الجمعة، يناير 30، 2009

(( ظاهرة الرعب من التشيع هل هو ديني أم سياسي ؟.)) جدلية التحليل


حميد الشاكرربما يتساءل الكثيرون من امثالي عن ظاهرة (( الرعب والخوف المبالغ فيه من التشيع )) والتي نقرأها في الصحف ونسمعها في الاذاعات ونشاهدها وخاصة على الفضائيات العربية والاسلامية ، وهي تحاول تضخيم هذا المارد الذي انطلق وفجأة من قمقمه ليصبح بين ليلة وضحاها من طائفة او مذهب اسلامي بسيط وهادئ الى اسطورة وطلاسم واشباح وزواحف وتمددات ومخططات ........... الى اخر هذه المسميات المريبة فكريا واعلاميا وسياسيا ودينيا ؟.صحيح ماهذه الضجة الكبيرة جدا حول (( التمدد الشيعي )) او (( انتشار التشيع )) في المنطقة العربية والاسلامية ؟.وماهذه الحملة الكبيرة اعلاميا والضخمة سياسيا وفكريا في تسليط الاضواء وبشكل مباشر على هذه الموضوعة حتى كدنا نتلمس جوانبنا ونحن نجلس في بيوتنا لنرى هذا الزحف (( الشيعي )) والتمدد في (( التشيع )) هل وصل الى مقاعدنا أم لم نزل في طور الابتعاد عن هذه الجعجعة الرهيبة ؟!.نقرأ (( قرى كاملة في سورية قد تشيعت )) نسمع :(( مدن في الجزائر تعتنق التشيع وبصورة مفاجئة )) نشاهد :(( الاخوان المسلمون في الاردن يجرون تحقيقا لورود معلومات عن تشّيع قيادات في داخلها )) نشعر :(( قرى ومدن في تنزانيا والمغرب ولبنان والهند .... تعلن ولائها للتشيع )) نبصر :(( قرى ونجوع في غرب اوشرق او شمال او جنوب مصر تتشيع لال البيت )) نفاجأ :(( مظاهرات لفتح تتهم قيادات لحماس بالتشيع في فلسطين )) ....... الخ !!!!.هل هذا هو الواقع الحقيقي من الامر ، أم ان وراء الاكمة ماورائها في هذه الحملة الاعلامية والثقافية والسياسية من موضوعة (( التمدد الشيعي ))؟. وربما كانت هناك حقيقة ما وراء هذه المدافع من الاعلاميات التكنلوجية الحديثة الموصلة للخبر والناقلة للحدث بصورة رهيبة وعجيبة وسريعة ، فلماذا ومن اي شيئ هذا الاستنفار والرعب من ظاهرة (( التشيع )) سواء كان له تمدد أم لم يكن ؟.ما الشيئ الذي يجعل (( التشيع )) مرعب ومخيف لباقي العالم الاسلامي والعربي ؟.وماهو السرّ الذي يرشح التشيع كمذهب من مذاهب المدرسة الاسلامية لان يكون هو الوحيد المشكل قلقا للعالمين العربي والاسلامي ؟.وهل التشيع هو مختلف تماما عن التحنبل او المالكية او التحنفف او الشافعية او الزيدية او الاباضية ..... اوباقي مذاهب الاسلام العديدة ، حتى ندق نواقيس الخطر من تمدده وانتشاره بين المسلمين ؟.هل المتهسترين من التمدد الشيعي او الانتشار الشيعي في العالمين العربي والاسلامي ينظرون الى هذا التشيع على اساس انه دين غير الاسلام فهم لذالك خائفين من الردة على المسلمين - مثلا - فهم لذالك شديدي القلق من تمدد هذا المذهب وانتشاره بين مواطنيهم ؟.أم هم ينظرون لهذا المذهب وهذه الطائفة المسماة (( شيعة )) على اساس انها كباقي المذاهب الاسلامية مع اختلاف لايخرج من الملة بينها وبين باقي المذاهب الاسلامية الاخرى الموجودة في العالم الاسلامي والعربي اليوم ؟.اذا من اين جاء هذا الرعب البارز على صفحات الوجوه قبل الصحف وشاشات الفضائيات العربية والاسلامية ، من سياسيين ومفكرين ومثقفين وحتى مجانين ؟!. واذا كان هناك نشر للتشيع ، او تمدد طبيعي لهذا التشيع فماهي اللعبة او الضميمة التي تشكل نواة الرعب والخوف لهؤلاء البشر ؟.بل هناك الاغرب حقيقة في هذه الظاهرة الانفجارية في العالمين العربي والاسلامي والتي ولدت بين ليلة وضحاها ، لنرى وبقدرة قادر الناس تدخل افواجا للتشيّع وبدون اي حساب يذكر ، ان من لم يظهر تنديده بهذا التشيع من علماء ومفكرين وسياسيين ومثقفين فانه سيتهم وعلى الفور بأنه متشيع للتشيع ، مما جعل الكل من المسلمين في حالة رعب من السكوت او وقت للتفكير ، مما حمل الكلّ على اظهار براءته من التشيع وبالسان الممتلئ كي لاتكون هناك شبهة سكوت من قبل احد ؟.هل حقا انه مرجل في القلوب كان خامدا في المنطقة العربية والاسلامية بين التشيع وباقي مذاهب الاسلام ، وما ان اتيحت له فرصة التعبير حتى انفجر كالبركان العظيم ليعمي بدخانه المتصاعد فجأة وبلا مقدمات ظاهرية ملموسة جميع المتخاصمين مذهبيا ؟.أم ان القصة ومن البداية لها ابعاد اخرى مخدرة لوقت معين ، وعند ارادة اللعب فيها فبالامكان اخراجها من الدرج كخارطة طريق لمرحلة معينة من الزمن في عالم السياسة والادارة ، وسرعان ما تنتفي الحاجة اليها لتخديرها من جديد وارجاعها الى الملفات النائمة في المنطقة العربية والاسلامية ؟.أم ان التشيع حقا خطرا على المنطقة العربية والاسلامية ، وهو يشكل تناقضا صريحا بينه وبين باقي المذاهب الاسلامية الاخرى المتجهة اتجاه ديني اخر ، ولذالك كان مسكوتا عنه لضعفه في المنطقة ، اما عندما يرتفع ويشتد عوده فهو خطر وخطر حقيقي على العرب والمسلمين ؟.ولكن مانوع هذه الخطرية التي يشكلها هذا التشيع الفكري الاسلامي على المنطقة العربية والاسلامية ان كان حقا هو خطر واقعي ؟.هل هو خطر فكري ديني عقائدي ، كأن يكون للتشيع قدرة على التاثير على عقائد المسلمين ومذاهبهم العقائدية والفقهية ومن ثم نقلها (( لااريد ان اقول حرفها )) من فكر عقائدي الى اخر ديني مختلف ؟.أم ان التشيع يمتلك الخطرية السياسية على المنطقة العربية والاسلامية ، فهو (( التشيّع )) له قدرة على تغيير المعادلات الديمغرافية والجيوسياسية ....... الخ للمنطقة العربية والاسلامية فهو لذالك يجب ان يحجم وتسلط على اخطاره الاضواء الكاشفة لألاعيبه السياسية ؟.***********************************************************************************************************ان القول بأن خطر (( التمدد الشيعي )) او (( التشيع )) على المنطقة العربية والاسلامية يتقولب في قالب ديني هو وفي الحقيقة خدعة ما بعدها خدعة تذكر ، فالتشيع وبهذا المعنى لايشكل اختلافا جوهريا عن باقي المذاهب الاسلامية الموجودة في المنطقة العربية والاسلامية ، فهو ومن حيث الايمان بمبادئ الدين الاسلامي كباقي المذاهب الاسلامية ، يؤمن بكل مايؤمن به الحنبلي او الشافعي او الاباضي او الزيدي او الحنفي او المالكي ...، وما اختلافه مع باقي المذاهب الاسلامية الا كأختلاف باقي المذاهب تلك مع بعضها والبعض الاخر تماما ، فليس هناك الاه للشيعي هو مختلف عن الاله المعبود للحنفي من المذاهب الاسلامية ، وليس له نبي مختلف عن نبي الشافعي او الحنبلي ، كما ان قرءانه وقبلته ....... وباقي الامور الدينية الاساسية هي وبالضبط نفس مالدى المسلمين الاخرين من عقائد وايمانات دينية اخرى ، وعليه فليس هناك فارقة واقعية لنقول او نؤكد ان للتشيع منحى ديني مختلف عن باقي المسلمين عربا كانوا او عجما في هذا المنعطف !.نعم في الامور الفرعية المختلف عليها مذهبيا بين المسلمين ، كالجبر والتفويض في المناحي الاعتقادية ، او الامامة والخلافة في المناحي السياسية ، او الصحابة والقرابة في المناحي الاجتماعية او الخمس والزكاة في المناحي الاقتصادية او الولاء والبراء في المناحي النفسية .....، كل هذا فيه اخذ ورد اجتهادي بين المسلمين قديما وحديثا ، الا انه يبقى ومهما علت وتيرته من المواضيع الغير مخرجة للملة ، اي بمعنى ان المتشيع او غيره مهما انغمس في الاحتهادات الفكرية او الثقافية او الفلسفية او السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية .... فأنه داخل في اطار (( لااله الا الله محمد رسول الله )) المدخلة للاسلام وحتى ان كان ظاهريا فضلا عن الايمان والالتزام بالاسلام حرفيا ؟!.وعليه فلا سبيل واقعي للقول ان (( التشيع )) هو دين آخر غير دين الاسلام ، مما يضعنا وبلا اي شبهة امام حقيقة : ان التشيع لايشكل اي تهديد او خطر ديني حقيقي يذكر على المنطقة العربية او الاسلامية من الناحية الدينية ، وما هذه الهلوسات الطائفية التي تسمع من هنا او هناك (( من تكفيريين وغيرهم )) الا مجرد توظيف للمشاعر الدينية الساذجة في سبيل استحصال مكاسب سياسية فحسب وهذا مايدفعنا لنتساءل عن الخطر الشيعي وهل هو سياسي اكثر منه ديني على المنطقة العربية والاسلامية أم ان هناك بعد اخر ؟.نعم صحيح : هل التمدد الشيعي والانتشار التشيعي هو خطر سياسي على المنطقة العربية بالذات فهو لذالك مرعب وخطير بالنسبة للساسة بالمنطقة العربية والاسلامية ؟.واذا كان خطر التشيع سياسيا فكيف يكون هذا الخطر ؟.كيف يكون الفكر الشيعي خطرا سياسيا يهدد الانظمة العربية والاسلامية بالمنطقة ، ولذالك فأن هذه الانظمة شديدة التوجس من الفكر الشيعي ليس لانه ديني بل لانه سياسي في المقام الاول ، وماهذا الاعلام المسيس من قبل الانظمة العربية القائمة ضد التشيع بأسم (( التمدد الشيعي )) ماهو الا وسيلة لدرئ خطر الفكر الشيعي السياسي عنها ، وان اتخذت المعركة لونا دينيا او طائفيا بين هذه الانظمة والتشيع الا انه يبقى الخطر الحقيقي الذي استشعرته هذه الانظمة القائمة هو خطر سياسي بالدرجة الاولى وليس دينيا ؟.*************************************************************************************************************ان من الظواهر الملفتة للنظر في المنطقة العربية والمزمنة الفعل في هذه المنطقة الحيوية هي ظاهرة الدكتاتورية والتصلب السياسي الدائم بين الانظمة الحاكمة وشعوبها المغلوب على امرها ، وكانت ولم تزل المنطقة العربية تأريخيا وحديثا تعيش جدلية السياسي والديني في مراحلها المتحركة ، مما جعل لثنائية الدين والسياسة تلازم مصيري في الاجواء العربية الاسلامية ، والحقيقة في هذا التلازم الثنائي ترجع الى كون العامل السياسي هو دائم البحث عن الشرعية الفوق بشرية او اجتماعية انسانية ، لتتيح له هذه الشرعية الدينية او اللاهوتية استمرارية البقاء في ممارسة السلطة الزمنية والبشكل الذي ترتايه مصالحه الفئوية بعيدا عن رغبات الاجتماع الانساني والبشري المراد سياسته وقيادة دفته الاجتماعي ، ولذالك كان ولم يزل العامل السياسي ملاصقا للديني وباحثا عن الشرعي اللاهوتي ليس حبا او تطبيقا لمبادئ هذا الديني او ذاك اللاهوتي المقدس ، وانما طلبا للشرعية في الوجود السياسي بعد ان فقد السياسي الشرعية الانسانية والاجتماعية في وجوده السياسي والسلطاني لسياسة الامم !؟.وعليه ومن منطلق هذه (( الحقيقة )) التاريخية والمعاصرة في منطقتنا العربية وغير العربية ، مثل العامل الديني طوق النجاة للنظم الاستبدادية العربية وغير العربية ، وجاءت مفاهيم :(( اطاعة اولي الامر ، وحرمة الخروج على السلطان ....الخ )) في الفكر الاسلامي (( السني على الخصوص )) هدية ثمينة تقدم لهذه الفئات الطاغوتية من اهل السلطان والدولة لتجد نفسها محاطة وبشكل غير مسبوق بهالة من الدعم اللاهوتي المقدس لوجودها اللاشرعي ، مما جعل هذه النظم الاستبدادية ترحب كل الترحيب بهذا الدين الذي يضمن لها بقائها اللاشرعي انسانيا والى ابد الابدين ومن غير ان تكون هناك سلطة مناهضة لوجودها هذا غير سلطة الثورة والدعم والمشروعية الجماهيرية وهذه يراد لها كثير من الجهد لتنجح في الاطاحة بمثل هذه النظم الطاغوتية المستبدة ؟!.وفي مثل هذه الاجواء الممتلئة امتزاجا وتلازما بين ماهو طاغوتي سياسي وديني مشوه ، برز (( التشيع )) في القديم وفي الحديث كوجهة نظر اسلامية سياسية مغايرة لماهو موجود على الساحة العربية والاسلامية ، وبطبيعة الحال لفت نظر السلاطين واصحاب الدولة ووعاظ مجالسهم الدينيين هذه النظرية (( الشيعية )) السياسية في التاريخ وحتى يومنا هذا ، وما توجهة له انظار الساسة العرب قديما وحديثا لظاهرة (( التشيع والشيعة )) هو سؤال : هل في هذا المذهب المسمى تشيعا كوجهة نظر دينية اي اشارة ضمان دينية لوضع السلطة السياسية القائمة كضمان (( اطاعة ولي الامر وحرمة الخروج على سلطانه الظالم)) ؟.وسرعان ما اكتشفت هذه السلط الاستبدادية والطاغوتية وجهة النظر السياسية الاسلامية لمذهب التشيع الاسلامي والقائلة : بعدم وجود اي ضمان يذكر للسلطة الحاكمة الظالمة !.لا بل الانكى من ذالك ان المذهب الشيعي الاسلامي وامام انظار اهل السلطان والدولة ، ليس فحسب هو يختزل في داخله عدم ضمان لاهل السلطان والدولة ورفع الحصانة عنهم فحسب ، بل ان في داخله شرارة ورؤية ثورية وشرعية متكاملة للاطاحة ، بل وجوب الاطاحة بالسلطان الظالم ووجوب عدم طاعته او الخضوع لابتزازه الديني والدنيوي ، مما شكل حالة (( رعب )) حقيقية لاهل الدولة والسلطان وعلى طول الخط التاريخي العربي قديما وحديثا ؟!.ان شخصيات كعلي بن ابي طالب والحسين بن علي بن ابي طالب وباقي أئمة ال البيت الذين يعدّون وبلا ريب مراجع شرعية دينية واسلامية للفكر الشيعي العقائدي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ....، أؤلئك النماذج قد طرحوا رؤية مختلفة تماما للعملية السياسية التي ينبغي ان تقوم في ادارة الاجتماع الانساني الاسلامي وللاختصار نقول ان من اهم المبادئ السياسية التي تطرحها مدرسة اهل البيت ع للنظام السياسي الاسلامي هي :اولا : لاشرعية للنظام القائم سياسيا الا من خلال الرضا الجماعي للمجتمع ، كما انه لاسند شرعي اسلامي يمكن السلطة السياسية ان تتسلط بالقوة على ادارة المجتمع ، فبين الامة والامام يجب ان يكون هناك (( عقد )) سياسي بموجبه يكون الامام او الخليفة او الرئيس ، مخولا من قبل الامة في ادارة شأنها السياسي والاداري والاقتصادي ، وهذا بالفعل ما مارسه الامام امير المؤمنين أبان خلافته المباركة ، فهو لم يأتي من خلال صفقة فئوية مختصرة لاشخاص معينين ، مع ايمانه ان أمامته نصية ومن قبل الرسول المعظم محمد ص ، ولكنه ومع ذالك اراد وبكل صراحة ان يكون (( للعقد )) السياسي مشروعية اسلامية ظاهرة (( كان العقد يسمى بيعة )) تكون بين الامة والامام او الرئيس ، لذا كان جلّ اهتمامه انذاك في مقولة (( التمسوا غيري )) التثبت من الارادة الاجتماعية في الانتخاب ، وعندما تمت (( البيعة )) من قبل المجتمع كان لزاما على القائد ان يدافع وبكل قوة عن ارادة المجتمع فقاتل الخارجين عن سلطة المجتمع ّ.ان مثل هذه الفكرة للنظام السياسي الاسلامي لاتوفر اي حصانة لاستهتار السلطة والسلطان ان اراد ان يمارس اهوائه في ادارة المجتمع ، وليس ل (( اطاعة اولي الامر او حرمة الخروج على السلطان الظالم )) اي مشروعية في الفكر الشيعي ، باعتبار ان العقد يعقده المجتمع مع السلطة وله ان يفسخ العقد ويستبدل ولي الامر ان ظلم ، لذالك كان هذا الفكر ليس فقط انه غير صالح كاداة لاستغلال السلاطين فحسب ، بل هو اكثر من ذالك يعطي السلطان للمجتمع في اختيار قادته السياسيين وهذا ما لايرغب به اي طاغوت يذكر ، ولذالك كان الفكر الشيعي خطرا على وجود السلطان اللاشرعي ومن حق السلاطين حينئذ ان ترتعب من هذا الفكر الاسلامي السياسي الخطير على وجودها الفعلي ؟!.ثانيا : يتميز الفكر الشيعي السياسي بانه الفكر الاسلامي الوحيد الذي يوجب الخروج على السلطان المستهتر الغير مراعي لحقوق الدين والدنيا للاجتماع الاسلامي الانساني ومهما كان لونه وحتى ان كان مدعيا للتشيع لال البيت ع ، ومن هذه الفكرة جسد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ع كمرجعية اسلامية مشروعية هذا الخروج ووجوبه ان تطلب الامر ذالك ، ومن ثم ليطيح بخدعة (( ولي الامر وحرمة الخروج على السلطان الظالم )) ليشيد مكانها رؤية الثورة الاسلامية على الظلم ومهما تزيا بزي ومسوح الدين والتقوى ليخاتل الناس ويستغفل مشاعرهم الدينية ، وليضع مكانها مشروعية التمرد على السلطان القائم ، ومن هنا مثل الفكر الشيعي هاجسا مرعبا لكل الانظمة التاريخية والحديثة السياسية في المنطقة العربية والاسلامية ، مما دفع هذه الانظمة لملاحقة هذا الفكر ونشر الدعايات والاعلام المضاد له وتشويهه مع معالمه الكريمة ليتخلص تماما من هذه النواة الثورية المقلقة على النظام القائم ، فاصبح التشيع في عرف السلاطين وانظمتهم القائمة هو العدو الاول والمعارض الخطير لوجودهم اللاشرعي ومن ثم انتقام هذه الزمر السلطوية من فكرة التشيع بان خلقوا لها الف فرية دينية (( سب الصحابة الكرام ، لهم قرءان غير القرءان ‘ يعبدون القبور ومشركين ، لديهم المتعة ، اهل تقية وكذب ومخاتلة ........ وهلم جرا )) ليقضوا على فكرتها السياسية الهيبة والمرعبة هذه ؟!.هذه نقطتان فقط للتنويه لما يمثله الفكر الشيعي السياسي من مخاطر حقيقية سياسية على الوضع السلطوي الدكتاتوري القائم في المنطقة العربية اليوم ، ويبقى ان الفكر الشيعي السياسي ليس فيه عملية تملك للسلطة ، فليس هناك كسروية في الاسلام الشيعي السياسي ، كما انه ليس هناك قيصرية لنعطي الملكيات القائمة في المنطقة العربية اليوم مشروعية اسلامية ، ومن هنا فالنظم الملكية دستورية كانت او غير دستوري (( وهنا نذكر اليوم الاردن والمملكة السعودية ومملكة المغرب العربي ........ الخ )) ليس لها اي غطاء شرعي في الفكر الشيعي السياسي الاسلامي ، مما يضعنا امام حقيقة (( رعب )) هذه الانظمة الملكية من التمدد الفكري للشيعة ، باعتبار ان نظمهم السياسية سوف تفقد شرعيتها الدينية بعد ان فقدت الشرعية الاجتماعية ان تسنى لهذا التمدد الشيعي الفكري والسياسي بالسير بصورة طبيعية ، مما يدفع هذه النظم الملكية من دق ناقوس الخطر من هذا التمدد والهلال الشيعي الزاحف ، ولحساسية الموقف السياسي وضعف هذه النظم ولاشرعيتها الدينية والاجتماعية لجأت هذه النظم الى اثارة النعرات الطائفية والدينية ضد التشيع واهله لتحويل المعركة من أطرها السياسية الى الاطر الدينية والطائفية للحفاظ على وجودها القائم سياسيا ومن ثم خلط الاوراق على الاجتماع الاسلامي البسيط والمحدود التفكير السياسي لدفعه لمواجهة مع التمدد الشيعي ؟!.هنا يمثل الفكر الاخر الاسلامي (( السلفي بالخصوص الوهابي بالاخص )) ضمانه سياسية ودينية ممتازة لهذه النظم الملكية السياسية القائمة اليوم ، فهي وبعكس الرؤية الشيعية السياسية ، فيها كل الضمانات الدينية والسياسية المطلوبة لحماية الوضع السياسي الملكي القائم ، فهناك التجربة (( الاموية )) والتي هيئت الارضية لتقديس السلف بعد تقديس الصحابية في الفكر الاسلامي ، لتكون هذه التجربة وبدعم من السلف الصالح هي التجربة الاسلامية الرائدة بدلا من التجربة العلوية والحسينية في العلم السياسي الاسلامي ذات الطبيعة الاجتماعية والثورية ، ولتأخذ الملكية او النظام الملكي السياسي (( الكسروي او القيصري على حد تعبير الاسلام المحمدي )) مشروعيته الدينية من الاسلام ، ومن ثم ليكون قبول السلف الصالح بهذا النظام الملكي وفكرة عدم وجود نظام سياسي معين في الاسلام قد اشار له الرسول محمد الاعظم ص ووجوب طاعة اولي الامر وحرمة الخروج على السلطان الجائر .....الخ ، كل هذه تجعل كرصيد محترم ومقبول من قبل الانظمة الملكية القائمة في التاريخ وحتى اليوم لدعم هذه الفكرة االلاسلامية والاشادة بمنجزاتها العملاقة في التاريخ وحتى اليوم !.هذا من ناحية النظم الملكية القائمة اليوم في المنطقة العربية وما تتوجسه من خيفة ورعب من التمدد الشيعي الفكري والبشري على وجودها السياسي ، اما من الناحية السياسية الاخرى والمتمثلة بهذه الجمهوريات التي تحولت الى كوابيس على منطقتنا العربية لتمارس الدكتاتورية وبشكل غير مسبوق على الاطلاق ، فان الحال هو الحال نفسه من حالة الرعب المستمرة من التمدد الفكري للتشيع في المنطقة العربية بالخصوص ، فنحن هنا امام سياسين علمانين جمهورين تحولوا وبشكل مفاجئ في الاونة الاخيرة الى اباطرة رومانيون وطائفيون دينيون ضد التمدد الشيعي الفكري والبشري وفجأة فماهي اللعبة ؟.اللعبة هي نفس اللعبة نحن امام نظام دكتاتوري مستبد يحاول وبكل الطرق الحفاظ على وضعه القائم ومن ثم تسليم الراية للورثة الشرعيين للنظام السياسي القائم في جمهوريات التملك السياسية ، وهناك فكرة ليس فيها اي غطاء ديني للدكتاتورية وبل فيها غطاء شرعي اسلامي للتمرد والثورة على الدكتاتورية القائمة ، وبما ان المدّ الاسلامي هو السائد في المنطقة العربية والاسلامية ، فليس هناك خطر اكبر من خطر الشرعية الدينية التي يوفرها النظام السياسي الاسلامي الشيعي للتمرد على الدكتاتورية ، وعليه فليس امام اباطرة اللحظة من رؤساء جمهوريات الدول العربية الحديثة الا الالتجاء للسلفية الاسلامية القديمة الحديثة للدفاع وباسم الشرع عن وجودهم القائم ، لذالك اتجهة هذه النظم وبالتفاف قوي (( النظام المصري والاخرين منهم نموذجا )) من وجهتها العلمانية الداعية لقتل الدين وعزله تماما عن الحياة السياسية الى استحضار الدين ودفعه لمواجهة الفكر السياسي الشيعي القادم بخطر التمرد والثورة على السلطة الدكتاتورية القائمة ، ولاشيئ سوف تخسره هذه النظم الدكتاتورية بهذه العملية الخطيرة ؟!.الى هنا يمكننا القول اننا وضحنا ماهية اللعبة الحقيقية بين هذه النظم السياسية القائمة في المنطقة العربية وبين موضوعة التمدد الشيعي والخطر الاسلامي الجديد المسمى بنشر التشيع في المنطقة العربية والاسلامية ، ولاحظنا ان تفكير هذه النظم كان منحصرا في التفكير في خطر هذا التشيع من الناحية السياسية وليس من الناحية الدينية فهذه النظم السياسية للمنطقة العربية بالخصوص هي ليس فحسب تمقت الدين وتزدري كل مظاهرة الرجعية فحسب بل وتسعى جاهدة للتخلص من كل ماهو ديني او طائفي او باقي العناوين التي تحد من رغباتها في التسلط وعدم المسؤولية والاشارة لمفاسدهم المستشرية والعفنة ، لنخرج بنتيجة مفادها : ان التشيع وتمدده المفتعل ماهو الا محاولة يائسة من النظم العربية الدكتاتورية القائمة للحفاظ على مكاسبها القائمة فحسب ، واي تهديد شيعي او سني او يهودي او مسيحي او رحماني او شيطاني ، ديمقراطي او دكتاتوري ....، سيجابه وبعنف وتطرف ودموية لانظير لها من قبل هذه النظم الملكية والجمهورية العربية القائمة في منطقتنا العربية والاسلامية ________________________________________al_shaker@maktoob.com