السبت، فبراير 13، 2010

(( العلاقة السعودية الامريكية المشبوهة في تدمير العراق ... المصالح والمبررات ))حميد الشاكر

اذا مابدأنا بمقاربة منطقية وعقلية وسياسية واضحة تشرح لنا مدى روابط العلاقة السعودية الاميركية وعلى كافة المستويات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية ، فأننا سنكون قطعنا نصف المسافة لمعرفة الملامح الحقيقية لتلك العلاقة الاستراتيجية ومدى مشبوهية لعبها التدميري على الارض العراقية !.
نعم لنتساءل وبكل وضوح وشفافية ماهي تلك العلاقة الاميركية السعودية ؟.
وكيف نمت وتطورت بشكل عنكبوتي غريب وعجيب في المنطقة العربية ؟.
وهل هي من نوع العلاقة المصلحية بين البلدين ؟.
ام هي علاقة من نوع السيد والقن ومدير الشركة وموظفيه الخدميين في هذه المؤسسة ؟.
وعلى هذا نسأل : ان كانت العلاقة بهذا الشكل من الترابط والتبعية للمملكة السعودية في الجزيرة العربية لسياسة الادارات الاميركية المتوالية على مرّ العصور الحديثة ، فهل بالامكان القول ان لهذه المملكة سياسات مستقلة عن المخططات الاميركية في المنطقة العربية ومنها العراق ؟.
بصيغة اخرى نقول : هل بامكان القائمين على ادارة المملكة السعودية من ال سعود في جزيرة العرب والمسلمين ان يقوموا باي عمل مستقل داخل او خارج العراق اذا لم يكن بموافقة اذا لم نقل بتخطيط من الادارة الاميركية الان ؟.
واذا كان الجواب : بلا لايمكن لمملكة تستقي وجودها من القوى العظمى الامريكية في حمايتها وبقائها في الاستمرار ، فهل من الممكن ان تقوم عائلة ال سعود الحاكمة في الجزيرة العربية والاسلامية ، بتصدير الارهاب للعراق وحثّ وعاظها الدينيين من اصدار الفتاوى بابادة الشعب العراقي ، ومساهمة هذه العائلة الحاكمة بعدم استقرار العراق بالاضافة الى تدمير ه بالكامل ...الخ ، هل من الممكن القول ان كل هذا تقوم به هذه العائلة المنتمية الى الشجرة الملعونة في القرءان بمعزل ورغم انف الادارة الامريكية المحتلة للعراق ؟.
ام ان هناك تنسيق بين العائلة الحاكمة في الجزيرة العربية من ال سعود وبين الادارة الامريكية وبشكل قوي في هذه العملية الارهابية الممارسة في العراق ، وذالك من خلال السماح للحكم السعودي باخذ مدياته الكاملة في عملية تصدير الارهاب للعراق ورفده باموال البترول الجزيرية من جهة ، ودعمه بكل قوة الايدلوجية الوهابية من اصدارات لفتاوي الارهاب والابادة للعراق والعراقيين ؟.
واذا ما قلنا ان هذه العملية التدميرية القائمة في الارض العراقية هي لعبة اميركية سعودية ، فمن حق الاخر ان يسأل عن مصالح الادارة الاميركية في ذالك ، ومبررات حكومة ال سعود ايضا في ابادة العراق وطنا وشعبا ؟.
صحيح : ماهي مصالح الادارة الامريكية في تدمير او لنقل بصيغة اكثر دقة سياسية في ((اعاقة )) نمو قيام العراق الجديد ، لاسيما ان هناك نشرات اعلامية تعلن ان التجربة العراقية ونجاحها يصب في خانة نجاح الادارة الامريكية ومشروعها الجديد في المنطقة العربية ؟!.
اذا ما مصلحة اعاقة نهوض العراق الجديد واستقراره امنيا وسياسيا من قبل الادارة الامريكية ان قلنا ان هناك مخطط اميركي سعودي يستهدف نهظة العراق واستقراره والقيام من كبوته ؟.
تمام ربما يكون هناك مليون مبرر لحقد الحكم السعودي على العراق ارضا وشعبا ، لذالك تسعى هذه المملكة بكل ما أوتيت من قوة لتدمير العراق الجديد واعاقة نموه ، لكنّ ماهي المصلحة او المبررات الواقعية التي تدفع الادارة الاميركية للمساهمة بهذا الهلوكوست للشعب وللوطن العراقي ، ومن ثم انخراط الادارة الاميركية بلعبة مكشوفة لتعطيل نهوض العراق الجديد وانتعاش تجربته الديمقراطية الحديثة ؟.
****************
1:- ان العلاقة الاميركية السعودية ومنذ عقد قرانها في بدايات القرن العشرين الماضي بنيت على اساس من الوضوح والمتانة التي جمعت بين وضوح البداوة وانانية الاعرابية من جهة وبين حسابات العقل الراسمالي الاميركي من جهة اخرى ، فماهو الا لقاء واحد بين مؤسس المملكة السعودية الحديثة عبد العزيز ال سعود وبين الرئيس الاميركي روزفلت في البحيرات المرة من قناة السويس ، حتى توضحت خيوط العلاقة التي اريد لها ان تكون ازلية ، ولتبنى من ثم على قاعدة (( النفط مقابل الحكم )) وهي القاعدة التي ليس فقط يحترمها العقل الاميركي الحديث ، بل هي القاعدة التي يعبدها هذا العقل تماما ، ويتوله بواقعيتها الاقتصادية ، ثم بعد ذالك تطورت هذه العلاقة شيئا فشيئا لتأخذ مدياتها النهائية والواضحة من الواجبات الملقات على كلا الطرفين السعودي: من خلال ((تأمين)) النفط الجزيري للتاجر الاميركي وباسعار لاتعلن على الطاولة المنظورة بالاضافة الى ((القيام بخدمات)) تنفيذ الرغبات الاستراتيجية لحامي المملكة الحقيقي ورافد ديمومتها في الحياة ، فمن ضرب مشروع التوحد العربي على يد الادارات الاميركية المتعاقبة ومساهمة المملكة السعودية بضرب هذا المشروع عقديا من خلال وعاظها الدينيين وسمة هذا المشروع بالكفر والبعد عن الشريعة الاسلامية ، وحتى الذراع السعودية التي مدتها في افغانستان باموال البترول الجزيري لمساندة الادارات الاميركية في حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق ،والى اخيرا ادارة المعركة جنبا الى جنب مع الكيان الصهيوني ضد لبنان المقاومة وحزب الله لتشكل المملكة السعودية مؤخرا حلفا مصيريا ثلاثيا واضحا ومكشوفا بينها وبين الكيان الصهيوني والاميركي في المنطقة العربية باسم الحرب على الارهاب التي هي ((المملكة السعودية)) من اوجدت اصوله وشرعت مداخله ومخارجه بايدلوجيتها الدينية الوهابية في المنطقة العربية بالخصوص والعالم الاسلامي بالعموم ، وكل ذالك كان ولم يزل حسب العقد المبرم بين الادارة الاميركية وعائلة ال سعود قائم على اساس تقديم الخدمات مقابل الحماية الاميركية لهذه العائلة الحاكمة !.
اما من الناحية الاميركية فكان واجبها تجاه مملكة ال سعود في الجزيرة العربية ، هو توفير الحماية المطلقة للحكم القائم في هذه البقعة من الجغرافية التي تعوم على بحر من البترول من جهة وتضم اقدس بقاع المسلمين من جهة اخرى، ولكنّ وفي منعطف من المنعطفات السياسية وجدت الادارة الاميركية نفسها مغبونة في معادلة (( النفط مقابل الحماية )) مع الحكم السعودي - لاسيما بعد احداث سبتمبر في الولايات المتحدة في نيويورك وواشنطن - ، لتتطور نظرة الادارة الاميركية الى اكثر من تقديم الخدمات والنفط من قبل العائلة السعودية الحاكمة ، بل وهي (( الادارة الاميركية )) تطمح بعد تفردها بالقرار العالمي الى اكثر من ذالك لتطرح شرق اوسط جديد حسب رؤيتها ومصالحها الاستراتيجية ، ومن ضمن هذا الشرق الاوسط الجديد فكرة الاستغناء عن الحليف التقليدي السعودي الذي اصبحت ورقته محترقة او تكاد ان تحترق على المستوى العربي والاسلامي ، وبالامكان استبداله بخارطة جديدة تضمن المصالح اكثر من الوضع القائم اليوم ، ولكنّ هذه الاستراتيجية سرعان ماتراجعت بقوة لاسيما بعد توقف المشروع الاميركي الجديد على حدود لبنان وعدم قدرة الحليف الذي لايقهر (( اسرائيل )) على تنفيذ المهمة في تغيير الخارطة اللبنانية كبداية لتغيير الخرائط العربية الباقية ، وهنا جاء الدور السعودي ليقدم الكثير من الخدمات للمشروع الاميركي الجديد ليثبت للادارة الامريكية انه لم يزل النظام الذي بامكانه ان يقدم الكثير لاستراتيجية الادارة الامريكية القائمة ، وفعلا لعبت المملكة السعودية على الورقة الطائفية بين السنة والشيعة باعتبارها الخطوة الاولى ان اريد رسم خرائط جغرافية للمنطقة العربية ، فكانت فكرة اخراج الطائفية من قمقمها التاريخي واطلاقها في الفضاء العربي والاسلامي اختراع سعودي مئة بالمئة تلقفته بكل قوة الادارة الامريكية كخطة بديلة للشرق الاوسط الجديد في حال تعثر المشروع على الارض الواقعية ، لتمارس رسم خرائط جديدة في العقل والفكر والروح والوجدان .... الخ العربي والاسلامي ان فشلت في رسم هذه الخرائط على الارض !؟.
وفعلا نجحت الخطة السعودية البديلة في تقسيم العالم العربي والاسلامي عقديا وفكريا ونفسيا بعد فشل المشروع الاميركي جغرافيا ، وهنا احسّت الادارة الامريكية بحيوية الدور السعودي الخدماتي من جديد لتقيم معه عقد جديد تتوج في زيارة الملك عبداللة بن عبد العزيز الاخيرة للولايات المتحدة والذي يقضي بالشراكة الاستراتيجية بين الادارة الامريكية الساعية لاقامة شرق اوسط جديد وبجغرافية مغايرة ، وبين عائلة ال سعود التي سوف تهيئ الارضية الفكرية والنفسية من خلال التقسيمات الطائفية والعرقية للعرب والمسلمين كخطوة اولى لتفجير الصراعات الداخلية العربية والاسلامية ومن ثم تفتت الجغرافية العربية تلقائيا من الداخل الى وصول الثمرة لكامل نضوجها لتقع في حضن الادارة الاميركية تلقائيا وبلا مشاكل تذكر ليتشكل بعد ذالك شرق اوسط جديد تلقائي يخيط اكفان هذا العالم العربي والاسلامي القائم اليوم وليستبدله باخر طائفي واثني جديد !؟.
من هنا يقال ان العقد الجديد بين الادارة الاميركية وحكم ال سعود الجزيري يقضي بان لاتكون اي حركة كبيرة او صغيرة للحكم السعودي بدون الاذن الاميركي في المنطقة العربية والاسلامية ، فما بالك بهذه الاعمال الارهابية الكبيرة التي يقوم بها هذا الحكم العائلي في العراق اليوم ، وهل يمكن القول ان العائلة السعودية الحاكمة في الجزيرة العربية بامكانها امداد الارهاب اقتصاديا في العراق ، وتحريك مشائخها الدينيين لاصدار فتاوى التكفير والقتل للعراقيين ، وارسال افواج البهائم من الانتحاريين والقتلة ، بالاضافة الى استهداف الاستقرار والامن وموارد الاقتصاد في العراق ...الخ ، كل هذا وغيره هو يتم بعدم رغبة او علم او تنسيق مع الادارة الاميركية اليوم ؟.
2:- هل من الممكن القول بانفراد عائلة ال سعود في هذه الاعمال وعلى الارض العراقية بدون ان يكون هناك رغبة للادارة الامريكية بهذا العمل الكبير ؟.
ومنذ متى كان القرار السعودي مستقلا عن ارادة ورغبة وقرار الادارة الاميركية في العالم او في العراق ؟.
واليس غريبا تماما ان نرى هذا الصمت الاميركي على التدخلات الارهابية العلنية لحكومة ال سعود في العراق ؟.
فالادارة الاميركية لاتستسيغ وتعلن مرارا شجبها واستنكارها للتدخلات الايرانية والسورية في الشأن العراقي ، فكيف هي وفي مقابل التدخلات السعودية المفضوحة في قتل العراقيين وارسال التكفيريين لذبحهم ونشر فتاوى الابادة لوجودهم بالاضافة الى فتح الخزائن العملاقة لضرب استقرار العراق واقتصاده وامنه نرى الادارة الامريكية لاتثير ساكنا قبال هذه الاعمال المفضوحة ؟.
واليس هذا دليل دامغ على تورط الادارة الامريكية بابادة الشعب العراقي وضرب استقراره واعاقة نموه ولكن بيد سعودية ؟.
ولكن ومن جانب اخر لماذا لاترغب الادارة الامريكية في قيام العراق واستقراره ونموه ونجاح ونهوظ تجربته ؟.
ماهي مصالح الادارة الامريكية في اطلاق كلبها المسعور على الشعب العراقي لينهش باطفال العراق ويدمر حياتهم ؟.
كما ان ماهي مبررات ال سعود برغبة عدم رؤية عراق له وجود وشعب اصلا ؟.
الحقيقة ان من ضمن استراتيجيات الادارة الامريكية التاريخية وحتى اليوم في المنطقة العربية هي رؤية واقع عربي خاضع ومستسلم تماما لمخططات الادارة الامريكية ، وانسياق هذا العالم العربي مع رغبات التخطيط الامريكية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا ، وكان ولم يزل في هذا العالم العربي والاسلامي خطين من الحركة والتعبير الانساني :
الاول : خط المقاومة والممانعة العربية والاسلامية في المنطقة العربية والاسلامية .
الثاني : خط الاستسلام والتبعية في هذه المنطقة الحيوية اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا .
الخط الاول خط الطموح والاستقلال عن الهيمنة الغربية بالعموم والامريكية بالخصوص شكله المشروع القومي العربي في بعض دروبه ، ليسلمه اليوم الى خط اسلامي نصفه يناضل مشاريع الاستعمار الجديده ونصفه يناضل من اجل التخلص من العوالق المفتعلة من حركات الارهاب الوهابية كالقاعدة وغيرها من حركات مشبوهة يراد الصاقها في الاسلام الاصيل !؟.
اما الخط الثاني في المعادلة العربية والاسلامية فهو خط المعاهدات والعقود القائمة على اساس (( الحماية مقابل الخدمات )) مع القوى الغربية بالعموم والادارة الامريكية بالخصوص اليوم ، ومن هذه الدول الحليفة للمشاريع العالمية الاستعمارية هي دول او الاصح امارات وممالك الخليج العربي بالخصوص وبقايا من دول المشروع القومي القديم - مصر وغيرها - التي ارتضت ان تلعب على الهامش بعد وصولها لحالة اليأس التام في المنطقة والعالم العربي والاسلامي ؟.
وهنا كانت ولم تزل استراتيجيات العالم الاستعماري القديم والحديث ، هي دعم الخط الاضعف في المعادلة العربية والاسلامية وتقديمه على اساس انه النموذج الافضل للمنطقه العربية والاسلامية بل وهو النموذج الانجح والاكثر قبولا ووهجا ومستقبلا مشرقا في هذا العالم ، لهذا كانت ولم تزل ابواق العالم الاستعماري الاعلامية تعزف على وتريات كيفية تقديم هذه الدول الضعيفة والمستسلمة والمستبدة والفاسدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على اساس انها الاكثر شفافية سياسية والاكثر نموا عمرانيا ونماء اقتصاديا والعقلانية سياسيا .... وهكذا حتى الوصول الى رغبة القوى العظمة في رؤية هذه الامارات والممالك العربية هي صاحبة الريادة السياسية في المنطقة العربية او صاحبة القرار المؤثر بهذا الوجود العربي والاسلامي على حد سواء ؟.
نعم عندما تقدم الامارات او قطر او المملكة السعودية على اساس ان الاولى هي المركز التجاري الناجح في العالم العربي ، وان الثانية هي مركز الاعلام الحر والشفاف في هذا العالم والثالثة على اساس انها القيادة السياسية والاسلامية الحكيمة لهذا العالم العربي ، عندئذ نتلمس خيوط الاستراتيجية الامريكية ودعمها اللامحدود لهذه النظم الضعيفة ؟.
نعم لايقال ان الامارات العربية المتحدة تحولت الى سوق للرأس المال الاستعماري في المنطقة ، وان هذه الامارات الصغيرة لايمتلك امراءها شبر واحد من ارضها على الحقيقة وانها بيعت بالكامل لاصحاب رؤوس الاموال الغربيون ، بل وانها لاتخضع بالحقيقة الى اي حكم عربي او اماراتي على الجملة وقد تحولت الى شوارع طبق الاصل من شوارع نيويورك او اي عاصمة غربية تجارية تتم فيها المضاربات الاقتصادية العالمية ، ويكفي امراءها الاستمتاع بركوب الخيل وممارسة هواية الطرب الخليجي ؟.
كذا عندما يقال ان امارة قطر قد حلّت مكان امارة الكويت سابقا اعلاميا بعدما نهكت دولة الكويت الشقيقة غزو نظام صدام لها ، عندئذ كان من المتوقع صعود اي امارة خليجية للعب هذا الدور الاعلامي فكانت قطر بعد انقلاب الابن على الاب العاجز فكريا عن فهم طبيعة المرحلة المقبلة .
اما مايخص المملكة فسهمها هو الاوفر في المعادلة الامريكية الجديدة انها اللاعب الذي يراد له ان يلعب دور الريادة للعالم العربي وقيادته الى عملية الاستسلام الكاملة للمخطط الاستعماري الصهيوني الجديد !.
نعم بوجود مصر قومية او عراق قوي ومستقر او سوريا صاحبة قرار في ملفات الحرب والسلام ليس هناك من دور يذكر للمملكة السعودية الضعيفة عربيا ، اما ان همشت مصر وركعت من خلال الضغوط الاقتصادية ، وبقيت سوريا تحت مقصلة الدول الكبرى وتحريك الاعلام الخليجي بين فترة واخرى لملفاتها الشائكة لاسيما حساسية ملف الاقلية البعثية التي تحكم الاكثرية الطائفية الاموية ، فهنا سوريا لاتحسد على الموقف التي هي فيه ، فتضطر للسكوت والابتعاد عن الاحتكاك باموال البترول الخليجي الممون للاعلام الطائفي الكبير ، فماهي الا تحريك لملف الاخوان المسلمين في سوريا وتفعيل دور الطائفة الصغيرة التي تحكم سوريا ومن ثم نجد النتيجة التي تخشاها سوريا كثيرا ؟.
وعليه لم يبقى سوى العراق امام المملكة السعودية ، وهنا لا الادارة الامريكية راغبة في معافاة العراق ونهوضه من كبوته وحربه مع الارهاب ، ولا المملكة السعودية مستعدة لهضم مقولة عراق مستقر وصاحب دور عربي فعّال ؟.
نعم مصالح الادارة الامريكية في ابقاء العراق في دوامة العنف والعنف المضاد وعدم الاستقرار والنهوض الطبيعي بدوره الاقليمي هو لاعطاء الفرصة للتفرد السعودي بالقرار العربي ، وما تدركه هذه الادارة من استعداد منقطع النظير للعائلة السعودية الحاكمة في التنازلات والاستسلام المطلق للمخططات الصهيونية والاستعمارية الامريكية ، مما يجعل النفوذ السعودي هو المطلوب امريكيا في العالم العربي باعتباره هو الافضل حتى الان في سوق التنازلات العربية مما يهيئ فكرة ابقاء العراق منشغلا بمحاربة الارهاب عن التفاته لدوره العربي والاقليمي الكبير ؟!.
اما من الجانب السعودي فهي فرصة لاتعوض بان يسمح لها امريكيا بلعبة ارهاب العراقيين واكل لحمهم حيا واشغالهم عن دورهم العربي ، وهنا المعادلة ذات كفتين اما عراق مستقر ومعافى يخطو لدوره العربي والاقليمي بكل قوة ومن ثم تهميش الدور السعودي في هذه المنطقة ، واما بقاء العراق مدمرا ضعيفا عاجزا عن النهوض وهنا يضمن التفوق السعودي بقراره العربي ؟.
نعم هكذا هي المعادلة في الواقع العربي ، يتأخر الدور العربي للعراق وسوريا ومصر وباقي الدول الكبيرة العربية ليتقدم الدور الخليجي على حسابه او العكس هو الصحيح ايضا ؟.
ان الرؤية الامريكية وبصدق لاتهدف الى تدمير العراق كليا وبموارده الاقتصادية الحيوية لاسيما ان العراق اليوم هو وجبتها الدسمة الباقية ، ولكن من جانب اخر تهدف الادارة الامريكية الى بقاء العراق ضعيفا وليس ميتا تماما ، بعكس الرؤية السعودية التي ترى عراقا ميتا هو افضل لها بكثير من عراق ينازع البقاء والذي ربما تكتب له النجاة في يوم ما ، لذالك كسر العظم السعودي العراقي هو من اول اولويات السياسة السعودية للعائلة المالكة في الجزيرة العربية ، فباعتبار ان حياة العراق على النقيض من حياة المملكة السعودية يعطي هذه العائلة الحاكمة بعدا واحدا للمسألة فاما عراق سعودي او خاضع للقرار السعودي وهذا صعب جدا على العراق الجديد ، واما عراقا ميتا تماما ولايحرك ساكنا وهذا ما لاتضمنه حتى الادارة الامريكية للعائلة السعودية الحاكمة ؟.
3:- نعم لايمكن تمرير ظاهرة اصدار فتاوي وعاظ السلاطين من الوهابية ضد الشعب العراقي وتكفيرهم والحث على ابادتهم الا في سياقها السياسي الذي يرى عدم امكانية وجود عراق جديد وبهذه الصيغة التي تهدد الوجود السعودي تماما وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ايضا ؟.
عراق جديد يعني عراق لابد ان يستقر ، واستقراره هذا لابد ان يقلب الطاولة من جديد ليتقدم القرار العراقي العربي على الخليجي الذي استنفد كل طاقته الخدمية للادارة الامريكية ، فهناك ملفات عربية واسلامية لاتستطيع دول الخليج الضعيفة والايلة الى التهميش العمل على تفعيلها ، بينما العراق يستعد للعب دور على مستوى كبير جدا في المنطقة العربية والاسلامية لاسيما منها الملف الايراني الكبير والاخر في المستقبل اللبناني والسوري وهذا الخط الصاعد الذي اسماه البعض ب (( المحور او الهلال ))
هذه هي قصة العلاقة الامريكية السعودية مختصرة جدا في تدمير العراق وعدم استقراره ، ولماذا لايراد للعراق ان ينهض او يمارس دوره ؟.
اخيرا هناك يبقى الكثير لهذه المحاور التي اشرنا لها باختصار من موضوعة المثلث ((اميركا العراق السعودية)) اثرنا ان نترك الباقي الى الكتاب لتعميق البحث في هذه المسالة والرؤية لها على اساس انها صراع استراتيجيات قائم بالفعل ، والغريب في كل المعادلة وكخاتمة لاطلالتنا هذه هو دور الحكومة العراقية المنتخبة وعدم ملاحظتها لهذه العلاقة الامريكية السعودية في تدمير العراق او عدم تحريك ساكن لها في ملف العلاقة الامريكية السعودية او الضغط على الادارة الامريكية للتدخل باعتبارها صاحبة القرار السعودي الحقيقي في اعلان الحرب على الدولة العراقية ، ومن ثم فاما ان توقف الادارة الامريكية دعمها للعائلة السعودية في ارهابها وتصديره ضد العراقيين واما ان تعلن الحكومة العراقية ان الارهاب المصدر من السعودية هو بأمر وتخطيط من قبل الادارة الامريكية وهذا هو الواقع ؟!.

29/07/2007م