السبت، فبراير 13، 2010

الوجود الاجتماعي بين الفكرة والسلطة .... الحراك الشيعي أنموذجا

( بقلم : حميد الشاكر )



في الاونة الاخيرة من عصرنا المعاش برزت ظاهرة (( الخوف على الوجود )) من قبل بعض الاقليات الدينية التي تعيش بين اظهر المجتمعات العربية والاسلامية اليوم لاسيما من قبل الاقليات المسيحية باعتبار انها تمتلك الكثير من المنابر السياسية الغربية المسيحية التي تدفع وتروج لحالة الهلع والرعب داخل المجتمعات الاسلامية لترسي فيما بعد قاعدة الحماية لهذه او تلك من الاقليات الدينية من الغول العربي والاسلامي الذي وفجأة تحول من مجتمع متجانس الى مجتمعات متنافرة وغير قابلة للحياة !.

والحقيقة ان شعار (( الرعب او الخوف على الوجود )) هو ليس بالجديد مئة بالمئة ، ولكن الجديد فيه هو الترويج له سياسيا واعلاميا وبكثافة ملفتة للنظر حقا ، باعتبار ان مدونة (( الخوف على الوجود )) أول من أسس لها وفعليا في العالمين العربي والاسلامي هو الكيان الصهيوني العنصري بعدما استولى على فلسطين بالقوة والاحتلال لينهب الارض والاملاك وليبيد الانسان والتراث والثقافة للانسان العربي في فلسطين ، ومن ثم ليلعب على شعار (( الخوف على الوجود او الكيان الصهيوني من الابادة )) سواء كان هذا المهدد للوجود الصهيوني هو الجار العربي المعتدى عليه دائما او الجار الفلسطيني صاحب البلد ومالك الدار الحقيقي او المد الاسلامي المارد الكبير الذي يشعر بسرقة مقدساته على يد حفنة من اللصوص العنصريين الصهاينة في فلسطين !.
وهكذا كانت لافتة (( الخوف على الوجود )) بذرة زرعها الكيان الصهيوني قديما لتوسع اليوم لتشمل ليس فقط الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة ، بل وكذالك لتمتد شيئا فشيئا الى كافة الطوائف والاديان والمذاهب .... الموجودة داخل الاجتماع العربي والاسلامي اليوم ، ولتتحول الى ظاهرة يجب معالجتها فكريا وثقافيا وسياسيا ليتسنى لنا معرفة الكيفية الصحية للانسان العربي والاسلامي في التعامل مع هذه الظاهرة بعد فهمها ومعرفة اصولها على الحقيقة !.
اذن : ماهي ظاهرة الرعب على الوجود من قبل الاقليات الدينية المتواجدة داخل جسد الكيان العربي والاسلامي ؟.
وكيف لنا ان نفهم ابعادها السياسية والفكرية والنفسية لتلك الاقليات التي كانت هادئة لتفاجأنا بالقلق العجيب والحراك اللاطبيعي على وجودها الاجتماعي ؟.
وهل هذه الظاهرة من الخوف مفتعلة وسياسية استعمارية غربية ؟.
أم هي ظاهرة نفسية وفكرية في الاساس ؟.
وكيف ينبغي تعامل هذه الاقليات مع هذه الهواجس الطبيعية عندما تشعر وبعمق ان وجودها مهدد بالانقراض في هذا الوطن او ذاك من العالم العربي او الاسلامي ؟.
واخيرا ماهو الضمان الحقيقي لاي مجتمع او اقلية تريد ان تضمن الفاعلية والاستمرارية في الحياة ، بدلا من رؤية جسدها وهو يموت شيئا فشيئا داخل الوجود العربي والاسلامي من طغيان الاكثرية على هذا الوجود ؟.
وهل الضمانات تكمن في تضخيم الرصيد السياسي السلطوي لهذه التجمعات الصغيرة ، بأن تأخذ مناصب ارفع في الدولة ؟.
أم هي تكمن في تفعيل الدور الفكري والثقافي والنفسي لهذه التجمعات الانسانية ، واعتبار ان الفكر وليس السلطة هو الضمان الحقيقي لحياة اي امة واستمرارية وجودها في هذا العالم ؟.
لنبدأ من البداية والجذور ولنرجع الى اصل الحكاية ، ومن زارع هذه البذرة الخبيثة من (( الرعب على الوجود )) الا وهو الكيان الصهيوني العنصري الغاصب والحاقد بنفس الوتيرة ، ولندرك ان هذا المفهوم ومن الاساس يتولد من ((جريمة )) ، ولايتولد من فراغ ، وهو بحد ذاته وليد الرعب من الضحية وليس الخوف من الجلاد كما يروج له الاعلام الصهيوني والغربي اليوم ايضا ، وهي - ظاهرة الرعب على الوجود - وليدة الحالة النفسية والفكرية بالاساس وليست وليدة الاوضاع الامنية والسياسية كما يراد تصويرها بالتزييف !.
نعم : ان شعور الكيان الصهيوني الاسرائيلي العنصري بهذا الرعب على وجوده الفعلي في المنطقة العربية والاسلامية هو وليد شعور نفسي قوي يدفع بالذات الصهيونية الى القلق الدائم على الوجود وهي ترى الضحية امامها في كل يوم ، يتحرك وفيه بقية من حياة ، وتتساءل تلك الذات المجرمة : هل من المعقول ان يصمت الضحية على سرقة وطنه وقتل اطفاله ونهب ممتلكاته بهذه البساطة ؟.
واذا ضمن الكيان الصهيوني القوة اليوم فمن يضمن المستقبل لهذا اللص الذي سرق الضحية ودمر حياته من ان تدور الدائرة ويمتلك الضحية قوة الجلاد الصهيوني فهل عندئذ سينسى المكلوم ويترك الثأر من سارق الدار وقاتل الاطفال وباقر بطون الحوامل وحارق الديار ؟.
هذه هي بعض الحالة النفسية التي تضخ حالة الرعب في الذهنية الصهيونية من الاخر الفلسطيني والعربي والاسلامي على وجوده المفتعل مئة بالمئة ، كما انها نفس حالة اي لص او مجرم او معتدي يشعر دائما بالخوف من ضحاياه الكثر ومن زاوية انتقامهم المتوقعة ، وهي كما ترى حالة نفسية طبيعية ليس لها اي دواء يذكر ، ولايهدئ من هلعها وخوفها الطبيعي اي شيئ في هذا الوجود الانساني ، باعتبار ان لكل جريمة لابد من عقاب ، والخوف من العقاب كالخوف من الوجود وعلى الوجود شبرا بشبر ، وربما يتحصن المجرم بالقوة وزيادة العنف ويطالب بالامن بحالة هستيرية ، ولكن مع ذالك ومهما امتلك السراق والمجرمون من قوة فستبقى الحالة النفسية بقلق متزايد ومتضاعف كل يوم على الوجود وهذه هي الحالة الصهيونية اليوم بالضبط !.
ولكن اذا كان صهاينة ال اسرائيل يشعرون بالرعب او الخوف على الوجود من خلال ما اقترفوه من جرائم بحق الانسانية والعرب والمسلمين بالخصوص ، فلماذا شعرت مؤخرا باقي الطوائف والمذاهب والاقليات الدينية .... بنفس هذا القلق على الوجود ليتحول العالم العربي والاسلامي الى مرجل يغلي من قبل هذه الاقليات المسيحية بالخصوص وصراخها المفاجئ وخوفها اللامبرر على وجودها هي الاخرى داخل هذه المجتمعات العربية والاسلامية ايضا ؟.
وهل هذا الخوف المسيحي العربي والاسلامي هو الاخر ينخرط بنفس اطار الرعب الصهيوني على وجوده ايضا ؟.
أم انه خوف مفتعل اعلاميا وخاصة منه الغربي لادخال الانسان العربي المسيحي وغيره من مسيحيي العالم الاسلامي في دوامة الارهاب التي تدفعه الى البحث عن حماية خارجية تضمن له وجوده وحياته في هذا البحر الهائج من الرعب المصور خارجيا ؟.
ماذا يعني خروج البطرك الماروني اللبناني مار نصر الله صفير كل صباح ومساء ليذكرنا بالوجود المسيحي اللبناني المهدد بالابادة او الانقراض من هذا البلد اللطيف ؟.
ولماذا يلتحق البطرك العراقي الجديد عمانوئيل دلي بركب القافلة اللبنانية المارونية ليرفع شعار (( الخوف على الوجود )) في العراق ، مع ان الكل في العراق معرض للارهاب الامريكي والوهابي المتحالف مع الصداميين بنفس الدرجة مسلمين ومسيحيين صابئة وايزيديين ...الخ ؟.
وماهي قصة الرعب على الوجود تلك اذا لم يكن هناك مبررات غير الاشتراك باللعبة الصهيونية القديمة ؟.
ولماذا اقباط مصر في نيويورك وواشنطن دائمي المطالبة بالحقوق السليبة لاقباط مصر الداخل ووجوب حمايتهم دوليا ؟.
وهل اذا فرض جدلا ان توفرت الحماية الخارجية السياسية لهذه الاقليات الدينية في العالمين العربي والاسلامي ، فسوف تنمو وتنتعش وتعود الى تاريخها المجيد لتطمئن على وجودها الفعلي ؟.
أم ان هذه المطالبة بالحماية الخارجية للاقليات الدينية سوف تزيد من حالة العزلة والرعب والقلق لهذه الاقليات مما يدفعها بالحق الى اعدام وجودها ذاتيا لتصبح مغتربة في الوطن وسائحة في بلاد الغربة بلا تفكير بالعودة للوطن ؟.
ان التاريخ والمنطق والعقل والتجربة تحدثنا ان ليس هناك ضمان للوجود الانساني الاجتماعي لاي دين او طائفة ... قليلة كانت ام كبيرة اذا لم يكن هذا الضمان الانساني ذاتيا ونابعا من القدرة الشخصية لهذا الدين او ذاك من الاديان والمذاهب والطوائف والافكار .. الانسانية ، كما ان التاريخ يعلمنا ان هناك المجتمعات التي كانت عملاقة ولكنها وبفعل بعض العوامل الانسانية والطبيعية قد انقرضت تماما او تراجعت بقوة لتصبح اليوم مجرد اقلية تعالج البقاء بعنف لتستمر بالحياة ، كما ان التاريخ يوضح لنا الكيفية التي من خلالها كانت مجتمعات اقلية وضعيفة نمت وتطورت بالفعل الذاتي لتصبح اليوم قوية ومنيعة وكبيرة بشكل ملفت للنظر !.
وكل هذا لالشيئ ان اردنا فهم معادلة البقاء والاستمرار للوجود الاجتماعي ، الا اذا فهمنا سر البقاء هذا ، وهل هو بقاء للاقوى ام انه بقاء للاصلح وللانفع للبشرية وبالفعل ؟.
ان معادلة البقاء للاقوى هي المعادلة السياسية الظاهرة في الوجود الانساني ، ولكن معادلة البقاء للاصلح هي المعادلة الفكرية الثقافية الايدلوجية الانسانية القائمة على البعد الفكري للوجود الاجتماعي هنا !.
او بمعنى اخر : انه صحيح ان معادلة القوة وكما يحدثنا التاريخ فاعلة ومؤثرة في العمل الاني الانساني ، ولكن نفس هذا التاريخ يقول لنا ان في النهاية ولسر ما غير واضح تنتصر معادلة الفكر الاصلح على معادلة القوة والسلطة والتفرعن في التاريخ وحتى اليوم لينتصر - مثلا - دم المسيح على سيف الامبراطورية الرومانية ، كما انتصر الحسين على الدولة والسلطة الاموية وهكذا !.
وفي نفس الاتجاه نجد ان الضمانة الحقيقية لاستمرار اي وجود اجتماعي هو ليس القوة والسلطة بحد ذاتها ، وانما الرؤية والفكرة هي الاقوى على لملمت الشتات الاجتماعي وخلق اللحمة فيه وقوة الاستمرار له ، اما العكس بان نعتمد على السلطة والقوة لحماية اي وجود اجتماعي فقد
اثبت التاريخ وبلا ادنى شك ان هذا الوجود حتما سينتهي او ينقرض او يتقلص عندما تموت او تنقرض او تنتزع السلطة والقوة من هذا الوجود الاجتماعي السلطوي النشأة !؟
في ظاهرة الوجود الشيعي الاسلامي عملية فكرية غاية في الاهمية لمن اراد فهم معادلة الوجود الاجتماعي وكيفية تبلوره من مجرد اقلية مضطهدة ومظلومة وصغيرة الى ظاهرة قوية وانسانية ومؤثرة عصريا ، ودراسة مثل هذا الوجود الشيعي وكيفية تحركه تاريخيا وعوامل قوته وثباته في وجه اعتى المخاطر الانسانية التي هددت وجوده في اوقات كثيرة ، مثل هذه الدراسات والبحوث تضع اناملنا على الاسرار الاجتماعية والتاريخية الحقيقية التي تتمكن من قلب معادلة البقاء لللاقوى الى معادلة البقاء للاصلح في الحياة الانسانية !.
نعم مّثل الوجود الشيعي وفي الحقيقة التاريخية الاقلية التي استطاعت وبعيدا عن منطق القوة والارهاب والسلطة ، ان تشكل نواة الاجتماع الفكري الباني لذاته من الداخل والفاعل والعامل على تنمية هذه القوة الذاتية الفكرية والثقافية والايدلوجية ايضا ، وربما هناك من قرأ وبوعي وتأمل هادئ الكيفية التي تعرض لها الوجود الشيعي في قلب العالم العربي والاسلامي الى حملات الابادة المقصودة سياسيا لهذا الكائن الانساني الصغير ، وحتى اليوم يرى العالم الانساني الهجمة الشرسة التي تستهدف هذا الوجود الاسلامي الاصيل المسمى بالوجود الشيعي ، فهناك الفتاوى الدينية السلفية العلنية التي تدعو ساسة العرب والمسلمين الى ضرب الوجود الشيعي وابادته وعزله تماما عن الوجود الانساني ، ولكن مع ذالك لانجد هذا القلق الكبير الذي ينتاب بعض الاقليات الدينية والمسيحية في العالمين العربي والاسلامي بالخصوص يظهر في معادلة الخوف على الوجود الشيعي لا في الحديث ولا في القديم من سالف الازمان !.
نعم اذا قلنا ان الوجود الشيعي اليوم هو صاحب شوكة وحضور في العالمين العربي والاسلامي فهو لذالك غير خائف على مفهومة الوجود الشيعي في هذا العالم ، فكيف لنا ان نفهم نفس هذا الوجود الشيعي تاريخيا وعدم خشيته على وجوده ايضا وهو لم يكن سوى اقلية خائفا ومطاردة وملاحقة سلطويا ودينية ومحاربة اقتصاديا ومعزولة اجتماعيا ايضا ؟.
ما السر الذي يملكه الوجود الاسلامي الشيعي الذي يضخ له هذه القوة من الاطمئنان على الوجود الانساني سواء كان اقلية معارضة معدمة او اكثرية صاحبة شوكة وسلطان ؟.
هل هي السلطة والقوة التي وهبت التشيع هذه الصلابة ؟.
أم هي الرؤية والفكرة والتنظيم والشخصية الداخلية لايدلوجية التشيع هي القوة الحقيقية لهذا الوجود الاجتماعي الانساني ؟.
في الحقيقة ان الواقع يقول لنا وبكل صراحته التاريخية والحاضرة ان الوجود الشيعي واستمرايته القوية وديناميكيته الحركية اثبتت وبلا ادنى اريب ان البقاء ليس للاقوى سياسيا بقدر ماهو بقاء للاصلح انسانيا وفكريا !.
بمعنى ان ومن خلال دراسة ظاهرة التشيع الاسلامية تثبت لنا هذه الظاهرة الاجتماعية ان القوة الحقيقية لاي مجتمع يريد ان تكون له قوة ذاتية غير مرتبطة باي سلطة خارجية او حماية اجنبية ، يجب ان تكون (( الفكرة )) او الرؤية او الايدلوجية هي المنطلق وهي المؤسس الاكبر للوجود الاجتماعي المراد قيامه واستمراره في هذا العالم البشري ، كما ان هذه الظاهرة اثبتت ومن الجانب الاخر للمعادلة انه ليست المناصب السياسية او السلطة الزمنية او الدولة القمعية هي الضمان الحقيقي لهذا الوجود الاجتماعي او ذاك الوجود الانساني ، لالسبب معقد سوى ان الاتكاء على السلطة السياسية واعتبارها هي القاعدة الاساسية لاقامة وتشييد المجتمع ، مثل هذا الاتكاء سينهار حتما بالمجتمع عندما تزول اركان هذه السلطة او تلك الدولة من الفعل والتاثير ، وعندئذ ومن الطبيعي اهتزاز هذا الكيان الاجتماعي وربما انقراضه من الوجود تماما بسبب انتفاء قواعده من الدعم ، وهذه الرؤية هي ماتدفع بعض التجمعات الطائفية او المذهبية او الدينية او الفكرية ... المعتمدة بوجودها الاني على الدولة والسلطة ان ترى في السلطة والدولة وجودها الحقيقي ، وان ليس لها اي هوية او وجود فعلي بلا سلطة سياسية مما يحول هذه التجمعات السلطوية كبيرة كانت ام صغيرة الى جلاد بشري بامكانه فعل الكثير من الاجرام والارهاب والعنف في سبيل الحفاظ على وجوده الواقعي وكما يعتقده هو بالفعل والمتمثل بوجود السلطة والاستيلاء على الدولة ، ولكن ومن خلال التجربة اثبت لنا التاريخ ان من كان بناءه على جرف هار فان وقوعه في الهاوية من الحتميات التاريخية الغير قابلة للشك ، بعكس من اسس بنيانه على تقوى من الله ، وعلى رؤية فكر ومنهاج صالح ، فان مثل هذا البنيان يضعف لكنه لن يموت ابدا !.
ان هذا الايمان بقوة البناء للاجتماع الشيعي الاسلامي هو السر في أطمئنان التشيع على وجوده الانساني وانه سوف لن يموت في يوم من الايام ، كما ان هذه الرؤية التي تنبني بعيدا عن العوامل الانية السلطوية وغير السلطوية من مبادء القوة والعنف والسلطة ، هي الاخرى التي تجعل من البنيان الشيعي بنيانا يقوم على الثابت والاصيل والقوي الحقيقي في بناء الاجتماع الانساني ، مما يرشح هذا النموذج الاجتماعي الى دراسته وبحثه والاستفادة منه لكل طائفة او مذهب او دين او فكرة ... خائفة على وجودها من الانقراض والتآكل وان تصبح اقلية بحاجة الى الحماية الداخلية من خلال السلطة او الخارجية من خلال الحماية الاستعمارية !.
نعم فليدرس كل خائف على وجوده الاجتماعي - باستثناء الكيان العنصري الغاصب في فلسطين - التجربة الشيعية بتأمل ليدرك ، ان اصل العدل في الفكر الشيعي - مثلا - لم يأتي عبثا وانما جاء ضمانا لاستمرارية هذا الوجود ونموه وازدهاره ، وليدرك ان السلطة السياسية ليست هي الضمان لارتقاء المجتمع ، مع انها مساعد ثانوي لدفع المجتمع الصالح للامام ، وليدرك ان الحراك الحقيقي لحياة المجتمع عندما يمتلك قيادة كعلي بن ابي طالب والحسين بن علي عليهم السلام الذين هم مع الانسان اينما كان موقعه ، وليدرك اخيرا انه رقم اصيل وليس تابع لمؤامرة استعمارية هنا او استعمارية هناك !.
______________________

17/03/2008م