الأحد، يناير 08، 2012

(( رقبة الغرب تحت اقدام الايرانيين في هرمز )) حميد الشاكر


احد القادة الايرانيين صرّح بالامس ان العالم لايستطيع العيش ليوم واحد بحال غلق مضيق هرمز من قبل القوات البحرية الايرانية ، فهل هذا صحيح ؟.
نعم صحيح العالم لاسيما الغربي والامريكي بالخصوص وبدخول فصل الشتاء عليه بحاجة مصيرية لتدفق الطاقة عبر مضيق هرمز بانسيابية ومعنى غلق هذا المضيق من قبل الايرانيين كارثة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى للغرب وللامريكيين ايضا !!.
لكنّ هل فعلا ان الغربيين يتوقعون غلق ايران او امكانيتها بغلق هذا المضيق بالفعل في حال قررت الجمهورية الاسلامية ذالك ؟.
يبدو ان الولايات المتحدة بصورة خاصةوالغربيين بصورةعامة لاسيما البريطانيون منهم يحملون الوعيد الايراني بجدية وبلا مواربة بهذا الشأن ولهذا أمرت الولايات المتحدة لمرة امتحانية قطعاتها البحرية وبوارجها وحاملات طائراتها بكسر حصار ايران لمضيق هرمز، لمرة واحدة كجس للنبض الايراني ، وكذا البريطانيون اعلنوا بانهم بصدد ارسال خمسة عشر بارجة حربية لكسر حصار ايران لمضيق هرمز كما صرح البريطانيون انفسهم !!.
ولكن مرة اخرى هل يعني هذا : ان جمهورية ايران الاسلامية ، بالفعل بصد التفكير بغلق المضيق والاقدام على مثل هكذاخطوة كبيرة جدا في استراتيجياتها الخارجية في حال تعرضها لاي ابتزاز خارجي ؟.
من خلال شكل المناورات البحرية الايرانية ، وما قامت به هذه القطعات العسكرية من انتشار واسع وتموضعها في اماكن حساسة بالفعل سيطرت على المضيق بشكل كامل اربك الحسابات الغربية ودفعها للتفكير بجد بالخطوة الايرانية ومثل هذا يدلل بالفعل على ان الايرانيين ، بصدد الانتقال الحقيقي الى استراتيجية سياسية خارجية جديدة وبعيدة الامد وليس مجرد مناورات عابرة ووقتية في مضيق هرمز!!.
مايعني : ان ورقة مضيق هرمز، وملفه العالمي الكبيرسيكون من الان فصاعدا احد اوراق ايران الاستراتيجية الواقعية لاخذ ايران لدورها السياسي الجديدوالصاعد في الشرق الاوسط والعالم !!.
ان ما لايعرفه ، ربما الكثير من المتابعين في شأن مضيق هرمز كممر مائي حيوي يمتلك ناصية الاقتصاد العالمي الحديث بالنسبة للعالم ، ولجمهورية ايران الاسلامية ان مصير هذا المضيق وقانونيا دوليا ، وبلا حاجة الى اي تدخلات ايرانية عسكرية هو بيد جمهورية ايران الاسلامية مئة بالمئة فهذا الممر (غلقه وفتحه) ومن خلال معاهدة جنيف 1958م ، ومعاهدة جامايكا 1982م تعطي الحق لايران بغلق المضيق في حال تعرض المصالح النفطية الايرانية لاي ضرر ، او حصار اقتصادي ومن اي جهة في العالم ، ما يعني ان ايران ومن خلال هذه المعاهدات الدولية صاحبة الادارة المطلقة ، لهذا المضيق المائي الذي يخرج من بين اصابعه اربعين بالمئة من بترول العالم كله فكيف اذا جمعنا لهذه القوة القانونية الدولية القوة العسكرية التي تمتلكها اليوم جمهورية ايران الاسلامية وقدرتهاوكفائتها الواقعية على السيطرة وغلق هذا المضيق بابسط من شربة الماء كما اعلن قادة البحر الايرانيون الثقاة ؟!.
نعم ربما لم تزل الجمهوريةالاسلامية الايرانية غيرمحتاجة حقيقة الى خوض صدام مسلح مع باقي القوى الاستعمارية ، التي ترى نهايتها في حال اغلاق هذا الشريان العالمي ، للاقتصاديات الغربية والامريكية ، او استخدامها لحقها القانوني في غلق المضيق وتكتفي جمهورية ايران بمجرد توتيرالاجواءالاقتصادية بالتهديد فقط بغلق المضيق عسكريابين الفينةوالاخرى فحسب لترتفع باسعارالبترول الى ارقام قياسية لايرغب الغربيون ولا الامريكيون بتحريكها الان ، وهم في ورطة اقتصادية مرعبة وكساد مالي خانق من جهة وعلى ابواب فصل شتائي طويل من جانب آخر!.
لكنّ حتى هذا الجزء من التحرك الايراني الغير مكلف بالنسبة لهم لكنه ايضا مكلف بالنسبة لاميركاوباقي الغربيين (التهديد بغلق المضيق فحسب) فانه تحرك لايستهان ابدا بخطره ، وبمفاهيمه السياسية التي تجعل من ايران ويدها فوق ما ترجوه قوى الغرب المناهضة لايران وقوتها الصاعدة في المنطقة وفي العالم !!.
مما تقدم ندرك: ان للجمهورية الايرانية اليوم من الاوراق السياسية والاستراتيجية الكبيرة التي تؤهلها ، لتكون هي اللاعب الاكبر في منطقة الشرق الاوسط بصورة خاصة والعالم بصورة عامة ويبدو ان الايرانيين ايضا قد فهموا جيدا اوراق قوتهم التي ان الآوان لاستخدامهابشكل فعلي وقوي يؤمن لهم ان تكون اقدامهم فوق رقاب اعدائهم التقليديين من الغربيين وغير الغربيين !!.
____________________________-
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com