الأحد، يناير 29، 2012

(( على سوريا الاستفادة من التجربة العراقية في مكافحة الارهاب )) حميد الشاكر



ما تتعرض له سوريا اليوم حكومة وشعبا ودولة ، ومع الاسف لايفرق كثيرا عن ما تعرض له العراق بعد التغيير على ايدي العصابات الارهابية الصدامية والميليشيات التخريبية القاعدية ، الممولة من دول الجوار الاعرابية البترولية ماليا واستخباريا وتحريضيا اعلاميا ايضاوبمباركة ودعم واضح صهيوامريكي استطاع وبكل صراحة ان يحوّل العراق بفضل جهوده الارهابية ، والتخريبية الى خربة لا يظهر منها على السطح سوى اطلال الدمار وبقايا الانسان العراقي الذي لم يبقى من وجوده الا شبح انسان بالكاد تميز ملامحه عند الاقتراب منه بصعوبة !!.
ولكن صلابةالشعب العراقي بالاضافة لتركيبته وقدرته على نسج تجربته السياسية الجديدة بعيدا عن اصابع الاحتلال ومخططاته الشيطانية ،وكذا لوجود مرجعية دينية وعقدية موحدة ومنسجمة ومدبرة وصبورة ، الهم هذا الشعب التماسك ، واعاد له الحياة والنهوض من جديد رغم الجراح العميقة ورغم انف اكبر هجمة ارهابية في التاريخ البشري كله تعرض لها العراق شعبا ودولة وحكومة ومجتمعا ، ومؤسسات وبنية تحتية وانسان ..... وكل شيئ على ايدي مخططات الفوضى الخلاّقة الامريكية من جهة ، وبادوات وايدي وقوى الارهاب الظلامية التكفيرية البترولية ، السعودية الوهابية الاجرامية من جانب آخر !!.
نعم في سوريا ربما يكون الوضع مختلفا عن العراق طبعا في كثير من الاشياء لكنه متشابه بالفعل مع الشأن العراقي في نوعية المخطط ، الذي استهدف تدمير العراق ومتشابه ايضا في نوعية المؤامرة الارهابية ،التي ارادت تقسيم العراق والغائه من الوجود مطلقا وكذاهوالمخطط الذي يستهدف سورياالوطن وسوريا الدولة وسوريا المجتمع ، وسوريا الانسان وسوريا الوجود والتركيبة والكيان اليوم !!.
بل اننا لانبتكر مخترعا جديدا ان اكدناوقلنا ان ما تتعرض له سوريا اليوم من هجمة ارهابية داخلية ، ممولة بتروليا ووهابية سعوديا بالتحديد وقطريا اعلاميا وبمباركة وتشجيع صهيومريكي فرنسي معروف الاسباب على انه نفس الاستهداف الذي طال العراق بالامس لتدميره وبنفس مخطط الفوضى الخلاقة (الصهيو سعودي) بترولي خليجي ، وعلى نفس الشاكلة ، وتحت نفس الشعارات التحريضية الطائفية وبنفس الاليات والايدي والعصابات والميلشيات والقاعديات والسلفيات ، والقتل والوهابيات والاجندات من جهة ، والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ..........الخ من جانب آخر !!.
وعلى هذا الاساس يكون ما داوى العراق أمنيا وسياسيا واجتماعيا وعقديا وفكريا ..... والهمه المقاومة والصمود لهذه اللحظة ضد الهجمة الارهابية العالمية ، التي استهدفت كيانه ، ووجوده هو نفس الدواء ، الذي بامكان سوريا القيادة والمقاومة وسوريا الشعب والوطن والتركيبة ان تنتهجه كاسلوب لمقاومة مختلفةعما مارسته سوريا في كل سني مقاومتها وصمودها امام التهديدات الصهيونية والامريكية فيما سبق من حياتها السياسية !!.
ان هناك في الحقيقة من يريد ، وتحت هذه المعطيات السياسية والامنية المتشابهة بين العراق والشقيقة سوريا ان يتلاعب بصورة المشهد ويقلب ملامح هذه الصورة العراقية السورية ليعطيها التشابه السلبي في الشأن العراقي السوري ، الذي ابتلي بهجمة ارهابية عالمية كبيرة جدا خدمة للاجندات والمصالح الاستعمارية الامريكية والصهيونية في المنطقةوالعالم ومن ثم ليلقي كل المسؤوليةبانزلاق سوريا لمقصلة الارهاب ، والتدمير والاقتتال الداخلي على كاهل السوريين انفسهم وعلى المواقف الشريفة والبطولية والعربية الاسلامية المقاومة للرئيس بشار الاسد ، الذي يحاول حماية شعبه من دوامة الارهاب والمؤامرات الخارجية ، ليصبح من ثم الضحية هو الجلاد كما حصل في انقلاب الصورة الاعلامية الاعرابية في تصوير الشعب العراقي من كونه ضحية ، للارهاب الاعرابي الصهيوني الامريكي الاعمى ، الى كونه الظالم لنفسه ولغيره في نفس الان واللحظة !!.
والحقيقة ان هذه اللعبة الاعلامية الاعرابية البترولية الحقيرة ، والتي يعزف عليها الكثير الان من عبدة الدولار امثال عبد الدولار عطوان ، وغيره من حثالات الاقلام العربية الساقطة ، وبائعي الضمير من مرتدي العرب والمسلمين ، هي ايضا تندرج تحت المخطط الكبير ، الذي يستهدف تحويل المنطقة العربية والاسلامية الى مجرد تنور مشتعل بالاحقاد ، وبؤر للتناحر الطائفي والعرقي والسياسي وغير ذالك ولهذا ينبغي الالتفات الى الاساليب الشيطانيةالصهيوسعودية الخطيرة التي تستهدف دولنا العربية والاسلامية ووحدتها ، ونسيجها الاجتماعي والوطني وتفجيرها من الداخل لتكون الدوامة وكل محور عصفها المدمر ارهابيا هو داخليا مئة بالمئة بحيث يُشعل فتيل الارهاب ، والازمات من الداخل ، ويغذى هذا الفتيل طائفيا ، واعلاميا من خلال تصويره على اساس انه (اشكاليات داخلية سياسية وطائفية) بين نظام سياسي قائم مستبد وشمولي ودكتاتوري وطائفي من جهة ، وشعب يحاول الحصول على حريته وديمقراطيته وكرامته وحقوقه الطائفية لاغير !!.
الخلاصة : على الاخوة الاشقاء في سوريا ، ان يبادروا بالتنسيق السياسي والامني وحتى الفكري والثقافي والديني ((يعني بصريح العبارة ان الاوان لزيارةوفود دينية سورية ، للعراق وللنجف الاشرف بالخصوص ليكون هناك نوع وحدة اسلامية بين الشعبين السوري والعراقي على اعلى المستويات لاجهاض مشروع الفتنة والاقتتال الطائفي والديني في المنطقة )) مع الجانب العراقي لدراسة ، وبحث جميع تفاصيل التجربة السياسية والامنية العراقيةالتي واجهت هذا المخطط الارهابي العالمي الذي استهدف العراق بعد التغيير وحتى الان بشكل لابأس به من النجاح والمناورة وذالك لان المنعطف الامني والسياسي وحتى الاجتماعي الذي تمربه سوريا الشقيقة اليوم هومن المنعطفات المصيريةالخطيرةجدا لاسيمامع تهسترالقوى الاستعمارية الغربية والصهيوامريكية على سوريا ، بشكل غير مسبوق ، وتصعيدها لهجمتها الارهابية السياسية والاعلامية والدبلماسية ضد الخارج ، والداخل السوري واستنفار ادواتها الخليجية العميلة من حكام وامراء البترول ،للمساهمة الخطيرة باسقاط وقتل سوريا ووجودها في المنطقة !!.
مدونتي :
http://7araa.blogspot.com/
alshakerr@yahoo.com