العراق الجديد أسمٌ ورد دستوريا ( ذُكر في دستور العراق اليوم ) لحقبة مابعد انقبار حكّام البعث الصداميين ، وانقشاع ظلمة استبدادهم من على صدور العراقيين جميعا ، بعد سنين وسنين من سياسات القهر والابادة والاستهتار البعثية التي مارسها جلاوزة النظام العفلقي السابق بالحكم ضد الشعب العراقي بمهارة وتقنية وفنية عالية النذالة وعدم الانسانية والاحترام لاي حقوق واخلاقية ، ومن هنا اطلق الشعب العراقي اولا اسم (( العراق الجديد ))على هذه الحقبة الجديدة ، ثم استجاب الدستور العراقي للرغبة الجماهيرية هذه ليسمي ايضا هذه الحقبة ب (( العراق الجديد )) على امل ان يتخلص العراقيون من التراث السياسي الماضي المظلم والبغيض ، ويفتحوا صفحة جديدة لحياتهم مابعد النجاة من المحرقة التي نصبها لهم حزب البعث وصدام واعداء الشعب العراقي بالعموم !!.
ولكنّ يبدو ان هذا الاسم اصبح يثير الكثير من اعداء العراق اليوم لاسيما منهم الذين يرون في العراق انه لابد ان يبقى قديما وعاجزا ومتخلفا ومظلما .....لسبب او لاخر ايدلوجي او سياسي او حتى طائفي او صدامي في مثل منطقتنا العربية ، فهناك شبه هستيرية عصابية تنتاب الكثير ممن يريد ان يرى العراق دائما وخصوصا بعد حكم المقبور صدام حسين على اساس انه عراق الاشباح وعراق الدماء وعراق الخراب وعراق الجثث وعراق الاضطراب الامني وعراق ...... الخ لاغير ، وكلما سمع هؤلاء الصداميون الهاربون او المتباكون على حقبتهم الظلامية في حكم العراق اوالحاقدون فيما بعد على حقبة العراق الجديد باعتبارهم من المتضررين من عراق يحكمه اهله الاصلاء باسم الله وباسم الشعب اسم او مصطلح او رسم او ذكر.. (العراق الجديد ) على لسان اي عراقي او في كتابة اي كاتب او بين سطور اي مقال ..... يقلبون الدنيا رأسا على عقب ، وتجذبهم رجفة من الصرع وحالة من الجنون ، والتخبط بحيث ان الانفعالية والتعبير عنها ، تبدو فيها المبالغة اللاخلاقية واضحة جدا من خلال التعبير بالشتائم او الاستهزاء او التقزز وتقبيح صورة هذا الاسم (( العراق الجديد ))!!.
طبعا غير خافية تلك الاهداف السياسية والايدلوجية والطائفية خلف كراهية اسم (العراق الجديد)بالنسبة للصداميين المجرمين الارهابيين من منطلق ان هؤلاء المجرمين قد فقدوا سلطانهم على يد العراق الجديد ومن حقهم عندئذ ان تشمئز نفوسهم من العراق الديمقراطي الذي يجعل الناس سواسية امام القانون ، ويحفظ لهم حقوقهم السياسية وكراماتهم الادمية ، ويقدم لقيادة العراق من يستحق من ابنائه من خلال صناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة و......فكل هذه المفاهيم والمصطلحات هي بالضدّ من ارهابيين صداميين تعودوا على عراق يساق بالحديد والنار ، ويحكم بالظلم والعنف ، ويقسم فيه الشعب الى عبيد وسادة ، وطبقات وفئات ، ومظلومين وظلمه !!.
كذالك هي ليست خافية تلك الاهداف الطائفية خلف كراهية مصطلح ((العراق الجديد)) سياسيا لجوار العراق التكفيري لاسيما منه الوهابي السعودي وكيف انه كلما تذكران العراق اصبح جديدا او يتطلع اهله كي يكون جديدا وحرّا ويحكم من خلال ابنائه بلا كراهية طائفية ولاظلم ولاعنف او استبداد .فان المملكة السعودية وامثالها من جوار السوء العراقي تصاب بمغص سياسي حاد جدا وهستيريا مدمرة لاترحم ولذالك اصبح واضحا في الاجندة الوهابية السعودية الاعلامية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية الاجتماعية : انه يجب ان لايجتاز العراق مرحلة العراق القديم ليصل الى بناء حلمه في عراق جديد مهما كلف الثمن وباي طريقة او وسيلة اجرامية كانت !!!.
نعم شخصيا وغيري من العراقيين كذالك تلمسنا بدلائل لاتقبل الشك : (ان هناك سياسة عربية طائفية تراهن على ان لايكون العراق جديدا وباي وسيلة كانت سواء ارهابية لزعزعة الاستقرار والامن او اقتصادية من مثل تدمير موارد الاقتصاد العراقية كي يبقى العراقيون تحت هيمنة الفقر وغياب الخدمات او اعلاميا فضائيا وصحفيامن خلال العزف على ان العراق الجديد الذي استبشر به العراقيون لم يجلب لهم بعد حكم صدام حسين غير الخراب والارهاب وسوء الخدمات وتفشي الجريمة ..... والى ماهنالك من دجل اعلامي وممارسة سياسية مجرمة توحي الى ان الارهاب لم ياتي من خلال فتاوي التكفير وتخطيط مخابرات دول الجوار العراقي وشراء الذمم البعثية الصدامية الخربة في الداخل لتدمير العراق وارجاعه الى حقب الظلمة والاستبداد بل ان الارهاب وسوء الخدمات وجميع الكوارث جاء بها فقط اسم العراق الجديد ورسمه وحلمه لاغير )!!!.
صحيفة الشرق الاوسط السعودية مثلا اليوم انزلت تقريرا من عدة اجزاء سينشر تباعا وتحت عنوان :((مشاهدات من العراق الجديد بعد قرابة سبع اعوام على التغيير ... بغداد بلا أمن ولاكهرباء ولاهوية )) لكاتبه المشبوه عرفا معد فياض يصب في سياسة ( كراهية اسم العراق الجديد ) ، وكيفية تقبيحه اعلاميا ،ومن خلال تعمق اي قارئ لمثل هكذا تقارير صحفية مشبوهة سيكتشف ان هذه السياسة الاعلامية الخليجية والسعودية بالخصوص لم يؤلمها مصطلح في العراق الجديد حقا اليوم مثلما يؤلمها مصطلح (( العراق الجديد )) المثبت دستوريا والملتف حوله شعبيا عراقيا والذي هو بالفعل اليوم الشوكة التي دخلت في عيون اعداء العراق ويحاولون بشتى الطرق اقتلاعها بدون ان تقلع عيونهم معها !!.
في بداية التقرير ووسطه ونهايته سيجد القارئ لاسيما العراقي مضمون مفاده بالحرف:(سياسيون يشاطرون العراقيين انتظار المعجزات والتحسر على ايام صدام )) !!.
وهذا هو بالفعل مايريده اعداء العراق الجديد :ان يعود العراق قديما بعدما يدمر اعداء العراق عراقنا الجديد بايديهم وباموالهم وباعلامهم وبمخابراتهم وباسلحتهم وانتحارييهم وقتلتهم وجلاديهم... ولايكتفوا بذالك بل يعلقوا كل هذه الجرائم برقبة البريئ (( العراق الجديد )) ليحكم عليه العراقيون بالادانه والطرد والنفي من حياتهم !!.
هل هؤلاء هم فقط اعداء اسم ومصطلح ومفهوم ومعنى وحياة (( العراق الجديد ))؟.
أم ان هناك ايضا اعداءً أُخر لهذا المسكين المسمى حُلما بالعراق الجديد !!.
لا اخفي القارئ سرّا ان بحت له بانني تفاجأت وانا ادافع عن هذا العراق المبتلى بشرّ خلق الله من حوله وفي داخله ان هناك ايضا غير الصداميين ، وغير البعثيين وغير السعوديين الوهابيين من هو متضرر من اسم العراق الجديد ، ومع الاسف القول ان هذه الجهات من الاحزاب العراقية التي تدعي الوطنية والمشاركة في حكم العراق ايضا كالحزب الشيوعي مثلا اليوم فهو كذالك وبكوادره واقلامه المريضة ، ومن خلال دوافع ايدلوجية ميتة ليس على خط الارتياح من اسم ورسم وحياة وروح هذا ( العراق الجديد ) او استمراره !!.
بل ان بعضهم (مثلما كتب الرفيق مثنى ردّا على مصطلحي العراق الجديدالذي استخدمه دائما نكاية باعداء العراق ) يرى في هذا العراق الجديد وتجربته الجديدة عملية لاتختلف عن عملية خط الثورة البعثي القديم ، الذي عندما نجح دمرّ البلاد والعباد وعليه يجب الاطاحة به اوعلى الاقل قتل المخاض الذي يريد ان ينجب حدثاجديدا بالفعل يغيرمن وجه خارطة الانسان العراقي الذي ربما سيحسب للاسلام السياسي العراقي وهذه كارثة الكوارث بالنسبة لكثيرين في العراق الجديد !!.
نعم سياسة يجب ان لاتكتمل تجربة العراق الجديدمضافا لها سياسة يجب ان لا يُكتب ابدا النجاح لاسم العراق الجديد في قادم الايام بل وسياسة يجب ان تجهض هذه التجربة ويصيبها الفشل والانهيار ويُعاد ترتيب اوراق اللعبة على شكل مختلف يكون فيه العراق على غير صيغة الدستور الحالي وكوادره السياسية اليوم وتشكيلته الحزبية المتنوعة ....كل هذا سلسلة مترابطة بدايتها تكون مرتكزة على بيدق اسم (( العراق الجديد )) وان استطاع اعداء العراق ان ينتصروا على هذا الاسم ليوصلوا من ثم الانسان العراقي من خلال الارهاب وعدم الاستقرار والتدخل بالشأن العراقي الداخلي ...بالكفر بهذا الاسم واذا كفر الانسان العراقي باسم (( العراق الجديد )) عندئذ نكون بالفعل امام انتصار كاسح لاعداء العراق ، ونعترف بكل اسف ان اعداء العراق استطاعوا ان يهزموا حلم العراق الجديد لتعود الكرّة علينا بعراق قديم اسود مظلم يتسلط من جديد لنصف قرن من المقابر الجماعية وتسلط حكم الفئة والطبقة والعائلة والعشيرة على العراق والعراقيين ولات حين مندم !!.
هذا مختصر لقصة اسم ( العراق الجديد ) !!!.