الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

(( اللي اختشوا ماتوا يافرعون مصر الخرف !)) حميد الشاكر


في الادبيات الشعبية المصرية يُضرب مثل (( اللي اختشوا ماتوا)) عندما يحاول المصريون التعبير عن رداءة ونتانة المجتمع الذي يعيشون فيه ،وان الناس اصبحوا لايخجلون من قول او فعل اي شيئ سيئ وقبيح ومخالف لشرع الاخلاق والدين وكيف ان الشرفاء والنبلاء واصحاب الضمائرالصافية من هذا العالم قد انقرضوا كما انقرضت الشريفات في حمام النساءعندما فضلن الموت داخله على الخروج والهروب منه عاريات عندما اشتعلت فيه النيران !!.

ويبدوا ان هذاالمثل الشعبي المصري ينطبق هذااليوم على رئيس نظام مصرالمجرم والدكتاتوراللامبارك حسني الرذيل ووثائق ويكليكس التي تفضح كل نتانة هذا النظام العربي ورموزه وعلى رأسهم طبعافرعون مصرالخرف محمد حسني اللامبارك وهو يتدخل بالشأن العراقي بشكل اقل مايُقال عنه انه وقح ومنحط وليس فيه رائحةحب الخيرللعراق والعراقيين فضلا عن البشرية جمعاء !!.

نعم كشفت وثائق ويكليكس التي نشرت على الفضاء الاعلامي المفتوح كنزا كبيرا من عفن ووساخة السياسة العربية ونظمها الاجرامية والبوليسية والنفاقية التي تحكم هذه المنطقةوكان على الاعلام العراقي وكتابه واقلامه ان يكونوا اكثرنشاطا بترتيب اوراقهم لتناول هذه الفضائح التي اكثرها تتناول التجربةالعراقية من بعيد وكيفية محاولة الاقليم الدكتاتوري العربي الانقضاض على هذه التجربة العراقية الديمقراطية ، وكيفية التحريض على استقرار العراق ، ومساهمة هذا الاقليم بدعم الارهاب وتفجير الصراعات الداخلية العراقية ....لغرض واحد اصيل هو الاطاحة بهذه التجربة الانسانية الحرّة والعودة بعقارب الساعة للوراء لعودة الدكتاتورية من جديد ، لحكم العراق وشعبه المظلوم وليكون الكلّ سواء وليس هناك في المنطقة العربية احدا افضل من احد في السوء والدكتاتورية والاجرام والتخلف !!.
لكنّ مع الاسف وجدنا ان الاعلام العراقي ،هو الاخر ميت من ضمن الموات الاخرين الذي لاترقص رجلاه الا على طبل الاعلام العربي الحاقد على العراق وتجربته ولانسمع له حسّا الا عندما يُقال في الاعلام العربي ، ان هناك فسادا في التجربة العراقية الوليدةوكأنه اعلام يخدم اعداء العراق وتجربتهم اكثرمن كونه اعلاماعراقيا يدّعي الوطنية وحب العراق والخوف على تجربته ونية الاخلاص لها !!.

وعلى اي حال كانت وثائق ويكيليكس صريحة اكثرمما توقعنا لها في فضح الدبلماسيةالامريكية في اساليبهاالسياسية وانحدار رؤيتها وتقييماتها للعالم من حولها ، والتابعين لهذه الدبلماسية الامريكية ايضا من زعماء عرب ومنهم زعيم النظام المصري الجنرال الطاغية وبقايا مومياء الفراعنة القدماء صاحب مافوق التسعين الخرف المتهالك حسني اللامبارك وهو ينصح الادارة الامريكية بالشأن العراقي بكارثتين :
الاولى : هي التدبير لانقلاب عسكري داخل العراق يعود بحقبة حكم الدكتاتورية العسكرتارية لهذا الشعب .
الثانية : نسيان الديمقراطية للشعب العراقي لانه شعب لايستحق الحرية ويميل للعنف والاجرام بطبيعته الاجتماعية !!.

والحقيقة انا لااريد ان اساجل الدكتاتورالمصري اللامبارك برؤيته الدكتاتورية التي تجذرت به من اسلافه الفراعنة المنقرضين وكيفية نظرتها لشعوبها على اساس انها قطيع من العبيد لاغير ولكن اريد ان اناقش دكتاتور مصر القائم وبكل واقعية لافهم ما يريدالوصول اليه من هذه النصيحةالتي قدمها الزعيم الفرعوني حسني مبارك للوفودالامريكية التي كانت تتوافد على مصر للاستشارة عندماكانت لحوم العراقيين تشوى وتمزق في شوارع بغداد والعراق بقنابل الارهاب من اثر الفعل الارهابي القاعدي السعودي والتخطيط القيادي المصري وبمساندة قردة البعث الصدامي العراقي المقبور له في داخل العراق !!.

ولاقول لنفرض جدلا مع طاغية مصرحسني اللامبارك ان العراقيين شعب حادالمزاج وصعب المراس وطبيعته تميل الى العنف والقسوة وعلى هذا الاساس هو بحاجة الى دكتاتور ليحكمه بسلاسة ، فاذا كان هذا حال الشعب العراقي فما بال فرعون مصر القائم الذي يحكم شعبا طبيعته مسالمة ويميل الى الحب والخير بفطرته ، لم يزل ومنذ ثلاثين عاما يحكم هذا الشعب المصري بالحديد والنار والدكتاتورية وقانون الطوارئ ومخابرات جمال سليمان وكلاب الداخلية في دولته وتزوير الانتخابات ؟.
لماذا لم يتنازل عن الحكم الدكتاتوري للشعب المصري ، ويسمح لهذا الشعب ان تحكمه الديمقراطية مادامت كل خصاله حميدة ويميل الى نعومة الاستعباد اكثر من تمرد وثورية الشعب العراقي الحاد المزاج على طغاته ؟.

أم ان الزعيم المصري حسني اللامبارك ايضاله نفس الرؤية في شعبه المصري ويراه كذالك انه شعب حادالمزاج ويميل للعنف والقسوة بفطرته ، ولايمكن حكمه الا من خلال كلاب المخابرات والداخلية المصرية ، لذالك هو لايسمح للديمقراطية ان تحكمه منذ ثورتهم العسكرية الدكتاتورية في خمسينات القرن المنصرم حتى اليوم ؟.

فماذا يقول دكتاتور مصر بشعب يقبل بالرغيف على حساب الكرامة كالشعب المصري الذي ينام ويصحواعلى بساطيل الشرطة وقوى الامن ومع ذالك يهتف بحياة الفرعون ويدعوا لبقاءه فلماذا لايستحق هذا الشعب الديمقراطية التي لاتعيش الا مع العبيد حسب رؤية الزعيم حسني مبارك ، ويتنازل عن الحكم لغيره ، ولنترك العراقيين الثوريين الى دكتاتورياتهم العسكرية ؟.

نعم ياطاغية مصر الجديد الشعب العراقي حاد المراس لانه لم يهادن دكتاتورية ابدا ،وطبائعه تميل للعنف والقسوة لان حكامه امثال البعث ويزيد بن معاوية وطغاتكم القدماء والجدد ، فمن حق الشعب العراقي ان يتمترس داخل جلده لمقاومة الطغاة من امثالك ولاعيب اذا كان الشعب العراقي حاد المزاج مع ملوك وزعماء وقادة امثال معاوية والحجاج وصدام المقبور من امثالك فلأمثال هؤلاء الحكام الظلمة خلق الله سبحانه في الشعب العراقي القوة ، والعنف والحدّة ..ومتى ماحكم الشعب العراقي العدل وعلي بن ابي طالب والقانون والحرية ... فهو شعب يناضل من اجل حماية الديمقراطية والحياة الكريمة وليس العكس فكيف ياجاهل مصر وخرفها تعتقد العكس وتنظر بعين الحول لمعادلة العراق عندما تعتقد ثورية الشعب العراقي ضد الدكتاتورية انها مدعاة للدكتاتورية وهو على الدكتاتورية ثار ولاثارها شتم وعليها تمرد !!.

ثم لماذا يطالب دكتاتور مصر القائم اللامبارك من الامريكيين ووفودهم نسيان الديمقراطية في العراق مع ان قرار الديمقراطية على الحقيقة بيد العراقيين انفسهم وهم من يدفعون ضريبة هذه الحرية من دمائهم كل يوم على الارض العراقية ؟.
ومتى كانت السياسة الامريكية في منطقتنا العربية والاسلامية قائمة على زرع الديمقراطيات والدفاع عنها ، مع ان كل انصار السياسة الامريكية منذ خلقت حتى اليوم هي النظم المتخلفة والدكتاتورية والفاسدة والظالمة ...امثال نظام ال سعود الارهابي والنظام المصري الدكتاتوري العسكري المزور للانتخابات وهلم جرى ؟!.

ان الشعب العراقي وتجربته ياسيادة الرئيس المصري الخرف هو الان من يناضل ضد الضغوطات الامريكية بل ، ومؤامراتها المتكررة على التجربة الديمقراطية العراقية للاطاحة بها ،وتسليمها الى دكتاتور خائن يبيع العراق وحريته في سبيل مصالحه فكيف اعتقدت ان الامريكان هم اباء ديمقراطية العراق مع انهم المتآمرون على وجودها واستمرارها لانها ضد مصالحهم ؟.

فهل ادركت ياسيادة الرئيس المصري كيف انك (( اهبل وعبيط )) وتعتقد ان الالهة فقط هم الامريكان لاغير مع اننا نعترف ان الامريكان هم من غزا العراق واسقط نظامه بالفعل ، لكن ليس هم من اراد الديمقراطية ولاهم من اراد الدستور ولاهم من اراد الانتخابات ولا الحرية ولا .....الخ لهذا الشعب الابي الشريف بل هذا الشعب العراقي المدافع بلحمه العاري عن حريته هو من اراد الديمقراطية وهو من يضحي يوميا في شوارع بغداد بدماء اطفاله في سبيلها امام مفخخات الارهاب ومخططات ابو ايوب المصري وغيرهم !!.

اخيرا ياسيادة الرئيس المصري حسني مبارك :نحن ندرك ان التجربة العراقية الديمقراطية محرجة لكم وللاقليم العربي الفاسد والغارق بالظلم والدكتاتورية والاستبدادونشعر تماما انكم عندما تطالبون الامريكان بنسيان الديمقراطيةفي العراق حتى لاتبرز للعيان عورات نظمكم السياسية المتهالكة ،وشعرنا بقوة لحرجكم عندما يقارن الشعب المصري المسكين بين التجربة العراقية الديمقراطية الحقيقية التي تجرى فيها انتخابات حقيقيةويأخذ السياسيين نسب متقاربة من الاصوات ويوظف الاعلام الحكومي الرسمي العراقي لجميع المرشحين بالعدل والسوية ...، وبين ديمقراطياتكم المنحطة والرخيصة التي فاحت منها نتانة التزوير حتى ضحك منها الداني والقاصي وكيفية احتكار حزبكم الدكتاتوري الحاكم لوسائل الاعلام وتوظيفها لحزب فاسد واحد وملئ السجون بالمطالبين بالعدالة والديمقراطية لمصر !!.

كل ذالك ندركه ياسيادة الزعيم الفرعوني ولكن ماذنبنا كعراقيين اردناالعيش بحرية وكرامة بين شعوب وحكومات لاتعرف من الحرية والكرامة اي مفردة صحيحة حتى تحرضوا على تجربتنا بالهلاك والانقلابات والبوار المبين !!.
_____________________

alshakerr@yahoo.com