الاثنين، يناير 03، 2011

(( من وعيّ القرآن ... اقرأ )) - 7 - حميد الشاكر

كهيعص .... :- اقرأ .




********



للحروف المقطعة في القرآن الكريم ، والتي عادة ماتأتي في بداية السور القرآنية ك ( الم ، الر ، ن ) قصة طويلة في مناهج وقراءات اصحاب التفسير للكلمة القرآنية العظيمة ، بل ان هذه الحروف قد اخذت من عقول المفسرين وقرائحهم الشيئ الكثير الى حد انها دوّخت عقولهم النيرة بالكثير من التشتت والملاحقة لمعاني هذه الحروف المقطعة !!.



من المفسرين من اكتفى بقول (الله اعلم) ليغلق باب ادراك وفهم المعاني في هذه الحروف ، ومنهم من سعى وراء فهم معاني تنطلق من فكرة: ان ليس في القران حرف لامعنى له وهذا صحيح بل كل مافي القرآن حتى الحركة فما فوقها فانه يحمل معنى وله غاية وهدف وفيه حكمة ودراية ، وعلى هذا الاساس ذهب بعض المفسرين للقول بان معنى مثلا (الم ) هو انا الله اعلم و (( ن )) معناه يأنسان او الحوت ...وهكذا من حاول استقصاء معاني عجيبة وغريبة لهذه الحروف القرآنية المقطعة ولماذا هي دائما تتصدر بعض السور القرآنية دون اخرى وما الحكمة من قراءتها بحروف مجزأة ولايمكن قراءتها بصيغة كلمة تامة ....الى الوصول الى القول من بعض المفسرين على اساس : ان هذه الاحرف هي اسرار اختصّ بمعرفتها الله سبحانه وتعالى المرسل والرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله كرموز واشارات تحوي ما لايستطيع ادراكه عقل بشري بين الله ورسوله فحسب !!.



الغريب ان كمية الاراء التي طُرحت حول هذه الحروف المقطعة تصلح لصناعة دراسات مستقلة عنها تملأ المجلدات من الكتب في الاراء التي تناولت هذه الاحرف واسرار ذكرها وتقدمها في بدايات السور وفلسفة مجيئها ببعض السور دون البعض الاخر ولماذا تقرأ كاحرف مجزأة ولايمكن جمعها بكلمة تامة.....؟، لكن رغم هذه الكمية الكبيرة من الاراء حول هذه الاحرف تعامل معها المفسرون بشتى انواع اللغات والمناهج والافكار والتصورات والفلسفات ....ماعدى فكرة ومنهج وتعامل واحد لم يخطر على بال المفسرين ان يتعاملوا به مع حرف القرآن الطبيعي الا وهو الحرف نفسه !!.



نعم لماذا شرّقت افكار المفسرين وتصوراتهم لفهم هذه الحروف المقطعة بكل اتجاه ما عدى الاتجاه الطبيعي واللغوي والعربي البسيط الذي كان يفهم الحرف على انه حرف فقط وان معنى ( ن ) هو ( ن ) فقط اللغوي لاغير والتي يتعلمها الانسان الامي العربي كمرحلة اولى تسبق تمكنه من قراءة الكلمة بتمامها ؟؟.



ربما هذا يعود الى ماذكرناه في فصل (( الدين بين المعلوم والمجهول 5 )) باعتبار ان هناك رؤية ترى ان كل مايتصل بالدين لابد ان يكون متحركا في حيز الرموز والاشارات والاسرار الغامضة والغيبية في حياة الانسان ، ولذالك عندما تأتي اية قرآنية تحمل حروف مقطعة من قبيل (( كهيعص )) فلابد ان يبحث في مجهولات الانسان عن معاني هذه الاحرف ورمزيتها المعقدة واشاراتها الغير طبيعية انسانية ومن هنا ذهب هذا البعض الغيبي من المفسرين الى ان ( كهيعص ) اختصار لتاريخ البشرية ووقائعها العظيمة كلها في هذه الاحرف لاغير !!.



ومع ان الدين بالفعل فيه حيز يناقش الغيب من حياة الانسان ، لكن لايعني هذا ان الدين ينبغي ان يكون كله غيبيا حتى اذا تحدث باحرفنا اللغوية المعروفة في مدارس اطفالنا الابتدائية الذين يتعلمون من الصغر : ان الحروف عند العرب هي حروف مباني وحروف معاني لاغير !!.



كما انه لايعني ان حكمة استخدام القرآن لكل مافيه من ادوات اللغة العربية يقتضي علينا ان نقرأ الحرف ( ن ) مثلا على انه لايقصد به انه حرف لاغير ، بل ينبغي ان يحمل سرّا غيبيا لاتظهر عظمة القرآن الكريم باستخدامه الا اذا قلنا انه يحمل سرّا لايعرفه الا الله سبحانه وتعالى ورسوله فقط !!.



الاكثر غرابة من ذالك ان كل ما ذكرناه من تصورات وافكار وتفسيرات غيبية حول هذه الاحرف المقطعة ، وباتفاق المفسرين على ذالك تقريباعلى اساس انها اجتهادات بشرية اعظم ما يمكن القول فيها انها تنسب لبعض صحابة الرسول والتابعين لهم وما اجتره بعد ذالك مفسري الاسلام العظام حتى وقتنا الحاضر ، وتنقطع عن اتصالها بالرسول الاعظم محمد ص مايعني ان كل هذا التراث الذي يتحدث عن الحروف المقطعة في اوائل سور القرآن ما هو الا منتج اجتهاد بشري غير معصوم ولامتصل بالرسول ص وهذا يكشف لنا مدى المأساة في الفكر الانساني الذي يتحدث له القرآن بالمعروف والطبيعي والانساني من لغته العربية واحرفها الواضحة ، وبدلا من ان نفكر بكلمات القرآن بشكلها الطبيعي الذي خاطب الله سبحانه به عباده البني آدميين ذهبنا نحن المسلمون المخاطبون بهذه البساطة من اللغة والوضوح والمعلوم من لغتنا لنبحث عن تعقيد ماهو بسيط وتغييب ماهو معلوم واسطرة ماهو واقعي وانساني ، لنبحث : هل للحرفين (( طه )) معاني مباني حروف لاغير ؟.

أم ان هذين الحرفين لهما معاني مختلفة تماما عن مبنى الحرفين : (( ط ، الهاء)) وانها تعني يارجل او يامحمد بلغة القبيلة الفلانية ؟.



الآن لو كان هذا المنهج التفسيري لحروف القرآن المقطعة ، قد اتى بها الاثر من صاحب الوحي العظيم محمد الرسول ص لما كان هناك اي مشكلة بصرف هذه الاحرف عن مقاصدها لصناعة معاني ومقاصد اخرى لها اما ان يجتهد العقل الانساني امام احرف تحدث بها القرآن ، لاناس يفهمون هذه الكلمات والاحرف على صيغها الطبيعية ، والانسانية ثم يتفلسف لينقل الحرف القراني من مقاصده اللغوية الطبيعية المعلومة ليرمي بهافي اتون الالف معنى وبعد الالف يقول لي كاتب التفسير (الله اعلم ) بدون ان يقدم اي دليل مقنع على هذا الكمّ الهائل من صرف الحروف عن معانيها البسيطة ، فهذا شيئ ربما يستحق ان نضع عليه علامة استفهام كبيرة تسأل : ما الداعي لكل هذا الاجترار في فهم حروف مقطعة قرانية ، الوحي نفسه عندما تحدث بها قصد الى معنى بسيط وغير معقد ولاهو غيبي ولااسطوري من هذا الكلام ؟؟.



ولنفرض فعلا ان هناك اسرارا ، بين الله سبحانه وتعالى ، وبين رسوله الكريم وائمة الهدى من ال البيت عليهم السلام كانت هذه الحروف حواملا لتلك الاسراروالرموز العجيبة بين الوجهتين افلم يكن يكفي مفسري الاسلام العظام ان يرحموا المسلمين من اجتهاداتهم التي مهما اجتهدت لايمكن لها الوصول لتلك الاسرار باعتبار ان الاسرارينبغي ان تبقى اسرارا والا سُميت غير ذالك لتمكن اخراجها للعلن والتي عقدّت كل شيئ بسيط في هذا الدين حتى حولته الى مجموعة من الاساطيرالغير مفهومة ألم يكن يكفيهم ارجاع علم هذه الاسرار الى اصحابها وبدون وضع هذا الكمّ الهائل من الاجتهادات مقابل احرف اولا هي غيرقابلة لاعطاء اسرارها الا لله سبحانه ورسوله وائمة اهل البيت ع على الفرض ، وثانيا هي خاطبت الناس بظاهرهم ، وترك بواطن الاسرار لغيرهم فلماذا والحال هذه اشغل مفسروا الاسلام العقل الاسلامي العام بهذا الكم الهائل من التفسيرات بدلا من الالتفات الى الوجهة الحقيقية لمثل هذه الاحرف القرانية المقطعة ليبذلوا اجتهادهم في ابرازها ، واخراج حكمتها للمسلمين وللعالمين ايضا ؟!.



اقصد لو جمعنا كل هذا المنتوج التفسيري الذي بذل على استخراج معاني اسرار هذه الاحرف المقطعة ، وصياغتها بمنهجية تفسيرية جديدة تلتفت الى دراسة هذه الاحرف المقطعة بما هي احرف ، وبما ان لها مقصود وهدف في خطاب القرآن الكريم غير الاسرار والرموز والغيب ؟، وبما انها احرف من اللغة الانسانية وان مقاصدها تكمن في اسرار اللغة الانسانية الطبيعية وليس في رموز واشارات بين الله سبحانه ورسوله الكريم ص لاغيرفكم كنّا لنجني من علوم وافاق وتصورات مفيدة للمجتمع المسلم وصابّة في بحر حركته الاجتماعية التي هي الان بحاجة الى فهم مقاصد القرآن من هذا الحرف العربي اكثر بكثير من حاجته الى معرفة ال (( ن )) الحوتي الذي هو بالع يونس او حامل الارض على ظهره مع الثور وقرونه ؟!.



الحقيقة لو كانت لدينامنهجية علمية عامة تدرس الدين وكل شؤونه بعقلية المعلوم وحاجات المجتمع او تدرس الدين والقرآن بما وضعه الدين والقران نفسه من منهجية وبدون ادخال مناهج بشرية تؤسطر هذا الدين وتغيّب من افكار قرآنه لخرجنا منذ زمن مبكر من هذا التيه الذي نعيش فيه فكريا وروحيا ونفسيا وعلميا في عالمنا المعاش اسلاميا ،ولما احتجنا الى هذا العناء والعسر في فهم ديننا الاسلامي دين الفطرة والبساطة والمعلوم ولما اجتالتنا الافكار بعيدا عن تطبيق افكار واحكام هذا القرآن الذي يخاطبنا بما نفهمه ، ونخاطبه بما لم يفرض علمه علينا ابدا !!.



القرآن الكريم لم يشر ابدا الى ان هذه الحروف المقطعة في بادئ السور فيها اسرار وينبغي على المسلمين اخراجها والايمان بها ، او انها عندما تستخرج فسيكون فيها نفع عظيم لبناء المجتمع !!.

كما ان الرسول العظيم محمد ص كذالك لم يكلفنا ان ندرك وباجتهاد وبذل جهد واسراف وقت وتبذيره على ان (( طه )) في بداية السور هل هو اسمه الشريف ام صفته الانسانية العظيمة صلى الله عليه واله !.

بل ان المجتمع الذي نزل فيه القرآن لم يكن ليضع بباله او فكره ان خلف هذه الاحرف اسرار ورموز ينبغي البحث عنها ولهذا لم يسأل كل المجتمع المسلم (( باستثاء يهود المدينة مدمري الاديان )) في حياة الرسول والوحي عن هذه الاحرف وماتقصده من اسراربل اكتفى المجتمع بفهمه الطبيعي والفطري والبسيط لهذه الاحرف ليفهم (( الم )) على انها احرف عربية مكونة من ( آ ، ل ، م ) فحسب !!.



هل كان المجتمع في زمن الرسول محمدص وفي زمن الوحي وفي زمن نزول القرآن لايفهم السؤال ليسأل رسول الله عن دينه وقرانه وما ينزل فيه من رموز واسرار ؟.

أم انه كان يستطيع ان يسأل ولكنه كان لايرى داعيا للسؤال حول حروف قرانية هي بحد ذاتها مفهومة وانها من لغة العرب ومفاهيمهم الكلامية المعلومة ؟.



الحق ان المسلمين كانوايخجلون من السؤال عن اسرارخلف حروف القرآن المقطعةلانهم يدركون ان مثل هذه النمطية للعقلية المتساءلة لاتمت اصلا للعقلية الاسلامية التي تربت اسلاميا على ان تاخذ القرآن وافكاره وحكمه على ماهي عليه بدون زيادة او نقيصة واذا ما اراد اي انسان ان يسأل عن القرآن لابد على الاقل ان يكون سؤاله موجها اسلاميا ، فاذا صمت القرآن عن شيئ لم يكن المسلمون في زمن العظيم محمد ص ليسألوا عن صمته ولماذا هو صامت وغير ناطق لادراكهم ان مُنزل القرآن هوالحكيم المطلق الذي اذا انزل شيئا في القرآن عملوا به كما هووليس كما تنعكس به عقولهم عليه فاذا نزلت حروف مقطعة في القران الكريم اخذها المجتمع على اساس انها حروف عربية مقطعة فحسب ، اما اذا كان داخلها اسرارا ورموزا ام لا فهذا شأن يتكفل بايضاحه العليم الحكيم الله سبحانه وتعالى بقرآنه العظيم والعكس صحيح ان كانت لا اسرار خلف واجهة الحروف فيكفي عند المسلمين الاوائل صمت القرآن عن ذالك ليفهموا ان هذه الحروف اراد منها القران فقط كونها حروف عربية لااكثر ولااقل بدليل صمت القرآن ودليل (( فاذا قرأناه فاتبع قرءانه ، ثم إن علينا بيانه )) عن بيان ماهو خافيا عن المسلمين !!.



هذه هي المنهجية التي تعامل بها المسلمون الاوائل حول القرآن واوامره وافكاره وتصوراته ، وهي المنهجية التي لم تستهلك وتبذرالوقت في علم لاينفع ويضرّ احيانا بل هي المنهجية التي ادركت مقاصدالقران الفكرية والانسانية والطبيعية التي تتحرك لبناء المجتمع من الداخل من خلال القرآن وهي المنهجية التي بنت العقول بحرف القرآن وبنت الحضارة بفكرابنائها وجهادهم المتواصل بلا هوادة !!.



انها المنهجية التي ذهبت لتبحث في (كهيعص) وكيفية امكانها في المساهمة ببناء المجتمع فكريا من خلال رفع اميته الكتابية لتسند من مشروع (( اقرأ )) الذي اراد ان يصنع امة قارئة قبل كل شيئ !!.



ان الحروف المقطعة في القران هي نصف حروف الهجاء العربية بالفعل من غير متكرراتها الحرفيةوانها تقرأ وقفيا كما قرأها رسول الله ص ، ولايجوز قرأنيا ان تجمع هذه الحروف لتقرأ ( أ ، ل ، م ) على اساس انها كلمة واحدة في (ألم) وانما جميع المسلمين بالامس واليوم يقرأون هذه الحروف بشكلها الحرفي لاغير !!.



اما ما الحكمة من قراءة هذه الحروف بشكلها الحرفي لاغير ؟.

ولماذا لايمكن لاي كان ان يجمع مافرقه الله سبحانه في قراءة قرآنه ؟.



فهي نفس حكمة ادخالنا للاطفال كي يتعلموا القراءة والكتابة وحاجتهم الاولية دوما وفي جميع لغات البشرية ان يتعلموا اولا حروف وتراكيب كلماتهم اللغوية قبل ان يتمكنوا من قراءة المكتوب بشكل مركب !!.



هل من المعقول ان تكون مقاصد القرآن الكريم بحروفه المقطعة مجردتدريب للمجتمع الامي العربي على قراءة الحرف وكيفية تهجيه ومعرفة شكله وصياغته لاغير للوصول الى صناعة امة قارئة ربما يتسائل البعض ؟.



نقول نعم كان مقصودالحروف المقطعة قرانيا ان تساهم بازالة امية مجتمع كان القارئون به لايتجاوزون عدد اصابع اليد واذا اضفنا لهذه النقطة ان المشروع الاسلامي كله قائم على مشروع ((اقرأ)) الذي لايمكن ادراكه الا من خلال مجتمع قارئ للكلمة عندئذ يصبح مشروع ادراك ومعرفة واتقان الحرف سلسلة في نظام مشروع بناء امة تسموا الى بناء العالم كله !.



والانسان الامي كما يعرف الجميع هو امي لانه لايدرك قراءة الحرف ،ومن ثم تركيبه مع اخر لتصبح عنده كلمة ( اقرأ ) وهي توحي بمعنى الامر للانسان المسلم ، والمطلوب منه ان يخضع للامر ويقرأ المكتوب وينفذ ويطيع مابداخله ولهذا عندما كان يستمع الانسان الامي العربي ل (كهيعص) وهي تقرأ امامه لتعلمه كيفية قراءة وصياغة خمسة احرف اصلية بامكانه بعد ذالك ان يميز بين الحروف ويركب بينها ليصبح انسانا قارئا على الحقيقة!.



اننا اليوم بعدماقطعت البشرية شوطا طويلا من التطور وفي عصرالتقدم التكنلوجي والتقني مع الاسف فقدنا الاحساس بعظمة العملية التعليمية التي لو رجعنا لاصولها لاكتشفنا كيفية كونها معجزة حقيقية تستحق من القرآن ان يلتفت لها بعناية ترغمه ان ينزل هذه الحروف مقطعةليقدمها امام المجتمع على طبق من ذهب وليعلن ان الامية هي الموت المحقق وان قراءة الحرف هو اول الطريق لصناعة امة متحضرة !!.



وبالفعل ماعلينا الا تصور مجتمعا اميا او انسانا اميا لايقرأ ولايكتب ، فهل بالامكان بناء اي امل في الحياة البشرية على امة او انسان فاقد ملكة التعليم ، او جاهل باصول القراءة والكتابة ؟.

القراءة اليوم داخلة في كل شيئ في حياة البشرية ، في عقيدتها لابد ان يكون لها كتابا لتكون امة تحمل عقيدة ،وفي الفلسفة وفي القانون وفي الهندسة وخطوطها والرياضيات ومعادلاتها العلمية والاقتصاد وحساباته الرقمية ..كل هذا داخلا وهو جزءا لايتجزأ من مشروع القراءة والكتابة اليوم ، وكذالك في السابق ادرك المشروع الاسلامي انه بدون امة قارئة لايمكن ان تنمو وتستمر عقيدة وبدون امة قارئة لايمكن ان تبنى دولة وبلا قراءة لايمكن ان تنشئ حضارة .... والامة او الفرد الذي لايتمكن من قراءة الحرب لايمكن له ان يبني مجد العلم وعلو قامة العقيدة !!.



بهذا المعنى نظر القرآن للحرف ، وبهذا المضمون قدسه وطرحه بشكله اللامركب والمقّطع ليترنم ويتعلم منه الانسان المسلم كيفية البداية التي تبدأ بالحرف فعلا الا انها لاتنتهي الا عند بناء الحضارة وهيمنتها على العالم كله !!.



والعجيب ان هذه الامة المسلمة لم يصبها التخلف الواقعي ، الا عندما تركت النظر الى الحرف القراني وتفسيره على صورته العلمية الواقعية التي ترفع من ظلام الجهل وتدعم نور العلم ، وذهبت للبحث عن رموز واسرار واشارات الاحرف المقطعة في القران ، لتزداد امية المجتمع من جهة وتزدادغيبوبة ذهنه وعقله بالاساطيروالبحث عن ماهوخارج حياة البشروالكون والعالم والطبيعة !!.



وكأنما عندما انحرفنا عن منهج القرآن في فهم اهمية الحرف وقراءته بشكله الصحيح ابتلينا بصناعة امة خاوية وامية تتطلع الى معرفة ماوراء السماء من اسرار مع انها عاجزة عن فهم حرفها وقراءته وواقعها ومشاكله وتاريخها ومستقبله !!.

__________________________



alshakerr@yahoo.com