اولا : محور أنيّة الرسالة المحمدية . في هذا المحور من محاور الحديث النبوي الشريف :(( انا مدينة العلم وعليّ بابها ...)) تطالعنا تلك الانيّة الرسالية المحمدية الشريفة في قوله ص : (( أنا )) وهي تعبر عن الهوية الشخصية للرسول الاعظم محمد ص ، وعادة ما تستخدم مفردة (( أنا )) في الخطابات اللغوية والشرعية الاسلامية في مضمار التأكيد على الهوية الفردية ، لامن منطلق الفردية الانانية التي تريد تأكيد الذات مقابل الاخر ، كالتي - مثلا - نجدها في الخطاب القرءاني المنسوب لابليس اللعين عندما يقول قرءانيا :(( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) !. لا .... ليست هذه الانيّة الرسالية المذكورة في حديث محمد رسول الله ص (( انا مدينة العلم ...)) من هذا الصنف من الانانيات المادية التي ترى الذات متفوقة على
الاخر عنصريا ، وانما تلك الانيّة الرسالية تنتمي الى الأنا التشخيصية للذات الانسانية ، فهي كالهوية التي تؤكد الذات من جانب وتعرّف الهوية من جانب آخر ، او هي أنيّة تشبه كثيرا الانية التي ذكرها يوسف عليه السلام قرءانيا ، عندما دخل عليه اخوته في مصر وهم منكرين له غير عارفين بشخصيته الواقعية ، وعندما لاحت لهم أمارات وقرائن تشير الى شخصية ذاك الغائب المغدور قال اخوة يوسف ع على سبيل الشك والحيرة متسائلين ومستنكرين ومستفهمين :(( قالوا أءنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي ...)) !.فهذه الانيّة الرسالية اليوسفية ع هي هوية شخصية تؤكد معالم وملامح الانسان الذي هو مشكوك بهويته الشخصية ، وكأنما هي جواب لسؤال عن الهوية الماهوية لهذا اوذاك من الناس والبشر ، فهي في معرض سؤال : من تكون انت ؟.هنا وفي هذه الانية تكشف لنا ال (( أنا مدينة العلم )) الرسالية المحمدية جوابا على من يسأل عن الهوية المحمدية الشريفة بصيغة : من هو محمد رسول الله ؟.او ربما واذا وقف اي انسان امام محمد الرسول ص ليسأله : ما أنت يارسول الله ؟.فيكون الجواب تعريفيا وتشخيصيا وماهويا بالقول :(( أنا مدينة العلم ...)) !. وكأنمكا هذه ال (( أنا )) الرسالية فعلت فعلين فكريين في مخيلة السائل :الاول : أكدت الشخصية المحمدية لكل سائل غير مستيقن من جهة الهوية ، كالتي اكدته :(( أنا يوسف وهذا أخي )) .ثانيا : أعطت الصفة النهائية للشخصية المحمدية ،ألا وهي هوية العلم ، ليصبح محمدا بعدما كان انسانا ليتحول الى مدينة من العلم !.او بمعنى آخر تهدف هذه الانيّة الرسالية المحمدية في (( أنا مدينة العلم )) الى القول : ان الشخصية المحمدية الرسالية وكذا الهوية الواقعية التي استقرت عليها هوية محمد الرسول ص هي انه مدينة من العلم ، فمن اراد ان يعرف او يدرك او يفهم محمدا رسول الله ص ، فعليه ان يدرك هذه الشخصية العظيمة من خلال هويتها الواقعية الا وهي العلم فحسب !.او بمعنى مغاير : ان هذه ال (( أنا )) التأكيدية حاولت حصر الهوية الشخصية لمحمد العظيم ص في أطار الهوية العلمية للشخصية المحمدية الرسالية كي لاتتفرق السبل بمن يريد البحث عن محمد الرسول ص ، وان لايبحث عنه ص في السياسة او في المال او في الحرب ..... او في باقي مجالات الحياة الانسانية الاخرى لحياة محمد الرسول ، باعتبار ان محمدا ص نفسه قد حسم الامر في هويته الواقعية وليقول بما معناه : من اراد البحث عن محمد الرسول في زوايا الحياة المتعددة فلايذهب بعيدا ، وانما عليه البحث عن محمد كمدينة علمية ، فمن اراد معرفته فعليه بالعلم كي يكتشف محمدا الكامل من خلال تلك المدينة العلمية التي تضم كل شيئ !.ان منطلق مثل هذا الفهم والادراك لمضمون مفردة ((أنا مدينة العلم ..)) واخذ هذه الانيّة على اساس انها مقدمة لتأكيد الهوية الرسالية ، والتقرير على اساس انها هوية علمية فحسب ، هو الذي يؤهلنا كباحثين لمعرفة لماذا كان :(( وعليّ بابها ..)) في الحديث الشريف ؟.نعم لماذا كان عليّ بن ابي طالب لاغير هو من يصلح لأن يكون بوابة مدينة العلم الرسالية ؟.ان الجواب هو: ان ليس هناك كعليّ بن ابي طالب ع في الكفاءة العلمية في الصحابة ليكون :(( باب مدينة علم الرسول )) او ليس هناك في صحابة محمد الرسول ص قاطبة من هو صالح لأن يكون الباب لمعرفة الهوية المحمدية العلمية الحقيقية غير علي بن ابي طالب ، فعلي ع هنا هو صاحب هوية متشابهة تماما بهوية الرسول محمد ص العلمية ، ولايدرك العلم الا ذويه ، ولهذا كان علي ّ بن ابي طالب ع حلقة الوصل بين من يريد معرفة محمد رسول الله ص المعرفة الشخصية الكاملة ، وبين محمد رسول الله مدينة العلم الواسعة ، ولهذا كان تتمة الحديث :(( وعلي بابها فمن اراد العلم فليأت الباب )) !.اي من اراد ادراك شخصية محمد الرسول الواقعية وهويته الانسانية العلمية ، فعليه بسؤال علي بن ابي طالب ع عنها المتخصص بعلم الوحي والنبوة ، والعالم بمداخل ومخارج مدينة العلم المحمدية الرسالية هذه !.وهنا ربما يتبادر الى ذهن اي انسان مفكر سؤال : وهل يعرف محمدا رسول الله ص غير علي بن ابي طالب ع ؟.الجواب نعم : هناك من يعرف محمدا رسول الله ص ، الزوج ، أو المقاتل ، او السياسي ، او التاجر ، او الامين ، او الصادق ، او الصديق ، أو ......، لكنّ علي بن ابي طالب ع وحده من يعرف محمدا رسول الله مدينة العلم المتعددة الاوجه والواسعة الطرق والازقه ، والمختلفة الافكار والاتجاهات ، والعميقة الحركة والطبقات ....... الى باقي شؤون اي مدينة انسانية تتعدد فيها اوجه المدنية والحضارة ، وهكذا محمد رسول الله الذي يعرفه ويعرّفه علي بن ابي طالب للاخرين ، فهو محمد رسول الله الذي يُعرف حق معرفته ، وليس هو محمد رسول الله الذي نعرف منه وجه وتغيب عنا اوجه رسالية وعلمية كثيرة من حياة محمد رسول الله العلمية ص ، ولذا جاء في الاثر عن الرسول الاعظم انه قال لعلي ع :(( ياعلي لايعرفك الا الله وانا ، ولايعرفني الا الله وانت ولايعرف الله الا انا وانت )).اي : ان معرفتنا ببعضنا والبعض الاخر معرفة مختلفة عن معرفة الاخرين بنا ، ولايعرفني حق المعرفة من لايأخذ التعرف عليّ منك ياعلي ، ولايعرفك من لايأخذ مني تعريفك ، وبالطبع لايعرف الله من لايأخذ معرفته سبحانه مني ومنك !.أذن : (( أنا )) وكخلاصة لمضمون الحديث النبوي الشريف استهدفت بعدين من شخصية محمد الرسول العظيمة :الاول : هي انها أكدت الشخصية المحمدية العلمية .وثانيا : حصرت هذه الشخصية بالهوية العلمية !.ثم لتأتي مقولة :(( وعلي بابها )) لترسم لنا طريق التعرف الكامل على مدينة الرسالة المحمدية هذه !.تمام : الكثير منّا اخذ بالصورة الناقصة لمحمد العظيم لا لسبب الا لانه تعرّف على رسول الله محمد ص من غير الباب الصحيح لمعرفته ص وهو باب علي بن ابي طالب ع !!!.
al_shaker@maktoob.com.
الاخر عنصريا ، وانما تلك الانيّة الرسالية تنتمي الى الأنا التشخيصية للذات الانسانية ، فهي كالهوية التي تؤكد الذات من جانب وتعرّف الهوية من جانب آخر ، او هي أنيّة تشبه كثيرا الانية التي ذكرها يوسف عليه السلام قرءانيا ، عندما دخل عليه اخوته في مصر وهم منكرين له غير عارفين بشخصيته الواقعية ، وعندما لاحت لهم أمارات وقرائن تشير الى شخصية ذاك الغائب المغدور قال اخوة يوسف ع على سبيل الشك والحيرة متسائلين ومستنكرين ومستفهمين :(( قالوا أءنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي ...)) !.فهذه الانيّة الرسالية اليوسفية ع هي هوية شخصية تؤكد معالم وملامح الانسان الذي هو مشكوك بهويته الشخصية ، وكأنما هي جواب لسؤال عن الهوية الماهوية لهذا اوذاك من الناس والبشر ، فهي في معرض سؤال : من تكون انت ؟.هنا وفي هذه الانية تكشف لنا ال (( أنا مدينة العلم )) الرسالية المحمدية جوابا على من يسأل عن الهوية المحمدية الشريفة بصيغة : من هو محمد رسول الله ؟.او ربما واذا وقف اي انسان امام محمد الرسول ص ليسأله : ما أنت يارسول الله ؟.فيكون الجواب تعريفيا وتشخيصيا وماهويا بالقول :(( أنا مدينة العلم ...)) !. وكأنمكا هذه ال (( أنا )) الرسالية فعلت فعلين فكريين في مخيلة السائل :الاول : أكدت الشخصية المحمدية لكل سائل غير مستيقن من جهة الهوية ، كالتي اكدته :(( أنا يوسف وهذا أخي )) .ثانيا : أعطت الصفة النهائية للشخصية المحمدية ،ألا وهي هوية العلم ، ليصبح محمدا بعدما كان انسانا ليتحول الى مدينة من العلم !.او بمعنى آخر تهدف هذه الانيّة الرسالية المحمدية في (( أنا مدينة العلم )) الى القول : ان الشخصية المحمدية الرسالية وكذا الهوية الواقعية التي استقرت عليها هوية محمد الرسول ص هي انه مدينة من العلم ، فمن اراد ان يعرف او يدرك او يفهم محمدا رسول الله ص ، فعليه ان يدرك هذه الشخصية العظيمة من خلال هويتها الواقعية الا وهي العلم فحسب !.او بمعنى مغاير : ان هذه ال (( أنا )) التأكيدية حاولت حصر الهوية الشخصية لمحمد العظيم ص في أطار الهوية العلمية للشخصية المحمدية الرسالية كي لاتتفرق السبل بمن يريد البحث عن محمد الرسول ص ، وان لايبحث عنه ص في السياسة او في المال او في الحرب ..... او في باقي مجالات الحياة الانسانية الاخرى لحياة محمد الرسول ، باعتبار ان محمدا ص نفسه قد حسم الامر في هويته الواقعية وليقول بما معناه : من اراد البحث عن محمد الرسول في زوايا الحياة المتعددة فلايذهب بعيدا ، وانما عليه البحث عن محمد كمدينة علمية ، فمن اراد معرفته فعليه بالعلم كي يكتشف محمدا الكامل من خلال تلك المدينة العلمية التي تضم كل شيئ !.ان منطلق مثل هذا الفهم والادراك لمضمون مفردة ((أنا مدينة العلم ..)) واخذ هذه الانيّة على اساس انها مقدمة لتأكيد الهوية الرسالية ، والتقرير على اساس انها هوية علمية فحسب ، هو الذي يؤهلنا كباحثين لمعرفة لماذا كان :(( وعليّ بابها ..)) في الحديث الشريف ؟.نعم لماذا كان عليّ بن ابي طالب لاغير هو من يصلح لأن يكون بوابة مدينة العلم الرسالية ؟.ان الجواب هو: ان ليس هناك كعليّ بن ابي طالب ع في الكفاءة العلمية في الصحابة ليكون :(( باب مدينة علم الرسول )) او ليس هناك في صحابة محمد الرسول ص قاطبة من هو صالح لأن يكون الباب لمعرفة الهوية المحمدية العلمية الحقيقية غير علي بن ابي طالب ، فعلي ع هنا هو صاحب هوية متشابهة تماما بهوية الرسول محمد ص العلمية ، ولايدرك العلم الا ذويه ، ولهذا كان علي ّ بن ابي طالب ع حلقة الوصل بين من يريد معرفة محمد رسول الله ص المعرفة الشخصية الكاملة ، وبين محمد رسول الله مدينة العلم الواسعة ، ولهذا كان تتمة الحديث :(( وعلي بابها فمن اراد العلم فليأت الباب )) !.اي من اراد ادراك شخصية محمد الرسول الواقعية وهويته الانسانية العلمية ، فعليه بسؤال علي بن ابي طالب ع عنها المتخصص بعلم الوحي والنبوة ، والعالم بمداخل ومخارج مدينة العلم المحمدية الرسالية هذه !.وهنا ربما يتبادر الى ذهن اي انسان مفكر سؤال : وهل يعرف محمدا رسول الله ص غير علي بن ابي طالب ع ؟.الجواب نعم : هناك من يعرف محمدا رسول الله ص ، الزوج ، أو المقاتل ، او السياسي ، او التاجر ، او الامين ، او الصادق ، او الصديق ، أو ......، لكنّ علي بن ابي طالب ع وحده من يعرف محمدا رسول الله مدينة العلم المتعددة الاوجه والواسعة الطرق والازقه ، والمختلفة الافكار والاتجاهات ، والعميقة الحركة والطبقات ....... الى باقي شؤون اي مدينة انسانية تتعدد فيها اوجه المدنية والحضارة ، وهكذا محمد رسول الله الذي يعرفه ويعرّفه علي بن ابي طالب للاخرين ، فهو محمد رسول الله الذي يُعرف حق معرفته ، وليس هو محمد رسول الله الذي نعرف منه وجه وتغيب عنا اوجه رسالية وعلمية كثيرة من حياة محمد رسول الله العلمية ص ، ولذا جاء في الاثر عن الرسول الاعظم انه قال لعلي ع :(( ياعلي لايعرفك الا الله وانا ، ولايعرفني الا الله وانت ولايعرف الله الا انا وانت )).اي : ان معرفتنا ببعضنا والبعض الاخر معرفة مختلفة عن معرفة الاخرين بنا ، ولايعرفني حق المعرفة من لايأخذ التعرف عليّ منك ياعلي ، ولايعرفك من لايأخذ مني تعريفك ، وبالطبع لايعرف الله من لايأخذ معرفته سبحانه مني ومنك !.أذن : (( أنا )) وكخلاصة لمضمون الحديث النبوي الشريف استهدفت بعدين من شخصية محمد الرسول العظيمة :الاول : هي انها أكدت الشخصية المحمدية العلمية .وثانيا : حصرت هذه الشخصية بالهوية العلمية !.ثم لتأتي مقولة :(( وعلي بابها )) لترسم لنا طريق التعرف الكامل على مدينة الرسالة المحمدية هذه !.تمام : الكثير منّا اخذ بالصورة الناقصة لمحمد العظيم لا لسبب الا لانه تعرّف على رسول الله محمد ص من غير الباب الصحيح لمعرفته ص وهو باب علي بن ابي طالب ع !!!.
al_shaker@maktoob.com.