الأربعاء، فبراير 18، 2009

(( العراق دولة الحسين بن علي ع الفكرية ... !. )) حميد الشاكر


(( العراق دولة الحسين بن علي ع الفكرية ... !. )) حميد الشاكر ___________
في العراق وعندما ترى هذه الجموع المليونية التي تأتي لكربلاء لزيارة الحسين بن علي ع كل سنة مشياًّ على الاقدام ، لتجدد له الانتخاب والبيعة ، تشعر عندئذ انه وبالفعل صدق من قال ان الافكار لاتموت ابدا !.طبعا كثيرا من البشر والعظماء ماتوا وقبروا وانتهى بهم الامر الى النسيان ، لكن العظيم الحسين بن علي ع عندما أتى العراق في سنة من السنين وهو يحمل معه فكرة ، كأنما بدمائه واهل بيته واصحابه الطاهرة قد ألقى بذرة هذه الفكرة في ارض العراق وليرويها فيما بعد بتلك الدماء لتنبت زهرة ، ثم نمت لتصبح ساق نبتة ، ثم اشتدّت لتتحول الى شجرة ، ثم ارتفعت لتثمر الشجرة ، ثم نضجت لتصطف هذه الملايين من البشر على امل الحصول على ثمرة من هذه الشجرة الحسينية يقطفها الزائر او مجدد البيعة والانتخاب لفكرة الحسين كل عام !؟ياترى ما تلك الفكرة الحسينية التي حملها معه الحسين بن علي من أرض الرسالة المحمدية من المدينة ليضعها في تربة كربلاء العراق وليرويها بدمه الطاهر كي تعيش من بعده وتخلّد ؟.وياترى لو قدر للحسين التمكين والنصر في ثورته الحسينية فهل ستكون تلك الثورة مشروع دولة يطبقه الحسين بن علي بن ابي طالب ع في ارض العراق ؟.واذا ماقلنا ان الحسين استشهد لتبقى الفكرة ، فهل يعني ان فكرة دولة الحسين هي الهدف من هؤلاء الملايين من الزوار والمحبين للحسين وفكرته ، وما زيارتهم ومجيئهم ومشيهم وتجديد البيعة لسيدهم الحسين ... الا تعبيرا واصرارا على ضرورة احياء بذرة الحسين وفكرته التي بذل دمه الشريف من اجلها في العراق ؟.يبدو ان الجواب على مثل هذه الاسألة ليس معقدا كما كنا نتوقعه او نفكر فيه ، وما دامت الافكار لاتموت ، والحسين بن علي صاحب فكرة دولة الاصلاح والعدالة والحرية ، فلاريب ان هذه الملايين الزاحفة نحو الحسين بن علي ع كل عام ، تحاول انعاش قلب الفكرة ، واعادة الرونق لحضورها ، وترسيخ مبدأ الايمان بها ...، ومادام لاسبيل لعودة الحسين بن علي ع الى الحياة من جديد فلا اقل من عودة فكرته الى الحياة والقيمومة على أقامت مشروعه في العراق الذي حلم به واستشهد من اجله وبذل الكثير في سبيله ، وهذا هو بالفعل مايحصل اليوم في زيارة الحسين ع في كربلاء ، كما انه نفس الرؤية التي من خلالها تزحف الملايين لزيارة الحسين كل عام من كل سنة !.كنّا فيما مضى وحتى الان نسمع الخطباء الحسينيون يذكرون لنا فكرة ( دولة المهدي المنتظر ) عليه السلام عند الشيعة ، وكيف انها ستملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، وكيف ان من اهداف دولة اخر الزمان المهدوية الشيعية الاسلامية وشعاراتها هو شعار ( يالثآرات الحسين ) ، وكنّا عند ذاك لانستطيع الربط بين دولة المهدي وفكرة دولة الحسين التي ذكرناها انفا ، لالسبب الا لكون الخطباء لم يذكروا لنا نوعية الربط او الامتداد الطبيعي بين ماهية دولة فكرة الحسين وبين قيام دولة المهدي ، لهذا اعتقدنا كثيرا ان المشروع الحسيني هو مختلف عن المشروه المهدوي في آخر الزمان !.أما اليوم وببركة تنفس الحرية وبإضات الافكار الحسينية أصبح لدينا شبه فكرة مستنيرة ترشدنا الى ان مؤسس فكرة دولة الاصلاح والعدل والحرية هو واحد فحسب ، هو الحسين بن علي بن ابي طالب ع ، وما المهدي المنتظر قائد دولة الاصلاح القادمة عليه السلام سوى المترجم الناصح والعليم الفاهم وصاحب البيت الذي خرجت منه قبل الف واربعمائة سنة بذرة فكرة الدولة الحسينية متجهة للعراق ولم تكن الارض بعد مهيئة لقيام هذه الدولة ، فغرز الحسين البذرة في ارض العراق وذهب راشدا الى سيادة جنان الخلد والرضوان !.أما من يتعاهد البذرة بعد الحسين ع ، ومَن يسهر على رعايتها ، ومن يديم ذكرها ، ومن يسقي اغصانها ..... طول الفترة الفاصلة بين الحسين ع والمهدي المنتظر ، فهم هؤلاء الزوار والاحباب والموالين والانصار من حزب الحسين وشيعته وكوادر تنظيمه وعصابته !.في كل سنة يبكي زوار الحسين ويحيون فقده ويترنمون بفكرته وينشدون القصائد لنهضته ، ويمشون المسافات البعيدة على أمل الفات انظار العالمين لسفرته عليه السلام وتضحيته ، ويختمون صخبهم الشديد بتجديد الولاء لفكرته ودولته !.ربما لو كان الحسين بن علي عليه السلام حيّا في هذه الايام لفعل نفس ما اقدم عليه فيما مضى من سنين وايام ، ولاعلن مجددا انه صاحب فكرة تبحث عن دولة تقيم أودها وتحوّل مشروعها من الفكر والتنظير الى الواقع والحياة والانسان ، لكن الفرق بين الماضي والحاضر ان في الماضي ترك الحسين وحيدا بين جدران الصحراء وغفلة الناس وقساوة قلوب الاعداء ، أما اليوم فللحسين بن علي جماهير تزحف بالملايين لنصرته وتعلن البيعة لدولته وفكرته ، ولا اعتقد ان هناك من يوازي الحسين بن علي ع وفكرته جماهيريا ليتقدم مع الحسين ع في مهرجان الانتخابات والبيعة في العراق ليقول انا المرشّح الاخر لقيادة العراق بدلا عن الحسين ع !.على اي حال اذا لم يكن الحسين ع حاضرا بجسده الشريف شخصيا في العراق اليوم لننتخبه ، فقد انتخب الشعب العراقي كله فكرة دولة الحسين في كرنفال بيعة الزيارة وموسيقى ضرب الصدور ، وملحمة الاقدام التي اثارت نقعا بعد غاراتهن صبحا !.____________
al_shaker@maktoob.com