الخميس، يناير 05، 2012

(( مسعود برزاني يُحذّر من الحرب الطائفية أم يحرّض عليها ؟. )) حميد الشاكر


اعتبر شخصيا ان التصريحات المتكررة لرئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود برزاني ، ونذره ووعده ووعيده المستمر بقرب اندلاع حرب طائفية في العراق على كونها جزء من التحريض على هذه الحرب والاثارة لفتنتها اكثرمن كونهاتصريحات تنطلق من تشخيص سياسي حقيقي لحالة العراق اليوم ، او خوفا عليه من منزلقات الحروب الطائفية !!.
وإلاّ عن اي فتنة او حرب طائفية عراقية يتحدث مسعود البرزاني ؟.
ومن خلال اي معطيات اجتماعية على الارض، بنى رؤيته بقرب وقوع هذه الحرب السيد مسعود ؟.
وتحت اي مبرر منطقي او سياسي معقول وبين الفينة والاخرى وقبل خروج قوات الاحتلال وبعدها ، وابّان صدور مذكرة اعتقال بحق الارهابي طارق الهاشمي وفي كل مناسبة يخرج علينارئيس الاقليم ليطلق تحريضه او مفرقعاته المدوية في سماء العراق بنذر الحرب الطائفية الموعودة واقترابها بل ووقوعها لامحالة ؟.
انا افهم انه وفي زمان وجود قوى الاحتلال على الارض العراقية وبمساندة من قبل القاعدة الارهابية ، والصداميين حاولت هذه القوى مجتمعة ان تفجر صاعق الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي ، وهكذا تصاعدت وتيرة هذا المخطط الشيطاني حتى الوصول لذروته في تفجير مرقد الامامين العسكريين ،ولكن مع ذالك مالبث ان هدئ الشعب العراقي واستعاد وعيه ،واستجمع قواه ليفوّت الفرصة على الارهابيين الطائفيين السعوديين وكذا الصداميين باشعال نارالحرب الطائفية وعادت الامور في العراق الى وضعها الطبيعي وتحصن العراق ، وشعبه بعد هذا الحدث من اي تفكير يستطيع ان يجره الى اي نوع من انواع الفتن والمؤامرات والحروب الطائفية !!.
الآن ، وبعد خروج قوى الاحتلال الامريكي ، واندحار قوى الشر الارهابية الوهابية الطائفية وتمزيق معظم خلايا الصداميين المجرمين النتنة وعودة الاستقرار لمعظم الجغرافية العراقيةوتطورقوى الامن الداخلية العراقية وتحولها الى مرحلة الضربات الاستباقية لقوى الشر الارهابية بعد ما كانت مجرد ردّة فعل فقط ، واستقرار الدولة والحكم في العراق بصورة دفعت العالم رغما عن انفه للاعتراف بالعراق الجديد ... بعد هذا كله عن اي حرب طائفية يتحدث السيد مسعود البرزاني من جديد ، ويبشرنا بها بصوت عال جدا ليسمع ما خلف المحيطات كلما سنحت السانحة ؟.
نحن ندرك ان بقايا الجراثيم الصدامية المبادة في العراق لعبت داخليا وخارجية على اعلام النذير بحرب طائفية عراقية داخلية لايهام الراي العام الخارجي والداخلي بان العراق لايمكن له الاستمرار بوضعه العراقي الجديدوكانت تلك البروبجندة الاعلامية الارهابية الوهابية القاعديةالسعودية وكذا الصدامية ترمي الى ماترمي اليه لاعطاء صورة مشوهة تماما عن عراق ما بعد صدام المقبور ، وانه عراق الحرب الطائفية الدائمة وانه عراق الخراب والدمار والفوضى ، التي بحاجة دوما لبقاءه تحت بنود مجلس الامن وتحت مزنجرات الاحتلال الامريكي وتدخل دول الاقليم العراقي !!.
لكن ما لاندركه فعلا هو تصريحات ، ومواقف زعيم الاقليم الكردي العراقي الجنرال مسعود البرزاني والتي تضخمت بشكل هستيري ، وخاصة بعد خروج قوى الاحتلال الامريكية من العراق ليصبّحنا مسعود برزاني ويمسينا على نغمة الحرب الطائفية القادمة لامحالة للعراق !!.
ياجماعة هل هناك حرب قائمة او على الابواب فعلا تهدد العراق ؟.
ام اننا اصبنا بعمى الوان وفقدان وعي لذالك العالم كله لايرى مؤشرات لهذه الحرب سوى السيد مسعود وبقايا الصداميين الهاربين من العراق لاغير ولذالك هم دائمي التطلع لرؤية حرب طائفية تمحق العراق محقا لتعود سيرتهم الاولى ؟.
طبعا من حقنا كعراقيين ان نفسر مواقف ، وتصريحات السيد مسعود المتكررة من اقتراب وقوع الحرب الطائفية بالعراق على اساس انها :
اولا : رسالة تحريض علنية داخلية للعراقيين على الفتنة وتحفيز مشاعر الكراهية الطائفية بينهم ، وتذكيرهم دوما لهذه الطائفية النائمة التي لعن الله من ايقضها !!.
ثانيا : رسالة تشويه متعمدة للوضع العراقي السياسي الداخلي القائم ، والذي ينحو الى الاستقرار والتطور في عمليته السياسية والامنية وقيام دولته الواعدة واظهار كل هذا على اساس انه في مهب الريح وانه مازالت الحرب الاهلية ومشاعرها هي الطاغية على كل المكونات العراقية !!.
ثالثا : ارسال عدة رسائل للاقليم العراقي ، والعالمي بأن العراق لم يزل تحت بوادر الحرب الاهلية وبحاجة للرعاية والحماية الخارجية ما يدفع الامم المتحدة ، ومجلس الامن ، ودول الجوار العراقي للتدخل بالشأن العراقي الداخلي ومن ثم ليتم من خلال ذالك اغراق العراقيين اكثر ،فاكثر في مشاكلهم الداخلية والخارجية المفتعلة من هذا الطرف الارهابي او ذاك السياسي الداخلي العراقي !!.
نعم هذا مانفهمه وندركه ونشعر به كلما سمعنا تصريحات السيد مسعود البرزاني وهي تنشد انشودة الحرب الطائفية التي تقف على الابواب العراقية ، وهذا ما نريد ان نوصله للسيد مسعود من رسالة عراقية تعلمه : ان كل هذه الاساليب السياسية المعقدة ، قد انقرض زمنها مع انقراض نظام المقبور صدام حسين ، وزبانيته وإن كان للقضية الكردية من حقوق وتطلعات مشروعة فبالامكان استحصالها من خلال الدستوروبناء الدولةوالصدق مع العراقيين واحترامهم والانفتاح عليهم ومساعدتهم في بناء عراق فيدرالي اتحادي ديمقراطي برلماني !!.

http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com