دائما عندما اقرأ التاريخ العراقي اوالعربي اوالاسلامي ايضا ، وكذا عندما تأتي وتذهب الذكريات وترافقها المناسبات السياسيةاوالاجتماعية اوالفكرية الثقافية المفصلية الحيوية والمهمة في تاريخناالعراقي بالخصوص والعربي والاسلامي بالعموم أُصاب ( رغما عن انفي ) بنوبة انفصام في الشخصية متصاحبة مع غيبوبة مفروضة عليّ لفقدان الذاكرة وتعطيل اي شعور او ادراك او احساس بمفاهيم التاريخ القديم والحديث لهذه الامة وهذا الوطن العراقي الجريح !!.
والحقيقة ان من بعض الاسباب ، التي تفرض عليّ حالة ومعادلة العزلة والانفصام وكذا الكآبة والارتطام في الفكر والعقل والاحساس والشعور هي تلك الكميةالمهولة من الاشياء والمفاهيم والعناوين التي تُسمى في تاريخنا عمدا ومع سبق الاصرار والترصد بغير مسمياتها الطبيعية ، ومواصفاتها الحقيقية !!.
فمثلا لدينا طغاة كثر في التاريح حكموا البلاد والعباد بابشع الوان التخلف والهمجية والظلم والاستبداد وتقريبا مامن احد من امتنا العراقية والعربية والاسلامية الا وهو يشعر ويدرك ويحس بحقيقة هؤلاء القتلة والمجرمين والسفاحين والجهلة ممن حكموا الامة في القديم والحديث ، ولكن مع ذالك ورغم انفي وانف كل من يريد ان يفكر بمسميات الاشياء باسمائها الواقعية ان ينحني اجلالا اولا وهو يخاطب هؤلاء الحكام ، وان يعترف لهم بفروض القداسة والاحترام بل ويعتبرهم ولاة امر وخلفاء لله وللرسوله وللمسلمين واكثر من ذالك ان لايتعرض لا لهم ولالتاريخهم المشين والاسود باي كلمة يشمّ منها ولو من بعيد جدا رائحة نقد او تجريح او تقييم قائم على البحث والدراسة والتأمل والعقلنة وان لايفكر بتسميتهم مطلقا باسم القتلة والجهلة والمجرمين و .... كتسميات لمسميات واقعية !!.
لا بل القصة لم تنتهي بعد بل مطلوب المزيدمنّي ومن غيري امام مثل هذه الظواهر التاريخية والحديثة وضرورة تسميتها بغير مسمياتها الحقيقية من عبادة الطغيان والتقديس لشخصيته المحترمة لتتم دائرة الامعان والامتهان لكرامتي الادمية المفكرة ، ومن ثم لاغرق اكثر فاكثر في مستنقعات الكآبة والغيبوبة ، والانفصام بالشخصية ، والانحدار الى مصافات البهيمية الاحقر وهو ان اترضى على هؤلاء القتلة والطغاة في التاريخ وحتى اليوم واترحم عليهم واسبح واصلي بانجازاتهم التقدمية والثورية والالهية الكبيرة !!.
لماذا عليّ وعلى غيري ان يسمي الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية ؟.
وماهي الخلفيات التي تدفع بالبعض الى درجة الاستعداد للانتحار دفاعا عن ان تبقى الاشياء تسمى بغير مسمياتها ؟.
وماهو النفع الذي سنجنيه عندما نسمي الاشياء بغير مسمياتها ؟.....الخ .
لا احد من حقه ان يجيب او يفكر بالاجابة في زمن تحولت او انقلبت فيه الموازين والمعايير راسا على عقب ليصبح الاسود ابيضا والابيض اسودا رغم انف ان واقع الاسود يبقى هو اللون الاسود وواقع الابيض انه ابيضا والى الابد !!.
ولكن لماذا نذهب بعيدا ، لنحاول معرفة تاريخ طاغية وجاهل ومتخلف في تاريخنالسبب او لاخرربط مع المقدس ليصبح ملاكا رغم انف الحقائق التي تحيط بكل تاريخه الاسود ، فلننزل درجات ودرجات ، وندع التاريخ القديم وطغاته المقدسين باعتباره تاريخ وكانت الناس فيه بحاجة الى وعي وتقدم ومعرفة ...لادراك الفاسد من الصالح ولنقف عند تاريخنا العراقي السياسي الحديث ولنسأل من جديد وبلغة تطلب المعرفة والادراك اولا قبل اي دوافع تقف خلف هذا السؤال الاكاديمي الصريح بالقول : لماذا يُسمى انقلاب 14 تموز 1958م الذي قاده الجنرال عبد الكريم قاسم ، للاطاحة بالنظام الملكي العراقي ، واقامت الجمهورية العراقية الحديثة الاولى بدلا عنه بغير مسماه الحقيقي والواقعي لنطلق عليه نحن والى هذه اللحظة صفة الثورة بدلا من الانقلاب ؟.
ما الذي يدفع مثقفينا حتى اليوم مثلا وكذا ما الذي يضطر ويدفع مؤسساتنا الاعلامية الرسمية ، وغير الرسمية ان تُسمي (انقلاب) الجنرال قاسم باسم الثورة ؟.
هل هناك شك انتاب هؤلاء الكتاب والمثقفين والمؤسسات الاعلامية المعنية بمفهوم الثورة وفرقها عن الانقلاب هو الذي اوقع هؤلاء المساكين بشبهة تسمية انقلاب عسكري بمسمى الثورة ؟.
أم ان للقوم دوافع سياسية او حزبية تدفعهم رغم انف حقيقة انقلاب قاسم ان نسمي هذا الانقلاب ثورة شاء من شاء وابى من ابى !!.
طبعا الحديث عن منجزات انقلاب الجنرال قاسم عام 1958 للشعب العراقي شيئ وسؤالنا نحن الاكاديمي المعرفي شيئ اخر فنحن لاعلاقة لنا لابدوافع هذا الانقلاب بحثيا ومعرفيا الان ، ولا بمنجزاته سواء كانت جيدة وممتازة او كارثية ومنحطة ، لكن مايهمنا وينبغي ان نلاحقه معرفيا هو سؤال لماذا نسمي انقلابا عسكريا باسم غير مسماه الحقيقي والواقعي ؟.
ثم ما الذي يضطرنا نحن العراقيين وحتى هذه اللحظة بالتمسك بسمى غير حقيقي ولا واقعي ، لحدث تاريخي جرى في زمن معين ، وانتهت مفاعيله السياسية ولم يعدإلا ذكرى تاتي وتذهب في كل سنة بشكل باهت فحسب !.
وعليه اعود واسأل : ما الذي يدفع بمؤسساتنا الاعلامية الرسمية وكلما اتت ذكرى انقلاب 1958م ان تغرقنا بوابل من المقالات ، والعناوين التي تمجد بهذا الانقلاب على اساس انه (( ثورة )) العراق الصغرى بعد ثورة العراق الكبرى في عام 1920م ؟.
هل بسبب مثلا خشية الاعلام العراقي الرسمي وغير الرسمي اليوم من تسلط حكومة قاسم التاريخية والميتة من ان تبعث من تجديد لتحاسب كل من يصف الانقلاب بمسماه الواقعي والحقيقي ؟.
أو بسبب ان مؤسساتنا الاعلامية الرسمية وغيرالرسمية قد ادمنت تسميت الاشياء بغير مسمياتها لذالك هي لاتستطيع ان تسمي الاسود بلونه الاسود بل ينبغي عليهاان تسمي الانقلاب العسكري بالثورةوالثورةالحقيقية بالتمرد والفتنة والانتفاضة بالغوغاء والفوضى .... الخ ، وهكذا في جميع الاشياء التي ينبغي ان لايطلق عليها غير الكذب ليحل محل الحق والصدق ؟!!.
في عالم يريد ان يبني انسانا سويا وثقافة منسجمة وجيلا يدرك الاشياء على حقائقها الواقعية لااعتقد ان هناك مؤسسة محترمة او مجتمعا او قلما او مفكرا ، او مثقفا يستحق ان نطلق عليه صفة الثقافة يجرئ على طرح التزييف والكذب على اساس انها حقائق الاشياء ومنتهى واقعيتها السليمة وذالك بسبب ان المؤسسة الوطنية ، وكذا المجتمع الواعي والذي يريد ان يرسم طريق اجياله في التربية ، والتعليم والفكر والثقافة على اسس الحق والصدق والوعي والادراك ....لايمكن ان يفكر بتقديم قراءة لتاريخه القديم والحديث بهذا الشكل من النفاق والكذب وعدم المصداقية !!.
والا اذا اسمينا مثلا انقلاب الجنرال قاسم عام 1958م ثورة واسمينا ثورة الشعب العراقي وانتفاضته على حكم الطاغيةصدام حسين في العام 1991م تمردا وفوضى واسميناثورة الحسين بن علي بن ابي طالب فتنة واسمينا تسلط مروان ابن الحكم على الامة حكومة وشرعيةوقمنا بتدريس هذا الكم الهائل من التزييف ، كمادة معرفية وتاريخية تبني ذاكرة اجيالنا الصاعدة والباحثة عن الحق والحقيقة ، فكيف لنا بعد ذالك ان نتأمل لهذا الجيل ان يتمكن من قدرة التفريق بين الحق والباطل او بين الصحيح والمزيف ومن ثم بين مفهوم الثورة الحقيقية التي ينبغي علينا ان نبين معالمها بوضوح له ، وفرقها عن باقي المفاهيم الانقلابية ، وغير الانقلابية ليأخذ حذره في المستقبل بوعي ولايخلط بين ماهوثوري حقيقي وبين ماهو انقلابي ارهابي مزيف ومخاتل !!؟.
نعم ما الذي يدعونا ، كمؤسسات او كافراد وككتاب واصحاب قلم ان نقدم لاجيالنا القادمة صورة كاذبة في توصيف احداث تاريخنا القديم ، والحديث لنستمر ومع وعيناالتام لهذه المغالطات بانتهاج نفس المسير الخاطئ الذي دمركل واقعنا وحاضرنا لنورثه لاجيالنا القادمةليدمرماتبقى لهم من مستقبل وفكر وادراك ووعي وبصيرة وتمييز بين الحق والباطل !!.
ان من مسؤوليتنا اليوم كجيل ادرك معاناة فكر ودجل ونفاق تسمية الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية ان لانعيد الكرّة مرّة اخرى ، لنوقع الاجيال القادمة بنفس الغيبوبة الفكرية ، والكآبة النفسية التي فرضت علينا بالحديد والنار لنقول ونصف ونسمى الاسود بالابيض والابيض بالاسود لنتحول فيما بعد الى شبه ادميين بصور ظاهرية تختلف تماما عن ماهو داخل كل واحد منا بل ينبغي عليناكأمة وكمؤسسة وكتربية وكتعليم وكثقافة وكفكر...ان نرتقي سُلمة على دوافعنا السياسية ، والعاطفية والاخرى النفعية ، وغيرالنفعية ونفصل بينها ، وبين مانريد ان نقدمه لاجيالنا القادمة ، من مسمى الحقيقة مهما كانت مختلفة معنا اوقاسية على مشاعرنا المزيفة وان نسمي الاشياء بمسمياتها الواقعية سواءكانت في جوانبها الفكريةاوالايدلوجيةاو السياسية او التاريخية والاجتماعية ...لنبني جيلا من اصحاب الفكر والثقافة والوعي يدرك تماماعملية التمييزفي فكره ويشعر بالحرج ان ُطلب منه في المستقبل ان يُسمي الاشياء بغير مسمياتها ،ولنبدأ لابأس بانقلاب الجنرال عبد الكريم قاسم لنسميه انقلابا منذ الان فصاعدا في وسائلنا الاعلاميةوغير الاعلامية وكتاباتنا ومقالاتنا الصحفية ، ولاضير علينا في الصدق مع انفسنا في هذا المفصل من تاريخ العراق الحديث لنؤسس لمنهجية فكرية وثقافية وعلمية لايلتبس عليها اي شيئ في قرائتها التاريخية ، والحاضرة ان هي جابهت حدثاما تاريخيا اوحاضرا اومستقبلا لتدرك كيفية قرائته وتوصيفه وتسميته بواقعية والتعامل معه وتشخيص هويته بكل وضوح وصراحة !!.
__________________________________________
alshakerr@yahoo.com
مدونتي http://7araa.blogspot.com/2011_06_12_archive.html
والحقيقة ان من بعض الاسباب ، التي تفرض عليّ حالة ومعادلة العزلة والانفصام وكذا الكآبة والارتطام في الفكر والعقل والاحساس والشعور هي تلك الكميةالمهولة من الاشياء والمفاهيم والعناوين التي تُسمى في تاريخنا عمدا ومع سبق الاصرار والترصد بغير مسمياتها الطبيعية ، ومواصفاتها الحقيقية !!.
فمثلا لدينا طغاة كثر في التاريح حكموا البلاد والعباد بابشع الوان التخلف والهمجية والظلم والاستبداد وتقريبا مامن احد من امتنا العراقية والعربية والاسلامية الا وهو يشعر ويدرك ويحس بحقيقة هؤلاء القتلة والمجرمين والسفاحين والجهلة ممن حكموا الامة في القديم والحديث ، ولكن مع ذالك ورغم انفي وانف كل من يريد ان يفكر بمسميات الاشياء باسمائها الواقعية ان ينحني اجلالا اولا وهو يخاطب هؤلاء الحكام ، وان يعترف لهم بفروض القداسة والاحترام بل ويعتبرهم ولاة امر وخلفاء لله وللرسوله وللمسلمين واكثر من ذالك ان لايتعرض لا لهم ولالتاريخهم المشين والاسود باي كلمة يشمّ منها ولو من بعيد جدا رائحة نقد او تجريح او تقييم قائم على البحث والدراسة والتأمل والعقلنة وان لايفكر بتسميتهم مطلقا باسم القتلة والجهلة والمجرمين و .... كتسميات لمسميات واقعية !!.
لا بل القصة لم تنتهي بعد بل مطلوب المزيدمنّي ومن غيري امام مثل هذه الظواهر التاريخية والحديثة وضرورة تسميتها بغير مسمياتها الحقيقية من عبادة الطغيان والتقديس لشخصيته المحترمة لتتم دائرة الامعان والامتهان لكرامتي الادمية المفكرة ، ومن ثم لاغرق اكثر فاكثر في مستنقعات الكآبة والغيبوبة ، والانفصام بالشخصية ، والانحدار الى مصافات البهيمية الاحقر وهو ان اترضى على هؤلاء القتلة والطغاة في التاريخ وحتى اليوم واترحم عليهم واسبح واصلي بانجازاتهم التقدمية والثورية والالهية الكبيرة !!.
لماذا عليّ وعلى غيري ان يسمي الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية ؟.
وماهي الخلفيات التي تدفع بالبعض الى درجة الاستعداد للانتحار دفاعا عن ان تبقى الاشياء تسمى بغير مسمياتها ؟.
وماهو النفع الذي سنجنيه عندما نسمي الاشياء بغير مسمياتها ؟.....الخ .
لا احد من حقه ان يجيب او يفكر بالاجابة في زمن تحولت او انقلبت فيه الموازين والمعايير راسا على عقب ليصبح الاسود ابيضا والابيض اسودا رغم انف ان واقع الاسود يبقى هو اللون الاسود وواقع الابيض انه ابيضا والى الابد !!.
ولكن لماذا نذهب بعيدا ، لنحاول معرفة تاريخ طاغية وجاهل ومتخلف في تاريخنالسبب او لاخرربط مع المقدس ليصبح ملاكا رغم انف الحقائق التي تحيط بكل تاريخه الاسود ، فلننزل درجات ودرجات ، وندع التاريخ القديم وطغاته المقدسين باعتباره تاريخ وكانت الناس فيه بحاجة الى وعي وتقدم ومعرفة ...لادراك الفاسد من الصالح ولنقف عند تاريخنا العراقي السياسي الحديث ولنسأل من جديد وبلغة تطلب المعرفة والادراك اولا قبل اي دوافع تقف خلف هذا السؤال الاكاديمي الصريح بالقول : لماذا يُسمى انقلاب 14 تموز 1958م الذي قاده الجنرال عبد الكريم قاسم ، للاطاحة بالنظام الملكي العراقي ، واقامت الجمهورية العراقية الحديثة الاولى بدلا عنه بغير مسماه الحقيقي والواقعي لنطلق عليه نحن والى هذه اللحظة صفة الثورة بدلا من الانقلاب ؟.
ما الذي يدفع مثقفينا حتى اليوم مثلا وكذا ما الذي يضطر ويدفع مؤسساتنا الاعلامية الرسمية ، وغير الرسمية ان تُسمي (انقلاب) الجنرال قاسم باسم الثورة ؟.
هل هناك شك انتاب هؤلاء الكتاب والمثقفين والمؤسسات الاعلامية المعنية بمفهوم الثورة وفرقها عن الانقلاب هو الذي اوقع هؤلاء المساكين بشبهة تسمية انقلاب عسكري بمسمى الثورة ؟.
أم ان للقوم دوافع سياسية او حزبية تدفعهم رغم انف حقيقة انقلاب قاسم ان نسمي هذا الانقلاب ثورة شاء من شاء وابى من ابى !!.
طبعا الحديث عن منجزات انقلاب الجنرال قاسم عام 1958 للشعب العراقي شيئ وسؤالنا نحن الاكاديمي المعرفي شيئ اخر فنحن لاعلاقة لنا لابدوافع هذا الانقلاب بحثيا ومعرفيا الان ، ولا بمنجزاته سواء كانت جيدة وممتازة او كارثية ومنحطة ، لكن مايهمنا وينبغي ان نلاحقه معرفيا هو سؤال لماذا نسمي انقلابا عسكريا باسم غير مسماه الحقيقي والواقعي ؟.
ثم ما الذي يضطرنا نحن العراقيين وحتى هذه اللحظة بالتمسك بسمى غير حقيقي ولا واقعي ، لحدث تاريخي جرى في زمن معين ، وانتهت مفاعيله السياسية ولم يعدإلا ذكرى تاتي وتذهب في كل سنة بشكل باهت فحسب !.
وعليه اعود واسأل : ما الذي يدفع بمؤسساتنا الاعلامية الرسمية وكلما اتت ذكرى انقلاب 1958م ان تغرقنا بوابل من المقالات ، والعناوين التي تمجد بهذا الانقلاب على اساس انه (( ثورة )) العراق الصغرى بعد ثورة العراق الكبرى في عام 1920م ؟.
هل بسبب مثلا خشية الاعلام العراقي الرسمي وغير الرسمي اليوم من تسلط حكومة قاسم التاريخية والميتة من ان تبعث من تجديد لتحاسب كل من يصف الانقلاب بمسماه الواقعي والحقيقي ؟.
أو بسبب ان مؤسساتنا الاعلامية الرسمية وغيرالرسمية قد ادمنت تسميت الاشياء بغير مسمياتها لذالك هي لاتستطيع ان تسمي الاسود بلونه الاسود بل ينبغي عليهاان تسمي الانقلاب العسكري بالثورةوالثورةالحقيقية بالتمرد والفتنة والانتفاضة بالغوغاء والفوضى .... الخ ، وهكذا في جميع الاشياء التي ينبغي ان لايطلق عليها غير الكذب ليحل محل الحق والصدق ؟!!.
في عالم يريد ان يبني انسانا سويا وثقافة منسجمة وجيلا يدرك الاشياء على حقائقها الواقعية لااعتقد ان هناك مؤسسة محترمة او مجتمعا او قلما او مفكرا ، او مثقفا يستحق ان نطلق عليه صفة الثقافة يجرئ على طرح التزييف والكذب على اساس انها حقائق الاشياء ومنتهى واقعيتها السليمة وذالك بسبب ان المؤسسة الوطنية ، وكذا المجتمع الواعي والذي يريد ان يرسم طريق اجياله في التربية ، والتعليم والفكر والثقافة على اسس الحق والصدق والوعي والادراك ....لايمكن ان يفكر بتقديم قراءة لتاريخه القديم والحديث بهذا الشكل من النفاق والكذب وعدم المصداقية !!.
والا اذا اسمينا مثلا انقلاب الجنرال قاسم عام 1958م ثورة واسمينا ثورة الشعب العراقي وانتفاضته على حكم الطاغيةصدام حسين في العام 1991م تمردا وفوضى واسميناثورة الحسين بن علي بن ابي طالب فتنة واسمينا تسلط مروان ابن الحكم على الامة حكومة وشرعيةوقمنا بتدريس هذا الكم الهائل من التزييف ، كمادة معرفية وتاريخية تبني ذاكرة اجيالنا الصاعدة والباحثة عن الحق والحقيقة ، فكيف لنا بعد ذالك ان نتأمل لهذا الجيل ان يتمكن من قدرة التفريق بين الحق والباطل او بين الصحيح والمزيف ومن ثم بين مفهوم الثورة الحقيقية التي ينبغي علينا ان نبين معالمها بوضوح له ، وفرقها عن باقي المفاهيم الانقلابية ، وغير الانقلابية ليأخذ حذره في المستقبل بوعي ولايخلط بين ماهوثوري حقيقي وبين ماهو انقلابي ارهابي مزيف ومخاتل !!؟.
نعم ما الذي يدعونا ، كمؤسسات او كافراد وككتاب واصحاب قلم ان نقدم لاجيالنا القادمة صورة كاذبة في توصيف احداث تاريخنا القديم ، والحديث لنستمر ومع وعيناالتام لهذه المغالطات بانتهاج نفس المسير الخاطئ الذي دمركل واقعنا وحاضرنا لنورثه لاجيالنا القادمةليدمرماتبقى لهم من مستقبل وفكر وادراك ووعي وبصيرة وتمييز بين الحق والباطل !!.
ان من مسؤوليتنا اليوم كجيل ادرك معاناة فكر ودجل ونفاق تسمية الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية ان لانعيد الكرّة مرّة اخرى ، لنوقع الاجيال القادمة بنفس الغيبوبة الفكرية ، والكآبة النفسية التي فرضت علينا بالحديد والنار لنقول ونصف ونسمى الاسود بالابيض والابيض بالاسود لنتحول فيما بعد الى شبه ادميين بصور ظاهرية تختلف تماما عن ماهو داخل كل واحد منا بل ينبغي عليناكأمة وكمؤسسة وكتربية وكتعليم وكثقافة وكفكر...ان نرتقي سُلمة على دوافعنا السياسية ، والعاطفية والاخرى النفعية ، وغيرالنفعية ونفصل بينها ، وبين مانريد ان نقدمه لاجيالنا القادمة ، من مسمى الحقيقة مهما كانت مختلفة معنا اوقاسية على مشاعرنا المزيفة وان نسمي الاشياء بمسمياتها الواقعية سواءكانت في جوانبها الفكريةاوالايدلوجيةاو السياسية او التاريخية والاجتماعية ...لنبني جيلا من اصحاب الفكر والثقافة والوعي يدرك تماماعملية التمييزفي فكره ويشعر بالحرج ان ُطلب منه في المستقبل ان يُسمي الاشياء بغير مسمياتها ،ولنبدأ لابأس بانقلاب الجنرال عبد الكريم قاسم لنسميه انقلابا منذ الان فصاعدا في وسائلنا الاعلاميةوغير الاعلامية وكتاباتنا ومقالاتنا الصحفية ، ولاضير علينا في الصدق مع انفسنا في هذا المفصل من تاريخ العراق الحديث لنؤسس لمنهجية فكرية وثقافية وعلمية لايلتبس عليها اي شيئ في قرائتها التاريخية ، والحاضرة ان هي جابهت حدثاما تاريخيا اوحاضرا اومستقبلا لتدرك كيفية قرائته وتوصيفه وتسميته بواقعية والتعامل معه وتشخيص هويته بكل وضوح وصراحة !!.
__________________________________________
alshakerr@yahoo.com
مدونتي http://7araa.blogspot.com/2011_06_12_archive.html