الثلاثاء، ديسمبر 27، 2011

(( ماهية المقترح الصدري لأنتخابات برلمانية مبكرة )) حميد الشاكر


هل نحن فعلا وكما طرح مؤخرا التيار الصدري بحاجة الى انتخابات برلمانية مبكرة للخروج من شرنقة العملية السياسية العراقية التي اظلمت واصبحت بالفعل بحاجة لنافذة جديدة تُفتح ، لتغيير هوائها من الداخل ، ودخول اشعة شمس صباح مختلف على العراق واهله ؟.
ام ان هكذا دعوة وفي هذا الظرف الذي يمر به العراق وبعد وقت قصير من خروج قوى الاحتلال الامريكي واقتران ذالك باصدارمذكرة القاءقبض على طارق الهاشمي وعصابته الارهابية من حمايته ، سيجعل من الدعوة الصدرية دعوة شبه مستحيلة وغير واقعية لما يترتب عليها من انعكاسات وردود افعال غير مدروسة العواقب ؟.

في بيان التيار الصدري ، الذي طرحه رئيس هذا التكتل في البرلمان العراقي يرجع الدعوة بالذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة في العراق اليوم الى سببين رئيسيين :
الاول : وجود مرحلة عراقية جديدة بعدانسحاب قوات الاحتلال الامريكي من العراق .
الثاني:كثرة الاشكاليات القائمةداخل تركيبة العمليةالسياسية العراقية والتي لاتسمح بحركة انسيابية لعمل الحكومة وتقدم دولة العراق الجديد مما يسبب الكثير من عدم الاستقرار داخل البلد !!.
والحقيقة ان لكلا هذين السببين مشروعية سياسية وقوة كافية لدفع التيار الصدري او اي تيارعراقي سياسي غيره مشارك في العملية السياسية العراقية للتفكير بجدية لدعوة سياسية كبيرة من هذا النوع ، لاسيما ان اخذنا بنظر الاعتبار : ان كلا هذين السببين بالفعل بحاجة الى نقلة نوعية ، وخطوة واسعة تنقل هذا العراق الذي رزح بما فيه الكفايةمن الزمن تحت مقصلةالاضطراب وعدم الاستقراروالارهاب والتخلف وتدخل دول الجوار في شانه .... الى وضع يستحقه العراق بالفعل يضمن الاستقرار ودفع العملية السياسية العراقية الى الامام ، وقطع دابر الارهاب ، وكفّ ايدي دول الجوار بالعبث بامن العراق ، وتقدمه واخذ مكانه اللائق به كبلد كبير وبشعبه الذي ضحى وصبركثيرا وان الآوان لجني ثمار صبرودماء وتضحيات هذا الشعب المكلوم !!.
ولكنّ مع ذالك واذا ارادت الكتلّ السياسيةالعراقية ان تتوافق على الذهاب لانتخابات عراقية مبكرة لابد من الاخذ بعين الاعتبار المحاور التالية كي نضمن ان الانتخابات لاتعيد انتاج نفس الوضع السياسي العراقي القائم اليوم وهي :
اولا : ان تكون الدعوة لانتخابات مبكرة ، والتحضير لها والمضي بها قدما منسجمة تماما مع مواد الدستور العراقي وحسب فقراته ومتطلباته وان لايسمح مطلقا بالقفز على اي فقرة من فقرات الدستورالعراقي الذي يحمل ارادةوتصويت الشعب العراقي عليه مرّة اخرى ، واذا قال الدستور (مثلا) الاغلبية هي التي تشكل حكومة العراق بعد الانتخابات البرلمانية العامةفيجب احترام هذه الفقرة باعتبارها النتيجة الطبيعية لاي انتخابات داخل العراق !!.
ثانيا : الدعوة لانتخابات مبكرة ، وحسب ماجاء في الرؤية الصدرية لها تأتي حسب معطيات عراقية جديدة ، بعد انسحاب الاحتلال الامريكي ، بالاضافة الى ان العملية السياسية القائمة ، تعاني من شلل في الاداء ، وتكلس في مفاصل العملية السياسية العراقية وهذا يعني ان الوضع الذي تحاول الانتخابات المبكرة خلقه ينبغي ان يكون بالفعل منسجما مع وضع العراق الجديد والحرّ من ارادة الاحتلال الامريكي من جهة وان تضمن ، تشكيلة العملية السياسية القادمة ، ان تكون تشكيلة لا يعاد فيها نفس اشكاليات المحاصصات الطائفيةوالعرقيةالقائمةاليوم والتي تسببت بمآسي للعراقيين جميعا على حساب دمائهم واستقرارهم وتطورهم وقيام دولتهم الطبيعية !!.
ثالثا : الاعداد بصورةجيدة للانتخابات المرتقبة مع مراعاةالوضع العراقي الحساس وعدم تكراراخطاء عام 2010 التي فتحت ابواب كثيرةللتدخلات الخارجية اقتصاديا وسياسيا ، والعبث في مواقع مهمة باصوات العراقيين وتزوير ارادتهم الشعبية في بعض المفاصل ، بالاضافة الى تجاوزات دستورية مفضوحة كاشتراك عناصر بعثية في الانتخابات اعتداءعلى موادالدستورالتي تحضرمشاركة حزب البعث والمروجين له في حياة العراق السياسية الجديدة !!.
رابعا : ان تفضي هذه الانتخابات لكسر بعض التابوهات المزيفة ، التي خلقتها قوى الاحتلال الامريكي في العراق الجديد ، وان تكون تشكيلة الدولة العراقية الجديدة بمناصبها السيادية حسب الاستحقاقات الانتخابية ، وان لاتعاد قسمة هذه المناصب حسب التوافقات السيئة ، القومية ، والطائفية والعرقية ، ولتكون المشاركة وطنية ومن جميع ابناء الشعب العراقي على اساس الايمان ببناء العراق الجديد ، والنزاهة والصدق والكفاءة .... ، وان لاتكون التشكيلة السياسية القادمة على حساب احد من ابناء الشعب العراقي لحساب مكون اخر !.
اقصد ان تتشكل الحكومة العراقية التي ستنتجها الانتخابات المقترحة بوجوه جديدة حقيقية في مناصب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب كي يشعر العراقيون جميعا ان حدثا تغييريا حقيقيا احدثته هذه الانتخابات وبنقلة نوعية ملموسة !!.
خامسا : ان لاتربط هذه الدعوة ، لانتخابات عراقية جديدة ، باي مفردة آنية يحاول الارهاب واعداء العراق جرّ العراق لها وان لاتكون هذه الدعوة انعكاسا لملف امني او غير امني ، كالذي يحاوله بعض المندسين من تضخيم ملف القاء القبض على الارهابي طارق الهاشمي وجعله مفصل حيوي من ارباك العملية السياسية العراقية القائمة !!.
اقول لاينبغي ان تكون هذه الدعوة مرتبطة بردّات فعل امنية او سياسية كبيرة كانت او صغيرة بل عليها ان تكون دعوة (( تطبخ على نار تفكير سياسي هادئ )) يتطلع للمستقبل ببناء محكم ، يدفع بالعراق من خلال تطلعات مستقبلية ، وليس من خلال ضغوطات تاريخية او تجاذبات آنية وهذا لتكون بالفعل هذه الدعوة تستحق الالتفات لها ودفعها بكل قوة واعطائها ماتستحق من من غطاء ومشاركة !!.
وبهكذا مقدمات وغيرها إن تحرك مشروع الانتخابات المبكرة قدما نكون قد خطونا بالفعل لعراق جديد خالي من الارهاب وقادربدولته ومؤسساتها وحكومته وكوادرها خلق نوع من حفظ الامن والاستقرار، والتطلع لدفع العراق خطوة حقيقية للامام في العمران وباقي الخدمات الاخرى بالاضافة الى انعكاسات مثل هذا الوضع الجديد ان تحقق على علاقات العراق الاقليمية والخارجية وتبوّءالعراق مكانة يستحقها بالفعل في عالم متغير وحساس ، وينتهي العراق من جانب اخر من الوضع المتردي الذي فرضته بعض الظروف القاهرة على العراق واهله بكل الجوانب السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية !!.
نعم العراق حقيقة بحاجة الى التفكير له بجدية لخطوة تضعه على السكة الصحيحة كما ان هذه الخطوة بحاجة الى رجال سياسة ، ودولة كبار في تفكيرهم وتطلعاتهم وتخطيطهم لبناء مستقبل كبير يليق بالعراق واهله ، اما من لايمتلك هذه الصفة من التطلع والكفاءة والشجاعة والكبر في الشخصية السياسية التي تناهز كبر العراق وعظمته فنرجوه ان لايتورط في المشروع العراقي اذا ابتلع الكثيرين في تاريخه الطويل من الساسة الذي كان حجمهم لايناسب حجم هذا البلد العملاق !!.

مدونتي : http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com

الأحد، ديسمبر 25، 2011

(( سُنة العراق ليسوا ارهابيين ليمثلهم الهارب طارق الهاشمي )) حميد الشاكر


هناك من الصداميين البعثيين المجرمين والقاعديين الوهابيين السعوديين من حاول ولم يزل خلط الاوراق السياسية داخل العراق ، وليصور فيما بعد مناهضة الدولة العراقية ومكافحة حكومتها للارهاب ورموزه ، وظاهرته على اساس انها محاولة لتهميش المكوّن السني داخل العراق وعزله واقصاءه سياسيا !!.
والحقيقة ان هذه الدعوة الشيطانية لخلط الاوراق تبرز على سطح المشهد السياسي العراقي بفجاجة وقوة كلما عزمت الدولة باجهزتها الامنية ان تقترب من هذا الراس او ذالك من الرؤوس الارهابية الكبيرة ، والاطاحة بها واجتثاثها ، لاسيما الرؤوس الارهابية الصداميةالمنافقة التي تسللت للعمليةالسياسيةبمساعدة الاحتلال الاميركي لتمارس الارهاب من داخل الدولةوبمسمياتها الرسميةليكون التدميروالقتل والفساد ..... وجميع المصطلحات الارهابية الخطيرة مسجلة باسم الدولة والتجربة العراقية لاسقاطها معنويا امام الشعب العراقي من جهة ، واتخاذ هذه الدولة كغطاء مضمون لكل العمل الاجرامي الارهابي المخترق للمناطق الامنية والعسكرية الحساسة داخل هذه الدولة ، وكشف مخططاتها والاستفادة من حصاناتها السياسية وغير ذالك من جانب اخر !!.
نعم كلما صدرت مذكرة اعتقال بمجرم ، او ارهابي عربيد متواطئ مع القاعدة لذبح العراقيين وعميل لدول اقليم طائفية كالسعوديةلضرب استقرارالعراق وتدميرثرواته الانسانية والبشرية كحارث الضاري وابنه ربيب الصهيونية مثنى اوكعدنان الدليمي محرض الفتنة مع ابنائه عديمي الاخلاق والشرف او كالجنابي صديق عزة الدوري او كالدايني او ....... كطارق الهاشمي الهارب من وجه العدالة ، كلما تعالت اصوات مكبرات الاعلام الارهابي الصدامي القاعدي الداخلي ،والخارجي بصيحات : تهميش السنة واقصاء مكونهم عن العملية السياسية !.

والواقع ان هكذا صيحات اعلامية ارهابية صدامية وقاعدية وبغض النظران اهدافها ومقاصدها اصبحت مكشوفة للقاصي ، والداني من العراقيين في التستر باسم الُسنة وبغض النظر من انها تهدف الى اشعال حرب طائفية داخل العراق لكنها من الجانب الاخر تسيئ للمكون السُني العراقي اكثر من اسائتها للحكم وللدولة العراقية القائمة اليوم بعد الاطاحة بدولة وحكم الظلمة والفاسدين من ابناء العوجة ، بقيادة المقبور صدام حسين !!.
وعلى هذا الاساس كان المفروض او هكذا ينبغي ان يكون من ابناء الطائفة السنية العراقية الكريمة انفسهم ، ان تبادر هي قبل غيرها للتبرأ من الارهابيين والقتلة من الصداميين والقاعديين باعتبار ان هؤلاء القتلة يتاجرون بصورة حقيرة ودنيئة جدا باسم اناس عراقيين لهم كرامتهم ولهم حضورهم في العراق اليوم وغدا ولايسمحوا ان يكون اسمهم النبيل ،ووجودهم العراقي الاصيل مقترنا بهكذا عتاة من المجرمين والقتلة ليتاجرطارق الهاشمي مثلا او حارث الضاري اوالدليمي او الدايني باسمهم او يقتل الناس ، ويشيع الفساد في العراق عمالة لدول الاقليم والخارج تحت غطاء اهل السنة او مصالح اهل السنة في العراق وغير ذالك !!.
نحن من العراقيين اللذين يدركون ماهية واخلاقية سنة العراق وتقواهم واحترامهم لانفسهم وتقاليدهم واعرافهم ، كما اننا من العراقيين الذين يدركون ان سُنة العراق من الشرف والكرامة بحيث انهم لايسمحواحتى لانفسهم ان صودرت بعض حقوقهم السياسية بان يكون الارهاب وقتل الابرياء العشوائي واغتصاب اعراض العراقيين والعراقيات مدخلا لاستعادة بعض الحقوق السياسية الضائعة ، او التائهة في زحمة الفتن التي فجرصاعقها الصداميون بعداسقاط طاغوتهم الوثني صدام واعانهم على ذالك شذاذ الافاق من قتلة ، وارهابيين مصدرين من السعودية الوهابية ، وغيرها من دول التصهين والتفرعن العربي المعروف !!.
بل ان ما نعرفه عن جميع المكونات العراقية الدينية ، والعرقية والطائفية والقومية ان مسمى العراق وحبه هو دينهم اولا ، وهواهم وقوميتهم وعرقياتهم ثالثا ورابعا وحتى عاشرا فكيف ، وعلى اي اساس يسمح ضمير انسان عراقي سواء كان سنيا او شيعيا او كرديا ... ان يكون هؤلاء القتلة هم من يمثلهم ويتحدث باسمهم ويدعي زورا وكذبا ونفاقا ودجلا انه المدافع عن حقوقهم السياسية وغير السياسية !!.
لقد ان الاوان ، في الحقيقة للمكون السُني العراقي الاصيل : ان يرفع صوته عاليا ليسمع العراقيين اولا وليسمع العالم ثانيا انه لايتشرف بكل ارهابي ومجرم وسافك للدماء وعابث بالارض العراقية فسادا ومهما ادعى من خوفه ، ودفاعه عن هذا المكون العراقي او ذاك !!.
وان سنة العراق كشيعته وككرده ومسيحييه .. الخ يبرئون امام العراقيين وامام الله سبحانه وامام العالم ، ممن مارس الارهاب اوخطط له اومونه او حرض على الفتنة بين العراقيين ان يكون رائدا او زعيما اومتحدث باسم سنة العراق او باقي مكوناته الباقية !!.


http://7araa.blogspot.com/ مدونتي
alshakerr@yahoo.com

السبت، ديسمبر 24، 2011

(( ما الذي استفاده الشيعة من تحالفهم السياسي مع الكُرد في العراق الجديد ؟)) حميد الشاكر


كان نقاشا فكريا ، وسياسيا حول العلاقة الشيعية الكردية ، وكيفية كون هذه العلاقة تمتدّ بجذورها العقدية حتى قبل قيام دولة العراق الحديثة عندما اشترك الكُرد بحرب الشعيبة مع الشيعة ، في مناهضة الاستعمار البريطاني 1914م ، تحت وطأة فتوى مراجع الشيعة في النجف الاشرف ؟وكيف ان فتوى الامام الحكيم الكبيرقدس بحرمة قتال الكرد من قبل الحكومة العراقية ، التي كانت قائمة هي التي افشلت مخطط ابادة الكُرد واستئصال شأفتهم من العراق ؟.....الخ ، قبل ان أطرح سؤالا يبدوا انه اليوم هو السؤال الذي يحاول ان يحاسب التاريخ والحاضر في العراق لتدوم علاقة متينة وعميقة ومتأصلة في جوانبها العقدية والسياسية والاجتماعية والعاطفية بين شيعة العراق وكرده وهو : ما الذي استفاده المكوّن العراقي الشيعي من تحالفه السياسي مع المكوّن الكُردي في العراق الجديد مابعد الاطاحة بنظام المقبور صدام حسين في 2003م م ؟.
او السؤال بصورة معكوسة لنقول: ما الذي استفاده المكوّن العراقي الكُردي سياسيا من تحالفه مع الشيعة ، في عراق مابعد الاطاحة بنظام البعث ، وحزبه وزبانيته من صداميين كانو يجثمون بالارهاب والمؤامرة والقوة على صدر جميع العراقيين ؟.

طبعا المنشأ لهكذا اسألة قبل ان نجيب عليها ، هو ان في عالم السياسة ومصالحها كل شيئ فيه متغير ، ومتحول ومهتز ، وغير ثابت ، وما لم تكن هناك رؤية مصالح مشتركة واضحة ، بين الحزب الواحد ، او المكّون المجتمعي الواحد او بين مكوّنات اجتماعية مختلفة في اطار مصالح مواطنة ، ووطن مشترك فأن العواطف والاحلام والتوافقات وكذا ترك المصارحة والمكاشفة والمناقشات ..سيفضي حتما الى تصادم وتباعد في الرؤى والاهداف ، واطارات العمل المشترك ، ويزرع بداخله التناقضات والتناشزات المصلحيةممايفضي بالنهايةالى تراكمات لايحمدانفصاماتها وتضارباتها الخطيرة في العلاقات على المستوى السياسي العام !!.
ولهذا نحن كمكوّن عراقي شيعي ، وكمكوّن عراقي كردي ، بأمس الحاجة لمناقشة مصالحنا الوطنية المشتركة كعراقيين واعادة انتاج تحالفاتنا العراقية الاستراتيجية كي لايشعر طرف انه البقرة الحلوب المغدورة ويشعر الاخر بانه الثعلب الذي يمتهن المراوغة بشطارة على حساب ديك الصباح الذي بعدما مصمص عظامه قال : حرام كان يوقظنا لصلاة الصباح كل يوم باخلاص وعفوية !!.
طبعا في معرض جواب ما الذي استفاده الكرد من تحالفهم السياسي ما بعد الاطاحة بنظام صدام حسين مع الشيعة هناك نظرية سياسية وحتى شعبية وانا شخصيا اميل لمصداقيتها الواقعية : بأن الكُرد قد استفادو من تحالفهم مع الشيعة سياسيا بنسبة الالف بالمئة ، مايعادل عشرة اضعاف ماتسمح به القسمة الرياضية من محدد المئة بالمئة !.
اي وبمعنى اخر اكثر وضوحا : ان اخوتنا من المكون العراقي الكردي ، وعلى طول تاريخ نضالهم المطالب بحقوقهم الوطنية العراقية ، واهداف صراعاتهم المريرة مع حكومات العراق التي كانت قائمة قبل 2003م لم يكن مستوى سقف مطالبهم ليرتفع الى اكثر من ((الحكم الذاتي)) في كردستان وضرورة احترام قومية المكوّن الكردي العراقي لاغير !!.
لكن وفجأة وبعد التغيير الذي حصل في العراق 2003م وجدنا ان هناك طرحا يقوده فعليا ، ويشرف عليه ، ويرتب له مكوّن الاغلبية العراقية من شيعة العراق ، ليطرح المكوّن العراقي الكردي ، على اساس انه :المكوّن الذي يراد له ، ان يكون المعادلة الاصعب في العراق الجديد من خلال تسويقه كبيضة قبان للعملية السياسية العراقية الجديدة ومن ثم ليستحصل اخوتنا الكرد تحت مباركة تحالفهم مع الشيعة العراقيين على التالي :
اولا : كتابة دستور لعراق جديد تحت اشراف وبنود كل المطالب الكردية المفتوحة التي بدأت بالفدرالية ولم تنتهي حتى اليوم عند حد محدود .
ثانيا : مشاركة كردية برلمانية في بغداد فاقت كل التوقعات السياسية الكردية نفسها مع ضمان : ان لاقرار يصدر في العراق الجديد تشريعيا في هذا البرلمان ، الا تحت وصاية التوافقية ، والمحاصصة القومية ، والطائفية ما يفقد بالنتيجة مسمى وفعل الاغلبية داخل البرلمان .
ثالثا : لكردستان العراق وضع مستقل مئة بالمئة للكرد فقط ، مع برلمان وحكومة وعلم وجيش وميزانية مستقطعة من الدولة العراقية المركزية مع القطع ان لاتدخل للدولة بشؤون كردستان السياسية ، والامنية والاقتصادية ، والاجتماعية والثقافية والعسكرية .... مطلقا الا بمسمى الفدرالية لاغير !.
رابعا : رئاسة الجمهورية في العراق ، والتي لها نصف قرار المشاركة في الدولة العراقية الجديدة ورسم استراتيجياتها الداخليةوالخارجيةمع قرارات رئاسة الوزراء بالاضافة لوزارة الخارجية واربع من الوزارات داخل الحكومة ، ومشاركة عسكرية وامنية ، واستخباراتية كاملة تكون حصة المكوّن الكردي من العراق الجديد خارج حدود كردستان العراق وفي كل المناطق !.
خامسا : لاقليم كردستان قنصلياته المستقلة ، وسياساته الداخلية والخارجية الغير مرتبطة ببرتوكولات الدولة العراقية وله رئيسه الذي يحدد السياسات العامة للاقليم ، وله حق اعلان الاستقلال او الارتباط بالعراق ، ولا يرتبط باي معنى من المعاني بحكومة بغداد المركزية !!.
وهكذا حصل الاخوة الكرد ، تقريبا على ما لم يكن في حساباتهم السياسية التاريخية ابدا تحت رعاية واشراف ودعم ومباركة حليفهم الاستراتيجي القديم الجديدالمكوّن العراقي الشيعي وبمباركة منقطعة النظيرمن هذا المكوّن ولكن العجيب والغريب في الامر هو ان مع كل ما حصل عليه الاخوة من المكوّن الكُردي من حقوق وضمانات ومناصب وسياسات ومميزات واستثناءات ..... في العراق الجديد وعلى عين ودعم اغلبية الشعب العراقي ، الذي لولاهم لما تمكن الاخوة الكرد ، من حصاد حبة قمح واحدة لكن مع ذالك استطاع المكوّن الكردي العراقي ان يخضع حليفه الشيعي دوما الى عقدة نقص وتقصيربحقه تظهر ان صاحب الفضل في المعادلة دوما هو المكوّن الكردي على غالبية الشعب العراقي وليس العكس !!.
بل واكثر من ذالك استطاع المكوّن الكردي وبذكاء سياسي مشهود له وعلى طول خط مسار العملية السياسية العراقية ، ان يشير ببنان الشكر ، والعرفان والامتنان السياسي على كل حقوقهم السياسية التي استفادوها من العراق الجديد على اساس انها : هبة استعمارية امريكية ساهمت في صناعتها قوى الاحتلال الامريكي وليس لاحدمن مشاركة بهذا البناءلاي احدآخر سواءكان هذا الاخرهوالحليف الاستراتيجي الشيعي العراقي لهم او اي مكون عراقي آخر داخل العراق او خارجه !!.
اما سؤال ، وجواب : مالذي استفاده الشيعة من تحالفهم الاستراتيجي مع المكوّن الكردي في العراق الجديد ؟.
فيكفي ان نشير هنا الى الاتي :
اولا : ان المكوّن الشيعي العراقي في الحقيقة كانت، ولم تزل سياساتهم الداخلية وحتى الخارجية تدار بعقلية وعقدة النقص التاريخية امام الاخرين ،بل وهناك عقدة ما يسمى بحمل شعور كيفية ارضاء الاخر باعطائه من حقوق الشيعة انفسهم على امل سد ثغرات شعور الاخرين ، نحو المكون الشيعي العراقي ، وهذه الاستراتيجية في التفكير الشيعي هي التي اوقعت هذا المكون العراقي بالتخبط والانفعالية بالقرار وعدم زنة الامور الاستراتيجية بميزان التوازن ، والحكمة ، والمصلحة المستقبلية العامة !.
ثانيا : عندما نقول ان هناك (عقدة نقص) سايكلوجية في القرار السياسي الشيعي العراقي وهو موروث تاريخي طبيعي ، فاننا بذالك نشير الى ان الكثير من القرارات السياسية الاستراتيجيةالشيعية التي اتخذت في بناءالعراق الجديد كان لها انعكاسات خطيرة على حركة واستمرار واستقرارالمكون الشيعي نفسه داخل العراق بل وربما (نصارح انفسنا) ان قلنا ان شيعة العراق وخلال تسع سنوات مضت دفعوا ضريبة مكاسب حليفهم من المكون الكردي العراقي عندماشاركوا وساهمواودعموابصياغة سياسية ، ودستور وتركيبة عملية سياسية مصيرية ، أشعرت باقي مكونات الشعب العراقي انها كانت على حساب مصالحهم الاستراتيجية السياسية العراقية الداخلية على المدى الطويل !!.
بمعنى اكثر وضوحا : انه كان على المكوّن العراقي الشيعي ، وباعتباره اكبر مكون عراقي جماهيري ، ويمثل اغلبية الشعب العراقي الكريم ، وقبل ان يضع حجرا على حجر في العملية السياسية الجديدة بعد الاطاحة بنظام صدام المقبور ان يقيم عملية توازن في المصالح ، والخسائر مع حليفه الكردي ، مع عدم اغفال باقي المكونات العراقية الاخرى ، كالمكوّن السني العراقي باعتباره ايضا الحليف الشريك في بناء عراق مابعد الدكتاتورية !!.
اما ان يغفل المكوّن الشيعي العراقي ، باقي حلفائه العراقيين ، ويندفع بعاطفية غير محسوبة النتائج السياسية ، لينتج عملية استحصل الاخوة الكرد كل مافي السلة من عنب وبدون جزاءا ولاشكورا ،لتتم هذه العملية على حساب اغضاب باقي المكونات العراقية الاخرى ، ما يدفعهم لانتهاج اسلوب الارهاب والعنف ، للتعبير عن سخطهم وعدم رضاهم بالوضع الجديد القائم ، ثم ليرتدّ هذا الغضب فقط على المكوّن الشيعي باعتباره صاحب القسمة ، ليقع الارهاب على اطفاله ونسائه وشبابه وشيبه ، وبقاء حليف الشيعة العراقيين من الكرد خارج اطار هذا الصراع نهائيا ، مع انه المستفيد الاول والاخير من هذه القسمة ، فوالله انها لقسمة ضيزا تلك ، التي اقامها الشيعة على انفسهم بدفع ضريبة مكاسب غيرهم في العملية السياسية العراقية الجديدة !!.
نعم كان كثيرا من الارهاب ، بامكان الشيعة ان يكفوا شروره عن انفسهم ، لو كانت ( مثلا ) رئاسة الجمهورية في استراتيجيتهم السياسية التي بنت العراق الجديد من حصة المكوّن السني العراقي ، وليشعر اخواننا من السنة العراقيين ، فيما بعد انهم في قلب المعادلة السياسية العراقية ، وانهم على الاقل غير مهمشين بهذه الصورة الذي تمثل لهم اهانة حسب تصوراتهم السياسية عندما تعزل مناصب رئيسية دقيقة مثل رئاسة الجمهورية وربطها بالمكون الكردي لا لشيئ الاّ لانه حليف استراتيجي للمكون الشيعي الذي لم يحصل الشيعةمنه حتى الان على اعتراف معنوي او مكسب سياسي استراتيجي في المقابل ، يقدمه لهم المكوّن الكردي ، كتبادل في المصالح المشتركة بين الحليفين !!.
ان اغلبية الشيعة في العراق الجديد تؤهلهم للعب الدور الرئيس في العراق بدون حاجة ، لتنازلات استراتيجية ، او المشاركة بتنازلات استراتيجية سياسية خطيرة المنعكسات ،كالتي قدمها هذا المكوّن للمكوّن العراقي الكردي في رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والاقليم .....وباقي المميزات وما دام الاخوة الكردّ اناس يتمتعون ببراغماتية سياسية نفعية ويعلنون موقفهم انهم ليسوا مع اي حلف استراتيجي في العراق لامع الشيعة ولا مع غيرهم (( تصريح السيد مسعود البرزاني بانه في حال نشبت اي صراعات سياسية ، بين سنة العراق وشيعته فانه سيقف على الحياد )) فلا اساس يحتم على الشيعة ان يقفوابكل ثقلهم ليهبوا الاقليم في كردستان ورئيسه وحزبه كل هذه المميزات التي لم تعد عليهم باي منفعة سياسية ولا باي استقرار او توازن في العراق الجديد ؟!!.
ثالثا:من كل ماتقدم ندرك ان شيعة العراق في الحقيقة لم يستفيدوا اي ميزة سياسية في العراق الجديد من حليفهم الاستراتيجي المكوّن الكردي العراقي الذي حصل على كل شيئ باسم الاغلبيةمن الشعب العراقي في العراق الجديدبل وربما لوكان المكوّن الشيعي العراقي كاغلبية مطلقة في هذا البلد ، قد اعاد انتاج استراتيجياته السياسية وقدم للمكون السني ربع ماقدمه للمكوّن الكردي من مكاسب سياسية حسب غالبيته الجماهيرية في العراق ، لتخلص من الكثير ، مما سببه المكون السني العراقي من اضطرابات ، وعدم استقرار للوضع السياسي العراقي الجديد ، مع شكر هذا المكون السني العراقي وامتنانه الواضح للمكون الشيعي العراقي !!.
وهذا فضلا ، ان في هذه المعادلة ايضا شيئ في غاية الخطورة لم يلتفت له المكون السياسي العراقي الشيعي وهو يقيم تحالفاته الجديدة الاستراتيجية مع الكرد ما بعد التغيير وهو :
ان البعد الاقليمي القومي العربي للمكون السني العراقي يشكل اليوم مشكلة حقيقية للاستقرار في العراق ، وكلما كان المكوّن السني العراقي يشعر بالتهميش السياسي الداخلي ، كلما كان ارضا خصبة لتهيئته كي يكون حاضنة طرية للتدخلات الخارجية الاقليمية للعراق باسم الطائفية وغير الطائفية ممايجعل اويدفع صانع العراق الجديد من اغلبية الشعب العراقي في المكون الشيعي على محك وعي الاشكاليات الحقيقية لمشاكله الداخلية والخارجية ، والاخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب العراقي العامة في كل بناء استراتيجي يضمن له الاستقرار الداخلي العراقي الامني والسياسي اكثر من اي شيئ اخر !!.
لكن مع الاسف وجدنا ان السياسة الاستراتيجية العراقية ، للمكون الشيعي اتخذت الاتجاه الاخرمن الطريق في (تحالفاتها الاستراتيجية) ، لتستبدل الذي هو الاضعف بالذي هو الاقوى بلا مبرر نفعي سياسي معقول ، فالمكون الكردي العراقي على اي حال لايشكل ثقلا اقليميا ابدا فضلا عن كونه يشكل عبئا اقليميا على العراق ، فتركيا وايران وسوريا وكل الاقليم الذي يحيط بالعراق ليس هو في صالح المكون الكردي العراقي ، لا سيما مع تعقيدات هذه الدول مع القضية الكردية ، مما يقطع اي عمق استرتيجي يمكن ان يكون رصيدا للاخوة الكرد في التدخل بالشان العراقي الكردي وهذابعكس المكوّن السني العراقي الذي خاطرالشيعةالعراقيون بتهميشه من معادلة استراتيجيتهم ليقدمواعليه الحليف الكردي العراقي بلا اي منفعة تذكروكان بامكانهم ولم يزل (اعادة انتاج تحالفاتهم الاستراتيجية الداخلية) ، والضغط لصناعة عراق متوازن ، باعادة توزيع مناصب الدولة الرفيعة ، كرئاسة الجمهورية للمكون السني (مثلا) لامتصاص اكثر من ثمانين بالمئة من الاحتقان السياسي لدى المكون السني والذي سوف يكون نصرا لاستراتيجية العراق الجديد بصورة عامة !!.
الخلاصة :
ان على غالبية الشعب العراقي (( من المكون الشيعي السياسي )) ان يكونوا اكثر براغماتية سياسية في تحالفاتهم القائمة والمستقبلية ، وان لايركنوا ، بهذا الشأن للعواطف التاريخية النبيلة ولا لشعارات مرحلة المعارضة القديمة لاسيما ان الاخوة في جميع المكونات العراقية ومنها الكردية ستساعدهم في ذالك لان خطابهم صريح ان مصالحهم القومية الكردية فوق كل شيئ ، وهذا يدفع ، ويشجع المكوّن العراقي الشيعي كأغلبية للتعامل مع الاخوة الكرد بالمثل وعلى قدم المساواة ، وليكونوا من ثم هم بيضة القبان على اي حال ، وهم صنّاع ملوك العراق الجدد وليس العكس بان يفقدوا ، كل مزاياهم ، وقواهم السياسية الحية ، لا بل ويعرضوا انفسهم لخطرعدم الاستقرار في سبيل ان حلفائهم يتمتعوا بمزايا سياسية على حساب استقرار العراق وامنه وحفظ دماء شعبه ومسيرته السياسية الجديدة !!.

الخميس، ديسمبر 22، 2011

(( طارق الهاشمي يدير عملياته الارهابية من كردستان )) حميد الشاكر


طبيعي ان يضرب الارهاب ، اكثر من منطقة في بغداد ، ويوقع هذا العدد الكبير من ضحايا المفخخات ، وصواريخ الكاتيوشا ، وقنابر الهاون ، التي وقعت على رؤوس الابرياء من عمال ، وكسبة ومارة بشوارع بغداد ، مادام العقل المدبر للارهاب في السابق ، وحتى اليوم في العراق طارق الهاشمي مقيم في كردستان ، ويديرعمليات خلاياه الارهابية النائمة من خلال المحمول وهو متكئ في احد قصور اربيل الفاخرة وتحت حماية حكومة السيد مسعود البرزاني المحترم !!.
وطبيعي ايضا ان هذه التفجيرات في بغداد تعد دليل ادانه آخريضاف الى باقي الادلة التي تقول وبلا لبس ان الارهابي الخطيرطارق الهاشمي هوالمسؤول الاول والاخير لاكثر الجرائم وحشية في العراق في السابق وحتى اليوم والاّ ليس صدفة ان تاتي هذه التفجيرات بعداطلاق مذكرة القاء القبض بحقه وهروبه الى كردستان وانفضاح امره على رؤوس الاشهاد ، وظهور ارهابه بهذا الشكل المخزي !!.
نعم من جانب اخر نحب ان نشير الى ان الارهابي الخطير طارق الهاشمي لم يذهب الى كردستان العراق الاّ لزرع الفتنة بين الاقليم ودولة المركز في بغداد ،وهو يدرك تماما ان لجوئه للاقليم وهروبه الى هناك سيؤزم الموقف ويصعد التوتر بين الاقليم والمركز الى ذروته ، ويخلق نوع من الاحتقان بين كل المكونات العراقية وهذا هو كان هدفه من الهروب للاقليم بالذات ، وليس للاردن او باقى البلدان الاخرى ، التي هرب فيها حلفائه بالارهاب في السابق كالدايني وحارث الضاري والجنابي .... الخ !!.
ولكن كان أمل العراقيين ان لا تنطلي مؤامرة الخبيث الارهابي طارق الهاشمي على قادة كردستان ، وان يبادروا هم الى كشف الملعوب وتسليمه للقضاء العراقي ليأخذ القانون مجراه ولكن مع الاسف حصل العكس وكما عودنا دائما زعيم الاقليم بالسير عكس اتجاه العراق الجديد ودولته ، وكل مايصب في استقراره وليعلن من ثم السيد مسعود تحفظه على الارهابي طارق الهاشمي وعدم تسليمه للقانون وتوفير الملاذ الآمن له الى اجل غير مسمى !!.
كنا نعاني ، كعراقيين نحترق يوميا بقنابل الارهاب من الجيوب الارهابية الامنة في خارج العراق كالتي كانت توفرها سوريا ، ولم تزل توفرها الاردن والسعودية وقطر ....، لمجاميع القيادات الاجرامية الصدامية والقاعدية ، لتصدير الارهاب الى الداخل العراقي وها نحن اليوم يُفتح علينا جيب آمن جديدللارهاب في شمال العراق وتحت حمايةمكون سياسي عراقي مشارك من راسه الى اخمس قدمه في العمليةالسياسية ككردستان العراق وليصبح بعد حمايته للارهابي طارق الهاشمي جيب من الجيوب الامنة لقيادة التحركات الارهابية وقاعدة تدار من خلالها شبكات الارهاب في طول العراق وعرضه ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم !!.
ان من يعتقد ان بامكانه اركاع العراق او اضعاف ارادة العراقيين التي هبت لاجتثاث الارهاب من جذوره ولاسيما بعد الاطاحة برمز من رموز الارهاب الصدامية الكبيرة كطارق الهاشمي من خلال العمليات الارهابية الجبانة ، التي ضربت الابرياء العزل في بغداد ، وكذا من يعتقد ان بامكانه ان يستجلب الخارج للتدخل بالشؤون العراقية الداخلية ، لتعاد كرة حماية الارهاب من خلال الاحتلال او يعتقد ان بامكانه ان يجعل العراقيين تحت عذاب الارهاب والضعف والتشتت الى ما لانهاية ، ليبقى هو بيضة القبان ، وصانعا للملوك في العراق الجديد ، او يعتقد انه قادر على اللعب بالاوراق الطائفية الى الابد ...الخ فهو ليس واهم فحسب بل وعليه ان يستعيد تنشيط ذاكرته القريبة ليتذكر : ان الشعب العراقي لم يخضع لهكذا اجندات ارهابية مجرمة وقاتلة ومنحطة ودنيئة ...، وهو تحت مقاصل الارهاب اليومي ، وبالمساندة الغير مسبوقة للعصابات الارهابية الاجرامية من دول الاقليم ، وقوى الاحتلال في العراق فكيف به الان بعدما تحررت ارادة العراقيين وبدأت بالمواجهة النهائية مع الارهاب وخلاياه الاخيرة التي تنازع البقاء قبل القضاء عليها نهائيا والى الابد !!.
لا لن تثني ارادة شعبناوقيادته الشجاعة البطلة هذه الضربات الجبانة للارهاب ومن يدعمها هنا وهناك وستزيد الشعب العراقي هذه الضربات الارهابية الكافرة اصرارا على مبادئه وبناء وطنه وتحريرارادته واقامت دولته واحترام القانون ونفاذ قضائه واشاعت الاستقرار في ربوع الوطن انشاء الله ، وسيعلم الذين يخونون العراق اي منقلب ينقلبون !!.
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com

الأربعاء، ديسمبر 21، 2011

(( العراق تغيّر لكن عقل الساسة الكُرد لم يزل جبليا !)) حميد الشاكر


للاخوة من الساسة الكُردكغيرهم من عامة الشعب العراقي وخاصته لاسيما الاغلبية من هذا الشعب المغلوب على امره ، جرح غائر وعقدة مقعرة وألم لايهدأ رنينه من الدولة العراقية الحديثة وما مارسته الحكومات المتعاقبة داخل هذه الدولة العراقية على القضية الكردية من اقصاءومن حروب ومن خداع ومن مؤامرات ومن تهميش ...... الخ !!.
والحقيقة اننا كلنا كعراقيين سياسيين ، وغير سياسيين نظرنا للدولة في السابق ولم نزل ننظر لها بعين الريبة والرعب والكراهية ....، وباقي الصفات التي تدفعنا لاخذ وقت اطول مما بعد التغيير الذي حصل في العراق 2003 م والذي بالفعل اطاح بكل الدولة ، التي بنيت في العام 1921م ، واستمرت على اشلاء ضحاياها حتى الاحتلال الامريكي ، لنشفى تماما من امراض الدولة ، وعاهاتنا التي حفرتها على اجساد كل تاريخناالحديث من قمع وحروب وابادة ومقابرجماعيةوحروق كيمياوية ومؤسسات اجرامية ...والعودة شيئا فشيئا الى اعادة صياغة وانتاج افكارنا وعقولنا ومشاعرنا نحو الدولة ومؤسساتها وعملها والحكومة والتزاماتها والدستور والمحافظة عليه والبرلمان وانتخاباته وباقي المفاهيم الايجابية نحوهذا الكيان الاعتباري الاجتماعي الذي لانستطيع العيش معه برعب ولانستطيع العيش من دونه بأمان !!.
نعم نعترف نحن العراقيون ان هناك لدينا اشكالية تاريخية طويلة مع الدولة الحديثة بالنسبة للساسة الكُرد ، وان لنا اشكالية تاريخية عميقة ربما ترتقي لالاف السنين مع هذه الدولة بالنسبة لاغلبية الشعب العراقي المظلوم !!.
لكن ، وعلى اي حال سقطت الدولة في 2003 م ، بعد الاطاحة بنظام صدام حسين الدموي وانتفضت قوى عراقية سياسية ومن جميع الطيف العراقي السياسي لاعادة انتاج حكم ودولة تتمتع بالاقل ببنية في العدالة والديمقراطية والحقوق والواجبات مستلهم هذا النفر من العراقيين جميع آلامهم ومآسيهم ورؤاهم وافكارهم واحلامهم كما جاء في ديباجة الدستور العراقي نحو الدولة التي يرغبون بقيامها !!.
كتبوا دستورا وصوّت عليه الشعب العراقي ، واقاموا نظاما برلمانيا جرت فيه اول عملية انتخاب شعبية وانبثقت حكومة تحت قنابل الارهاب الذي حاول لثمان سنوات متوالية تدمير كل مافي العراق من متحرك ، واعاقة كل ما يسمى بعملية سياسية او قيام حكم ودولة ، ولكن مع ذالك ، كانت ارادة الشعب العراقي اصلب من زبر الحديد وتشكلت 2005م ، اول حكومة عراقية بعد 2003م من رئيس جمهورية مع وزير خارجية مع وزراء كرد ، ونواب في البرلمان العراقي مع مشاركة اساسية في قوى الجيش والامن والاستخبارات ....الخ ، وهكذا باقي مكونات الشعب العراقي !!.
مضت السنون ، وحتى اليوم واذا بنا نتفاجأ بمعادلة ، اقل ما يقال فيها انها معادلة مضحكة مبكية بالنسبة للاخوة الكُرد في واقعنا مابعد التغيير ملخصها :
اولا: لم يزل الخطاب السياسي الكردي هوهومستندا على مقولة فرنسية استعمارية قالها احد الصحفيين الاجانب يصف فيها اصدقاء واعداء الاخوة الكرد (( الجبل هو الصديق الوحيد للكرد )) ، ليبقى عقل الساسة الكرد جبليا مستعصي النزول للسهل والمساهمة ببناءالعمران وتقمص شخصية الدولة ووظائفها ونسيان هاجس التمرد والعصيان على كل نظام ودولة !!.
والحقيقة جميع العراقيين قبل التغيير 2003، كان بينهم اشكالية مايسمى (( عقلية المعارضة))وكيفية انتقال العقل العراقي المعارض الى عقليةالدولة التي لها بطبيعة الحال موازين ومقاييس ومواصفات معينة ، تتماشى وتنسجم مع الدولة وواجباتها والحكم ، وعقليته المختلفة بطبيعة الحال عن عقلية النضال والتضحية ..... وباقي المصطلحات الثورية المعارضةوبالفعل بدأ العقل السياسي العراقي الجديد الذي كان معارضابالتطورشيئافشيئا بعد ممارسة الحكم حتى قارب كونه عقلية دولة ومشروع حكم ، يلتزم بمفاهيم الدولة لاغير !!.
ولكن مع الاسف شذّ عن هذه القاعدة الاخوة من الساسة الكرد حيث لم تزل عقليتهم وحتى هذا الزمان عقلية يبدو انها ادمنت العيش في كهوف الجبال الشاهقة وزهدت بالدولة ومفاهيمها الى الحدّ الذي لم يزل العقل الكردي السياسي وليس الجماهيري الشعبي متوجسا خيفة من الانتقال لعقلية الدولة وممارسة الحكم بهذه العقلية فهو وعلى الرغم مماقدمناه من مشاركتهم الاساسية بصناعة الدولة مابعد التغيير وعلى الرغم من ان الدستوركتب حرفا حرفا تحت انظارهم وعلى الرغم من وجود رئيس جمهورية ووزير خارجية وبرلمانيون ووزراء وامنيون... مع هذا كله نجد الهاجس لم يزل قائما من العراق الجديد ودولته والمشاركة فيها والانصهار الكامل لخدمتها كمواطنين عراقيين وهذا شيئ فيه الكثير من علامات الاستفهام الغريبة !!.
ثانيا : عندما نرصد ظاهرة الهاجس السلبي تجاه الدولة المركزية في العراق من قبل عقلية اخوتنا من القادة الكرد ، فاننا ننطلق من هذا التردد ، ومن تلك المواقف السلبية السياسية تجاه كل مايعيد للدولة موقعها الطبيعي داخل العراق الجديد ، وكل ما يصب في صالح عراق قوي اقليميا وعالميا بالتحديد !!.
بمعنى اخر : اننا عندما نقول ان هناك عقلية جبلية تسيطر على كل البوصلة للحركة السياسية للقادة الكرد تجاه التغيير وتجاه الدولة في عراق مابعد الدكتاتورية وتجاه الدستور ، الذي كتبه اخوتنا من الكرد ليكون ضامنا لحقوقهم السياسية ، فاننا نعني بان هناك ايدلوجية فكرية (مسبقة) مسيطرة على كل الحراك السياسي الكردي تجاه الدولة والحكم في العراق الجديد ، والذي ترى : ان لا انتعاش لدور الكرد في داخل العراق الجديد الا على اساس معادلتين :
الاولى : هي ان تكون دولة المركز ، في عراق مابعد التغيير ضعيفة ، وعاجزة عن القيام بكامل وظائفها المركزية الطبيعية ، ليتأمن للاطراف وللاقليم الكردي بالتحديد ان تكون هي الحاكم في العراق بالفعل وليس الدولة المركزية ومفاهيمها التقليدية !!.
الثانية : وهي معادلة ، تهميش العراق اقليميا ، وبقاء العراق منعزلا عن كل اقليمه العربي والاسلامي المحيط به وضعيفا في قبالته ، ولا فرصة لاتصال العراق باقليمه الا من خلال الانفتاح الكردي فحسب باعتبار سياسة العراق الخارجية التي اصبحت حكرا تقريبا للاستراتيجية الكردية توجهها كيفما ارتأت !!.
والواقع ان لهاتين المعادلتين ما يبررهمافي العقل السياسي الكردي صاحب التجربة المريرة مع دولة العراق واقليمه القومي العربي فالدولة العراقية المركزية وحسب رؤية وتجربة اخوتنا الكرد لم تكن يوما من الايام قوية الا كانت قوتها على حساب القضية الكردية ، وقمعها ، او ربما اعلان الحرب على الكرد ، ومطالبتهم بحقوقهم القومية الطبيعية ، كما حصل في تجارب عديدة من تاريخ العراق الحديث ، وهكذا موضوعة ما مثله عراق الدكتاتورية وعلاقاته الاقليمية القومية مع جيرانه العرب وغير العرب وكمية المؤامرات التي حاكتها حكومات العراق المبادة لاسيما حكومة البعث المقبورة على قضية الاخوة الكرد كما حصل مثلا مع شاه ايران في 1975م ، وما غطى له الاقليم القومي العربي ، الذي ساند صدام حسين ، ونظامه البعثي بكل نذالة ضد الشعب العراقي بصورة عامة والشعب الكردي بصورة خاصة !!.
ومن هذا اصبحت استراتيجية اخوتنا من القادة الكرد ، ما بعد التغيير منصبة على : كيفية بقاء دولة المركزالعراقية ضعيفة كضمان لعدم هيمنة الدولة على قضية الكرد من جديد من جهة ، وكيفية عزل العراق عن محيطه الاقليمي ليتعلق بالهواء ضعيفا وبلا مؤامرات على القضية الكردية من الخارج من جانب اخر !!.
وبالفعل لم يزل القادة الكرد ، ينزعجون من اي عملية تصب في تقوية دولة المركز في العراق ، مضافا الى ريبتهم الكبيرة من اي علاقات اقليمية عراقية متوازنة مع الخارج تمدالعراق بالثقة والانفتاح على جيرانه وهذا ماظهر جلياعندما بادر العراق في حلحلة الاشكال السوري والتفات الجامعة العربية لمبادرة العراق والتعامل معها باحترام وانفتاح وواقعية مما اعطى الانطباع باستعادةالعراق لدوره الاقليمي العربي شيئا فشيئا !!.
ان الاشكال الحقيقي ، الذي تصادم من رغبة الاخوة من السياسيين الكرد ورؤيتهم لعراق ما بعد التغيير ، هو ان معادلات الاخوة الكرد الاستراتيجية ، التي بنو عليها تصوراتهم لضمان الحقوق الكردية داخل العراق الجديد ، انها معادلات لاتنتمي ابدا لمشروع الدولة وقيامها ووظائفها والعراق وامنه ، ووحدته واستقراره واستمراره وديمقراطيته وتطوره !!.
فاليوم اصبح واضحا ان لا استقرار امني في العراق ابدا الا بوجود دولة قوية وذات صلاحيات طبيعية ،وما هذا الارهاب وتلك الخروقات الامنية ، ودماء العراقيين التي سالت انهارافي كل مكان الا بسبب ضعف الدولة وغياب هيبتها وتهميش مؤسساتها وتفكيك تخطيطها وقرارها وتوزيع ذهنها على اكثر من صعيد ولهذا ما ان استعادت الدولةعافيتها الا وراينا كيف انحصرالارهاب جزئيا وانكفأيبحث له عن ملاذات امنة وهذه معادلة لاتقبل القسمة ، وهي اما دولة قوية تحمي شعبها داخليا وخارجيا واما لادولة ويصبح البلد في مهب الريح للتدخلات الارهابيةالخارجية التي لاتؤمن بفراغ الا وملئته باراداتها الشريرة داخل العراق وخارجه !!.
وهكذا معادلة الاقليم العربي ، وغير العربي العراقي ، التي ايضا تصطدم مع الرؤية الكردية السياسية الاستراتيجية ( في عزل العراق عن اقليمه ) فايضا اليوم اصبحت العلاقات الخارجية الاقليمية لاي دولة محور من محاور وضع اي بلد داخلي لاسيما بوجودالارهاب ومعروف على هذا الصعيدان منابع الارهاب في كل العالم وخصوصا في العراق منابع اقليميا ، وخارجية اكثر منها داخلية ، وعلى هذا اذا لم يكن للعراق علاقات اقليمية ، وعالمية قوية ومتينة ، فلا يمكن للدولة العراقية ، ان تسيطر على الارهاب في داخل العراق ويحتم هذاالوضع على العراق ان يقوم ببناءشبكة علاقات اقليمية امنيا واستخباراتية واقتصادية وسياسية .... ليتمكن من قطع دابر الارهاب المستورد من الخارج العراقي وتجفيف منابعه الاصيلة ، وبغير ذالك سيبقى الامن القومي العراقي الداخلي مهددا بالاهتزاز وتصدير سلعة الارهاب من الاقليم والعالم الى الداخل العراقي !!.
بمعنى مختصر : علاقات العراق الخارجية هي الكفيلة وحدها لوضع حد للارهاب الداخلي في العراق ، وهذا شأن اليوم اصبح عالميا وخصوصا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة ، الذي انتقل بالعلاقات الدولية الخارجية من ملفهاتها الاقتصادية والسياسية فحسب الى الملف الامني ليفرض موضوعة التعاون الدولي المشترك لمناهضة الارهاب !!.
نعم هذا ماغاب عن اجندة الاستراتيجية الكردية السياسية العراقية ، وهم ينظرون بعين واحدة الى معنى علاقات العراق الاقليمية والخارجية وهي مرتهنة الى فكرة المؤامرة على الكرد دائما لاغير ، بينما اتسع مفهوم العلاقات الدولية كثيرا ليدخل في اطار حتى مكافحة الارهاب داخل الدول والاوطان ولايمكن للعراق ان يتخلص من افة الارهاب الا بعلاقات امنية وسياسية واقتصادية عالية جدا تضمن للعراق الضغط على منابع الارهاب الخارجية لحماية العراق من شروره داخليا !.
ثالثا : اذا فهمنا كيف يفكر قادة الكرد سياسيا ؟، واذا ادركنا عمق الازمة في الفكر السياسي الكردي وانه فكر ارتهن لهواجس التاريخ ووقف عندها ليفكر من داخلها لعراق مابعد التغيير مع اغفال كل التطورات الداخلية العراقية ، والخارجية العالمية التي طرأت على مفاهيم العراق الدولة والاقليم والعالم والارهاب والاقتصاد ووصلنا الى نبذ فكرة التعامل مع الساسة الكرد بنواياسيئة مسبقة واتهامهم بارادة الانفصال عن العراق واقامة دولةكردستان المزعومة واخذنا الكرد وقادتهم السياسيين بنوايا عراقية وطنية كمواطنين عراقيين قبلوا الاتحاد مع العراق بارادتهم وبدون ضغوط من احد .... اقول اذا ما وضعنا كل هذه المفاهيم امامنا ، واردنا وضع مائدة للنقاش مع اخوتنا من القادة الكرد سياسيا ، من اجل بناء عراق ديمقراطي اتحادي برلماني حر وقوي ومتطور فما الذي يمكن ان نضعه من اوصاف لحلحلة الاشكال السياسي الكردي العراقي ، كي نختصر كل دورة طويلة تجعل من فكرة التصادم الازلية بين المركز ودولته العراقية والكرد وساستهم كقدر لافرار منه ؟!.
اولا:ينبغي الاشارة بوضوح للقادة من السياسيين الكرد ان العراق تغيربالفعل وليس هو الان في طور اعادة انتاج نفسه القديمة من جديد ، ليستمر على عقلية المؤامرة والطغيان والتفرد بالحكم واقصاء الاخرين ، ....... ولذالك ينبغي على الساسة الكرد ان يحذروا من القادم ويستعدوا لمعركة المستقبل الحتمية !!.
نعم العراق تغير بكل قواعده التحتية بدليل ان رئيس جمهورية العراق كردي وبدليل وجود وزراء كرد ودستور نصفه كردي ، وبرلمانيون كرد وقادة جيش كرد وامنيين ومخابرات واستخبارات .... الخ وفي كل مفاصل العراق يشكل الكرد معادلة وطنية عراقية ، لايمكن تجاوزها باي حال من الاحوال ، وعلى هذا الاساس لا يمكن طرح ضمانات للقضية الكردية العراقية باكثر من هذه الضمانات ، التي حوّلت المعادلة الكردية من الجبل الى رئاسة الجمهورية في العراق الجديد وهذا ان دلّ على شيئ فانما يدل على ان العراق ودولته بالفعل قد تغير عن عراق ما قبل التغيير !!.
المطلوب اليوم هو تغيير العقل السياسي الكردي ومواكبة هذا التطور العراقي الذي سبق عقلية الساسة التقليدين من اخوتنا الكرد والكردبالفعل اليوم بحاجةالى عقليات سياسية شابة ومتجددة ، ونشطة وبامكانها اللحاق بالمتغيرات السياسية العراقية المحلية والاقليمية والعالمية في جميع المفاهيم !!.
اما اذا بقت العقلية الكردية السياسية رهينة التصورات الجبلية المناهضة لمفهوم الدولة ، فلاريب ان الزمن لايرحم من يتأخر عن عجلته السائرة قدما الى الامام !.
ثانيا: للقضية الكردية اشكالية غاية في الخطورة ، والحساسية في الوضع العراقي القديم والحديث وهي ان قادة الكرد ((يغامرون)) في الكثير من الاحيان بمكتسباتهم الوطنية العراقية الممنوحة لهم باسم المواطنة والقومية الكردية ليكون دائما سقف مطالبهم السياسية تقريبا تعجيزيا للدولة العراقية المركزية في بغداد ، مما يضغط على جميع الحكومات المتعاقبة ، لدولة العراق الحديث باللجوء الى محاور خبيثة للانقضاض على مطالب الكرد المحقة ، التي تمتلك الحق لكنها لاتمتلك البراكماتيزم في الاحتفاض بمكتسبات هذا الحق !!.
وهذه الظاهرة السياسية العراقية بين الساسة الكرد ، ودولة المركز لها اشكاليتان : الاولى اشكالية حكومة المركز العراقي التي لم تكن يوما من الايام صادقة مع حقوق القضية الكردية ، ولذالك جاءت جميع مبادراتها على اساس المناورات السياسية المرحلية في القضية الكردية ، والثانية اشكالية العقلية السياسية الكردية التي كانت دائما لا ترى في الحلول غير التصادم مع الدولة كاحد اليات تثبيت الحقوق الكردية المصادرة داخل العراق ، وهذا طبعا يخّلف تبعات ودماء وصراعات تستنزف الكرد وتطيح بكل مكاسبهم السياسية النسبية من جهة ، وتنهك العراق ودولته ومصادره وثروته واستقراره وتدخل الدول الخارجية بشانه من جانب اخر !.
وعلى هذا الاساس نحن في العراق بحاجة الى تغيير اليتين الاولى الية تفكير الدولة نحو الحقوق السياسية الكردية وهذا ماحصل بالفعل بعد التغيير والية تفكير الساسة الكرد وهذا ما ننتظر حصوله انشاء الله !.
ان على قادة الكرد ان يدركوا انهم اليوم داخل معادلة الدولة العراقية وبامكانهم ان يكونوا صنّاع لهذا العراق الجديد ، الذي اعطى للكرد مايستحقونه ، فعليهم بالمقابل ان يساهموا في بناء هذا العراق ، كمواطنين عراقيين ، ويحملون الجنسية العراقية ويتشاطرون مع الشعب العراقي ، كل مسؤولياتهم الوطنية ، التي تحتم عليهم الفهم السليم لكل متطلبات العراق الجديد ، وان لايخطأوا الخطأ القديم الجديد في المراهنة على احلام ايدلوجية وهمية ، تعرضهم وتعرض العراق ، كي يكونوا لعبة بايد الامم الخارجية ، فالتجربة علمتنا كعراقيين ان لانكون حطب حروب الاخرين ، وان لانستغفل مرة اخرة لنتقاتل في الداخل لحسابات سيطرة الخارج العراقي على العراق من الخارج !!.
_____________________________-
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com

الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

(( لا انذارات برزانية ولاتسويات جعفرية على حساب دماء شعبنا )) حميد الشاكر


الحقيقة استغرب من ورود اخبار من داخل معمة العملية السياسية العراقية بعد ان اصدرالقضاءالعراقي مذكرة القاء قبض على الارهابي المجرم طارق الهاشمي وبعد ان عرضت وسائل اعلامنا العراقية الرسمية وغير الرسمية اعترافات حمايته عليه كمتزعم لتشكيل عصابي ارهابي ، مارس الارهاب والقتل ، وسفك دماء العراقيين الابرياء بالفعل ، ثم بعد ذالك نسمع ، ونقرأ عن وساطات وعن جلسات وعن نوايا عقد اجتماعات في بيت السيد الجعفري اوفي بيت الاستاذجلال طلباني اوعند ضيافة الاخ النجيفي .... لايجاد تسوية لملف الارهابي طارق الهاشمي والخروج مما يسمى بمأزق العملية السياسية العراقية بعد صدور مذكرة القاء القبض على هذا الارهابي الخطير ؟!.
واستغرب اكثر فاكثر وحتى بعد خروج اخر جندي اميركي محتل من العراق والقاء القبض على مرتكبي تفجيرات البرلمان الجديدة قبل اسابيع ، والتي استهدفت رئيس وزراء العراق المنتخب نوري المالكي استغرب بعد هذا كله كيفية تصريحات رئيس اقليم كردستان بل تصرف الاقليم بمجمله وتحوله الى مكب انقاذ لنفايات المجرمين الصداميين كي يكون اقليم كردستان طوق نجاة للهاربين من وجه العدالة والقانون والقضاء العراقي ليساعد امثال طارق الهاشمي للافلات والهروب خارج العراق !!.
نعم استغرب عن اي مأزق للعملية السياسية العراقية يتحدث قادتنا السياسيون ؟.
وانذهل من اي اجتماعات تحاول ايجاد حلول لمشكلة ما بعد القبض على الارهابي طارق الهاشمي وعصابته الاجرامية الفتاكة ؟.
ولاي شيئ يستنفر السيد ابراهيم الجعفري لعقدا جتماع في بيته ،لايجاد حلول وسط في موضوعة قانونية وقضائية كالتي تفجرت بوجه المجرم طارق الهاشمي ؟.
عن اي ازمة يتحدث هؤلاء السياسيين ؟.
عن ازمة تعليق القائمة العراقية لعملها في مجلس النواب مثلا ؟.
للجيروبئس المصيرلتعلق القائمة العراقية مشاركتها في البرلمان ولتصبح معارضة سياسية خارج البرلمان ولتذهب لتذرف الدموع قرب باب السفير الامريكي في بغداد لكن كل هذا لايمكن ان يكون دافعا وعائقا لايقاف سيرالعدالة والقضاء العراقي بحق ارهابي مجرم كطارق الهاشمي وتعطيل القانون ان يأخذ مجراه لقطع دابر الارهاب من العراق ورفع مقصلته من على رقاب المساكين من شعبنا المظلوم !!.
او ربما يتحدث البعض من ساستنا حول مأزقية اصدار مذكرة اعتقال بحق المجرم طارق الهاشمي ، باعتباره رجل فوق القانون والعدالة ولايمكن الاقتراب منه مهما عمل ، ولذالك يدعو السيد ابراهيم الجعفري لاجتماع تسوية ، ويعلن السيد مسعود البرزاني حالة الانذار والوعيد على راس العملية السياسية في العراق ؟.
اقول لساستنا المحترمين ولقادتنا المبجلين وكيفماكانت نواياهم اواختلفت مشاربهم ورؤاهم السياسية ، ومصالحهم الحزبية والفئوية ، والقومية والطائفية : لاتتورطوا ابدابهكذامزالق سياسية تظهركم امام الشعب العراقي بوجه المداهن والمقامر بدماء الشعب العراقي من اجل مصالح سياسية ضيقة ترتضي بالارهاب في سبيل استمرار المصالح السياسية بانسيابية وبلا مشاكل !!.
ان شأن القاء القبض على كل مجرم ، ومهما علا شأنه ومنصبه بالدولة وقطع دابر الارهاب ، الذي ولغ بدماء اطفال العراق بشكل غير مسبوق انسانيا من هذا الوطن وكيفما تخفى ، وسواء كان بالازياء الرسمية او السياسية او الدينية او المدنية له العنوان الحقيقي لدولة القانون والديمقراطية والمؤسسات والقضاء والعدالة ... والساسة الذين يحترمون شعبهم ويحترمون انفسهم على الحقيقة !!.
وفي اي بلد او وطن متحضر ان اردتم ان يكون العراق بلدا ووطنا مختلفا حقا في ديمقراطيته وتحضره وتطوره ، ولحوقه بدول العالم المحترمة لنفسها ، اقول : ان اردتم ان يكون العراق بهذه المواصفات الانسانية المتحضرة ، فعليكم اولا وقبل كل شيئ ان تحترموا القانون وتطبيقه ليكون شعار اي سياسي عراقي اليوم وغدا هو : تنفيذ حكم القانون والعدالة على العراقيين جميعا وبلا تمييزاومساومات او تسويات سياسية تكون على حساب الدستور والقانون والعدالة وبناء الدولة !!.
اما ما يخشاه السيد مسعود البرزاني وما ينذر به العراقيين من عواقب وخيمة على العملية السياسية فنقول ،انه قد انذرنا رئيس الاقليم منذ ان سمع بان قوات الاحتلال الامريكية ستخرج من العراق بالويل والثبور وعظائم الامور وناضل كثيرا في سبيل عدم خروج قوى الاحتلال وحتى بعدخروج هذه القوات يبدولم يزل ينتظر بين الفينة والاخرى لتحيق بالعراق كارثة تصدّق نبوءاته المتكررة لعراق مابعد النهاية ولكن ليسمح لنا رئيس الاقليم ان نقول لسيادته ، ان الكارثة الحقيقية ، التي تنتظر العراق وعمليته السياسية هي ليست في تطبيق القانون وملاحقة الارهاب واجتثاث منابعه والفساد ومواقعه من دوائر الدولة ومؤسساتها !!.
انما الكارثة التي ستحلّ بالعملية السياسية والعراق اذا تركنا امثال طارق الهاشمي واضرابه من ارهابيين وفاسدين وقتلة داخل الدولة ليعيثوا فيها الفساد ، وينشروا من خلالها الارهاب والقتل والجريمة بدون حساب ولاتطبيق للقانون ولا احترام لدماء الشعب العراقي المسفوك !!.
هذه هي الكارثة الحقيقية ، وليس الكارثة عندما تعود للعراق قوته وللدولة هيبتها وتنبني مؤسساتها على اساس القانون والعدالة ، ويكون الكلّ وبما فيهم سيادتك خاضع للقانون وتحت دستور الدولة كاي مواطن عراقي اخر لااكثر ولا اقل !!.
يتبقى لنا الكلمة الاخيرة مع المحترم السيد ابراهيم الجعفري لتكون كلمتنا له ولغيره من رجال دولة العراق الجديد لنقول له وبكل حب واحترام وصراحة : عرفناكم ايها السيدالجعفري صاحب المبادرات السياسية الوطنية العراقيةالتي تجمع شتات الكلمة وعرفناكم صاحب الهمّ العراقي الذي يقف دوما الى جانب القانون والدستوروالعدالة لكن لم نعهدكم صاحب تسويات سياسية على حساب دماء الشعب العراقي ، وحقوقه وبتر ايدي الاخطبوط الصدامي الارهابي من احشاء العراق ودولته الجديدة ؟!.
لم نعهدكم ، ايها الرجل الشريف صاحب لقاءات تحاول التسويات مع النجيفي اومع غيره من باقي الكيانات السياسية التي تحاول القفز على الضرب بيد من حديد على الارهاب وجذوره ، او على الفساد وقواعده ليكون الثمن على حساب دماء الضحايا من مظلومي الشعب العراقي الكريم !!.
نعم وليكن الملقى عليه القبض والخائن نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي احد قياديي القائمة العراقية فاي بئس في ذالك اذا كان القانون والعدالة فوق الجميع !!.
واي بأس في اعادة تطهير الدولة ، وتنقية مؤسساتها من هذه الجراثيم الارهابية الصدامية بالقوة والقانون كي نصنع دولة وشعب قوي يحترم جميع افراده القانون ويخشون سطوته على المسؤول الكبير قبل المواطن الصغير !!؟.
فاي شيئ في هذا ياسيدي الجعفري يدعوك لاطلاق مبادرات و تسويات سياسية هنا وهناك من اجل ((انقاذ ))موقف هوبالاصل موقف ليس بحاجة لانقاذ بل انه الموقف الرائع والصحيح بالنسبة للشعب العراقي الذي لم يشعر بان الدولة قامت الا عندما سمع ان القانون طال الارهابي نائب رئيس الجمهورية بكل قوة وصراحة وشفافية وبدون مساومات ؟!.
وعلى حساب ماذا هذه المبادرات ؟. ولاجل ماذا ؟.
الآجل ان يعطل القانون من النفاذ ؟!.
ام لاجل ان يطوى ملف الارهابي طارق الهاشمي ليستمر الارهابيون بارهابهم وهم مطمئنون ان تسوياتكم السياسية في النهاية كفيلة بحل اي شيئ ، وتعطيل القانون وافلات المجرمين من العقاب ؟.
ارجوا ان نسمع تصريحا واضحا من جميع سياسيينا ان لا احد فوق القانون ، وان دماء الشعب العراقي لا تخضع ، في اي حال من الاحوال ، لاي تفكير بمساومة او تسويات ، وان سير القانون لا يسمح لاحد بتعطيل مسيرته او عرقلة سيره من الآن فصاعدا ، وان من العارعلى اي سياسي ان يتدخل بالقانون وتطبيقه على المجرمين والارهابيين او يفكر لمجرد التفكير ان يقترب من القضاء والقانون وتطبيقه وتحت اي مبرر حتى ولو كان مبرر الخوف على سلامة الوطن وسير العملية السياسية في العراق !!.
ان سلامة الوطن هي في كونه وطن القانون والعدل ، ونجاح سير العملية السياسية في العراق اليوم عندما تكون نظيفة من الارهابيين وخدمية وديمقراطية ودستورية ولصالح الشعب ومع الضعيف وتحت خدمته وحمايته !!.
________________________-

http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com

الأحد، ديسمبر 18، 2011

ياطارق الهاشمي Game is over !!. حميد الشاكر


لم تكن في يوم من الايام خارطة العراق الجديد مبهمةالخطوط في ذهننا اوتصوراتنا لعراق ما بعد المقبور صدام التكريتي ، الذي ازيح كابوس حكم عشيرته عن صدر العراق في 2003م !!.
كما انه لم يكن في يوم من الايام منذ التغيير والاطاحة بحكم العفالقة الانجاس وحتى هذه اللحظة بغائب عن ادراكنا تفاصيل المخططات الارهابية ، والاجرامية البعثية الصدامية الصهيوسعودية وهابية ، واهدافها الشريرة ، التي ارادت وحاولت تدمير العراق نهائيا بعد الاطاحة بحكم ربيبهم وعميلهم ، وهبلهم الاعلى وصنمهم المهشم ووثنهم المعبود صدام الاعوج محشور جهنم وبئس المصير !!.
لا لم يكن شيئا غائبا عن ذهن وتصورات ووعي الشعب العراقي النبيل وهو يخوض معركته بقيادة مرجعياته الدينية الرشيدة ، ومناضلي شعبه من سياسيين ، ومفكرين وعلماء من اجل اعادة بناء العراق ، ونهضته واستقراره مع اعتى هجمة ارهابية عالمية قادتها دول اقليمية بترولية وعلى راسها طبعامملكة الشرّالسعودية الوهابية ومخابرات واستخبارات اجهزة حكم عالمية وعملاء صداميون في داخل العراق من بقايا قوى الامن والحرس الجمهوري والمخابرات والاستخبارات الصدامية المبادة التي تحولت الى سمسار نذل لبيع دماء واستقرار العراقيين لكل من يدفع اكثر !.
وكذا لم تغب ولا للحظة واحدة صورة العملاء والخونة داخل العملية السياسية التي فرضتهم اجندات الاحتلال الامريكي على دولة العراق الجديدة لتدميرها من الداخل وتدمير كل منجز عراقي امني او اقتصادي او سياسي او اجتماعي يحاول النهوض وتنفس الصعداء داخل عربة العراق الجديد !!.
في البدء كانت جبهة التوافق مكشوفة الاجندات المشبوهة للقوى السياسية العراقية التي اندست في العملية السياسية تحت هذا المسمى او ذاك ، وكانت هذه الشلل من بقايا نظام ابن العوجة المقبور بقيادة عدنان الدليمي والسامرائي والعاني والدايني ..... الخ ، وباقي سقط المتاع تعمل بكل صلافة وعنجهية وهي تحت حماية الاحتلال الامريكي ، لتتفلت من طائلة القانون ، وغضبة الشعب العراقي ، وفعلت مافعلت من تخطيط للارهاب ، وتحريض على الطائفية ، وممارسة للحرب والذبح على الهوية لرقاب شعبنا العراقي المظلوم ، ليتنازل عن منجزه العراقي الجديد ويترحم على ايام حكم المقبور صدام ، ولكن حتى مع وجود حماية المحتلّ الامريكي لهذه الاحزاب والمجاميع الارهابية الصدامية القذرة لم يستطع المحتلّ بكل جبروته ستر ماكشفته الايام لهذه الزمر من ممارسة وتخطيط للارهاب وقتل وتدمير للعراق وشعبه ، وفي النهايةهرب من هرب خارج العراق وبقي من بقى من بقايا النفاق الطائفي ليمارس الارهاب على امل النيل من العراق وشعبه غرّة وغفلة ، و عسى ولعل تكون مقتل العراق الجديد في اي لحظة من اللحظات !!.
كان مشروعا تدميريا لخلاية البقايا الصدامية ، لكل ماهو عراقي وقائم فوق الارض بل وارتقى عند تفجير مرقد الامامين العسكريين ع في سامراء الى مشروع لتدمير ليس فقط العراق بل العالم الاسلامي والعربي كله ولولا وعي قادةالعراق من دينيين وسياسيين وادراك الشعب العراقي لكل خطوط وتفاصيل هذاالمخطط الصهيوسعودي الكبير للمنطقة لما بقي حجرعلى حجر في العراق الجديد !!.
ومع ذالك سارت القافلة ولكن كلاب البعث الصدامي لم تهدأ عن النباح !!.
طارق الهاشمي والمطلك اللاصالح ، والنجيفي الرفيق العزيز لبايدن وداعية مخطط تفتيت وتقسيم العراق طائفيا والملاّ ..... الخ كانو هم النسخة المعدلة من بقايا جبهة النفاق ، والتوافق الدليمية البعثوهابية الطائفية السعودية ، التي فُرضت فرضا على الشعب العراقي وتجربته وارادته ، تحت حراب ودبابات وطائرات الاحتلال الامريكي وكانت هذه الشلل الارهابية تعتقد جازمة ان الحماية الامريكية ، والصهيوسعودية التي فرضتهم على الشعب العراقي ، ستهيئ لهم الغطاء الكافي لحين انقلابهم بشكل واخرعلى تجربة الشعب العراقي وارادته وانتخابه لاعادةعقارب الساعة الى الوراء والرجوع لحكمهم الصدامي المباد الذي حكم العراق لاربعين سنة بالارهاب والخداع والدجل والقتل والنذالة !!.
وكم هي المحاولات الانقلابية العسكرية والاخرى ، التي تسربت من تحت عباءة الديمقراطية ، والسلمية في ساحة التحرير ، وغير ساحة التحرير للنيل من استقرار العراق وتقدمه ، ولكنها كلها بائت بالفشل ، واندحرت خاسئة الى جحور مؤامراتها الصدامية العفنة تحت الارض وفي اقبية ومجاري الصرف الصحية النضالية !.
واليوم وبعد ان خرج اخر جندي اميركي محتل للعراق تصاب هذه الشلل الارهابية الصدامية الاجرامية الخطيرة بهستيريا الرعب مما هو القادم ، وكلها يقين ان سيف القانون ، الذي منعته الارادة الخارجية المحتلة من عمله طيلة سنين متعاقبة داخل العراق سوف لا يرحم بعد اليوم كل من مارس الارهاب ، والقتل للشعب العراقي او خطط له او موله او حرض عليه !!.
وليس من المستغرب ان تبادر القائمة العراقية ، لتعطيل عملها في البرلمان العراقي لتخلط الاوراق بحركة استباقية على الشعب العراقي ، كي لا يحاسب هذه المكروبات الصدامية الارهابية السرطانية القاتلة والخبيثة العالقة في جسم الدولة العراقية منذ العام 2003م حتى اليوم !!.
ولايُستغرب ايضا ان يصرح طارق الهاشمي : بمعاناته من ارهاب الدولة وخصوصا بعد ان اعلنت قوى الامن العراقية تورطه شخصيابتفجيرالبرلمان وتخطيطه لاغتيال رئيس الوزراء العراقي واشاعة الفوضى فيما بعد بكل العراق ، فهو على اي حال نتوقع له ان لايبيت ليلته اكثر من هذا في العراق ليحلق هاربا خارج العراق اليوم او غدا كي لاتطاله يد القانون والعدالة العراقية !!.
اما صويلح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي للخدمات فهذا احقر من ان نشير لخطره على الرغم من اجرامه وارهابه ، لكن مثل هذا الوزغ الصدامي لاينبغي ان يحاكم بمحكمة الشعب العراقي ، وامام قضاته العادلين بل على الحكومة العراقية ان تضعه بكيس ليعلق في ساحة التحرير الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا !!.
نعم قلناها ولم نزل نرددها حتى اليوم ان الشعب العراقي الجريح وهذا البلد الكبير بلد الحسين وعلي وبلد الائمة والمقدسات وبلد الحضارة والمرجعية الدينية العظمى وبلد الفن والثروات ...... من العار ان تكون قادته وساسته من فئة طارق الهاشمي او المطلك او الملاّ ... وباقي هذه النفايات الصدامية الطائفية البغيضة !!.
ان الشعب العراقي آن له ان يتمتع بقادة يحملون مشاريع الانماء والعمران والخدمة والتطورفي ملفاتهم الوطنية العراقية على جنح ويحملون الاخلاص والحب والامانه والتقوى والشعور بالمسؤولية امام هذا الشعب في جنح اخر !!.
وآن لهذا البلد ، وهذه الامة ان تطّهر نفسها من قادة لايحملون اي مشروع لعراقهم الجديد غير مشروع الكراهية ، والمؤامرات والتخطيط للارهاب ، وزرع المفخخات لحرق اطفال العراق واغتصاب نسائهم وقطع رؤوس شبابهم وشيبهم على السواء.
آن الاوان للشعب العراقي ان يبدأ بثورته الحقيقية لاجتثاث الارهاب وقادته والبعث وفساده ، ومخططي الجريمة وقاعدتهم الان الان وليس غدا !!.
ان اللعبة الارهابية الاجرامية في العراق ، وضرب استقرارهذا البلد ، قد انتهت ايها الصداميون الطائفيون القتلة مع خروج اخر جندي اميركي محتل وعليكم ان تعلموا حتى وان غيبتم وجوهكم عن العراق في اي بقعةفي الارض فسيف العدالة والقانون العراقي انشاء الله سيجلبكم ليأخذ لضعفاء العراق حقوقهم من اجرامكم غير متعتين ، وكما قال امام العراق وصاحب غرته وصانعه علي بن ابي طالب : لن تقدس امة حتى يأخذ فيها الحق من القوي للضعيف غير متتعتع !!.
http://7araa.blogspot.com/
ALSHAKERR@YAHOO.COM

السبت، ديسمبر 17، 2011

(( من التمهيد الفلسفي لفكر السيد محمد باقر الصدر .. الحلّ اسلاميا )) 20/20 حميد الشاكر


يختتم السيد محمد باقرالصدر رحمه الله تمهيده الفلسفي لكتاب فلسفتنا بعد ان ناقش عوارالحلول الفكرية للنظامين الراسمالي الديمقراطي والشيوعي الماركسي المادي في المسألة الانسانية بموضوع ((الحلّ الاسلامي الوحيد للمشكلة الانسانية )) وهذا طبعا بعدما هيئ لختام تمهيده باشكالية ((الرؤية المادية)) لكلا النظامين الراسمالي والشيوعي وان هذا التفسير المادي للحياة وللعالم وللمجتمع وللانسان هو سبب كل المآسي والعذابات والويلات البشرية التي نتجت عن كلا هاتين الاطروحتين ابان تطبيقهما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .... على ارض الواقع الانسانية في العصر الحديث !!.
وقد ناقشنا خلال تسعة عشر بحث متوسط الحجم تقريبا معظم ماتعرّض له الامام الصدر في تمهيده الفلسفي من افكار ومصطلحات ، ومفردات ... سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية ، تتعلق بكلا النظامين الراسمالي والماركسي الشيوعي وهذا بالقطع لايعني اننا استوفينا كل الافكار التي تتصل بالراسمالية والماركسية المادية من جهة ولايعني ايضا اننا استطعناتغطية كل ماجاء في هذا التمهيد الفلسفي للامام الصدر باعتبار ان هناك الكثير من الافكار، التي اشار لها السيد الصدر لم نتعرض لها بالتفصيل والتعمق والشرح مخافة الاطالة على قرّائنا الكرام !!.
نعم يمكننا ايضا هنا واتماما لفهرسة المواضيع التي نوقشت بهذه السلسلة من فكر الامام الصدر رضي الله تعالى عنه ، ان نذكر المحاور الفكرية التي ناقشتها بحوثنا الفكرية قبل الاختتام ببحث (( الحلّ الاسلامي الواقعي )) الذي جعله الامام الصدر ختاما لتمهيده الفلسفي هذا ورداعلى موضوع الرؤية المادية الراسمالية والاشتراكية الشيوعية تلك كي تكون هناك فكرة عامة عن المحاورالتي تناولناها ببحوثنا السابقة والتي نحاول الان ختمها ببحثنا الاخير المتقدم ذكره اعلاه !!.
ولنقول :
اولا : طرحنا في حلقتنا الاولى من هذه السلسلة لماذا نحن نكتب حول هذا التمهيد في كتاب فلسفتنا للسيد الصدر بالتحديد .
ثانيا : تناولنا فكرة النظام الاجتماعي في فكر الصدر وما الذي دفعه لمناقشة النظم الاجتماعية واهميتها المصيرية في كتاب فلسفتنا مع انه كتاب مختلف عن موضوع علم الاجتماع في الحلقة الثانية ؟.
ثالثا: في الحلقة الثالثة تناولنا كيف ان فكرة النظام الاجتماعي في فكرالامام الصدر تعتبر مركزا اساسيا ومحورا جوهريا في فهم الامام الصدر وفكره من جهة وكيف ان النظام الاجتماعي كان يراه الصدر باعتباره هومحورالتغيير والاصلاح الحقيقي لكل مشروع تغييري عالمي وانساني .؟.
رابعا : كانت عبقرية الصدر هي محور الحلقة الرابعة .
خامسا : بدأنا بتشخيص مصطلح النظام الاجتماعي في فكرالصدر وانه كان قاصدا به المذهب الاجتماعي وليس علم الاجتماع .
سادسا : فتقنا الحوار حول المذهب او النظام الراسمالي في الحلقة السادسة وحسب ركائز هذا النظام في الاتكاء على الفكرة الفردية .
سابعا : في الحلقة السابعة ناقشنا الحرية الفردية في مفاهيم الاطروحة الراسمالية .
ثامنا : تعمقنا في الفلسفة التي تقف خلف مفهوم الفردية في الاطروحة الراسمالية ولماذا وكيف نشأة هذه الفكرة في قبالة فكرة المجتمع ؟.
وماهية مبرراتها الراسمالية ؟.
تاسعا : كانت الحلقة التاسعة تتمحور حول ماهية فقدان الراسمالية للرؤية الفلسفية وانعكاسات هذا وانطوائه على ماديتها المخادعة كما يصفها الامام الصدر .
عاشرا : تناولنا في هذه الحلقة : مآسي النظام الراسمالي ، حسب وجهة نظر السيد الصدر .
الحادي عشر: كانت حلقة استكملنامن خلالها الحلقة الفلسفية النفعية التي تقف خلف النظام الراسمالي ، وكيف ان الديمقراطية الراسمالية ماهي الا حرية شكلية وليست جوهرية كما يؤسس لها النظام الاسلامي في فكر الصدر !.
الثاني عشر :انتقلنا ببحوثنا لنناقش فلسفة الصدر وهي تصارع الشيوعية في عراق مابعد انقلاب الجنرال قاسم في 1958م .
الثالث عشر: بدأنابطرح الخطوط العامة في النظام الاجتماعي الشيوعي الماركسي المادي حسب تسلسل التمهيد الفلسفي للسيد الصدر ، ومناقشته للاطروحة الشيوعية المادية ، واختلاف الاشتراكية الشيوعية عن الاشتراكيات الديمقراطية الغربية .
الرابع عشر: وفي الحلقة الرابعة عشر شرحنا المفصل الثاني للشيوعية الماركسية وهو(الديالكتيك) وتعمقنا في فهمه كمنطق وطرحنا وجهة نظر السيد الصدر النقدية حول الديالكتيك الماركسي الذي هو بالاساس هيجلي التأسيس .
الخامس عشر: كانت حلقة تناولنا فيها مؤسس الديالكتيكية المثالي ((هيجل)) وكيفية اقتباس ماركس للمنطق الجدلي من ينابيعه المثالية وتحويله للمادية .
السادس عشر: وفي الحلقة السادسة عشر عرجنا على المفاهيم الاقتصادية لماركس في قاعدة (العمل اساس القيمة) وفندنا وهم فائض القيمة الذي بُني على تلك القاعدة .
السابع عشر:في هذه الحلقة تناولنا فكرة الصراع الطبقي في الفكر الشيوعي المادي الماركسي وكيف انه صراع لم يستندعلى اي مستند قانوني غيرالافكاروالتصورات الاقتصادية والفلسفية الخاطئة لماركس وشيوعيته المادية !.
الثامن عشر : كانت حلقةً طرحنا فيها مفهوم (( الملكية )) وكيفية تناول الماركسية له ودعوتها لالغاءمبدأ الملكية والانعكاسات الخطيرة التي ترتبت على هذه الدعوة.
التاسع عشر:وهي الحلقة التاسعةعشرالتي سُلط فيها الاضواءعلى الجهل الماركسي المركب في تشخيص المرض البشري ، ومن ثم وضع الحلول الخاطئة والعلاجات البعيدة عن واقعية المشاكل الانسانية !!.
هذه فهرسة مختصرة لما طرحناه حتى الان في سلسلتنا هذه ، من التمهيد الفلسفي لفكرالسيد الصدرويتبقى علينا ان نختم هذه السلسلة بما ختم به الامام الصدر تمهيده في طرح (الحلّ الاسلامي الواقعي) باعتباره انسب الحلول البشرية لمعالجة مشكلة الرؤية المادية العالمية المزمنة !!.
والحقيقة قبل ان يطرح السيد الصدر ((حلّه الاسلامي)) للمشاكل العالمية فانه عرج في تمهيده الفلسفي ، قبل ذالك على موضوعة (( الرؤية المادية )) في كلا الفكرين الراسمالي والماركسي الشيوعي المادي وشرح قواعد رؤيتهما المادية تلك ليتحدث لناعن رؤيتين ماديتين مختلفتين في الشكل لكلٍ من الراسماليةوالماركسية الشيوعية ولكنهما متفقتان بالمضمون والنتيجة ، وبهذه الطريقة :
اولا : الراسمالية .
تتميزالرؤية الراسمالية المادية للحياة وتفسيرالعالم والمجتمع عن شقيقتها الماركسية الشيوعية بانهامادية مرتبطة بمفهوم الفردية ايضاوليس بالمفهوم الاجتماعي للمادية فالفرد في الاطروحة الراسمالية ، هو العنصر الاساس في كل المعادلة الراسمالية الفكرية ، وهو محور كل طرح نظامها الاجتماعي وتصوراتها الفكرية وبهذا كان ولم يزل الفرد وتصوراته للاشياء من حوله هومقياس وميزان الاطروحة برمتها!. وعلى هذا الاساس درست الراسمالية الفرد الانساني بكل مفاصل وجوده الفردي لتخرج بنتيجة فكرية ونفسية مفادها :
(( ان محور حركة الانسان وتطلعاته ، وكل وجوده مرتبط بمنفعته المادية واينما تتوجه هذا المنفعة الفردية المادية ، والتي منشأها حب الذات لدى الانسان يتوجه بكل طاقته لاستحصال هذه السعادة المادية والابتعاد عن عذاب الالم ))
ومن هنا نشأة الفلسفة النفعية الفردية ، التي ابتكرها ونظّر لها قادة الفكر الراسمالي الفردي منذالقرن السابع عشر الميلادي وحتى يوم الناس هذا وخلاصة هذه الفلسفة النفعية الراسمالية الفردية هي : ان المنفعة المادية وحدها هي المقياس الاعلى لكل حقائق هذا الوجودالانساني الاجتماعية الفكرية والعلمية والنفسية والاخلاقية في هذه الحياة وكل شيئ عندما يتصف بصفة الحق فبسبب ، ولانه نافع ماديا لاغير وكل ماليس فيه منفعة مادية او يفضي الى منفعة مادية تعود بالنفع المادي على الانسان فهو الباطل والخرافة وكل الاساطير، وحتى الاخلاق والدين والصدق والامانه ... وكل المعنويات والروحيات الفردية ، والاجتماعية فهي جيدة ومقبولة في الفلسفة النفعية ليس لانها حقائق واقعية تمثل شيئ له قيمة عقدية اواخلاقية معنوية بل لانها بشكل غير مباشرتساهم في منفعة الانسان المادية وتحافظ على نظامه القائم لاغير، فهي نافعة وحسنة ، ومتى تحول الدين او الاخلاق اوالمعنويات الى شيئ غير نافع مادي فيجب الاطاحة بهكذا مفاهيم لامادية لانها مفاهيم باطلة ومزيفة ولاتؤدي اي منفعة مادية للفرد وللمجتمع !!.
بهذه الرؤية المادية النفعية بنت الراسمالية كل فلسفتها الفكرية ونظامها الاجتماعي القائم ومذهبها الاقتصادي والقانوني والسياسي الذي يقوم على الفردية النفعية !.
وبهذه الرؤية المادية للحياة وللعالم وللفرد والمجتمع ... صنعت الراسمالية انسانها الراسمالي الجديدالذي لايؤمن الا بمنفعته الماديةالفردية فحسب كمحرك لكل وجوده في هذه الحياة !.

ثانيا : الماركسية الشيوعية !.
اما مادية المدرسة الماركسية الشيوعية فهي مادية اعمق واوسع من مادية شقيقتها الراسمالية من حيث الفكروالاتساع فهي مادية على مستوى الرؤيةالكونية والعالمية والانسانية من جهة وهي مادية على مستوى الفرد ورؤيته وفكره وتصوراته لهذه الحياة ايضا من الجانب الاخر !!.
بمعنى : ان مادية الماركسية الشيوعية لها جانبان فكريان فلسفيان :
الاول: وهو الجانب الفلسفي النظري الكوني والخارجي وهذا هوالذي جاء في قبالة الرؤية المثالية للعالم انذاك ليؤكد ان للعالم مادية خارجية منفصلة عن فكرالانسان وذهنه وله استقلالية عن هذا الفكر باعتبار ان المثالية كانت تعتقد ان لاوجود مادي خارجي لاي شيئ في العالم خارج تصورات وافكار الذهن البشري !.
الثاني : وهو الجانب الفردي لتصورات وافكار الانسان ، حيث ربطت الماركسية كل مايحمله الانسان من تصورات وافكار واخلاق وعقائد واديان ومفاهيم .... بما تنتجه وسائل الانتاج الاقتصادية الخارجة عن كينونة الانسان !!.
وبما انه ليس هناك اي واقعية ، لأي فكر يحمله الانسان في داخله ، الاّ من خلال الوضع الاقتصادي القائم ، وبما ان وسائل الانتاج الاقتصادية هي متطورة ومتغيرة فعلى هذا الاساس بنت الماركسية المادية فكرة عدم ثبات اي عقائد وافكار واخلاق ومفاهيم في داخل الانسان بسبب ارتباطها الكلي بالوضع الاقتصادي القائم والذي هو بدوره وضع قائم غير ثابت ومتغير ومتناقض مع ذاته دائما !!.
فالماركسية (هنا) قاربت المادية الراسمالية في ان مايحيط بالانسان فقط هو الوجود المادي ، لكن الراسمالية بنت على هذه المادية الفلسفة النفعية لتوظفها للفردية بينما وظفت الماركسية المادية التي تحيط بالانسان من كل جهة لخدمة الاقتصاد والرفع من منزلة وسائل الانتاج لتكون هي الاله الذي يسعى لعبادتها الانسان لاغير !!.
هذه هي مادية النظامين الراسمالي والماركسي الشيوعي ، وهي ماديتان لاتعترفان باي حقيقة خارج المنفعة او المادة والملموس ، سواء كانت هذه الحقيقة الله سبحانه وتعالى او الاخلاق ودوافعها اوالمعنوية الانسانية ووجودها وعلى هذه المادية بنى كلاالنظامين الراسمالي والشيوعي الماركسي الاشتراكي جميع افكارهما الفلسفية ، والاخرى القانونية والاجتماعية ، والاقتصادية والسياسية ، على أمل صناعة انسان راسمالي ديمقراطي فردي حر في الراسمالية وانسان شيوعي مادي تطوري سعيد ايضا في الماركسية العتيدة !!.
ومن هنا ناقش الامام الصدركلا الماديتين الراسمالية النفعية الديمقراطية والشيوعية الماركسية الاشتراكية ليطرح الاتي :
اولا : في الراسمالية .
لايمكن حسب وجهة نظر الامام الصدر محمد باقر في تمهيده الفلسفي ، ان نصنع انسانا فرديا او اجتماعيا جيدا ، او نخط قانونا او نرسم سياسة حكيمة لادارة الحياة على مثل هكذا فلسفة نفعية غارقة في المادية من جهة ، ونائية بالفرد الانساني عن اي مشاعر وافكار وتوجهات معنوية واخلاقية من جانب اخر !!.
كما اننا اذا اردنا صناعة انسان بهكذا مواصفات نفعية راسمالية مادية ، ثم زودناه بالحرية الفردية المطلقة ، ووظفنا القانون والدولة لحمايته ، فلانستغرب بعدئذ اذا اصطدمنا بوحش بشري كاسر لايرى في طريقه غير منفعته وملذاته الفردية حتى ولوكانت على حساب عذابات الملايين من البشرالذين سيسحقون امام جشعه وطلبه للمنفعة على حساب اي شيئ اخر !!.
وهكذا لا ينبغي ابدا ان نستغرب جشع وشراهة وعدم ضميرهذا الانسان الراسمالي المادي وهو يعتدي على حقوق العامل او يطرد العمال بعد ان يستنزف كل طاقتهم العملية ،او يستعمر البلدان ويقهر شعوبها وهو يبحث له عن موارد اقتصاد تضخم من رصيده الراسمالي ، او توسع من نفوذ توزيع بضاعته الفائضة عن الحاجة في الاسواق الخارجية العالمية المعدمة !!.
لا ... لاينبغي ان نستغرب من كل ذالك ، بسبب ان المعادلة الراسمالية لايمكن لها ان تقبل القسمة والفصل بين مقدمات فكرية وفلسفية وقانونية .....كلها مادية نفعية ونتائج كلها توحش وانانية وفردية وشره وتغول وتوحش بشري عجيب !.
نعم ايضا لايمكن حسب رؤية الامام الصدر ان نصنع انسانا حرّا حقا تحت حزام هذه المواصفات النفعية التي تصنع راسماليا عبدا لمنفعته ومرتهنا لملذاته الانسانية المادية ، اكثر من كونه انسانا بامكانه ان ينتصر ، اولا على جشعه وطمعه قبل ان ينتصرعلى العالم وماحوله من تنافس اجتماعي واقتصادي وسياسي متوحش يسحق فيه الاقوياءالضعفاء ولايسمح فيه المتغولون لاي منافس صغير ان يتنفس الصعداء ليبتلعهم فيما بعد حسب قوانين لعبة الراسمال والمنفعة القائمة !!.
هذه هي الرؤية الواقعية ، التي تحتم عدم صلاح الراسمالية الديمقراطية لتكون هي النظام الارقي في صناعة الانسانية الحرّة ، كما انه هذه هي الرؤية التي تضطرنا للاعتراف ان مقدمات هكذا فلسفة نفعية ماديةوهكذا نظام فردي اقتصادي وسياسي لايمكن له ، الاّ ان ينتج توحشا انسانيا غارقا في الظلم ، وعدم الانصاف ومناصرة القوي وقمع الاضعف وبقاء الاشرس ودمار ونفي الارحم !!.
ثانيا : الماركسية الشيوعية .
من وجهة نظرالامام الصدر رض في الماركسية الشيوعية المادية وما طرحته من علاج لادواء الراسمالية ، ونفعيتها الفردية اولا ، قبل ان تطرح وجهة نظرها التي حملت نفس فايروسات الغيبوبة المادية ثانيا يرى الامام باقر الصدر ان الماركسية طرحت(الغاء الملكية) كحلّ لابد منه لعلاج توحش وتغول النظام الراسمالي المادي النفعي ، لتصنع بذالك من حيث لاتدرك مشكلة اعمق مما انتجته الراسمالية النفعية الفردية على البشرية جمعاء من دكتاتورية وقمع وتوحش !!.
فالاشكالية الراسمالية لم تكن اساسا بمبدأ (الملكية) لتأتي الماركسية المادية وتطالب بالغائها للتخلص من توحش الراسمالية الظاهر للعيان وانما كانت ولم تزل المشكلة الراسمالية الكبرى في رؤيتها النفعية المادية للحياة لاغير ، كما انه لم تكن مشكلة الراسمالية لانها بنت فلسفتها النفعية على مبدأ(حب الذات) لدى كل انسان منا لتأتي الماركسية الشيوعية لتطالب : بقتل فطرة الانسان في حبه لذاته ومنفعته ، وتحويله صناعيا الى انسان اجتماعي فحسب فالانسان جبل على حب منفعته ، ومن الخطئ ما نادت به الماركسية لقتل الفردية وحبها لذاتها داخل الانسان !!.
بل كان العلاج الحقيقي للنفعية الراسمالية المادية هوالاطاحة بالرؤية الفردية النفعية المادية والمناداة بصناعة رؤية تمزج بين المعنوية الاخلاقية من جهة وبين المادية الفردية من جانب اخر لتتوازن الشخصية الانسانية في رؤية المنفعة الذاتية للافراد ومن ثم لنصل الى فرد يلتذ بالمنفعة المعنوية كمايلتذ ويطلب المنفعة المادية الفردية على حد سواء ، وهذه المنفعة المعنوية هي الضامن الاخلاقي الوحيد لرؤية انسانية فيهاضميروتشعربالاخرالانساني وترتقب العوض المعنوي الاخروي بدلامن المنفعة المادية التي يضحي بها الفرد ماديا في هذه الرؤية !!.
هكذا كان ينبغي علاج امراض الراسماليةالنفعية المادية من وجهة النظر الاسلامية للسيد الصدر في تمهيده الفلسفي ، ولكن الماركسية الشيوعية ، وبدلا من ان تدرك وتشخص الامراض الراسمالية بواقعية وفكرية مطمئنة ، ذهبت لتفتق جرحا جديدا في جسد الانسانية ومشاكلها المتراكمة لتزيد بمناهضتها للانسان وفطرته ومنفعته الما الى الام الانسانية الكثيرة !!.
نعم لم يكن الراسمالي متوحشا بسبب مبدأ الملكية ، ولم يكن كافرا بالانسانية لانه يحب ذاته ومنفعتها ، بل كان كذالك بسبب رؤيته للحياة ، وتفسيره المادي للانسان وتطلعاته ، وما لم يغير الانسان من رؤيته المادية للحياة وللعالم لايمكنه ان يصنع حياتا فيها نوعا من التوازن والطمأنتينة والسعادة والعدل في هذا العالم !!.
والحق ان الماركسية الشيوعية المادية ، في هذا الموضع من الاشكالية الانسانية لم تكن هي المدرسة الفكرية الاصلح لاعطاءالارشادات الروحية والاخلاقية والمعنوية للنظام الراسمالي الفردي الذي كان قائما ولم يزل ، فهي مدرسة تساوق الراسمالية اذا لم نقل تفوق عليها بدرجات في رؤيتها المادية للحياة وللعالم وللانسان ، وعلى هذا باي واقعية فكريةوعلى اي اساس اخلاقي تطرح الماركسية نفسهاكمنقذ بشري من كارثية النظام الراسمالي بينما في المعادلة الحسابية البسيطة نجد ان الراسمالية ربما تكون الجانب الارحم في معادلة الدكتاتورية المادية على الانسان !؟.
واذا كانت الراسمالية انتجت لنا انسانا بلا ضمير ، ولا خُلق ولامعايير معنوية في هذه الحياة بسبب فلسفتها النفعية ورؤيتها المادية للحياة ، فان الماركسية صنعت لنا انسانا لم يبقى من انسانيته سوى اطلال مادية مهشمة تمتلئ بشعارات معنوية عالية القيمة الاخلاقية من جهة ،بينما من الجانب الاخر لاتؤمن هذه الماركسية باي خلق ثابت او معنوية غير مادية لتكون نهاية الانسان الشيوعي الماركسي شبيه بدراكولا متناقض ومتناشز ومتضارب في كل وجوده وتركيبته البشرية الصناعية الماركسية المعقدة !.
نعم لانجاة لهذه البشرية من فرن الماديةالغربيةوالشرقية الملتهب سواءكان راسماليا فرديا نفعيا ديمقراطيا ، او كان ماركسيا شيوعيا اشتراكيا ماديا الا اذا وعت صحة الانتماء لمدرسة واطروحة وفلسفة تحمل اساسيات ومبادء التحرر الانسانية من قيد وعبودية المادية البشرية الحديثة !!.
والامام الصدر يطرح مدرستنا الاسلامية على اساس انها ذالك النظام وتلك الفلسفة التي تحمل بين جنباتها نظام الانعتاق ، والتحرر من قيود المادية من جهة ، ونظام العلاج لادواء البشرية جمعاء في تخبطها بين الفردية مرة والاجتماعية مرة اخرى من جانب اخر !!.
ان المشروع الاسلامي بصورة خاصة ، والمشروع الديني بصورة عامة في وجهة النظر الفكرية للامام الصدرليس هو ذالك المشروع الذي وظيفته تقتصر فقط بربط الانسان بعالم الغيب اواختطاف الانسان من عالم الشهادةورميه في اتون عالم المثل والالهيات فحسب بل ان المشروع الديني من وجهة نظرالامام الصدرهو المشروع الوحيد القادر على صناعة انسان متوازن الشخصية بين معنويات التضحية واللذة والمنفعة من جهة ،وبين ماديات الحياة وحاجات الانسان وتطلعاته ورغباته في هذا العالم من جانب اخر ولايوجد غير الدين مشروعا بامكانه ان يقوم بصناعة انسان متوازن وعالم سعيد ، ونظام يصلح لعلاج الامراض المادية البشرية غيرالاسلام ، والدين في هذه الحياة !!.
ولهذا تجدالانسانيةكلما ابتعدت عن الدين وكفرت بكل مبادئه اعتقادامنهاانها ستصل الى السعادة والحرية والانفكاك من الشقاء الغيبي تحت مؤثرات الزيف التديني كما حصل في فساد الكنيسة الغربية ورؤيتها الفاسدة للمشروع الديني اذا بها في نهاية نفق الافكار والفلسفات والنزعات ... المادية تكتشف ان التحرر الحقيقي كان تحت ظلال الدين ومشروعه ، وان العبودية الواقعية عندما تؤمن بافكار تولها شيئا فشيئا اما عبيدا لنزعات الراس المال والانسان ومنافعه الفردية واما عبيدا لوسائل الانتاج ودكتاتورية الحكم والسلطة في الاشتراكية الماركسية فتقفل راجعة للدين ومشروعه بصورة اقوى واحد واكبر مما في السابق !!.

http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com

الخميس، ديسمبر 01، 2011

(( من التمهيد الفلسفي لفكر السيد محمد باقر الصدر .. الغاء الملكية )) 18 حميد الشاكر


تعتبر موضوعة(الملكية)في الفكرالماركسي الشيوعي الاشتراكي المادي من الافكار والمفاصل الرئيسية للاطروحة الماركسية الاقتصادية ومن ثم الاجتماعية ، فللملكية وموضعها داخل الفكر الاقتصادي الماركسي وكذا موضعها من المجتمع وتناقضاته وحركته والتاريخ وتقلباته .... موقع الاسّ او القاعدة من هذه المواضيع والافكار الماركسية ، وبعدم فهم قيمة الملكية فكريا في هذه الاطروحة ، سيفقد اي باحث او قارئ للفكر الشيوعي تقريبا القيمة الاكبر لهذه الاطروحة الاشتراكية المادية !!.
نعم يكفي هنا ان ندرك : ان الملكية في الفكرالماركسي هي اساس عذابات البشرية القديمة والحديثة وهي كذالك السرالدفين والكنز العظيم الذي بتشخيصه ستنحل كل رموزتاريخ الانسانية الطويل وكل ماهية تقلباتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية والعقدية والاخلاقية .... والى ماهنالك فالملكية ليست مجرد فكرة هامشية ولاهي مجرد مفردة من مفردات حياتنا الروتينية في الاطروحة المادية الماركسية بل انها الدينمو المحرك الحقيقي لكل ما يطفوا على سطح المجتمعات البشرية من ظواهر واشكال متنوعة ، وحراكات وصراعات وتقلبات وتطورات متعددة وحال الملكية ، كفكرة داخل الاطروحة الشيوعية ، حال وسائل الانتاج كفاعل رئيسي في حركة التاريخ والحياة والانسان والعالم في نفس هذه الاطروحة !!.
أما من اين نشأت هذه الفكرة (( فكرة التملك)) كبداية لمناقشة الموضوع داخل اي فرد من افراد البشرية ؟.
وهل هي فكرة غريزية فطرية اخلاقية طبيعية داخل اي انسان ؟.
ام انها فكرة صناعية اقتصادية فرضت على الانسان بشكل او اخر لاغير ؟.
فباليقين ومما طرحته الماركسية الشيوعية المادية انها كانت تنظر لهذه الفكرة على اساس انها فكرة صناعية اقتصادية لاغير !!.
بدليل ان الاطروحة الماركسية ، عندما ارادت التعامل مع مشكلة الملكية او كارثية فكرة التملك وخلقها لعذابات الانسانية طرحت في مقابلها حلّ (الغاء الملكية)باعتبار ان هذا الالغاء للملكية هو امر ممكن ، وواقعي وعلمي ، وفي متناول اليد البشرية مايعني :ان الاطروحة الماركسية المادية تؤمن بان هذه الملكية الموجودة داخل اي فرد انساني منّا هي ليست فكرة فطريةاو طبيعية اوغريزية نابعة من داخل الانسان او تشكل جزءا من الوجود الانساني الواقعي ، الذي لاغنى عنه ابدا ، بل هي فكرة طارئة على الوجود الانساني المادي والواقعي فرضتها بعض العوامل الاقتصادية والتاريخية والتربوية والسيكلوجية الخاطئة ، ويمكن استئصالها فكريا وعلمياونفسيا في حال تغيير المعادلة الاقتصادية وانتقال وسائل الانتاج من طبقة الرأسمال الى طبقة العمال وبدون اي مضاعفات على الشخصية الانسانية المادية او احداث خلل في تركيبتها البشرية او الاجتماعية او السياسية !!.
وعلى هذا الاساس البنيوي بنت الاطروحة الماديةالماركسية كل تصورات مجتمعها الشيوعي المادي السعيد على انه المجتمع ((الخالي من فكرة الملكية الخاصة)) لكل وسيلة من وسائل الانتاج الاجتماعية ، ليكون الميزان الاوحد لاخلاقية المجتمع هذا الاقتصادية هي قاعدة : (( من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته )) !!.
ولكن ما ان ارادت القيادة الشيوعية انزال هذه النظرية لتطبيقها على ارض الواقع الانساني ، بعدما وصلت للحكم بثورات دموية ، تغذيها مثل هكذا شعارات شيوعية الا وتفاجأت بمسافة البون الشاسع بين نظريتها الماركسية الشيوعية حول ( الملكية ) ومفاهيمها ، والانسان الشيوعي واخلاقيته التي هي اقرب للتناقض منها للاخلاق السوية وبين الواقع الانساني والنفسي والفكري المختلف تماما عن ماتصورته لهذا الانسان المادي في حقيقته وفي تصورات الفكرالشيوعي الماركسي ، وهنا واجهت الشيوعية ، وقيادتها اول اشكالية تطبيقية سرعان ما فرضت عليها التنازل الاول بشأن فكرة الملكية ليتبعها بعد ذالك التنازل تلو التنازل كما يذكره السيد الفيلسوف الصدر في تمهيده الفلسفي لكتاب فلسفتناعن المفاصل الرئيسية لشعارات الاطروحة الشيوعية العتيدة وكيفية تنازلها عن هذه الشعارات واحدا تلو الاخر بالقول :
(( لكن اقطاب الشيوعية ، الذين نادوا بهذا النظام لم يستطيعوا ان يطبقوه بخطوطه كلها حين قبضوا على مقاليد الحكم ، واعتقدوا انه لابد لتطبيقه من تطوير الانسانية في افكارها ودوافعها ، ونزعاتها زاعمين ان الانسان سوف يجيئ عليه اليوم الذي تموت في نفسه الدوافع الشخصية والعقلية والفردية ......... ولأجل ذالك كان من الضروري في عرف هذاالمذهب الاجتماعي إقامةنظام اشتراكي قبل ذالك ليتخلص الانسان فيه من طبيعته الحاضرة ويكتسب طبيعة الاستعداد للنظام الشيوعي )) 1 .
وعلى هذا الطرح الفلسفي الاجتماعي ، للامام الصدررحمه الله في تمهيده الفلسفي اختلفت فكرة (الملكية) والغائها مطلقاوتأميم جميع وسائل الانتاج صغيرها وكبيرها والانتقال للعيش في المجتمع الشيوعي النظيف تماما من ادران فكرة (الملكية) في الفكرالماركسي الشيوعي الى فكرة(الملكية المقبولة مرحليا) في المجتمع الاشتراكي التي بالامكان التعايش معها مرحليافي الفكرالماركسي الشيوعي في خطوة ومجتمع الاشتراكية الشيوعيةالذي يتميز ويختلف بدوره في شعاراته عن الشعارات المجتمع الشيوعي بالاتي :
اولا :تعطيل فكرة الغاء الملكية المطلقة التي نادت بها الشيوعية بشكل عام والقبول بفكرة الاشتراكية الشيوعية ، التي تؤمن وكحل وسط بامكانية فقط تأميم الصناعات الثقيلة ، والتجارة الخارجية ، والتجارات الداخلية الكبيرة كمرحلة انتقالية ووضعها جميعا بعد نزع ملكيتها من الافراد بيد الدولة !.
ثانيا : تعطيل شعار الغاء الدولة باعتبارانها مكونة اساسا من لجنة لحماية المصالح الراسمالية في الفكر الماركسي الشيوعي وباعتباران المجتمع الشيوعي ان وجدليس بحاجة الى موضوعة الدولة اذا رفعت والغيت الملكية من القاموس البشري ، ففي المجتمع الشيوعي سترفع جميع التناقضات والصراعات الاجتماعية ، برفع والغاء الملكية واعادة وسائل الانتاج للطبقة العمالية مما يهيئ الارضية الاجتماعية لرفض فكرة الدولة من الاساس ، ولكن وبما ان المجتمع الانساني لم يتهيئ بعد حتى مع انتقال الحكم ، و بوسائل الانتاج للطبقة العاملة ، فلامناص من الابقاء على فكرة الدولة في مرحلة الاشتراكية الشيوعية ، الى حين الانتقال الى المجتمع الشيوعي النقي !.
والحقيقة ان الامام الصدر عندما اراد معالجة هذه التحولات او الارتدادات الفكرية في الاطروحة الماركسية وخصوصا في موضوعي الملكية والدولة اسماها اول ما اسماها بعنوان : (( الانحراف عن العملية الشيوعية )) !!.
وفي هذا العنوان الذي صدّر السيد الصدر به رده على الماركسية الشيوعية ماله من دلالات كبيرة وعميقة ، ولا اقل من القول : ان الامام الصدر رحمه الله كأنما يريد ان يشيرالى نقطة ومرتكز غاية في الحيوية والخطورة لكل فكرة او اطروحة او فلسفة تريد ان ترفع شعارات ، للتغييرالانساني وهي : ان اي شعار يطرح لاي فلسفة اوايدلوجيا اوتصورات سياسية او اجتماعية كما طرحت الماركسية الشيوعية شعارات الغاء الملكية والعيش بلا دولة في مجتمع حر وسعيد ....الخ ثم بعد ذالك ولمبرر واخر وعند الوصول لقمة هرم الحكم والدولة ترتدعلى شعاراتها التي على اساسها آمن المجتمع بهذه الفكرة ، فسيعتبر هذا الانحراف وبلا ادنى شك (( عملية ارتداد وانحراف عن الفكرة برمتها )) ، وهذا بغض النظرعن ماهية الاسباب التي دفعت قادة الفكرة بالانحراف عن مبادئهم واهدافهم وشعاراتهم ...الاجتماعية التي رفعوها لخداع البسطاء من البشر قبل التغييراما بعد التغيير والاستيلاء على الحكم والسلطة فيبدو الارتداد واضحا على كل الشعارات !!.
ما يعني بعبارة اخرى سقوط هذه الاطروحة تمامامن ثقة المجتمع من جهة وسقوط هذه الاطروحة تماما من كونها اطروحة صادقة فيما كانت ترفعه من شعارات قبل التغيير على اساس انها الشعارات التي تمثل الميزان الاعلى والقانون الاوحد لتقييم عملية التغيير والثورة فيما بعد وهذاطبعا بغض النظراذا اخذنا الماركسية الشيوعية المادية نموذجا ، وما كانت تطرحه من صفات لتصوراتها الاقتصادية ، والسياسية والاجتماعية على اساس انها افكار وتصورات علمية وفلسفية وحتمية ولايمكن ان تتخلف عن العمل في ارتباط النتائج بالمقدمات ، او ترتهن لاي مبرر غير المبرر القانوني العلمي لاغير !!.

بمعنى اخر : ان السيد الشهيد محمد باقر الصدر ، عندما تحدث في تمهيده الفلسفي حول ماواجهه قادة الشيوعية بعد وصولهم للحكم ، وادارة المجتمع من بون شاسع بين شعاراتهم الشيوعية المخادعة والوهمية في رفع الملكية والغاء الدولة ومن كل حسب قدرته ولكل حسب حاجته ....الخ وبين الواقع الانساني الفردي والاجتماعي ابان وصولهم للحكم على اكتاف هذه الشعارات الشيوعية لاحظوا هشاشة شعاراتهم الشيوعية ولا علميتها اساسا امام التطبيق العملي والفعلي والواقعي لحياة الانسانية وقوانينها الصارمة ، فانتقلوا للتعامل مع المجتمع كما هو وبواقعيته وقوانينه القائمة ليطرحوا ويتعاملوا مع كل ماهو بغير شعاراتهم الشيوعية فاضطروا للاتي :
اولا:كان الطرح الشيوعي معتمدا اساساعلى الغاءالملكية مطلقامن قاموس الاقتصاد الانساني ولكن عند الانحراف تعامل الشيوعيين بما سمي بمرحلة الاشتراكية لابقاء الملكية ونقلها للدولة وترك ملكيات خاصة صغيرة للمجتمع يدير الافراد من خلالها تجارات صغيرة ، ما يعني في النهاية بقاء الملكية في التطبيق الشيوعي حتى بعد وصول الاطروحة الشيوعية للحكم ، التي لولا مناداتها بالغاء الملكية ، لما وصلت للحكم !.
ثانيا : التنازل عن المبدأ الشيوعي المخادع (( من كل حسب قدرته ، ولكل حسب حاجته)) ففي الجانب التطبيقي ادرك القادة الشيوعيين ان هذا الكلام اقرب للشعرية والاحلام الصعلكية منها للواقعية وادارة المجتمعات الاقتصادية ولهذا اكتشف قادة بيع الاوهام الوردية للناس : ان مثل هذه القواعد الفكرية ما هي ، الا مدعاة حقيقية للاتكالية ولمساواة المجتهدمع الكسول داخل المجتمع وان مثل هذه الشعارات ماهي الا تناقض صريح مع كل ماتصنعه المادية من انسان يؤمن فقط بما امامه من واقع فكيف لانسان يعبد المادية في الحياة ولا يؤمن باي بعد معنوي او اخلاقي او غيبي يعوضه عن العمل للاخرين بلا مقابل مادي ان يعمل بكل مايستطيع لصالح مجتمع ليس له اي علاقة اخلاقية او مادية او معنوية فيه !.
ثالثا : حتى شعارالمساواة الذي رفعته الاطروحة الماركسية في الاجور بين العمال في المجتمع الشيوعي قدانقلبت عليه في مرحلةالتطبيق الاشتراكي المخادع فوجدت وهذه هي طبيعةالماديةالاجتماعية ان الدافع الحقيقي للانسان المادي ماهوالا منفعته الشخصية ، ولهذا جعلت الفوارق في الحوافز ، والاجور ليصبح كل عمل له قيمة مختلفة عن الانتاج والعمل الاخر ، وبهذا التطبيق الاشتراكي قضت الممارسة على اخر احلام المجتمع الشيوعي السعيد ، الذي سيخلق الجنة من جحيم المادية بعملية تناقضية غريبة وعجيبة !!.
ان هذه الارتدادات ، او كما اسماها الامام الصدر الانحرافات عن العملية الشيوعية كانت من المفروض ان تكون كفيلة ، لجميع من انتموا لهذه االاطروحة المادية ان ينتبهوا الى كمية الخداع في الفكرالماركسي الشيوعي وانه فكريبيع الاوهام ويتاجر باحلام العمال والفقراء على حساب الحقيقة والعلم والواقع ،لكن وبما ان الاطروحة الماركسية كان هدفها فقط هو الوصول للحكم والقوة والاستيلاء على الدولة لاغير فبمجرد استيلائها على السلطة تحت يافطة شعارات الشيوعية التي انتهت في اول يوم من تطبيق الاشتراكية على ارض الواقع ،تحولت هذه الاشتراكية الشيوعية الى التغول والدكتاتورية وممارسة الارهاب والعنف بكل اشكاله المخادعة والصريحة ، وبهذا الخداع وما ملكته هذه الاطروحة انذاك من ميديا اعلامية رهيبة مضافا الى ذالك الاساليب المرعبة التي لم تشهد لها الانسانية مثيلا استطاعت هذه الاطروحة ان تستمرفي خداعها ودكتاتوريتها وايغالها اكثر فاكثر في استغفال وخداع المنتمين لاطروحتها الكارثية ، ولتتحول من ثم هذه الماركسية الاشتراكية الى كابوس اسود وليل حالك لايكد المنتمي والمؤمن بمبادئها ان يرى كف يده من عمق الظلمات المتراكمة بعضها فوق بعض !!.

نعم شعارات اي اطروحة فلسفية فكرية وثيقة وعلامة صدقها ، وايمانها من كذبها وزيفها في الحقيقة ، وما من اطروحة رفعت شعارا ما ، قبل التغيير وبعد التغيير تنازلت عن شعارمن شعاراتها او فكرة من افكارها الا كان هذا الانحراف والتنازل دليلا لالبس فيه على :
اولا : اما لخداع قادة هذه الاطروحة ، وعدم ايمانهم بالشعارات التي طرحوها في مدرستهم الفكرية وما الشعارات ، الا مجرد لافتات سياسية اراد من خلالها هؤلاء القادة استغفال الشعوب للوصول للسلطة على اكتافهم ودمائهم وتضحياتهم !.
ثانيا : او ان هؤلاء القادة ، كما في الشيوعية كانوا صادقين مع انفسهم وشعاراتهم الا انهم فوجئوا بكمية الضعف لافكارهم التي اعتقدوا انها علمية وفلسفية وتطورية ولاتقبل النقض ... واذا بها افكار ابعد ماتكون عن العلمية والفكرية والحقيقية !!.
وهذا الافتراض الثاني هو مايذهب اليه السيد الصدررض في تمهيده الفلسفي عندما ناقش عوارالاطروحة الشيوعية ، وهشاشة افكارها اللاعلمية ، وحيرة قادتها عند وصولهم للتطبيق بالقول :((ولايعني هذا كله ان اولئك الزعماء مقصرون او انهم غير جادين في مذهبهم وغير مخلصين لعقيدتهم وانما يعني انهم اصطدموا بالواقع حين ارادوا التطبيق فوجدوا الطريق مليئا بالمعاكسات والمناقضات .... )) 2 .
والواقع ان هناك سؤالا ربما لم يلتفت اليه الامام الصدر ليناقشه في تمهيده الفلسفي حول موضوعة العقيدة الشيوعية ، وافكارها التي تناقضت ابان التطبيق مع الواقع ومع الطبيعة الانسانية ، مما اضطر القادة الشيوعيين ان ينتهجوا الارهاب والعنف لتطبيق اشتراكيتهم الوهمية التي لم تفضي حتى اليوم الى مرحلة المجتمع الشيوعي الا وهو سؤال :
كيف لاطروحة ، كالاطروحة الماركسية الشيوعية ، التي ادعت انها اطروحة تقوم على الرؤية العلمية وعلى القوانين الكونية والتاريخية والاجتماعية ، وعلى المنطق الديالكتيكي ، وعلى الحتميات المطلقة ..... كيف لمثل هكذا اطروحة تعدنا بحتمية زوال الطبقة الراسمالية ، وحتمية الانتقال بعد انتقال وسائل الانتاج لرحاب وسعة المجتمع الشيوعي السعيد .. كيف لمثل هذه الفكرة ان تكون في اول يوم من ايام تطبيقها على ارض الواقع الاجتماعي الانساني متناقضة ، وغير قابلة للتطبيق ابدا على ارض الواقع حتى ان قادتها اضطروا لاصطناع واختراع مرحلة الاشتراكية لتكون هي حلقة الوصل بين الفكر ، والتصورات والشعارات الشيوعية الماركسية العلمية الحتميةعلى حد زعم قادة الفكرة وبين الوصول الى تلك الافكار والشعارات ؟.
بمعنى اخر ان الاطروحة الشيوعية طرحت الغاء الملكية كحتمية لابد من الوصول اليها ، لاقامة المجتمع الشيوعي السعيد ، وربطت هذا الالغاء بضرورة فقط انتقال وسائل الانتاج من الطبقة الراسمالية الى الطبقة العماليةواعُتبر هذا الانتقال لوسائل الانتاج كحتمية لحتميات الغاء الملكية من الوجود الاجتماعي بل وادعت الماركسية الشيوعية ان مراحل انتقالها من المجتمع الطبقي ، الى المجتمع اللاطبقي هو قانون تاريخي واجتماعي لايمكن ان تتاخر فيه المقدمات عن النتائج .... فكيف بعد ذالك كله نجد ان الملكية وفكرتها عند التطبيق الماركسي ( نفسه) في مرحلة الاشتراكية يصطدم بفكرة استحالة الغاء الملكية ابدا ؟!.
ثم وبعد ذالك كيف وعلى اي اساس فكري ماركسي ارتدّ القادة الشيوعيين على كل فكرهم المادي الاقتصادي ، الذي يرجع الملكية ، وفكرتها ومفهومها الى خطأ في التركيبة الاقتصادية الطبقية القائمة في المجتمعات الانسانية ويعتبر ان فكرة الملكية ليست فكرة فطرية ولا غريزية ، وانما هي فكرة صناعية خلقتها الحالة الاقتصادية وفي حال تغير هذه المعادلة ستنتهي فكرة الملكية من داخل الانسان وفكره باعتبار ان كل فكرالانسان ماهوالا انعكاس مادي عن الخارج !!.
اقول كيف انقلبت الماركسية على هذا الفهم في مرحلة الاشتراكية ، لتطرح التريث وانتظار ارادة الانسان وفكره حتى يتغير هو بالنظر الى موضوعة الملكية وعندما يتغير الانسان فكريا سوف تتمكن الشيوعية من تطبيق اطروحتهافي اقامة المجتمع الشيوعي اللاطبقي ؟.
فهل الواقع المادي هو نتاج الفكر الانساني ، ولايتغير هذا الواقع ، الا عندما يتغير الفكر الانساني ؟.
ام ان الفكر الانساني ماهو الا انعكاس للواقع المادي الاقتصادي حسب الاطروحة الشيوعية الماركسية وعلى هذا الاساس طرحت هذه المدرسة كيفية الاستيلاء على وسائل الانتاج لصناعة الانسان الشيوعي الغريب العجيب الذي يجمع بين الملائكية الاخلاقية من جهة والمادية المظلمة من جانب اخر ؟.
اذا كان الواقع الاجتماعي والفردي والسيكلوجي والنفسي كله مرتبط بفكر الانسان فما الذي يتبقى من فاصل بين المادية ، والمثالية حتى يعيب الماركسيون الماديون على المثالية وافكارها عندما تربط الواقع بفكر الانسان وليس العكس ؟.
اما اذا كان فكر الانسان ومعتقداته واخلاقه وسيكلوجيته هي منتج مادي اقتصادي لاغيركما تدعيه الشيوعية الماركسيةفلماذا بقت غريزة وفطرةالملكية داخل الانسان صلبة وثابتة حتى بعد ان استولى قادة الشيوعية المادية على مقاليد الحكم والثروة ووسائل الانتاج ، بل واضطر هؤلاء القادة على الاعتراف بان فكر الانسان وليس الواقع هو من يتحكم بموضوعة الملكية وتاثيرها على الواقع ؟.
وهكذا يتبين للقاصي ، والداني ان كل ما طرح ماركسيا وشيوعيا وماديا باسم العلم والحتمية والتطورية ..وما الى هناك من مصطلحات وفي جميع المفاصل الرئيسية والفرعية للفكر الشيوعي ، وبما في ذالك موضوعات الملكية والديالكتيك والصراع الطبقي والحتمية التاريخية ...... الخ كلها ماهي الا خداع واوهام استطاع ماركس وامثاله من قادة الشيوعية نسجها ببراعة لاستغفال المساكين والمحرومين من بني البشر للمتاجرة باحلامهم وامالهم سياسيا ليصل حفنة من الجلادين والطارئين على الفكر والعلم للاستيلاء على السلطة والحكم !!.
بل اكثر من ذالك ، ربما كان الراسماليون اعداء الشيوعيين الماركسين ، قد ظلموا بالفعل طبقة العمال ، عندما سرقوا جزء من مجهوداتهم الاقتصادية في فائض قيم سلعهم المنتجةلتكديس اموال الراس مال في جيوب المتخمين لكن مثلّ الماركسيون الوجه الاسوأ الاخر للسراق واللصوص والمخادعين عندما سرقوا من هذه الطبقات الفقيرة احلامهم ، وامالهم ببناء حياة اسعد ، ليبني المخادعون الشيوعيون من هذه الامال افكارا واوهاما مخادعة باسم المجتمع الخالي من الظلم والملكية والخالي من الطبقية والصراعات .....لاستغفال هؤلاء البسطاء والانتماء ببراءة وصدق لافكار الماركسية المخادعة ليخسروا اخير طبقة الفقراء كل شيئ ويسرق من بين اصابعم اخر الاشياء المتاحة في داخلهم على يد الشيوعيبين والماركسيين الا وهي احلامهم !!.
بمعنى اخر : بعدما فرغت الراسمالية ما في جيوب هؤلاء المساكين من نقد ، باسم الديمقراطية والحرية الاقتصادية وقواعد العرض والطلب وباقي هكذا افكار هيئت للراسمالية التسلط على الفقراء ، جاء الماركسيون ليبحثوا عن مايسرق من هؤلاء المساكين فوجدوا جيوبهم فارغة من النقد ولكن مثل ماركس وانجلز ولينين لايعود خالي الوفقاض ابدا فوجدوا ان ما لم يزل يمتلكه هؤلاء الفقراء هو الاحلام والامال والمقدسات والافكار والاخلاق .... فلعب الماركسيون لعبتهم على كل هذه الاوتار الانسانية ليجعلوها مطيتهم للوصول الى ماربهم السياسية والسلطوية والاقتصادية ، وبالفعل طرح الشيوعيين الماركسيون الماديون بحنكة سياسية وذكاء نفسي المجتمع الشيوعي الحر والسعيد الخالي من كل الم ومآسي والقادر على الاخذ من كل على قدر طاقته ويعطي لكل حسب حاجته ، فانطلت اللعبة مرة اخرى على المحرومين ليدخلوا في لعبة اكبر من برائتهم !!.
وهكذا بقي الفقراء بين الراسمالية والشيوعية مجرد شبح فارغ من كل شيئ !!.


1 : فلسفتنا / السيد الصدر / ص 26 .
2: نفس المصدر ص 27 .
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com