوزت  المتطلبات الحضارية الانسانية السياسية او الاقتصادية او الدينية او .....الخ معطيات الفكرة القومية ، او اصبحت القومية تهديد  لنسيج المجتمع الواحد ، وديمومة استمراره عندئذ  فلاريب ستكون سنة التطور والتغير التاريخية اقوى من الفكرة القومية ،  لتتجاوزها الى فكرة   اكثر مرونة لصناعة الامم والشعوب القوية !.
ان من بين علماء الاجتماع الكرد القلائل الذين احترموا علمهم وامنوا به حقا هو عالم الاجتماع الكردي التركي ((ضياء كَول )) الذي ادرك مفهوم القومية بشكلها السياسي المعمق ليعلن في كتابه (مبادئ التركية / 1920م ) بانه: (لااتردد في القول باني تركي لادراكي من دراساتي الاجتماعية ان اساس القومية الوحيد هو التربية والنشأة/نقلا عن كتاب الشخصية الكردية ، لاحمد محمود الخليل / ص 274)) !!.
وفعلا كاصحاب توجه اجتماعي علمي لا يمكننا قراءة الفكرة والتوجه القومي الا على اساسه الاجتماعي العلمي الذي يقرر : ان القومية هي ليست تاريخ ولاثابت ولافطرة بشرية ولا فلسفة حتمية و...الخ ، وانما هي(متطلب اجتماعي مرحلي)يتغيربتغير المجتمع وتطوره ومتطلباته كما هو حاصل الان بالفعل بعد مئة عام من ولادة  القومية  بدأ  العالم الانساني بمغادرتهاوخصوصا بعدوفود العولمة الاقتصادية والشركات المتعددة القوميات وثقافاتها التي هي ذاهبة بالفعل للقضاء نهائيا على فكرة القومية !.                                                 
 _______________________                                                     راسلنا على :
مدونتي فيها المزيد