السبت، فبراير 13، 2010

(( هل ستزوال دولة الشرّ السعودية ..... انتفاضة قلم وانسان عراقي ؟.)) رؤية فكر سياسية

( بقلم : حميد الشاكر)

عادة مايطرح عقديا اسلاميا وفكريا اجتماعيا موضوعة (( الاعمار الطبيعية )) للانسان والامم والجماعات والشعوب والدول ..، على اساس ان كل تلك العناوين لها قوانين وسنن واحدة في موضوعة الاعمار او المراحل الطبيعية الثلاث التي تشكل محطات حركية لحياة الانسان كما هي لحياة الامم وكذا للدول ، فالانسان يبدأ مرحلة الطفولة كبداية طبيعية لحركته في هذه الحياة ، ولايغادرها حتى يصل الى مرحلة الشباب والفتوة ، لينتقل بعد ذالك الى مراحل الضج والشيخوخة والكهولة ، ولتنتهي عند هذه المحطة اخر سني بقاءه في الوجود الانساني هذا ، وهكذا هي سنة البقاء وقوانينها الطبيعية بالنسبة للامم باعتبار ان كل امة تمثل جسدا واحدا لها من القوانين والسنن مايخضعها لنموذج الطفولة عندما تولد ، والفتوة والشباب عندما تتطلع للمستقبل والبناء ، لتصل بعد ذالك لمراحل الشيخوخة والتكهل عندما تدخل في مرحلة ضياع الهدف وضمور قوة الحركة نحوه لتتعطل كافة طاقاتها الابداعية لتصل الى مرحلة الموت الطبيعي بان تكون امة غير فاعلة في شيئ تماما ، وهذه هي حال الدول والحكومات نفسها عندما تظهر في الحياة الانسانية من خلال تغيير ثوري او اخر طبيعي وهي تحمل تطلعا واسعا وهدفا حيويا في حركتها السياسية نحو المستقبل لتنطلق من مرحلة الولادة والطفولة الى الفتوة والقوة والشباب بكل عنفوان ، ومن ثم لتصل الى مجد الرجولة وعز النضوج لتنتهي عند ضعف الشيخوخة وموت الكهولة الطبيعية في اخر عمر الدول والحكومات الانسانية !.
نعم قد رصد القرءان الكريم كطرحا اسلاميا اصيلا مشرقا (( سنن وقوانين )) الحياة الانسانية ، ولاسيما منها سنن حياة وموت الامم الانسانية وجعل لكل امة (( أجل وكتاب )) من خلاله تبدأ الامة مسيرتها لتنتهي عند مرحلة محددة بحدود معروفة ليقول سبحانه : (( ولكل أمة اجل فاذا جاء اجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون / قرءان كريم )) وقال سبحانه :(( لكل أمة اجل اذا جاء اجلهم فلا يسئخرون ساعة ولايستقدمون / يونس 49 )) .
كما وان المؤرخ الاجتماعي المعروف بابن خلدون صاحب (( المقدمة )) المشهورة قد رصد السنن والقوانين الطبيعية لحياة الدول والممالك والحكومات الانسانية ، ليعطيها المراحل الثلاثة في تقسيمه المشهور لنشوء وسقوط الدول والحكومات ، وخاصة منها الدول المتولدة من عصبية البداوة وبذرة العصبة ، ليقول في الفصل الرابع عشر :((ان الدولة في الغالب لاتعدو أعمارا ثلاث أجيال .. الجيل الاول لم يزالوا على خلق البداوة وخشونتها وتوحشها ... والجيل الثاني تحول حالهم بالملك والترفه من البداوة الى الحضارة (لينتقلوا )) من عز الاستطالة الى ذل الاستكانه فتنكسر سورة العصبية بعض الشيئ وتؤنس منهم المهانة والخضوع ... وأما الجيل الثالث ... يبلغ فيهم الترف غايته بما تبنقوه من النعيم وغضارة العيش فيصيرون عيالا على الدولة ومن جملة النساء والولدان ... حتى يأذن الله بانقراضها فتذهب الدولة .))
وكذا ما طرحه الامام الشهيد السعيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه في مدرسته القرءانية في الفصل الثاني من (( سنن التاريخ في القرءان )) ليؤكد حقيقة وجود هذه السنن التاريخية التي تلعب لعبتها في حركة الانسان والامة والدولة ، ليصل الى نتيجة حتمية نشوء وسقوط الدول والامم بالشرائط القانونية المعروفة !؟.
وعليه ومن هذه النظرة القرءانية والاجتماعية التاريخية وكذا الفكرية الاسلامية ، يمكننا القول وجزما ان دولة الارهاب البدوي الوهابي السعودي في جزيرة العرب والمسلمين هي تخطو الى مراحلها الاخيرة من عمر دولة القبيلة والعصبة ، باعتبار ان هذه الدولة قد استنفدت كل قوانينها وسننها الطبيعية في مراحل الطفولة وكذا الفحولة واخيرا هي الان في مرحلة الشيخوخة والكهولة ، لاسيما ان ادركنا ان الجيل الاول من مؤسسي هذه الحكومة المتوحشة في الجزيرة العربية قد ذهب بقوة توحشه البدوي الاعرابي واهدافه وتطلعاته في الغزو والتوسع الملكي والتي كانت تلك الاهداف والتطلعات المحرك القوي لفاعلية هذه الدولة وسر نموها المتزايد ، أما والحال ان هذه العصبة من الحكام القبليين قد فقدو سر ّ توهجهم القبلي (( وهو هدف الغزو الخارجي لدولة القبيلة )) وركونهم الى الترف والدعة والسكينة ، والرضا بذل التبعية للقوي الخارجي اليوم فهم في المرحلة الطبيعية الماقبل الاخيرة ، مع وجود الجيل الثاني من رجال دولة ال سعود وبداية جيل الكهولة الثالث على سدة الحكم ، والذي بدأت بوادر تآكله بالظهور الى العلن من خلال الخوف الرهيب الذي يطفوا على سطح مستقبل هذه الدولة من الحكم الطبيعي لهذه العائلة ، مع بروز المؤشرات الحقيقية على ان الجيل الثالث من رجال الدولة السعودية قد سيطر تماما على مقاليد السلطة في دولة الحكم السعودي والذي هو ومن ضمن صفاته القانونية التقوقع الى الداخل والتراجع عن التطلعات الكبيرة والرضا بالوجود الملكي وان كان رذيلا او ذليلا في الحياة والقناعة بماهو موجود من المغنم مع طلب الحماية من التوابع والموالين على حد تعبير ابن خلدون عند ضعف الدولة وانفراط الدعم من بناتها الذي اسسوا لوجودها ، واستأجار من يقوم على حماية الدولة بدلا من ابنائها الفعليين ؟.
ان مشكلة ((دولة العصبة والقبيلة )) في الحكم السعودي اليوم ، هي ان لهذا النموذج من الدول قوانين صارمة جدا في تمرحل حركتها الطبيعية ، فهي دولة قامت على حكم القبيلة مستعينا بشعار الدين للوصول الى الحكم وليس للوصول الى الدعوة الدينية ، وهذا اول تناقض فعلي يساهم في تعجيل شيخوخة الحكم وسقوطه المبكر ، بعكس ما لو استعانت الدعوة الدينية بالقبيلة والعصبة لانتصار فكرتها في السيطرة على الحكم فهي الاخرى ايضا لها قوانينها في الانتعاش والموت الا انها ستكون حتما اقوى واصلب عودا من المعادلة الاولى في الحكم !؟.
نعم قامت دولة ال سعود في الجزيرة العربية على اساس انها وبداية دولة الدعوة الدينية ، وسرعان ماساهم هذا الشعار بالتفاف الحركة الارهابية الوهابية حول شعارات النظام السياسي السعودي لنصرته باعتبار تبادل المصالح بين القبيلة والدعوة ، ولكن وبعد رحيل الرعيل الاول من العائلة الحاكمة في الملك السعودي تكشفت النوايا الحقيقية لاصحاب الملك والسلطان ، وباعتبار ان الدولة في العصر الحديث لها قوانينها الدولية المختلفة جدا عن قوانين دولة العصبة والقبيلة ، وباعتبار ان العائلة الحاكمة في الملك السعودي يفهم اللعبة السياسية الحديثة في العالم فسرعان ما اراد ان يقنع انصار الدعوة الدينية بان للدولة ضروراتها القانونية التي تفرض التنازل عن مبدأ (( الغزو والتوسع الخارجي )) او مبدأ الجهاد ونشر الدعوة الوهابية في الخارج ، وهنا حصلت اول بادرة انشقاق حقيقية بين الملك السعودي وانصار دولتها وبنات اسسها الاولية ، ولكن لم يظهر هذا الانشقاق بشكله الحاد جدا الا في الفترة الاخيرة من العقد المنصرم وبعد احداث اختمرت كل عواملها الطبيعية ، برز الجناح الديني الوهابي وهو يعلن ثورته على الحكم السعودي او على مبتنيات هذا الحكم وقناعاته بالمغنم السياسي المحدود في ارض الجزيرة العربية ، ليقود الفكر الديني الوهابي غزواته الدينية العالمية (( غزوة واشنطن ونيويورك )) معلنا رفضه لمبدأ الاستكانه باعتبار ان هذا المبدأ هو حبل المشنقة الحقيقية لاسس الحركة القبلية الوهابية بصورة خاصة ، وليعود الجناح الديني الوهابي الى المبادئ والاسس الذي قام على اساسها ابان تضامنه مع الحكم والدولة السعودية في الجزيرة العربية !.
صحيح : ان الحركة الدينية السلفية الوهابية اسست على اساس انها حركة توسع وغزو باسم الدين ، وهذا ما فهمه الاباء المؤسسين لدولة ال سعود الحديثه ، مما دفع هذه الثلة من رجال القبيلة ان يفكروا بانشاء او التحول من القبيلة الى الدولة بمساندة الدعوة الدينية المتلهفة لفكرة الغزو والمغانم وكل مايتصل بحياة البداوة والخشونة والتنقل من ارض الى ارض ، وحصل الاتفاق ، ولكن مع مجيئ القانون الدولي الجديد او تشكل العالم الحديث في بلورة حياته الدولية ، ليجد الزعماء القبليون انفسهم في مشكلة حقيقية مع قواعد دولتهم الشعبية المؤمنة بفكرة ان الدين والاسلام يعني التوسع والغزو او الجهاد كما اضلهم الضالون من علماء التعرّب ، بل ومع الاسس التي قامت عليها دولة ال سعود في جزيرة العرب والمسلمين من انها دولة او حكم الغزو الديني ، وهنا حاول حكام ال سعود خداع هذه القواعد الشعبية من الحركة الوهابية بان حولوا مفهوم الغزو والتوسع من صيغته (( الانشطارية )) الذي يتمدد تلقائيا من جغرافية الى مجاورتها ، الى صيغته (( المتشظية )) في الرمي ، ليصبح الغزو مدفعيا لينتقل من الجزيرة العربية ودفعة واحدة يصدر الى افغانستان او اي مناطق بعيدة جغرافية !؟.
تمام : يحق القول هنا انه وكما ان للحكم والدولة القبلية اجيالها الثلاث الطبيعية ، فكذا هنا للحركة الوهابية السعودية وباعتبار ارتباطها العضوي بدولة القبيلة السعودية ايضا اجيالها التي اختلفت مع الحكم وتطوراته من جيل الى جيل ، فهناك الجيل الاول من دعاة الحركة الوهابية التي فهمت الدعوة على اساس انها توسع مستمر لحركة الدعوة الوهابية ، وهذا الجيل كالجيل الملكي تميز بالخشونة والتوحش ونزعة الجرأة والاقدام على التضحية ....، مما هيئ الفتوحات الجغرافية الكبيرة امام هذا الامتداد البربري والقبلي المندفع بكل حماسة ، ليأتي بعده الجيل الثاني من الحركة الوهابية التي ارادت الدولة السعودية ترويضه وتدجينه في اقفاص الجزيرة العربية الجغرافية والتنفيس له بين الفينة والاخرى بان يغزو الغزوات البعيدة جغرافيا ، وبالفعل جاء الجيل الثاني من الوهابية (( ابن باز وامثاله )) داجنا موادعا قابلا بالدخول في لعبة ترويض الحركة الوهابية وادلجت افكارها على ضرورة اطاعة اولي الامر مهما فعلوا ماداموا يقيموا الصلاة فيهم !؟.
أما بعد الجيل الثاني وبداية الجيل الثالث الذي يسير حذو النعل للنعل مع العائلة السعودية الحاكمة للحركة الوهابية ، فقد بدأت بوادر العودة القوية الى الافكار والتطلعات التي بناها الاباء المؤسسون للحركة الوهابية من الجيل الاول وبداية الثاني ، وسرعان ماتفجر الاعلان عن ولادة الجيل الثالث من الحركة الوهابية بموت المقبور ابن باز من جهة ممثل الترويض الوهابي وبداية تشكل عالم العولمة المفتوح من جانب اخر !.
الحقيقة انه ليس صدفة ان تكون الغزوة الوهابية للجيل الثالث من الوهابية عالمية الابعاد الانسانية لتطال اميركا واوربا واسيا وجميع القارات العالمية الانسانية ، وذالك من خلال ان الطبيعة القانونية للعالم الحديث العولمي يفرض علينا فهم المعادلة بهذا الشكل من الغزو الوهابي للجيل الثالث والذي اسس على فكرة التوسع او القفز للابعد الجغرافي في عملية الحرب الدينية للفكر الوهابي ، فهنا وتزامنا مع ولادة الجيل الثالث للحركة الوهابية ولد مفهوم العولمة والعالم الجديد ورفع التعرفة الجمركية وتحرير التجارة العالمية ومحاولة رفع الحدود الجغرافية والدخول في تحالفات اممية متعدد واتحاد اوربي واخر افريقي ,.......... الخ ، كل هذا وغيره هيئ الارضية للحركة الوهابية ان تعبر عن نفسها وتلقائيا من خلال طرح مفهوم الغزو ولكن ليس بصيغته الجغرافية الضيقة بل بصيغته العولمية المتسعة ، لنجد ان الغزوة الحديثة للجيل الثالث من الحركة الوهابية يتنفس الصعداء في ابعد نقطة من الارض الجغرافية وهي واشنطن ونيويورك الامريكية !.
وهنا شعرت العائلة الحاكمة من ال سعود انها دخلت في مرحلة الخطر الحقيقي من جراء بذرتها السرطانية التي ارادتها ان تكون حامية لدولة القبيلة فاصبحت كارثة على دولة العائلة بصورة انفلت زمام السيطرة والتحريك لها في الغزو الخارجي الذي كان يخدم جميع الاطراف المتعاقدة ، ليصل الى اللعب وحده كحركة وهابية تبحث عن الدولة الراعية لنشاطها الديني التوسعي الارهابي ، بعد مانفضت يدها من العائلة الحاكمة في الجزيرة العربية والاسلامية من ارض الحرمين الشريفين !.
مضبوط : اراد الجيل الثالث من الحركة الوهابية ان يستبدل الدولة ويبحث عن دولة ترعى مصالح الدعوة الوهابية ، فكانت طالبان افغانستان وامارتها تعبيرا عن ((دولة الدعوة وليس دعوة الدولة )) لتحل محل شرعية دولة ال سعود الذي بذلت الحركة الوهابية الكثير في حمايتها من الداخل والخارج ، ولكن سرعان ما اسقط العالم كله دولة طالبان (( دولة الدعوة الوهابية )) باعتبارها ليست دولة وانما قاعدة ،!.
ان ((القاعدة )) هو المفهوم الاصيل الذي يشرح لنا فلسفة الفكر والحركة الوهابية من الالف الى الياء ، فهي حركة تعبر عن الغزو البدوي بلباس وشعار ديني ، وهي ليس بحاجة الى دولة وحضارة مستقرة ، بل هي بحاجة الى قواعد راحة ومناطق انطلاق ومراحل رعي ....كشأن اي قبيلة ترتحل من مكان الى اخر ..... الخ ، للانتقال بالقافلة الى الارض الجديدة الاخرى المراد غزوها او استيطانها من جديد ، لذا فليس هناك في فكر الحركة الوهابية اي معنى للمواطنة بل الدين هو الجامع الحقيقي للبشر والدين اما ان يكون وهابيا واما لا ، كما انه ليس هناك اي فكرة عن معنى التحضر او الاستقرار او البناء او الانشاء او التمدن ........الى باقي عناوين اي تجمع بشري حضاري انساني ، باعتبار ان كل هذه المفردات ما هي الا بدع في عقل الانسان القبلي المتنقل والراحل من مكان الى اخر ، بلا انتماء الى وطن ، ولاتفكير ببناء او تشيد او حياة طويلة في الارض ، وهذه هي كل مواصفات البداوة والقبلية تماما التي صاغها العقل الوهابي بشكل دين مقدس دعوته الاولى والاخيرة هي ليس البناء والاستقرار وتشييد الخضارة بل الغزو والجهاد والهجرة والتكفير .....الخ وقدمه لانصاره على اساس انه هو دين التوحيد والتجريد من كل شيئ ... فافهم جزاك الله كل خير !.
كل هذه الرؤية الواقعية للحركة الوهابية مع تطورات اجيالها المختلفة قد انعكس بشكل سلبي مئة بالمئة على دولة القبيلة السعودية في الجزيرة العربية ، فهي من جانب فقدت السيطرة على دفة الحركة الوهابية الخارجية التي كانت توظفها لمصالحها العالمية في خدمة هذا الطرف من الصراع العالمي او ذاك ، ومن جانب ثاني ان هذه الحركة وضعت مملكة ال سعود بمواجهة مع العالم الاخر باعتبار ان هذه الحركة تحسب على رعاية دولة ال سعود ، وهي نفسها الحركة التي ترعى الارهاب العالمي وتنشره في اقطار الارض قاطبة تحت شعار الجهاد في سبيل الله ، ومن جانب ثالث فان دولة العصبة للعائلة المالكة في جزيرة العرب قد فقدت قواعدها الشعبية التي تسيطر عليها الحركة الوهابية من الداخل لتجد نفسها مملكة ال سعود تتحرك بالفراغ تماما ولاتكد تضع ارجلها على قواعد بشرية تسند حركتها الطبيعية على الارض وهذه هي الكارثة الثالثة التي اوصلت الدولة السعودية الى نهايتها الحتمية في الوجود !.
ان نهاية الدولة السعودية في جزيرة العرب والمسلمين هي ليست امنية نتكئ على وسادتها لنحلم بغد افضل ليس فيه هذه النماذج من الحكم الخارجة على الشرعية العقلية والفكرية والاسلامية والعالمية والانسانية .....فحسب ، وانما هي حتمية قانونية تفرضها علينا سنن التاريخ والقرءان والفكر البشري ايضا ، فهذه الدولة بانت بوادر الانهيار المعنوي والمادي فيها من الداخل والحارج تماما ، لذا هي وفي اللحظة الاخيرة من الحياة تنازع البقاء القسري ك (( ذبالة الفانوس عندما تهب لتنطفئ تماما )) وما هذه التلاطمات والتجاذبات وكذا الاهتزازات الكبيرة في سياسة دولة ال سعود الداخلية والخارجية الا مؤشرات تؤكد على الضعف اكثر منه تاكيدا على القوة ، فليس هناك قوة شعبية داخلية تسند النظام السعودي القائم ان تعرض لاي هزة من الخارج ، مما جعل العائلة الحاكمة في ارض الجزيرة العربية ترتمي وبكل مالديها في احضان المستعمرين الاقوياء من (( الكفرة على حد تعبير الفكر الوهابي )) لحماية وجودها المهترء تماما ، وكذا محاولة هذه العائلة الحاكمة ان تستبدل كل سياستها ازاء الكيان الصهيوني الغاصب للارض العربية والاسلامية في فلسطين ولبنان وسوريا ، بأن تدخل مع الكيان الصهيوني بحلف وثيق يؤمن لها الدعم والحماية الغربية من السقوط والغضب الشعبي الداخلي الذي يتهدد مصير هذا النظام من الداخل ، لذالك ليس من المستغرب في القريب من الوقت ان نجد اعلان تحالف مقدس بين مملكة ال سعود ودولة ال اسرائيل يظهر الى العلن باسم الدفاع عن الامن والاستقرار العالمي ضد الارهاب وزعزعة استقرار في المنطقة العربية والاسلامية هنا ؟.
كل هذا وغيره مؤشرات على مدى الهشاشة التي تشعر بها الدولة السعودية امام التطورات الطبيعية لشيخوخة الدولة السعودية من جهة ، وقوة الدفع الخارجي الضاغط على وجود هذه الدولة من جانب اخر !.
نعم ذكي جدا من يلاحظ ان ولادة الدولة العراقية الديمقراطية الجديدة ، وامتلاكها لافق الهدف الكبير وطفولة مراحلها النامية وتطلعها الى الفتوى والقوة ، ومن ثم تهيئة كل الظروف لاقامة مشروع دولة قوية وبدماء جديدة وشابة ومتطلعة ....الخ ، قد ساهم في تفاقم رعب دولة ال سعود الايلة للسقوط في مراحل عمرها المتقدمة ، لذالك فان دولة ال سعود ترى في التجربة العراقية للدولة الفتية المولودة حديثا ، تراها بعين الموت القادم على ربوعها التي اسنت تماما لقدم التجربة واستنفادها لكل طاقاتها الحيوية ، وليس امامها الا الدخول بحرب ابادة ضد الدولة العراقية الجديدة ، لتوفر لها (( للدولة السعودية القائمة اليوم )) صنع عدو خارجي بامكانه ان يحرك الدماء المتجمدة في الجسد الجزيري الداخلي ليستمر القلب بالنبض والحياة في هذه الدولة من جانب ، ودفع الحركة الوهابية التي تمثل الخطر الداخلي الكبير وخاصة بجيلها الثالث المتمرد على الدولة السعودية من تغيير البوصلة من التفكير على الانقلاب على الدولة السعودية المنتهية الصلاحية الوجودية والناضجة الثمرة للسقوط في احضان الحركة الوهابية تماما ، الى التفكير بالعدو الشيعي الرافضي .....الخ الذي ضرب خيامه في العراق اليوم ، البلد المجاور لبلد الحرمين الشريفين المقدسين للعالمين العربي والاسلامي هذا !.
ان ظواهر من قبيل انتفاضة العراقيين الاحرار في المهجر ضد الارهاب السعودي الوهابي الذي يضرب بلدهم - العراق الجديد - بكل وحشية وقسوة ، وانتفاضة القلم العراقي المهاجر وبنفس الاتجاه من الحيوية وثورة الحبر على الظلم والارهاب السعودي ، وما استتبع هذه الثورة القلمية والشعبية العراقية من تحريك للذهن العربي والاسلامي ودفعه الى التفكير بخطر الدولة السعودهابية على الاسلام وعلى العرب بصورة عامة ، وتمرد القلم العربي بعد العراقي وتلمس بعض بوادر هذه الثورة الثقافية وكتاباتها في الصحف العربية السورية واللبنانية والمصرية والليبية واليمنية ......الخ ، يؤكد لنا ان العراقيين استطاعوا ان يغيروا من المعادلة في المنطقة العربية والاسلامية ثقافيا وسياسيا ، بل وان يقودوا وجهة البوصلة من توبيا عدم التعرض لدولار البترول السعودي الوهابي اعلاميا الى التخلص من اغلال هذه التوبيا الى رحابة حرية التفكير لهذا العقل العربي ، وماهي الا فترة قصيرة ان استطاع عراقيوا المهجر - بالخصوص عراقيوا المهجر لتاثيرهم الرهيب على العقل الغربي الذي يعيشون فيه وفضح ارهابية هذه النظام السعودي وتبرأة الاسلام العظيم من ارهاب الوهابية السعودية - ان يستمروا بانتفاضتهم المقدسة ضد الارهاب السعودي فنحن نجزم بان زوال هذه الدولة الفاسدة على وجود الارض العربية والاسلامية المقدسة سوف يزول قريبا انشاء الله تعالى !.
بسم الله الرحمن الرحيم :
(( فاصبر صبرا جميلا ، انهم يرونه بعيدا ، ونراه قريبا )) صدق الله العظيم
24/08/2007م