الخميس، يناير 07، 2010

(( الحسين بين الطريقة الديمقراطية والاخرى السوكاوية ... سيف الثورة !))


حميد الشاكر

في مدينة سوق الشيوخ الصغيرة والمهملة والمنسية ،وهي قضاء تابع لمحافظة ذي قار في العراق ، تكون للشعائر الحسينية رائحة مختلفة وطعم يمتاز بالعتاقة الممزوجة مع طين بقايا سومر على ضفاف انهر الاهوار المنقرضة اليوم ، وفي كل سنة من عودة هذه المناسبة الاليمة على المسلمين جميعا بصورة عامة ، وعلى اهل العراق بصورة خاصة كان يقيم اهالي مدينة السوق تلك الشعائر بروح فيها لمسات لم ارى مثلها في باقي مدن العراق الاخرى ، وعلى ما اتذكره من بقايا ماعلق بالذاكرة لاقامة هذه الشعائر عندما كنت في الخامسة من عمري او شئ قريب من ذالك ، كانت ليلة العاشر من محرم تتحول كلها الى شئ اسطوري وسحري وغريب عجيب !!!
محامل ، وطبول عملاقة تقرع ،...زنجيل يجلد بكل عنف وقوة تلك الجلود ، وماتحتها من عظام بشرية ،..لطم على الصدور يسمع من بعيد هو ونبضات قلوب الصارخين حيدر حيدر ،......فوانيس مضيئة تُحمل تخترق ظلمة الازقة الضيقة والاسواق المغلقة في سوق الشيوخ ، .... مسيرات جماهيرية عملاقة وجماهير تقف بين ضفتي الطرق نساء واطفال وشيوخ وشباب وحتى الرضع كانوا من ضمن المشاركين في المهرجان العاشورائي في الشوارع وفوق سطوح المنازل ،...رائحة طعام موائد الحسين ع الذي تطبخ على كرب النخيل السوكاوية ، ودخانها المرتفع للسماء والذي يرفع معه رائحة الجنة ، ......مشاركين حسينيين يلبسون السواد حالقي الرؤوس ومنهم من يلبس البياض والاخر الخضرة ،.... الخ !!!!.
كل هذا يظهر في ليلة واحدة في مدينة سوق الشيوخ ، صاحبت المباني الطابوقية المنتفخة من عوامل الرطوبة ،وقدم المدينة ورائحة مياه الاهوار الخانقة المترشحة من تحت اقدام البشر في الارض لتختفي عندنهاريوم العاشر فجأة ليعمّ الصمت ويخيم الهدوء ولاتنطق الالسنةوتوجم الوجوه وتهمس الكلمات ،وتتململ المدينة من نومتها التي لم تنمها من ليلة العاشر من محرم الفائتة !!.
عندما كنت طفلا اتذكر انني كنتُ اجرر عباءة امرأةوامسكها بقوّة وهي تقف على احد شوارع خروج التعزيات في ليلة العاشر من محرم واتذكر ان كل هذه المظاهر كانت مظاهر تتحرك في الشوارع الخارجية للمدينة الا انها تختم بصدري الصغير كنقش خاتم لايمكن ازالة اثاره من الوجود ابدا ، واتذكر ....!!!.
نعم اتذكر ميزة مدينة سوق الشيوخ التي تنفرد بها عن باقي المدن ، انها عندما تريد ان تّعبر عن احياء المشاعر الحسينية كانت تخلق حياة مختلفة واجواء مختلفة ،... كانت تخلق هوية ثورة ، ... كان الحسيني في سوق الشيوخ يحمل سيفا رهيبا ، سيفا عندما كنت اراه افقد الشعور بالحياة اليوم لاعود الى حياة علي بن ابي طالب والحسين بن علي ومعركة الطفّ وكيف انه كان يوما من ايام الله التي لاتنسى مطلقا من بين الايام !!.
قبل يومين شاهدت تعزية عاشورائية لمدينة سوق الشيوخ ،ورايت فيها نفس سيف الثورة ذاك الذي لم يجعل للنوم سبيلا الى عيني في ليلة من الليالي عندما كنت طفلا ،لم يزل بيد الحسيني السوكاوي الذي ايضا لم يزل ينتظر يوم الثورة للاخذ بثآرات الحسين من قتلته وقتلت الاسلام والدين والشريعة ،وكأنما كل شئ استطاع الزمن ان ينتصر عليه في داخلي الا سيف الثورة ذاك لم يزل مشهورا بيد صاحبه المنقب بالسواد والراكض في ازقة سوق الشيوخ وهو يصرخ حي على الجهاد !!!.
بهذه الطريقة بقت شعائر الحسين تنتقل من جيل الى اخر ، وبهذا المعنى وكلما تغيرت معالم الحياة من حولنا ، بقيت سيوف الحسينيين في سوق الشيوخ في قرابها تنتظر اليوم الموعود ، وكأنما هي الامانة التي ورثها جيل بعد جيل من ثورة الحسين نفسه عندما تساقطت يدي العباس بترا ليسقط السيف امانة بيد انصار الحسين ليحملونه في بيوتهم زمنا بعد زمن ، ويورثوه لاطفالهم جيلا وراء اخر !!!.
انها الطريقة التي لايريد مفكروا العصر الحديث ، وكتابهم والمتنطعين بالحداثة والتحضّر ، والعقلنة من العراقيين بالخصوص ادراك اسرارها او فهم تجلياتها الحضارية الحقيقية ،او قراءة باطنها وليس الاكتفاء بقراءة ظواهر الشعائر الحسينية الشعبية التي يرونها بغرائزهم فقط وليس بابعد من ذالك بكثير !!!.
مع الاسف في يومنا الحاضر هناك من يريد ان يخضع كل شيئ لمزاجه المُحدث الجديد ، ليقيسه بمقاييسه المادية او العلمية كما يدعي فحسب ، وحتى شعائر الاسلام الاصولية هناك من يريد اخضاعها للمنطق والعقل لاغير ليرى مايناسب العلم الذي هو يعتقد انه العلم ، فيقبله وما لايناسب روحه المادية الحيوانية فلا يستسيغه على الاطلاق ، ونسي او تناسى مثل هؤلاء الممسوخين ماديا ان في الحياة ماله مقاييسه الاخرى التي لاتخضع بمفهومها وماهيتها وهويتها ..لا للعقلنة ...ولا للعلم ولا للمادة والتقوقع ، وذالك ليس لانها غير علمية ولاعقلية ولافلسفية ..، ولكن لانها من النوع الذي مقاييسه مختلفة وموازينه ليست من جنس موازين القوانين العلمية والعقلية او المنطقية والفلسفية .... وهكذا !!.
نعم الفن ايضا ظاهرة حياة انسانية ، الا ان للفن مقاييسه وقوانينه وموازينه ورؤاه الجمالية والاخرى الروحية المختلفة عن موازين العقلنة والعلم والفلسفة والمنطق ، ولايمكن بحال من الاحوال ان نحكم على اي ظاهرة او عمل فني بموازين وقوانين العلم والعقل والعقلنة ومختبرات المادية والانحدار الظاهري لمزاجيات البشر الحيوانية لاغير !!!.
لا ... لايمكن لنا ان نخضع الفن لقانون الجاذبية ، ولانخضعه لقوانين الجزء الذي لايمكن ان يكون اكبر من الكلّ في الفلسفة والمنطق ، ولهذا نقول للفن قانون الجمال وللفن قانون الخيال وللفن قانون الذوق وللفن قانون الاسطرة ....الخ الذي نفسها لايمكن اخضاع العلم والفلسفة والمنطق لمداميكها ومقاييسها وقوانينها الواقعية !!.
وهكذا الدين فهو من عالم الفن والخيال والجمال والبهاء والاخلاق والروح والرمز والغموض والبحث والتأمل .....اقرب منه من روح العلم وقوانينة والعقلنة وفلسفتها والمادية وانحداراتها الغريزية الظاهرية فقط وهذا لايعني مطلقا ان الدين ضد العقل او الفن ضدّ العلم او ضد الفلسفة او ضد الحياة الظاهرية المادية المتغيرةوانما معناه ان للدين كالفن معاييره وموازينه وقيمه وقوانينه الخاصة به ، التي تمزج بين قوانين العلم ، والمنطق والعقل والفلسفة من جهة ،وقوانين الفن والجمال والاسطورية والخيال والروح والانفلات ..... من جانب اخر !!.
ان الشعائر الحسينية التي لايريد ادراكها او ادراك معانيها وفحواها الرمزية بعض المتمدرقين (الديمقراطيين) الجدد لاتختلف في واقع وجودها كثيرا عن واقع وجود ومظاهر الدين والفن ، وما يحمله هذان الوجودون من موازين ومقاييس خاصة بهما فحسب وان مقاييس الجمال الفنية مختلفة بطبيعة المنهج عن مقاييس القوانين والسنن العلمية ،وكذا مقاييس وموازين الدين الروحية والنفسية والعقلية ، هي مختلفة بالمرّة عن مقاييس وموازين التمنطق والفلسفة واذا اردنا او شئنا ان نخضع ظاهرة فن او علم لموازين ظاهرة وعلم اخرى مختلفة عنها ، فسنجني بذالك رؤى وموازين واضطرابات فكرية واخرى ذهنية تخلط حابلا بنابل ، لتحاكم الفن حسب قوانين الانشطار الذري ، وتحاكم الدين حسب مقاييس الاشتراكية المادية ، وتحاسب العلم حسب مقاييس اساطير اجدادنا السومريون القدماء !!!.
وبهذا نعلم : ان مقاييس وموازين وقوانين الشعائر الحسينية هي ايضا مقاييس ، وموازين ، وقيم مختلفة تماما عن اختلاف مقاييس وموازين العلم والفلسفة والتمنطق والديمقراطية وغير ذالك ، بل ان للشعائر الحسينية قوانينها الابداعية ، والفنية والدينية والفلسفية والعلمية التي تجمع كل هذا الخليط الجميل لتصيغه بقصة واحدة اسمها شعائر الحسين العاشورائية !!.
وايضا ينبغي عندما ننظر للشعائرالحسينية العاشورائية الثورية ان لانغفل عن موضوعة المقاييس والمعايير والقوانين التي تختلف من ظاهرة الى اخرى ، وندرك ان لهذه الشعائر موازينها وقوانينها الجمالية والفنية الخاصة بها والتي لايمكن اخضاع غير هذه الشعائر لموازينها وقوانينها وقيمها الفنية ، فلايمكن مثلا ان نخضع العلم وقوانينه لمقاييس الشعائر الحسينية وكذا لايمكن ان نخضع الفن ولا الدين ولا الفلسفة .... لمقاييس وقوانين ورؤى هذه الشعائر الحسينية ايضا كي لايكون لدينا خلط في الرؤية وتشويش في القراءة لكل ظاهرة في حياتنا هذه ؟.
الان من حق اي انسان وقارئ ظاهرة وباحث عن تأمل في الشعائر الحسينية الكربلائية ان يسأل حول ماطرحناه انفا ب : انه ماهي تلك الموازين والمقاييس الحسينية العاشورائية التي فصلتها فكريا عن باقي الظواهر والعلوم الانسانية الاخرى ؟.
ثم من اين تبلورت هذه المقاييس والعلوم للظاهرة العاشورائية الكربلائية الحسينية حتى وضعتها في قبالة الدين والفلسفة والعلم ايضا ؟.
بمعنى اخر : نحن ندرك ، ان قوانين العلم نواميس موجودة في الكون ، وقوانين الدين وحي نازل من الله سبحانه ، وقوانين الفلسفة مبادئ عقلية توافقت عليها الانسانية لتصبح مقاييس وقوانين وموازين فكرية ، لكن من اين تلك القوانين والموازين والمقاييس العاشورائية الحسينية التي شقت طريقها بفردانية حتى تدعوا الى عدم خلطها بباقي العلوم والاتجاهات الاخرى ؟. وبعد لماذا تريد فصل الظاهرة العاشورائية عن الظاهرة الدينية مع ان الحسين والدين شئ واحد ؟!.
ويمكن ليّ ان اجيب من النهاية لاقول : نعم هناك الكثير ممن اراد البحث في الشعيرة العاشورائية الحسينية الثورية ليفهمها وليدرك مضامينها الفنية ، ومن ثم ليبحث بقوانين الدين عن مقاييس وقوانين الشعائر الحسينية الثورية الكربلائية بين ايدينا اليوم ، والحقيقة ان البحث بهذا الطريق ((من وجهة نظري الخاصة )) لاتفضي الى نتائج واقعية في فهم الشعائر الحسينية ، وهذا طبعا ليس من منطلق القول ان الحسين وثورته منفصل عن الدين وشرائعه وقوانينه ، بل من منطلق ان من اراد ادراك الشعائر الحسينية وفهمها من خلال المنظور والقانون الديني الاسلامي فحسب ، كان توجهه بحثيا في طريقين خاطئين تماما في تناول الظاهرة العاشورائية الحسينية وهما :
اولا : طريق البحث في القوانين الدينية عن شرعية الظواهر العاشورائية الحسينية .
وثانيا : دمج البحث بين قضية الحسين وثورته كجوهر اقتبس شرعيته من الدين والاسلام ، وبين الشعائر الحسينية التي هي تعبير بشري شعبي وظاهرة انسانية اجتماعية انبنت على شرعية الثورة الحسينية الاسلامية لتكون لها انعكاسا بشريا وليس منعكسا ايحائيا دينيا نصيا فحسب ؟!.
بمعنى اوضح : انه بالفعل لطريق بحثي خاطئ عندما يبتدأ احدنا ببحث الظواهر العاشورائية الحسينية من خلال : هل ان لها مصدرا نصيا اسلاميا من قرآن وسنة نبوية وامامية معتبرة ؟.
أم انها من البدع التي لااشارة او اساس ديني اسلامي لها في الواقع ؟.
وهذا من واقع ان صاحب ذهنية البحث الخاطئة هذه اراد ارجاع الظاهرة العاشورائية والشعيرة الحسينية التي هي بالاساس منتج بشري انساني انبنى بعد ثورة الحسين ع ومن بركات نهضته الاسلامية ،ليبحث عن مصدرها وشرعيتها ليس في جانبه الاجتماعي الانساني الطبيعي الذي هو الشرعية الحقيقية للشعائر الحسينية ، وانما في جانبه النصي الاسلامي الايحائي الذي هو اسس لثورة الحسين بالاساس وترك للناس وللمجتمع وللامة ان تقوم بواجبها ومسؤولياتها تجاه الحسين وثورته !!.
وبهذا المعنى كان ينبغي على صاحب البحث في الشعائر الحسينية وبكافة تلاوينها واطيافها وتعبيراتها ومفاهيمهاان لا يسلك طريق النص والوحي والسنة فقط ليدرك هل ان للشعائر الحسينية رصيد شرعي او غير شرعي ( باعتبار ان الشرعية واردة بصورة طبيعية في احياء الامر الحسيني اسلاميا وادامة الحياة فيها ) ، وانما كان عليه ان يدرك اولا ان الكيفية العاشورائية تركت شرعيا واسلاميا ودينيا للمجتمع كي يقيم من صلبها كما يرتأيه هو فنيا وعاطفيا ووجدانيا وروحيا وفكريا وعلميا ...، وحسب متغيرات حياته الانية على شرط ان تبقى روح الثورة الحسينية متحركة داخل هذه الشعائر الكربلائية العظيمة !!.
نعم ان شرعية الظواهر العاشورائية الحسينية وعظمتها ايضا في انها مكوّن اجتماعي شعبي جماهيري انساني فطري مباشر وليس هو مئة بالمئة قانون لاهوتي او مرسوم ونظام سياسي يفرض على البشر هنا وهناك ليقيموا من الشعائر الحسينية الثورية الكربلائية رغما عن انفهم وخضوعا للنظام الاجتماعي العام الذي من واجب الدولة ان تقيمه على الجميع !!.
لا ...،ليس الشعائر الحسينية قوانين دينية صارمة كالصلاة والصوم والدفاع عن الامة ... في الدين ، ولاهي قوانين سياسية يراقبها ولاة الامر ويفرضها اهل الحسبة ورجال الشرطة على المواطنين كي يقيموا من قوانينها ،وهي ايضا ليست ترف فني وخيال درامي كي تصنع بماكنة السينما والميلودراما فحسب ،بل هي شعائر تنطلق من فطرة المجتمع الشعبية لتعبر بما يلهما عشق الحسين واحياء نهضته بمشاعر الحب الحرّة التي تفسح له المجال في تصوير الثورة الحسينية طبيعيا وليس آليا او مقننا بقانون لايتغير من هنا وهناك ، وانما هي جماهيريا لاهل الحرف البسيطة وطبقات المجتمع الفطرية والمارين بالطرقات والساكنين في بيوتهم ولايخرجهم لانشاء هذه الشعائرالحسينيةغير حب الحسين وحب الاسلام وحب الثورة بحرية وبعيدا عن اي ضغوط تمارس ، او سوط سلطان يلاحقهم لاقامة الشعيرة الحسينية ، او قانون دين يبشرهم او يحذرهم من العقاب الاليم او مهندس يخطط لهم افعالهم ، هنا الطم ، وهنا ابكي وهنا ارفع السيف واصرخ حيدر.... ، او قائد يشرح لهم كيفية التعبير بديمقراطية او بعدم ديمقراطية عن ولائهم وحبهم لثورة الحسين !!.
بل الشعائر الحسينية هكذا بدأت ،بحرية منبثقة من الناس البسطاء الذين لايملكون اي شئ غير الحسين وثورته والذين ايضا لايمتلكون عبقرية الفلاسفة ، ولاحدة ذكاء العلماء ، ولا مرواغة الساسة ،ولاخلاعة اهل الفن والمجون ولذالك ترى الفلاسفة ينظرون لشعائرهم بلا عقلانية ، واهل العلم ينظرون لهم بلا حضاريةواهل السياسة ينظرون لهم على اساس الغوغائية واهل الفن يحسدونهم على كيفية بدائيتهم في التعبير واقتحامهم فنيا قلوب جميع الناس اجمعين باسم الحسين !!.
ومن حق الفلاسفة فعلا ان يروا الحسينيين بهذه الصفات وكذا من حق العلماء ان يرتفعوا عن ممارسة مايمارسه الحسيني البسيط ، وكذا السياسي من حقه وهكذا خريج الفنون الجميلة الذي يبدع في كل فن الا بفن يتصل بالشعائر الحسينية الفطرية فانه اعجز من ان يفهم فنية سيف الحسيني في سوق الشيوخ عندما يُرفع في ليلة العاشر من المحرم ، وكيف انه استطاع اختصار العالم كله وثورة الحسين بدمائها الفوّارة بلمعة سيفه وهي تبرق على ضوء القمر في ليلة العاشر من محرم !!.
الخلاصة :(( ينبغي علينا ان ندرك ان صاحب الشعيرة الحسينية الخالدة ، والتي استطاعت ، هي وحدها ان تحافظ على تراث الحسين ع وثورته ونهضته ودمه .....وكل تضحياته هو ذاك الحسيني الملثم بالسواد والحالق راسه بالموسى في ازقة سوق الشيوخ الذي لم يزل ينتظر يوم الثورة الموعود منذ الف واربعمائه عام اسلامية ،وهو يوّرث سيفه من جيل الى جيل ،وليس صاحب الشعائر الحسينية والاحق بها من غيره هوانا وانت اوصاحب النظرية العلمية اوكاتب الاطروحة الفلسفية ، او الناقد الفني في صالونات قناة التلفاز الفضائي الذي ربما يغمى عليه ان راى الدماء تسيل من صلعة ثوري يناضل على طريقة الحسين وثورته بل هو هو ذاك الذي خلق الشعائر الحسينية اليوم ولم ينتظر تنظيرات الديمقراطيين الحضارية التي تريد ان تصنع ثورة حسينية حول كيكة عيد ميلاد وشمعة ليالي حمراء شعرية !!).